تدريباتنا

مهرجان للرمان في بلدة دركوش في إدلب

بواسطة | أكتوبر 31, 2022

نظّم المجلس المحلي هذا الشهر مهرجان “الرمان الخامس” في بلدة دركوش بريف إدلب الغربي، بمشاركة المزارعين والأهالي وممثلين عن هيئات المجتمع المدني وعدد من الناشطين والفنانين.

وتضمن المهرجان فعاليات ومسابقات عدّة في إطار دعم المزارعين وتسليط الضوء على ثمرة الرمان، وعادات المنطقة التي تشتهر بها بلدة دركوش، وكان أبرزها، إجراء مسابقات لاختيار أفضل منتوج من الرمان وتكريم المزارعين الفائزين.

وضم المهرجان أيضاً فعاليات وفقرات كرنفالية ومسرحيات قام الأطفال بتأديتها، ومعرضاً للمأكولات الشعبية، والأدوات اليدوية، ونشاطات عدّة فنية وشعبية كالرقصات والأمسيات الشعرية، كما كان هناك معرض لأعمال فنية انتجها مكفوفون/ات بمشاركة مركز “الأيادي المبصرة” لتأهيل المكفوفين في مدينة إدلب.

وتضمن المهرجان أيضاً سباقاً للزوارق، وعرضاً تمثيلياً عن نقل الجرحى عبر نهر العاصي وذلك بالتنسيق مع هيئات عدة في البلدة، وبحضور ما يزيد على 500 شخص.

يقول عبد الرؤوف القاضي وهو أحد المزارعين في البلدة: “إن مدينة دركوش تشتهر منذ القدم بزراعة الرمان، لأن نهر العاصي يمر بها، ولأن الرمان يحب الماء، ولهذا تصبح ثماره هنا من أفضل المنتوجات، إذ تكون الشجرة مشبعة بالمياه”.

أما عن المهرجان فيضيف عبد الرؤوف: “لقد أصبح أحد معالم البلدة وأصبحنا كمزارعين ننتظره في كل عام، لعرض ما لدينا من أصناف متنوعة من الرمان، وبمواصفات تضاهي جميع المناطق”.

من جهته يرى الحاج أبو قاسم، وهو مزارع أيضاً في البلدة ومشارك في المهرجان، أن هذا المهرجان يساعد المزارعين في التسويق وبيع الرمان “الذي نعتمد عليه نحن بشكل رئيسي كمورد أساسي لنا، فمن خلاله نُعيل عوائلنا” بحسب قوله، ويضيف أبو قاسم “بالطبع لو كان بإمكاننا تصدير الرمان لحصلنا على سعر أفضل من ذلك بكثير، وخاصة أن الموسم لدينا وحسب طبيعة الأرض مميز، ولكن ضعف سوق التصريف يؤدي لانخفاض سعره وعدم تصديره”.

من جهته، يقول التاجر وصاحب بستان رمان في البلدة إيهاب القاسم: “لقد كان هدفنا الأول من المهرجان تسليط الضوء على المنتج المحلي وعرضه وعرض أصنافه المتعددة والمتنوعة، خاصة أن الغالبية لا تعرف أنواع الرمان، فمن خلال المهرجان نركز على عرض الأصناف والمنتوجات وإظهار جودتها، بالإضافة لعرض بعض الأكلات الشعبية والتراثية، وعرض طريقة صناعة دبس الرمان المنتج في دركوش أيضاً، لأن هذا الموسم لا يُباع بأسعار تتناسب مع كلفة إنتاجه”.

وشارك في المهرجان أيضاً الفنانة سلام الحامض وهي رسامة تشكيلية، حيث عرضت خلال المهرجان لوحاتها والتي تضمنت قضايا عدّة كقضية المعتقلين والمهجرين، بالإضافة إلى المعالم الأثرية في سورية.

