بواسطة عامر فياض | يوليو 8, 2020 | Cost of War, Culture, غير مصنف
من المعروف في الحروب أن الثقافة والفنون هما أول من يتضرر وآخر من يتعافى. وقد دفعت الثقافة في سوريا ثمناً باهظاً من الخسائر الناجمة عن الحرب الطويلة وتبعاتها الاقتصادية، والتي لم تُلحق أذاها بمصادر الثقافة ومنتجيها ومروجيها فقط، بل طال أذاها القارئ أيضاً.
وقد أجهزت المعارك التي اندلعت في البلاد على الكثير من دور النشر والمكتبات والمطابع ومستودعات الكتب وغير ذلك، فعلى سبيل المثال تعرض مقر دار الجندي ومستودعاتها في الغوطة الشرقية لأضرار كبيرة، فيما أُحرق المستودع الرئيسي لدار الحصاد ونهبت وخُرِّبت مطابعها إلى جانب خسارتها لكميات كبيرة من الورق ومعدات الطباعة وغيرها. كما لحق الدمار أيضاً بمستودعات مكتبة النوري العريقة في منطقة حرستا، وهذا مجرد غيضٍ من فيض.
وخلال سنوات الحرب تبدلت هوية عشرات المكتبات فتحولت لمقاهٍ ومحلات تجارية أو لجأت لبيع القرطاسية والألعاب والهدايا لتقاوم الإفلاس، فيما تراجع حجم الإنتاج والتوزيع في دور النشر، التي باتت تواجه عقبات كبيرة تهدد استمرارها، وذلك نتيجة عوامل عديدة منها: ارتفاع أسعار الورق ومواد الطباعة والتجليد بشكل خيالي. وتوقف الكثير من المطابع عن العمل. وصعوبة تسويق الكتاب، نتيجة غياب المعارض وتراجع نسبة المبيعات. إلى جانب ذلك حُرم الكثير من الناشرين من المشاركة في المعارض الخارجية لصعوبة الخروج من سورية ولعجزهم عن تحمل نفقات السفر والشحن، فيما أغلقت بعض الدول أبوابها في وجههم، فحرموا بذلك من تسويق إصداراتهم.
حلول بديلة
نتيجة للظروف والعوامل السابقة لجأت وتلجأ معظم المكتبات إلى بيع النسخ المزورة لبعض الكتب التي تحقق مبيعات جيدة. وعند الاطلاع على الكتب المعروضة في بعض المكتبات أمكنني ملاحظة حجم التزوير بسهولة، بدءاً من الغلاف، المصنوع كيفما اتفق، ونوعية الورق الرديء، مروراً بالطباعة، التي تختلف سماكتها وقتامتها بين صفحةٍ وأخرى وسطرٍ وآخر، وليس انتهاءً بالحجم الضئيل للكتاب مقارنة بالنسخة الأصلية منه. ويحدثنا غسان (45 عام)، صاحب مكتبة عامة في مدينة جرمانا تحفل بعشرات الكتب غير الأصلية، عن هذا الأمر: ” نتيجة عجز معظم المكتبات عن شراء النسخة الأصلية للكتب الرائجة وصعوبة إدخال بعضها إلى سوريا تكتفي باقتناء نسخة واحدة من كل كتاب لتقوم بتصويرها أو إعادة طباعتها”. ويبرر البائع ذلك الأمر بقوله: ” النسخة الأصلية التي قد يصل سعرها إلى أكثر من عشرة آلاف ليرة، تباع النسخة المزورة منها بنحو ثلاثة أو أربعة آلاف، وبذلك نستطيع نشر شيء من الثقافة وتزويد القارئ ببعض الكتب الهامة وتعويض بعض الخسائر”.
وعلى الرغم من أن الكتب المزورة قد ترأف بحال القارىء إلا أنها لا تحقق له الفائدة والثقافة المطلوبتين، فهي إلى جانب كونها رديئة الطباعة وسطور صفحاتها متقاربة وكلماتها صغيرة وشبه متلاصقة، نجد أن حجم الاختصار الكبير فيها، والذي يحذف صفحات بأكملها وأحياناً فصولاً، يجعلها تفقد قيمتها الفكرية والثقافية وتسيء لعقل القارئ.
تراجع نوعية ومضمون الكتاب
خلال السنوات الأخيرة بات واضحاً حجم التراجع والتبدل الكبير في النوعية والمضمون الفكري والثقافي والمعرفي للكتب المطروحة في الأسواق، حيث يطغى على معظم المكتبات والبسطات حضور الكتب الدينية والترفيهية وكتب الأبراج، إلى جانب بعض الروايات الاستهلاكية الرائجة ذات العناوين المطروقة والتي لا تغني ولا تطور عقل القارئ. ويلخص أحمد(50 عاماً) ، صاحب مكتبة عامة في الحلبوني، سبب ذلك بقوله: ” أصبحت سوريا خارج حركة الثقافة العالمية ما أبعد القارئ عن مواكبة أحدث إصدارات الكتب القيمة والمميزة والتي تحظى باهتمام وانتشار عالمي، فهي لا تصل إلينا إلا نادراً وذلك نتيجة ارتفاع سعرها، بعد انخفاض قيمة الليرة السورية، وصعوبة استيرادها وضعف إمكانية الترجمة والطباعة وغياب كثير من المترجمين المميزين عن الساحة السورية”.
وتضطر كثير من دور النشر اليوم لنشر كتب سطحية لا تحظى بأي قيمة فكرية لكتَّابٍ لا يمتلكون أي موهبة أو إبداع وإنما يمتلكون المال فقط، وذلك لتتمكن من الاستمرار. ويقول أحمد الذي يعمل لصالح إحدى دور النشر (فضل عدم ذكر اسمها) : “كنا نُخضِع أي مخطوطٍ لتقييم دقيقٍ ونرفض نشره ما لم يكن قيماً وجديراً بالنشر ولكن اليوم تضطر الدار لنشر أي كتاب. وقد كنا سابقاً ندعم الكثير من التجارب المبدعة والجادة لبعض الكتَّاب بنشرها على نفقتنا الخاصة ومن ثم تحصيل تكاليف النشر بعد بيع المنشورات في حفلات التوقيع والمعارض، أما اليوم فقد باتت معظم دور النشر عاجزة عن دعم أحد”. وبحسب أحمد، ثمة عامل آخر أسهم أيضاً في تراجع مستوى منشورات دور النشر وهو “خسارة البلاد للكثير من كتابها وأدبائها ومفكريها الذين غادروها، فباتت نتاجاتهم تُنشر في الخارج بعيداً عن متناول يد القراء في سوريا”.
من جهته يشتكي أبو نديم (62 عام)، بائع بسطة كتب تحت جسر الرئيس، من غياب مصادر الكتب القيمة والثمينة التي كانت تمدُّ البسطات بالعناوين النوعية، حيث يقول: “لم يعد هناك أي مصدر نرفد به بسطاتنا، فالمكتبات المنزلية القيمة التي كنا نشتريها لم يعد لها أي وجود اليوم. فيما انعدم وجود معارض الكتب التي كانت توفر لنا عروضاً جيدة تمكننا من شراء كميات كبيرة بسعر الجملة. أما دور النشر التي كانت تمدّنا بالكتب القديمة وبعض الإصدارات الرائجة فقد أصبحت اليوم عاجزة حتى عن توفير الكتب لنفسها”. ونتيجة لهذا الواقع “أصبحت بسطات الكتب المستعملة اليوم تقتني أي كتاب بصرف النظر عن مضمونه الفكري والمعرفي وذلك لتتمكن من مواصلة عملها”. بحسب أبو نديم.
قبل الحرب كان معرض دمشق للكتاب يمثل المصدر الغني والرئيسي للقارئ الشغوف باقتناء الكتب والبحث عن العناوين الفريدة بنُسخها الأصلية التي كانت تتدفق من كل حدب وصوب إلى المعرض الذي كان يستضيف آنذاك نحو 300 دار نشر عربية وعالمية. لكن تلك الحقبة الذهبية اختفت تماماً منذ العام 2012، حيث توقف المعرض لمدة أربع سنوات. ورغم إعادة افتتاحه في العام 2016 إلا أنه لم يعد لما كان عليه في الماضي، وعن ذلك يحدثنا أبو نديم الذي زار المعرض في دورتيه الأخيرتين: “غابت عن المعرض عشرات دور النشر العريقة والنوعية فيما فردت معظم أقسامه لدور نشر تجارية ذات صبغات إيديولوجية ودينية كبعض دور النشر اللبنانية والإيرانية وغيرها، فيما بدا واضحاً حجم التراجع، كماً ونوعاً، في مستوى المنشورات داخل أجنحة دور النشر السورية، لذا لم يحظَ المعرض باهتمام يذكر من قبل القراء الذين لم يجدوا فيه ما يرضي ذائقتهم “. يذكر أن معظم الأصدقاء الذين زاروا المعرض يشاطرون أبو نديم وجهة النظر ذاتها.
