بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 20, 2020 | Syria in a Week, غير مصنف
اعتقال شقيقة
19تموز/يوليو
اعتقلت تركيا ابنة شقيق سياسي كردي سوري بارز مطلوب بدوره لدى السلطات في أنقرة، وفق ما أعلنت عائلتها الأحد.
وداليا محمود مسلم هي ابنة شقيق صالح مسلم، المقرب من القيادة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في سوريا.
وقال والدها محمود مسلم إن ابنته تم “تسليمها إلى السلطات التركية وأجهزة مخابراتها” بعد توجهها الى كردستان العراق قبل ستة اشهر للمعالجة.
وأضاف في منشور على فيسبوك أن ابنته كانت تستعد للعودة الى سوريا و”لكننا فوجئنا بتسليمها إلى السلطات التركية”.
وتابع “أن السلطات في إقليم جنوب كردستان تتحمل مسؤولية اختطافها من الجنوب أو تسليمها لأجهزة المخابرات التركية. وكل ما يصدر على لسانها تحت الضغوط هو كلام غير صحيح يهدف إلى تلطيخ سمعة الأسرة”.
وناشد مسلم “المنظمات الإنسانية الدولية التدخل لفك أسر ابنتنا (…) وتأمين عودتها سالمة إلى أهلها.
لكن وكالة أنباء الأناضول التركية نشرت صيغة مختلفة عن طريقة اعتقالها، إذ نقلت عن مصادر أمنية أن داليا مسلم “سلمت نفسها لقوات الأمن التركية بمحافظة مرسين (جنوب) عن طريق الإقناع”.
واعتقل صالح مسلم لفترة وجيزة في براغ عام 2018 وطالبت تركيا بتسليمه بموجب مذكرة اعتقال صادرة في أنقرة قبل عامين وتتعلق بهجوم هناك أسفر عن مقتل 29 شخصا في شباط/فبراير 2016.
انتخابات وسط أزمة
19 تموز/يوليو
أدلى الناخبون السوريون الأحد بأصواتهم في انتخابات تشريعية تجري بعد أربع سنوات تغيرت فيها المعادلات الميدانية على الأرض لصالح دمشق، فيما اشتدت العقوبات الاقتصادية عليها وتفاقمت أزمات المواطنين المعيشية.
وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها أكثر من 7400 في مناطق سيطرة الحكومة، عند الساعة السابعة صباحا (04,00 ت غ) على أن يستمر التصويت حتى الساعة 23,00 (20,00 ت غ) بعد تمديده لأربع ساعات بناء على قرار اللجنة الانتخابية وفق ما نقلت وكالة سانا. وخصصت مراكز اقتراع لنازحين من مناطق لا تزال خارج سيطرة دمشق.
ويخوض 1658 مرشحّاً سباق الوصول إلى البرلمان، في استحقاق يجري كل أربع سنوات، ودائماً ما يفوز حزب البعث الحاكم الذي يترأسه الرئيس بشار الأسد بغالبية المقاعد في غياب أي معارضة فعلية على الأرض. وتأسست تحالفات معارضة سياسية خارج البلاد بعد اندلاع النزاع في أذار/مارس 2011.
وأفادت الرئاسة السورية أن الأسد وزوجته أسماء أدليا بصوتيهما في المركز الانتخابي بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية.
وهذه ثالث انتخابات تُجرى بعد اندلاع النزاع. وتم تأجيل موعدها مرتين منذ نيسان/أبريل على وقع تدابير التصدي لفيروس كورونا المستجد. وسجلت مناطق سيطرة الحكومة 496 إصابة فيما أصيب حتى الآن 23 شخصاً في مناطق خارج سيطرتها.
وفي أحد مراكز التصويت في شارع بغداد في دمشق، وضع جميع الموظفين كمامات صحية في إطار إجراءات التباعد الاجتماعي التي اتخذتها الجهات المنظمة للاقتراع للوقاية من فيروس كورونا المستجد. وتقدّم بعض الناخبين للإدلاء بأصواتهم متخذين إجراءات وقائية أيضاً.
ويبرز أي ناخب هويته الشخصية ليتم تسجيل بياناتها، ثم يضع بطاقة الاقتراع التي حدد فيها اسم أو أسماء المرشحين الذي يودّ انتخابهم، في ظرف موقع ومختوم بختم رسمي، داخل صندوق بلاستيكي.
ولا يمكن للسوريين خارج البلاد، وبينهم ملايين اللاجئين، المشاركة في الاقتراع ولا المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتقدّم خالد الشالح (50 عاما) إلى غرفة الاقتراع السري حيث كتب اسم المرشح على ورقة قبل أن يضعها في ظرف ويلقيها في الصندوق. وقال إنه يطالب مجلس الشعب بالاستجابة لـ”مطالب الناس الاقتصادية بغض النظر عن أي مطلب سياسي”.
ويضم مجلس الشعب 250 مقعداً، نصفهم مخصص للعمال والفلاحين، والنصف الآخر لباقي فئات الشعب.
وفي العام 2016، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية 57,56 في المئة من أصل 8,83 ملايين ناخب.
ومنذ انتخابات 2016، استعادت القوات الحكومية، بدعم من حليفيها روسيا وإيران، السيطرة على مناطق واسعة بينها معاقل مهمة للفصائل المعارضة، من الأحياء الشرقية لمدينة حلب (شمال) إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق وشمال حمص وكامل محافظتي درعا والقنيطرة جنوباً. كما سيطرت أخيراً على نحو نصف محافظة إدلب (شمال غرب) إثر هجمات متتالية.
ضربات بعد تنسيق
18 تموز/يوليو
تعرضت «مواقع إيرانية» في ريف دير الزور في شمال شرقي سوريا، لضربات جوية جديدة، في وقت أفيد فيه عن قصف بطائرات مسيرة «درون» لمواقع ميليشيات تابعة لطهران في ريف حماة وسط سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «انفجارات جديدة هزت مناطق نفوذ القوات الإيرانية والميليشيات الموالية في ريف دير الزور، لليوم الثاني، حيث سمع دوي 6 انفجارات عنيفة في ريف مدينة البوكمال شرق دير الزور». وكان «المرصد» نشر أول من أمس، أن «انفجارات عنيفة ضربت مناطق نفوذ القوات الإيرانية والميليشيات الموالية قرب الحدود السورية – العراقية».
وأشار «المرصد» أيضاً أمس، إلى «انفجارات ضربت منطقة سلمية الخاضعة لسيطرة النظام وحلفائه بريف حماة الشرقي، ويرجح أن الانفجارات ناجمة عن استهداف جوي بطيران (درون) على مواقع في تلك المنطقة التي يوجد فيها مقرات ومراكز للإيرانيين والميليشيات الموالية».
يأتي هذا بعد محادثات هاتفية بين وزيري الدفاع الروسي سيرغي شويغو والإسرائيلي بيني غانتس الذي أشار إلى أنه أكد في المكالمة «تصميم بلاده على التصدي لجهود إيران الرامية إلى التموضع عسكرياً في سوريا».
تبادل رسائل
16 تموز/يوليو
حصلت سلسلة أحداث عسكرية في شمال شرقي سوريا وشمالها الغربي في اليومين الماضيين، أظهرت وجود «تبادل رسائل» بين الجيشين الروسي والتركي.
