العائدون إلى الرقة ينفضون الغبار عن مدينتهم… الغريبة

العائدون إلى الرقة ينفضون الغبار عن مدينتهم… الغريبة

“يجهز علي الحمد (42 سنة) وزوجته أميرة أغراضهما القليلة المتناثرة في خيمتهما بمخيم عين عيسى الواقع على بعد 50 كيلومتراً، شمال غربي مدينة الرقة. العائلة الصغيرة المؤلفة من أب وأم وثلاث بنات قررت أخيراً العودة إلى منزلها في حي المشلب، بعد سماعهم نبأ السماح بعودة المدنيين بُعيد تنظيفه من الألغام.

رافقت صحيفة «الشرق الأوسط» رحلة عائلة علي. وأثناء نقل الحقائب إلى السيارة الخاصة التي أقلتهم إلى الرقة، كانت دقات قلوبهم تسبقهم إلى طريق العودة، تاركين وراءهم ذكريات النزوح القاسية في المخيم الذي قضوا فيه قرابة ستة أشهر بانتظار هذه اللحظة، وينقل علي مشاعره المختلطة بالقول: «شعور فرح ممزوج بالخوف، قطعنا رحلنا طويلة حتى هربنا من نيران الحرب، أما اليوم أخشى أن تكون تلك النيران طالت منزلي».

في الطريق، وعندما وصلوا إلى مدخل الرقة الشرقي، أوقفتهم نقطة تفتيش تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، ودققت في الأسماء والهويات ليسمح لهم بعدها بالعبور إلى حي المشلب الذي يُعتبر علي واحداً من سكانه، ويضيف: «سمعنا أن سكان الأحياء المسموح لهم بالعودة هم المشلب والطيار والجزرة، أما باقي المناطق يُمنع دخولها لأن فرق نزع الألغام لم تنتهِ بعدُ من عملها».

في الطريق بدت أطراف الرقة أقل تضرراً. المعارك التي استمرت نحو أربعة أشهر بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) العام الحالي، تركزت في مركز المدينة، أما حي المشلب الواقع في الجهة الشرقية للرقة كان من بين أول الأحياء التي تحررت من قبضة تنظيم «داعش»، على يد «قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم وغطاء جوي من طيران التحالف الدولي بقيادة أميركا، الأمر الذي بعث تفاؤلاً عند علي وزوجته.

في مدخل الحي ارتسمت علامات الراحة على وجوههم، بعد مشاهدة كثير من المنازل والمحال التجارية التي سلمت من القصف ولم تتعرض للدمار، وكان عدد صغير من الأطفال يتراكضون في ساحة الحي، يمشي بجوارهم عدد من المدنيين الذين انشغلوا بتفقد ممتلكاتهم.

وصلت العائلة إلى المنزل وعند إدخال المفتاح في قفل الباب لم تصدق المشهد، فقد نجا المنزل من القصف، والشارع لم يتضرر كثيراً، ويصف علي لحظات فرحه قائلاً: «الحمد لله البيت على حاله، زجاج الشباك والأبواب تعرض للكسر جراء ضغط الانفجارات، لكن كل شيء على ما يرام»، فيما نقلت زوجته أميرة أنها لا تعطي فرحتها لأحد، وقالت ودموع الفرح تنهمر من عينيها: «كان حلماً أن نرجع للبيت، وإنّ شاء الله كل أهالي الرقة يرجعون بسلام وأمان».

طمأنينة وأمان!

عاد المئات من المدنيين إلى أحياء الرقة بعد الانتهاء من عمليات نزع الألغام وتمشيط المنازل والمحال التجارية، ليكونوا أول دفعة من السكان العائدين إلى المدينة، وبحسب مجلس الرقة المدني يُقدر عدد العائدين بنحو 4 آلاف شخص غالبيتهم من المشلب.

وعلى غرار علي، ينتظر النازحون في مخيم عين عيسى أن يتمكنوا من العودة إلى مدينتهم في أقرب وقت ممكن، وأكد جلال العياف مدير مخيم عين عيسى، أنّ «عشرات من نازحي الرقة يعودون يومياً إلى مناطقهم، بالأخص المناطق الواقعة في محيط الرقة والمزارع المجاورة».

وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم قوات عربية وكردية ومسيحية في 17 أكتوبر، من طرد عناصر تنظيم «داعش» المتشدد من الرقة إلى بادية الفرات والمناطق الحدودية مع العراق.

وعبر كثير من أبناء حي المشلب عن فرحة مشوبة بالحذر، لأن إعادة الاستقرار والأمن إلى المناطق التي تخرج عن سيطرة «داعش» ونشر الطمأنينة والسلام بين الأهالي، تتوقف إلى حد بعيد على انضباط قوات الأمن الداخلي من جهة، ومدى قدرتها على الدفاع عن هذه المناطق من جهة ثانية، إلى جانب وجود إدارة مدنية تحظى بقبول أبنائها.

وتسلم مجلس الرقة المدني وجهاز الأمن الداخلي، في 20 من الشهر الحالي، إدارة المشلب إلى جانب حي الجزرة والطيار رسمياً من «قوات سوريا الديمقراطية»، ولدى لقائها مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قالت المهندسة ليلى مصطفى رئيسة المجلس، إنّ «القوات ومنذ إعلان تحرير الرقة الشهر الماضي من التنظيم الإرهابي، تعهدت بتسليمها لمجلس الرقة المدني، وسوف تتحمل قوات الأمن الداخلي مسؤولية الحفاظ على الأمن العام وإعادة الطمأنينة بين الأهالي».

وبحسب رئيسة المجلس، «قامت لجنة الخدمات بأولى أعمالها في حي المشلب والجزرة والطيار، من خلال تنظيف وإزالة السواتر الترابية ورفع الأنقاض والقمامة المتراكمة في الشوارع ليتم نقلها إلى خارج المدينة في مكان مخصص لها».

وتتوقع ليلى مصطفى أن يتطلب تنظيف الرقة وإعادة إعمارها جهوداً ضخمة، وشهوراً عدة قبل أن تعود الحياة الطبيعية إلى شوارعها.

بدوره، أشار عمر علوش رئيس لجنة العلاقات في مجلس الرقة المدني، إلى أن المجلس يعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة هيكليته من خلال تشكيل مجلسين: مجلس تشريعي وثانٍ تنفيذي لإدارة الرقة، وأوضح: «منذ بداية تشكيل المجلس بشهر أبريل (نيسان) الماضي، ورد في البيان التأسيسي أنه ستتم إعادة هيكلة المجلس بعد تحرير الرقة، لأن القسم الأكبر من أهالي المدينة لم يشاركوا في التأسيس كونها كانت محتلة من قبل تنظيم داعش المتطرف».

مهمات وتحديات

قدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إلى مجلس الرقة المدني آليات ثقيلة على أربع دفعات بلغ عددها حتى اليوم نحو 50 سيارة وصهريجاً لنقل مياه الشرب، بهدف بدء العمل داخل شوارع الرقة وإزالة أكوام الركام من جميع أحياء المدينة وتنظيفها، الأمر الذي سيُسهِم في تسريع عودة الأهالي إلى منازلهم.

ويشرح المحامي إبراهيم الحسن رئيس لجنة إعادة الإعمار في مجلس الرقة، عمل اللجنة، وأنها نقوم حالياً بتأهيل البنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ويقول: «عندما يتم الانتهاء من هذه الأحياء الثلاثة سيتم نقل جميع الآليات إلى مركز المدينة لتنظيف الشوارع التي انتهت فيها عمليات إزالة الألغام ليصار إلى عودة المدنيين إليها». وتقوم خطة المجلس المدني على فتح الشوارع الرئيسية وعددها 23 شارعاً، ثم الانتقال إلى المداخل الخارجية وعددها 10، ولقد حددت لجنة الخدامات مكبين لتجميع الركام والأنقاض، مكبّاً في المدخل الشرقي والثاني في الجهة الغربية، وكانت قبل الحرب مخصصة لرمي النفايات والقمامة، وحددت الخطة جدول زمنيي مدته 45 يوماً للانتهاء من فتح الشوارع، بينما أردف إبراهيم الحسن بالقول: «بتصوري الشخصي سنحتاج إلى 3 أشهر كحد أدنى حتى تفتح الشوارع والمداخل الرئيسية ليتمكن الأهالي من العودة إلى منازلهم».