واقع البلاد يؤثر على عادات القراءة ونوعيتها
الوضع النفسي العام، القلق والتوتر وضغوط الحياة اليومية التي أفرزتها الحرب وتبعاتها، التفكير في الحدث السوري وتحليله والدخول في دهاليزه السياسية، هي عوامل كان لها آثار سلبية كبيرة على عادات القراءة التي تحتاج إلى تركيزٍ كبيرٍ وذهنٍ صافٍ وراحةٍ نفسية، وهو ما لم يعد في متناول القراء. ونتيجة لذلك بات الكثير منهم يبتعد عن قراءة الكتب الفكرية والثقافية والعلمية وغيرها ليتجهوا لقراءة الكتب الخفيفة والسهلة والتي لا ترهق عقولهم ولا تحتاج لتفكير كبير، كبعض الروايات والقصص البسيطة. ويحدثنا غسان عن نوعية الكتب التي يُقبل عليها القراء في مكتبته: “تحظى الروايات السلسة كرويات أحلام مستغانمي وباولو كويلو ودان براون وإليف شفق، بأعلى نسبة مبيعات، فبمعدلٍ وسطي نبيع شهرياً نحو 60 رواية منها، فيما نبيع نحو 20 كتاباً في التراث والدين، ومقابل ذلك لا تحقق كتب الفكر أو النقد أو الفلسفة أو التاريخ سوى مبيعات هامشية لا تكاد تذكر”.
وقد تغيرت اهتمامات بعض القراء الذين توجهوا، في محاولة للهرب من ضغوط الحياة، نحو علوم الطاقة واليوغا والتأمل والاسترخاء فباتوا يقرؤون الكتب المتعلقة بتلك العلوم التي استقطبت الكثير من الناس خلال الحرب. فيما انشغل قراء آخرون بتعلم لغات وثقافة بعض البلدان الأوروبية التي يحلمون أو ينتظرون السفر إليها، فجاء ذلك الانشغال على حساب الوقت المخصص للمطالعة.
من جهة أخرى تخلى البعض عن عادة القراءة ليستبدلها بمشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج الوثائقية التي لا تحتاج لجهد ذهني كبير، من بينهم المدرس فراس (42 عاماً) الذي كان مهووساً بالمطالعة ويمتلك مكتبة ضخمة. وعن سبب ذلك يقول: “لنحو شهرين لم أقرأ سوى 50 صفحة من الكتاب الذي كنت أطالعه، فبمجرد أن أقرأ بضعة أسطرٍ منه أشرد بعيداً، لأغرق بالتفكير في المستقبل الغامض والوضع الاقتصادي المعدم وعجزي عن تأمين ثمن سجائري، لهذا قل شغفي بقراءة الكتب وفقدت شيئاً من المتعة فبت أبحث عن شيء مسلٍ ينسيني واقعي كمشاهدة الأفلام وممارسة بعض الألعاب الترفيهية”.
الكتاب الذي كان في ما مضى يقع في قمة الأولويات تراجعت أهميته ليصبح نوعاً من الكماليات، وبات شراؤه حلما بعيد المنال عند كثير من الناس، ففي ظل تدهور الواقع المعيشي والغرق في مستنقع اليأس والمجهول والعجز عن تأمين أبسط متطلبات الحياة يصبح شراء الكتاب نوعاً من الترف والبذخ، فالثقافة لا يمكنها أن تصبح بديلاً عن الخبز.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 6, 2020 | Syria in a Week, غير مصنف
تمدد روسي
5 تموز/يوليو
أرسل الجيش الروسي في الساعات الأخيرة، قافلة ضخمة إلى دير الزور، حيث تنشر إيران فيها ميليشياتها وتعتبرها «ممراً» لها إلى سوريا من العراق.
وذكرت شبكة «دير الزور 24»، أن «رتلين عسكريين روسيين دخلا إلى دير الزور، قادمين من ريف الرقة»، مشيرة إلى أنّ حوالي 60 سيارة عسكرية، بينها شاحنات كبيرة، دخلت إلى معسكر الطلائع في دير الزور، في وقت أفاد معارضون بدخول رتل عسكري روسي ثالث، ضم ما يقرب من 30 سيارة عسكرية، إلى المدينة أمس.
وأشار معارضون سوريون إلى أنها المرة الأولى التي يدخل فيها رتل عسكري ضخم إلى هذا العمق في دير الزور، وسط أنباء عن «تصاعد التوتر» بين ميليشيات طهران وفصائل تدعمها موسكو في هذه المنطقة، علما بأن قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا، تسيطر على التنف، المعبر الآخر بين سوريا والعراق.
ويأتي التمدد الروسي، بعد أيام من زيارة قائد «فيلق القدس» في «الحرس» الإيراني إسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني، إلى دير الزور.
“نهر الموت“
4 تموز/يوليو
اتهمت «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال شرقي سوريا، تركيا باستعمال «سلاح المياه» ضد مناطقها عبر خفض تدفق مياه نهر الفرات إلى شرق الفرات.
كانت دمشق وأنقرة وقعتا في 1987 اتفاقاً مؤقتاً، لتقاسم مياه الفرات، قضى بأن تمرر تركيا ما لا يقل عن 500 متر مكعب في الثانية، على أن تقوم سوريا بتمرير ما لا يقل عن 58 في المائة منها إلى العراق بموجب اتفاق آخر بين أنقرة وبغداد.
وقال مدير السدود في الإدارة الكردية محمد طربوش لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن متوسط التدفق من أبريل (نيسان) الماضي هو 200 متر مكعب في الثانية، «أي أن تركيا تستعمل المياه سلاحاً ضدنا. ترسل المياه عندما تكون البحيرات مملوءة كي لا نستفيد منها. وتتوقف عن إرسال المياه عندما نكون في حاجة إليها».
في المقابل، أوضح مصدر سوري مطلع على موقف أنقرة أن «هناك التزاماً بالاتفاقات وإرسال المياه عبر الفرات. جرت العادة بإبلاغ دمشق، بمواعيد وبرامج ملء السدود والإصلاحات لأخذ الاحتياطات».
وكانت مؤسسة «باكس» الهولندية أصدرت، أول من أمس، دراسة مطولة بعنوان «نهر الموت»، مشيرة إلى أن «التلوث المستمر من منشأة نفطية متهالكة أدى إلى تدفق عشرات آلاف براميل النفط إلى القنوات والجداول المائية التي تصب في النهاية في النهر».
احتكاك أميركي – روسي
3 تموز/يوليو
حصل احتكاك عسكري جديد شمال شرقي سوريا، لدى اعتراض دورية أميركية، أخرى روسية حاولت الاقتراب من حدود العراق، وذلك غداة اجتماع قادة «عملية آستانة»، التي تضم روسيا وإيران وتركيا، وتضمنت انتقادات حادة للأكراد، حلفاء واشنطن في شرقي الفرات.
وحصل الاحتكاك على الطريق السريع الواصل عند قرية خانه سري بين القامشلي والمالكية (ديريك). وقطع الجنود الأميركيون الطريق أمام الشرطة العسكرية الروسية التي كانت تنوي التوجه إلى معبر سيمالكا الحدودي، لكنها أُجبرت على العودة إلى مواقعها بالقامشلي.
من جهة ثانية، شيدت القوات الأميركية نقطة عسكرية تضم مهبطاً لمطار عسكري في مدينة اليعربية على حدود العراق في ريف الحسكة. وأدخلت المعدات العسكرية وموادا لوجيستية ورفعت السواتر وقامت بتنظيم الطريق المؤدية للمنطقة، بالتزامن مع وصول معدات إلى القوات الأميركية في قاعدة قسرك (30 كلم شمال الحسكة).
على صعيد آخر، أبلغت روسيا شركاءها في مجلس الأمن الدولي أنها لم تعد تريد سوى نقطة دخول حدودية واحدة فقط عبر تركيا، للمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة للسكان في شمال غربي سوريا، ولمدة ستة أشهر فقط.
ولا تتطلب آلية نقل المساعدات هذه، المطبقة بقرار دولي منذ العام 2014، أي تفويض من جانب دمشق، وتنتهي صلاحيتها في 10 من الشهر الجاري. وقد بدأت ألمانيا وبلجيكا، المسؤولتان عن هذا الملف، مفاوضات لتمديدها. ويتضمن مشروع قرار قدمته الدولتان، الإبقاء على نقطتَي الدخول الحاليتين عبر تركيا إلى الأراضي السورية ولمدة عام واحد، في استجابة لطلب قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 23 الشهر الماضي.