وقال مصدر في المعارضة السورية، إن طائرات حربية يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي شنّت غارات على «مواقع إيرانية» في ريف دير الزور شرق الفرات، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأنه «هزت انفجارات عنيفة مناطق نفوذ القوات الإيرانية والميليشيات الموالية قرب الحدود العراقية».
إلى ذلك، أفادت وكالة «هاورا» الكردية بـ«تعرض نقطة روسية في شمال غربي الحسكة، لقصف من طائرة مسيّرة مجهولة يُعتقد أنها تركية؛ ما أدى إلى إصابة جنود روس عدة». وجاء هذا بعد قصف روسي في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة فصائل تدعمها تركيا.
سياسياً، أفادت موسكو عن اتصال هاتفي بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، والمبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن، تناول «دفع العملية السياسية من السوريين أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة، بالتوافق مع القرار 2254».
إلى ذلك، أعلن رجل الأعمال المحسوب على إيران، محمد حمشو، انسحابه من انتخابات مجلس الشعب التي تبدأ غداً.
اختراقات إيرانية
15 تموز/يوليو
أظهرت الحملات الدعائية في مناطق سيطرة الحكومة السورية لانتخابات مجلس الشعب (البرلمان)، «اختراقات» إيرانية جراء ارتباط عدد من رجال الأعمال المرشحين بوصفهم «مستقلين» للانتخابات، بعلاقات وثيقة مع طهران، وقلة عدد الذين لهم علاقات مع روسيا.
وبلغ عدد المرشحين للانتخابات التي ستجرى في 19 يوليو (تموز) الحالي، 8 آلاف و735 شخصاً، سيتنافسون على 250 مقعداً. واختار «حزب البعث» مرشحيه ومرشحي أحزاب «الجبهة الوطنية التقدمية» المتحالفة معه في قائمة ضمت 166 «بعثياً»، و17 من بقية الأحزاب، ما يعني أنه بقي في المجلس نحو 65 مقعداً يتنافس عليها المستقلون من رجال الأعمال وغيرهم. وأكثر ما يلفت الانتباه، أن أبرز المرشحين من رجال الأعمال وكبار التجار وبعض قادة الميليشيات، تربطهم علاقة قوية مع إيران التي دعمت النظام خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من 9 أعوام. وبين المرشحين رجال أعمال بارزون مدرجة أسماؤهم على قائمة العقوبات الغربية.
وبدأت الحملات الدعائية بالتزامن مع الذكرى العشرين لتسلم الرئيس بشار الأسد الحكم، حيث تشهد سوريا منذ نحو عشر سنوات أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية، إضافة إلى وجود جيوش روسيا وأميركا وتركيا وإيران.
حزن ودمار
15 تموز/يوليو
بعد عامين على سيطرة الحكومة السورية على مناطق جنوب البلاد، تبدو مدينة درعا التي سُميت بـ«مهد الثورة» في 2011، حزينةً حيث يسيطر اليأس والتعب على سكانها.
ويظهر في درعا، لدى الدخول من الطريق الدولي بين دمشق وعمان، حاجز وحيد للجيش النظامي على مدخل المدينة اعتلته صور الرئيس بشار الأسد، ولافتات كُتب عليها عبارات تحيي الجيش، مع ندرة السيارات المتجهة إلى وسط المدينة.
وعلى جانبي الطريق الفرعية المؤدية إلى المدينة التي تبعد مائة كلم عن دمشق، تبدو الطريق شبه خالية من المارة والمنازل وكأنها مهجورة، رغم أنها مسكونة من قبل أصحابها. وتنقسم المدينة إلى قسمين: غربي، يحمل اسم درعا المحطة، وشرقي، يحمل اسم درعا البلد (المدينة القديمة)، وأطلق أهله «شرارة الثورة»، منتصف مارس (آذار) 2011، بينما سيطرت عليه فصائل المعارضة المسلحة بداية 2012، إلى أن استعادت الحكومة السيطرة عليه في يوليو (تموز) 2018، بموجب ما تسميه «اتفاق مصالحة» رعته حليفتها روسيا، وذلك بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية ضد الفصائل التي كانت تسيطر عليها.
ويُلاحظ في فترة بعد الظهيرة في القسم الغربي من المدينة، السيارات المارة في الطرقات الرئيسية وقلّة عدد المواطنين في الشوارع التي شوهدت فيها صور للرئيس الأسد وبعض اللافتات الدعائية لعدد من مرشحي انتخابات مجلس الشعب (البرلمان)، بعدما كان وسط المدينة يشهد ازدحاماً كبيراً في سنوات ما قبل الحرب.
استهداف لروسيا وتركيا
14 تموز/يوليو
أصيب ثلاثة عسكريين روس بجروح، وأعطبت آليات عسكرية روسية وتركية، جراء هجوم تعرضت له دورية مشتركة أثناء قيامها بجولة اعتيادية قرب مدينة أريحا شمال غربي سوريا.
ويعد الهجوم الأخطر الذي تتعرض له دوريات روسية – تركية في منطقة الشمال السوري، وكانت دوريات مشتركة تعرضت لعدة احتكاكات في وقت سابق، لكنها لم تصل إلى مستوى تفجير لغم أرضي أثناء مرور الدورية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان حمل توقيع مركز المصالحة التابع لقاعدة «حميميم» بأن الدورية وقعت في كمين أعده مسلحون، إذ انفجرت عبوة ناسفة تم زرعها على طريقها، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عسكريين بجروح وصفت بأنها «طفيفة». وبرغم ذلك، قالت الوزارة إن العسكريين نقلوا على الفور إلى قاعدة «حميميم» جواً لتلقي العلاج، ما أوحى بأن حالتهم الصحية قد تكون أسوأ من المعلن في البيان.
ووفقاً للمعطيات التي قدمتها الوزارة، فقد أصيب عدد من العسكريين الأتراك في التفجير أيضاً، لكن المصادر الروسية لم تحدد عدد الإصابات لدى الجانب التركي أو درجة خطورتها.
لكن اللافت في بيان مركز المصالحة أنه أشار إلى تجميد تسيير الدوريات المشتركة على هذا المسار، وتطويق المنطقة لسحب الآليات التي تعرضت للعطب.
بواسطة Katty Alhayek | يوليو 20, 2020 | Cost of War, Culture, غير مصنف
*This article was originally published by the LSE Conflict Research Programme blog.
Since 2011, media has played a significant role in the Syrian conflict, which started as a peaceful uprising, then escalated into a violent civil war resulting in the largest refugee and displacement crisis in the world. Mass media played a negative role, acting as a driver of the Syrian conflict by inciting violence, hate speech, and sectarianism. In this article, I focus on successful alternative media interventions that challenge the violent, stereotypical discourse dominant in mass media. As part of a larger research project, I examine, as a case study, the discourse surrounding the Syrian television drama series Ghadan Naltaqi (GN) [We’ll Meet Tomorrow] which generated an exemplary dialogue between the forcibly displaced segment of its audience and the writer/creator of the show, Iyad Abou Chamat. I consider GN as an alternative media intervention because it provides a case where media creators help displaced people both to mitigate the traumatic effects of a highly polarising conflict, and to find a healing space from violent and alienating dominant media discourses.