ويعم الدمار مدينة الرقة بالكامل، ما يجعل من الصعب التعرف على معالمها، لكن من الممكن تحديد بعض الأماكن من خلال لافتة تشير إلى عيادة طبيب، أو بقايا قماش وآلات حياكة في متجر.

وتغيب المياه عن الرقة منذ أشهر عدة، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الآبار للاستخدام قبل بدء الهجوم الأخير على المدينة في يونيو الماضي، ويشرح المهندس ياسر الخلف من لجنة المياه، أنّ الورش الفنية قامت بإصلاح المضخة الجنوبية لإعادة المياه إلى قرية الحمرات وحي المشلب، وقال: «حالياً ستعمل شبكة المياه في الأحياء الثلاثة من 5 إلى 6 ساعات يومياً، وخلال الأيام سنستمر في إصلاح الخطوط المكسورة»، منوهاً بوجود كثير من الخطوط المتضررة داخل المدينة.

أما لجنة الأفران والمطاحن التابعة لمجلس المدني قامت بتشغيل ثلاثة أفران آلية: فرن السباهية وفرن حاوي الهوى وفرن المشلب، وتنتج يومياً نحو عشرة آلاف ربطة خبز توزع مجاناً على الأحياء التي عاد إليها سكانها ومخيمات النازحين.

ولفت صبري محمد رئيس لجنة الأفران أنّ هذه الأفران تستهلك نحو 70 طناً من مادة الطحين. وقال: «تم اتخاذ عدة خطوات لتلبية حاجات الأهالي ريثما يتم تأهيل الأفران المركزية في المدينة»، وشدد على أنّ مجلس الرقة يدعم مادة الخبز ويتحمل جميع النفقات المالية، مشيراً: «يتم توزيعها عن طريق مندوبي الحي الذين تم اختيارهم من قبل المجالس المحلية التي تشكلت فور عودة المدنيين».

رعب وذكريات

في ساحة دوار النعيم وسط الرقة، علقت شاشة تلفاز سوداء اللون يقابلها مجموعة من المقاعد في مشهدٍ أشبه بدور السينما. بحسب أهالي المنطقة كانت هذه الشاشة تعرض نوعاً مختلفاً من الأفلام ليس كوميدية أو درامية، بل كانت تعرض مشاهد لقطع الرؤوس وجز الرقاب ومقاطع دعائية خاصة بتنظيم داعش المتطرف.

وعلى مسافة قريبة من الشاشة، يبدو أن التنظيم قد حول غرفة صغيرة إلى نقطة إعلامية، ونقل عدداً من سكان دوار النعيم أنه كان يقف مقاتل من التنظيم في شباك التذاكر ويقوم بتوزيع حافظات الذاكرة (فلاشات) بالمجان، المفاجأة الصادمة أنها كانت تحوي إصدارات التنظيم الأكثر دموية، وبحسب هؤلاء السكان كان كثير من الشبان «الفضوليين» في مقتبل العمر يتوافدون لأخذها والتفرج على محتواها.

ومنذ سيطرته على مدينة الرقة في شهر يناير (كانون الثاني) 2014، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة الذين كانوا قد استولوا عليها من النظام في شهر مارس (آذار) 2013، عمد تنظيم داعش إلى بثّ الشعور بالرعب من خلال نشر صور وأفلام مروعة، مثل مشاهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً بشهر فبراير (شباط) 2015، وتعليق رؤوس جثث عشرات الجنود السوريين – أشباه عراة – الذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري في يوليو (تموز) 2014، وتصفية عشرات المواطنين الأجانب من صحافيين وعاملين في منظمات إغاثة.

يروي منصور (45 سنة) وهو من سكان حي النعيم، ويعمل اليوم حارساً في المنطقة، أنه كان شاهداً على بداية سيطرة التنظيم على مسقط رأسه، ليقول: «مشهد الدبابة العسكرية التي دخلت دوار النعيم وقامت باستعراض عسكري لن أنساه مهما حييت، يوم ذاك كنت واقفاً على شرفة منزلي المطل على الساحة، لأشاهد بعدها أبشع جرائم التنظيم من قطع الرؤوس والأيدي والأحكام القاسية التي كان ينفذها».

ويضيف أنّ مسلحي التنظيم أصبحوا أكثر عدوانيةً في تعاملهم مع السكان المحليين، حيث توقفوا في مرحلة ما عن إرسال الجرافات والشاحنات لإزالة حطام المباني المهدمة، وإنقاذ حياة المدنيين المطمورين تحت الركام بحجة القتال، لكنهم كانوا يخشون من قصف الطيران. بيد أنّ الملعب البلدي في الرقة، الذي يقع في مركز المدينة، تحول لأحد أبرز معالم التنظيم رعباً، بعدما اتخذه سجناً لتنفيذ أحكامه وعقوباته المشددة على كل من يعارضه أو مقاتليه الذين كانوا يخالفون قوانينه وتشريعاته.

وافتتح الملعب سنة 2006، وكان مخصصاً لمباريات وتدريبات نادي الشباب في الدوري السوري، وبعد سيطرة «داعش» على الرقة تعددت أسماؤه، إذ كان يسمى بـ«الملعب الأسود»، في إشارة إلى الحقبة السوداء التي مارسها متطرفي التنظيم، كما كان يطلق عليه (النقطة الأمنية رقم 11)، ويرجح عدد من سكان المنطقة إلى وجود 10 نقاط سرية ثانية كانت مخصصة للاحتجاز آنذاك، وبني عناصر التنظيم سجن كبير تحت الملعب، قسموه إلى مهاجع ومنفردات واخترعوا أبشع وسائل التعذيب.

شهادة ناجٍ من قبضة «داعش»

تُعدّ مرحلة الاستقبال داخل سجون «داعش» هي الأسوأ على الإطلاق حسب شهادات ناجي منها، حيث يقف المعتقل معصوب العينين ومكبّل اليدين أياماً قد تصل إلى أسابيع دون ماء أو طعام إلا في أوقات الصلاة.

يروي المحامي فيصل (38 سنة) الذي سُجِن مدة شهرين في الملعب الأسود، صيف عام 2015، أنه تردد في إحدى المرات على مقهى إنترنت لإجراء مكالمة مع قريب له لاجئ في إحدى الدول الأوروبية، سرعان ما دخلت دورية تابعة لـ«جهاز الحسبة»، والأخيرة كانت معروفة بالشرطة المحلية لدى التنظيم، واقتادوه إلى السجن بتهمة التخابر مع جهات معادية للتنظيم.

يقول فيصل: «أساليب التعذيب لدى (داعش) تبدأ بالضرب المبرح دونما شفقة، حتى إنهم كانوا يستخدمون وسيلة (البلنكو) وهي عبارة عن قطعة حديد مخصصة عادةً لحمل محركات السيارات، لكن في السجن كان لها استخدام آخر حيث يرفع السجين من يديه المكبلتين ليفقد توازنه ويبقى في هذه الحالة لساعات حتى يفقد وعيه».

وبعد طرد عناصر تنظيم داعش من مدينة الرقة قبل شهر، تمكن المحامي من دخول سجن الملعب الأسود، ويصف مشاعره المشوشة: «عندما أدخلوني إلى قبو الملعب، غالبتني روائح الموت والصوت الوحيد المسموع كان آهات المعذبين وصراخ السجانين، المحقق آنذاك قال لي: لماذا لا أعلم إن الاتصال الخارجي ممنوع؟! وهذه كانت تهمتي».

وقال ع. ع، وهو قيادي «داعشي» ينحدر من دولة المغرب وكان يشغل أمير الحدود في التنظيم، ومسجون حالياً لدى قوات سوريا الديمقراطية، في حديث سابق مع صحيفة «الشرق الأوسط»، إنّ التنظيم «كان يسجن عناصره الذي يرتكبون المخالفات، أو ممن لا ينفذون أوامر قادتهم العسكريين، أما بالنسبة للإعدامات الميدانية كانت تتم بشكل شبه يومي، كما اشتهر بوسائل التعذيب الشديدة كوضع السجين في أقفاص لأيام أو ربطه من يديه لساعات».

