سوريا في أسبوع، ٥ تشرين الثاني

سوريا في أسبوع، ٥ تشرين الثاني

المبعوث الرابع: بيدرسن
٣١ تشرين الأول/أكتوبر
رويترز

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسن سيكون مبعوث الأمم المتحدة الجديد في سوريا. ويشغل بيدرسن حالياً سفير النرويج لدى الصين، وبحسب رويترز فقد حصل على موافقة غير رسمية من الأعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال جوتيريش “عند اتخاذ هذا القرار، قمت بالتشاور على نطاق واسع، بما في ذلك مع حكومة الجمهورية العربية السورية… السيد بيدرسن سيدعم الأطراف السورية من خلال تسهيل التوصل إلى حل سياسي شامل ويعتد به يلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري.”

وسيحل بيدرسن محل ستافان دي ميستورا الذي سيتنحى عن منصبه في نهاية نوفمبر تشرين الثاني، في الوقت الذي استعادت فيه الحكومة السورية، بدعم من إيران وروسيا، معظم البلاد ولا يزال فيه الاتفاق السياسي بعيد المنال.

ويأتي تعيين بيدرسن كرابع مبعوث للأمم المتحدة لسوريا بعد كوفي عنان والأخضر الابراهيمي ودميستورا، ولم يكتب النجاح لأي منهم في تحقيق خرق باتجاه الوصول إلى حل سياسي للنزاع. وتقتصر جهود الأمم المتحدة في الوقت الراهن على محاولة تشكيل لجنة لإعادة كتابة دستور سوريا.

ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق “وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه.”

داعش من جديد
٢-٤ تشرين الثاني/نوفمبر
رويترز

عاد تنظيم داعش إلى الواجهة في المنطقة، حيث تبنى التنظيم عدة أعمال ارهابية حيث تبنى التنظيم الهجوم يوم الجمعة على حافلتين لمدنيين أقباط قرب دير الأنبا صموئيل المعترف في مصر مما أدى لمقتل سبعة وإصابة ١٨ آخرين.  كما تبنى التنظيم الهجوم على زوار شيعة في العراق يوم الثلاثاء مما أدى لمقتل ثلاث زائرات شيعيات قرب مدينة خانقين الواقعة في شمال شرق العراق.

كما تبنى التنظيم تفجير سيارة ملغومة قرب موقع عسكري في مدينة الرقة السورية يوم الأحد، وقالت قوات الأمن في الرقة إن مدنيا قتل وأصيب عدة أشخاص منهم مدنيون ومسلحون.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية شنت هجوماً معاكساً ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، وذلك بعد هجوم لداعش واستعادته لأراض من القوات المدعومة من الولايات المتحدة. وشن تنظيم داعش هذا الهجوم في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق يوم الجمعة. وعزز مقاتلون شيعة عراقيون صفوفهم على الحدود رداً على ذلك وقال الجيش العراقي إنه مستعد للتصدي لأي محاولة للمتشددين لعبور الحدود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو ٧٠ من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية قُتلوا في الهجوم الذي شنه التنظيم تحت ستار عاصفة رملية وشارك فيه مفجرون انتحاريون ونساء. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها فقدت ١٤ من مقاتليها. وقال متحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من استعادة بعض الأرض لكن قوات سوريا الديمقراطية “ستعود بدعم من التحالف.”

وقال الكولونيل شون رايان المتحدث باسم قوات التحالف بحسب رويترز “هذه المعركة أخذ وعطاء في بعض الأحيان مثل أغلب المعارك العسكرية، ولقد قلنا منذ البداية إن هذا سيكون صراعاً صعباً.”

وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إن ما يصل إلى ١٥ ألف شخص ما زالوا موجودين داخل المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم وإن القتال أدى إلى نزوح نحو سبعة آلاف شخص في الأسابيع الأخيرة من هجين وهي آخر معقل رئيسي للتنظيم في سوريا على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وقالت قوات الحشد الشعبي العراقية، يوم السبت إنها عززت صفوفها على الحدود السورية، وذلك بعد تراجع قوات سوريا الديمقراطية على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي أن قوات الحشد الشعبي، التي تم دمجها بشكل رسمي في قوات الأمن في وقت سابق هذا العام، عززت صفوفها على الحدود.

وقال المركز الإعلامي لوزارة الداخلية إن طائرات هليكوبتر أسقطت منشورات على القوات العراقية والقبائل تحذرهم من محاولات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لعبور الحدود انسحابا من المواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية.

وفي يوم الأربعاء قالت قوات الحشد الشعبي الشيعية العراقية إنها قتلت اثنين من قياديي تنظيم الدولة الإسلامية أمرا بشن هجوم الأسبوع الماضي على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على الحدود بين العراق وسوريا.

المساعدات تصل الركبان
٣ تشرين الثاني/نوفمبر
رويترز

قال عضو بالمجلس المحلي لمخيم الركبان للاجئين في سوريا إن قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة وصلت يوم السبت إلى المخيم المجاور للحدود مع الأردن. وقالت الأمم المتحدة إنها أرسلت أطعمة وإمدادات تتعلق بالصحة العامة ومساعدات أخرى لنحو ٥٠ ألف شخص في مخيم الركبان وهي منطقة خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة في عملية من المتوقع أن تستمر ما بين ثلاثة وأربعة أيام.

وقال بيان للأمم المتحدة إن الهلال الأحمر العربي السوري يشارك أيضاً في القافلة التي تتضمن أيضاً حملة تطعيم عاجلة لعشرة آلاف طفل ضد الحصبة وشلل الأطفال وأمراض أخرى. وقال علي الزعتري الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق المساعدات في سوريا “بينما يمثل تسليم هذه المساعدات التي تمس الحاجة إليها إنجازا مهما يتعين إيجاد حل طويل الأمد للمدنيين الكثر المقيمين في (مخيم) الركبان.”

تركيا في كل التفاصيل
٣٠ تشرين الأول/أكتوبر، ١-٢ تشرين الثاني/نوفمبر
رويترز

تتعدد التصريحات التركية والمبادرات والتحركات الميدانية التركية في الشأن السوري خاصة في شمال البلاد، حيث يصرح المسؤولون الأتراك حول تفاصيل اتفاق إدلب ومنبج وتتضمن الخطابات إعلان قرب شن عمليات عسكرية واسعة جديدة، مما يظهر توسع الدور المحتمل التركي في مستقبل سوريا بالإضافة إلى الدور المحوري للطرف الروسي.

وقال مكتب الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بحثا الوضع في منبج وإدلب في شمال سوريا في اتصال يوم الخميس وأكدا على عزمهما تعزيز العلاقات بين البلدين. وبدأت القوات التركية والأمريكية دوريات مشتركة يوم الخميس في منطقة منبج التي كانت مصدر خلاف بين الجانبين في السنوات القليلة الماضية بعد أن سيطرت قوات كردية على أجزاء منها في هجوم مدعوم من الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية عام ٢٠١٦.

بالمقابل قالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الجمعة إن القوات الأمريكية بدأت تسيير دوريات على الحدود السورية مع تركيا لتهدئة حدة التوتر بعد تهديدات من أنقرة، وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن التحالف يقوم بزيارات عسكرية منتظمة للمنطقة ولم يزد من دورياته هناك.

قصفت القوات التركية مواقع في شمال سوريا هذا الأسبوع تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تدربها وتسلحها واشنطن. وردت قوات سوريا الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، بإطلاق النار وتعهدت بالرد على أي هجمات أخرى.

وحذرت أنقرة مرارا من أنها ستشن هجوما عبر الحدود شرقي نهر الفرات في سوريا إذا أخفق الجيش الأمريكي في ضمان انسحاب وحدات حماية الشعب. حيث تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء بسحق المسلحين الأكراد السوريين شرقي الفرات.

وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية أدت لوقف هجومها على متشددي الدولة الإسلامية في منطقة دير الزور شرق البلاد. وقال الكولونيل شون ريان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس في تصريحات عبر البريد الإلكتروني إن تعليق العمليات لا يزال ساريا فيما تتواصل المحادثات بشأن الموقف.

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الخميس إن ٢٦٠ ألف سوري في المجمل عادوا إلى منطقة في شمال سوريا حيث نفذت تركيا عملية عبر الحدود حملت اسم “درع الفرات”. وذلك “نتيجة أعمال البنية التحتية والأمن والاستقرار الذي حققته القوات المسلحة التركية في المنطقة.”

وتستضيف تركيا أكثر من ٣.٥ مليون لاجئ سوري هربوا من الصراع في بلدهم. ويعتبرهم بعض الأتراك عبئا على الاقتصاد وخطرا على الوظائف.

رفضت تركيا يوم الثلاثاء اتهامات وجهتها الحكومة السورية لها بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة إذ قالت أنقرة إن تنفيذ الاتفاق يسير وفق الخطة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة رباعية بشأن سوريا مع تركيا وألمانيا وفرنسا يوم السبت إن أنقرة تفي بالتزاماتها في إدلب التي تمثل هي ومناطق مجاورة لها آخر معقل للمعارضة المناهضة للأسد. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في تصريحات نشرت في وقت متأخر يوم الاثنين إن تركيا غير راغبة فيما يبدو في تنفيذ الاتفاق. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن المعلم قوله في دمشق “لا يزال الإرهابيون متواجدين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة وهذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب.”

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن تركيا تفعل ما بوسعها للالتزام بالتعهدات الصعبة في إدلب لكن “لا يسير كل شيء وفقا لما هو مخطط.” وأضاف أن روسيا لا ترى أن الاتفاق مهدد بالفشل.

كما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت يوم الخميس مسلحي جبهة النصرة بمحافظة إدلب السورية بمحاولة تخريب المبادرة الروسية التركية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة. ونقلت الوكالة عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة قولها “لا يزال هناك مسلحون من النصرة في إدلب لا يتوقفون عن محاولاتهم تخريب تنفيذ مذكرة التفاهم التي اتفقت عليها روسيا وتركيا.”

وأكد الزعماء في القمة الرباعية يوم السبت على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في سوريا وقالوا إن لجنة وضع دستور جديد لسوريا ينبغي أن تجتمع بحلول نهاية العام. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم يوم الثلاثاء إن تركيا ستضمن لعب دور دولي أنشط في إدلب بعد القمة.

وفي سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا يوم الجمعة عندما تعرضت محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة لقصف من جانب القوات الحكومية في أكبر عدد من القتلى يسقط خلال يوم واحد منذ إقامة منطقة منزوعة السلاح باتفاق روسي تركي حول المنطقة. وقال المرصد إن الأشخاص الثمانية قتلوا في بلدة جرجناز التي تقع على الطرف الداخلي للمنطقة منزوعة السلاح التي يتراوح عمقها بين ١٥ و٢٠ كيلومترا والتي تم الاتفاق عليها في سبتمبر أيلول.

صحة السوريين النفسية
٣٠ تشرين الأول
عنب بلدي

أصدرت شركة التأمين الصحي العامة في ألمانيا إحصائية عن الوضع النفسي والحالة الصحية للأشخاص الباحثين عن الحماية في ألمانيا. وبحسب الدراسة، التي نشرتها صحيفة  تاغس شبيغل في عددها الصادر الثلاثاء ٣٠ من تشرين الأول، فإن ما يزيد على ٦٠٠ ألف لاجئ وطالب لجوء في ألمانيا تعرضوا لصدمة نفسية واحدة على الأقل، فيما تعرض٥٨% من هؤلاء إلى صدمات نفسية متكررة.  وأظهرت الدراسة أن السوريين والعراقيين والأفغان هم الأكثر ضررًا على المستوى النفسي، نتيجة لتجارب الحرب التي عاشوها في بلادهم بالإضافة إلى معاناة رحلة اللجوء قبيل وصولهم إلى ألمانيا.

وبحسب الدراسة فإن ثلاثة من أصل أربعة لاجئين سوريين وعراقيين وأفغان متضررون نفسيًا وجسديًا ويعانون من صدمة أو أكثر، مشيرة إلى أن ٧٥% منهم قالوا إنهم تعرضوا للعنف الجسدي أو النفسي. أما عن الإصابات الحربية المباشرة من قبل مسلحين، تشير الدراسة إلى أن ٤٠% من اللاجئين الذين يعانون من صدمات نفسية، كان تعرضهم لهجمات مسلحة هو السبب في تدهور وضعهم النفسي، فيما أصيب ثلثهم بصدمة نفسية لأسباب لها علاقة بالاختطاف، و٢٠% منهم بسبب تعرضهم للتعذيب. وتقول الدراسة إن ٦% من اللاجئين المصابين بصدمات نفسية تعرضوا لأنهم ضحايا اغتصاب، و١٦% منهم كانوا شهودًا على عمليات قتل وعنف جنسي وتعذيب.

مذكرات “اعتقال” فرنسية
٥ تشرين الثاني /نوفمبر

أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في الاستخبارات في قضية تتعلق بمقتل فرنسيين-سوريين اثنين كما أفادت مصادر قضائية الاثنين.

وقالت المصادر إن المذكرات التي تستهدف رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك واثنين آخرين صدرت بتهمة “التواطؤ في أعمال تعذيب” و”التواطؤ في جرائم ضد الانسانية” و”التواطؤ في جرائم حرب.”

وصدرت مذكرات التوقيف في ٨ تشرين الاول/أكتوبر لكن تم إعلانها الاثنين بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان. والمسؤولان الآخران هما اللواء جميل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية واللواء عبد السلام محمود المكلف التحقيق في إدارة المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري في دمشق.

والمسؤولون الثلاثة مطلوبون بما يتصل بقضية اختفاء مازن وباتريك دباغ وهما أب وابنه أوقفا في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٣ وفقد أثرهما بعد اعتقالهما في سجن المزة بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان.

Six turning points on the Syrian uprising

Six turning points on the Syrian uprising

A chronological examination of developments during the seven years of the Syrian uprising denotes several turning points. Each of them has crucial role in the unfolding Syrian drama, and more importantly each one of them seems to lead to the other and henceforth direct the conflict.

As we all know, the Syrian uprising has its roots in a peaceful movement that demanded social justice, and yet, it rapidly morphed into armed struggle for power between various actors. The uprising is characterized by deep divisions between all anti-Assad factions such as: rural / urban, secular / Islamist, and new generation / old generation. More importantly, there are deep divisions among regional and international powers which seem to overlap all turning points and add complexity to an already complicated picture.

In this context, there are six turning points that can be counted as critical in defining todays’ Syria:

The first one is the militarization of the uprising by late July 2011, which turned a civil movement into an armed struggle for power between various actors. This was mainly due to the regime rhetoric in utilizing hard power (al-hal al-‘amny ; al-hal al ‘askary—security and military solutions) to eliminate its opponents. However, unsurprisingly, state and non-state actors found a golden opportunity in supplying funds and arms to different militias that eventually would serve their interests. Saudi Arabia and Qatar were among the first states which funded militias. Turkey and the United States were to follow.

This indeed has led to the second turning point, which is the sectarianization of the uprising. The Syrian regime played with sectarian fire by pitting Alawite-dominated forces against Sunni-dominated rebels, and thus, portrayed the conflict as sectarian fight, and sectarian actions by the regime forces and the security dilemma certainly played vital roles in this. Moreover, non-state actors, Shi‘a militias on the ground, and the Sunni political entrepreneurs in some Gulf States manipulated sectarian identities for their ends.