The context of Syrian media
Before the war, Syrian media was known for its successes in regard to the Syrian drama industry, and for its failure in term of news and public affairs programming (Kraidy, 2006). However, this has changed rapidly with the emergence, since 2011, of new, alternative online spaces reporting new political perspectives (Wall and El Zahed, 2015). Regardless of these new spaces, it is widely argued that the media interventions that addressed general Syrian audiences from different political opinions were rare throughout the years of the war. Syrian TV dramas were the best medium to expose structural inequalities and the corruption of the ruling social and economic elites (Salamandra, 2011). After the war, several new challenges would face the Syrian media sector, including the television drama industry. Challenges, such as the departure of the most qualified drama makers from Syria and the severe decrease in production budgets of drama serials inside the country have negatively affected the quality of the final products, resulting in many drama series that escape from reality through the genre of soap opera. And yet, the cultural production environment of Syrian drama after the “Arab Spring” and the Syrian war has new, positive margins supporting drama that explicitly tackles the current political events in Syria and the Arab region. A representative example is Ghadan Naltaqi (GN) which ran during Ramadan in the summer of 2015. It is particularly interesting because it provides a case where Syrian TV audiences used Facebook as a space to engage with the producer of the show that undertook representation of displaced Syrians experiences.
Production and broadcast of Ghadan Naltaqi (GN)
Ghadan Naltaqi (GN) focuses on the daily lived experiences of a group of displaced Syrians who rent separate rooms in one modest building in Lebanon. The group is composed of individuals coming from different social positions in pre-war Syria, and represent diverse political views vis-à-vis the conflict. The show depicts many of the political, economic and cultural challenges that face Syrian refugees who live in neighbouring countries such as Lebanon. The series received positive reviews from Arab critics and audiences, and it was awarded the 2015 Best Comprehensive Drama series of the Year – shared with The Godfather-East Club – by the Television and Radio Mondiale in Egypt (Alaraby Aljadid 2015).
The show also generated controversy over gender-related themes and scenes around sexuality and virginity, which resulted in the decision of Arab TV stations such as Abu Dhabi Al Emarat TV to delete such scenes from broadcast because they did not fit with their censorship standards. However, an uncensored version of the series in high definition, was uploaded by the series production company ‘Clacket Media Productions,’ and is available on YouTube free of charge. The availability of GN on YouTube provided broader access to Syrian audiences around the world who had no other way to watch the series.
Censoring the content that tackles sexuality from the series angered some Syrian critics (such as Brksiah, 2015) because that omits new experiences of personal freedom many refugees encounter once they move out of their traditional, conservative communities inside Syria. Indeed, one of GN contributions – to the representation of gender issues in Arab media – is showing the agency of refugee women and the new margins of freedom that displacement offers for women to explore newfound bodily pleasures.
Audiences experiences and communication needs
As a coping mechanism with displacement, watching Syrian TV drama serials provided Syrian audiences with ways to connect with family, friends, and other displaced Syrians all over the world. From pre-war life in Syria, the ritual of watching TV drama serials during Ramadan–with the rest of the family members–was a common family tradition that constructed shared memories between Syrians. Separated by borders and racist politics since 2011, watching Ramadan TV serials and discussing them online with family members, friends, and other diasporic Syrians became a continuation of that nostalgic tradition.
To explore Syrian audiences’ experiences with media texts that tackles the war and the refugee crisis, I interviewed the writer/creator of GN Iyad Abou Chamat and 25 members of his audience who friended him on Facebook after GN aired. Some of these interviewees reside inside Syria and others live in countries like Germany, Turkey, Saudi Arabia, France, Dubai, Morocco, and the United States. The particularity of the Syrian war-related topic in GN and its applicability to both the creator of the series, as well as to audiences’ lived experiences evoked a significant level of online participation with Chamat. He assured me that the series was inspired in many ways by his real-world experience. In 2012, he fled Syria, due to the ongoing war, to Lebanon. Then he travelled to France, a country where, in 1996, he had received post-graduate training in scenography after he graduated from the Higher Institute for Dramatic Arts in Damascus, Syria.
GN fulfilled Syrian audiences’ communication needs to be represented in the media in a way that resembles the reality of the war and its complexity. For instance, Reem (female, resides inside Syria) said: ‘The series, for me, is my voice, my opinion, my ideas. It is everything that is going on in my head and my heart about what is happening in Syria. The series described what is happening in a very professional and honest way.’ Additionally, Syrian audiences who engaged with GN and its writer/creator identified with the represented experiences of the series’ characters. Most interviewees identified with the whole represented lived experiences of the series’ characters and preferred not to name any particular character as the one that they identify with the most. However, several interviewees named Jaber as the character that they identify with the most. The reason is because Jaber (regardless of his political positions as supporter of the Syrian regime) is the character that deals the most with the challenges of displacement and transferring from a middle-class lifestyle in Syria to an impoverished lifestyle in Lebanon. Unlike his brother Mahmood, who is a poet, and Wardeh, who continues her on-demand job in bathing the deceased, Jaber came to Lebanon after he lost everything in the war including his small shop. Thus, Jaber’s storyline focuses on his search for any job while he finds a way to emigrate to Europe. The following comment explains the reason behind some participant audiences’ identification with Jaber: “Ghadan Naltaqi represented the suffering of every Syrian inside and outside the country. I saw myself in the suffering of Jaber while he was searching for a job, while he was wandering the street selling CDs in order to live with dignity not needing anyone.” (Ibrahim, male, resides in undisclosed place outside Syria).
Syrian audiences used Facebook as a platform for pedagogical exchange with TV drama creators. Like in live theater where, after the performance, audiences may be able to approach the cast to inquire about certain scenes and storylines, after each episode GN’s audiences were able to communicate with Chamat to praise, critique or clarify some aspects of the series’ narratives. GN audiences’ online participation with Chamat is also motivated by recognising and admiring Chamat’s political intervention and reading of the Syrian conflict through the text’s symbolism. Joubin (2013) argues that Syrian drama creators use metaphors of love, marriage, and gender (de)constructions indirectly to challenge and explore larger issues of political critique, nationalism, government oppression, and corruption. My research supports Joubin’s argument.
Chamat confirmed that the main storyline in his series – about the love triangle between Wardeh and two brothers Jaber and Mahmood (who reside next to Wardeh’s room in the same Lebanese school building that was turned into a refugee location for Syrians who rent separate rooms) – is a metaphor of the Syrian war. Wardeh is a symbol of Syria, Jaber is a symbol of the Syrian regime, and Mahmood is a symbol of the Syrian opposition. Chamat clarified this point: ‘…this symbolism was explicit and implicit. The audience figured out quickly this symbolism and they dealt with Wardeh in a real way as if she was Syria.’ Chamat admits to having a larger pedagogical message in his series: ‘Today there is a complete political failure in tackling the Syrian war; therefore, I depend on art to speak to Syrian people’s consciences. Art is very important when politics fail.’ Several audience members explain this symbolism by referring to a scene from Episode 26 where Jaber and Mahmood fought in Wardeh’s room over who loves her and deserves her more, which accidentally causes the burning of the room. Batoul (female, resides inside Syria) said: ‘the most amazing scene was the fire scene in Wardeh’s room because this scene summarised the years of the Syrian crisis. The two brothers burnt the room of the girl who they both loved.’
Salamandra (2011) notes that Syrian drama creators, before the current war, were known for confronting audiences with the consequences of corruption and neoliberal policies by using ‘stark social realism’ (285). After the war, GN symbolises, for Syrian audiences, a continuity of this respected tradition of Syrian art and culture that reflects and critiques the power structures of their society. Zeno (2017) demonstrates that refugees’ experiences are dominated by feelings of loss and humiliation; thus, it is important for them to find cultural references that invoke a sense of dignity and pride to cope with their displacement. Based on that, GN served as a source of national pride motivating audiences to participate online and engage with Chamat and his show. Interviewees reported feeling national pride because of the series’ success in globally representing the experiences and stories of real-world people like them who suffer from and survive through the Syrian war.
