أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...
القبَّار أو الكُبَر أو الأصَف أو الشفَّلح، جميعها أسماء لنبات برّي ينمو في حوض المتوسط الشرقي عموماً، ومناطق شمال غرب سوريا خصوصاً بسبب طبيعة التربة الكلسية فيها.
ويبدأ موسم “الشفَّلح” سنويًا في أشهر الصيف، مع بداية الشهر السادس وحتى بداية الشهر التاسع، حيث تعمد العديد من العائلات في ريف إدلب الجنوبي على حصاد النبتة كمصدر للرزق، فهم يقومون ببيعه ليتم تصديره لأوروبا والخليج العربي حيث يدخل في صناعتي الأدوية والمخللات.
سيف (16 سنة) لا يعرف عن تلك النبتة سوى أحد اسمها (شفَّلح)، رغم انه يعمل بقطفها بشكل يومي وعلى مدى عدة أشهر مع عشرات العوائل من نساء ورجال أطفال يتناثرون على أطراف الطرقات وبين المنحدرات وفي بعض المناطق الجبلية المنتشرة في ريف ادلب.
نزح سيف من ريف إدلب لمخيمات كللي شمالي ادلب، يقول لـ ”صالون سوريا“: ”منذ نزوحنا من بلدتنا وبعد ان خسرنا أرضنا الزراعية التي كانت مصدر رزقنا، اعتدت الذهاب مع عائلتي خلال كل موسم الصيف منذ الصباح الباكر حتى غياب الشمس وبشكل يومي لقطاف الشفَّلح، حيث أصبح مصدر رزقنا“.
وعلى أنغام الضحك والغناء أو سرد ذكريات ما قبل النزوح، تمضي العائلات وقتها على الطرقات من وإلى حقول ”الشفلح“ محاولين تناسي عناء القطف والتغلب على تعبه.
ويضيف سيف الذي يمتزج حديثه بكلمات طفولية مع مصلحات البالغين، انه لا يحب العمل بالشفَّلح بسبب صعوبة قطف ثمار القبار، ووخز الأشواك المحيطة بها والتي يصعب استخراجها من اليد. يتنهد ويتابع ” لكن وخز أشواك الشفَّلح هو أقل ألماً بكثير من حياتنا بعد النزوح“، فتصرخ أمه التي كانت تسترق السمع لمقابلتنا قائلة بلهجتها المحلية ”أشو هالنفخة يلي بتطبخ طبخة _حاج بقي مهيصة وقوم اشتغل“.
على الطرف المقابل من سيف تعمل رحمة، وهي مهجرة من معرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي نحو مخيمات مشهد روحين بالقرب من الحدود السورية التركية، فقدت رحمة زوجها قبل عشرة أعوام، وهي تعمل مع أسرتها في جني ثمار الشفَّلح منذ سنوات.
تقول رحمة لـ”صالون سوريا“ :”معاناتنا في العمل بقطف الشفَّلح كبيرة، بدءاً من السير لمسافات طويلة، إلى العمل تحت اشعة الشمس في ظل الحر الشديد، بالإضافة إلى ذلك فإن عمليات القطاف صعبة كون النبات مليء بالأشواك، كما ينبغي علينا قطاف البراعم الناعمة، حيث يرفض التجار شراء البراعم الكبيرة كونها أقل رواجاً في أسواق التصريف، وهنا مشكلة إضافية وهي ان البراعم الصغيرة خفيفة الوزن، فمحصول قطف يوم كامل لا يتعدى الكيلو غرام الواحد حيث لا يتجاوز سعره الـ2 دولار أمريكي، وهو مبلغ قليل ولا يوازي ابدا حجم التعب والجهد المبذول“، وتضيف “لكن في النهاية لا يوجد حل ثاني أمامنا، مكره أخاك لا بطل“.
من جهته يقول حسن المحمود، وهو أحد تجار نبتة الشفَّلح، ”إن قطف هذا النبات من العادات القديمة جدا، ولكن ما اختلف اليوم هو استعمالاته، فسابقاً كان يُستخدم فقط في بعض الادوية لدى الرومان واليونانيين كما ورد ذُكر الشفَّلح في ملحمة “جلجامش” السومرية، وحتى تخزينه لليوم مازال يتم بذات الطريقة وهو وضعه بالماء والملح، ولكن تم استبدال الاواني الفخارية بالبلاستيكية“.
وبحسب محمود فان العمل في قطاف الشفلح قبل الحرب كان يقتصر على الأطفال الذين يبحثون عن عمل خلال عطلتهم المدرسية الصيفية، إضافة لبعض العائلات الفقيرة، ولكن اليوم مع سوء الأوضاع المعيشية زاد عدد العوائل الي تعمل بقطاف الشفلح.
وأدت هذه الزيادة في عدد من يعمل بالمهنة إلى هبوط سعرها بسبب وفرة الناتج وانقطاع طرق التصدير، ”فقبل عام 2011 كان التصدير يتم بالغالب نحو الخليج عبر الأردن او على أوربا عبر البحر عن طريق مرفأ اللاذقية وهذه الطرق لا يمكننا الوصول إليها، مما أدى الى اللجوء لتصدير عبر تركيا ولكن هذا يزيد التكليف علينا“ بحسب قول محمود.
وتتنوع استخدامات الشفلح الطبية فالبعض يصفه كدواء لفتح الشهية وخفض الضغط وطرد البلغم، وآخرون لعلاج زيادة التعرق وآلام الفخذ، والبواسير، كما يستخدمه البعض لعلاج الأمراض الصدرية والحساسية وسيلان الأنف وأمراض المعدة، وتستخدم أوراقه في علاج آلام النقرس والروماتيزم وآلام الظهر والرقبة، .وعلاج الأورام والكدمات، وفي تسكين الألم بشكل عام، كما يعتبر منشط جنسياً
مواضيع ذات صلة
مواضيع أخرى
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...