Consequently, this polarization of sectarian identities triggered the third turning point which is the radicalization of the conflict with the establishment of Jabhaet al-Nusraal-Nusra Front (NF) in January 2012. Since NF is a paramilitary organization with links to al-Qa‘ida, it forced the West and some Syrians to perceive the uprising as a fight against “terrorism.” In the truth, there are myriads of actors and factors responsible for the creation of NF: violence, sectarian manipulation by state and non-state actors, and the hesitant policies by the West in how to address the uprising–which had now turned into a bloody conflict. In addition, Turkey, while aiming to contain the Kurdish threat, empowered NF by turning a blind eye to jihadists infiltrating through its southern borders.

The strategy of no strategy by Western officials added chaos to an already chaotic conflict leading to the forth turning point, which is the chemical attack on eastern Ghouta. On 21 August 2013 Syrian forces launched sarin gasa deadly chemical weaponinto the Damascus suburb of eastern Ghouta killing more than 1400 including civilians. Since the early days of the uprising, President Barak Obama declared chemical weapons as a “red line” and warned of a military retaliation if they were used by the Syrian regime. Well, the retaliation was limited to condemnation in a press release. No military response took place. The red line was crossed, and the rules of the game were tested.  Several chemical attacks were reported later.

As a result, many rebels were provoked to join radical groups and, furthermore, it created a lethal vacuum which President Vladimir Putin has happily filled, and has been able to draw the rules of the game. This is the fifth turning point. In late September 2015 Russian forces intervened on the ground in Syrian changing the political and military equation as it radically swung the pendulum towards the Assad regime. Throughout the three years of his intervention, President Putin proved himself as de facto most powerful actor in today’s Syria, and moreover, in the future Syria.

The sixth and last turning pointfor the meantimeis the Sochi Deal that prevented a looming deadly assault on Idlibthe last standing haven for rebels. On 17 September 2018 President Erdogan and his new good friend President Putin signed an agreement to create a fifteen-to-twenty-kilometer demilitarized zone in the province of Idlib which would see the removal of heavy weapons and the Jihadists of Tahrir al-Sham (formerly known as NF). The deal prevented a military hegemony by the Assad regime and more importantly guaranteed the deployment of Turkish forces in northern Syria. The Sochi deal demonstrated that Russian interests do not parallel those of Assad, and that alliances shift with the structure of power. The Sochi deal draws the borders of the so-called zones of influence, and empowers the actors who will draw the road to a post-conflict Syria. Whether this deal is going to catalyze a seventh turning point is yet to be seen.

As explained in the above account, these six turning points played critical role in the fate of the uprising. Each one seems to catalyze another. Nevertheless, the most critical turning point in Syria and the life of Syrians was on 15 March 2011, when dozens of brave youth protested in the heart of Damascus chanting for freedom. It might take too many turning points in order to get back to this very first one.

[Other roundtable submissions can be found here]

Syria in a Week (29 October 2018)

Syria in a Week (29 October 2018)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

The Istanbul Summit and Syria: Four Leaders and Four Positions

27 October 2018

Leaders of Turkey, Russia, France, and Germany called for preserving the ceasefire in Idilb governorate and a “political solution” for the conflict in Syria during a summit they held in Istanbul, Turkey on Saturday.

The meeting “stressed the importance of a lasting ceasefire (in Idlib) and the need to continue the fight against terrorism,” said Turkish President Recep Tayyip Erdogan in the final statement of the summit.

The statement praised the “progress” achieved in Idlib in regards to the establishment of a demilitarized zone and the withdrawal of fanatic groups according to the Turkish-Russian agreement reached in September.

The summit was attended by Russian President Vladimir Putin, French President Emmanuel Macron, German Chancellor Angela Merkel, in addition to Turkish President Recep Tayyip Erdogan.

The four leaders affirmed their determination “to work together to create favorable circumstances to preserve peace and security in Syria” and “support a political solution and strengthen international consensus on this issue.”

They also called for “the formation of a constitutional committee and for it to convene in Geneva before the end of the year if conditions are favorable.” The final statement also said that the four countries “stressed the need to create conditions that provide for the voluntary and safe return of Syrian refugees.”

It is up to the Syrian people “inside and abroad” to decide the fate of President Bashar al-Assad, said Erdogan at the end of the Summit on Saturday.

The French president called on Russia to apply very clear pressure on the Syrian government to “ensure a permanent ceasefire in Idlib,” saying “we are counting on Russia to exert a very clear pressure on the government which very clearly owes it its survival.”

Moscow “reserves the right to help the Syrian government in eliminating any terrorist threat in Idlib in case the fanatics launch an attack,” said the Russian president in a press release.

“We have to push the political process forward, which should lead to free and open elections to all Syrians, including those abroad,” said the German chancellor.

The summit was not attended by two active countries in the Syrian conflict, the two rivals Iran and the United States. However, Macron called US President Donald Trump on Thursday to coordinate positions.

On the issue of Russian influence after victories of the Syrian government, US Defense Secretary Jim Mattis said on Saturday that Russia cannot “replace the United States” in the Middle East.

 

Bombing Idlib: Who’s Responsible?

26 October 2018

The military leader of the opposition National Front for Liberations (NFL) blamed government forces for bombing the buffer zone in Hama and Idlib governorates on Saturday.

The military leader, who asked for his name not to be identified, told a news agency: “government forces continue their breach of the Sochi agreement by bombing demilitarized areas controlled by NFL factions. Twenty-five shells fell on the outskirts of Mork city in the northern countryside of Hama, and the town of al-Taman’eh in the southeastern countryside of Idlib was also bombed.”

The Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said that “government forces targeted the village of al-Raffeh in the southern countryside of Idlib with artillery bombardment, killing seven civilians including three children and three women.”

Tahrir al-Sham (previously Nusra) controls this town which is located outside the demilitarized zone established by Russia and Turkey according to an agreement reached on 17 September. The agreement spared the governorate of Idlib a military offensive that Damascus hinted to for weeks.

The SOHR said the number of deaths is “the highest” in Idlib since the Russian-Turkish agreement.

The western outskirts of Aleppo city witnessed an exchange of gunfire between the factions and government forces for two consecutive days, according to the SOHR.

A child was killed in government bombing of the Kafr Hamra town in the western countryside of Aleppo, while one week before that three civilians were killed as a result of shells launched by opposition factions.

Since the agreement was announced, Idlib and surrounding areas have witnessed calmness on battle fronts to a great extent, however, there has been intermittent bombing from both sides.

The Russian-Turkish agreement provides for the establishment of a demilitarized zone in Idlib and surrounding areas. The withdrawal of heavy weapons has been completed as a first step, but jihadist factions were supposed to evacuate by mid-October.

Although jihadist have not withdrawn yet, both Moscow and Ankara have stressed that the agreement is being implemented.

Despite the agreement, Damascus has reiterated its intention to regain control of all Syrian territory, including Idlib.

Syria “will not allow Idlib to turn into new caves for terrorists,” the official Syrian news agency SANA reported the Syrian UN representative Bashar al-Jaafari as saying during a meeting of the UN Security Council on Friday.

“It is normal for the Syrian government to fight terrorism in Idlib to rid its people of terrorism and extend its sovereignty over it,” he said.

Idlib, which hosts around three million people, is the last stronghold of opposition and jihadist factions in Syria. The majority of Idlib is controlled by Tahrir al-Sham.

 

Bombing Before the Ink Dried

28 October 2018

Turkish forces bombed positions of the Kurdish People’s Protection Units (YPG) on the eastern bank of the Euphrates river in northern Syria, according to the Anatolia news agency on Sunday.

