تدريباتنا

أسفار تدمير غزَّة

بواسطة | مايو 2, 2024

ألا يحقّ لنا أن نتساءل عن الأسباب التي تقف وراء هذه الوحشّيّة الرهيبة التي تتصف بها الحرب التي يشنّها الصهاينة على غزَّة غير مبالين بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وتشريد الأطفال والنساء والشيوخ؟

ويدفعنا إلى هذا التساؤل وضوح أنَّ ردّة الفعل الصُّهيونيّة الفظيعة الحاصلة لا تتناسب كمّاً ولا كيفاً، مع العمليّة العسكريّة التي قام بها الجناح العسكريّ في حركة حماس حتى يهتاج الساسة الصهاينة بهذه الطريقة الجنونيّة، ويأمروا الجيش الصهيونيّ بإبادة شعب بأكمله، لذلك لا يمكن فهم ما يحدث الآن في غزَّة على أنّه عمليّة عسكريّة ذات هدف محدّد هو توجيه ضربة عسكريّة انتقاميّة لحركة حماس، لأنَّ ما يجري يدلّ على أنَّ المقصود منه هو اجتثاث غزَّة من الوجود، أرضاً وشعباً.

ولن يكون في وسعنا فهم هذه الأسباب الغامضة أنفسها ما لم نعرف أنَّ العقل الصهيونيّ عقل مكوَّن على أساس نزعة دينيّة-عرقيّة، أدت إلى تكوين ذاتيات بشريّة متعاليّة على الآخرين بالمعنى اللاهوتيّ تولّدت عنها نزعة عنصريّة تدميريّة، وتجسّدت واقعاً في ما يُسمّى الآن “دولة إسرائيل”؛ لكنَّ هذه العنصريّة نفسها والأشدّ خطراً حتى من العنصريّة النازيّة غير مكشوفة، ويرجع ذلك أولاً إلى التسويغ اللاهوتيّ المقبول عالميّاً لحقّ يهود الشتات في إحياء مملكة داود وسليمان على أرض فلسطين، وهي مملكة زُعِم أنّها ترجع إلى نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، لكن لا يوجد أي دليل على وجودها سوى الرواية التوراتيّة التي تلهث لمطابقة جغرافيا فلسطين معها أجيال من علماء الآثار من مختلف الجنسيات منذ مطلع القرن التاسع عشر ممن يعملون في حقل معرفي زائف هو علم الآثار التوراتيّ؛ ويرجع ثانياً إلى أنَّ الغرب الأوروبي-الأمريكيّ يُصدِّر “دولة إسرائيل” إعلاميّاً بصفتها الدولة العلمانيّة والديموقراطيّة الوحيدة في المنطقة ويزوِّدها بمختلف عوامل القوّة والديمومة والتفوّق العلميّ والتكنولوجيّ والعسكريّ، ويقف وراء هذا التوجُّه الغربي نفوذ اليهود العلمانيين وغير الملتزمين وحتى الملحدين داخل العالم الغربي وداخل دولة إسرائيل المزعومة نفسها.

إذن، تُظَهَّرُ “دولة إسرائيل” بأنّها تمثِّل المظلوميّة الدينيّة المعترف بها عالميّاً وحتّى عربيّاً من حيث الانخداع التّام بتصديق الرواية التوراتيّة عن أرض الميعاد المزعومة بجغرافيتها وأزمنتها وأشخاصها، هذا من جهة؛ وتُظَهَّر من جهة أُخرى بأنّها النموذج الحضاريّ الوحيد المناظر للنموذج الغربيّ في منطقة الشرق الأوسط، لذلك لا بدّ من حمايتها والدّفاع عنها والمحافظة على استمرار وجودها.