In sum, GN functioned as an entertainment intervention that provided displaced Syrians with scripts to interpret their nostalgic past in Syria, their painful present in the diaspora, and their hopeful future that contains newfound freedom. Interviewees’ perspectives show that the main intervention of drama serials like GN is complicating news media narratives about the Syrian conflict by representing diverse, complex characters and storylines that resemble the lived experiences of audiences in contrast to the news media that is either ideological or stereotypical or both (Alhayek, 2014). One particular strategy that GN’s team used was to choose famous actors who are known for supporting or opposing the Syrian government and assign them opposite political positions in the show. Syrian audiences saw and appreciated this strategy as an intervention to encourage audiences to listen to the opposite political views from their own and to acknowledge that no political side is solely responsible for the destruction of Syria.
بواسطة Abdullah Al Hassan | يوليو 15, 2020 | Cost of War, غير مصنف
مع تطور نتائج الحصار الاقتصادي الأمريكي على سورية والمسمى بـ ”قانون سيزر“ يتداعى أمامي فيض من قصص الحصار العسكري والاقتصادي الذي فرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية، والذي امتد من مايو/أيار 2013 حتى استعادة السيطرة عليها في فبراير/شباط 2018.
لقد كانت أطول فترة حصار شهدها التاريخ الحديث، فطيلة مدة خمس سنوات حوصر ما يزيد عن 350 ألف في منطقة مساحتها تزيد قليلاً على 100 كيلومتر مربع، تعاون على من يعيش فيها تجار الحرب وتناحر على غلالها قادة الفصائل فكان الحال شبيهاً بالوضع الذي يعيشه المواطن السوري في الداخل بعد فرض الحصار الأمريكي عليه.
”قانون سيزر“ الأمريكي لم يوضع لخدمة المعارضة في حربها ضد النظام، بل وضعه المشرع الأمريكي بغاية ”تحسين سلوك النظام“ كما صرّح جيمس جيفري، الممثل الخاص لشؤون سوريا والمبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة داعش، في عدة مناسبات. وحتى لو توافق هذا القرار مع مصالح المعارضة السورية ورغبتها في إخراج إيران وحزب الله من سورية إلا أنّ المشروع الأمريكي يضع في اعتباره أمن اسرائيل أكثر من تحقيق العدالة والمحاسبة لصالح المواطن السوري المتضرر الأول والأخير من أفعال النظام ومن قانون سيزر على حد سواء.
القانون الأمريكي ينص فعلياً على الكثير من الأمور البراقة التي تهم المعارضة والمواطن السوري ولكنه لا يضع آليات لتطبيقها، وأكبر مثال على ذلك ما حدث في الأسبوع الماضي حين قامت روسيا والصين بالاعتراض على قانون يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر المعابر الواقعة خارج سيطرة النظام في حين أنّ قانون سيزر ينص صراحةً على السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من قبل سوريا أو روسيا أو إيران أو أي داعمٍ أجنبي، والسماح بحرية الحركة والمساعدات الطبية، والتوقف عن استهداف المنشآت الطبية والمدارس والمناطق السكنية والتجمعات المدنية والأسواق.
القانون له تأويلات كثيرة ويبدو أن له تطبيقات خارج نصه ”البراق“، بحسب الاقتصادي السوري عارف دليلة، وسيطال في النهاية معيشة المواطن ولقمة عيشه وصحته، ولا يمكن التغاضي عن هذه الآثار الكارثية مهما كانت دوافع معدّي القرار المعلنة بأنها عقابٌ للنظام بسبب جرائمه ورغبةً في فرض التغيير.
يحمل هذا السيف الأمريكي دوافع أمريكية، وقد يتفق معارضو النظام مع بعض النقاط من حيث ابتزاز النظام وداعميه الروس في سورية، ولكن القرار سيبقى مسلطاً على أي نظام بديل قد يأتي من بعده، حتى ولو كان بقيادة المعارضة نفسها، تجربة العراق والعقوبات الأمريكية عليها لا زالت نصب أعيننا ولا فائدة من الدروس ما لم نعتبر منها.
بالرجوع إلى الغوطة الشرقية إبان حصارها، فقانون سيزر يشبه كثيراً ما حصل هناك مع وجود القصف الوحشي الذي لم يرحم المحاصرين ولم يفرق بين مدني وعسكري. وفي محاولة للتغلب على الحصار قامت فصائل المعارضة – كل على حدة – بحفر أنفاقٍ لها تصل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة النظام لإدخال المواد الغذائية والطبية والمحروقات من جهة، ولتسهيل حركتها وإمداداتها العسكرية من جهة أخرى. كانت هناك خمسة أنفاق تم حفرها وتشغيلها خلال الفترة الممتدة بين عامي 2014 وحتى مايو/أيار 2017 بعد إعادة النظام السوري سيطرته على حي برزة الدمشقي، ويمكن تعداد الأنفاق بالترتيب الزمني:
- نفق الزحطة (حرستا – غرب الأوتستراد) بإشراف فصيل فجر الأمة ثم لاحقاً أحرار الشام الإسلامية.
- نفق جيش الإسلام (حرستا – برزة) والذي أغلق مباشرة لوجود النفق في مناطق سيطرة فجر الأمة مما نتج عنه الكثير من الإشكالات والخلافات.
- نفق الفيلق (عربين – القابون) وهو أكبر نفق كانت تسير فيه الشاحنات وبإشراف فيلق الرحمن.
- نفق النور (عربين – القابون) وهو كبير أيضاً وبإشراف جبهة النصرة.
- نفق (حرستا” المعارضة“ – حرستا ”المهادنة“) وهو نفق واسع وتم تفجيره عدة مرات ولكن فصائل المعارضة أعادت فتحه عبر تحويلات متعددة.
عندما لاحظ النظام السوري عدم جدوى الحصار مع تدفق البضائع عبر المعابر إلى المناطق المحاصرة بدأت فكرة الاستفادة المادية من الحصار مع إمكانية مراقبة تدفق البضائع ونوعيتها مع التحكم بأسعارها، فأصبحت سيارات ”المنفوش“، وهو متعهد محلي من مسرابا في الغوطة الشرقية، تدخل بسلاسة عبر معبر مخيم الوافدين الواصل بين دوما والمخيم، وبذلك بدأ عمل الأنفاق يتناقص، واقتصر على المواد التي لم تدخلها سيارات المنفوش مثل الدواء والمحروقات والأدوية الزراعية والذخيرة. وخلال الأشهر الستة التي سبقت استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية توقف تدفق البضائع نهائياً ليعيش المحاصرون في ظل وضعٍ معيشي هو الأصعب تماماً بالمقارنة مع أية منطقة محاصرة، فأصبحت مادة السكر والرز والزيت تباع بالغرامات وبأسعارٍ خيالية.
من سياق ما حدث في الغوطة الشرقية، لم ينجح الحصار في إسقاط فصائل المعارضة بل عزّز نفوذها ومكنّها من إحكام سيطرتها على المنطقة، وكذلك فعلت الحرب، فقد غاب العمل المدني عن الواجهة وتمت السيطرة عليه، حتى أن قائد فيلق الرحمن أعلن نفسه قائداً عاما للقطاع الأوسط بما فيها المؤسسات المدنية والثورية في تلك المنطقة وجير لصالح معركته كل المواد والأموال المرصودة والمودعة ”أمانة“ في عهدته كما اكتُشف لاحقاً.
