سلام الكواكبي: “اليسار إما مستقطبٌ سلطوياً أو نخبوي مرضي”

سلام الكواكبي: “اليسار إما مستقطبٌ سلطوياً أو نخبوي مرضي”

*ينشر هذا الحوار ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

لا شك أنّ انهيار المنظومة الاشتراكيّة، وخصوصًا الاتّحاد السوفيتيّ، شكّل مفصلاً هاماً في التحوّلات التي شهدتها تيّارات اليسار العربيّ عامّة، والسوريّ على وجه الخصوص. لدرجة أنّ المفكر اليساريّ الراحل سلامة كيلة رأى أنّ هذا اليسار دخل “أزمة موت.” وفي سوريا التي انتفض شعبها ضدّ الاستبداد والطغيان في آذار/ مارس 2011 بقي اليسار “في الهامش”، وتجاوز الربيع السوريّ اليسار القائم في البلاد، خاصّة بعد انحدار وضع الأغلبية المجتمعية نحو الفقر والبطالة والتهميش ما أدى إلى أن تكون كلّ قوى اليسار في سوريا بعيدة عن الشعب.

وللوقوف على واقع الحال وأسبابه ومآلاته التقينا مع الكاتب والباحث الأكاديميّ في العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة سلام الكواكبي، المدير التنفيذي للمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في باريس، ومدير بحوث ونائب مدير سابق في «مبادرة الإصلاح العربيّ» المهتمة بحركة المجتمع المدني.

 

غسان ناصر: أبدأ معكم بسؤالكم: ما الذي تبقى اليوم من “يساريّة” اليسار السوريّ؟ 

سلام الكواكبي: أخشى أن أجيب بأنّ مختلف العوامل تكاتفت على إجهاض التيّار اليساريّ السوريّ بمختلف تنويعاته منذ أمد بعيد نسبيًّا. وكذلك يؤسفني أن أشدّد على أنّ من ساهم بشكل فاعل في هذه العمليّة، هو البنية التكوينيّة هشة التقاليد الديمقراطيّة للأحزاب والجماعات اليساريّة من جهة، وكما هم بعض رموز اليسار نفسه من جهة أخرى. فالبنية الأساسيّة، قامت على قواعد غير متمكنة من المفاهيم الأساسيّة المكونة لحركة اليسار تاريخيًّا عدا استثناءات بأسمائها تم تهميشها أو القضاء عليها رمزيًّا. وصارت التجارب التوتاليتاريّة في الدول التي اغتصبت مفاهيم اليسار، وطوّرت له ممارسات شاذة، هي المرجعيّة لدى الكثير من اليسار السوريّ. أما وقد مرّ على البلاد عقود من الممارسات الأمنوقراطيّة، فقد صار اليسار مهجّرًا أو مسجونًا أو شهيدًا. ومن تبقى في المشهد العامّ، فقد كان إمّا مستقطبًا سلطويًّا أو مصابًا بنخبويّة مرضيّة عزلته عن حس وحراك المجتمع.

غسان ناصر: برأيك إلى أيّ مدى كان هذا اليسار فاعلًا في الحياة السياسيّة العامّة في سوريا بعد انقلاب 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970؟

سلام الكواكبي: لقد كان مفعولًا به ومقسّمًا ومشتتًا في الإطار العامّ. أمّا الحديث عن يساريّة الحزب الحاكم، فهو يخرجنا من الجديّة في الطرح لما من ممارساته من صفات متعدّدة لا يمكن أن تكون اليساريّة إحداها. فهي رأسماليّة الدولة الأمنوقراطيّة الزبائنيّة. ولا يمكن ربطها باليسار بأيّة صورة ولو ساهم في ذلك كتّاب السورياليّة الكبار.

أمّا الشيوعيّون الرسميّون، فإضافة إلى فساد جزء لا بأس من قياداتهم، وانصياع الجزء الآخر للخوف المهيمن، وانشقاق الجزء النقيّ ليجد نفسه مسجونًا أو منتهكًا بكلِّ الأساليب، فتجربتهم السوريّة تحتاج إلى مجلدات لا تفوح منها روائح مريحة البتة للأسف الشديد. من ظلَّ متمسكًا بمبادئه، كالماسك على الجمرة براحة الكف، فألمه لا يمكن وصفه، وتشفّي “رفاقه” النظريين به يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السياسيّة التي هيمنت على المشهد السوريّ. وعلى الرغم من هذا المشهد السلبيّ للغاية، إلّا أنّ الحراك الداخليّ الوحيد الفاعل سلميًّا بعيدًا عن التجربة العسكريّة للإخوان المسلمين، كان يعتمد على الأنقياء في المجموعات اليساريّة التي غلب عليها طابع العمل السريّ والهروب المستمر من الرقابة الأمنيّة. ولكن فعاليّته لا تُذكر إلّا من خلال الإنتاج الفكريّ المتميّز. لبعض رموزه وعلى الرغم من محدوديّة انتشاره.

 

غياب ممارسة النقد..

غسان ناصر: ماذا عن حضور اليسار النظريّ، بعد كلِّ القمع الذي تعرض له، والفشل الديمقراطيّ العلمانيّ المتراكم في سوريا؟ والعلاقة غير السويّة بين الأحزاب اليساريّة خاصّة رابطة العمل الشيوعيّ (صار اسمها “حزب العمل الشيوعيّ”) والحزب الشيوعيّ السوريّ – المكتب السياسيّ (صار اسمه “حزب الشعب الديمقراطيّ”)؟

سلام الكواكبي: في الأساس، فإنّ العلاقة غير السويّة والتنافسيّة بطريقة الإلغاء وغير الديمقراطيّة بين مختلف رموزه ساهمت بشدة في إضعافه وفي إستضعافه. أمّا الحضور النظريّ، فقد عابه عدم ممارسته النقد، ليس الذاتيّ، فهو مطلب كبير في الثقافة المشرقيّة، بل نقد تجارب الدول التي شوهت اليسار عبر الممارسات الشموليّة المكتنزة فسادًا وقمعًا في بلدان مرجعيّته كالاتّحاد السوفييتيّ ومن دار في مساره. ومن تمت ملاحقتهم وسجنهم، فإن كان ليس من الانصاف انتقادهم عمومًا، لكنّهم في المشهد السوريّ يستحقون الإشارة إلى ممارساتهم الفرديّة وسعيهم لفرض آرائهم على مجمل المشهد الحزبيّ الذي انتموا إليه. كما برز ضعف هيكلي في عمليّة تطوير الفكر اليساريّ النظري ليُجاري الواقع الاقتصاديّ والاجتماعيّ والدينيّ المحليّ.

غسان ناصر: هل كان لقوى اليسار حضور في الأوساط العماليّة والفلاحيّة ما قبل الثورة، أم كانت بعيدة عن القاعدة الاجتماعيّة في عموم سوريا؟

سلام الكواكبي: اُحيل إلى كتابات المؤرخ المُجدّ أطال الله في عمره الدكتور عبد الله حنا للسعي إلى الحصول على إجابة دقيقة لا أمتلكها حول هذا التصنيف. لكنّني أعتقد بتحفّظ شديد، بأنّ الحَضور، ولأسباب موضوعيّة متشابكة، كان ملموسًا أكثر في الأوساط العماليّة عمومًا، وفي بعض الأوساط الفلاحيّة المتميّزة دينيًّا واثنيًّا.