لكن من مفارقات الأقدار وعجائب الزمان أن تُقبل صورة بهذا التناقض والتهافت عن دولة من الدّول، فأن تظهر دولة بأصول دينيّة وعرقيّة وعنصريّة على أرض سُلبت من أصحابها وُيسوّق لها ويُدافع عنها وتُبرَّر جرائمها بهذه الطريقة، فهذا أمر يقع خارج معايير العقل،-ليس هذا فحسب! بل المأساة الكبرى أنَّ هذه الأصول أنفسها مُخْتَلَقَةٌ تماماً، لأنَّ اليهود المقيمين في فلسطين لو فُحِصوا جينيّاً لتبيّن أنّهم خليط أنثروبولوجي من مختلف شعوب الأرض، لكن الرواية التوراتيّة حوّلتهم إلى شعب الله المُختار صاحب الحقّ في أرض ميعاده، وصدَّق العالم كلّه هذه الرواية، تحديداً العالم الغربيّ، بعد أن رمى العلماء الغربيون مناهج النقد التاريخيّ وأدوات البحث الأركيولوجيّ وعلم المخطوطات عند أقدام تيودور هرتزل (1860-1904 م).

اقتنع هرتزل بإمكانية تأسيس وطن لليهود في فلسطين في مؤتمر بازل عام 1897 بعد أن عاين موقفاً حاسماً باختيار فلسطين كوطن قومي من قِبَل الصهاينة الحاضرين للمؤتمر وكانوا من أوروبا الوسطى والشرقية وروسيا بالإضافة إلى عدد قليل من أوروبا الغربية وحتى الولايات المتحدة، وتوافق هؤلاء الحاضرون بعد المداولات على برنامج بازل الذي مفاده أن الصهيونيّة تتطلّع إلى إنشاء وطن قوميّ لليهود في فلسطين. وكانت نظريتهم أنَّ الصهيونيّة حركة تعتمد على اليهود، ولا قيمة لليهود كقوميّة إذا لم يتم ربطهم بأرض إسرائيل المزعومة، ولن ينجح هذا الربط إلا بتوظيف النصّ التوراتيّ-وهو نصّ مقبول عالميّاً-من أجل إرجاع اليهود إلى أرض ميعادهم، فاكتملت المؤامرة.

وعليه، يجب أن نعلم أنَّ الصهاينة يؤمنون في أعماقهم، تحديداً بعد تأسيس دولة إسرائيل المزعومة عام 1948 م أنّ وجودهم حاصل بإرادة إلهيّة-توراتيّة، ولا يُفسِّرون أيّ مقاومة لهم إلا بصفتها تعدّياً عليهم من أعداء الله من الشعوب الكافرة؛ ولذلك ما قامت به حركة حماس ليس في عقل اليهود المُتصهينين إلا اعتداءً على شعب الله المُختار. ولا شك في أنَّ نظرة اليهود المتصهينين-وهم المُسيطرون في فلسطين المحتلة عن أتباع الديانات الأخرى هي نظرة معروفة لا تحتاج إلى زيادة بيان فَهُم لا يعترفون حتى بالدِّين المسيحيّ ولا الإسلاميّ وإن كان المسيحيون والمسلمون يعترفون بالدِّين اليهوديّ، وهذه قضيّة استغلها الصهاينة أحسن استغلال لإقناع الناس بمزاعمهم التوراتيّة عن حقهم في أرض فلسطين، فعدم تصديق الكلام الوارد في التوراة قد يعني بالنسبة للمسيحيّ والمسلم ضرباً من التجديف أو المروق من الدين، سواء أكان هذا الدِّين إسلاميّاً أم مسيحيّاً. ويرجع ذلك إلى أنَّ اليهود استطاعوا عِبْرَ تاريخهم أن يُكَرِّسوا في أذهان النّاس في مختلف أنحاء العالم، تحديداً في عالمنا العربي فكرة أصبحت من المسلّمات غير القابلة للنقاش، وهي أنَّ أسفار التوراة يجب الأخذ بها لكونها من تأليف أنبياء يحظون بمكانة دينية كبيرة عند المسلمين والمسيحيين على حدّ سواء،-فأسفار موسى الخمسة، تمثيلاً لا حصراً، يجب أن تُقبل بما تحتويه من معلومات تاريخيّة لأنّها من تأليف النبيّ موسى، وهكذا دواليك بالنسبة إلى بقيّة الأسفار؛ لذلك يصبح التشكيك في صحة الحوادث التاريخيّة المذكورة في الكتاب المقدّس (العهد العتيق) طعناً في نبوّة أنبياء لهم قيمة كبيرة في الضمير الدِّينيّ العامّ! علماً أنَّ هناك دراسات نقديّة رصينة تؤكّد وجود وَضْعٍ وتلفيقٍ واختلاقٍ في نصوص التوراة إلى حدّ بعيد، تحديداً في ما يتعلّق بإمكانية وجود ممالك يهوديّة في فلسطين.