نرى تلك الصور والأمثلة من الغوطة الشرقية تتكرر، لكن على نحوٍ أوسع لتشمل سورية. فالنظام السوري أصبح في وضع المحَاصَر، وباتت قنوات هروبه من العقوبات في وضعٍ لا تحسد عليه، فلبنان الذي كان بمثابة حديقة خلفية للنظام السوري وتجار الحرب للهروب من المراقبة الأمريكية أصبح هو نفسه يعاني من حصار ٍأمريكيٍ غير مباشر وانحساٍر للدعم الخليجي، مما هدد المواطن اللبناني بكارثة اقتصادية غير مسبوقة.
بدأت أولى عمليات التصعيد في لبنان مع تقديم رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته في أكتوبر/تشرين الأول 2019 على خلفية احتجاجات مدنية ضد النخبة الحاكمة التي يتهمها اللبنانيون بالفساد وجرِّ لبنان إلى انهيار اقتصادي لم يشهده منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، ثم أتبع ذلك تخفيض تصنيف لبنان الائتماني مع نظرة مستقبلية سلبية في فبراير/شباط 2020 مما أدى إلى انهيار كبير في سعر صرف العملة اللبنانية مقابل العملات الأجنبية، حيث وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية إلى 9500 ثم تحسن تدريجياً ليصل حتى تاريخ كتابة هذه المقالة إلى حدود 6800، مع العلم بأن الليرة اللبنانية بقيت محافظة على سعر صرف ثابت منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان بحوالي 1500 مقابل الدولار.
يمكن أن نلاحظ مما سبق ومن تزامن انهيار العملة السورية الأخير مع العملة اللبنانية بأنّ ما يحدث لليرة السورية متأثر بشكل كبير بما حدث للاقتصاد اللبناني.
لقد حافظت الليرة السورية على سعر صرف وصل إلى 500 ليرة مقابل الدولار وذلك طوال سنوات الحرب الشديدة (بعد أن كانت 47 ليرة مقابل الدولار قبل بداية الأحداث في سوريا في 2011) وحافظت على هذا الرقم سنوات عدة حتى بداية الاحتجاجات في لبنان وبداية انهيار المصارف اللبنانية، حيث بدأ سعر صرف الليرة بالارتفاع حتى وصل إلى 2500 ليرة سورية مقابل الدولار وذلك قبل تفعيل قانون سيزر، ليرتفع مع بداية تطبيق العقوبات الأمريكية الى أكثر من 3000 ليرة ثم ليعود بعدها خلال أقل من شهر إلى حدود 2400 ليرة مقابل الدولار.
كانت الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان القشة التي قصمت ظهر الاقتصاد السوري الذي اعتمد على لبنان بشكل كامل للالتفاف على أية عقوبات خارجية مفروضة على مصارفه ووزاراته ومؤسساته وتجار حربه، وإنّ مفاعيل قانون سيزر سوف تطال المصارف والمؤسسات والشركات اللبنانية في حال تعاونها مع نظيراتها في سورية كما هي الحال بالنسبة للمؤسسات البنكية ومراكز التحويلات خارج لبنان، وبالتالي أحكم القانون الأمريكي الجديد خناقه على النظام السوري والاقتصاد الذي احتكره النظام طيلة العقود الخمسة الماضية، حتى أصبحنا لا نفرق بين مؤسسة خدمية والنظام الحاكم.
في النهاية، وبعيداً عن الحالة المعيشية للمواطن والتي أصبحت ما دون خط الفقر، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: أليس هذا ما يريده أغلب نشطاء الثورة ومعارضي النظام؟ ألم يفرح هؤلاء بالحصار على سورية/النظام في الوقت الذي شجبوا فيه ونددوا عبر بياناتهم الكثيرة بحصار الغوطة الشرقية ومناطق الحصار الأخرى ونادوا بفك الحصار عنها؟ أم أنّ هذا الحصار حلال وذاك حرام؟
في المقابل لا يمكن لنا التفريق بين المؤسسات الخدمية – كما أسلفنا – وبين مؤسسات النظام، وبالتالي مع انعدام أفق الحل في سوريا فهل سيكون هذا الحصار بداية لتصويب الحل السياسي كما طرحت الخارجية الأمريكية على موقعها وعلى لسان وزير خارجيتها مايك بومبيووالسفير جيمس جيفري؟
أليس أكثر المتضررين من انهيار العملة السورية وغلاء الأسعار هم المواطنون العاديون والموظفون المدنيون إلى جانب العاملين في قطاعات الجيش والأمن والشرطة المساندة للنظام؟!
لا أعتقد بأنّ أي خير قد يأتي من الإدارة الأمريكية الحالية أو أي إدارة سابقة ولاحقة، فالتاريخ شاهد على ذلك وهو مليء بالعبر.
بواسطة أسامة إسبر | يوليو 15, 2020 | Culture, غير مصنف
–I–
يخطرُ في ذهني أحياناً أننا وُلدْنا من الريح
أو على ظهور الأمواج وهي تَجْمحُ
أننا أتينا مع ضوء الفَجْر إلى لحظاتنا
وتَساقَطْنا مع الأمطار
أو ربما وُلدنا من ضوءٍ هربَ من الشمس
كي يُضيء لحظته ويثملَ بنفسه
من الدوران السريع لجناحيْ الطائر الطنان
أو من ارتعاشِ جناح فراشةٍ
وربما مكثْنا قليلاً في أوراق الأشجار وثمارها
وفي مياه الينابيع.
وعلى الشواطئ التي غادرْناها
وُلدَ أطفالٌ آخرون
ما يزالون هناك،
لا يفكرون بمن خرجوا منهم ورحلوا.
–II–
الشاطئُ الذي غادرْتهُ
أراد أن يحبس صوتيَ في أصدافه
بعد أن منحني أجنحةً وأخذ مني الفضاء.
أقول له الآن:
شاطئي آخرُ حانةٍ خرجتُ منها
أوّل حانة سأدخلها
آخرُ كتاب قرأتهُ
وآخر موسيقا سمعتُها أو سأسمعها.
شاطئي امرأةٌ أعانقها الآن.
–III–
المدينةُ التي درستُ فيها أربع سنوات
على شاطئ المتوسط
لم يسافرْ منها شيءٌ معي.
نزلتُ من سفينتها
وهي تُبحر دون خريطة أو بوصلة
في بحر ماضيها.
–IV–
المدينة التي عشتُ فيها عقدين من عمري
عاصمةٌ تغنّى الشعراءُ بجوامعها وأسواقها ونسوا آلامها.
تخيّلوا الماءَ يجْري في نهرها
ولم يروا الذبول في أوراق أشجارها.
المدينةُ التي يتغنّى الشعراءُ بشموخ جبلها
ولا يريدون أن يروا أنها في الهاوية
آثرتْ ألا تسافر معي
أن تبقى جامعاً أو سوقاً
أن تظلَّ نهراً متخيلاً في قصائد الشعراء
زقاقاً أو مئذنة في صور السائحين
سجادةً على جدار
أو جرّة فخار على الطاولة.
المدينةُ التي عشتُ فيها عقدين من عمري
لم تكن حيةً في داخلي
لم أسمع فيها إلا الموتى
يُلقون مواعظهم على الأحياء.