غسان ناصر: هل استطاعت قوى اليسار أن تؤثر فكريًّا في الثقافة وتجذب الأجيال الجديدة؟

سلام الكواكبي: الجزء الأكبر من المثقّفين السوريّين يعرف نفسه باليساريّ ولكن دون أن يعرف جزء منهم ربما ما هي المعايير الدقيقة لهذا التعريف. وعمومًا، فاليسار السوريّ أنتج أدبًا وفنًا أكثر مما أُتيح له أن يُنتج فكرًا لخضوعه لمناخ مهيمن تمتزج فيه التسلطيّة السياسيّة والأمنيّة مع التركيبة الدينيّة المحافظة التي ارتاح لانهماكها في العبادات وتفاصيلها أهل الحلّ والعقد من أصحاب الرتب أو أصحاب اللحى.

 

اليسار كونيًّا في أزمة نظريّة وعمليّة..

غسان ناصر: أسألكم عن موقف اليسار من الأزمة السوريّة. وماذا عن الأحزاب اليساريّة التي أعلنت عن ميلادها خلال سنوات الثورة مثل (حزب اليسار الديمقراطيّ السوريّ)؟

سلام الكواكبي: ضعف اليسار السوريّ أدى به إلى خيارين أحلاهما مرّ: الأوّل، القبول بإملاءات قوى محافظة والخضوع لها في محاولة غير ذكّيّة لتبنّي الواقعيّة السياسيّة من جهة. والثاني، رفض الانخراط في العمل العامّ تأنفًا أو ترفّعًا أو تكبّرًا، والقفز في كلِّ شاردة وواردة لادّعاء امتلاك الحقّ ومعرفة مآل الفشل المتوقع وتقريع الآخرين بالقبول بفتات الموائد. وعمومًا، فالتشكيلات السياسيّة اليساريّة الجديدة لا يمكن أن يكون لها أيّة فاعلية في ظلِّ الانسحاب الجماعيّ للشباب من المشهد الحزبيّ والتوجه أكثر فأكثر نحو التجمعات المدنيّة. الانتماء إلى أيّ حزب صار أمرًا غير مغري على الصعيد الفكريّ والصعيد السياسيّ.

غسان ناصر: أين اليسار العربيّ الدوليّ من دعم الثورة السوريّة؟

سلام الكواكبي: اليسار كونيًّا في أزمة نظريّة وعمليّة، وعندما نتابع بعض مواقفه من قضايا تحرر الشعوب من الطغيان، نكاد نقول بأنّ الجانب الأخلاقيّ يمكن أن يُضاف إلى مكوّنات أزمته. فالتجربة البافلوفيّة المرتبطة بتصرفات الحيوان الجائع، وجدت لها مرتعًا خصبًا في مواقف وردود أفعال الكثير من أصحاب اليسار الأوروبيّ عمومًا والعربيّ خصوصًا تجاه الثورة السوريّة. يكفي أن نراجع في عجالة مواقف اليسار التونسيّ أو المغربيّ أو الجزائريّ، لنجد منطقًا بافلوفيًّا هائل التخلي عن المعايير الأخلاقيّة والإنسانيّة، ليتشبث بمفاهيم حجريّة تربط أوتوماتيكيًّا بين نظريّة المؤامرة وبين الإمبرياليّة وبين الإسلاميّة. وكما أنّ السعي إلى الحرّيّة والعدالة يُعتبر نظريًّا من ركائز فكر اليسار، إلّا أنّ النوم تحت بسطار العسكر والطغيان أثبت بأنّه الأكثر ممارسة ممن يدّعون وصلًا باليسار في الدول العربيّة. ما هو منتظر نظريًّا من المنتمين إلى اليسار في أن يكونوا مؤمنين بمفاهيم الحرّيّة والعدالة لأنفسهم ولأقرانهم، غاب تمامًا عن تصريحات وأفعال اليسار العربيّ الذي طالما تناول زعماؤه الطعام على موائد الطغاة من صدام حسين وصولًا إلى القذافي. وأكاد أن أجد في اليسار الأوروبيّ تميّزًا عن اليسار العربيّ في هذا المجال بحيث نجد فئات تروتسكيّة أو يساريّة معتدلة أو من ينتمون إلى “الخضر” هم من مناصري الربيع السوريّ الموؤد. في حين، من النادر أن نجد مجموعات سياسيّة يساريّة عربيّة تتبنى هذا الموقف. ربما نجد أفرادًا.

غسان ناصر: أخيرًا، برأيكم هل يمكن اليوم تأسيس يسار سوريّ جديد يحاكي تطلعات وآمال الشعب السوريّ الذي يواصل نضاله من أجل الحرّيّة والعدالة والمساواة في سوريا الجديدة؟

سلام الكواكبي: الحلّ الوحيد، إن كان من حلّ يومًا ما، هو أن يُعيد اليسار إنتاج نفسه من خلال التبنّي الكامل للديمقراطيّة، رغم عدم مثاليّتها وإشكاليّاتها وضرورة إعادة إنتاجها هي نفسها في ظلِّ الخيبات الجديدة في المشهد الكونيّ. قيم الحرّيّة والعدالة والمساواة، كما قيم الحقوق البشريّة والدفاع المبدئيّ، وليس الانتقائيّ، عنها، هي من صلب تعريف اليسار كما أراه. إنّ النمط القائم على احترام الحرّيّات وتطوير العدالة الاجتماعيّة قانونًا وممارسةً هو الأفضل لإنقاذ ما تبقى من يسار.

اليسار الفرنسيّ الذي حكم لعشرات السنين، انهار بصورة كرتونيّة في السنوات الأخيرة، فانبثق عنه متطرفون شعبويّون سرعان ما انضمّ جزء منهم إلى يمين متطرف عنصريّ لضعف تكوينيّ وهشاشة في الوعي. واليوم، تنطلق حركات يساريّة مزجت في مبادئها الحرّيّة والعدالة وحماية البيئة الكونيّة وليس الوطنيّة فحسب، وذلك على اكتاف مجموعات شبابيّة تستند إلى مقومات فكريّة واعية كحركة الفيلسوف الشاب رافائيل غلوكسمان الجديدة.

أختم بالقول بأنّ اليسار الديمقراطيّ الاجتماعيّ هو الحلّ الأنسب لمشاكل المجتمعات قاطبة.

اليسارالمتجدد سيظل موجوداً

اليسارالمتجدد سيظل موجوداً

*ينشر هذا المقال ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

اليسار السوري ليس طارئاً تماماً ولكنه مستعار. ولا عيب في الاستعارة في بعض المجالات. الديمقراطية مثلاً مفهوم مستعار وكذلك الصحافة والأحزاب والتكنولوجيا، فلا عيب إذن أن يكون السوريون قد استعاروا مفهوم اليمين واليسار من الغرب الذي أعارنا السيارة والتلفزيون والكمبيوتر والفايسبوك. ثمّة من يستعير ثوبا فيكون كبيرا جدا أو يكون ضيّقا عليه. السوريون (ومعهم المصريون) كيّفوا ما استعاروه على قياسهم، فبدت الأمور عليهم وكأنها أصيلة. ولعلّ نظرة إلى الوراء ترينا كيف أجاد السوريون لعبة الديمقراطية والبرلمان والصحافة والأحزاب، وأيضا اليسار، من دون أن نغرق في نوستالجيا فارغة.

مشكلتان رئيسيتان طرأتا على كلّ ذلك، فغيّرت من وجه اليسار السوري. الأولى كانت حين تنطّح مجموعة من العسكر لقيادة ما يسمّى بحركة التحرر الوطني، التي دمجت ما بين الطبقي-الاجتماعي والوطني-القومي. وهو ما أدى إلى ضياع هوية اليسار واليمين معا. أما المشكلة الثانية فهي الصراع العربي-الإسرائيلي الذي حول القضية برمتها من جهة إلى جهة أخرى.

