أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...
منذ بدء المظاهرات في السويداء، خرجت النساء من مختلف المراحل العمرية وبصوت يصدح عالياً مطالباً بالحريّة، لتتحول أغنية ياطالعين الجبل، إلى يا طالعات من الجبل ترددها بشغف وفخر شفاه النسوة اللواتي هدمن كلّ أنواع الظلم الذي بدأ من الأسرة لينتهي بنظام كامل قائم على قوانين تمييزية ضدّ النساء.
لم تقف الشعارات عند المطالبة بالقضاء على الفساد بكافة أشكاله، بل طالبت النساء بالمساواة: “الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون“، هكذا رفعت النساء والفتيات والرجال الأحرار شعاراتهم، ورفعوا أيضاً لافتات تقول: “طالعات سوريات للحرية للعدالة للمساواة مشاركات وشريكات“.
وظهرت النساء على الشاشات وخرجن إلى الساحات يطالبن بالمواطنة المتساوية والمساواة مع الرجل أمام القوانين في لفتةٍ تؤكد أن هذا هو الوقت المناسب وكل وقت هو الوقت المناسب تحدّياً لعقود كانت تتحكّم بحقوق النساء وتعتبر أن الوقت ليس مناسباً للمطالبة بحقوقهن فالأولوية للقضايا الكبرى.
عقود من الاضطهاد والتعسّف بمظهر متحرّر
عانت المرأة في السويداء ذات الغالبية الدرزية، مثلما عانت المرأة في كافة المحافظات السورية من الاضطهاد والتعسف في القانون الذي يأتي لصالح الرجل دوماً وخاصّة عند التطبيق. فهنا المرأة من حيث الظاهر متحررة يمكنها الخروج للعمل والقيام بأعمال كالرجل ومعه، ويمكنها مشاركته في الأفراح والأحزان، ولها قوتها ورأيها، وكذلك قانون المذهب الدرزي يمنع تعدد الزوجات ويعطي للمرأة حقاً في الميراث، ولها الحق في اختيار شريكها، لكن عند التطبيق تختلف الموازين.
يحكم الطائفة الدرزية قانون أحوال شخصية مذهبي خاص بالموحدين الدروز يرجع ببعض أحكامه للشريعة الإسلامية حسب المذهب الحنفي فيوافقه أحياناً ويخالفه أحياناً أخرى فالقانون المذهبي يمنع تعدد الزوجات ويمنع الطلاق بالإرادة المنفردة.
ويتوافق معه في نقاط تضطهد النساء من مثل أنه يجيز زواج الطفلات كما في المادة الأولى من القانون: “ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺨﺎﻁﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒإﺘﻤﺎﻤﻪ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺨﻁﻭﺒﺔ ﺒإﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭ“.
ويمكن أن يأذن شيخ العقل أو القاضي بالزواج كما تقول ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2:
“لشيخ العقل أﻭ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ أﻥ ﻴﺄﺫﻥ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﻟﻠﻤﺭﺍﻫﻕ ﺍﻟﺫﻱ أﻜﻤل ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻩ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻤل ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻋﺸﺭﺓ إﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﻟﺩﻴﻪ ﻁﺒﻴﺎ أﻥ ﺤﺎﻟﻪ ﻴﺘﺤﻤل ﺫﻟﻙ، ﻋﻠﻰ أﻥ ﻴﻜﻭﻥ إﺫﻥ أﺤﺩ ﺸﻴﺨﻲ ﺍﻟﻌﻘل أﻭ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﻤﻭﻗﻭﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻕ“.
وتحتاج المرأة إلى ولي لإتمام الزواج وهو شيخ العقل أو قاضي المذهب في حال عدم موافقة وليها دون مبرر. وتلزم المرأة بالطاعة وتعتبر ناشزاً إن تركت بيت الزوجية أو منعت زوجها من معاشرتها كما في المادة 23:
التي تقول: “ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﻤﻌﺎﺸﺭﺓ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻭﻤﺴﺎﻭﺍﺘﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻤﺠﺒﺭﺓ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﺎﻋﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ“.