–V–
المدينة التي رحلتُ إليها
تلبسُ في الشتاء ثوباً أبيض
فتخالها ممرضةً في مستشفى كوني
وحين تلمحُ الأضواء تنزلقُ على صدْرها الثلجي
لا تعرف إن كانت تنير الدروب أم تُعْتمها.
التقيتُ فيها مرة بكاهنٍ نذرَ حياته للمشرّدين
كان يجمع التبرعات ويموّل صالة تقدم الطعام والسرير لهم مجاناً.
سألني: ما رأيك بشيكاغو؟
قلت: مدينة كريمة، لا تُشْعركَ بأنك غريب.
علتْ وجهه ابتسامة غامضة، وقال:
أريدك أن تأتي معي في أحد الأيام كي ترى شيكاغو.
حين ذهبتُ معه رأيتُ مدينةً أخرى
تضع أبناءها في برادات الشتاء وتنساهم.
–VI–
أتمنى لو كان بوسعي
أن أمسكَ الطفل الذي كنتهُ
لحظةَ خروجهِ من الرحم
وأبلّلَ أصابعي بدم ولادته
كي أتأكد أنني ولدْتُ
أنني لستُ نسمةَ هواءٍ.
ربما لم تحدث الولادة
ربما نحن قصصٌ رواها أحدٌ ما
ما يزال يرويها أحدٌ ما
كلماتٌ همستْها شفتا الريح.
–VII–
يحدث أن تختفي بلادكَ عن الخريطة
أن تتكسّر خطوطُ مدنها وقراها
أن تنخفض سماؤها كسقف زنزانةٍ
وتضيق وديانُها وجبالُها وسهولها
ولا تعثر على مهرب إلا في روحك الضالة.
أحياناً لا تعرف أين أنتَ أو من أنتَ
أو إلى ماذا تنتمي.
ترى نفسك تغضّناً في ماء البحر
زبداً أو رملاً على الشاطئ
يلتصقُ به ضوءٌ مبلّل مجنون.
–VIII–
حين أعودُ من اللحظة التي أنا فيها
إلى لحظاتٍ عشتُها
أرى نفسي صياداً
يرمي صنارته في الرمال.
حين أستعيد طفولتي
أشعر بملمس رمادٍ بارد على أصابعي.
ألمح قمراً ضيّع ضوءه
أفكر بالريح
بأشكالٍ تتفتّت في معدتها
الريح
التي تقتاتُ على الأشياء.
–IX–
في شيكاغو
تدفعني الريحُ أمامها في الشارع.
يكتسي وهْجُ بياض الثلج بضوءٍ
يغلّفُ المدينة بكفنِ ضباب أصفر.
ربما أستطيعُ أن أعلنَ ولادتي
في حانةٍ ما
أو في مخدعٍ ما
حين يتوهّج الضوءُ
لا من شَمْسٍ تشرقُ
بل حين ينزاحُ اللحاف قليلاً
عن جسدٍ عارٍ
وأسمعُ جريانَه
في عروقي.
حزيران، 2020
بواسطة طارق علي | يوليو 14, 2020 | Cost of War, غير مصنف
قبيل نشوب الحرب السورية، كانت البلاد تتجه بمنحى تصاعدي فيما سمي حينها بمرحلة النمو الاقتصادي وازدهاره، لا سيما مع انتقال البلاد من نظام الاقتصاد الاشتراكي إلى نظام اقتصاد السوق الاجتماعي. اعتبر حينها الاقتصاد السوري مثالاً للدول النامية في المحيط، حيث ارتكز على الزراعة والصناعة الخفيفة وبدرجة أكبر على النفط، وبلغت قيمة الناتج المحلي في عام 2010 نحو 60 مليار دولار. إلا أن ذلك انهار تباعاً مع كل يوم تقدمت فيه الحرب بعد 2011، حيث فرضت حزمة عقوبات اقتصادية متتابعة عزلةً على سوريا تعادل أضعاف الحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرض إبان فترة الثمانينات، وصولاً إلى قانون قصير الأخير الذي دخل حيز التنفيذ في السابع عشر من حزيران/يونيو الفائت.
المعركة الأخيرة
يذكر تقرير البنك الدولي عن تبعات الحرب والخسائر الاقتصادية والاجتماعية للصراع في سوريا: “أن خسائر الاقتصاد السوري بلغت نحو 226 مليار دولار، وذلك بسبب دمار البنى التحتية والخسائر البشرية الفادحة، خلال الحرب المستمرة”، ويرد في التقرير أن أكثر من ثلث الكتل السكنية قد دُمر بشكل كامل، وأن أكثر من نصف المستشفيات والمستوصفات قد دُمر بشكل كامل أو جزئي. هذا عدا عن فقدان السوريين لنحو نصف مليون وظيفة سنوية، ما جعل نحو 6 من 10 أشخاص يعيشون في فقر شديد، إضافة إلى أن 3 من كل 4 أشخاص لا يعملون، أي ما يعادل نحو ثمانية مليون سوري عاطل عن العمل.
تؤكد كثير من الآراء الاقتصادية أن سبيل العودة الوحيد يكمن في تحويل أو إعادة الاقتصاد إلى إنتاجيته التصديرية قبل عشرة أعوام، وذلك يتم عبر بناء أسس ومواثيق واضحة للمستثمرين، ولاحقاً، فتح باب التنافس الشريف ضمن ميزات تعددية تستطيع البلاد تقديمها على صعيد التجارة. إلا أن الأمر يبدو أصعب بمراحل مما كان عليه قبل الحرب، فاليوم يسيطر تجار الحرب على البلاد، ويتقاسمون ثرواتها دون حسيب أو رقيب، خصوصاً أن سورية فقدت عدداً يقدر بالآلاف من المصانع والمعامل الإنتاجية، وتدهورت بالضرورة قيمة إنتاج القطن والقمح لأسباب عدة ومعها آليات توليد الكهرباء، واستخراج النفط، وبدرجة موازية الجسور وعموم البنى والسكك الحديدية. وتقدر مصادر اقتصادية أن خسائر الحرب في الثلثين الأولين من الحرب تعادل تريليون دولار.
وتحاول الحكومة عبر تصريحاتها إعطاء أهمية خاصة لحركة إعادة الإعمار، على اعتبارها حلاً إنقاذياً لوضع البلاد عموماً، فلا تدخر جهداً عبر وزرائها في الحديث عن خطة اقتصادية شاملة ستنطلق قريباً. فعلى سبيل المثال كان محافظ حمص قد رفع مشروعاً متكاملاً للحكومة عن خطة إعمار شاملة لمدينة حمص وسط البلاد، والتي دمرت الحرب أكثر من نصفها، مشروع مضى على تقديمه نحو خمسة أعوام، وحتى الآن لا حراك فعلياً على الأرض ولا شيء ينذر ببدء الإعمار، إلا تصريحات فقدت مصداقيتها دون رجعة.
ترى بعض الآراء الاقتصادية المتواترة خلال الفترات الماضية أن من أهم الصعوبات التي واجهت الصناعيين في إعادة بناء ترميم الاقتصاد هو تنامي نفوذ طبقة تجار الحرب وانعدام الرؤية التنموية الحكومية وعدم وجود أي خطة حقيقية لتعافي المنشآت الصناعية المتضررة وإصدار قرارات تفضل التجارة على الصناعة والإنتاج، وهذا خطير جداً لأنه يحول البلد إلى بلد استهلاكي فقير بدل أن يكون إنتاجياً في طور النمو والازدهار وخاصة بعد الحرب، مع التأكيد على أن أكبر الكوارث لا تكمن في هجرة رؤوس الأموال وحسب بل وفي انعدام الثقة الاستثمارية الخارجية والداخلية وعدم وجود أي جهد أو مساع حقيقية لترميمها.