تفاهم ضد الأكراد
2 تموز/يوليو
أظهرت القمة الثلاثية التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه؛ التركي رجب طيب إردوغان، والإيراني حسن روحاني، افتراضياً، بشأن سوريا أمس، تفاهم الدول الثلاث ضد «الإدارة الذاتية» الكردية، بينما تباينت المواقف من «قانون قيصر» الأميركي الذي بدأ تنفيذه في 17 يونيو (حزيران) الماضي وفرض عقوبات ضد النظام السوري وأي جهة تساهم بالإعمار.
وأشاد بوتين بالتنسيق مع إيران وتركيا، وقال إنه تمت «تهيئة الظروف ومساعدة جميع أطراف النزاع في سوريا على الاجتماع والحوار». وشدّد على رفض موسكو العقوبات الغربية المفروضة على سوريا. وقال إن العقوبات الأميركية الجديدة على سوريا، تهدف إلى «خنق» هذا البلد. لكن هذا الموقف لم يصدر في البيان الثلاثي الختامي، الذي أكد رفض «الأجندات الانفصالية» في إشارة إلى «الإدارة الذاتية» التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة أميركا.
ولفت الأنظار حديث بوتين عن الشق السياسي، وإشارته إلى أنه «فيما يتعلق بآفاق العملية السياسية، يجب تعزيز الحوار الشامل بين الأطراف السورية بنشاط في إطار اللجنة الدستورية في جنيف. ومن المقترح دعم هذه العملية ومساعدة المشاركين على الاجتماع وبدء حوار مباشر، والبدء في وضع معايير تطور مؤسسات الدولة السورية في المستقبل»
ميدانياً؛ سيّرت القوات الروسية والتركية دورية مشتركة جديدة على طريق حلب – اللاذقية أمس.
14 طن مخدرات
2 تموز/يوليو
أعلنت الشرطة الإيطالية في بيان أمس أنها صادرت كمية قياسية من الأمفيتامين تبلغ 14 طناً بشكل 84 مليون حبة كبتاغون، مشيرة إلى أنها أُرسلت من قبل تنظيم «داعش» في سوريا.
وأثار البيان تساؤلات باعتبار أن موانئ سوريا تحت سيطرة النظام السوري وروسيا وإيران وليست تحت سيطرة «داعش». وأشار معارضون سوريون، إلى وجود محاولات لتهريب حبوب «كبتاغون» إلى دول مجاورة لسوريا، خصوصاً إلى الأردن.
وأفاد بيان الشرطة الإيطالية بأنها «أكبر عملية مصادرة أمفيتامين تقوم بها قوات شرطة على المستوى العالمي». وأوضح، أن العملية تمت في مرفأ ساليرنو بجنوب نابولي وقيمتها في السوق مليار يورو. وأضاف البيان «نعلم أن تنظيم (داعش) يموّل أنشطته الإرهابية الخاصة، خصوصاً الاتجار بالمخدرات التي تصنع في سوريا، وبات لهذا السبب أكبر منتج عالمي للأمفيتامينات في السنوات الماضية».
وقبل أسبوعين كانت وحدة التحقيق في الجريمة المنظمة بنابولي رصدت حاوية ألبسة غير أصلية تم إخفاء بداخلها 2800 كلغ من الحشيش، و190 كلغ من الأمفيتامينات.
وهذه الشحنة الأولى التي بعثتها شركة سورية لفتت انتباه رجال الجمارك لأنها كانت مرسلة إلى ليبيا عبر شركة سويسرية. كما أن الحاويات التي احتجِزت أمس كانت مرسلة من الشركة السورية نفسها للمؤسسة السويسرية نفسها. والعام الماضي، أعلنت اليونان ضبط كمية تساوي هذه الكمية، قادمة من سوريا أيضاً.
شروط الإعمار
30 حزيران/يونيو
أكد مشاركون في «مؤتمر بروكسل» الرابع للمانحين ربط المساهمة في إعمار سوريا بتحقيق حل سياسي حقيقي برعاية الأمم المتحدة.
وقال جوزيف بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في افتتاح المؤتمر بمشاركة ممثلي الدول المجاورة لسوريا والمانحين ومنظمات دولية: «يجب أن نفعل المزيد لإنهاء معاناة الشعب السوري». وأعلنت بروكسل، أن المشاركين في المؤتمر تعهدوا بتقديم 6.9 مليار يورو (7.7 مليار دولار)، بينها 4.9 مليار لعام 2020.
من جهته، قال الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في كلمة بلاده، خلال مشاركته في المؤتمر إن «الأزمة في سوريا تسببت في تداعيات خطيرة على الشعب السوري، وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم، ولا تزال معاناة الشعب مستمرة». وأكد أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ومسار جنيف (1). كما أشار إلى أن عملية الإعمار في سوريا تتوقّف على البدء في عملية تسوية سياسية حقيقية تقودها الأمم المتّحدة.
وشدد على أن إيران ما زالت تشكّل خطراً كبيراً على مستقبل سوريا وهويتها، وقال: «إذا كان هناك لبعض الأطراف الدولية مصالح، فإن لإيران مشروعاً إقليمياً خطيراً للهيمنة باستخدام الميليشيات الطائفية واستثارة الحروب الأهلية المدمرة للشعوب والأوطان».
بواسطة Hasana Saqbani | يوليو 2, 2020 | Roundtables, غير مصنف
* تُنشر هذه المادة ضمن ملف صالون سوريا “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات“
مع تزايد أعداد المصابين بفايروس كورونا المستجد في سوريا، وارتفاع عدد الإصابات من 124 إصابة إلى 312 إصابة خلال شهر واحد، رغم فرض الحجر الصحي على منطقة “جديدة الفضل” التابعة لمحافظة القنيطرة بعد منطقة رأس المعرة في ريف دمشق. هذا الارتفاع تزامن مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي، وكان توقيت عزل “جديدة الفضل” مربكاً للأهالي والطلاب، حيث استيقظ معظم الأهالي صباح اليوم الأول للامتحانات على قرار العزل الصحي، الذي اتخذ في وقت متأخر من مساء اليوم الذي سبقه، وصدور قرار آخر يتعلق بتأجيل امتحانات التعليم الأساسي في المنطقة ذاتها، ومتابعة سير العملية الامتحانية لطلاب الشهادة الثانوية بتعليمات جديدة تتناسب مع وضع البلدة المعزولة. لم تتسنَّ للطلاب معرفة أماكن المراكز الامتحانية التي سيمتحنون بها، في السياق ذاته تم الإعلان عن وصول 107 طالب وطالبة قادمين من لبنان وتم وضعهم في مراكز الحجر الصحي الخاصة بهم، وأيضاً في مراكز امتحانيه خاصة لكي لا يكون هناك أي اختلاط مع المتواجدين داخل القطر، كما تم أخذ عينات عشوائية لفحص الكورونا وظهرت نتائج جميعها سلبية.
كانت وزارة التربية في سوريا قد اتخذت إجراءات احترازية لمنع انتشار الفايروس منها تعليق الدوام في المدارس والمعاهد التابعة للوزارة من 14 آذار 2020، وإنهاء العام الدراسي في 26 نيسان 2020، وتعديل وقت الامتحانات ليكون بعد شهر من موعد الامتحانات في السنوات السابقة. وقبل يومين من بدء الامتحانات أعلنت وزارة التربية حزمة من الإجراءات الوقائية لمواجهة جائحة كورونا التي سوف تتخذها بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية لضمان سلامة وحماية الطلاب من انتقال العدوى أثناء سير العملية الإمتحانية، فقد صرح وزير التربية في مؤتمر الصحفي أنه تم اتخاذ أقصى ما يمكن “لحماية الطلبة” وتأمين 25 طن من الكلور والمعقمات وإعطاء التوجيهات بتعقيم المراكز قبل وبعد كل مادة، وضمان التباعد الجسدي، كما أنه تم إدراج أسئلة اختيارية لأول مرة حسب تعبيره وذلك لمراعاة الظروف غير المنتظمة في الحصول على المادة العلمية التي مر بها الطلاب بسبب جائحة كورونا.
إلا أن طلاب الشهادة الثانوية فوجئوا عند تقديمهم للمادة الأولى أن ما تم الترويج له ليس إلا خطابات إعلامية، وحسب “ميراي حداد” طالبة في الثانوية العامة التي تشارك تفاصيل تجربتها: “لم يكن هناك أي نوع من التعقيم في المدرسة، الغبار يغطي جميع الأمكنة في القاعات، فمن الواضح أن المكان لم ينظف أبدا ولا حتى بالحدود الدنيا للنظافة، كما تم منع الطلاب من ارتداء الكمامات بحجة أنها وسيلة تساعد على الغش”. وأضافت: “التعقيم ربما فقط للأماكن التي سيتم التصوير فيها”. من جانبها “مروى” طالبة بكالوريا فرع الأدبي قالت: “لم تراع أياً من الشروط الوقائية المطلوبة من أجل الحماية من الكورونا، فمثلاً التباعد الجسدي يوجد في القاعة 20 طالبة والمقاعد متراصة، أيضاً شرب الماء من نفس الزجاجة لكل الطلاب وهو سبب رئيسي لانتشار العدوى، فلما يتم منع الطلاب من اصطحاب قارورة المياه الخاصة بكل طالب، يضطر الطلاب جميعهم لشرب من نفس الكوب المتوافر في القاعة».
