أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...
فوق المحيط
–١–
سأرشّ حول جسدكِ طحيناً
كما فعلَ أنكيدو حول جسد جلجامش
كي أتوهّج في شمس أحلامكِ
كي تشعري بطعمي
في لقمة الخبز في فمك.
فأنا أعيشُ في النار
التي تُنضجُ الرغيفَ الذي تأكلين منه.
–٢–
ليس الحبّ قصةً أرويها
فأنا لا أعودُ إلى الذكريات
ولا أفتحُ صناديق في زوايا غرفتي
كي أبحث عن رسائل قديمة
بل أترك باب حياتي مفتوحاً
كي تدخلي إلى الغابة
التي أعيش فيها وتبحثي عني
وهنا، إذا ما عثرتِ عليّ
سنزرع شجرة أخرى باسم الحب.
–٣–
بحثنا عن أيام أكثر راحة
عمّ يختصر المسافات بيني وبينك.
سافرنا في أذهاننا قليلاً
إلى أمكنة عشنا فيها
حين كنتِ تصعدين الدرج
وكنت أراقب خطواتك
وأخالهما في أوقات كثيرة
جناحين يرفعانك
وكنت أنظر إليهما يحلقان بك
ويتغلغل فيهما الضوء في الأعالي.
–٤–
كان الحب أحياناً
يصنع الفضاء ويوسّعه
يفتح أبوابه كلها ويزيح الستائر.
وفي أحيان أخرى
كان يوزع غيومه
يرعد ويبرق وتسقط أمطاره
وحينها نكون متعانقين
في صاعقة جسدية
تسقط فوق شجرة الرغبة.
–٥–
حين جاء الموت
لم يكن هناك حياة إلا في وجهكِ.
وحين جاء الظلام
لم يكن هناك وهج إلا في عينيك.
لم نلمح طريقاً آنذاك
كان المحاربون يعبرون على الدراجات النارية
وكنا نلمح التوابيت فوق كتفيْ
المدينة وهي تحني رأسها
في طريقها إلى المقبرة.
–٦–
في فجر أحد الأيام أيقظتْنا انفجاراتٌ
صنعتْ سماء من الدخان
وأصواتٌ خدشتْ لحم السماء بأظافرها الفولاذية.
غادرنا حينها البيت
أغلقنا الباب وراءنا
محونا أشياءنا وراءنا
لم يكن يتوهج في أعيننا
إلا ضوء الرحيل.
–٧–
وفي طائرة في الفضاء
شعرنا أننا ضائعان
أننا لن نصل إلى أي مكان.
كان كل شيء خلفنا يختفي في الدخان
وأيامنا القادمة
ضائعة في صوت المحركات العملاقة
فوق المحيط.
المدينة التي عشتُ فيها
السماءُ فيها سقفٌ لصالات العزاء
والضوء غبارٌ يتساقط، تنثرهُ الريح
على ملامح وجهها الممحوة.
نهرُها الذي يجفّ في جسدٍ متصحّر
حنجرةٌ من الرمل ترتّل الأناشيد لمطرٍ لا يهطلُ.
أما ليلها الذي يعشقهُ الشعراء فمبقّع
بأضواء تنطفىء الواحد بعد الآخر
ليس لأن الفجر قادم بل لأنها
لم تعد قادرة على التوهج.
الأشجار التي بقيت فيها
ضيّع الربيع طريقه إليها.
تعرفُ هذا كلماتٌ تخرج مذعورةً
من الأفواه في المقاهي.
يعرفُ هذا من يرى كلمات كاذبة
تخنقُ عناوين الصحف.
تعرف هذا أحلامٌ لا تتحقّق
وأعينٌ ترى من ثقوب في الحصار.
فوق حاراتها الملوّثة
حيث يتدفّقُ نَهْر الأسلاك
تبدو الشمسُ باهتةً ككرة قدم مغبرّة
شاطها أحدهم وبقيت عالقةً في الأعلى.
