أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...
لازال أهالي عامودا الواقعة على الحدود السورية التركية، يستذكرون زيارة ملكة روايات الغموض والجريمة الكاتبة البريطانية “آجاثا كريستي” لبلدتهم الصغيرة قبل سنوات عديدة.
حيث تعتبر البلدة من اقدم بلدات محافظة الحسكة، ويُحكى فيها عن قصة شرائها لتمثالين اثريين صغيرين من احد حوانيت البلدة كتذكار، قدم فيما بعد للمتحف البريطاني في برلين.
وقد زارات “كريستي” سوريا مع زوجها عالم الاثار البريطاني “ماكس مالوان” الذي كان ينّقب في تلال عامودا عن حضارة “أوركيش القديمة”، فقضت اياماً قليلة في التل وسافرت بعدها إلى مدينة حلب، ودونت عن رحلتها القصيرة تلك في روايتها الشهيرة “قطار الشرق السريع”.
وينقل “فؤاد أبو محمد ” (70 عاماً) لـ”صالون سوريا” أن أهالي عامودا الذين عايشوا فترة قدوم آجاثا كريستي وصفوا لأبنائهم تجوالها في عامودا، وبحسب روايتهم فهي كانت ترتدي ثياباً غير مألوفة على أهالي البلدة، وتميزت بقبعتها الجميلة وقفازاتها، وقد عرفها الناس من خلال زوجها عالم الآثار، ولم يعرفوا انها كاتبة روايات.
حضارة دفينة
تل موزان أو مدينة اوركيش الأثرية بنيت في الألف الثالث قبل الميلاد، وهي تقع حوالي 10 كم شرقي مدينة عامودا الواقعة غرب مدينة القامشلي وإلى الشمال من مدينة الحسكة بنحو 100 كم.
هذه المدينة الأثرية التي حيرت علماء الآثار بموقعها، ووصفها بعضهم “بالضائعة”، ليتبين بعد اكتشافها انها تقع شمال شرق سوريا وهي عاصمة الحوريين او الهوريين الميتانيين.
ويعتقد أبو محمد بحسب روايات المعمرين أن البلدة تقبع على مدن اثرية غابرة تمتد حتى مدينة القامشلي ونصيبين في تركيا، بناها اسلافهم الكرد من الميتانيين والحوريين والميديين والحثيين وغيرهم، فقد كان يعثر في طفولته وشبابه على قطع خزفية مكسورة ومتناثرة في الطرقات والحقول والبراري الممتدة بين عامودا الى الحسكة والقامشلي، وعن هذا يقول أبو محمد: “كنا نجد تماثيل صغيرة واحيانا قطعاً من الواح طينية مكتوبة باللغات القديمة في أراضينا وقرانا وحقولنا وبساتين منازلنا، كنا نعرف بأن هناك حضارة قديمة مدفونة تحت الأرض”.
بدأت عمليات التنقيب في أوركيش الأثرية سنة 1934 من قبل عالم الآثار البريطاني “ماكس مالون”، والتي نقب فيها على نحو محدود في تلالها ومنها التل المركزي الداخلي الذي قدر مساحته بنحو 30 هكتاراً، وبحسب فؤاد سالم عالم الآثار المتحدر من مدينة الحسكة والذي رافق عدة بعثات أوربية في سوريا، فان البعثة الأمريكية التابعة لجامعة لوس انجلوس عاودت العمل في تلال أوركيش في ثمانينات القرن الماضي بعد توقفها لخمسة عقود. وبين سالم لـ”صالون سوريا” أن البعثة الأمريكية كانت بإشراف زوجين من الأثريين وهما “جورجيو” وزوجته “مارلين كيلي” وكشف فريقهما في الموقع عن عدة سويات تعود للألف الثاني والثالث قبل الميلاد، وأعلن الزوجان ان التل يضم اول عاصمة للحوريين الميتانيين وهي مدينة اوركيش.
وتعود السويات الأثرية الأولى والثانية لفترات 2750 ق.م و1500ق.م ويرجح أن تاريخ السوية الثالثة يرجع ل 2750ق.م,
آثار مكتشفة وأخرى منهوبة
وعن أهم مكتشفات تل موزان أشار عالم الآثار فؤاد إلى سور المدينة البالغ سماكته ستة أمتار، والمقبرة، والمعبد، والخندق المائي الذي يلف المدينة بالإضافة لتماثيل، ورقم وفخاريات مزخرفة بهندسة ساحرة مطلية باللونين الأسود والأحمر، وجرار مسنودة بقواعد وأواني فخارية وكؤوس ودبابيس معدنية وبرونزية، وأختام وغرفة تخزين لأرشيف المدينة الدال على الأهمية الإدارية التي تمتعت بها اوركيش في المملكة الحورية.