The news agency said that the bombardment targeted the Zor Maghar area, east of Ain al-Arab in northern Syria, and that it meant to prevent “terrorist activities”.

Turkey carried out an offensive against the YPG in the Syrian city of Afrin last year, and repeatedly said that it would target the YPG east of the Euphrates.

The bombardment came during the Istanbul summit as Turkish President Recep Tayyip Erdogan threatened to target “terrorist”, in a reference to Kurds east of the Euphrates.

Erdogan gave an ultimatum on Friday for those who are jeopardizing the security of Turkish border, and said that Turkey is determined to focus on Syrian Kurds east of the Euphrates.

Addressing a group of regional leaders in the Justice and Development Party in Ankara, Erdogan added that Turkey will focus on east of the Euphrates in Syria and not Manbej because of the presence of the YPG.

Turkey considers the YPG a terrorist group.

 

“The Sun Rises from Moscow”

26 October 2018

The chief negotiator of the Syrian opposition said during his visit to Moscow on Friday that the opposition is “seeking to reach an understanding” with Russia to find a political solution that ends the ongoing war in the country since 2011.

“We have strived and will continue to strive for dialogue and negotiations with Russia to achieve a political solution,” Hariri told reporters before he met the Russian Foreign Minister Sergey Lavrov.

“We think it is in Russia’s interest right now to look for a comprehensive political solution, it is in our interest as well,” he said.

“We all know that Russia is a country that has major influence on the Syrian issue, and influence outside the Syrian issue … we still believe that Russia is capable of seizing this this historic moment to help fix the relationship with the Syrian people.”

Hariri said that fixing this relationship requires Moscow “to adopt a rational political solution that not only takes the interests of the government, but also takes into account the people who revolted for eight years and paid a heavy price.”

Since the Russian military intervention in Syria to support President Bashar al-Assad’s forces, the Syrian opposition have repeatedly characterized this intervention as an “occupation”.

But Hariri’s remarks signaled the Syrian opposition’s readiness for more concessions following the government’s battlefield successes.

After the meeting between Hariri and Lavrov, Moscow said their talks had a “frank exchange of opinions” and that they stressed the need to settle the crisis as soon as possible.

 

Confrontation over the Syrian Constitution

25 October 2018

The UN Security Council held a session on Friday called for by the United States to discuss the Syrian crisis after Damascus refused the formation of a UN-sponsored committee to draft a new constitution.

UN Special Envoy to Syria Staffan de Mistura failed to acquire the Syrian government’s approval regarding the constitutional committee, which he was commissioned to form during a Syrian dialogue conference organized by Russia in Sochi in January.

De Mistura did not attend the Security Council session in person, but was present through video conference.

However, de Mistura told the Security Council in person last week that he had decided to resign from his position by the end of November and that he would work in the remaining period to overcome obstacles facing the formation of the constitutional committee.

In the last few months, de Mistura sought to form a constitutional committee that would include one hundred and fifty members to revive the negotiation track between the two sides of the Syrian conflict.

Both Damascus and the opposition’s High Negotiations Committee presented a list of fifty representatives. De Mistura, who was commissioned to present a third list of fifty names, told the Security Council that Damascus did not approve of the name he chose to take part in the committee, stressing the need for the committee not to be dominated by any side.

After choosing the members of the committee, fifteen members, representing the three lists, will be commissioned with making “constitutional reforms,” according to de Mistura.

The Syrian government and the opposition have different views regarding the tasks of this committee. Damascus restricts its powers to discussing the current constitution, while the opposition says that its objective is to draft a new constitution.

SANA reported the Syrian Foreign Minister Waleed Moualem, who met de Mistura on Wednesday, as saying that “this whole process should be under Syrian leadership and ownership, considering that the constitution, and anything related to it, is a purely sovereign matter that will be decided on by the Syrian people themselves without any foreign intervention, by which some parties and countries seek to impose their will on the Syrian people.”

Western countries have called on the UN envoy to form this committee as soon as possible to resume the political process after it was dominated by parallel diplomatic efforts led by Russia, Turkey, and Iran.

Since 2016, de Mistura has headed nine rounds of indirect talks between Damascus and the opposition, with little progress to settle the conflict that has led to the deaths of more than three hundred and sixty thousand people since its onset in 2011.

 

A US Drone Storm on Hmeimeim

24 October 2018

The Russian deputy defense minister accused the United States of attacking the main Russian airbase in Syria. General Alexander Fomin said in a statement reported by TASS news agency that a US reconnaissance airplane took control of thirteen drones in order to attack the Russian Hmeimeim airbase in January.

TASS reported Fomin as saying during a security conference in Beijing that a US P-8 Poseidon airplane was on “manual control” of the drones as it flew near them.

On 5 January, more than twelve drones loaded with explosives attacked the Russian airbase in Hmeimiem and the marine base in Tartus west of Syria, in a night attack, according to a report from the Russian defense ministry that was released a few days after.

At that time, the Russian army said in a statement that it was able to overtake radio communication with some drones and control them, while other drones were destroyed.

The Russian army also said then that a US plane was flying over the Mediterranean and may be involved in the attack, without presenting any charges.

The Kremlin said that the presence of evidence implicating the United States in the attack on the Russian base is “extremely disturbing”.

 

ISIS Returns to Eastern Syria

28 October 2018

ISIS retook control of all areas it lost after the advance of Syrian Democratic Forces (SDF), which is a coalition of Kurdish and Arab factions, in the last enclave it controls in Deir Azzor governorate in eastern Syria, according to the SOHR on Sunday.

On 10 September, the SDF, with support from the US-led international coalition, launched a military operation against ISIS in the area of Hajeeen, in the eastern countryside of Deir Azzor near the Iraqi border.

These forces were able to advance and control several towns and villages. However, two weeks ago, ISIS launched a counter-attack, taking advantage of a sand storm in this desert region, according to the SOHR.

The Head of the SOHR Rami Abdurrahman told the AFP “in vast attacks that continued from Friday until early Sunday, ISIS was able to regain control over all the areas that the SDF had advanced to.”

A leader in the SDF, who did not wish to be identified, confirmed to the AFP that ISIS had indeed retaken control of all the areas it lost during the last seven weeks. He attributed this to the “sand storm and ISIS’s knowledge of the area more than our forces.”

The SDF has dispatched military reinforcement, according to the SOHR.

“Military reinforcements and heavy weaponry have been sent to the fronts. Some units will be replaced with more experienced and capable units,” said the leader in SDF, adding that “a new military campaign will be launched immediately after the reinforcements arrive.”

Since Friday, ISIS’s attacks have led to the deaths of seventy-two members of the SDF, according to the SOHR.

The battles have led to the deaths of around five hundred jihadists and more than three hundred fighters from the SDF since 10 September, according to the SOHR.

The international coalition estimates the number of ISIS fighters in the enclave to be around two thousand. The coalition spokesman Sean Ryan told the AFP on Saturday that “the sandstorm allowed an ISIS counterattack … but now the air is clear, the coalition will continue to increase air and fire support to assist our partners.”

ISIS suffered consecutive defeats in Syria in the last two years, and now only controls a few small pockets at the far end of Deir Azzor and in the Syrian desert east of Homs.

 

Flashfloods and Hell

28 October 2018

Anatolia news agency reported that six immigrants died on the Turkish border with Syria after they were swept away by flashfloods. The news agency said that the immigrants were trying to illegally cross into Turkey’s border with Syria in the Hatay region. The agency did not specify the nationality of the immigrants.

Turkey, which now hosts three and a half million Syrian refugees, was a main crossroad for more than a million immigrants who went by sea to the European Union in 2015. Many of them were fleeing conflicts and poverty in the Middle East and Africa.

On a different note, a 44-year old Japanese journalist went back to his country and had rice balls prepared by his mother after spending three years as a hostage by fanatics in Syria, which was described as a physical and emotional “hell”.