لكن للأسف أصبح يُنظر الآن، عالميّاً، إلى الصهاينة بصفتهم أصحاب الأرض، وإلى فلسطينيي غزَّة بصفتهم المعتدين والدخلاء، وهذه نظرة كرّستها التوراة في عقول اليهود ويكرّسها الصهاينة الآن في عقول النّاس في مختلف أنحاء العالم.

وقد يُصدم المرء حينما يعرف أن ذِكر غزة في التوراة يشير إلى مدى شرِّ شعبها وقادتها، ومدى كراهيتهم لإسرائيل والشعب اليهودي، ولذلك أقدم جيش سِبط يهوذا على احتلالها. “وَأَخَذَ يَهُوذَا غَزَّةَ وَتُخُومَهَا، وَأَشْقَلُونَ وَتُخُومَهَا، وَعَقْرُونَ وَتُخُومَهَا.” (سِفْر القضاة: 1: 18)

  ويَرِد: “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَبَوْا سَبْيًا كَامِلًا لِكَيْ يُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا.” (سِفْر عاموس: 1: 6)

ونقرأ أيضاً “تَرَى أَشْقَلُونُ فَتَخَافُ، وَغَزَّةُ فَتَتَوَجَّعُ جِدًّا، وَعَقْرُونُ. لأَنَّهُ يُخْزِيهَا انْتِظَارُهَا، وَالْمَلِكُ يَبِيدُ مِنْ غَزَّةَ، وَأَشْقَلُونُ لاَ تُسْكَنُ. وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ، وَأَقْطَعُ كِبْرِيَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. (سِفْر زكريا: 9: 5-6)

ولا شك في أنَّ أيّ صهيونيّ تكوَّن عقله عبر قراءة هذه النصوص وغيرها كثير سيعمل على تنفيذ أوامر إلهه من أجل تدمير غزَّة، وهذا ما يقوم به الجيش الصهيونيّ الآن فعلاً، لكن نحن العرب نحيّد أنفسنا عن هذا كلّه وكأنّه لا علاقة لنا بما يحدث؛ غير أنَّ معرفة الحقيقة ستزيد من قوّة الصدمة التي تنتظرنا، فالآن يحدّد اللاهوتيون الصهاينةُ أعداءَ دولة إسرائيل الحاليين استناداً إلى النصّ التوراتيّ. ويكشف لنا مقطع خطير كيف يُحدِّد العقل الصهيونيّ أعداءه الآن وفق الآتي:

“اَلَّلهُمَّ، لاَ تَصْمُتْ. لاَ تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَا اَللهُ. فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً، وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. قَالُوا: هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ. لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعًا. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْدًا. خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعِيلِيِّينَ، مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ. جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ، فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ. أَشُّورُ أَيْضًا اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعًا لِبَنِي لُوطٍ. (…) هكَذَا اطْرُدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ، وَبِزَوْبَعَتِكَ رَوِّعْهُمِ. امْلأْ وُجُوهَهُمْ خِزْيًا، فَيَطْلُبُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ. لِيَخْزَوْا وَيَرْتَاعُوا إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَخْجَلُوا وَيَبِيدُوا، وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ، الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.” (المزمور 83: 1-18)

قام جويل سي. روزنبرغ Joel C. Rosenberg وهو رئيس تحرير مجلة ALL ISRAEL NEWS وALL ARAB NEWS  والرئيس والمدير التنفيذي لشركة Near East Media ومؤلِّف من أكثر الكتب مبيعاً في نيويورك تايمز، ومحلل لشؤون الشرق الأوسط، وزعيم إنجيلي، يعيش في القدس، أقول: قام بتفسير الأسماء الواردة في النص التوراتي السابق ليحذِّر الصهاينة من أعدائهم فأكّد أنَّ خيام أدوم والإسماعيليين هي جنوب الأردن والجزيرة العربية. وموآب والهاجريون للدلالة على وسط وشمال الأردن. وجبال وعمُّون وعماليق تشير إلى لبنان وسوريا وشبه جزيرة سيناء. أما فلسطين فتدل هنا على قطاع غزة. وصور تدل على لبنان. و”اتفاق أشور” يعني قيام تحالف ضدّ الصهاينة بين سوريا ولبنان والعراق. وبذا تكون قد تحدّدت خارطة أعداء إسرائيل، ليشنَّ عليهم يهوه مع شعبه المختار حرب إبادة كالتي تحصل الآن في غزَّة، ومن يستبعد حصول مثل هذه الحرب في المستقبل يكون غير عارف بحقيقة الفكر الصهيونيّ-التوراتيّ.