بينما الطالبة “دعاء” أبدت استغرابها من نشر لائحة تعليمات كتب عليها منع اصطحاب الطلاب علبة “التاتش” لتعقيم الأيدي أو الكمامات متسائلة “ما لغاية من ذلك؟”، وشكت والدتها من حالة الفوضى وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية في الطرقات والمواصلات العامة والازدحام في كل مكان، حتى أن أهالي الطلاب أعدادهم كبيرة مما شكل ازدحاماً أكبر أمام المراكز الامتحانية فحالة الفوضى عامة، ولم تراع في أي مكان.
وتوضح هنادي وهي مديرة مركز امتحاني، التعليمات الرسمية فتقول: “في هذا العام اختلف النظام التعليمي بسبب جائحة كورونا، فقد تم تعطيل الطلاب قبل شهر تقريباً عن نهاية العام الدراسي وبالتالي حذف ما يقارب من ربع المطلوب من المنهاج الدراسي في الفصل الثاني، وأيضاً تم إلغاء الدورة التكميلية للطلاب، ونعمل قدر المستطاع على تخفيف الاختلاط، كما تم زيادة عدد الأيام بين المادة والأخرى ليتثنى للطلاب الدراسة بشكل أكبر، وبالنسبة لدخول الطلاب سيسمح لهم بالدخول وإجراء الامتحان مهما كانت الأعراض إلا في حالة واحدة إذا أجرى مسحة لدى وزارة الصحة وتبين أنه مصاب”. وتضيف: “تم وضع خطة طوارئ في حال حدوث أي طارئ، لدينا غرفة عزل في حال حدوث شك بأعراض كورونا، أيضاً هناك مركز في منطقة “العدوي” لنقل الطلاب في مثل تلك الحالات.”
من جانبه “علاء” (طالب في الثانوية العامة فرع العلمي)، فقد وصف الإجراءات الوقائية المتخذة بسخرية وأضاف بأن القاعات بدت كأنها مهجورة والغبار في كل مكان، هذا غير الأخطاء الواردة في الأسئلة، فقد كان هناك خطأ في سؤالين بمادة الفيزياء. مما أربك جميع الطلاب حتى المتفوقين منهم. وكانت قد أثارت الأخطاء الواردة في الأسئلة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد اشتكى عدد من طلاب شهادة التعلم الثانوي (العلمي) من وجود خطأ في السؤال الأول الخيار رقم أربعة من مادة الفيزياء الذي لم يتم فيه تحديد جهة التيار، ليتسنى للطلاب الإجابة.
وبلغ عدد الطلاب المسجلين للامتحانات العامة في هذا العام 557445 طالباً وطالبة موزعين على ما يزيد من 5 آلاف مركز امتحاني بزيادة عن العام الماضي بحوالي 11895 طالب وطالبة.
من جانبها تقول منى رئيسة مركز امتحاني: “المواد الوقائية والمعقمات اللازمة متوفرة والكادر متوفر ولكن لا يتم التعقيم بشكل صحيح، لأن وزارة التربية لم توفر عاملين مختصين للتعقيم وتركت الأمر للمستخدمين الذي يرفضون تنفيذ المهمة الموكلة إليهم لقلة وعيهم لأهمية الأمر، بالإضافة لعدم الإدراك للحجم الحقيقي للخطورة الواقعة على الطلاب في حال انتشار المرض.” بينما أبدى الكثير من الأهالي والمراقبين تخوفهم من تزايد حالات الإصابة بفايروس كورونا خاصة بعد قرارات الحجر الصحي على أكثر من بلدة وتزايد الحالات في سوريا والاضطرار إلى تعليق الامتحانات وعدم إكمالها لمنع انتشار الجائحة.
بواسطة Ibrahim Hamidi | يوليو 1, 2020 | News, غير مصنف
أعرب جوزيف بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي في حديث إلى «الشرق الأوسط» يوم الثلاثاء، عن أمله بتقديم الجهات والدول المشاركة في مؤتمر بروكسل للمانحين الذي يعقد اليوم، التزامات توازي ما كان في العام الماضي وقدرها حوالي ستة مليارات يورو، لافتا إلى أن الأوروبيين قدموا حوالي 20 مليار يورو إلى سوريا والدول المجاورة منذ 2011.
وقال بوريل، الذي يشغل أيضا نائب رئيس المفوضية منذ تسلمه منصبه نهاية العام الماضي خلفا لفيدريكا موغريني، إنه «لم تتم دعوة النظام السوري أو المعارضة السورية» إلى المؤتمر على غرار السنوات السابقة، مضيفا «ربما تجري إعادة النظر في هذه المسألة فقط، وشرط انطلاق العملية السياسية بكل جدية وخطوات ثابتة، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة على النحو المتصور لها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254». وأشار إلى «ترحيب الاتحاد الأوروبي بمشاركة الاتحاد الروسي في المؤتمر».
وأوضح ردا على سؤال أن «العقوبات الاقتصادية» الصادرة عن الاتحاد الأوروبي «تستهدف في المقام الأول الشخصيات والكيانات التي تواصل دعم وإسناد القمع والنظام السوري، وتوفر لهم التمويل أو تستفيد من اقتصاد الحرب»، مؤكدا أنها «لا تعيق وصول المساعدات الإنسانية والطبية، بما في ذلك الدعم الحيوي واللازم الخاص بكارثة وباء (كورونا) في الآونة الراهنة»، مضيفا «يتحمل النظام السوري الحاكم المسؤولية عن الأزمات الإنسانية، والاقتصادية، والصحية التي تشهدها سوريا، وليست العقوبات الاقتصادية».
وأشار بوريل إلى أن قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي تضم حاليا 273 شخصية و70 كيانا بـ«هدف ممارسة الضغوط على النظام السوري لوقف أعمال القمع، والتفاوض بشأن التسوية السلمية الدائمة للأزمة السورية بموجب القرار الدولي 2254 تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة». وزاد: «من دون تغيير واضح في سلوك والتزام جاد وبناء وحقيقي بشأن العملية السياسية، فإن العقوبات ستبقى مفروضة»، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي «سيشارك في إعادة إعمار سوريا فقط عندما يكون هناك انتقال سياسي حقيقي وثابت بموجب 2254».
وهنا نص الحديث الذي أجرته «الشرق الأوسط» عن بعد وتناول أيضا الحوار الروسي – الأميركي و«الانتخابات السورية»، عشية مؤتمر بروكسل اليوم:
ما الذي تتوقعونه من مؤتمر المانحين في بروكسل المقرر انعقاده اليوم 30 يونيو (حزيران) الجاري؟ وكيف يختلف هذا المؤتمر عن مؤتمرات الجهات المانحة السابقة؟
– دخلت سوريا عامها العاشر من الحرب. وعلى مدار الأعوام التسعة الماضية، كان على نصف سكان البلاد النزوح من منازلهم. وتوفي أكثر من نصف مليون سوري. ولدينا جيل كامل من الأطفال السوريين الذين لم يعرفوا سوى الحرب. وجميعهم يستحقون مستقبلا أفضل ينعمون فيه بالسلام. وإننا نعتبر مؤتمر بروكسل المقبل من الأدوات الأكثر فاعلية في جذب انتباه العالم والمحافظة على اهتمامه بالحاجة الماسة إلى حل هذا النزاع المستمر ومواصلة تعبئة المجتمع الدولي بشأن الحل السياسي على النحو الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، وهذه الطريقة هي السبيل الوحيد لاستعادة السلام والاستقرار إلى السوريين.
وإن المؤتمر المقبل، سيكون الحدث الأهم في العام 2020 من حيث التعهدات لأجل سوريا والمنطقة بأسرها، ومن حيث التعامل مع الاحتياجات بالغة الأهمية التي تمخضت عنها الأزمة الراهنة، لكنه يتجاوز مجرد كونه مؤتمرا اعتياديا للجهات المانحة، إذ إنه يتعلق بمواصلة الدعم، على المحاور السياسية والمالية، للبلدان والشعوب المجاورة لسوريا، الذين أظهروا قدرا كبيرا واستثنائيا من التضامن مع اللاجئين السوريين النازحين قسرا من ديارهم.
