بواسطة Adel Nadim Ahmed | يوليو 30, 2018 | Roundtables, غير مصنف
أليست الهوية تكثيفاً للماهية؟ وإذا كانت كذلك فهذا يعني أنها يجب أن تعكس سماتها وأبعادها وعمقها، السمات التي تعكس مظهرها وتبدياته بكل وجوهه وألوانه وأشكاله، وأبعادها التي تمتد عميقا في التاريخ، مبرزة ما تركته أحداثه وصروفه من آثار تتبدى عبر صفة أو سمة أصيلة من سماتها. وأما عمقها فهو يبرز طبائعها النفسية والاجتماعية التي انتهت إليها.
الهوية هي بطاقة التعريف التي يفترض ألا تحتمل التأويل والتفسير لأنها الدلالة الواضحة على الشخص، الكينونة أو الكيان.
الهوية السورية مصطلح بحاجة إلى تعيين وتحديد يأخذان التاريخ والجغرافيا بعين الاعتبار، ويستدلان باللغة والثقافة والمحمول النفسي وما تركه هذا كله من أثر على هذه الهويّة، تعيين وتحديد يفضي إلى فهم موحد للموضوع درءاً لكل غموض أو التباس أو سوء فهم.
كانت سورية تعني الهلال الخصيب كاملاً حتى تاريخ سقوط بابل عام ١٢٩ ق .م بيد البارثيين. بدأ مع هذا التاريخ التحول في معنى المفهوم التاريخي\الجغرافي لكلمة “سورية”، وأخذت تدل على المنطقة التي بقيت بيد السلوقيين، أي ساحل المتوسط. وفي عهد الروم قام اغنايوس بومبيوس ماغنوس بضم سورية إلى الجمهورية الرومية عام ٦٤ ق.م وأعلنها مركزاً للإمبراطورية الرومانية في الشرق. وحافظ هذا المفهوم الجغرافي على دلالته حتى مطلع القرن العشرين؛ فمع اتفاق سايكس–بيكو حدث تغيير جديد في دلالة هذا المفهوم أي “سورية.” إ اقتُطع منها فلسطين ودولة لبنان وما سمي بشرق الأردن كيليكيا ولواء الاسكندرون. وها نحن اليوم وفي العام السابع للأزمة السورية نرى احتلالات متعددة على الأرض السورية من “إسرائيل” في الجولان إلى تركيا في اللواء قديماً وفي جزء كبير من الشمال حديثاً إلى تواجد قوات عسكرية لدول كبرى وإقليمية متعددة في مناطق متعددة من الجغرافيا السورية.
على الباحث أن يتجنب الاستسلام لرغباته أو أحلامه، أو أن يتكل على مسلماته الشخصية. هو معني بالغوص عميقاً لكي يحيط بالشخصية السورية ويكتشف أبعادها وتبديّاتها التي تظهر من خلالها في الواقع.
من أهم الأسئلة المطروحة اليوم، هو عن أية سوريا نتحدث؟ هل عن سوريا قبل ٣٠٠ ق.م أم عن سوريا بعد٣٠٠ م؟ هل عن سوريا الهلال الخصيب أم بلاد الشام أم سوريا الحاضر أوائل القرن ٢١؟
هل من يحدد الشخصية السورية هو ذلك الناطق بالعربية أو الناطق بالسريانية أو الآرامية؟ هل هو العربي أم الآشوري؟ أليست سوريا كأرض وجغرافيا أقدم من كل ساكنيها؟ أليس سكنهم وعيشهم فيها هو الذي أكسبهم الصفة السورية؟ ألم تعش العديد من اللغات وتستخدم في سوريا إلى أن تمت الغلبة للعربية بحكم التطور والاصطفاء؟ أليست العروبة سمة صبغت وشكلت بثقافتها وباللغة العربية الإنسان السوري؟ أليست سوريا هي موطن العربية؟ أكثر من ذلك أليست الأرض السورية هي موطن العرب؟ وأخيرا أليست الأرض السورية هي المكان الذي منه انطلقت المدنية؟ وفيه عاش أو عاشت أقوام مختلفة جنباً إلى جنب لآلاف السنين حيث انصهروا في نسيج واحد وثقافة واحدة وحملوا تاريخاً مشتركاً؟ ألم تختلط دماؤهم في ري هذه الأرض وهم يدافعون عنها، كما اختلطت بالتزاوج لتنتج أجيالا جديدة ومتجددة؟ أليس هذا هو التاريخ السوري؟
بهدوء وثقة يمكن القول أن السوري هو من ينتمي بالولادة والحياة والولاء لسوريا الجغرافيا والتاريخ. وانطلاقاً من الجغرافيا السورية التي سنضيف إليها الصيرورة والسيرورة التاريخيتين لسكانها، سنجد أن العربية لغتها والعروبة هوية وثقافة لها. وسيجمع على ذلك كل سوري: العربي، والآشوري والسرياني والمسلم والمسيحي وما عدا ذلك. قد نجد بعض الاعتراضات هنا وهناك لكنها لا تذكر.