إذاً، فمن الجلي أن الاقتصاد السوري انهار بصورة قد تبدو لا رجعة عنها في الأمد المنظور، والسياسات الحكومية (الاستجدائية – التشليحية) توحي بهذا، فليس من الصعب مراقبة العمل الحكومي واستخلاص نتائج لا تحتاج تركيزاً عالياً، ولا حتى تحتاج متخصصاً اقتصادياً، إذ يكاد لا يمر شهر دون أن تطرح حكومة البلاد على مواطنيها حلاً اقتصادياً تَسِمهُ بالإنقاذي، وكان آخر هذه الاجتهادات قراراً صدر في بداية الأسبوع الثاني من تموز/يوليو الحالي، قضى بفرض ما سماه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالإتاوة – أخذ المال عنوةً دون وجه حق). قضى القرار بإلزام كل سوري أو من في حكمه بدفع مبلغ 100$ أمريكي بمجرد دخوله إلى سوريا، ليتم تصريفه من البنك المركزي وتالياً، يكون المواطن قد فقد 50% من قيمة العملة قياساً بالسوق السوداء. وتساءل مدونون عن الهدف من استثناء الأجانب من تصريف هذا المبلغ بالسعر الرسمي الذي صار يعادل نصف سعر السوق السوداء، وراح آخرون للتساؤل عن شرعية إجبار السوري الذي ذهب ليجلب أغراضاً من لبنان أو ذهب لرؤية طبيبه وعادوا في نفس اليوم أو اليوم التالي، وحتى لو بعد أيام، وكذلك حال الطالب السوري، فلماذا يجب على هؤلاء دفع هذا المبلغ، في بلده متوسط الراتب الشهري فيه لا يتعدى 25$؟
تحدث الباحث محمد صالح الفتيح في تدوينة له متسائلاً عن كيفية تأمين النقد الأجنبي المستخدم لدعم الاستيراد الذي ترفض الحكومة التخلي عنه؟، مكملاً: “لماذا لا يتم إيجاد حلول أكثر فاعليه له، فقرار إلزام القادمين بصرف 100$ على الحدود بالسعر الرسمي هو أحد هذه الإجراءات التي تهدف لضمان استمرار المستوردات، علماً أنه غير حيوي”.
المعركة الأولى – طوشة الستين
في ستينيات القرن التاسع عشر اندلعت حرب أهلية خلفت مجازر راح ضحيتها أكثر من 50 ألف سوري وقتذاك، وتمثلت بثورة الفلاحين على الإقطاعيين، وتالياً، الصراع العشائري–المذهبي، وانتهت بتدمير أكثر من 500 قرية، وكوارث اقتصادية لا تحصى، وانتهت بتدخل أممي عاجل عبر لجنة دولية.
كانت الشام وقتذاك ترزح تحت الاحتلال العثماني، وكانت دمشق رائدةً عالمية في انتاج البروكار والحرير الطبيعي والصناعي، وكانت تلك الصناعات في حينه، تعادل أهمية النفط في يومنا هذا، وهذه الصناعات أسهمت في ازدهار شامي غير مسبوق على مستوى الدول آنذاك، قبل أن تشتعل الحرب وتحرق معها كل معامل الإنتاج هذه، في صراع درزي–مسيحي ابتدأ في لبنان وحط رحال دماره في دمشق.
كانت هذه الصفعة الأولى للاقتصاد السوري في التاريخ الحديث، أما الصفعة الثانية فقد بدأت في عام 2011، وما بين الانهيارين بلد يحاول الوقوف، وفي كل مرة تقص هاتان القدمان بفتنة، أو حرب، أو صراع، أو انفجار.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 13, 2020 | Syria in a Week, غير مصنف
روسيا تفرض شروطها
12 تموز/يوليو
تبنّى مجلس الأمن الدولي السبت قراراً لتمديد آليّة إدخال المساعدات الإنسانيّة عبر الحدود إلى سوريا، لكن مع تقليص جديد للآليّة فرضته روسيا على الدول الغربيّة.
وبعد أسبوع من الانقسامات وعمليّة تصويت هي السابعة، تبنّى المجلس بغالبيّة 12 صوتاً من أصل 15، مقترحاً ألمانيّاً بلجيكيّاً ينصّ على إبقاء معبر باب الهوى على الحدود التركيّة في شمال غرب سوريا مفتوحاً لمدّة عام، بدلاً من نقطتَي عبور كانتا مستخدمتَين في السابق.
وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان، بحسب دبلوماسيّين.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس “إنه خبر سار لملايين السوريين (…) أنّ مجلس الأمن تمكّن أخيراً من الاتّفاق على اقتراحنا التوافقي”.
وقالت إستونيا، عضو المجلس، إنّه من أصل أربع نقاط عبور العام الماضي لم يبق حاليًّا سوى معبر واحد “في حين أنّ هناك ملايين الأرواح المعرّضة للخطر في شمال غرب سوريا”. بدورها نددت بلجيكا “بيوم حزين آخر لهذا المجلس وخاصة للشعب السوري”.
وخلال مؤتمر عبر الفيديو بعد التصويت، تحدثت روسيا عن “نفاق” ألمانيا وبلجيكا في إجراء المفاوضات. وطلبت الصين من جهتها، من ألمانيا عدم إعطائها دروسًا.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعا في وقت سابق السبت روسيا والصين في تغريدة إلى “الكف عن عرقلة التسوية”.
ومع انقضاء التفويض الأممي الجمعة نتيجة عدم الوصول إلى اتفاق طوالَ أسبوعٍ شهد محاولات فاشلة، سلمت ألمانيا وبلجيكا المكلفتان الشق الإنساني من الملف السوري في المنظمة، مقترحا نهائيا ينص على إبقاء نقطة عبور واحدة إلى سوريا بدل نقطتين.
ويشمل هذا الحل مقترحا عبرت عنه روسيا قبل عدة أسابيع لإلغاء نقطة باب السلام التي تؤدي إلى منطقة حلب شمال سوريا.
ولإنقاذ جزء من الآلية، اضطر الغربيون إلى التراجع عن “الخط الأحمر” الذي وضعوه سابقا والمتعلق بإبقاء نقطتَي عبور. وقد فرضت روسيا بذلك رغبتها على الغربيين في هذا الملف.
وتسمح آلية الأمم المتحدة بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة دمشق.
الفيتو الـ 16
11 تموز/يوليو
استخدمت روسيا والصين مساء أمس، حق النقض (الفيتو)، للمرة الثانية خلال أسبوع، ضد قرار لمجلس الأمن الدولي، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا من معبرين حدوديين مع تركيا، لمدة ستة أشهر أخرى.
واعتبر مراقبون أن ذلك يعني أن روسيا ترهن مصير إغاثة السوريين بقبول شروطها وتتضمن الاكتفاء بمعبر واحد بدلاً من اثنين، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم تقرير شهري عن أثر العقوبات الاقتصادية على الوضع الإنساني في سوريا.