ولا تزال كثير من كتابات التنظيم منتشرة على جدران المنازل والمرافق العامة في الرقة، لتذكير أبنائها بحقبة سوداء قضوها في ظل «خلافتهم الإسلامية» كما زعموا، فكانت العبارات المكتوبة تحاول تعزيز مفهوم «داعش» في نفوس الأطفال والمراهقين عن طريق عبارات تبشرهم بالجنة، وتوهمهم بوعود كاذبة، وتحذر النساء بضرورة التقيد باللباس الشرعي، وتحض الشباب والرجال على «الجهاد» والالتحاق بصفوف التنظيم.

تغيّر معالم الرقة

بدت آثار الدمار وحدها طاغيةً على شوارع وأزقة الرقة التي أصبحت مكسوة بالحطام، إلا أن الجرافات شقّت طريقها وسط تلك الشوارع، في حين لا توجد أي علامات لحياة داخل المدينة، سوى تجول بعض المقاتلين العسكريين من «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد كانوا يتناوبون على حراستها، أما الأصوات الوحيدة التي كانت تُسمَع فهي أصوات انفجار العبوات التي تفككها فرق إزالة الألغام.

وباتت الرقة مدينة خاوية على عروشها، لم يتبقَّ منها سوى الأطلال وآثار الدمار، إذ إن الخراب يحيط بها من كل جانب، بدءاً من سور بغداد الذي ظلّ شاهداً على سنوات حكم التنظيم المتشدد مروراً بمتحف الرقة الذي قام عناصر «داعش» بسرقة محتوياته بالكامل دون الاكتراث بالقيمة التاريخية الخاصة بمقتنياته، بالإضافة إلى ساحة الساعة التي باتت مدمرة بالكامل بعدما شهدت أولى الإعدامات الميدانية المريعة من قبل عناصر التنظيم بداية حكمه. أما «سوق الرقة القديم» و«السوق المسقوف» الذي كان يعج بالمحال التجارية وأهم العلامات التجارية الخاصة ببيع العباءات وأطقم الجلسات العربية، فقد دُمِّر تماماً وأصبح ركاماً بعد نهب محتوياته.

ويروي محمود (50 سنة) الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة، كيف كانت الرقة سابقاً قبل العام 2011، فعندما كانت تدخل سيارته إلى «السوق القديم» تستغرق رحلته الشاقة ساعة لاجتيازه، أما اليوم يبدوا أن معالم المكان تغّيرت عليه، ولا تشبه مدينته التي كان يعرفها سابقاً.

تمكن محمود بعدها من الدخول وتفقد منزله الكائن في شارع الفردوس بعد حصوله على موافقة من «قوات سوريا الديمقراطية» الذي تمنع قاطنيه من العودة لانتشار الألغام والمفخخات المتفجرة.

وأنهى محمود حديثه بالقول: «طريق (السوق القديم) لم تعد كما كانت في البال، فالمشهد اليوم أشبه بمدينة أشباح، من الصعوبة التعرف على المحال ومعالم المكان الذي كان يضج بالحياة، أما اليوم باتت شاهداً على شدة المعارك داخل أزقة وحواري الرقة».”

…العشائر العربية السورية تشتت بين اطراف الصراع

…العشائر العربية السورية تشتت بين اطراف الصراع

دمشق

شكلياً قدمت قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي عشائر الرقة على انها من قاد عملية التفاوض بين عناصر تنظيم داعش داخل مدينة الرقة وقوات قسد لخروج مسلحي التنظيم وتسليم المدينة.

واقعياً لم يكن لشيوخ العشائر اي دور بما جرى من تسليم عناصر التنظيم انفسهم لقوات قسد او مغادرة المئات منهم الى ريف دير الزور الشرقي بل كانت هذه الخطوة واحدة من خطوات اعتمد فيها اطراف الصراع في سورية على العشائر التي تشكل اكثر من 60 بالمئة من المجتمع السوري وتتركز قوة تلك العشائر في المنطقة الشرقية من البلاد.

وقال شيخ احدى عشائر الرقة طلب عدم ذكر اسمه “لم يكن لنا اي دور في خروج مسلحي التنظيم من مدنية الرقة بل تمت دعوتنا الى اجتماع منتصف شهر تشرين اول / اكتوبر الماضي ولم نعلم شيئا عن الاجتماع الذي كان عنوانه بحسب الدعوة لبحث مستقبل الرقة وعندما جلسنا على الطاولة تلي بيان باسم العشائر” ( نحن شيوخ ووجهاء عشائر الرقة ، وجهنا نداء الى قوات سورية الديمقراطية ليتم تسوية وضع من تبقى داخل المدينة من المقاتلين المحليين وتامين خروجهم الى مناطق خارج المدينة بضماناتنا. وقد وافقت قوات سورية الديمقراطية مشكورة على مضمون هذا النداء) .

وبحسب البيان الذي تلاه القيادي في حزب العمال الكردستاني وعضو مجلس الرقة المدني عمر علوش “نعلن للملأ اننا كوجهاء وشيوخ عشائر الرقة نتكفل بضمان حياة هؤلاء الذين سيتم اخراجهم.”

صفقة خروج مسلحي داعش من مدينة الرقة عاصمة التنظيم هي اول وسيلة علنية وبهذا الزخم الاعلامي تتخذه وحدات حماية الشعب الكردي التي تحاول كسب شرعية وجودها من خلال الاتكاء على العشائر التي جندت الاف من ابنائهم قسراً في صفوف قوات قسد وقتل المئات منهم على جبهات الحرب مع داعش .

جبهات وزعت على كامل التراب السوري زج بها ابناء العشائر اما كتنظيم يحمل اسماءهم او ضمن تنظيمات مشتركة ولكن عمودها الفقري الجسم العشائري فقد شكلت عشيرة البكارة واحدة من ابرز العشائر في المحافظات الشرقية والشمالية ( جيش محمد الباقر ) وكان لهم دوراً في استعادة السيطرة على مناطق في ريف حلب الشرقي ودير الزور وطرد تنظيم داعش منها .

ويقول قيادي عسكري في جيش محمد الباقر “منذ بداية الصراع كان لأبناء البكارة وجوداً كفصيل عسكري الى جانب الجيش السوري في محافظة دير الزور وريف حلب وتم ذلك تحت اسم الدفاع الوطني واللجان ولكن فيما بعد تم اطلاق اسم لواء الباقر على مقاتلينا الذين يتجاوز عددهم المئات قاتلوا ويقاتلون مع الجيش في عدة جبهات من ريف حلب الى ريف الرقة ودير الزور وريف حمص .”

الحكومة السورية ومنذ بداية اندلاع الازمة تنبهت الى دور العشائر في المجتمع وضبط شيوخ العشائر لأبناء عشائرهم فقامت الرئاسة السورية بدعوة شيوخ العشائر والوجهاء في شهري نيسان وايار 2011 من جميع المحافظات السورية للقاء الرئيس السوري بشار الاسد للاطلاع ومعرفة ادق التفاصيل بعيداً عن التقارير التي تصله من اجهزته الحكومية والامنية .

وقال الشيخ عنيزان الشيخ احمد احد شيوخ عشائر الرقة  “كان الرئيس بشار الاسد ينصت ويسجل كل ملاحظة او جملة يتم طرحها من قبل وفد شيوخ عشائر ووجهاء الرقة خلال اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين ووعدنا حل كل المشاكل العالقة في محافظة الرقة.”

مشاكل تجاوزتها الاحداث المتسارعة واصبحت من الماضي بعد توسع دائرة الاحتجاجات خاصة في محافظات درعا وريف دمشق وحمص .

ويقول الشيخ رضوان الطحان النعيمي – نائب رئيس مجلس العشائر السورية  “مع تقدم الازمة ودخولها مرحلة الصراع المسلح تغيرت الكثير من الاولويات وابعد الكثير من شيوخ العشائر الحقيقيين وحل محلهم شيوخ الازمة أن كان لجهة النظام او المعارضة وبذلك تشتت العشائر وتوزعت بين اطراف الصراع، النظام، المعارضة، داعش والاكراد وبذلك فقدت العشيرة هيبتها بعد ان كانت تشكل العمود الفقري للمجتمع السوري بل لجأت اطراف الصراع في السنوات الاربعة الماضية الى العشائر للبحث عن ملاذ لها وكسب لشرعيتها كما يحصل في مناطق سورية شمال شرق سورية بل وشكلت مجموعات مسلحة تحمل اسماء العشائر.”