وإثر هزيمة حزيران 1967، حدث انقلابان كبيران في الحركة السياسية السورية والعربية عموما، انزاح فيهما جزء كبير من التيار القومي العربي نحو الماركسية، وانزاح مقابله جزء من التيار الماركسي نحو الفكر القومي. حركة القوميين العرب بمعظمها تبنت الماركسية، ووُجِدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش، ووُلِد حزب العمل الاشتراكي العربي، كذراع سياسي للجبهة الشعبية في لبنان والأردن، وظهرت منظمة العمل الشيوعي في لبنان، التي قادها محسن إبراهيم وفواز طرابلسي، وتحوّل تيار صلاح جديد في سوريا تدريجا إلى الفكر الماركسي-اللينيني تدريجيا، حتى تبناه نهائيا في منتصف السبعينات. جوهر هذا الانزياح كان اكتشاف التيار القومي العربي أن “العدو القومي الرئيس لحركة التحرر العربية يتمثَّل بالإمبريالية العالمية بقيادة أميركا، والتي تستعمل إسرائيل والحركة الصهيونية” كأداة لها وأن كافة الأنظمة العربية، سواء منها الأنظمة “الرجعية” أو الأنظمة “الوطنية التي تحكمها البورجوازية الصغيرة” عاجزة عن مواجهة هذا العدو.

في المنقلب الآخر، كان تيار في الحزب الشيوعي اللبناني بقيادة جورج حاوي وتيار في الحزب الشيوعي السوري بقيادة رياض الترك يتخليان تدريجيا عن “الصَّلف الطبقي” ويريان في المسألة القومية وجاهة لا بدّ من مقاربتها. كان جورج حاوي معجبا بعبد الناصر ولينين، وقد باتت هذه المزاوجة أحد معالم الخلاف في الحزب الشيوعي بين «الأمميين» و«القوميين»، الذي أدّى في نهاية المطاف إلى انتصار «القوميين» وبدء الرحلة الجديدة للحزب الشيوعي من خلال مؤتمره الثالث 1972. أما المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري فانعقد في 1969 وشكّل بداية الخلاف بين أكثرية المكتب السياسي للحزب بقيادة رياض الترك من طرف وقيادة خالد بكداش من طرف آخر. وفي كلا المؤتمرين لعبت القضية الفلسطينية والوحدة العربية دورا بارزا.

هزيمة حزيران وتزاوج التيارين القومي والماركسي، أدى إلى جعل بوصلة اليسار السوري هي القضية الفلسطينية و”الإمبريالية العالمية”، وبات اليساريون السوريون يبنون سياساتهم ليس على واقع سوريا بل على مواقف الإمبريالية الأمريكية، حيث يتجلّى موقفهم ببساطة بمعارضة المواقف الأمريكية واتخذا مواقف معاكسة.

والأسوأ أن ذلك جعل الحدود بين السلطة السورية والمعارضة واهية جدا. والحال أنه منذ وصول البعث إلى السلطة في سوريا، اختفت الحدود الفكرية والسياسية بين الفئتين. فعلى الضد من معظم التجارب الدولية، ينتمي كلا السلطة والمعارضة إلى الجذور الاجتماعية والفكرية ذاتها. وهما، متكاملين، يشكلان جزءا مما يسمى بحركة التحرر الوطني التي ندين لها بالتغيير القسري للمجرى الطبيعي للتاريخ في العديد من الدول الآسيوية والأفريقية، والتي تقبع الآن، مصادفة، في أسفل السلم الحضاري والاقتصادي العالمي. وتعود السلطة السورية، في جذورها التاريخية على الأقل، إلى البنية الاجتماعية التي نشأت عليها المعارضة. فهي ترجع إلى الفئات الريفية التي تعلمت وهاجرت إلى المدينة، فالتحمت مع مثقفي الطبقة الوسطى المدينية الذين كانوا يبحثون عن حلول اجتماعية لمشاكلهم الروحية؛ ولقد وجدوا تلك الحلول، وهم الذين درسوا في فرنسا ودولا أوروبية أخرى، في النظريات التي كانت سائدة في أوروبا آنذاك.

***

فاجأت الانتفاضة السورية المعارضة الغافية على حدود فلسطين، ولذلك تجدها فشلت في اللحاق بركب الثورة، وانقسمت بين من زايد عليها ومن بقي في منطقة الحكومة. وقد رأينا الانقسام يحدث في اليسار السوري وفي الحزب الواحد نفسه، فكثير من قواعد الشيوعيين انضمت إلى الانتفاضة بينما كان قادتها يجلسون في مكاتب الجبهة الوطنية التقدمية ويقارعون الاستعمار من هناك. وكذلك انقسم حزب العمل الشيوعي بين تيارين، انتقل أحدهما إلى صفوف الانتفاضة، بينما بقي الآخر في منطقة “الدفاع عن الوطن”.

وكما فاجأتنا الانتفاضة، فاجأنا تحوّلها إلى العنف واستخدام السلاح. ويمكن القول ثقة أن الحكومة تتحمل المسؤولية الكبرى في اللجوء إلى السلاح كحلّ، من خلال القمع الدموي العنيف للمحتجين السلميين، ولكننا لا يمكن أن نغض الطرف عن تدخلات القوى إقليمية التي كان من مصلحتها عطف الثورة باتجاه حرب أهلية.

ويسود اليوم سؤال: أكان الأمر يستحقّ كلّ ذلك؟ في مسرحية “يعيش يعيش” للرحابنة تسأل هيفا (فيروز) السؤال نفسه: “اللي بيندفع حقه ناس هو أغلى من ه الناس؟” والحال أن هذا سؤال وجودي أكثر منه سياسيا. وقد سألت نفسي هذا السؤال منذ إطلاق أول رصاصة. وانقسمت داخليا في الجواب: فالقسم الإنساني كان يؤكد بوضوح على أن لا شيء يستحقّ التضحية بطفل أو صبية أو رجل أو امرأة لهم أسرة وأصدقاء ومحبون. السياسي الذي داخلي كان يقول إن الثورة لو لم تحدث اليوم لحدثت بعد سنوات، ولكان وقعها اشد مرارة. وأعتقد اليوم أن ذلك ما سيحدث بعد سنوات أو عقود.

***

لم تقسم الحرب السورية اليسار السوري فحسب، بل واليسار العربي والعالمي أيضا. وقد رأينا في تونس مؤخرا متظاهرين يساريين يرفعون صور الرئيس السوري بشار الأسد أثناء احتجاجاتهم على حكومتهم. ومعظم اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية وغيرها يؤيد ما يرونه “ممانعة” سورية للإمبريالية العالمية. بالمقابل، ثمّة العديد من اليساريين والمثقفين في العالم والدول العربية الذين يقفون إلى جانب حقّ السوريين في تقرير مصيرهم وفي رفضهم لحكم أو نظام معين.

ووجد قسم آخر من اليسار، الذي يستند إلى البوصلة ذاتها، نفسه في مواقع يتحالف فيها مع تيارات إسلامية متطرفة، منها حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين. ولعلّ مرد ذلك أن هذا القسم لا يزال يهتدي بنجم الشمال الذي هو موقف هذه القوى “المعلن” من القضية الفلسطينية وإسرائيل والإمبريالية.