كذلك شارك فيه الفنان التشكيلي رامي عبد الحق والذي أكّد خلال حديثنا معه أن مشاركته تأتي من أجل إكمال المهرجان ليكون لوحة “فسيفسائية” متكاملة، ولتذكير الأهالي والزوار “بشهداء الثورة السورية” بحسب قوله.

وتشتهر بلدة دركوش بزراعة ثمرة الرمان بأنواعها المختلفة، وهي: “اللفان، العصفوري، الفرنسي، ناب الجمل، رمان القزم”، وكانت الزراعة تقتصر على أطراف البساتين كنوع من السياج، إلا أنه ومع دخول الصنف الفرنسي أصبح بالإمكان زراعة أشجار الرمان على مساحات واسعة، على اعتبار أن هذا النوع يتميز بإمكانية زراعته على مسافات متقاربة، عكس الأنواع الأخرى.

مواضيع ذات صلة

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

إلى جانب كونها مدينة الطرب والقدود، برعت حلب وتميَّزت في فن الموشحات، وذلك بفضل كوكبة من ملحنيها ووشاحيها المبدعين، الذين كانوا مخلصين لذلك الفن  وحافظوا على روح وألق الموشح العربي وساهموا في إغنائه وتطويره، ومن أبرزهم الشيخ عمر البطش، الذي ساهم على نحو خاص في...

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

في الخامسة من عمره حظيت إحدى لوحاته بإعجاب العديد من أساتذة الرسم، نصير شورى الذي ولد عام ١٩٢٠ والذي كان محط عنايةٍ خاصة من والديه: محمد سعيد شورى، الأديب والشاعر الدمشقي المعروف، وأمه، عائشة هانم، ذات الأصول العريقة. فكان أن تلقى تعليماً خاصاً منذ نعومة أظفاره...

نذير نبعة: رسام الحياة ومؤرِّخ الألوان السورية

نذير نبعة: رسام الحياة ومؤرِّخ الألوان السورية

 "كنت أحلم بلوحةٍ تستطيع أن تخاطب بجمالياتها شريحة أوسع من الناس، لوحة تستطيع تجاوز مجموعة الجمهور التي تتكرر في حفل الافتتاح لأي معرض". ربما توضح تلك الكلمات، وهي للفنان نذير نبعة، مدى تبنيه وإخلاصه للفن، الذي كان رفيق دربه لأكثر من ستين عاماً، فهو الفنان الذي...

مواضيع أخرى

فصلٌ من القهر والعذاب: كيف مضى فصل الصيف على سوريا؟

فصلٌ من القهر والعذاب: كيف مضى فصل الصيف على سوريا؟

لم يكتفِ الناس في سوريا من معاناتهم وأوجاعهم اليومية، التي فرضتها ظروف الحرب وما تبعها من أزماتٍ متلاحقة وتردٍ في الواقع الاقتصادي والمعيشي، حتى أتى فصل الصيف، الذي سجل هذا العام ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في معدلات درجات الحرارة، وكان الأقسى على البلاد منذ عقود،...

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

رغم انتشار ثقافة المطالعة واستقاء المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية إلا أن ملمس الورق ورائحة الحبر بقيا جذابين للقارئ السوري. ولم تستطع التكنولوجيا الاستحواذ على مكان الكتاب الورقي، أو منافسته. وبقي الكتاب المرجع الأساسي والحقيقي لأي بحث علمي وأكاديمي، ولم يستطع...

التجربة المؤودة للمسرح الجوّال في سورية

التجربة المؤودة للمسرح الجوّال في سورية

بقي الريف السوري محروماً من المسرح إلى أن أنشأت مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة ما أسمته "المسرح الجوال" عام ١٩٦٩، والذي بدأ عروضه بنشر الوعي المسرحي في الريف والمناطق الشعبية والنائية. صارت الصالة في كل مكان  والجمهور ضمنها، وكان كسر الحواجز بين...

تدريباتنا