تحالف العشائر مع اطراف الصراع فرض عليهم في اغلب المواقع، ولكن اوجدت تلك العشائر تحالفا اخر هذه المرة ولكن مع قوى سياسية ربما تختلف معها في الايديولوجيا حيث وقعت وثيقة تفاهم بين مجلس قيادة العشائر السورية ومنصة موسكو ويكون لمجلس العشائر ممثل في كافة الاجتماعات بما فيها جنيف والرياض التي عقدت مؤخراً.

ويعتبر الشيخ رضوان الطحان أبن محافظة القنيطرة هذا التحالف بين قيادة العشائر ومنصة موسكو هو ” تحالف مصالح مشتركة بين مجلس العشائر والمنصة التي تعلم بأن مستقبل العملية السياسية هو الصندوق الانتخابي والعشائر سوف تكون صاحبة الصوت القوي في ذلك الصندوق الذي ربما سيكون تحت رقابة دولية واممية.”

داعش تبحث عن النفط والمقاتلين

ترك تنظيم داعش شيوخ العشائر في بداية سيطرته على مناطق شمال وشرق سورية بل عاملهم بكل مودة واحترام الى أن تمكن التنظيم من بسط نفوذه على تلك المناطق وادرك حاجته للمقاتلين فأسس ديوان العشائر والذي مهمته التواصل مع شيوخ العشائر واستمال الشيوخ من خلال اعطائهم ميزات وعطاية.

يقول الشيخ محمد فيصل الهويدي من ابرز شيوخ عشائر الرقة “في سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة عمل التنظيم الى التقرب الى شيوخ العشائر، ولكن هناك قلة من شيوخ العشائر اقتربوا من التنظيم لحماية انفسهم وابناء عشائرهم وتعاونوا مع التنظيم لأجل مكاسب شخصية والتكسب من التنظيم.”

واضاف الهويدي “من رفض قرارات التنظيم التي فرضها قام بملاحقتهم وكيل التهم لهم، لذلك ابتعد الكثير من شيوخ العشائر وابتعدوا عن التنظيم وجلسوا في بيوتهم والكثير منهم غادروا مناطقهم الى خارج سورية او الى المحافظات الاخرى.”

ويضيف الشيخ الهويدي “استفاد التنظيم من تجربته في العراق بالتعامل مع العشائر من خلال التوجه الى الصف الثاني في العشيرة ان رفض بيت المشيخة والوجهة التعاون مع التنظيم لذلك برز لدينا شيوخ داعش الذين قدموا ابنائهم الى التنظيم للمكاسب والمغانم في البداية ودفعوا الثمن مع اشتداد الحرب على التنظيم.”

ويرى شيخ عشيرة العفادلة – البوشعبان والتي تشكل اكثر من 40 بالمئة من عدد سكان محافظة الرقة “رغم تحويل مدينة الرقة عاصمة لتنظيم الا ان البنية العشائرية في الرقة بقيت الى حداً متماسكة لعدم وجود موارد يتصارع عليها ابناء العشائر كما  هو الحال في محافظة دير الزور لذلك بقي هم التنظيم كسب عناصر لا الموارد.”

موارد جلبت القتل والدمار على عشائر دير الزور التي سيطر البعض منها على ابار النفط وتشكيل فصائل عسكرية في بداية انطلاق الازمة السورية في شهر اذار مارس /2011  لحماية مكاسبها المالية في سورية ثم دخول جبهة النصرة وصولاً الى تنظيم داعش الذي كان عينه على الثروة النفطية لأنها العمود الفقري لدولته التي تمتد الى حدود محافظة حلب وصولاً الى محافظة الداخل السوري.

ويرى الباحث في شؤون العشائر فيصل دهموش “اول من فتت النسيج العشائري هو النظام واعتمد على وجهاء موالين له ودخول ابناء العشائر في السلك العسكري والوظيفي اوجد قاعدة تبتعد عن المفهوم العشائري التقليدي بل عمل النظام خلال عقود الى زرع الخلافات بين وجهاء العشيرة الواحدة من خلال ترشيحات مجلس الشعب والوظائف وغيرها.”

ويضيف دهموش “هذه الخلافات برزت بعد سيطرت بعض العشائر على ابار النفط التي اصبحت تدر ملايين الليرات السورية يومياً ولحماية هذه المكاسب عملت تلك العشائر الى تشكيل فصائل عسكرية الأن تنظيم داعش انهى كل تلك المظاهر من خلال سيطرته على كل ابار النفط ومن رفض تسليم ابار النفط عمل التنظيم الى قتالهم وتهجيرهم كما حصل مع عشيرة الشعيطات.”

ويعتبر الشيخ علي العلاو احد شيوخ عشيرة الشعيطات “تنظيم داعش لم يكن هدفة السيطرة على النفط فقط بل هو السيطرة على كل شيء فوق الارض وتحتها وهو ما دفع ابناء الشعيطات للدفاع عن ارضهم وحقوقهم.”

وبعتبر الشيخ العلاو الذي يحمل رتبه عميد في الجيش السوري وانشق عنه في بداية عام 2013 وقوف العشائر مع اطراف الصراع حالة فرضتها الحرب في سورية واستمرارها لعدة سنوات حيث شكل نفس ابناء العشيرة فصائل موالية للنظام واخرى معارضة وثالثة مع داعش والاكراد “ابناء الشعيطات مجموعات منهم تقاتل الى جانب قوات النظام واخرى مع الاكراد وثالثة مع فصائل الجيش الحر في محافظات ادلب وحلب.”

وتعدى كسب ود العشائر حدود الجغرافية السورية الى تركيا حيث تم تأسيس المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية ويرى مضر حماد الاسعد المتحدث الرسمي باسم المجلس للعشائر بأن هذا التجمع هو “اجتماعي ثقافي سياسي عسكري للفعاليات العشائرية السورية عامة ويجمع فيه حوالي 65 قبيلة وعشيرة ومن كل المحافظات والمدن السورية ويهدف إلى وحدة الشعب السوري ووحدة الأرض السورية، بعد أن عمل النظام السوري على تفتيت العشائر والقبائل السورية من أجل ضمها إلى صفوفه وجعل منهم شبيحة بين قواته والقسم الآخر أصبح تابعا للعصابات الإرهابية المسلحة مثل الBYD والاسايش الكردية وكذلك لداعش والميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله لذلك كان المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية الذي تم تشكيلة في الداخل السوري في البداية وتابع عمله في تركيا الشقيقة اضافة الى مجلس اخر في الاردن التي رعت واسست ودعمت جيش العشائر.”

جمع تركيا للعشائر العربية السورية هدفه ايجاد قوات تعمل في مناطق شمال سورية في المناطق التي اصبحت تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية التي عملت منذ البداية على ايجاد تواصل مع شيوخ العشائر العربية لإعطاء شرعية لوجودهم ولكسب ابناء تلك العشائر في التجنيد .

ويقول الشيخ محمد الفارس شيخ عشيرة طي في محافظة الحسكة منذ تاريخ 15-3-2011 اخذت قراري بالوقوف مع الدولة ومع وحدة جغرافية سورية وتحريرها من الارهاب “اي شخص يقف مع هذه الثوابت فنحن شركاء في بناء الوطن ودحر الارهاب.”

الفارس الذي دعا وعدد من شيوخ محافظة الحسكة لاول اجتماع للعشائر العربية في محافظة الحسكة بداية عام 2013 حضره المئات من كل المحافظات السورية لتوحيد راي العشائر والحفاض على وحدة الاراضي السورية والمجتمع السورية ثم توالت اللقاءات في عدد من المحافظات السورية .”