والآن، هل يمكن الحديث حالياً عن “يسار سوري”؟ لا يمكن للحياة السياسية ولا المجتمعية أن تتقدّم بدون حوار وجدال وصراع بين المحرك إلى الأمام والقوّة التي تريد المحافظة على الواقع. ولئن اتفق على تسمية الفئة الأولى يسارا، فإن هذه القوّة ستظلّ موجودة وستظلّ تلعب دورا في عملية التغيير. غير أن المفاهيم لن تكون ذاتها، واليسار التقليدي (وخاصة اليسار الشيوعي الذي لا يستطيع التمييز بين روسيا بوتين وبين الاتحاد السوفييتي) سيتحوّل إلى معاقل اليمين بدون خجل. أما اليسار المتجدّد الذي يرى في الحركة إلى الأمام قدر السوريين، فسيظلّ موجودا، وسوف يجمّع نفسه قريبا في حركة واضحة المعالم تسير على طريق واضح ومحدّد.

Syria in a Week (14 – 21 January 2019)

Syria in a Week (14 – 21 January 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Kurdish Rejection

15 January 2019

Syrian Kurds expressed their rejection for a Turkish-controlled “safe zone,” in the north on the border between the two countries, under an initiative set by Washington and approved by Ankara to curb the repercussions of the US withdrawal from northern Syria.

Turkey had threatened to launch a major attack on areas controlled by the People’s Protection Units (YPG) in north and north-east of Syria, putting Washington in a difficult situation between its two allies and pushing it to put forward this initiative in hopes of reaching an understanding by all parties.

Eldar Khalil, a prominent Kurdish leader in Syria and one of the architects of self-administration, stressed the rejection of any Turkish role in the planned safe zone. “Turkey is not independent and not neutral, which means it is a party in this conflict,” Khalil said.

This Kurdish rejection for any Turkish role comes after US President Donald Trump’s call for a thirty-two kilometer (twenty mile) wide safe zone along the Turkish border and after Turkish President Recep Tayyip Erdogan’s announcement that his forces will establish this zone between the Turkish border and US-backed YPG’s positions.

Trump’s abrupt decision to withdraw all US troops from Syria exacerbated Kurdish fears that this could pave the way for a large scale attack that Turkey has long threatened to launch to keep Kurdish fighters far from its border.

This safe zone was the main topic of discussion between the Turkish president and his US counterpart during a phone call on Monday. The Turkish chief of staff met with his US counterpart in Brussels to set the “mechanisms” for the safe zone, which will be “under Turkish control.”

Moscow, one of Damascus’s most prominent allies, quickly rejected this suggestion on Wednesday. The Turkish and Russian presidents will discuss the matter in Moscow. Damascus described Erdogan’s statements about his country’s readiness to establish the safe zone as “irresponsible.”

 

Consensus for Return

17 January 2019

The Secretary General of the Arab League, Ahmed Aboul Gheit, said that Syria’s return to its seat in the league relies on Arab countries’ consensus.

“The Syrian issue has various aspects and is sensitive. One must acknowledge that Syria is a founding member of the Arab League,” Aboul Gheit said after meeting the Lebanese President Michel Aoun.

“When we have Arab consensus and we make sure there are no objections from any party, then it is very easy to put the matter on the agenda of a ministerial meeting at any time, after good preparations,” Aboul Gheit added.

“If Arab countries agree to invite Syria to take back its seat, then the General Secretariat and the General Secretary will be at the service of the Arab countries. The General Secretary is the one who seeks to preserve Arab interests. We will instantly implement such a decision without any delay,” he went on to say.

Aboul Gheit said that there has been no Arab consensus on Syria’s return, yet.

The Arab League decided in November of 2011 to suspend Syria’s seat after the government resorted to the military option to quell popular protests.

In March of 2012, the Gulf Cooperation Council (includes Saudi Arabia, Emirates, Oman, Kuwait, Qatar, and Bahrain) decided to withdraw the countries’ six ambassadors from Syria.

 

“Slow is Safe”

19 January 2019

An influential US senator called on President Donald Trump for a slower withdrawal of US troops from Syria, until the “real defeat” of ISIS can be assured and “chaos” can be avoided.

“I hope President Trump would slow the withdrawal until we truly destroy ISIS,” said Lindsey Graham, senator for South Carolina, during a visit to Turkey where he met Turkish President Recep Tayyip Erdogan and several ministers.

“I can understand the desire to withdraw (from Syria), but withdrawal without a plan is chaos,” said Graham, calling for a “smart” way to achieve this.

These statements came after an attack on Wednesday in the Syrian city of Manbej, which left sixteen dead including four Americans.

Although he acknowledged that the jihadist group has been practically defeated in regards to control over “territories,” Graham said that “there are still thousands of jihadist fighters in Syria … the objective to destroy the Islamic State has not been achieved, yet.”

Trump announced last month the near withdrawal of some two thousand US troops deployed in Syria to fight the Islamic State.

 

Settlement “Paralysis”

19 January 2019

After meeting the UN envoy to Syria Geir Pedersen, the chief of the Syrian Opposition Negotiation Committee Nasr Hariri said that the lack of international will prevented the United Nations from succeeding in advancing the political process, which is in a state of “paralysis.” Hariri stressed the commitment of the negotiation committee, which represents a wide spectrum of opposition forces, to reach a UN-brokered political solution in Geneva.

Geir Pedersen, a seasoned diplomat who succeeded Staffan de Mistura as the forth UN envoy to Syria, faces the difficult task of reviving UN negotiations after all previous rounds, which were led by his predecessor, collided with conflicting demands from both sides.

Pedersen visited Damascus on Tuesday for the first time since he assumed this position and met with Foreign Minister Waleed Moualem, and then headed to Riyadh and met with the negotiation committee.

“Pedersen is the forth envoy and there were seasoned envoys before him. I think the lack of international will to advance a political solution is what rendered the United Nations and its envoys incapable of carrying out anything,” Hariri said after meeting Pedersen.

“The political process has entered a state of paralysis, which is evident to all the world,” he added.

Since 2016, de Mistura led nine rounds of negotiations between the Syrian government and the opposition without achieving any progress, as the opposition demanded political transition without the Syrian President Bashar al-Assad and Damascus insisted that his future not be discussed.

 

Trump Sticking to his Position

19 January 2019

US President Donald Trump defended his plan to withdraw US troops from Syria after a suicide attack in northern Syria on Wednesday, which left a number of US casualties. Before heading to Dover, Delaware airbase, Trump said that since he took office, the US has captured ninety-nice percent of territory once held by ISIS.

Trump received the remains of four US soldiers killed in the attack and met with their families. Before Christmas, Trump announced the defeat of ISIS, justifying the planned withdrawal of US troops from the area.

Trump tweeted that the extremist group had been defeated in Syria, adding that this group was the only reason he left US troops in the area during his presidency.

Before boarding his plane, Trump said that the United States killed ISIS “for Russia, for Iran, for Syria, for Iraq” and did a “big favor” for Syrian President Bashar al-Assad.

The Pentagon identified three of the American victims as two soldiers and one civilian contractor. US reports said that the fourth victim was an American translator of Syrian origin.

According to the Syrian Observatory for Human Rights, at least eighteen people were killed in the attack on the Kurdish-controlled city of Manbej in northern Syria on Wednesday. ISIS claimed responsibility for the attack.

 

Daytime Airstrike

20 January 2019

The Israeli army said that a rocket fired from Syria was intercepted over the occupied part of the Golan Heights. This came a short time after the announcement of Israeli airstrikes in Syria.