المدينةُ التي أمضيتُ فيها نصف حياتي
كانت دوما تفتحُ لي الباب
لا لكي أدخل إليها بل كي أغادرها.
ريح الخوف
–١–
شيءٌ ما يرجّ الكوكبَ
يرميه
في ريح الخوف.
–٢–
كان الكوكبُ دوماً
على حافّة الهاوية.
الغريب أنه لم يسقط.
–٣–
شوارعُ المدن خالية.
الموتُ ينتظرُ في الشوارع
في السيارات المركونة
على شواطئ البحار
على خشبة المسرح
في الأوراق الأولى للصحف
في البارات
والمدارس
في القبل والمصافحات
في عواء الكلاب الضجرة
وتصريحات السياسيين.
–٤–
سجادة الصلاة
تحلّ خيوطها
كي تصنع كمّامة.
الدعاء
لا يعثر على خشب
كي يصنع سلماً للصعود.
–٥–
أنشغلُ الآن
بترتيب المائدة
كي أجلس إليها
أنا والوحدة.
–٦–
الكأس الممتلئ أمامي
يشعر أنه فارغ.
يدي تشعر أنها
ليست يدي.
صرنا جسوراً
يعبر عليها الموت
وها أجسادنا تتدلى منتظرة
على أغصانها الذابلة.
–٧–
كما يعيشُ الموتُ في قبرٍ
يعيش في اللامبالاة.
في أيد لا تعرفُ معنى عناق
لا حاجة إليه.
–٨–
بما أنني خلف الجدران الآن
أحبّ أن أسأل نفسي:
ألم أكن خلفها من قبل؟
–٩–
العالم موحشٌ الآن
شوارعه مهجورة
والبشر يهربون من بعضهم.
واقعٌ أراد
أن يكون أكثر وضوحاً.
–١٠–
لو وُضع للجسد البشري تاريخ،
ماذا هناك غير الموت؟
–١١–
حتى في أوج شعوركَ بأنك نَفَسٌ عابر
حفيفٌ في أوراق أشجار اللحظات،
حتى لو كنت تعرف
أنك لا تستطيع التمسك
بأي شيء
ابْنِ، ابْن حديقة للفرح
وازرعْها بالورود.
–١٢–
لا أحب الدعاء
وإذا ما استمرت الحياة
حتى العكاز يمكن أن يكون
حفيداً، كما قال الهنود الحمر.
–١٣–
يسير البشر واضعين كمامات على وجوههم
نظراتهم قلقة
ثمة شيء ما يتربّص بهم في الخارج.
لكن في الأعين نفسها وهج
لا يمكن أن يطفئه أي شيء.
–١٤–
كان الشاطئ مهجوراً
خُيّل لي أن الأمواج والغيوم خائفة
وهي على حق إن كانت هكذا
تعرف أنه لا معنى لها
دون أعين تنظر إليها.
–١٥–
كان الشاطئ مهجوراً
والطيور قلقة.
كان صوت الريح مختنقاً
وهي تهب فوق دروب خالية.
هذا هو الجسد
١–
رغم أنه يتمنى ذلك أحياناً،
لا يستطيع الجسدُ
أن يصبح حجراً.
–٢–
الجسد موجةٌ
وفي غالب الأحيان
يكون البحر في داخله.
–٣–
تتجمّع الغيوم في السماء
وتلعب الريح بأشكالها وتبدّدها.
هذا هو الجسد.
–٤–
حين ييدأ الطريق ولا ينتهي
حين تبحر السفينة وتضيع البوصلة
هذا هو الجسد.
–٥–
في منقار النورس المحلق فوق الماء
كائنٌ بحري يتدلى.
هذا هو الجسد.
–٦–
اليوم، في مزيجٍٍ
من الأصداف والرمال
رأيتُ آثار أجساد قديمة.
–٧–
في الأعشاب التي تطلع
من شقوقٍ في القبور وحولها
يشير الجسد إلى طرقه.