شيخ عشيرة طي الذي شكل قوات دفاع وطني تضم حوالي 1800 عنصر قاتل هؤلاء في عدد من الجبهات السورية ولكن ملتزم بالقتال في محافظة الحسكة وفقاً لقرارات الحكومة السورية “وحدات حماية الشعب الكردي تسيطر على اغلب محافظة الحسكة وهذا امر واقع.. من يعمل لمصلحة البلد هو اخ لي ومن لديه اطماع انفصالية سوف نواجهه في الوقت المناسب.”

ويضيف الشيخ الفارس “الوحدات الكردية التي يشكل 70 بالمئة من عناصرها من ابناء العشائر العربية ومع ذلك يعامل هؤلاء معاملة مرتزقة من قبل تلك الوحدات حيث يكتب على قبر من يقتل ( ع  م – عربي مرتزق ) ومع ذلك هناك مواقف مهمة خلال الاشهر الحالية من العشائر تمثل بوقوفها الى جانب الدولة السورية .”

ويتهم الشيخ نواف عبد العزيز الملحم الدولة السورية التي همشت العشائر على مدى عقود وعندما وقعت الفأس بالرأس تذكرت الدولة العشائر التي كان موقفها وطنياً بامتياز وهي اول من استشعر مخاطر الازمة التي هي ليست على النظام بل على الدولة وتقسيم البلد.”

ويضيف الشيخ الملحم ” اللقاءات العشائرية والتي عقدت في دمشق وباقي المحافظات هي تمت دون طلب من الدولة السورية بل للقاءات لإعلان موقف من حدث هام يتعلق بالبلد.”

مواقف اتخذها بعض وجهاء القبائل بعد الانقسام العشائري حيث عين ابناء عشائر شمر/البوليل احمد الشمري بعد انقسام عشيرة شمر بين الشيخ احمد الجربا الذي اسس تيار الغد المعارض والشيخ حميدي دهام الهادي الذي وقف الى جانب الوحدات الكردية فكان من ابناء عشيرة شمر البوليل في محافظة دير الزور بتعيين احمد الشمري شيخ على عشيرة شمر/البوليل الذين لديهم مجموعات تقاتل الى جانب القوات الحكومية في محافظة دير الزور شرق سورية.

شركات روسية وايرانية تهيمن على معرض اعمار سورية

شركات روسية وايرانية تهيمن على معرض اعمار سورية

دمشق 

سيطرت شركات روسية وايرانية على المساحة الاكبر في “معرض إعادة إعمار سورية”  المسمى بـ “عمّرها 3″، الذي انطلقت فعالياته مساء الثلاثاء في مدينة المعارض جنوب دمشق. وقدمت تلك الشركات الحكومية والخاصة ما لديها من منتجات لاعمار سورية وخاصة في قطاعات البناء والنفط والكهرباء.

وقال وزير الأشغال العامة والإسكان السوري المهندس حسين عرنوس أن “حلفاء” دمشق، إيران وروسيا والصين، سيكون لهم الدور “الأكبر في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الظالمة على سورية. هناك شركات كبيرة ومهمة ولديها من التجهيزات وتستطيع أن تكون في المتقدمة. هناك شركات كثيرة مشاركة في المعرض وكل ما تقدمه هو لمستلزمات إعادة الإعمار وله سوق كبيرة .”

وتابع أن دمشق “لديها خططاً وبرامج لإعادة إعمار ما هدمته التنظيمات الإرهابية وهي تصدر القوانين والتشريعات الملائمة ومنها قانون التشاركية الذي سيؤدي دوراً متميزاً في إقامة الشراكات مع الدول الصديقة في هذا المجال، وانعقاد هذه المعارض في مثل هذا الوقت يدل على أن بلدنا انتصر ولاسيما أن شركات من الدول العربية والصديقة أبدت استعدادها للمساهمة إلى جانب الشركات السورية في إعادة إعمار سورية .”

وتطلق دمشق على جميع فصائل المعارضة “تنظيمات إرهابية”، في حين يقتصر تصنيف الأمم المتحدة على تنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” على أنهما “إرهابيان.”

واحتلت الجناح الإيراني المساحة الأكبر في المعرض حيث شاركت 25 شركة ايرانية بمختلف مجالات الانشاءات ومواد البناء، اضافة الى قطاع النفط والطاقة الكهربائية والنقل. وقال السفير الإيراني في سورية جواد ترك ابادي أن مشاركة بلاده في المعرض هي “الاكبر وهذا يعبر عن الرغبة الحقيقية التي الجانب الإيراني للحضور في هذه الساحة ونسعى ان نقدم الخدمات الأفضل للشعب السوري والذي يستحقها .”

الايران التي تفردت الى حد كبير في الساحة السورية في وقوفها الى جانب النظام عسكرياً واقتصادياً، تجد نفسها اليوم أمام منافسين لها من دول لها باع واسم كبير في عالم الصناعة وإعادة الإعمار. ويرى السفير الايراني أن وجود الايرانيين في الجناح الاكبر مساحة الى جانب جميع المنافسين “دليل على مساهمة إيران في إعادة إعمار سورية.”

بدوره، قال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل أن “هذه الدورة تمتاز عن الدورات السابقة بزيادة عدد الدول والشركات الموجودة والمعارضة وكذلك مساحة المعرض، الذي يعد انعكاس لحركة النشاط الاقتصادي وقطاع البناء وإعادة الإعمار هو قطاع مهم في سورية ومشاركات كبيرة لدول صديقة وهذا جداً مهم بالنسبة لنا .”

وكشفت الحكومة السورية خلال مؤتمر “الحرب في سورية” الذي عقد نهاية شهر ايار  (مايو) الماضي عن حجم الدمار الذي لحق بالاقتصاد السوري. بلغ خسائر القطاع النفطي 66 مليار دولار أميركي. وبلغت خسائر قطاع الكهرباء بنحو ألفي مليار ليرة سورية ( 3.8 مليار دولار وخسائر قطاع النقل بنحو 4.57 مليار دولار وعلى مستوى التعليم، تضررت نحو 7 آلاف مدرسة في سورية، أي ما يقارب ثلث عدد مدارس البلاد.

وقدرت منظمات سورية مستقلة عدد المنازل التي تهدمت في سورية حوالي  2.9 مليون منزل، بينها أكثر من 850 ألف مبنى مدمر بشكل كامل. وتقدر جهات دولية خسائر سورية خلال السنوات السبع الماضية بأكثر من 300 مليار دولار .

امام هذه الأرقام فإن الدول والشركات التي قدمت للمشاركة في “عمرها 3” أمامها فرصة استثمار كبيرة.

فنزويلا التي قدمت مساعدات لدمشق في مجال قطاع النفط خلال السنوات الماضية تسعى ومن خلال وجودها في المعرض لعرض ما لديها من إمكانيات في مجال إعادة إعمار القطاع النفطي، ذلك بحسب سفير فنزويلا في دمشق عماد صعب. وقال: “سورية تخرج من أزمة عمرها اكثر من سبع سنوات ادت الى دمار كبير في البنية التحتية ومشاركة فنزويلا في هذا المعرض الى جانب عشرات الدول والشركات لبحث فرص الاستثمار ومحاولة إعادة الإعمار ونحن نبحث عن الاستثمار الذي يقوم على المنفعة المتبادلة ولدينا الكثير نقدمه في هذا المجال وخاصة في مجال بناء الوحدات السكنية اضافة الى القطاع النفطي الذي تأثر بشكل كبير خلال سنوات الحرب ونحن لدينا خبرة طويلة في هذا المجال أن تساعد في إعادة تأسيس وهيكلة الصناعة النفطية في سورية.

الدورة الثالثة من معرض إعادة الإعمار نظمته مؤسسة “الباشق لتنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية” وهي شركة خاصة بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان. وقال مدير “الباشق” أن “ميزة معرض هذا العام تتمثل بمشاركة 164 شركة من 23 دولة عربية وأوروبية وآسيوية وإفريقية دليل على أن سورية بدأت بكسر الحصار عنها اعلاميا واقتصاديا وأن العديد من شركات القطاع الخاص في الدول الأوروبية بدأت تأخذ خطاً مغايراً لحكوماتها المعادية لسورية وهذه الشركات شاركت في المعرض من خلال اداراتها الاساسية وليس عبر الوكلاء .”