Jumpei Yasuda, who resigned from his job in a Japanese newspaper to cover the Iraq war in 2003, arrived in Tokyo coming from Turkey, rekindling debate in Japan about journalism in war areas, which some sea as a reckless adventure and others see as a brave journalistic work.

TV footage showed the exhausted Yasude as he descended stairs on his way to the car waiting for him at Narita airport to take him to another building near the airport. To reporters’ calls of “Welcome home” he simply nodded with a strained smile as he disappeared down a corridor to where his family waited.

Later, his wife, a singer known as Myu, bowed deeply and apologized to a packed news conference at which Yasuda did not appear. “He would like to apologize for causing a fuss and making people worry about him, but fortunately he was able to safely return to Japan,” she said, sniffing back tears.

“He feels he has a responsibility to explain things to you as much as possible,” she added, but said this would have to wait until he had undergone medical checks.

Yasuda gave few details of his captivity but told his parents, who were also there, that he had worried they might not be alive, Myu said, adding that he ate some rice balls his mother had made for him “very happily”.

القانون٣١، وزارة أوقافٍ أم وزارات..؟

القانون٣١، وزارة أوقافٍ أم وزارات..؟

رغم التعديلات التي أجراها مجلس الشعب على بعض مواده، بقي القانون ٣١، الناظم لعمل وزارة الأوقاف، كابوساً مرعباً للعديد من السوريين، فمعظم تلك التعديلات وصِفت بأنها “لغوية ولفظية، شكلية وسطحية” لم تحدث فرقاً نوعياً في جوهره، ليبقى مثيراً للجدل حول آلية وطبيعة تطبيقه وما يخبئ في عمقه، إذ رأى فيه البعض نهجاً دينياً يسعى إلى “سَعوَدة” و”أفغنة” سورية.

المحامي وليد يرى أن هذا القانون “يمنح وزارة الأوقاف صلاحيات وغطاءً قانونياً للتدخل في كل ما يتعلق بالمجتمع، ويسمح لها ببسط نفوذها على معظم مناحي الحياة، ما يجعلها أقرب إلى دويلة مستقلة، تمتلك مؤسساتها الخاصة وقرارها المستقل وتتمتع بأجهزتها الإدارية والمالية.” فالقانون لا يكتفي بـ[إحداث مديريات للأوقاف في المحافظات] (المادة ٩٠)، إنما يخول الوزير ومجلس الأوقاف المركزي [إحداث شعب وقفية ملحقة بمديريات الأوقاف، وذلك للإشراف على أماكن العبادة ومتابعة العقارات الوقفية، تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي] بحسب المادة ٩٤. هذا يعني أن الوزارة “أوجدت لها منابر فكرية في كل مكان، عبر شبكة من المؤسسات الإيديولوجية، التي ستنتشر في معظم المدن والبلديات، قد تحاكي تجربة شُعَب حزب البعث التي توغلت في كل مفاصل المجتمع، كما أن هذا الأمر قد يجعل بعض الأديان والطوائف الأخرى تحذو حذو نظيرتها الإسلامية وتسعى لتشكيل مديرياتها وشعبها ولجانها الخاصة، أي مزيد من المؤسسات الدينية” بحسب المحامي وليد.

وفي السياق ذاته تقول المادة ٩٧ [ تُشكَّل بقرار من الوزير بناءً على اقتراح مدير الأوقاف لجان تُسمَّى “لجان الأوقاف” ملحقة بمديريات الأوقاف، تتولى الإشراف على حسن سير الشعائر الدينيَّة في نطاق عملها، ومتابعة عقارات الأوقاف والمحافظة عليها، والإبلاغ عن التعديَّات والتجاوزات عليها]. وأثارت هذه المادة الجدل الأكبر عند منتقدي القانون إذ وصف البعض تلك اللجان بـ”جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.” وهنا يتساءل المحامي وليد: “هل تحتاج بعض العقارات الوقفية التي يحميها الناس فطرياً ويرونها أماكن مقدسة إلى لجان للأوقاف؟” مضيفاً “ما هي طبيعة عمل تلك اللجان في المناطق ذات الاعتدال الديني والتنوع الطائفي؟ هل ستقوم بمنع المشروبات الكحولية والتدخين، ومراقبة غير الصائمين ومن لا يذهبون إلى الجامع، والتدخل في طبيعة اللباس، خاصة عند النساء؟”

وتحظى أيضاً الوزارة بامتيازات خاصة، فبحسب المادة ٦٥ [تعفى العقارات الوقفية في جميع معاملاتها من الضرائب والرسوم كافَّة أياً كان نوعها، وتُعفى من تقديم الكفالات والتأمينات والسلف بأنواعها]. كما يمكن للوزارة وفقاً للمادة الثانية: [التنسيق مع وزارتي الإعلام والثقافة للإشراف على البرامج الخاصة بالعمل الديني في وسائل الإعلام كافةً، وكذلك المطبوعات الدينية].. أما الامتياز الأكبر فهو ما جاء في المادة ٨٦: [لمجلس الأوقاف المركزي أن يؤسس شركات تجارية مملوكة له من نوع شركات الأموال، تعمل وفق أحكام قانون التجارة والشركات والقانون المدني، للإستثمار وإدارة الأوقاف].

هذا الامتياز برأي المحامية نوال “قد يفتح باباً لفرص العمل، يضطر الباحثين عنها إلى الإذعان لسلطة الدين ليعملوا في تلك الشركات، التي يمكنها استخدام سلطة المال  لتحقيق أهداف ومآرب خاصة.” وتضيف نوال “بدلاً من تفعيل دور المجتمع المدني نرى القانون ينحيه جانباً، ليفعّل النشاط المجتمعي الديني، ما قد يؤثر على شكل وطبيعة ذلك المجتمع ويوجد شرخاً وانقساماً في بيئته ويؤسلم هويته المجتمعية” وعن ذلك تعطي مثالاً من بعض ما جاء في المادة الثانية: [تأسيس المبرَّات ودور رعاية الأيتام والمستوصفات والمشافي والمنشآت والمؤسسات والمراكز الخيرية والاجتماعية والاقتصادية التي تحقق أهداف الوزارة] وتتساءل “ماذا يعنى قيام المؤسسات الدينية على حساب المدنية؟ وما الهدف من إقامة مشاف ودور أيتام دينية؟ هل ستكون معنية فقط بالمؤمنين المنتمين إلى دين محدد؟” وتضيف المحامية نوال أن القانون لم يشر لطبيعة عمل تلك المؤسسات والمنشآت والمراكز والشركات، “التي قد تكون ذات طابع احتكاري وإيديولوجي، وتسعى إلى الانفراد بالعمل المجتمعي عبر وضع يدها على معظم مرافق المجتمع” بحسب تعبيرها.

القانون والعلوم الشرعية

وتنص الفقرة هـ من المادة الثانية من هذا القانون على [تطوير التعليم الشرعي في جميع مراحله، وإحداث المدارس والمعاهد الشرعية الإسلامية وتنظيم شؤونها وإدارتها وذلك بهدف إعداد نخبة من علماء الدين المتمكنين من أدوات الخطاب الديني، يقدمون البديل عن التطرف والأفكار المنحرفة والتكفيرية]، وعن هذا الفقرة ترد الدكتورة الجامعية غادة بقولها “المؤمن الحقيقي لا يحتاج إلى المدارس والمعاهد الشرعية ليتقرب من الله، ألا يكفي عدد المؤسسات التعليمية الشرعية والجوامع الموجودة في البلاد؟ لا ننسى أن التطرف جاء من بعض خريجي تلك المؤسسات.”