والمؤتمر، أيضا تحول إلى فرصة سانحة وفريدة من نوعها بالنسبة إلى المجتمع المدني السوري بغية الدخول في حوار مفتوح ومباشر مع مجتمع الجهات المانحة ومع البلدان المضيفة للاجئين السوريين. لم نتمكن من حشد الناس بصورة شخصية ومباشرة خلال العام الحالي، لكننا استطعنا ترتيب أسبوعا من الفعاليات المهمة، حيث تمكن الشباب السوري، والنساء السوريات، فضلا عن منظمات المجتمع المدني المختلفة من التفاعل والتشارك فيما بينها مع مختلف مكونات المجتمع الدولي. وهذا من الأمور بالغة الأهمية، ليس لأنهم يمثلون الأصوات الحقيقية الناطقة باسم الشعب السوري فحسب، وإنما لأنهم يحملون في طيات أنفسهم المفتاح في مستقبل أفضل لسوريا.
يأتي مؤتمر هذه السنة في وقت هناك أزمة اقتصادية و«كورونا» في سوريا؟
– هناك جملة من العوامل التي تثير المخاوف بشأن مؤتمر العام الحالي. ومن بينها التدهور الخطير للغاية في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد، والهجوم العسكري الأخير الذي شنه النظام السوري وداعموه، وتدمير وانهيار البنية التحتية المدنية في البلاد، فضلا عن كارثة وباء «كورونا» المستجد التي اجتاحت البلاد ولا تزال. هذه كلها من العوامل التي تزيد من تفاقم الظروف المعيشية بالنسبة للمواطنين السوريين. لقد فاض بهم الكيل بالفعل.
وبالتشارك الفعال مع منظمة الأمم المتحدة، التي تضطلع بدور حاسم وحيوي وكبير، فإننا لا ندخر جهدا في الوقوف إلى جانبهم والعمل على تحقيق آمالهم وأحلامهم في مستقبل أكثر سلاما وإشراقا.
قدمت الجهات المانحة في مؤتمر العام الماضي مساعدات مالية بقيمة بلغت 6.2 مليار يورو. هل تعتقدون أنه يمكن تأمين نفس التعهدات في مؤتمر العام الحالي؟ وهل بإمكانكم الاستجابة لنداءات منظمة الأمم المتحدة من أجل المساعدات الإنسانية؟
– من المستحيل قبل المؤتمر، تقديم رقم محتمل بشأن التعهدات المالية من جانب الجهات المانحة خلال مؤتمر العام الحالي. كما أن المبالغ المالية الملتزم بها تتغير حتما من عام إلى آخر، ذلك حسب المقاربات المعتمدة لدى الجهات المانحة. لكننا، على غرار كل عام، يحدونا طموح كبير في دعم وإسناد الشعب السوري والمجتمعات المضيفة للاجئين السوريين في البلدان المجاورة. وإننا جميعا نواصل العمل سويا، وليس أقلها التفاعل المستمر مع الرئيس المشارك من الأمم المتحدة، ذلك بهدف ضمان أن المواطنين السوريين في كافة أنحاء سوريا، فضلا عن اللاجئين النازحين إلى بلدان الجوار في الأردن، ولبنان، وتركيا، يحصلون جميعا على الدعم والحماية المناسبة من المجتمع الدولي على مدى السنة القادمة بأكملها. وهذا هو أقل ما يمكن أن يتوقعوه، وأقل ما يمكننا القيام به لأجلهم.
ماذا عن الاتحاد الأوروبي؟
– بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، لقد قدمنا أكثر من 20 مليار يورو منذ بداية الأزمة السورية في صورة المساعدات الإنسانية، والاستقرار، والتنمية، والمساعدات الاقتصادية المختلفة. وإننا نُعتبر أكبر الجهات المانحة بالنسبة إلى الشعب السوري، من واقع ثُلثي الأموال التي جرى إنفاقها في مساعدة الشعب السوري والبلدان المجاورة لسوريا التي جاءت من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء. وسنواصل الاضطلاع بدورنا في هذا المسار.
ومما يُضاف إلى الأزمة الإنسانية والاقتصادية غير المسبوقة، وكافة المآسي والمعاناة التي يكابدها الشعب السوري، فإن السوريين يعانون في الآونة الراهنة أيضا من عواقب وباء «كورونا». ومن شأن المؤتمر، أن يتطرق إلى هذه المسألة المهمة والملحة ضمن جدول الأعمال. وفي الاتحاد الأوروبي، لقد عملنا على تهيئة المساعدات الحالية كي تتسق وفق الاستجابة المطلوبة لهذه التحديات الجديدة والإضافية، فضلا عن العمل الجاد والمستمر لضمان وصول المعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين لها في سوريا.
لماذا لم توجه الدعوة إلى الحكومة السورية لحضور مؤتمر؟
– على غرار ما خبرناه في مؤتمرات بروكسل الماضية ذات الصلة بالشأن السوري، لم تتم دعوة النظام السوري أو المعارضة السورية. وربما تجري إعادة النظر في هذه المسألة فقط وشرط انطلاق العملية السياسية بكل جدية وخطوات ثابتة، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة على النحو المتصور لها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ونص قرار مجلس الأمن بكل وضوح على أن «الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبل سوريا». وهذه ليست من كلمات المجاملات اللطيفة من زاوية الاتحاد الأوروبي، بل إنها البوصلة التي تحدد اتجاهات مساراتنا إزاء القضية. ولا يحق لأحد أن يأخذ مستقبل سوريا رهينة. ولأجل هذا السبب، فإننا نضمن المساهمات ذات الفائدة مع المشاركة الكبيرة والفعالة من جانب المجتمع المدني السوري، استمرارا مع المشاورات المكثفة عبر الإنترنت في سوريا وفي المنطقة قبل عقد المؤتمر.
كما جرى ترتيب أيام من الحوار بصورة افتراضية في تاريخ 22 و23 يونيو الجاري، وكانت تتألف من مناقشات بين المجتمع المدني، والوزراء، وصناع القرار السياسي من البلدان المضيفة للاجئين، ومن الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة، وغير ذلك من الشركاء الدوليين المعنيين. ومن شأن هذه الإسهامات الجادة، أن تندرج ضمن الاجتماع الوزاري الخاص بالمؤتمر في 30 يونيو، إذ إننا نعتبر المجتمع المدني السوري، وعمال الإغاثة على أرض الواقع، والمنظمات النسائية والشبابية السورية، الممثلين الحقيقيين لمستقبل البلاد.
كيف تفسرون المشاركة الروسية في المؤتمر المقبل رغم انتقاد موسكو المعلن لعدم توجيه الدعوة إلى الحكومة السورية؟
– على غرار ما تقدم في السنوات الماضية، جرى توجيه الدعوة إلى كافة أعضاء المجتمع الدولي ممن يملكون النفوذ القائم والتأثير الواضح في مجريات النزاع السوري الراهن، وممن أعربوا عن رغبتهم في دعم الجهود الدبلوماسية، اتساقا على نحو كامل مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالقضية. وعلى هذا النحو، يرحب الاتحاد الأوروبي بمشاركة الاتحاد الروسي في المؤتمر المقبل.
يأتي المؤتمر المقبل إثر تجديد الاتحاد الأوروبي لحزمة العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، ومع بدء دخول «قانون قيصر» الأميركي في حيز التنفيذ الفعلي. فهل لذلك من تأثير يُذكر على مجريات المؤتمر؟
– إن من بين الأهداف الرئيسية لمؤتمر بروكسل القادم هو إجماع المجتمع الدولي وراء العملية السياسية التي تهيئ منظمة الأمم المتحدة الأجواء لأجلها تحت قيادة سورية واضحة. الضغوط الدولية الممارسة على دمشق (ترمي) للضغط عليها للمشاركة الكاملة والصادقة في إطار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، الأمر الذي نحاوله راهنا من خلال حزمة العقوبات المفروضة، التي هي بالطبع جزء من هذه الجهود (الضغوط).
أعلنت الحكومتان الروسية والسورية أن هذه العقوبات الاقتصادية من شأنها إلحاق الأضرار بتدفقات المساعدات الإنسانية والطبية إلى البلاد، فما هو ردكم على ذلك؟
– ليست العقوبات الاقتصادية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي بالأمر الجديد ولا هي موجهة لاستهداف المدنيين في سوريا. بل إنها تستهدف في المقام الأول الشخصيات والكيانات التي تواصل دعم وإسناد القمع والنظام السوري، وتوفر لهم التمويل أو تستفيد من اقتصاد الحرب.
والعقوبات الاقتصادية الأوروبية مصممة بحيث إنها لا تعيق وصول المساعدات الإنسانية والطبية، بما في ذلك الدعم الحيوي واللازم الخاص بكارثة وباء «كورونا» في الآونة الراهنة. ولا تحظر العقوبات الأوروبية تصدير المواد الغذائية أو الأدوية أو المعدات الطبية. وحتى بالنسبة إلى السلع ذات الاستخدام المزدوج التي من الممكن أن تحمل قدرا من المخاطر، مثل المواد الكيماوية الضرورية في الاستخدامات الدوائية، فهناك قدر متصور من الاستثناءات ذات الصلة بالأغراض الإنسانية.