“The air defense system – Iron Dome – intercepted a rocket launched towards the northern Golan Heights,” the army said in a statement. A military spokesperson said the rocket was launched from Syria.

The official Syrian media said on Sunday that air defenses thwarted an “Israeli aggression” that targeted the southern region.

The Syrian official news agency reported a military source as saying: “Our defense system is thwarting an Israeli aerial aggression with high competency over the southern region and preventing it from achieving its objectives.” The source did not give further details.

The Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said that the “targeted area is located south of Damascus near Kisweh, which was repeatedly targeted in the past.” The SOHR said this area contains “weapon depots for Hezbollah and Iranian fighters, however, it has not been confirmed yet if they were actually hit.”

Since the onset of the conflict in 2011, Israel repeatedly bombed military targets for the Syrian army and others for Hezbollah and Iranian fighters in Syria, the last of which occurred on 12 December at Damascus International Airport.

 

 

Syria in a Week (14 – 21 January 2019)

سوريا في أسبوع 20 كانون الثاني/ يناير

رفض كردي

١٥ كانون الثاني/يناير

أبدى أكراد سوريا الأربعاء رفضهم إقامة “منطقة آمنة” تحت سيطرة تركية في شمال البلاد على الحدود بين البلدين، بموجب مبادرة اقترحتها واشنطن بموافقة أنقرة، في محاولة للحد من تداعيات قرار سحب القوات الأميركية من شمال سوريا.

وهددت تركيا مؤخراً بشنّ هجوم واسع على مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، ما وضع واشنطن في موقف حرج بين حليفيها ودفعها الى المبادرة لاقتراح تفاهم يرضي الأطراف كافة.

وأكد ألدار خليل، الذي يُعد أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، رفض أي دور تركي في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها. وقال “تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع”.

ويأتي الرفض الكردي لأي دور تركي بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقامة “منطقة آمنة” عرضها أكثر من 32 كلم في سوريا على طول الحدود التركية، وغداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنّ قواته ستتولى إقامة هذه المنطقة بين الحدود التركية ومواقع الوحدات الكردية، التي تدعمها واشنطن.

وفاقم إعلان ترامب الشهر الماضي قراره المفاجئ بسحب كافة قواته من سوريا خشية الأكراد من أن يمهد ذلك لهجوم تركي واسع لطالما هددت أنقرة بشنه لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها.

وشكلت إقامة هذه المنطقة محور اتصال هاتفي مساء الإثنين بين الرئيس التركي ونظيره الأميركي. واجتمع رئيس الأركان التركي مع نظيره الأميركي في بروكسل لتحديد “آليات” إقامة هذه “المنطقة الآمنة” التي ستكون “تحت سيطرة تركيا”.

وسارعت موسكو، أبرز حلفاء دمشق الأربعاء، إلى رفض إقامة هذا الاقتراح. ويبحث اردوغان والرئيس فلاديمير بوتين ذلك في موسكو. وصفت دمشق تصريحات إردوغان حول استعداد بلاده لإقامة “منطقة آمنة” بأنها “غير مسؤولة”.

التوافق شرط العودة

١٧ كانون الثاني/ يناير

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن عودة سورية إلى مقعدها بالجامعة مشروطة بحدوث توافق عربي.

وقال أبو الغيط بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشيل عون في بيروت “إن للمسألة السورية جوانب مختلفة، كما لها حساسية، ويجب الاعتراف أن سورية هي دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية”.

وأضاف “عندما يتم توافق عربي، ونتأكد انه لا توجد اعتراضات من هذا الطرف أو ذاك، فما أسهل أن يطرح الأمر كبند على جدول أعمال مجلس وزاري في أي لحظة، مع التحضير الجيد له”.

وتابع” إذا توافقت الدول العربية إلى دعوة سورية من أجل شغل مقعدها، فمن جانبنا كأمانة عامة وكأمين عام نحن في خدمة الدول العربية، فالأمين العام هو الذي يسعى للحفاظ على المصالح العربية، ونحن ننفذ فورا هكذا قرار ومن دون تأخير.”

وأشار أبو الغيط إلى عدم وجود توافق عربي بعد على عودة سورية.

وقررت الجامعة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تجميد مقعد سورية، على خلفية لجوء النظام إلى الخيار العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.

وفي آذار/ مارس 2012، قرر مجلس التعاون الخليجي (يضم السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت، وقطر، والبحرين) سحب سفراء الدول الست من سورية.

في البطء السلامة”

١٩ كانون الثاني/ينار

دعا سناتور أميركي نافذ السبت الرئيس دونالد ترامب الى إبطاء الانسحاب المعلن للقوات الأميركية من سوريا إلى أن يتم التأكد من “الهزيمة الفعلية” لتنظيم “داعش” وتفادي حدوث “فوضى”.

وقال ليندسي غراهام خلال زيارة لتركيا حيث استقبله الرئيس رجب أردوغان والعديد من الوزراء “آمل أن يبطئ الرئيس ترامب الانسحاب حتى يُهزم تنظيم الدولة الاسلامية فعليا”.

وحذر السناتور عن كارولاينا الجنوبية قائلا “يمكنني تفهم الرغبة في الانسحاب (من سوريا) لكن الانسحاب دون خطة سيؤدي الى الفوضى” داعيا الى “القيام بذلك بطريقة ذكية”.

وتأتي هذه التصريحات بعد اعتداء الأربعاء في مدينة منبج السورية تبناه التنظيم الجهادي وخلف 16 قتيلا بينهم أربعة أميركيين.

ومع إقراره بأن التنظيم الجهادي هزم “عمليا” من حيث السيطرة على “الأراضي”، قال غراهام “ما زال الآلاف من مقاتلي التنظيم في سوريا” مضيفا “ان هدف تدمير تنظيم الدولة الاسلامية لم يتحقق بعد”.

وكان ترامب أعلن الشهر الماضي قرب انسحاب نحو ألفي عسكري أميركي منتشرين في سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

“شلل” التسوية

١٩ كانون الثاني/يناير

اعتبر رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري غداة لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون أن غياب الإرادة الدولية حال دون نجاح الأمم المتحدة في دفع العملية السياسية والمصابة حالياً بـ”الشلل”.

وأكد الحريري التزام هيئة التفاوض، الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة، السعي للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ويواجه غير بيدرسون، الدبلوماسي المخضرم الذي بدأ مهامه كمبعوث الأمم المتحدة الرابع إلى سوريا خلفاً لستافان دي ميستورا، مهمة صعبة تتمثل بإحياء المفاوضات في الأمم المتحدة، بعدما اصطدمت كافة الجولات السابقة التي قادها سلفه بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.

وزار بيدرسون دمشق الثلاثاء للمرة الأولى منذ تسلمه مهامه والتقى وزير الخارجية وليد المعلم، ثم توجه إلى الرياض واجتمع الجمعة بهيئة التفاوض.

وغداة لقائه بيدرسون، قال الحريري إن “بيدرسون هو المبعوث الرابع، وكان هناك مبعوثون مخضرمون قبله، واعتقد أن غياب الإرادة الدولية الدافعة باتجاه الحل السياسي هي التي جعلت الأمم المتحدة ومبعوثيها غير قادرين على القيام بشيء”.

واعتبر أن “العملية السياسية دخلت في حالة شلل واضحة لكل العالم”.

ومنذ بداية العام 2016، أجرى دي ميستورا تسع جولات تفاوضية بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف من دون أن تحقق أي تقدم في ظل مطالبة المعارضة على انتقال سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار دمشق على عدم بحث مستقبله.