وسنرى أن هذه الهوية المنجزة على المستوى النظري تاريخياً وواقعياً غير منجزة على الصعيد العملي، حقوقياً وسياسياً. ويمكن تفسير ذلك وإرجاعه إلى الفتن الدينية والمذهبية والعرقية التي كانت تتسبب فيها سياسة الحاكم واستبداد السلطة والعامل الخارجي الذي كان دائما يضع سوريا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي في أولوية أهدافه. وهذا الأمر لا يزال قائما إلى اليوم. أمر آخر حال دون أن تتحول هذه الهوية إلى واقع منجز هو عدم تشكل دولة وطنية: دولة مؤسسات، دولة قائمة على عقد اجتماعي ودستور ناظم وقوانين مستمدة منه، وتشريعات معتمدة عليه.
وكما في الماضي كذلك هو اليوم. إن ما عطل وأخر وخصى مشروع الدولة هو السلطة الاستبدادية. التفرد بالسلطة وحكم الحزب الواحد الذي أقصى الجميع مجتمعاً وقوى سياسية) عن أن يكونوا منخرطين وفاعلين في الدولة. وهذا ليس مقتصراً على سوريا بل هو يطال دولا عربية أخرى كثيرة.
لقد كان لتدخل العسكر بالحياة السياسية عبر الانقلابات بدءاً من انقلاب حسني الزعيم عام ١٩٤٩ أثر كبير في الحياة السياسية. فهو وإن أعطاها زخما، وأذكى الحالة العامة حماساً إلا أنه ومع الوحدة السورية المصرية التي حلت الأحزاب بداية، تم التأسيس للقمع وتدخل الأمن وسيطرة الحزب الواحد على العمل السياسي، الأمر الذي سيتبدّى جلياً للعيان بعيد استيلاء وزير الدفاع السوري آنذاك حافظ الأسد على السلطة في سوريا عام ١٩٧٠ م.
وإذ كانت العربية هي اللغة والثقافة الإسلامية السائدة بفعل الدور الكبير الذي لعبه الدين الإسلامي كمرجع روحي وأخلاقي وتشريعي وعقيدي لغالبية السكان، وبفعل التراكم التاريخي، فإن هوية عربية الملامح إسلامية الثقافة متفاعلة ومتعاضدة مع كل الموروث الديني والثقافي والحضاري لمنطقة بلاد الشام، برزت واضحة وجلية، بحيث أن زعيماً عربياً كعبد الناصر وحزباً قوميا كحزب البعث وظفاها وأبرزاها كل بطريقته ليتشكل ما سمي في حينه المد القومي الذي طرح الوحدة العربية كشعار له. وبقدر ما لعبا دوراً مهماً في إبراز هذه الهوية، كان حكمهما والسلطة التي مارساها، والاستبداد الذي عمماه، هي التي شوهت هذه الهوية من جهة، وساهمت في خلق أعدائها من جهة أخرى. وإذا أضفنا التغييب المتعمد للفكر والمفكرين، وللثقافة والمثقفين، وللناس عموماً عن الانخراط في الحياة العامة وعن ممارسة النشاط السياسي، نكون قد شخصنا جزءاً كبيراً من إشكالية الهوية والوعي في سوريا كما في البلدان العربية الأخرى.
إن صعود الفكر القومي عبر أنظمة الحكم المتمثلة بعبد الناصر والبعث ورغم التجاذب الكبير بينهما، أسس لهوية عربية تحددت ملامحها. وعندما نقول عربية فنحن نعني هوية قامت على فكرة العروبة الثقافية والحضارية المتكئة على التراث والثقافة الإسلاميين. ولكن الاستبداد الذي رافقهما، وتغييب المجتمع، وعدم السماح للمجتمع المدني بالتقدم والتطور الذي يكفل له قدرة الدفاع عن الهوية واغنائها؛ وعدم الالتفات إلى التأسيس الحقيقي للدولة الوطنية القائمة على عقد اجتماعي ودستور ومؤسسات تحميهما، هو الذي قاد في النهاية ليس إلى فشل المشروع القومي فقط، وإنما إلى خلخلة الهوية وضعفها بحيث لم تتطور إلى مستوى ناضج وواضح ومستقر.