لكن دمشق حملت العقوبات مسؤولية المعاناة. من يتحمل المسؤولية؟
– لقد كان الاتحاد الأوروبي – ولا يزال – أكبر الجهات المانحة على الصعيد الإنساني للأزمة السورية، مع جمع أكثر من 20 مليار يورو لهذه الأغراض منذ عام 2011 وحتى اليوم. وطوال كل هذه السنوات، وصل دعمنا الحيوي والمهم إلى الشعب السوري.
يتحمل النظام السوري الحاكم المسؤولية عن الأزمات الإنسانية، والاقتصادية، والصحية التي تشهدها سوريا، وليست العقوبات الاقتصادية. بل على العكس من ذلك، يرجع كل الفضل إلى المساعدات الدولية، إذ لا يزال من الممكن توفير خدمات الرعاية الصحية، أو الغذاء، أو التعليم، أو الحماية للأشخاص المعوزين في داخل سوريا.
كما يمكنني أن أضيف أيضا، أن النشاط التجاري ما زال مستمرا طوال فترة الحرب الماضية بين الاتحاد الأوروبي وبين سوريا. ولم يفرض الاتحاد الأوروبي أي نوع من أنواع الحظر أو الحصار على سوريا طيلة تلك الفترة.
ما الشروط التي يمكن للاتحاد الأوروبي بموجبها رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق؟
– دخلت عقوبات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بسوريا حيز التنفيذ الفعلي اعتبارا من 9 مايو (أيار) في العام 2011 ردا على أعمال القمع العنيفة التي مارسها النظام السوري ضد شعبه، بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين، وانتشار واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري. ولم تفرض العقوبات ببساطة، وإنما كانت نتيجة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وجرائم الحرب المحتملة، والجرائم ضد الإنسانية، والتي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان.
هناك قائمة طويلة من العقوبات؟
– تضم قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي حاليا 273 شخصية و70 كيانا. والهدف المقصود من وراء هذه التدابير هو ممارسة الضغوط على النظام السوري لوقف أعمال القمع، والتفاوض بشأن التسوية السلمية الدائمة للأزمة السورية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة. من دون تغيير واضح في سلوك والتزام جاد وبناء وحقيقي بشأن العملية السياسية، فإن العقوبات ستبقى (مفروضة)، إذ إنها تُعتبر جزءا أصيلا لا يتجزأ من منهج الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا إزاء الأزمة السورية. كما أن العقوبات محل المراجعة المستمرة من جانبنا بغية تقدير ما يتمخض عنها – ضمن أمور أخرى – من آثار وتطورات على أرض الواقع.
ربط الاتحاد الأوروبي سابقاً أي مساهمة في إعادة إعمار سوريا بنجاح العملية السياسية هناك. ما موقفكم الحالي من إعمار سوريا؟
– كان موقف الاتحاد الأوروبي – وما زال – واضحا للغاية في هذا الشأن. الأوروبيون على استعداد تام لدعم مستقبل الشعب السوري ومساعدتهم في إعادة إعمار بلادهم، لكن هناك معايير لانخراط الاتحاد الأوروبي في ذلك. سيُشارك الاتحاد الأوروبي في إعادة إعمار سوريا فقط عندما يكون هناك انتقال سياسي حقيقي وثابت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، فإذا لم يكن الأمر على هذا النحو، فمن شأن كافة الجهود المبذولة على هذا المسار أن تذهب هباء. إذ تستلزم إعادة الإعمار توفر الحد الأدنى من شروط الاستقرار، والحوكمة، والمساءلة العامة، والتمثيل في السلطات الحاكمة. ولا تتوافر حالياً أي من هذه المعايير لدى سوريا.
إذن، المساهمة تنتظر هذه المعايير؟
– لا يمكن على الإطلاق استثمار دعم الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار في سوريا، في سياق من شأنه تأجيج عدم المساواة وما سواه من المظالم التي كانت موجودة قبل الحرب ولا تؤدي إلى المصالحة وبناء السلام والاستقرار. ولا تقتصر جهود إعادة الإعمار على مجرد إعادة بناء البنية التحتية والإسكان في البلاد – وإنما هي تتعلق باستعادة وصون النسيج الاجتماعي داخل سوريا، وإعادة بناء الثقة، مع تهيئة الظروف والأجواء التي من شأنها التخفيف أو الحيلولة دون تكرار أعمال العنف، فضلا عن الاستجابة للمظالم التي أطلقت شرارة النزاع في المقام الأول. ويستحق الشعب السوري أن يعيش في بلد يشعر فيه بالأمان، والحماية من قبل قضاء محايد، وتحت سيادة القانون، وحيث يمكن ضمان الكرامة الإنسانية.
تشارك الأمم المتحدة في رئاسة المؤتمر. فما موقفكم بشأن جهود غير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا؟
– موقفنا لا يزال على حاله من أنه فقط الحل السياسي الذي يتحقق ضمن إطار مفاوضات جنيف برعاية منظمة الأمم المتحدة هو الذي من شأنه ضمان المستقبل السلمي لسوريا. وإننا نؤيد بالكامل أعمال الأمم المتحدة وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، السيد غير بيدرسن، في هذا الصدد. هذا، ويهدف مؤتمر بروكسل المقبل أيضا إلى حشد المجتمع الدولي وراء جهود الأمم المتحدة بغية التقدم في الحل السياسي.
ومن شأن المؤتمر أيضا أن يدعم ويؤيد دعوات الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الخاص، السيد غير بيدرسن، من أجل وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني في سوريا، مع إطلاق سراح المعتقلين، لا سيما في ضوء جائحة فيروس «كورونا» الراهنة.
الحوار الاميركي – الروسي
أعلن الجانب الروسي استعداده للتفاوض مع الولايات المتحدة بغرض التوصل إلى حل سياسي في سوريا. فما موقفكم من الحوار الأميركي – الروسي بشأن القضية السورية؟
– أي تقدم يُحرز في مسار الوصول إلى حل سياسي للنزاع السوري، هو موضع ترحيب من قبلنا. إننا نصر ونؤكد على أنه لا تنبغي المساومة بشأن مبادئ محددة. وتساند كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأي حل يُطرح للصراع السوري لا بد أن يتسق مع هذا القرار.
بالنسبة إلينا في الاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع النظام السوري، ومن ثم، لا يوجد التزام من جانبنا بتوفير التمويل الدولي لإعادة الإعمار، حتى يكون هناك انخراط حقيقي في عملية سياسية صادقة وشاملة وجامعة (تمثيلية). كذلك، لا يمكن للمجتمع الدولي دعم عودة اللاجئين إلى سوريا إلا بشرط ضمان سلامتهم، وكرامتهم، وأن تكون العودة من جانبهم طوعية غير قسرية.
هل تعتقدون أن صفقة أميركية – روسية حول سوريا ستكون كافية؟ وكيف ترون ملامح هذه الصفقة؟
– مرة أخرى أقول إن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبل سوريا، وهذا بالضبط ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ولا بد للمفاوضات السياسية بشأن مستقبل سوريا أن تكون ملكا للسوريين وتحت القيادة السورية. ولقد أعلنت الولايات المتحدة وروسيا، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، عن دعم وإسناد العملية السياسية الحقيقية والشاملة والجامعة (التمثيلية)، على النحو المقرر والمنصوص عليه في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.
توجد لدى سوريا، في الآونة الراهنة، ثلاث مناطق من النفوذ: في شمال شرقي البلاد، وفي شمال غربي البلاد، وفي بقية أرجاء البلاد. فهل يملك الاتحاد الأوروبي نفس الرؤية فيما يتعلق بهذه المناطق الثلاث؟
– الاتحاد الأوروبي لن يتراجع أو يتردد فيما يتعلق بالتزامه بشأن السيادة الكاملة، ووحدة الأراضي السورية وسلامتها. أما الترتيبات الدقيقة للحوكمة في سوريا، فهي مسألة يتخذ السوريون القرار فيها.
ماذا عن الانتخابات الرئاسية السورية التي ستعقد في العام 2021 كيف ترون هذا الأمر؟
– الانتخابات ذات المغزى في سوريا، هي فقط تلك التي تُجرى على أساس دستور سوري جديد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، ومن شأن تلك الانتخابات أن تكون بمثابة فصل افتتاحي جديد بالنسبة للبلد وشعبه.