ترامب متمسك

١٩ كانون الثاني/يناير

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية بعد حادث الهجوم الانتحاري في شمالي البلاد يوم الأربعاء الماضى والذي خلف عددا من الضحايا الأميركيين.

وقال ترامب اليوم السبت فى تصريحات قبل توجهه جوا إلى قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير إنه منذ توليه منصبه قبل عامين انتزعت نسبة 99 % من أراضي تنظيم الدولة الإرهابي من يده.

واستقبل ترامب هناك رفات الجنود الأمريكيين الأربعة الذين قضوا في الهجوم والتقى بذويهم.

كان ترامب أعلن قبيل أعياد الميلاد عن هزيمة تنظيم الدولة مبررا بذلك الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية من المنطقة.

وكتب ترامب على موقع تويتر: “لقد هزمنا تنظيم الدولة في سورية”، مبينا أن هذا التنظيم كان السبب الوحيد لتركه القوات الأمريكية خلال رئاسته هناك.

وذكر ترامب قبيل رحلته الجوية أن الولايات المتحدة قتلت أعضاء من تنظيم الدولة “لصالح كل من روسيا وإيران وسورية والعراق”، وقدمت للرئيس السوري بشار الأسد “أكبر خدمة”.

وتمكن البنتاغون من تحديد هوية ثلاثة من القتلى الأمريكيين، وهم جندية وجندي وموظف مدني بعقد عمل مع الوزارة.

وأشارت تقارير أمريكية إلى أن الشخصية الرابعة المتوفاة هي مترجمة أمريكية من أصل سوري.

ووفقا لمعلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عدد قتلى الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي في مدينة منبج شمالي سورية التي يسيطر عليها الأكراد بلغ 18 شخصا على الأقل.

وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الحادث.

غارة في النهار

٢٠ كانون الثاني/يناير

أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخا أطلق من سوريا تم اعتراضه في الجزء المحتل من مرتفعات الجولان بعد وقت قصير من الإعلان عن غارات إسرائيلية في سوريا.

وقال الجيش في بيان “اعترضت منظومة الدفاع الجوي القبة الحديدية صاروخا أطلق باتجاه شمال هضبة الجولان”. وأوضح متحدث عسكري أن الصاروخ أطلق من سوريا.

وكان الإعلام الرسمي السوري أعلن الأحد تصدي الدفاعات الجوية لـ”عدوان إسرائيلي” استهدف المنطقة الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن “وسائط دفاعنا الجوي تتصدى بكفاءة عالية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية، وتمنعه من تحقيق أي من أهدافه”، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “المنطقة المستهدفة تقع جنوب دمشق قرب منطقة الكسوة، التي استهدفت مرات عدة في السابق”. وأضاف أن في المنطقة “مستودعات أسلحة لحزب الله ومقاتلين إيرانيين، إلا أنه لم يتم التأكد بعد ما إذا كانت تعرضت للقصف”.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكريّة للجيش السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيّين في سوريا، كان آخرها في الـ12 من الشهر الحالي في مطار دمشق الدولي.

ونادراً ما تُعلّق إسرائيل على استهدافها سوريا، إلا أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أقر الأسبوع الماضي بشن الغارة الأخيرة ضد “مستودعات أسلحة” قال إنها تعود لمقاتلين إيرانيين في مطار دمشق الدولي.

اليسار السوري إلى أين؟ هامشية سياسية وحضور ثقافي أغنى

اليسار السوري إلى أين؟ هامشية سياسية وحضور ثقافي أغنى

*ينشر هذا المقال ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

يلحظ الباحث المهتم بشؤون وأوضاع التيارات اليسارية مفارقة تستحق التفكير، وهي أنه مقابل الحضور الهام والمتميز لليسار العربي ثقافياً وفكرياً، إلا أنه بقي هامشياً وتابعاً بالمعنى السياسي. فضلاً عن قابليته الكبيرة للانقسام. ومثل غالبية الأحزاب العربية لم تعرف الحياة الحزبية الداخلية لليسار السوري أي مرونة وديمقراطية في الحراك والتمثيل، ولا في الانتخابات الداخلية أو العامة، وهذا تقليد موروث من أدبيات اليسار العالمي عموماً، الذي يمتلك مواقف مسبقة من كل أشكال الدمقرطة بدعوى أنها ليبرالية وغربية وصورية … إلخ.

أما موضوعياً، فإن مستوى تطور البنية الاجتماعية قد غلب عليه طابع العلاقات الزراعية وأنماط الملكية الفردية للحيازات الزراعية إلى جانب ضعف الإنتاج الصناعي وغلبة طابع الخدمات على الإنتاج السوري، ما يعني أن الأنصار العضويين لأفكار وتنظيمات اليسار، وهم العمال، لا يشكلون سوى نسبة قليلة من أفراد المجتمع. مع إن تاريخ الحركات الفلاحية في سورية يبيّن أن الفلاحين في غالبيتهم العظمى ينتسبون إلى الفئات والشرائح الكادحة في المجتمع السوري.

وعلى صعيد السيكولوجيا الجمعية والطابع الغيبي للذهنية السائدة، يمكن فهم دوافع مقاومة الأفكار اليسارية والثورية ذات الطابع التغييري، ذلك أن الذهنية الإيمانية والقدرية تعتبران التفاوت في الغنى والفقر أمر طبيعي لا يحتاج إلى تعديل، فالدنيا نصيب، ويمكن من خلال التبرعات والصدقات والزكاة التي يقدمها الأغنياء للفقراء أن تقلص الفوارق وتحسن الأوضاع، لكنها بالتأكيد لا تستطيع إلغاء الفوارق الطبقية ولا العوامل الموضوعية لتوزيع الثروة وامتلاك وسائل الإنتاج، باعتبارها هي العوامل المفسّرة لوجود الفقر المدقع والغنى الفاحش في مجتمع واحد.

ومقابل الحضور الهامشي لليسار السوري بالمعنى السياسي، لا بدّ من ملاحظة ألقه وتفوقه فنياً وثقافياً وتميزه فكرياً. وليس أدل على ذلك من مؤلفات وكتابات بو علي ياسين، وياسين الحافظ، وإلياس مرقص، وأدونيس، ومحمد الماغوط، وسعد الله ونوس، وممدوح عدوان، ومعها كتابات صادق العظم وطيب تيزيني وياسين الحاج صالح قبل أن يتخذوا مواقف ملتبسة ومن ثم منحازة في فهم وتفسير “الحراك” والأحداث التي جرت في سورية بعد عام 2011. فإنتاج هؤلاء في مجالات الفلسفة والفكر والأدب المسرحي والروائي المتنوع وبسويّة فنية عالية شاهدٌ آخر على الهامشية السياسية لليسار السوري مقابل تفوّقه الإبداعي.