والمادة 36 تقول:” ﺍﺫﺍ ﺘﺭﻜﺕ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺒﻴﺕ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﺴﺒﺏ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻨﻌﺕ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺒل ﻁﻠﺏ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﻟﺒﻴﺕ ﺁﺨﺭ ﺘﺴﻘﻁ ﻨﻔﻘﺘﻬﺎ ﻤﺩﺓ ﺩﻭﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﻭﺯ“.
و تعاني المرأة الحاضنة من مخاوف إسقاط الحضانة منها في حال زواجها من رجل غريب .
الوصية الذكورية وانتهاك الحق
وبالرغم من أن البنت تعتبر حاجبة للإرث بخلاف المذهب الحنفي، إلا أن الكارثة الإنسانية والأخلاقية التي تصيب النساء هي استخدام المادة القانونية التي تسمح بالوصية بكامل التركة حيث أنّه ” ﺘﺼﺢ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ﺒﻜل ﺍﻟﺘﺭﻜﺔ ﺃﻭ ﺒﺒﻌﻀﻬﺎ ﻟﻭﺍﺭﺙ ﺃﻭ ﻟﻐﻴﺭ ﻭﺍﺭﺙ” . ومن هنا تبدأ معاناة المرأة التي تخضع لهذا القانون ويستخدمها المجتمع الذكوري ضدها فقي أغلب الحالات يوصي الوارث بكل ما لديه للذكور من العائلة ويترك للنساء من بناته أو أخواته أو زوجته ما يسمى ب”غرفة المقاطيع” حيث يتم إبقاء غرفة من منزل الأهل للإناث اللواتي لا يبقى لهن معيل مثل المطلقة أو الأرملة التي لا تملك شيئاً، وكذلك للبنت العزباء طالما أنها لم تتزوج ولا تملك معاشاً.
وبالمقابل يكون لهذه المرأة من الغرفة حق الانتفاع فقط، وهو ما يعني بأنه لا يحق لها أن تبيعها أو تورثها لأولادها، فقط يحق لها الانتفاع بها كأن تقوم بتأجيرها أو السكن فيها وهو ما يعني حرفياً حرمانها من ميراثها الشرعي.
فـ”الوصية المطلقة حسب المادة ٣٠٧ من قانون الأحوال الشخصية في المذهب الدرزي تنص على أن تنفذ الوصية للوارث أو لغيره بالثلث أو أكثر، ما يعني أنها شاملة بكامل التركة، ويمكن التوصية بها جملةً، حتى لغير الوارث، وهي غير محددة أو مقيدة بحدود الثلث من التركة.”
سلام لن يتحقق دون الشريكات
ولأن السلام لن يتم دون مشاركة النساء في جميع مستويات صنع القرار، وفي عمليات حل الصراعات والمفاوضات كما جاء في قرار مجلس الأمن 1325 كأول قرار يهدف إلى ربط تجربة النساء في النزاعات المسلحة بمسألة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين لذلك لا بدّ من زيادة تمثيل المرأة على جميع مستويات صنع القرار في المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية وفي آليات منع نشوب الصراعات وإدارتها وحلها، واتخاذ تدابير خاصة لحماية المرأة والفتاة من العنف القائم على نوع الجنس.
وهذا لن يتحقق نهائياً إلا بخروج المرأة السورية لتهدم بيديها بيوت المقاطيع بكافة أشكالها وأماكنها من خلال العمل للوصول إلى قانون أسرة عصري يحمي النساء والرجال والأطفال بمختلف احتياجاتهم وانتماءاتهم دون النظر إلى الدين أو المذهب أو الطائفة يجمع السوريين والسوريات في ظل دستور يحمي المرأة الإنسان ويمنحها حقوق المواطنة والمواطنة المتساوية.
هوامش
١- ياطالعين الجبل أغنية من التراث الفلسطيني كانت تغنّيها النساء لتنبيه السجناء الفلسطينيين بأن هنالك عملية فدائية وشيكة وكي لا ينتبه السجّانون كنّ يغنينها مشدداتٍ على حرف اللام.
مواضيع ذات صلة
مواضيع أخرى
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...