لكن هناك انتخابات ستجري؟
– إذا ما أُجريت الانتخابات من قبل ذلك (ما ذكر سابقا)، فإنني أحض النظام السوري على أن يظهر التزامه بالانفتاح السياسي الحقيقي والأصيل، من خلال التأكد، على سبيل المثال، من إتاحة الانتخابات إلى كافة فئات الشعب السوري، بما في ذلك أولئك الموجودين في خارج البلاد، وأن تتسم الانتخابات بالحرية والنزاهة المطلوبة. ومع ذلك، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم ذلك مقام الحاجة الماسة إلى الانخراط الحقيقي في العملية السياسية مع التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كيف ترون سوريا بعد مرور عام من الآن؟
– أما بالنسبة إلى كيف ستبدو سوريا في عام من الآن، فإن هذا يتوقف بالأساس على مدى التزام النظام السوري بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اعتبار أنه السبيل الوحيد والمقبول للمضي قدما. وليس ذلك لفائدتنا، أو لمصلحة داعميه (النظام)، وإنما هو لصالح جميع السوريين.
**تم نشر نسخة من هذا المقال في «الشرق الأوسط».
بواسطة Dildra Flms | يونيو 30, 2020 | Culture, غير مصنف
–١–
لا أحد يعرف
أن ظلّ ظلالكِ
شجرة العيون
التي تتحرك
في حديقة ظهيرة
كعربة مليئة بفاكهة أشواقي
ومزينة بقلائد الأميرات
وأجزم بأن لا أحد يعرف
أنني أرافق ظلالك المقدسة
كذئب غير مرئي
بعيوني وكل حواسي
أحرس مناماتك
كمذياعٍ متروك
بعناية شديدة
على طرف سريرك
المريض من شدة
شوقي إليه.
-2-
لستُ وحيداً في الصحراء
أبداً لستُ وحيداً
لأنني الصحراء ذاتها
وأنتِ شجرة الغرَب
الوحيدة في هذا الشوق الواسع.
-3-
تسقط غيمةٌ طازجة
على هيئة يمّ
من أسفل عبوركِ
على أحجار نهرٍ مريض
مريض من عدم لفظك
لاسمه في مكالمة هاتفية
تحت شجرة الغرَب
على ضفافه.
-4-
سأخترع شارعاً
نتمشى فيه
شارعاً لم يسبق
لأحدٍ أن تمشى فيه قبلنا.
سأكتشف طرقاً جديدة
في تحريك الغيوم
وتساقط الأمطار والثلوج
فوق الأرض.
سأخترع ليالي
غير التي عرفتها البشرية
من أجل إشعال عظام الهدهد
على شاكلة شموع
أثناء محادثاتنا الهاتفية.
-5-
لو كنتِ موجودة
في المكان ذاته
هذا المساء
لكان عدد ضحايا
الحروب أقل في العالم
هذا المساء.
-6-
لو كنتِ موجودة
لما شعرتْ اليمامة
بالوحشة
على شجرة الغرَب الوحيدة
في حدقة عيني المريضة.
-7-
لو كنتِ موجودةً
لكنتِ فهمت دلالات
الكلمات الشعرية واللا شعرية
في هذه الأمسية البائسة.
-8-
لو كنتِ موجودة
لكنتِ شعرت بتحيات الناس لي
وأدركتِ مكائد نظراتهم أيضاً.
فقط لو كنت موجودة
في المكان ذاته
هذا المساء
لكان صدري مأوى
لجميع الطيور المتشردة
في هذا الليل البارد.
-9-
لو كنت موجودة
أو حتى فكرت بأن تكوني موجودة
لما توقفتُ
عن التدخين لحظة واحدة
بالطريقة التي تحبينها
لما كنتُ شعرت
بالوحشة
والجوع
والبرد
والعطش
والضجر
والتفاهة.
هوامش
الوشل: مجرى مائي هزيل ومتقطع.
الغَرَب: شجر الحور الفراتي.
*الصورة المرافقة هي لجدارية بارتفاع ثلاثة أمتار وعرض أربعة أمتار نفذها الفنان والشاعر دلدارفلمز بتقنية فريسكو في بداية حزيران ٢٠٢٠ على جدار إحدى الغاليريهات في مدينة زيوريخالسويسرية بإشراف الفنان كيتو سينو.
بواسطة Syria in a Week Editors | يونيو 29, 2020 | Syria in a Week, غير مصنف
قصف إسرائيلي بعد زيارة إيرانية
28 حزيران/ يونيو
قتل تسعة مقاتلين الأحد جراء غارة استهدفت موقعاً لمجموعات موالية للقوات الإيرانية في شرق سوريا، في ضربة هي الثانية من نوعها خلال 24 ساعة، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن طائرات “يرجّح أنها اسرائيلية” استهدفت موقعا في ريف مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وتسبّبت بمقتل تسعة مقاتلين، ليرتفع بذلك عدد القتلى الموالين لإيران إلى 15 على الأقل خلال 24 ساعة، بعد غارات مماثلة استهدفت ليلاً المنطقة ذاتها.
وكانت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء ذكرت أن قائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قااني زار شرق سوريا في إعلان نادر لزيارة يقوم بها لساحة القتال خليفة قائد قتلته الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني).
وقالت تسنيم إن قاآني زار مدينة البوكمال السورية الواقعة على الحدود مع العراق خلال الأيام القليلة الماضية. وحذفت الوكالة فيما بعد التقرير دون تفسير. ولم تشر وسائل الإعلام الإيرانية الأخرى إلى الزيارة.
رسالة “ذكية“
27 حزيران/ يونيو
الصاروخ «الذكي» الذي وجهته «درون» أميركية إلى «أبو القسام الأردني» أحد قياديي تنظيم «حراس الدين» المحسوب على «القاعدة» في شمال غربي سوريا في منتصف الشهر الجاري، تزامن مع خلاف أميركي – روسي في مجلس الأمن إزاء تصنيف «حراس الدين» في قوائم المجلس للتنظيمات الإرهابية، ما اعتبر أنه بمثابة «رسالة» من واشنطن إلى موسكو حول كيفية اغتيال الإرهابيين.
وقال مسؤول غربي بأن مداولات أولية في مجلس الأمن، أظهرت خلافاً في رأي بين دبلوماسيي البلدين، إذ إن الجانب الروسي يريد استعجال إدراج «حراس الدين» في قوائم مجلس الأمن، مقابل حذر دبلوماسيين أميركيين من أن يكون ذلك «ذريعة لشن عمل عسكري من قوات الحكومة السورية بدعم روسي ضد بعض الجيوب في ريف إدلب لقتال فصائل المعارضة بدل الإرهابيين».
تأسس تنظيم «حراس الدين» في فبراير (شباط) 2018 من القياديين المهاجرين الذين اختلفوا مع زعيم تنظيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني بعد فك ارتباطه بـ«القاعدة» في 2016، وكان بين القياديين في التنظيم الجديد خالد العاروري (أبو القاسم الأردني). وأعلن أن غارة أميركية استهدفته في منتصف حزيران (يونيو) ثم أعلن مقتله بعد عشرة أيام.
جوع في سوريا
26 حزيران/ يونيو
أعلن «برنامج الأغذية العالمي» أمس، إن نحو نصف سكان سوريا تأثروا بأزمة الجوع التي تواجهها البلاد، ووصف الوضع بأنه «غير مسبوق».
وقال البرنامج في بيان، إن 3.9 مليون من أصل نحو 17 مليون سوري، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة 4.1 مليون مقارنة بستة أشهر سابقة. وأضاف: «يواجه السوريون أزمة جوع غير مسبوقة، حيث وصلت أسعار السلع الغذائية الأساسية إلى مستويات غير مشهودة، حتى في ذروة الصراع المستمر منذ تسع سنوات». وأوضح أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بأكثر من 200 في المائة خلال أقل من عام بسبب «الجمود الاقتصادي والانهيار السريع للاقتصاد اللبناني – الذي يعتبر جسرا حيويا لسوريا – وإجراءات الإغلاق في مواجهة تفشي مرض (كوفيد – 19)، الناجم عن وباء كورونا المستجد».
وأصدر برنامج الأغذية العالمي بيانه قبل مؤتمر للمانحين بشأن سوريا الأسبوع المقبل. وقال البرنامج، ومقره روما، إنه يسعى لتوفير مساعدات غذائية لـ8.4 مليون سوري.
روسيا والعلويون
25 حزيران/ يونيو
وسّعت روسيا دائرة اتصالاتها، لرعاية «مؤتمر وطني سوري» يمثل «جميع المكونات» العرقية والطائفية والدينية والاجتماعية، ليقوموا بصوغ «عقد اجتماعي جديد».
الوثيقة التي أعدّها الجانب الروسي لـ«مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي، بداية 2018، تضمنت أن الدعوة ستشمل «الجماعات العرقية والدينية والمؤسسات التقليدية». وقتذاك، لم تكن دمشق مرتاحة لـ«التصنيف الطائفي» القادم من روسيا. لكن الجديد هو كشف «محضر اجتماع» بين البعثة الروسية في جنيف، و«مؤثرين من العلويين في الشتات» في 15 من الشهر الحالي. وحسب المحضر، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بدأ الاجتماع بـتقديم «شخصيات علوية في المهجر» تصوراتها، بينها «أن المصدر الوحيد للشرعية في سوريا يأتي من مثل هذا التفويض الأقاليمي المناطقي، وليس من فكرة الدولة المركزية».