هنا لا يمكننا إلا أن نعرج على الدور السلبي للقوى الدينية وفكرها وممثليها السياسيين، سواء عبر الوهابية أو من خلال تنظيم الإخوان المسلمين، الذين لم يقتصروا على مناكفة الفكر القومي ومشروعه فقط بل وصل الأمر إلى حد طرح هوية بديلة، قائمة على الفكر الديني وخاصة السلفي منه. لقد طرحوا الهوية الإسلامية وعملوا على محاولة فرضها على المجتمع سياسياً من خلال مبدأ الحاكمية وفكرياً من خلال الفكر الإسلامي ( القرآن والحديث) كمرجعية وحيدة للتشريع. ولا يخفى أننا بتنا أمام طرفين يمارسان الإقصاء: الفكر القومي من جهة والفكر الإسلامي من جهة أخرى. وإذا أضفنا إلى هذا كله قصور وعجز الفكر الماركسي ومعه الليبرالي عن إثبات نفسيهما وعدم قدرتهما على التأسيس لتواجد فاعل ومستمر في ضوء الممارسات التي مارسها خصومهما، ندرك إلى أي مدى نحن بعيدون عن نضوج الهوية وتخلقها النهائي بحيث تصبح سمة دالة وواضحة المعالم بذاتها.
من الصعب على الشعب السوري، بعد هذه السنين السبع من حرب دمرت كل شيء، أن يستطيع الاتفاق أو التوافق على هوية واحدة واضحة ومتماسكة. بل ومن الظلم أن يطلب منه ذلك. لأن المخيّر بين الموت والحياة، سيختار الحياة ولن تهمه طبيعة المكان ولا المناخ السائد فيه بل قدرة هذا المكان على تأمين استمراريته في الحياة والعيش الآمن الذي يوفره له. بهذا المعنى، فإن طبيعة الهوية سيحددها واحد من أمرين: إما التوافق، وفي هذه الحالة ستكون هوية مؤقتة، ولظروف انتقالية؛ أو الفرض اعتمادا على مبدأ القوة والغلبة. وهنا ليس لنا أن نتيقن كثيراً من قدرتها على الاستمرار والتوضع النهائي.
إن الاختيار (ونحن هنا لسنا في موقع المفاضلة أو الاختيار) بين دولة علمانية ودولة تعتبر الدين مرجعية لها، وفي وضعنا الراهن هو شرك خطير وقد يكون قاتلا لأن من شأنه أن يؤدي إلى إقصاء طرف ويحوله إلى خصم مناكف، مثابر ومعاند، مشتت للجهد ومعيق للتقدم. قد يقول قائل إن هذا يصح في الدولة الدينية، لكن المنطق يقول إن النتائج ستكون واحدة لأي من الخيارين، ولسبب بسيط، وهو أن الدول إنما تبنى بالإنسان، أداتها الرئيسة كما موضوعها هو الفرد الإنساني، أي المجتمع، وعندما يكون نصف أو ثلث أو ربع هذا المجتمع – لن أقول معادياً– بل مشلولاً، ماذا ستكون النتيجة؟ إعاقة بامتياز!
إن العيش المشترك بين مختلفين قد لا يقود بالضرورة إلى التشارك والمشاركة الكلية، ولكنه سيقود إلى التشارك أو المشاركة في أشياء عديدة. هذه العملية التطورية عبر التاريخ، ومن خلال التراكم، هي التي تشكل الهوية أو الهويات في منطقتنا، وفي سوريا خاصة، لم تنته هذه الصيرورة. يمكن القول إن الهوية السورية الموغلة في القدم، والتي كانت موطناً للعرب وللعربية مذ انتشرت هذه الأخيرة لتحل محل الآرامية والسريانية، قد عرفت نوعاً من التطور اللافت مع الفتح الإسلامي وما تلاه من انتشار للإسلام وما عرفته من قدوم تلاه توطن واستقرار للفرس والروم ومن ثم المغول والأذريين والشركس والترك والكرد والديالمة وغيرهم.
إذن يمكن القول إن هذه الهوية السورية– التي استقرت على العربية لغة، والثقافة الإسلامية فضاء مع حفظ والتمسك بـ: حق الديانات والمذاهب وأي تنوع حضاري آخر بالوجود والاستمرارية– قطعت شوطاً بعيداً في اكتساب ماهيتها المتفردة وكينونتها الخاصة، وليس أدل على ذلك من رد فعلها التلقائي والمقاوم لعملية التتريك التي قام بها العثمانيون. و ينبغي التنويه، على سبيل الملاحظة والتذكير، إلى الدور الذي قام به مسيحيو المنطقة، وكذلك إلى دور العديد من الشخصيات ذات الأصول غير العربية من كرد وغيرهم.