وتؤكد د.غادة أن “ما ذكر في الفقرة يقوي لغة الخطاب الديني على حساب اللغة الوطنية الجامعة، فالتصدي للتطرف والأفكار التكفيرية لا يأتي من خلال علماء الدين ومنابرهم، بل من خلال القانون وعلوم الأخلاق ونشر الوعي والأفكار المدنية التي تساوي بين الجميع، وأيضاً عبر تطوير الجامعات والمراكز العلمية، وعبر تربية الأجيال الصاعدة على ثقافة المواطنة والاعتدال والقيم المجتمعية المعاصرة لا على ثقافة التدين”. ويحظى (المجلس العلمي الفقهي) وفقاً للقانون المذكور، بدور اجتماعي فاعل ذي سلطة مؤثرة في المجتمع، فيما لا يوجد أي دور مشابه للنخب والمرجعيات الثقافية والعلمية في أي قانون.

ويولي القانون المدارس الشرعية أهمية كبيرة، ويساويها مع المدارس التعليمية الحكومية فالمادة٣٩ تقول: [يكون لكل مدرسة شرعية إسلامية موازنة خاصة تصدر بقرار من مجلس الأوقاف المركزي]. ووفقاً للمادة ٤٣ [تُعدُّ شهادتا الإعدادية الشرعية والثانويَّة الشرعيَّة مُعادلتين لشهادتي التعليم الأساسي والثانويَّة العامة “الفرع الأدبي” ويتمتَّع حائزوها بالامتيازات والحقوق ذاتها التي يتمتَّع بها حائزو الشهادات التي تمنحها وزارة التربية].

وحول ما سبق تتساءل د.غادة “هل يحتاج الطالب إلى كل تلك السنوات الدراسية لتحصيل العلوم الشرعية؟ ألا يكفي فرض مادة التربية الإسلامية على جميع الصفوف ووجود كليات الشريعة؟ وألا يكفي ارتياد المساجد ومعاهد تحفيظ القرآن أو النشوء في أسرة متدينة لكي يتعلم أصول الدين؟  أليس من الأفضل استخدام ميزانية المدارس الشرعية لدعم المؤسسة التعليمية الحكومية؟”

وفي السياق ذاته يتيح القانون للمدارس الشرعية استقطاب الطلاب من المدارس التعليمية الحكومية، إذ [يجوز انتقال الطلاب بين الصفوف المتماثلة في مراحل التعليم الأساسي والثانوي العام والشرعي] وفقاً للمادة ٤٤، وهو أمرٌ قد يزيد من نسبة إقبال الطلاب على تلك المدارس نتيجة التسهيلات والمغريات المقدمة لهم.

ويرى المُدرس مازن أن هذا الأمر “أشبه بزواجٍ بين المؤسسة التعليمية والدينية” وهو ينطبق على المعلمين أيضاً، فبحسب المادة 47: [يستفيد العاملون والمدرسون في المدارس الشرعية من جميع الامتيازات والحقوق والتعويضات التي يتمتع بها نظراؤهم في وزارة التربية] لذا قد يلتحق المدرسون التربويون بالمدارس الشرعية كي يحصلوا على دخلٍ إضافي، خاصة أن دخلهم الحكومي يكاد لا يذكر.

مائدة مستديرة: القانون ٣١، هل يكرس سلطة الدين في سوريا

مائدة مستديرة: القانون ٣١، هل يكرس سلطة الدين في سوريا

أثار قانوندينيوافق عليه مجلس الشعب السوري جدلاً واسعاً في الأوساط السورية ورأى فيه البعض أنه يهدف إلىأفغنةأوسعودةسوريا وذلك بسبب الصلاحيات الواسعة التي يمنحها القانون لوزارة الأوقاف. وكي نلقي الضوء على القانون والجدل الذي أثاره في الساحة السورية الافتراضية طلبنا من بعض الكتاب والصحفيين والباحثين السوريين مناقشة القانون وانعكاساته واستطلاع آراء السوريين حوله، وفيما يلي ننشر المادة الأولى التي وردتنا:

القانون٣١، وزارة أوقافٍ أم وزارات..؟
عامر فياض

السجال السوري حول القانون ٣١
عمّار ديّوب

مرسوم الأوقاف رقم ١٦: سجالات حامية بين المؤيدين والمعارضي
سامر محمد إسماعيل

سوريا في أسبوع، ٢٩ تشرين الأول

سوريا في أسبوع، ٢٩ تشرين الأول

قمة اسطنبول وسورية: أربعة قادة وأربعة مواقف
٢٧ تشرين الأول/أكتوبر

دعا قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا خلال قمة عقدوها السبت في اسطنبول إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وإلى “حل سياسي” للنزاع في سوريا.

وجاء في البيان الختامي للقمة الذي تلاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الاجتماع “شدد على أهمية وقف دائم لإطلاق النار (في إدلب) مع التشديد على مواصلة المعركة ضد الإرهاب.”

وأشاد البيان ب”التقدم” الذي تحقق في إدلب بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح وانسحاب المجموعات المتشددة منها استنادا الى اتفاق تركي روسي تم التوصل إليه في أيلول/سبتمبر الماضي. وجمعت هذه القمة إضافة إلى اردوغان، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وأكد القادة الأربعة في البيان تصميمهم “على العمل معا لخلق الظروف الملائمة لضمان السلام والأمن في سوريا” و”دعم حل سياسي وتعزيز الاجتماع الدولي بهذا الشأن.”

ودعوا أيضا الى “تشكيل اللجنة الدستورية واجتماعها في جنيف قبل نهاية السنة في حال سمحت الظروف بذلك.” وجاء في البيان الختامي أيضا ان الدول الأربع “شددت على ضرورة تهيئة الظروف التي تتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين” السوريين. وفي تصريح أدلى به في ختام أعمال القمة اعتبر إردوغان السبت أنه يعود إلى الشعب السوري “في الداخل والخارج” تقرير مصير الرئيس بشار الأسد.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي روسيا إلى “ممارسة ضغط واضح جدا على النظام السوري” من أجل “ضمان وقف دائم لإطلاق النار في إدلب”، مضيفا “نعوّل على روسيا لممارسة ضغط واضح جدا على النظام الذي يدين لها ببقائه قائما.”

وقال الرئيس الروسي في تصريح صحافي إن موسكو “تحتفظ بحق مساعدة الحكومة السورية بالقضاء على أي تهديد إرهابي في إدلب في حال شن المتشددون هجمات.” كما قالت المستشارة الالمانية “علينا ان ندفع قدما بالعملية السياسية التي يجب أن تؤدي الى إجراء انتخابات حرة مفتوحة على كل السوريين ومن بينهم من هم في الشتات.”

ولم يحضر القمة بلدان فاعلان في النزاع السوري هما إيران والولايات المتحدة المتعاديتان. لكن ماكرون اتصل الخميس بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لتنسيق مواقفهما.

وإزاء نفوذ روسيا بفضل انتصارات النظام السوري، أكد وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس السبت أن روسيا لا يمكنها “أن تحل مكان الولايات المتحدة” في الشرق الاوسط.

قصف إدلب: من المسؤول؟
٢٦ تشرين الأول/أكتوبر

حمل قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة في سورية القوات  الحكومية مسؤولية قصف المنطقة العازلة في محافظتي حماة وإدلب اليوم السبت. وقال القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء: “تستمر القوات الحكومية بخرق اتفاق سوتشي بقصفها  مواقع منزوعة السلاح التي تسيطر عليها فصائل الجبهة الوطنية للتحرير،  حيث قصفت أطراف مدينة مورك في ريف حماة الشمالي بأكثر من ٢٥ قذيفة. كما قصفت بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.”

وكان “المرصد  السوري لحقوق الإنسان” أفاد عن “قصف مدفعي لقوات النظام استهدف قرية الرفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين ضمنهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء.”