ونقلت الوثيقة عن «الجانب الروسي» قوله إن دور بلاده في سوريا «ركّز دائماً على تمكين دولة قوية قادرة على إرساء سيادتها، ضمن قواعد القانون الدولي». ولاحظت اهتمام موسكو بـ«فكرة مؤتمر الوحدة الوطني؛ حيث يتم تمثيل جميع المجموعات السورية، للبحث عن إطار وطني، ملزم لما بعد الصراع، للتوصل إلى التصالح».
وتزامن اللقاء مع لقاء نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الرئيس السابق لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض، معاذ الخطيب، بـ«تكليف» من الرئيس فلاديمير بوتين، لاختبار فكرة المؤتمر.
غارات بـ 4 محافظات
24 حزيران/ يونيو
اعتبر مسؤول عسكري سابق في تل أبيب، أمس، الغارات التي شنتها إسرائيل على 4 محافظات سورية الليلة قبل الماضية، استئنافاً لـ«ملاحقة» الوجود الإيراني، وسط صمت روسي على ذلك.
وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، عن «استهداف الضربات الإسرائيلية مواقع للميليشيات الموالية لإيران على طريق السخنة – دير الزور، شرق سوريا، وقتل إثرها 5 عناصر منهم». كما أفاد بأنه «قُتل ما لا يقل عن اثنين من عناصر الدفاع الجوي لقوات النظام، وأصيب آخرون، جراء القصف الذي استهدف مركز اتصالات وراداراً، في أحد التجمعات التابعة لقوات النظام، والتي توجد فيها ميليشيات موالية لإيران، في منطقة تل الصحن في ريف السويداء».
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، المعروف بقربه من المؤسسة، الجنرال عاموس يدلين، تحدث عن القصف بشكل صريح، الأربعاء، وقال إن «الهجمات الواسعة في سوريا، الليلة (قبل) الماضية، تدل على أن التقديرات الإسرائيلية الأخيرة القائلة إن الإيرانيين بدأوا يغادرون سوريا لم تكن سوى تعبير عن أمنيات وهمية».
وتجاهلت موسكو، أمس، الغارات الإسرائيلية، مع بروز ردود فعل في موسكو انتقدت مضمون حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل يومين. وقال خبير في مركز دراسات مختص بشؤون الشرق الأوسط،، إن «الوقائع تظهر أن النظام بات عاجزاً عن تغيير سلوكه» ومواجهة المشكلات الجدية التي تتعرض لها سوريا حالياً. ورأى أن «المشكلة الرئيسية تكمن في ازدياد القناعة لدى النخب الروسية بعدم القدرة على فصل النظام عن إيران، مع ما ينعكس من ذلك على آليات التعامل مع الملفات المختلفة المطروحة حالياً».
“صيف قيصر“
23 حزيران/ يونيو
توقعت مصادر دبلوماسية غربية أن تشمل عقوبات «قانون قيصر» الأميركي، مائة شخصية سورية، مشيرةً إلى أن هذا الصيف سيكون «صيف قيصر».
وأعلن مسؤولون أميركيون أن الهدف من القانون الذي بدأ تنفيذه 17 الشهر الجاري «ليس تغيير النظام السوري»، بل الدفع إلى «تغيير سلوك النظام» في أمور داخلية وأخرى جيوسياسية، عبر دفع موسكو للدخول في مفاوضات مع واشنطن لتشكيل «حكومة جديدة تلبّي الشروط الأميركية»، بينها «إخراج إيران» مقابل قبول واشنطن بـ«شرعية الوجود الروسي في سوريا».
ورغم أن سوريا عُرضة للعقوبات الأميركية ومدرجة على «قائمة الإرهاب» منذ نهاية السبعينات، فإن «قانون قيصر» رفع الإجراءات إلى مستوى آخر لأسباب مختلفة، بينها أن القانون وافق عليه الكونغرس بغرفتي مجلس الشيوخ ومجلس النواب من «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» ويسرع عملية فرض العقوبات بحيث أنها لم تعد تصدر من وزارة الخزانة أو بقرارات تنفيذية فقط. وقالت المصادر: «العقاب لا يطال السوريين فحسب، بل أي جهة سورية أو غير سورية تخرق بنوده. ولا يشمل طيفه البعد العسكري أو الحقوقي أو الإنساني، بل البعد الهندسي والبنية التحتية؛ ما يعني أنه يجعل مساهمة شركات عربية أو صينية أو روسية كبرى في إعمار سوريا عُرضة للعقوبات الأميركية والحرمان من الأسواق الغربية».
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، إن «الولايات المتحدة تريد من وراء القانون وقبله قوانين عدة التخلي عن تحالفاتنا»، في إشارة إلى إيران، مضيفاً: «لن يتركنا حلفاؤنا وحدنا».
الجولاني يعتقل صديقه
22 حزيران/ يونيو
أمر زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني أمس، باعتقال «صديقه» جمال زينية، المعروف بـ«أبو مالك التلي»، في ريف إدلب أمس، بتهمة «التحريض على شقّ الصف والتمرد وإثارة البلبلة»، ما اعتبر ثالث ضربة توجه لتكتل مناوئ لـ«الهيئة»، يضم متشددين محسوبين على تنظيم «القاعدة» في شمال غربي سوريا.
الضربة الأولى كانت باعتقال «الهيئة» سراج الدين مختاروف، المعروف بـ«أبو صلاح الأوزبكي»، المنضوي في صفوف «جبهة أنصار الدين» والمطلوب للإنتربول الدولي. الثانية، كانت بمقتل خالد العاروري المعروف بـ«أبو القسام الأردني» والقيادي في «حراس الدين» في غارة «درون» في ريف إدلب الأسبوع الماضي.
ما يجمع الثلاثة أنهم لعبوا دوراً في تشكيل تكتل مناوئ لـ«تحرير الشام» من المنشقين عنها والمهاجرين المحسوبين على تنظيم «القاعدة»، الذين يرفضون الاتفاقات الروسية – التركية في ريف إدلب. ولعب «أبو مالك التلي»، قائد «لواء المقاتلين الأنصار» دوراً في تشكيله.
وكان «أبو مالك التلي» لسنوات زعيم «جبهة النصرة» في القلمون في ريف دمشق. وعُرف في عام 2014 خلال «أزمة راهبات معلولا». وانتقل إلى إدلب بموجب اتفاق بين «حزب الله» اللبناني و«تحرير الشام» في أغسطس (آب) 2017. كما اشتهر أيضاً بعد خطف عسكريين لبنانيين في عرسال في 2014، ثم موافقته على إطلاقهم في صفقة تضمنت أموالاً وخروج سجناء من سجون سورية.
احتجاج “روسي “ضد إيران
22 حزيران/ يونيو
خرج الآلاف من المدنيين، وعناصر «الفيلق الخامس» الذي شكلته وتشرف عليه روسيا، بمظاهرة حاشدة ضمن مدينة بصرى الشام في محافظة درعا، أمس، مطالبين بإسقاط النظام السوري، وخروج الإيرانيين و«حزب الله» من سوريا. وهتفوا بعبارات مناوئة لعائلة الأسد، ورئيس النظام السوري، فتحول تشييع عدد من العسكريين السوريين من أبناء ريف درعا، الذين قتلوا بتفجير حافلتهم السبت الماضي، إلى مظاهرة غضب عارمة هي الأكبر من نوعها منذ استعادة النظام السوري السيطرة على محافظة درعا في عام 2018.
وأظهرت مقاطع فيديو بثها موقع «تجمع أحرار حوران» مشاركين في التشييع يطالبون بإسقاط النظام، ورحيل «حزب الله» وإيران.
وقال موقع التجمع إن اللواء الثامن داخل الفرقة الخامسة كان منذ تشكيله «حاجز صد» أمام التمدد الإيراني في حوران، لافتاً إلى أن استهداف الحافلة جاء «بعدما ضاعفت إيران حاجز الفرقة الرابعة الذي يرأسه شقيق الرئيس، ماهر الأسد، في الريف الغربي من محافظة درعا».
وتسعى روسيا في تنافسها مع إيران إلى السيطرة على جنوب سوريا. وقد فتحت خلال الأسابيع القليلة الماضية باب الالتحاق بالفيلق الخامس في درعا، وسجلت انضمام نحو 400 متطوع، أغلبهم من المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية من أبناء القنيطرة وحوض اليرموك بريف درعا.
وجاء ذلك بالتزامن مع عملية «انتشار قوات الغيث المقربة من إيران في ريف درعا الغربي» التي سبقتها عمليات قتل واغتيال لشخصيات معارضة للتمدد الإيراني في المنطقة.