ووصف سالم البناء الملكي الذي يمثل القصر الملكي بـ”المذهلة” فالحفريات كشفت منطقة التخزين للقصر وأماكن الخدمة وقسم المدخل، واللافت هو العدد الهائل للأختام التي عثرت عليها وطبعاتها ودلالتها الهامة في الاستعمال الواسع لها في القصر الملكي، من بينها أختام تخص الحاشية الملكية ((الملك والملكة)).
ولفت عالم الآثار السوري إلى أن :” ما ميز اكتشاف الباحثين هو معرفة أسم الملك توبكيش ولقبه (اندان) وأسم الملكة أوكنيتوم التي لعبت دوراً بارزاً في حكم مملكة تل موزان التي بناها أسلاف الشعب الكردي”.
وعن آثار تل موزان المنهوبة قال فؤاد سالم :” أن التل كان يحوي على تمثالين لأسدين ضخمين سرقا، و بعد تعقبهما عثر على أحدهما في متحف اللوفر الفرنسي في باريس، والأخر وجد في متحف المتروبوليتان الأمريكية”.
زوجات الفراعنة الكرديات
ذكرت مملكة اوركيش في رقم تل العمارنة بمصر القديمة بحسب مفتش الآثار المصري وعضو مجلس الدولي للمتاحف حسام عبد الفتاح، الذي اكد في حديثه لـ”صالون سوريا” أن اوركيش مدينة الجمال سقطت علي يد مملكه ماري.
وحول علاقة الهوريين الميتانيين بالفراعنة كشف عبد الفتاح انها ترجع لعصور موغلة في القدم، وأكد في الوقت ذاته على أن اميرات ميتانيات تزوجن من الملوك الفراعنة وقال :” الأميرة الميتانية (موت ام اويا) تزوجت الملك تحتمس الرابع وكانت زوجته الثانوية، وأنجبت له امنحوتب الثالث، واعتقد ان (ام اويا) كانت ابنه الملك الميتاني (ارتاما) وهي ليست الأميرة الوحيدة التي تزوجت من ملك فرعوني فطبقا لما ورد في كتاب (الحوريون وحضارتهم) فأن الملكة نفرتيتي كانت تنتمي للميتانين، فهي نقلت معتقدات شعبها الميتاني إلي المصريين القدماء وخاصة طقوس وعادات دينها الذي يتعلق بعبادة الشمس بحسب ما ذكره مؤلف الكتاب، وباعتقادي الشخصي فأن نفرتيتي جيناتها مصريه، كما ان المصريين ارتدوا عن عباده الأله أتون بعد وفاه نفرتيتي وزوجها الفرعون اخناتون”.
ووصف العضو الدولي لمجلس المتاحف علاقة امنحوتب الثالث والميتانيين بالوطيدة ولفت إلى أشهر الزيجات التي عقدت بين الفراعنة والأميرات الكرديات كان زواج كيلوجيبا وتادوجيبا.
وأضاف :”إذا عدنا بالذاكرة للوراء وتحديداً لعصر الملك العظيم رمسيس الثاني نجده قد تزوج من أبنة الملك خيتا الحثي، والتي اطلق عليها المصريون بالملكة (ماعت نفرو رع ) و شيد لها زوجها مدينه كبيرة في محافظه الشرقية شمال شرق مصر سماها بر رعمسسو”.
قامشلو جزء من أوركيش
وعن مدينة القامشلي كشف عالم الآثار المصري حسام عبد الفتاح أن مدينة قامش (قامشلو = قامشلي) هي امتداد لمملكة اوركيش، عكس ما كتب عن تاريخ المدينة بأن عمرها أقل من 100 عام وقال :” هذا الاعتقاد خاطئ لأن مدينة قامش والتي تعني بالأساس باللغة الكردية قصب السكر هي مدينة قديمة وهي أحد مدن مملكة اوركيش وقد ذكرت في الرقم الفرعونية كجزء من الحضارة الحورية او الهورية، فكيف تكون مدينه حديثه وقد ذكرها الفراعنة منذ آلاف السنين ودونوا عنها في رقمهم”.
وفي ذات السياق أكد عالم الآثار السوري فؤاد سالم وجود مدينة اثرية كاملة تقع بين القامشلي ونصيبين في منطقة البدن قبل أن يستولي عليها الأتراك قبل سنوات وأضاف أن القامشلي الحديثة بالفعل ترقد على حضارة قديمة والاعتقاد السائد انها امتداد لحضارة أوركيش العظيمة.
مواضيع ذات صلة
مواضيع أخرى
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...