ولعلّ ما يفسر ذلك جزئياً أن معظم المثقفين السوريين من ذوي الميول اليسارية هم في غالبيتهم ممن تركوا الأحزاب الشيوعية واليسارية أو لم ينتسبوا إليها أساساً، لكنهم في توجهاتهم الفكرية والفلسفية ورؤاهم الثقافية أقرب إلى اليسار من خلال استلهامهم لقيم العدالة ومقاومة الظلم ونظرتهم المساندة للتغيير الاجتماعي والسياسي والقيمي. فمواقف اليسار العربي عموماً من التراث مثلاً، مكّنت بعض من أبرز قرّاء التراث من إعادة التفكير فيه، وبناء صورته الفعلية أو المتخيلة استناداً إلى ميل راديكالي تجاوزي مستلهم من بعض اللحظات الإسلامية، ومن ثورة القرامطة والزنج، ومن كتابات المتصوفة كالحلاج وابن الفارض والخيّام والسهروردي وابن عربي، وبعض أفكار المعتزلة وعلماء الكلام، وصولاً لكتابات ابن رشد العقلانية ونقده العميق لأفكار الأشاعرة والتيار النقلي السلفي تاريخياً. مثلما عبّر مفكرو عصر النهضة العربية مثل سلامة موسى وفرح أنطون ومحمد عبده ومن ثمّ طه حسين ونصر حامد أبو زيد والجابري وعبد الإله بلقزيز ومهدي عامل وحسين مروة وجورج طرابيشي وغيرهم، والذين وظفوا وبدرجات متباينة مناهج النقد الحديث لإعادة قراءة التراث العربي من وجهة نظر حداثية. أي أن هذا التباعد عن المواقف الإيديولوجية لأحزاب اليسار العربي تاريخياً وراهناً قد أعطى هؤلاء المفكرين هوامش أوسع للتفكير والتعبير خارج القوالب الإيديولوجية المسبقة، وأعطى لمساهماتهم بعداً تجاوزياً يقع في صميم فلسفة التغيير.

لكن التفاوت في أداء اليسار بين المستوى السياسي والمستوى الاجتماعي والثقافي، يحيل على خلل وقصور أبعد من الالتزام الحزبي التنظيمي والتقيد بالمبادئ والشعارات، ليصب في خانة قصور تيارات اليسار عن متابعة التطورات الفلسفية والفكرية التي طرأت على الماركسية، سواء على يدي غرامشي ومدرسة فرانكفورت النقدية، عند كلّ من أدرنو وهابرماس وأريك فروم، أو التجديدات اللاحقة على انهيار المنظومة الاشتراكية والتي تحدثت عما وراء الشيوعية والرأسمالية، وانحازت إلى مقولات الديمقراطية الاجتماعية ودولة الضمان الاجتماعي والرفاه، وصولاً إلى أطروحات الطريق الثالث التي دعت إلى إعادة النظر بأدوار الدولة والمجتمع المدني والأسرة، ونقد البعد الإيديولوجي المسيطر على فهم اليمين واليسار لهذه الأدوار كما تجلّت في كتابات “أنتوني غيدنز” في تنظيره للطريق الثالث والذي يدعو فيه لإعادة تجديد الديمقراطية الاجتماعية بوصفها النموذج الواقعي والممكن لتحقيق العدالة الاجتماعية بمعناها الأعمق.

وليست التحولات التي أصابت الاقتصاد العالمي وانكشاف دعاوى الليبرالية المتوحشة وازدياد الاستقطاب والتفاوت بين الأغنياء والفقراء محلياً وعالمياً سوى ظروف موضوعية يفترض بها أن تجدد دماء الحركات اليسارية عالمياً وتمنح للتيار النقدي اليساري الكثير من الوجاهة والمشروعية في مواجهة أشكال الخلل وتزايد الاستغلال والعبوديات المعاصرة والتي أخذت تلقى العديد من أشكال الاحتجاج والمقاومة في المراكز الغربية نفسها.

هذه العوامل مجتمعة، إضافة إلى التضييق على العمل السياسي وهوامش الحريات المتاحة والقمع والسجن الذي تعرضت له كوادر اليسار في سورية ومصر بشكل خاص، تفسّر ضعف اليسار العربي عموماً والسوري على نحوٍ خاص، وهي إلى جانب الانقسامات الإيديولوجية والتناحر العقائدي وضعف تجديد بنى ومقولات أحزاب اليسار أسهمت في تكريس ضعفه وبقاءه جزراً معزولة في المحيط التقليدي المحافظ عربياً، فضلاً عن تدني قدراته السياسية والتنظيمية في مواجهة مد الإسلام السياسي الذي أعاد إنتاج البنى الاجتماعية والسياسية المحافظة والتقليدية بصورة كاريكاتورية أشبه ما تكون بما أسماه مهدي عامل بالحداثة الرثة أو ما نسميه بالأدبيات السوسيولوجية المعاصرة بحداثة التخلف ذات الطبيعة السياسية المحافظة والعلاقات الاجتماعية المحدثنة شكلاً والتقليدية مضموناً ووظيفةً وأداء.

لكنّ الدلالة الأكثر سلبية من وجهة نظر التحليل السوسيولوجي برأينا، تكمن في غياب الشباب والمرأة وضعف تواجدهما في ساحات اليسار، مع ملاحظة امتلاك اليسار بمختلف أطيافه لتصورات تنتقد الثقافة الأبوية السائدة وتعلي من مكانة المرأة في المجتمع وتدعو إلى تحررها وتمكينها، أي أن الطاقة المستقبلية الشبابية والبشرية التي تنتسب أو تملك ميولاً يسارية آخذة في النضوب والتلاشي، وهي ظاهرة تستحق التحليل وتستدعي مراجعة تجارب اليسار السوري نقدياً وبصورة شجاعة تكفل التعرف على نقاط الخلل والضعف والاعتراف بأشكال التقصير المتعددة فكرياً وتنظيمياً وسياسياً، وإلا سيتحول اليسار السوري بمختلف أطيافه وتلاوينه ورموزه إلى مجرد إرث أو ذكرى لا مكان لها في التقاط التغييرات والتحولات المجتمعية ولا في التعبير عنها والنطق باسمها. وهو أمر سوف يفقر الحياة السياسية والثقافية السورية التي تكاد تخسر أحد مكوناتها الذي امتلك في لحظات فاصلة الكثير من الدينامية والحيوية، وما انفك يبشر بغدٍ أفضل.

Syria in a Week (8 – 14 January 2019)

Syria in a Week (8 – 14 January 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Snow and Refuge

8 – 9 January 2019

Winter storms in Lebanon have flooded refugee camps, compounding the misery of the residents enduring powerful winds and biting cold.

The UN refugee agency said that the storm completely flooded or ruined fifteen informal camps out of sixty-six that were heavily damaged. In the Bekaa valley and other areas, the cold was accompanied by snow, adding a new chapter to the suffering of Syrian refugees.

 

US Contradictions on the Withdrawal

12 – 13 January 2019

Mustafa Bali, head of the Syrian Democratic Forces (SDF) media offices, said on Sunday that ISIS militants “are living their final moments” in their last enclave in Syria near the Iraqi border, where these US-backed forces are attacking them. “Our fighters have stepped up attacks in the last two days and taken special measures in areas where ISIS is present, cutting escape routes and denying them the ability to reorganize… The border is under control and ISIS is surrounded,” he added.

The spokesman for the US-led coalition acknowledged the progress made, but said that the fight continues.

US President Donald Trump announced last month that he would withdraw troops from Syria, declaring they had succeeded in their mission to defeat ISIS and were no longer needed there. This announcement was followed by sharp contradictions between US officials, the last of which was the announcement by the coalition that it had begun withdrawing troops on Friday, however, US officials later said it involved only equipment!

Trump discussed with French President Emmanuel Macron US plans to withdraw from Syria during a phone call on Monday, after France expressed reservation over the US decision to withdraw from Syria without consulting partners.

 

Damascus Surprises Foreign Diplomats

12 January 2019

The Syrian foreign ministry surprised a number of foreign diplomats living in Beirut with its decision to cancel their diplomatic residency in Damascus in order to “exercise pressure” on their government to reopen the embassies in the Syrian capital.