وكان الاتحاد الأوروبي جدد العقوبات على شركات حكومية وخاصة بسبب دعمها العمليات العسكرية منذ ٢٠١١.

ومن الدول التي وصفها مدير الشركة المنظمة للمعرض بأنها تقف “معادية لسورية”، تشارك شركة “ميستيريا” الفرنسية المتخصصة في صناعة الدهانات. ويقول ممثل الشركة بير برمكي أن شركتهم متخصصة في مجال الدهانات البعض منها غير موجود في السوق السورية وهي متخصصة بمحطات الكهرباء وتكرير النفط .”

يشار الى أن الدول التي شاركت في المعرض هي البرازيل والصين والهند وإيران وروسيا وبيلاروس ومقدونيا وايطاليا وفرنسا والمانيا واسبانيا وفنزويلا واليونان وباكستان وإندونيسيا إلى جانب عدد من الدول العربية، لبنان ومصر والأردن والعراق والإمارات وعمان.‏

وكانت مؤسسة “الباشق للمعارض” نظمت الدورة الأولى من “معرض إعادة إعمار سورية” في 16 من أيلول  (سبتمبر) 2015 بمشاركة 65 شركة محلية وعربية. وأقامت الدورة الثانية من المعرض في 7 أيلول عام 2016 بمشاركة 122 شركة مثلت 11 دولة عربية وأجنبية.‏

Lebanon: Nationalist Stimulation, Syrian Dehumanization

Lebanon: Nationalist Stimulation, Syrian Dehumanization

During a misty summer dawn, on Friday 30 June 2017, Lebanese Army Forces (LAF) troops—reinforced with several tanks—stormed two Syrian refugee camps located on the outskirts of Arsal, in northeast Lebanon. The first, al-Nour Camp, is located in Jafar. The second, Qara, is located in Wadi al-Hosn. That dawn, LAF soldiers took their positions surrounding each of the camps and waited for the zero hour. Once the time came, around six o’clock in the morning, the troops began moving into the camps. As the soldiers combed through the tents that made up the refugee camps, they came under attack from unidentified armed men. According to reports, the armed men who shot at the LAF soldiers were affiliated with either Jabhat Fateh al-Sham (formally known as Jabhat al-Nusra) and the Islamic State—both sets of whom infiltrated the camps. Seven LAF soldiers were wounded and another was killed during these military raids.

Details Emerge

During the clashes between the army and gunmen, the troops continued to comb the tents. In some instances, they tossed hand grenades into tents—resulting in severe human casualties and material damage. By the end, the LAF had demolished approximately thirty housing units in the camp, while damaging dozens of other housing units and killing nineteen people. According to local sources, “it was the army that launched an attack using heavy weapons that caused one wall to fall on a girl, killing her, and another that killed a handicapped man—whose corpse was confiscated and handed back for burial days later.” After the battle was over the army arrested 356 Syrian men. Several estimates put the number of people injured during the raid at over three hundred. According to both Lebanese and Syrian sources on the ground in Arsal, there were no suicide bombers during the raid.

Yet the above details were not necessarily those announced by the LAF in its communications with the public in general and the media in particular. According to Reuters, the LAF claimed “five suicide bombers attacked Lebanese soldiers as they raided two Syrian refugee camps in Arsal at the border with Syria.” The news agency went on to report that the LAF “said seven soldiers were wounded and a girl was killed after one of the suicide bombers blew himself up in the midst of a family of refugees. It did not elaborate.” To Syrians, and some Lebanese, this particular set of raids was considered a most brutal military operation against the most destitute Syrian refugees in Lebanon. More importantly, the events ushered the beginning of a new manufactured discourse about the LAF, Syrian refugees, and alleged terrorist threats.

Following the raids, images circulated on social media showing hundreds of Syrian men handcuffed. Most were topless, tagged with spray paint on the backs of their naked bodies. Many of these Syrian bodies show signs of recent severe beatings. Some of the residents of the two camps managed to escape to other neighboring camps. Many others were detained by the LAF. As the day came to an end, a hashtag in support of the LAF began trending across social media: #Purge_the_hills of_Irsal.

In the days that followed the raids, the living conditions Syrians in their ransacked camps deteriorated to a point beyond the capacity of local relief organizations to address. Remarkably, the UN High Commission on Refugees (UNHCR)—which is the international body tasked with overseeing assistance to Syrian refugees and which has facilitated the establishment of several camps around Arsal—was absent and provided no protection to refugees during this disaster. In the weeks that followed the raids, thousands of Syrian refugees in Arsal returned to Syria as a function of the deteriorating conditions. It merits considering the fact that the situation deteriorated so much in Arsal that these refugees preferred to return to what they had originally fled from in Syria. Those Syrian refugees that remained in Arsal, continue to be terrified by random arrests. Many of them spend their nights in hiding on side roads and in between graves of the village’s main cemetery.

Framing the Narrative

As the dust settled on that day of the raids, there appeared to be two very different yet complimentary operations at play. The first was a military operation to “cleanse” the camps from the alleged presence and threat of dangerous militants. The second was public relations campaign to establish hegemony over how the raids were represented, which include celebrating the idea and concept of “cleansing.” Despite initial confusion by residents of the camps and those that followed the conflicting news that emerged, the end of the day featured a specific set of facts and framing of the facts that dominated the public sphere. There were now two narratives of what transpired: one that was fed to and disseminated by Lebanese media outlets; and another that was only whispered among those left alive in Arsal.

The production of the official narrative of what transpired in Arsal was very clearly intended to compliment the military operation from the start. The Lebanese minister of defense was quoted as saying the “incident showed the importance of tackling the refugee crisis – Lebanon is hosting over 1 million refugees – and vindicated a policy of ‘pre-emptive strikes’ against militant sleeper cells.” The crucial question that remains unanswered is how was brutalizing the bodies of Syrian refugees supposed to solve the refugee crisis?

In the Beqaa Valley, three refugee camps were burned down in the day immediately following the raids in Arsal. The fires killed at least three people and left hundreds homeless (or tentless) with severe burn injuries. There were conflicting reasons for the alleged arsons that began to spread. The inhabitants of the camps insisted that there were unknown assailants who set fire to the camps. They also claim that the nearby local police did not take their pleas seriously when reporting the men or the fires. Alternatively, the mainstream media reported that the reasons for the arson remained unknown. Some hinted that the cause of fires was high summer temperatures. Furthermore, the army raided refugee encampments in different areas of Beqaa, detaining many Syrians for entering Lebanon illegally or not having residency permits.

Destroying the Evidence

It was not enough for officials to frame the narrative and feed it to local and international media outlets. They went so far as to destroy evidence which contradicted their narrative. Diala Shehadeh is a lawyer representing families of the Syrian men who the LAF arrested in Arsal and later died in custody. She gave a written account on her Facebook page of how the attempt to establish credible autopsy reports of the men’s bodies undermined. She accused military intelligence of seizing the samples she was transporting for independent autopsies, and then sending those samples to the governmental hospital. Shehadeh’s Facebook account included a video of this encounter.

As her account began to spread on social media, the Beirut Bar Association issued a directive preventing Shehadeh from appearing in the media pending a decision by Antonio Hashim, the head of the Beirut Bar Association. Shehadeh’s potential testimony was an inconvenient truth that had to be censored before it could have undermined the official framing of events. On 4 July 2017, the military issued a statement stating the cause of death for the four detained Syrian men. It “said that four detainees who ‘suffered from chronic health issues that were aggravated due to the climate condition’ died before being interrogated. It identified them as Mustafa Abd el Karim Absse, 57; Khaled Hussein el-Mleis, 43; Anas Hussein el-Husseiki, 32; and Othman Merhi el-Mleis. The army did not specify where it had detained them.”

According to Human Rights Watch (HRW), “On July 4, 2017, the Lebanese military issued a statement saying four Syrians died in its custody following mass raids in Arsal, a restricted access area in northeast Lebanon where many Syrian refugees live. On July 14, Human Rights Watch received credible reports that a fifth Syrian detainee had also died in custody.” HRW went further to state that on “July 15, the army released a statement saying that it detained 356 people following these raids. It referred 56 for prosecution and 257 to the General Security agency for lack of residency. A humanitarian organization official told Human Rights Watch that children were among those detained.” HRW concluded that “any statement that the deaths of these individuals was due to natural causes is inconsistent with these photographs.”