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على هذه القرية الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي نصّ اتفاق أعلنته روسيا وتركيا في ١٧ أيلول/سبتمبر على إقامتها، في خطوة جنّبت محافظة إدلب هجوماً عسكرياً لوحت به دمشق على مدى أسابيع. وقال “المرصد” إن حصيلة القتلى “هي الأعلى” في إدلب منذ التوصل إلى الاتفاق الروسي التركي.

وشهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب الجمعة تبادلاً لإطلاق النار بين الفصائل وقوات النظام لليوم الثاني على التوالي، بحسب المرصد. وقتلت طفلة الخميس في قصف لقوات النظام على بلدة كفرحمرة في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب، فيما قتل ثلاثة مدنيين في مدينة حلب قبل أسبوع جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة. ومنذ إعلان الاتفاق، شهدت إدلب ومحيطها هدوءاً على الجبهات إلى حد كبير، باستثناء قصف متقطع من الطرفين.

وينص الاتفاق الروسي التركي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها. وأُنجز سحب السلاح الثقيل منها في مرحلة أولى بينما كان يتوجّب على الفصائل الجهادية إخلاؤها منتصف الشهر الحالي. ورغم عدم انسحاب الجهاديين بعد، أكدت كل من موسكو وأنقرة أن الاتفاق قيد التنفيذ. ورغم الاتفاق، تكرر دمشق رغبتها باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية بما فيها إدلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الجمعة إن بلاده “لن تسمح بتحول إدلب إلى كهوف جديدة للإرهابيين.” ورأى أنه “من الطبيعي أن تكافح الدولة السورية الإرهاب في إدلب لتخليص أبنائها من الإرهاب وبسط سيادتها عليها.”

وتعد إدلب، التي تؤوي مع مناطق محاذية لها نحو ثلاثة ملايين نسمة، المعقل الأخير للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر منها.

قصف قبل ان يجف الحبر
٢٨ تشرين الأول/أكتوبر

قالت وكالة الأناضول للأنباء الأحد إن القوات التركية قصفت مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية على الضفة الشرقية لنهر الفرات في شمال سوريا. وذكرت الوكالة أن القصف استهدف منطقة زور مغار إلى الغرب من منطقة عين العرب بشمال سوريا وكان يهدف إلى منع “الأعمال الإرهابية.”

ونفذت تركيا هجوما ضد قوات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية في وقت سابق العام الجاري، وقالت مرارا إنها ستستهدف قوات حماية الشعب الكردية إلى الشرق من نهر الفرات.

جاء القصف بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة الرباعية في اسطنبول السبت ضد “الإرهابيين” في إشارة إلى الأكراد شرق سوريا. وكان اردوغان وجه الجمعة تحذيراً أخيراً “لمن يعرضون حدود تركيا للخطر”، وقال إن أنقرة عازمة على التركيز على المقاتلين الأكراد السوريين شرقي نهر الفرات.

وأضاف أردوغان، الذي كان يتحدث لمجموعة من القياديين الإقليميين في حزب العدالة والتنمية في أنقرة، أن تركيا ستصب تركيزها على شرقي نهر الفرات في سوريا وليس منطقة منبج بسبب وجود وحدات حماية الشعب الكردية. وتعتبر أنقرة الوحدات جماعة إرهابية.

“الشمس تشرق من موسكو”
٢٦ تشرين الأول/أكتوبر

أكّد كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري خلال زيارة إلى موسكو الجمعة أنّ المعارضة “تسعى للتفاهم” مع روسيا للوصول إلى حلّ سياسي ينهي الحرب الدائرة في بلاده منذ ٢٠١١.

وقال الحريري للصحافيين قبيل لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “سعينا سابقاً ونسعى الآن وسنسعى في المستقبل إلى فتح أبواب الحوار والنقاش والتفاوض والتفاهم مع الروس من أجل الوصول إلى الحل السياسي.” وأضاف “نعتقد أنّ من مصلحة روسيا الآن أن تبحث عن الحلّ السياسيّ الشامل كما هو من مصلحتنا.”

وتابع “نعلم اليوم أنّ روسيا هي دولة مؤثّرة في الملف السوري، ودولة مؤثّرة خارج الملف السوري (…) ما زلنا نؤمن بأنّ روسيا قادرة اليوم على استثمار لحظة تاريخية تستطيع من خلالها إصلاح العلاقة مع الشعب السوري.”

وأوضح الحريري أنّ إصلاح هذه العلاقة يتطلّب من موسكو أن “تتبنّى حلاًّ سياسيّاً منطقياً لا يراعي فقط مصالح النظام، إنّما ينظر إلى الشعب الذي ثار منذ ثماني سنوات ودفع ثمناً باهظاً.”

ومنذ تدخّلت روسيا عسكرياً في سوريا في ٢٠١٥ دعماً لقوات الرئيس بشّار الأسد، دأبت المعارضة السورية على وصف هذا التدخّل بأنّه “احتلال”. لكنّ تصريح الحريري يلمّح إلى استعداد المعارضة السورية لتقديم مزيد من التنازلات في أعقاب الانتصارات العسكرية المتتالية للنظام.

وعقب لقاء الحريري ولافروف قالت موسكو إن مباحثاتهما تخلّلها “تبادل صريح للآراء” وأنّهما شدّدا خلالها على ضرورة تسوية الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن.

مواجهة على الدستور السوري
٢٥ تشرين الأول/أكتوبر

عقد مجلس الأمن الدولي  الجمعة بطلب من الولايات المتحدة للبحث في الأزمة السورية بعد رفض دمشق تشكيل لجنة برعاية الأمم المتحدة لصياغة دستور جديد.

وكان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا فشل خلال زيارته إلى دمشق الأربعاء في الحصول على موافقة الحكومة السورية على اللجنة الدستورية التي أوكلت إليه مهمة تشكيلها خلال مؤتمر حوار سوري نظّمته روسيا في سوتشي في كانون الثاني/يناير الماضي. ولم يحضر دي ميستورا اجتماع مجلس الأمن شخصياً لكنه سيشارك فيه عبر الفيديو.

وكان دي ميستورا حضر الأسبوع الماضي بنفسه إلى نيويورك لإبلاغ مجلس الأمن أنّه قرّر مغادرة منصبه نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وأنّه سيعمل خلال المدّة المتبقّية له لتذليل العقبات التي تعترض تشكيل اللجنة الدستورية. وسعى دي ميستورا خلال الأشهر الأخيرة لإنشاء لجنة دستورية تضم ١٥٠ عضواً، بهدف إعادة إحياء مسار التفاوض بين طرفي النزاع السوري.

وقدّمت كل من دمشق وهيئة التفاوض السورية المعارضة، لائحة بأسماء خمسين ممثلاً عنها، في وقت أبلغ دي ميستورا، الذي يتوجّب عليه تقديم لائحة ثالثة من خمسين اسماً، مجلس الأمن الأسبوع الماضي أنّ دمشق لم توافق على الأشخاص الذين اختارهم لعضوية اللجنة، مشدّداً على ضرورة ألاّ يهيمن أي طرف عليها. وبعد اختيار أعضاء اللجنة، سيكلّف ١٥ عضواً يمثّلون اللوائح الثلاث إجراء “اصلاحات دستورية” وفق دي ميستورا.

وتتباين قراءة كل من الحكومة السورية والمعارضة لمهام هذه اللجنة، إذ تحصر دمشق صلاحياتها بنقاش الدستور الحالي، بينما تقول المعارضة إنّ الهدف منها وضع دستور جديد.

ونقلت سانا عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى الأربعاء دي ميستورا قوله في ما خصّ عمل هذه اللجنة إنّ “كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سوريا، باعتبار أنّ الدستور وكلّ ما يتّصل به هو شأن سيادي بحت يقرّره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخّل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري.”

