تدريباتنا

عقول مبدعة يحتضن الإعاقة في ريف حلب الغربي

بواسطة | فبراير 4, 2020

بجهود فردية تطوعية وتحت شعار “أطفالنا طاقة لا إعاقة”، افتتح مركز عقول مبدعة بتاريخ 1/أبريل 2019 في بلدة كفر ناصح بريف حلب الغربي للوقوف إلى جانب شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين زاد عددهم بشكل ملحوظ في الشمال السوري بعد ثماني سنوات متواصلة من الحرب.

يضم المركز فئة الإعاقة الجسدية ، شللاً نصفياً، بتراً، تشوهاً، أمراضاً مزمنة، صماً وبكماً، ومكفوفين، ومتلازمة داون.

يُدير المركز عمار هلال (٢٧عاماً) وهو مجاز بإدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقد أصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد إصابة حربية تسببت ببتر قدمه اليمنى وقصر بالطرف الأيسر. ويقول هلال عن المركز وأهدافه ونشاطاته: “نظراً لتهميش فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجة هذه الفئة للوقوف بجانبها تم افتتاح المركز وبكلف تشغيلية تطوعية بغية تحسين الواقع التعليمي والثقافي والنفسي لهذه الفئة من خلال إطلاق العديد من الأنشطة”.

ويشير الهلال بأن الأنشطة التعليمية تتضمن تعليماً مسرعاً لفئة الإعاقة الجسدية، ولغة الصم والبكم، وأساسيات مبسطة في التعليم، ولغة متزامنة داون من الدرجة الأولى والثانية.

ولتحويل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة مستهلكة إلى فئة منتجة أطلق المركز أنشطة مهنية “تُسهم في زرع الثقة بالنفس ودفع عجلة اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وتلك المهن هي تعلم حياكة الصوف، صيانة الأدوات الكهربائية، الحلاقة، الخياطة وغيرها من الأنشطة ” وفق ما بين هلال.

يضم المركز جميع الفئات العمرية، ويبدأ التعليم فيه من سن الرابعة وحتى السابعة عشرة وفق تعليم بنظام المدارس ودوام يومي مقسم حسب الفئة. أما لسن الثامنة عشرة وما فوق فهناك أنشطة تعليم مسرع ودورات محو أمية ودورات مهنية لجميع الفئات القادرة على العمل. وتعد فئة الشيخوخة من المستفيدين بالمركز بخدمات طبية وأدوية. ويعمل أيضاً المركز على المتابعة الطبية من خلال تأمين اللوازم الطبية من أجهزة مساعدة حركية وأطراف صناعية وسماعات أذن ونظارات طبية وأدوية.

يغطي المركز مناطق ريف حلب الغربي وإدلب، ويعمل حالياً على افتتاح فروع جديدة للمركز في المناطق البعيدة بعد الدراسة والاستطلاع عن أعداد المعاقين المتواجدين في تلك المناطق.

يهتم مركز عقول مبدعة بإطلاق المبادرات، وقد أطلق مؤخراً مبادرة بصمة التطوعية التي تهدف لإنشاء ممرات  لذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة، ويقول الهلال عن أنشطة المبادرة: ”تجهز لوحات جدارية في المدارس العامة والرسم عليها برسومات دمج بين الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة والطلاب السليمين ورسومات للدعم النفسي.” وهنالك أنشطة تغيير ألوان أبواب المدارس من اللون الأسود إلى ألوان فاقعة تحفز على التفاؤل والأمل.

كما اهتمت المبادرة بعقد جلسات تدريب لمعلمي المدارس وشرح خلالها مفاهيم ذوي الاحتياجات الخاصة ومفهوم التربية الخاصة بهم وطريقة التعليم، وتم منح المعلمين في نهاية التدريب حقيبة معلم تحوي أدوات تعليمية مقدمة لهم هدية من تلك الفئة.

ضمن برامج المبادرة، كان إقامة حفلات ترفيهية ودعم نفسي لطلاب المدارس شارك فيها عدد من الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة مع إرسال دعوات للأهالي كخطوة في تشجيعهم على إكمال العملية التعليمية لأطفالهم المنقطعين عن الدراسة بسبب إعاقاتهم المختلفة.