Stimulating a Nationalist Mania

As time passed and more information from Arsal emerged, it became clear that the official framing of the Arsal raids and their aftermath was meant to justify the military operation while at the same time delegitimize efforts at solidarity with Syrian refugees in Lebanon. As the propaganda became ubiquitous, an ultra nationalist sentiment turned Syrians in Lebanon to an enemy within. They were rapidly dehumanized.

In response, the Socialist Forum called for a sit-in in solidarity with Syrian refugees to take place in downtown Beirut on Tuesday 18 July. The organization applied for and received official clearance from the Municipality of Beirut for the sit-in. This initiative challenged the dominant discourse and threatened to obstruct the systematic campaign to rally public opinion around the LAF. In order to undermine the initiative, apologists for the raids took to social media and created or shared a Facebook page titled the “Syrian People’s Union in Lebanon.” This page hijacked Socialist Forum’s call for a solidarity sit-in and sought to incite (or act like it was inciting) the public against the army. Yet several people noticed the use of Lebanese dialect in these posts, which led many to wonder which intelligence branch was operating the page. It was then that the Socialist Forum’s permit for the sit-in was leaked from inside the municipality, which then threatened the safety of organization’s members whose names were on the permit. In an atmosphere of extreme fear and intimidation, the Socialist Forum decided to canceled the sit-in.

Surrounding these developments was intensity of rumor production and circulation, primarily through social media (Facebook and WhatsApp in particular). What was effectively fake news regarding the intended sit-in by Socialist Forum was mobilized into a heightened sense of Lebanese nationalism. By the climax of the circulation of these rumors, the sit-in was framed as a call by Syrians to publicly insult the LAF. What followed was a literal festival of publically bashing Syrians. This in turn further stimulated the nationalist sentiment as violent images and videos went viral on social media. Several videos showed euphoric mobs of Lebanese men beating up Syrian boys and men.

In one video, a group of five Lebanese men grabbed a young Syrian man by the arm and led him around. One sees a bewildered victim being slapped around by a man who is also filming the act. The cameraman then invites his friends to partake in the beating of the trapped Syrian man as they shout, “Where are your papers?” A slap on the Syrian man’s head is followed by his timid replies of “my papers are at home, master. By god I didn’t do any thing, master.” The fact that this man had no papers on him was reason enough for this Lebanese mob to attack him, kicking and beating him, while shouting at him, “What are you doing out on the street at night? Fuck your sister . . . Do you support ISIS you fucking pimp? Fuck you and fuck ISIS. Are you going to protest tomorrow you pimp?” And another slap. At this point in the video, the Syrian man starts attempting to use his free arm to block the punches from different directions. The video ends with men shouting at their captive, summing up the essence of the nationalist hysteria that swept the country: “Say God and the Lebanese Army! Say fuck ISIS! Say fuck the most important person in Syria!” The insistence on the evocation of the Lebanese army’s superior status by these Lebanese men portrayed the transcendence of the army into a divine savior and sacred cow in the many of the public’s imagination.

This was not the first time Lebanese men mob Syrian men in Lebanon. Bursts of violence against Syrian men can be traced back to 2005, following the assassination of former Prime Minister Rafiq Hariri and the subsequent withdrawal of the Syrian military from Lebanon. This was also the year that ushered in the wave of political polarization and attendant socioeconomic breakdown in Lebanon which has now reached a critical stages. Yet the Syrians are certainly not the first group to experience the lash of intentionally mobilized Lebanese hyper nationalism. Palestinian refugees in Lebanon have had their share of violence since 1948. It is a kind of violence that is literally pumped into the psyche of resentful Lebanese citizens, diverting their anger toward the other, the “stranger.”

The Intimacy of Nationalist Frenzy

On the morning of Monday 17July, there was Lebanese wartime music playing on the street in our neighborhood. The unusual calm that overtook a weekday morning in Ras Beirut felt like the same kind of quiet the city exhibits in times of war. On the street below the apartment, there was a neighbor’s car blasting the music. The sky blue Kia had one of its front doors wide open. Around it stood men from the neighborhood who had flocked to the music. There they were: the barber, the butcher, and the taxi driver, along with three other men sipping coffee and blowing smoke in silence and anticipation. All six men had their heads craned in one direction, waiting to catch every soundbite of breaking news about the topic that the country was gripped by. The scene did not bode well. I quickly had a flash back to previous periods of war in Lebanon, when the intensity of events overtook the daily routines and their chaotic noise. War—and there was talk of war—certainly unites. However, that particular type of Beirut moment corresponds to particular wars: when Israel attacks Lebanon; or at times when the Lebanese army attacks non-Lebanese residents of the country. People had literally taken the bait and began feeling like and thinking of the country was being at war.

It is worth noting that the Monday I am describing was that which followed the cancellation of the Socialist Forum sit-in, which was originally planned for Tuesday of that same week. It was during the weekend before these two days that we can identify the consolidation of an official narrative that succeeded in diverting peoples’ frustrations and directing it toward the “stranger” within. Then, the minister of interior announced a total ban on demonstrations throughout the country. He asserted that he has given instructions to reject all protest permit requests in order to preserve security and peace. It is worth noting that was all happening at the same time the other protests were planned against the government’s planned increases to various taxes and fees.

On Friday 21 July, I was chatting with the manager of a construction site in one affluent Ras Beirut neighborhood. Being much older than the twelve builders on the site, and the one who had been in Lebanon the longest, Abu Ahmad makes sure each worker is doing his assigned job from seven in the morning until five in the afternoon. As we spoke, Beirut’s sun was hotter than usual. With Friday prayers about to begin, the street had suddenly quieted down. From a distance, I could hear the imam of the nearby mosque. It was then that I realized Abu Ahmad and his team were still working on the construction site even though it was their habit to take their lunch break after coming back from Friday prayers at the mosque. I asked Abu Ahmad why he was not at the mosque for Friday prayers. He looked at me with suspicious eyes, then wiped the sweat from his forehead with the red towel on his shoulder. He went on cleaning his whole face with the towel as if trying to hide his sense of guilt for not attending Friday prayers at the mosque. “Look my brother, we don’t need the headache. May God forgive us for abandoning our duty.” I asked what he meant by not needing any headache, and since when was it a problem to go to the mosque on Friday? My question was followed by a good ten seconds of silence as Abu Ahmad started to get fidgety, moving his towel from one shoulder to another. As I stood there waiting, he said, “Can’t you see what is going on? Syrians have to be careful these days not to arouse any suspicion. Any word we say or any place we attend has to be one of the utmost necessity. It is better that we focus on making our living here.” Abu Ahmad’s sunburned wrinkled face became twitchy. He was visibly uncomfortable as he went on saying, “Look, my brother, it maybe the signs of the end of times and God only knows, a pious Syrian these days could easily be mistaken for an extremist.” Abu Ahmad walked away looking around as if to see if anyone else was listening to our conversation. As he walked away, he said, “May god keep the watching eyes away from us.” This was another indication of how fear-stricken Syrians had become in context of their intensified dehumanization following the Arsal raid.

Structural Scapegoating or Fundamental Racism?

To simply attribute what has transpired as a function of Lebanese citizens being “naturally racist,” as some activists do, is to negate the ongoing systematic campaign to produce a literally permissible body for the public to vent their outrage on. Categorizing all outbursts of violence against Syrians as a function of permanent racism is an over-simplification that overlooks the workings of this systemic campaign. Beyond being morally irreprehensible, the demonization and targeting of Syrians has effectively diverted many Lebanese citizen’s frustration at their own rulers, channeling it toward scapegoating Syrian refugees. This violence against Syrians did not simply surface, it was mobilized, encouraged, and sanctioned through the speeches of Lebanese politicians, the branding of Lebanese public relations firms, the coverage of media outlets, and the manipulation of social media networks.

The influx of Syrian refugees since 2011 has created contradictory sentiments among the broader population of Lebanon. On the one hand, there is an element of genuine human sympathy, which can be identified in numerous individual acts of kindness, generosity, and solidarity. One Lebanese mother opened up her dead son’s grave for a Syrian family to bury their son. He had died in a fire that consumed al-Raed Camp in the Bekaa Valley, and yet all the surrounding villages refused to have him buried in their graveyards.