وتطالب الدول الغربية الموفد الأممي بأن يشكّل هذه اللجنة في أسرع وقت لاستئناف العملية السياسية بعدما طغت عليها جهود دبلوماسية موازية تقودها روسيا وتركيا وإيران.

وقاد دي ميستورا منذ العام ٢٠١٦ تسع جولات من المحادثات غير المباشرة بين دمشق والمعارضة من دون إحراز أيّ تقدّم يذكر لتسوية النزاع الذي تسبّب منذ اندلاعه في ٢٠١١ بمقتل أكثر من ٣٦٠ ألف شخص.

عاصفة “درون” أميركية على حميميم
٢٤ تشرين الأول/أكتوبر

اتهم جنرال روسي ونائب وزير  الدفاع الروسي الولايات المتحدة بمهاجمة القاعدة الجوية  الروسية الرئيسية في سورية. وقال الكولونيل جنرال الكسندر فومين في تصريحات نقلتها وكالة تاس للأنباء أن طائرة استطلاع أمريكية قامت بتوجيه ١٣ طائرة بدون طيار لمهاجمة قاعدة حميميم الجوية الروسية في كانون ثان/يناير الماضي.

ونقلت عن ” تاس” عن فومين قوله خلال منتدى أمنى في بكين إن الطائرة  الأمريكية ، من طراز P8- بوسيدون ، كانت بها خاصية “التحكم اليدوي” للطائرات بدون طيار أثناء تحليقها بالقرب منها.

وقال كوفاليوف في تقرير منفصل نقلته وكالة تاس “أظهرت هذه  الحالة أنه من الممكن إثبات وجود نظام توجيه (للتحكم في الطائرات بدون طيار) على متن طائرة التجسس الأمريكية.”

وفي ٥ كانون ثان/ يناير الماضي، هاجمت أكثر من ١٢ طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات قاعدة حميميم الجوية الروسية ومرفق طرطوس البحري في غرب سورية خلال هجوم ليلي، حسبما قالت وزارة الدفاع الروسية بعد بضعة أيام.

وقال الجيش الروسي في بيان في ذلك الوقت أن القوات الروسية تمكنت من  التغلب على إشارات لاسلكية لبعض الطائرات بدون طيار والسيطرة عليها، بينما جرى تدمير طائرات أخرى بدون طيار. وأشار الجيش الروسي حينذاك إلى أن طائرة أمريكية تحلق فوق البحر المتوسط  يمكن أن تكون متورطة في الهجوم، دون أن يوجه اتهاما. وقال الكرملين إن وجود دليل على تورط الولايات المتحدة في الهجوم على  القاعدة الروسية أمر “مثير للقلق للغاية.”

عودة “داعشية” شرق سورية
٢٨ تشرين الأول/أكتوبر

استعاد تنظيم “داعش” كافة المناطق التي خسرها على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور بشرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.

وفي العاشر من أيلول/سبتمبر، بدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة هجين في أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية.

وتمكنت تلك القوات من التقدم والسيطرة على بلدات وقرى عدة، إلا أن تنظيم “داعش” ومنذ أكثر من أسبوعين بدأ بشن هجمات مضادة واسعة مستفيداً من عاصفة رملية في تلك المنطقة الصحراوية، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “خلال هجمات واسعة استمرت منذ يوم الجمعة وحتى فجر الأحد، تمكن التنظيم من استعادة كافة المناطق التي تقدمت فيها قوات سوريا الديمقراطية.”

وأكد قيادي في قوات سوريا الديمقراطية رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس استعادة التنظيم المتطرف كافة المناطق التي خسرها خلال الأسابيع السبعة الماضية. وأعاد الأمر إلى “العاصفة الرملية ومعرفته في المنطقة أكثر من قواتنا.” وعمدت قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد والقيادي، إلى إرسال تعزيزات عسكرية.

وأوضح القيادي أنه “تم ارسال تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة إلى الجبهة، وسيتم تبديل بعض الوحدات بأخرى أكثر خبرة وأكثر قدرة على القيام بالمهمة”، مؤكدا “ستنطلق حملة عسكرية جديدة فور وصول تلك التعزيزات.” وأسفرت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية منذ يوم الجمعة، وفق المرصد، عن مقتل ٧٢ عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية. ومنذ العاشر من أيلول/سبتمبر، أوقعت المعارك نحو ٥٠٠ قتيل في صفوف الجهاديين وأكثر من ٣٠٠ مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية بحسب المرصد.

ويُقدر التحالف الدولي وجود ألفي عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية في هذا الجيب. وأكد المتحدث باسمه شون ريان لفرانس برس السبت أن “عاصفة رملية أتاحت لتنظيم داعش شن هجمات مضادة (…) لكن الآن ومع صفاء الجو، سيزيد التحالف دعمه الجوي والناري لمساندة شركائه.”

ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص.

سيول وجهنم
٢٨ تشرين الأول/أكتوبر

قالت وكالة الأناضول التركية للأنباء  إن ستة مهاجرين لاقوا حتفهم على الحدود التركية مع سوريا بعد أن جرفتهم مياه السيول. وقالت الوكالة إن المهاجرين كانوا يحاولون العبور بطريقة غير مشروعة إلى تركيا عند الحدود السورية مع إقليم خطاي التركي. ولم تذكر الوكالة جنسيات المهاجرين.

وكانت تركيا، التي تستضيف ٣.٥ مليون لاجئ سوري، نقطة انطلاق رئيسية لأكثر من مليون مهاجر اتخذوا طريق البحر للوصول إلى الاتحاد الأوروبي في ٢٠١٥ وكثيرون منهم كانوا يفرون من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

في المقابل، عاد صحفي ياباني يبلغ من العمر ٤٤ عاما اليوم الخميس إلى بلده وتناول كرات أرز أعدتها والدته، وإن كانت رؤى المستقبل غير واضحة له بعد أكثر من ثلاث سنوات أمضاها محتجزا لدى متشددين في سوريا فيما وصفه بأنه “جحيم” بدني ومعنوي.

ووصل جومبي ياسودا، الذي استقال من عمله بصحيفة يابانية لتغطية حرب العراق في ٢٠٠٣، إلى طوكيو قادما من تركيا، ليذكي نقاشا في اليابان بشأن العمل الصحفي في مناطق الحروب والذي يراه البعض مغامرة طائشة ويراه آخرون عملا صحفيا شجاعا.

وأظهرت لقطات تلفزيونية ياسودا وقد بدا عليه الإنهاك وهو يهبط درجا في طريقه إلى سيارة تنتظره بمطار ناريتا أقلته إلى مبنى آخر قريب في المطار. ورد بابتسامة شاحبة على عبارات الترحيب التي رددها صحفيون ومنها “مرحبا بك في بلادك”، ثم دخل ممرا يقوده إلى المكان الذي تنتظره فيه أسرته.

وفي وقت لاحق انحنت زوجته، وهي مغنية تعرف باسم ميو، واعتذرت أمام مؤتمر صحفي حاشد لم يحضره. وقالت وهي تغالب دموعها “يود الاعتذار عن تسببه في ضجة وقلق للناس. لكنه لحسن الحظ تمكن من العودة سالما لليابان.” وأضافت “هو يشعر بأن عليه مسؤولية شرح أكبر قدر من الأمور لكم”، وطلبت تأجيل هذا لما بعد خضوعه لفحوص طبية.

وقالت إن ياسودا لم يذكر تفاصيل كثيرة عن احتجازه وإنه أبلغ والديه اللذين كانا أيضا في انتظاره كيف كان يخشى ألا يجدهما على قيد الحياة. وأضافت أنه تناول كرات الأرز التي طهتها والدته “بسعادة بالغة.”