At the end of 2011 and the beginning of 2012, Western countries decided to close their embassies in Damascus, except for the Czech Republic which maintained diplomatic relationships at the ambassadors’ level and oversaw US interests in Syria. A number of diplomats are stationed in Beirut and others are active in neighboring countries, especially Turkey and Jordan, to “cover the Syrian issue.”

Some Western diplomats have gradually begun to visit Damascus as the political atmosphere and security situation changed there. They maintained their diplomatic residency in the Syrian capital offered to them by the foreign ministry. The meetings were restricted to intermittent protocol visits at the ministry, low-level public meeting, or secret visits, which included cautious political sessions with the head of the Europe department in the ministry.

The foreign ministry, which had strictly issued visas for UN workers and sought to move international institutions from neighboring countries to Damascus, informed the diplomats living in Beirut, including those from Chile, that their residencies had been cancelled. Diplomats said the decision was aimed at “pressing to reopen embassies and diplomatic relationships with Syria.” Although some countries began group coordination or coordination through the UN, some diplomats said that this could impact UN aid to Syria.

 

Turkey is Threatening

11 – 12 January 2019

Turkey’s Defense Minister Hulusi Akkar vowed on Friday to wage a campaign against US-backed Syrian Kurdish factions, sharpening focus on a potential conflict the United States has sought to avoid. Despite being NATO allies, the division between Turkey and the United States runs deep in regard to the implementation of President Donald Trump’s plan to withdraw about two thousand troops stationed in Syria. The plan hinges on Turkish cooperation to secure northeastern Syria as the United States departs.

While the US withdrawal has been clouded with conflicting messages from both Trump and his administration, the spokesman for the US-led coalition against ISIS said on Friday that the withdrawal began on Friday.

US National Security Advisor John Bolton sought to secure guarantees that Turkey would not harm the People’s Protection Units (YPG) after the withdrawal, however, this was met with stiff rebuke from Turkish President Recep Tayyip Erdogan.

“When the time and place come, the terrorists here will be buried in the ditches they have dug, as was done in previous operations,” Akar said in a speech to military personnel at a command center in the province of Sanliurfa, referring to two other cross-border campaigns that Turkey has carried out in Syria.

“We recognize the Turkish people’s right to defend their country from terrorists, but we also know that those … who are not terrorists and fighting alongside us for all this time deserve to be protected,” Pompeo told reporters. “There are many details to be worked out but I am optimistic we can achieve a good outcome,” he added.

 

Damascus is Intensifying Dialogue with Kurdish Groups

11 – 13 January 2019

The Assistant Syrian Foreign Minister Ayman Sousan said on Sunday that the Syrian government hoped dialogue with Syrian Kurdish groups would “intensify”, signaling support for talks the Kurds hope will lead to a political deal between two of the main players in the conflict. Kurds have sought Russian meditation for talks with the Syrian government as part of their strategy to fill the void that will be left when US forces withdraw from the country, as instructed by President Donald Trump. The Kurd’s objective is to prevent an invasion by neighboring Turkey, which considers the People’s Protection Units (YPG) – the main Syrian Kurdish group – as a national security threat, in addition to preserving autonomy in northern Syria.

“We hope for the intensification of the dialogue. Many of the Kurdish statements were positive regarding their concern for the unity of Syria,” said Sousan. “We are confident that through dialogue we can deal with some of the demands … and this dialogue guarantees that, as long as it based on a commitment to Syria’s unity,” he added.

Russia stressed the importance of dialogue between the Kurds and Damascus. Maria Zakharova, a spokeswoman for Russia’s Ministry of Foreign Affairs, told reporters that territory previously controlled by the United States should be transferred to the Syrian government. “In this regard, establishing dialogue between the Kurds and Damascus takes on particular significance. After all, the Kurds are an integral part of Syrian society,” said Zakharova.

 

Tahrir al-Sham Dominates Idlib

 10 January 2019

Tahrir al-Sham (previously Nusra), which is on a US list of terrorist organizations, tightened its grip over most parts of Idlib after a military campaign against Turkey-backed factions, forcing some the factions to dissolve and others to accept a peace deal recognizing civilian control by an administration backed by Tahrir al-Sham.

Turkey and Russia did not intervene during Tharir al-Sham’s campaign. Turkish Foreign Minister said: “We are taking the necessary precautions.”

According to Reuters, an official in the opposition said that Ankara played a key role in preventing the fighting from spreading further by pressing the opposition to accept the deal.

According to Enab Baladi website, one thousand fighters from the Islamic Ahrar al-Sham and others affiliated with Jaish al-Nasr faction have left Hama countryside for Afrin on Sunday under an agreement with Tahrir al-Sham, after the latter entered the area and took control of it. This number is part of two thousand and seven hundred fighters getting ready to leave for areas in the northern countryside of Aleppo because of their distrust in Tahrir al-Sham. Enab Baladi’s reporter said that the remaining group of fighters will leave Hama countryside on Monday.

 

Turkey is Mobilizing near Idlib

12 January 2019

Official media reported that Turkish troops and tanks carried out military exercises on the border with Syria on Saturday, while the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said a Turkish convoy crossed the border into northern Syria. The Turkish army sent tanks and armored vehicles to the border in the second day of reinforcement near the governorate of Idlib, the last major opposition stronghold in Syria.

On Friday, a Turkish military source said the Turkish army had been rotating forces in and out of the region, and declined to say whether the latest movement was in preparation for an operation inside Idlib itself.

The rise of the extremists has raised doubt over the future of a deal agreed in September between Turkey and Russia to avert a Syrian government army offensive. The agreement requires banned extremist groups to be expelled from a frontline buffer zone. The escalation comes as US forces prepare to withdraw from a region in northeastern Syria.

 

Israel Bombs and Acknowledges

11 – 13 January 2019

The official Syrian news agency said Israeli warplanes fired a number of missiles toward the Damascus area on Friday, triggering Syrian air defense that shot down most of them. The results of the airstrike were limited to a strike on one of the warehouses at Damascus airport. This attack is part of a series of Israeli attacks, the last of which was on 25 December that left three Syrian soldiers wounded according to official Syrian statements.

This time however, the Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu acknowledged on Sunday Israel’s weekend attack on what he called an Iranian arms cache in Syria. Last week, an observer in Netanyahu’s security cabinet, Tzachi Hanegbi, said that there had been “more than two hundred and twenty” Israeli operations against Iranian targets in Syria. (Reuters)

 

Severe Fuel Crisis

13 January 2019

Syria has been going through the worst crises in terms of fuel, electricity, and infant formula for the last month, leading some to describe it as the most difficult stage the country has witnessed throughout the war. The current crises differ from the previous ones because their justifications are unclear amid government confusion.

For more than a month now, Syrians do not know the reason for the shortage of natural gas, amid conflicting government statements, starting from the Ministry of Petroleum which denied the presence of a crisis in the first place and confirmed that it was pumping the country’s need. Then came a statement from the Syndicate of Petroleum Workers accusing the Ministry of Internal Commerce of not regulating the market and stressing that black market traders were behind the crisis.

After that, the Ministry of Petroleum said that sanctions against Syria, Iran, and Russia delayed the arrival of the gas tanker ships. This was followed by yet other statements that gas would be available within days. The ministry then said weather conditions delayed the arrival of the tankers. The most recent statement came on Thursday indicating a problem in supply with previously signed contracts. The price of household natural gas reached eight times the official price in some areas.