وبعد انتهاء التصويت أمس، على القرار الألماني – البلجيكي، يمكن أن تطلب روسيا تصويتاً جديداً على مسودة قرارها أو الدخول في مفاوضات مع أميركا والدول الغربية على مشروع قانون توافقي لتمديد القرار الذي انتهت ولايته أمس، ويمس حياة نحو أربعة ملايين شخص شمال غربي سوريا.
واستخدمت روسيا والصين الثلاثاء حقّ النقض ضدّ مشروع القرار الذي يمدد لعام الموافقة للأمم المتحدة، مع المحافظة على المعبرين الحاليين: معبر باب السلام المؤدي إلى حلب، وباب الهوى نحو إدلب.
وهذه الإجراءات المحددة للأمم المتحدة تسمح بتجاوز الحصول على أي موافقة من دمشق لنقل المساعدة الإنسانية في مناطق لا يسيطر عليها النظام.
وكانت روسيا التي تعتبر أن القرار ينتهك السيادة السورية، فرضت إرادتها على الأمم المتحدة في يناير (كانون الثاني)، بانتزاعها خفضاً كبيراً في آلية المساعدات عبر الحدود التي باتت تنص على نقطتي عبور بدلاً من 4 نقاط، ولستة أشهر بينما كانت تمدد سنوياً منذ تطبيقها في عام 2014.
“المستنقع السوري”
10 تموز/يوليو
أظهرت مواقف مسؤولين أميركيين أن واشنطن تخيّر موسكو بين عقد «صفقة كبرى» حول سوريا تتضمن تنفيذ ستة شروط فيها تنازلات داخلية وجيوسياسية، وبين زيادة كلفة «المستنقع السوري» بالنسبة إلى روسيا.
وتتضمن الشروط الستة «توقف دمشق عن دعم الإرهاب، وقطع العلاقات العسكرية مع إيران وميليشياتها، والتوقف عن الأعمال العدائية ضد الدول المجاورة، والتخلي عن أسلحة الدمار الشامل، وأن تغير الحكومة السورية الوقائع على الأرض بطريقة تسمح للنازحين واللاجئين بالعودة بشكل طوعي، ومحاسبة مجرمي الحرب». ويعتقد مسؤولون أميركيون أن الروس قادرون على التأثير على دمشق، وأن ضغط واشنطن يرمي لدفع موسكو للانخراط في تفاوض جدي حول تنفيذ الشروط الستة، وإلا فإن الخيار الآخر أمام روسيا هو «الغرق في المستنقع السوري».
إلى ذلك، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه رئيس هيئة الأركان الإيراني اللواء محمد باقري أمس، عن «الارتياح» لتوقيع اتفاقية التعاون العسكري بين دمشق وطهران.
على صعيد آخر، أطل رامي مخلوف، ابن خال الأسد، مجدداً بعد صمت دام أسابيع، منتقداً «الإجراءات التعسفية» ضده، ومحذراً متابعيه من التعليق كي لا يتعرضوا للاعتقال من أجهزة الأمن. وقال على صفحته في «فيسبوك»: «أين القوانين؟ أين الدستور الذي يحمي هؤلاء الأبرياء؟ هل أصبحوا إرهابيين ليحتجزوا لأسابيع دون وجه حق».
اتفاق سوري – إيراني
9 تموز/يوليو
وقّعت الحكومتان في سوريا وإيران، أمس، اتفاقاً عسكرياً لتعزيز الدفاعات الجوية لنظام دمشق. وأعلن وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، التوصل إلى «اتفاقية عسكرية شاملة لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى مجالات عمل القوات المسلحة في البلدين الصديقين».
وشدد باقر على أن الاتفاق «سيعزز إرادتنا (…) لمواجهة الضغوط الأميركية»، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن أيوب، قوله إن «التعاون الثنائي العسكري والأمني، نوعي ومستمر ويشمل جميع الجوانب».
ويأتي هذا الاتفاق المفاجئ لينسف سيناريوهات تحدثت عن محاولات موسكو لجم تمدد طهران في سوريا عسكريا واقتصاديا، حماية لمصالحها هناك وإرضاء لإسرائيل. كما يأتي تزامنا مع تعاون روسيا وتركيا في كل من الملفين السوري والليبي.
في هذه الأثناء، سارت موسكو خطوة إضافية نحو توسيع هوة التباينات مع الأمم المتحدة حول الوضع في سوريا، عبرتوجيه انتقادات قاسية لتقرير أعده خبراء تابعون للأمم المتحدة عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خلالالشهور الأخيرة، في عدد من المناطق السورية. ويأتي ذلك غداة استخدام موسكو وبكين حق النقض في مجلس الأمن،لمنع تبني قرار بتمديد دخول المساعدات الإنسانية (تنتهي مساء الجمعة) عبر معبرين حدوديين شمال سوريا.
اغتيالات غامضة
8 تموز/يوليو
شهد الأسبوعان الأخيران في سوريا مقتل 8 عسكريين في ظروف غامضة، كان آخرها الإعلان عن مقتل نزار زيدان، قائد ميليشيا تابعة للفرقة الرابعة في قوات النظام يوم الاثنين. ويحمل 5 من الذين تم اغتيالهم رتبة عميد، ويحمل اثنان رتبة عقيد، وبينهم من تمت تصفيته بالرصاص أمام منزله أو في مكتبه. ونُفذت أربعة من تلك الاغتيالات في دمشق وريفها.
واستهدفت هذه الاغتيالات مقربين من ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. في يوم السبت الماضي، تعرض العقيد علي جنبلاط، وهو مرافق لماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة، إلى القتل قنصاً بالرصاص، أمام منزله في منطقة يعفور. كما اغتيل رئيس فرع المخابرات الجوية بالمنطقة الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة) العميد جهاد زعل، مع عدد من مرافقيه، ليلة السبت – الأحد، باستهداف غامض لسيارة كان يستقلها مع مجموعة من مرافقيه وعناصره على أوتوستراد دير الزور – دمشق. وهو مقرب من «الحرس الثوري» الإيراني.
تمدد روسي
7 تموز/يوليو
أرسل الجيش الروسي في الساعات الأخيرة، قافلة ضخمة إلى دير الزور، حيث تنشر إيران فيها ميليشياتها وتعتبرها «ممراً» لها إلى سوريا من العراق.
وذكرت شبكة «دير الزور 24»، أن «رتلين عسكريين روسيين دخلا إلى دير الزور، قادمين من ريف الرقة»، مشيرة إلى أنّ حوالي 60 سيارة عسكرية، بينها شاحنات كبيرة، دخلت إلى معسكر الطلائع في دير الزور، في وقت أفاد معارضون بدخول رتل عسكري روسي ثالث، ضم ما يقرب من 30 سيارة عسكرية، إلى المدينة أمس.
وأشار معارضون سوريون إلى أنها المرة الأولى التي يدخل فيها رتل عسكري ضخم إلى هذا العمق في دير الزور، وسط أنباء عن «تصاعد التوتر» بين ميليشيات طهران وفصائل تدعمها موسكو في هذه المنطقة، علما بأن قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا، تسيطر على التنف، المعبر الآخر بين سوريا والعراق.
ويأتي التمدد الروسي، بعد أيام من زيارة قائد «فيلق القدس» في «الحرس» الإيراني إسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني، إلى دير الزور.
على صعيد آخر، قتل 44 عنصراً من قوات النظام و«داعش» في اشتباكات عنيفة في ريف حمص، جرت خلال اليومين الماضيين، تخللتها غارات روسية، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».