–٨–
يولد الجسد أكثر من مرة في الحب
وبعد ذلك إذا اختار مسكناً
يكون عادةً الريح.
حين عشقتُ أول مرة
–١–
حين عشقتُ أول مرة
كانت قدماي تتسلقان الجبال وتهبطان السفوح
كالهواء الذي تميل فيه الأعشاب.
–٢–
حين عشقتُ أول مرة
كنتُ أرى نفسي بعينيها
وكنتُ معجباً بنفسي.
–٣–
حين عشقتُ أول مرة
شعرتُ أن الانتظار
ثمرةٌ يتقطّر عصيرها بين شفتيَّ الظامئتين.
–٤–
حين عشقتُ أول مرة
لم أعرف قلبي ولم يعرفْني
كما لو أنه خفقَ في صدرٍ آخر.
–٥–
حين عانقتُ أول مرة
لم أر ما كنت أعانقه ولم أر نفسي
كنا جسدين ضائعين في بعضهما.
–٦–
حين قبّلتُ أول مرة
شعرتُ أنني ضائع ولا يمكن أن يخرجني
من المتاهة إلا قبلةٌ أخرى.
–٧–
حين قبّلْتُ أول مرة
عرفت أن للشفاه وروداً تتفتّح
وأن لها عطراً ينتشر.
–٨–
حين عانقتُ أول مرة
عثرتُ على نفسي بين ذراعيكِ
وحين خرجتُ من بينهما ضعتُ من جديد.
–٩–
حين يعشق المرء
يعشق دوماً لأول مرة
كما لو أن الحب ينجبه كل مرة.
الطائر الطنان
–١–
حين يُحلّقُ الطائر الطنان
تُصْبح أجنحتهُ لامرئية.
هل يريد أن يتحوّل إلى هواء
أم لأنَّ الرحيق يُسْكره؟
–٢–
كما يعيشُ الطائر الطنان على رحيق الأزهار
أعيش على رحيق الكلمات
التي تهمسُ لي شيئاً.
–٣–
كان اللون الأخضر كثيفاً في ذلك اليوم
كانت الأشجار تنوء به
كأنها تتمنى عودة الضباب
كي يخفف من وطأته.
–٤–
العلاقةُ بين نسبة الرطوبة في الهواء
وسقوط الضوء على الطائر الطنان
هي ولادة قوس قزحٍ في ريشه .
–٥–
حين يسقط الضوء
على ريش الطائر الطنان
يهاجر من ذاته ويصبح آخر.
–٦–
ما الذي يجري لي؟
كلما رأيتُ جناحيْ الطائر الطنان
تمنيتُ لو أنهما على جسدي.
–٧–
يا مدينة ولادتي النائمة
فوق الشاطئ الصخري
لستُ طائراً طناناً
كي أحلّق نحو الأعلى والأسفل
كي أطيرَ جانبياً أو بالمقلوب
أو كي أحلّق مثله باتجاه الوراء
حين أحنّ إليكِ.
لا حاجة كي أفعل ذلك يا مدينتي
فأنت تعيشين في داخلي
والعلاقة بيني وبينك
تاريخٌ من الأجنحة
التي بلا فضاء.
على طرقي البحرية
الفجرُ ضبابيٌّ
على طرقي البحرية،
وصدْر المياه ليس رحْباً
كل شيء هاجعٌ
وراء باب عزلته.
الريح تسرعُ كأنها تنوي
العودة من حيث جاءت
والضوء يبهت
كأنه يفكر بالاحتجاب في مصدره.
شعرتُ بثقل وحْدتي
وبثقل الفراغ على جسدي.
ربما لن يغيبَ الضوء طويلاً
لكن هل سيكشفُ حين يأتي
غير ما حجبه الضباب؟
كانت المدينة تتقلب على سرير الأرق
تنتظر خبراً
يدلي حبله في الهاوية.
مواضيع ذات صلة
مواضيع أخرى
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...