On the other hand, political elites and forces, along with affiliated media outlets, propagate a dominant narrative that demonizes Syrians. They have actively scapegoated Syrian refugees and literally blamed them for economic, social, and security failures in the country. These discourses are then replicated echoed and contributed to through the daily politics of many individuals and groups, forging a xenophobic and racist popular culture that is anti-Syrian refugees. This scapegoating and dehumanization is not a function of some natural inclination toward racism. Rather, it signals a deep crisis that the Lebanese state and its ruling elite have been facing at least since 2005, which intensified during the 2015 garbage protests. This crisis is simultaneously political, economic, and social.

One must not lose sight of the fact that this most recent wave of anti-Syrian xenophobia has effectively diverted some of the social pressures and political frustrations that were targeting the government in particular but the political elites more generally. This is not new of course. Quite the contrary, these political forces have regularly deflected attention away from themselves, mobilizing parts of the population against the weakest bodies in the country: women, migrant workers, refugees, and the impoverished.

With the public caught up in the nationalist rhetoric of standing with the army and defending the nation, the political elite were able to use the Arsal operations and their aftermath to reset the public agenda. The elites effectively deflated significant (and angry) calls for protests against the government’s plans to pass a controversial tax bill. The public outrage against the government was, according to some analysts, poised to galvanize the public in ways reminiscent of the 2015 protests. Instead, many of those energies now took up alleged threat posted by Syrians and the need to defend the LAF against material and symbolic injury. This is evidenced by the fact that politicians convened a closed parliamentary session and indeed passed the controversial tax bill with little to no public scrutiny as to what was being plotted inside an illegitimate expired parliament. On Wednesday, 19 July, parliamentarians had passed a second legislative bill concerning taxes meant to finance the public sector wage hike. The bill was passed with some amendments. Article 11 of the bill imposed an exit travel fee for those leaving Lebanon through the airport. The new tax bill made all Lebanese citizens, independent of income levels, owe the same percentage as tax. The worker who earns a monthly salary of $400 delivering drinking water now pays the same tax rate as a millionaire who owns luxury apartment buildings on Beirut’s seafront. These new taxes were an addition to a different set of tax hikes approved in March, including an increase in the VAT tax rate to eleven percent.

Syrian and Lebanese: Victims of the Same Social Order

As the battle to “cleanse” Arsal’s hills was waged by LAF and Hizballah, all eyes were fixed on the extensive live coverage of the battle. The dominant public discourse was at its peak when centered in scenario that pitted a hero fighting a villain. The LAF was made to look like everyone’s protecting father and the “Syrians” were dressed in the role of the villain. As the battle intensified in the hills of Arsal, a public relations campaign swept the country. The LAF became a brand. Advertisement companies, who ran ads for banks, restaurants, and various economic sectors now pushed images of military men with sleazy catch phrases about protection.

One day, I was sitting and melting inside a taxi that was moving sluggishly through Beirut’s traffic. While the radio was playing nationalist songs interrupted by breaking news from the battlefield, a scene of wretchedness unfolded outside my passenger widow. In between bumpers, a frantic moth-eaten man was carrying a young girl who wrapped herself around his thin body. The man was holding a yellow money note in his other hand and anxiously waved down a woman across the street from him. His eyes were wide open in astonishment. As he shouted in the direction of the woman across the street, his voice grew more high-pitched. He beseeched her. Shuffling single-mindedly toward the man was a woman who pried herself from her shady spot under a massive rubber tree on the other side of the street from him. She began to zigzag her way between the slow-moving cars. The woman herself was holding an infant while two young boys clung to her as they tailed on her heels.

“Come over, move quickly, bring the children and hurry up. The man in the black car just gave me 10,000 liras [approximately six dollars].” This exhausted woman was merely reacting to her husband’s urgency and astonishment. “Come, come hurry up grab the bag of tissues and go to the man in the black car before he drives away. I’m telling you he gave me 10,000. Look 10,000.” The frantic husband flashed the yellow note for his wife to see. The struggling woman was clearly trying to maintain her composure, but her face failed to hide her embarrassment. Streams of sweat ran down her forehead. She pushed closer to the black car. But the traffic light flashed green and the black car drove away. As our car started to move away the husband’s voice broke out in anguish, shouting at his apparent wife who just missed their chance to perhaps score another 10,000.

While we sat in the car and watched this scene of a Syrian family struggling on the streets selling hand tissues and not yet begging, the taxi driver next to me snapped. “10,000? How nice, did you see that? The Syrians are living much better than us in our own country. Nothing is left for us.” The woman in the backseat and I both remained silent, dumbfounded by the humiliating experience that took place right next to us. After few seconds of silence, the taxi driver went on again, “I drive all day so I can take 40,000 liras home.” To this, I responded with “at least we are still sitting inside the car.” The driver, who was no older than forty, released his clinched hands from the steering wheel wiped his sweaty palms on his jeans and replied “by god you are right, may god never bring us to such disgrace. May god help them get out of the street. What a terrible situation for us all, O god forgive us”. The car drove away from the scene of human devastation and the driver took out his generic pack of cigarettes and offered me and the other passenger to join him. As he lit his cigarette, inhaling deeply, the taxi driver went back to the usual line of resentful complaints cursing and insulting Lebanese politicians: “The thieves….”

فيديو: معرض اعمار سورية

فيديو: معرض اعمار سورية

دمشق خاص بـ “صالون سورية”

سيطرت شركات روسية وايرانية على المساحة الاكبر في “معرض إعادة إعمار سورية”  المسمى بـ “عمّرها 3″، الذي انطلقت فعالياته مساء الثلاثاء ١٩ ايلول/سبتمبر في مدينة المعارض جنوب دمشق. وقدمت تلك الشركات الحكومية والخاصة ما لديها من منتجات لاعمار سورية وخاصة في قطاعات البناء والنفط والكهرباء .

وقال وزير الأشغال العامة والإسكان السوري المهندس حسين عرنوس أن “حلفاء دمشق، إيران وروسيا والصين، سيكون لهم الدور الأكبر في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الظالمة على سورية.”

Deir Azzour Tribal Mapping Project

Deir Azzour Tribal Mapping Project

[The following report was published by the Middle East Security Program in the Center for a New American Security and People Demand Change Inc. in September 2017. The report was written by Nicholas Heras, Bassam Barabandi, and Nidal Bectare. Below is the description of the project from the report. Click here to read the full report.]

 

“The objective of this project is to provide the most comprehensive, publicly available tribal mapping of Deir Azzour governorate, which is a governorate in eastern Syria that border Iraq, where Arab tribes make up the clear majority of the local population. Deir Azzour is the new administrative center for the Islamic State of Iraq and Syria (ISIS) since the Salafi-jihadi organization lost control over its capital in Iraq, Mosul, and it began losing its hold over its Syrian capital of Raqqa.

This project was conducted by the Middle East Security Program in the Center for a New American Security (CNAS), under the direction of Nicholas A. Heras; and People Demand Change Inc. (PDC), under the direction of Bassam Barabandi and Nidal Betare.

From November 2016 to September 2017, the project implementers leveraged a network of Syrians from Deir Azzour, both those currently residing in the governorate in areas under ISIS’ control and those displaced to other areas of Syria, to collect the data for the mapping.

This project has two parts: (1) a series of maps depicting the major tribal groups in Deir Azzour and (2) a report based on the implementers’ interviews with their network in Deir Azzour that assesses the current state of play in ISIS-controlled areas. The project provides policymakers, international organizations, and the interested public with a reference point for the socio-political terrain in Deir Azzour that will be encountered by any force that seeks to defeat and displace ISIS.

Sasha Ghosh-Siminoff, Executive Director of PDC, and Melody Cook, Creative Director of CNAS, drew the tribal maps. The project implementers would like to thank Hassan Hassan, Senior Fellow at the Tahrir Institute for Middle East Policy and a native of the Albu Kamal area in Deir Azzour, for his review of the draft assessment report and the Deir Azzour tribal maps. The project implementers would also like to thank the network of researchers from Deir Azzour who collected the data that was used for the creation of the maps and helped inform the analysis of this report.”