 إنَّ وجود الصهاينة في فلسطين خطر داهم يهدِّد ليس العرب وحدهم؛ بل الإنسانيّة كلِّها، وإذا كنّا لا نكترث بخطورة النصوص التوراتيّة، فيكفي أن نعرف أنها هي علّة احتلال فلسطين، وستكون علّة لخراب شامل يطال المنطقة كلّها إذا لم نواجهها على الأقل ثقافيّاً بشجاعة تقترب ولو قليلاً من الشجاعة البطوليّة النادرة لأبناء غزَّة.

مواضيع ذات صلة

عبد السلام العجيلي: شيخ الأدباء وأيقونة الفرات

عبد السلام العجيلي: شيخ الأدباء وأيقونة الفرات

يمثل عبد السلام العجيلي ذاكرة تأسيسية في مدونة الأدب السوري، ذاكرة من من ذهب وضياء، ضمت في أعطافها عبق الماضي وأطياف الحاضر، امتازت بقدرته الفائقة في الجمع بين مفهومين متعارضين ظن الكثيرون أنه لا لقاء بينهما، ألا وهو استلهامه واحترامه للتراث وللإرث المعرفي المنقول عمن...

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

إلى جانب كونها مدينة الطرب والقدود، برعت حلب وتميَّزت في فن الموشحات، وذلك بفضل كوكبة من ملحنيها ووشاحيها المبدعين، الذين كانوا مخلصين لذلك الفن  وحافظوا على روح وألق الموشح العربي وساهموا في إغنائه وتطويره، ومن أبرزهم الشيخ عمر البطش، الذي ساهم على نحو خاص في...

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

في الخامسة من عمره حظيت إحدى لوحاته بإعجاب العديد من أساتذة الرسم، نصير شورى الذي ولد عام ١٩٢٠ والذي كان محط عنايةٍ خاصة من والديه: محمد سعيد شورى، الأديب والشاعر الدمشقي المعروف، وأمه، عائشة هانم، ذات الأصول العريقة. فكان أن تلقى تعليماً خاصاً منذ نعومة أظفاره...

مواضيع أخرى

النساء ومعاركهن المتجددة

النساء ومعاركهن المتجددة

 يتم تسويف قضايا النساء بذرائع متعددة على الدوام، مرة بذريعة الحرص على الأخلاق العامة، ومرة أخرى بذريعة عدم المواجهة مع قوى الأمر الواقع، ومرات بذرائع تنبع فجأة من خبايا السنين وتصير حاضرة بقوة مثل طبيعة المرأة البيولوجية، أو التشريح الوظيفي لدماغ المرأة، وصولاً...

مرحلة اللادولة: بين إرث الماضي ومسؤولية المستقبل

مرحلة اللادولة: بين إرث الماضي ومسؤولية المستقبل

تمر سوريا اليوم بمرحلة فارقة في تاريخها، حيث يقف الجميع أمام اختبار صعب: هل يمكن تجاوز إرث القهر والاستبداد لبناء دولة جديدة قائمة على الحرية والكرامة؟ أم أننا سنتعثر مجددًا في أخطاء الماضي، التي صنعها الخوف، الصمت، وصناعة الأصنام؟ اليوم، نحن في حالة فراغ سياسي...

قراءة في المشهد السوري بعد سقوط النظام

قراءة في المشهد السوري بعد سقوط النظام

شهدت سوريا خلال أربعة عشر عامًا من الصراع تحولًا جذريًا في موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية. بدأ الحراك شعبيًا وسلميًا، لكنه انتهى بصراع مسلح معقد ومدعوم خارجيًا، في ظل غياب قوة سياسية مؤثرة ميدانيًا. وبينما ساندت روسيا وإيران النظام السوري، مما أطال أمد...

تدريباتنا