لاتخفي الطفلة راما فرحتها باندماجها مع أقرانها السليمين في المدارس النظامية، فهي ومنذ فقدت ساقها بالقصف منذ عامين تحلم بالعودة إلى المدرسة وقد أتاحت لها مبادرة بصمة تلك الفرصة. تقول راما “غدوت قادرة على التوجه للمدرسة بعد أن ضمت الكثير من التجهيزات المؤهلة لاستقبال حالاتنا، هنا يمكننا التعلم واللعب بحرية دون حرج كون المدرسة تضم الكثير من الحالات المشابهة والتي أشعر معها بوحدة المصير والحال”.

يجدر بالذكر أن مركز عقول مبدعة يضم 70 حالة دون السابعة عشرة وأكثر من 130 حالة لعمر الثامنة عشرة ومافوق، والعدد في ازدياد مع زيادة القصف  حركة النزوح في تلك المناطق.

مواضيع ذات صلة

من الثورة إلى النهضة: إضاءة على فكر طيب تيزيني

من الثورة إلى النهضة: إضاءة على فكر طيب تيزيني

طيب تيزيني اسم أكبر وأهم من أن نُعرِّفه عبر سطور أو صفحات قليلة؛ لأنه جسَّد أفكاره تجسيداً عملياً، فكانت مؤلفاته تفيض من تفاصيل حياته ومواقفه الإنسانية والسياسية، وكانت حياته ومواقفه وبحق تعبيراً صادقاً عن أفكاره وفلسته، فكان فيلسوفاً بل حكيماً بكل ما تعنيه هذه...

 محمد مُحسن: صانع النجوم ومبدع الألحان الخالدة

 محمد مُحسن: صانع النجوم ومبدع الألحان الخالدة

 خلال مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء، والتي استمرت لأكثر من نصف قرن، أبدَعَ مدرسة لحنية وغنائية متفردة وغنية ومتكاملة، تركت بصمتها المؤثرة في تاريخ الموسيقى العربية، وقد ساعدته موهبته في الغناء في فهم طبيعة الأصوات التي لَحَّن لها، فكان يُفصِّل اللحن على مساحة...

جُرح في الزوبعة

جُرح في الزوبعة

كانت حياة أنطون سعادة القصيرة (1904-1949 م) أشبه بدورة الإله بعل في الميثولوجيا الكنعانيّة القديمة، فبعل الذي يموت ويولد على نحوٍ أبديٍّ، وفقاً لـ"ألواح أوغاريت"، يرمز إلى "بلاد كنعان" أو "فينيقيا" تبعاً لتسميتها اليونانيّة القديمة، هذه البلاد التي مهما حاقَ بها من...

مواضيع أخرى

سوريا: كسوة العيد للأطفال محكومة بالأزمة الاقتصادية الحادة

سوريا: كسوة العيد للأطفال محكومة بالأزمة الاقتصادية الحادة

حرصت عائلات سورية -في أعوام خلت- على شراء الملابس الجديدة قبيل عيد الفطر، وبخاصة للأطفال كي يشعروا بالبهجة والسرور، غير أن التضخم وتراجع القدرة الشرائية، إلى جانب تدني دخل الأسرة بفعل الأزمة الاقتصادية الحادة أثر بشكل سلبي على هذه العادة. في جولة لنا على عدد من...

ماذا تبقى من طقوس وعادات رمضان؟  

ماذا تبقى من طقوس وعادات رمضان؟  

لشهر رمضان في سوريا عاداتٍ وطقوسِ اجتماعية وإنسانية، حرصت العائلات السورية على توارثها والتمسك بها عبر عشرات السنين، حتى تحولت إلى ما يشبه التراث الاجتماعي، ومن أشهرها "سِكبة رمضان" التي  تخلق حالة من الألفة والمحبة والتكافل الاجتماعي بين الناس، الذين يتبادلون...

“عيدٌ بأية حالٍ عدتَ؟”: غلاءٌ وعوائل حزينة

“عيدٌ بأية حالٍ عدتَ؟”: غلاءٌ وعوائل حزينة

لطالما يسخر السوريون من أنفسهم حين يكررون في كل عيدٍ الشطر الأول من قصيدة المتنبي "عيدٌ، بأية حالٍ عدتَ يا عيد؟"، ربما كان معظمهم يعلم شطره الثاني: "بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد"، وأنّ تشابه أيامهم بات فيه من السخرية الكثير، ولكنّ لا شك-أنّ معظمهم لم يكمل القصيدة، لا...

تدريباتنا