مع كل هذه الأقوام التي سكنت البلاد وعمرتها وامتزجت مع أبنائها تزاوجا وعيشا ولغة، سنجد أن الكثير من البثور والنتوءات ستطفو على السطح هنا أو هناك، أو ربما بقيت مختفية تحته منتظرة اللحظة المناسبة لتبرز من جديد، وهل هناك ظرف، أو بيئة أكثر ملاءمة من البيئة التي لازمت الأزمة السورية وما رافقها من تحريض وتجييش وإقصاء وقتل وتدمير؟
إن عملية الصهر أو الانصهار هذه وان تمت، إلا أنها لم تصل بعد مداها. في هذه الهوية الكثير من صفات العناصر التي شكلتها تاريخياً ولا تزال تشكلها إلى اليوم. وهي إذ حسمت مسألة اللغة والفضاء الثقافي والحضاري وحصرتهما بالعربية لغة وبالثقافة والحضارة الإسلامية فضاء، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى العديد من التعيينات اللونية الخاصة بها، كما هي بحاجة إلى تعيينات أخرى تتعلق بدور العقل وموقعه، ودور الدين وموقعه، ودور الإنسان وموقعه، وجملة الأهداف والغايات الأخرى التي تتطلع إليها.
إن من حق أبناء هذه الهوية أن يشعروا بالفخر لأنهم خلاصة هذا التلاقح والانصهار التاريخي الذي حصل على أرضهم وفيها. والى أن تتعين وتتحدد من حقها على أبنائها أن ينظروا إلى المستقبل بثقة تاركين الماضي للتاريخ والباحثين فيه.
بواسطة فدوى العبود | يوليو 30, 2018 | Culture, Roundtables, غير مصنف
كان الشاب المدعو- آدم والذي صار لقبه فيما بعد – الفيل – يجلس في الباحة السماوية تحت شجرة النارنج، عندما رأى فقاعة أشبه بفقاعة الصابون، تخرج من نافذة الغرفة التي ينام فيها والده وعروسه، وتقترب نحوه .
كان والده قد يئس من أية إمكانية لجعله آدمياً، فقد طُرد من مدرسته على إثر ضربه لأحد أساتذته كما فشل في كل المهن التي تنقل فيها وكان على قناعة راسخة أنه لم يخلق ليؤدي عملاً نافعاً. بل يتعمد أن يفسد الأشياء التي يفترض أن يصلحها، كأن يترك في المدافئ ثقوباً ليتسرب منها الوقود وتحرق البيوت بقاطنيها أو يغرس في الأحذية مسامير مسننة، أو يحدث في أقفال الأبواب ثغرة كي يخلعها اللص ووصل به الأمر إلى وضع العث والديدان في المعاطف التي يبيعها .
بعد طرده صار يمضي وقته في باحة البيت تحت شجرة النارنج، يسهر ليلاً وينام نهاراً. وكان الأب الذي طلق والدة آدم وتزوج شابة صغيرة يشعر أن منتهى سعادته هي أن ينام ولده حتى وقت متأخر ويتمنى أن لا يستيقظ أبداً.
عندما صارت الفقاعة على بعد إنشين منه ارتجف جسده ورأى ما اعتبره خيانة زوجية تحدث في غفلة عن والده . كانت زوجة والده، وجارهم الشاب يركضان في الفقاعة الشفافة الحمراء، وكانت الفقاعة التي بحجم كرة قدم تزداد توهجاً مع ضحكاتهما وعناقهما المحموم بينما تتبدل ألوانها من الفضي إلى الوردي الفاتح إلى الأرجواني المتوهج.
في اليوم التالي لم يخرج كعادته لملاقاة أصحابه، بل أمضى يومه يراقب الزوجة الشابة وهي ترابط عند النافذة وتنظر بعيني قط محروم إلى باب الجيران.
عند الغروب جلس خلف نافذته يراقب الزوجين وهما ينهيان آخر عاداتهما اليومية. سمع قرقعة الصحون وانسياب الماء في الحمام… دعسات والده… وقفل باب غرفتهما. عندها سحب كرسيه وجلس تحت شجرة النارنج ينتظر الفقاعة التي اقتربت منه، وقدمت نفسها له كشاشة سينما أبطالها زوجة أبيه وجارهم الشاب. كانا يسبحان عاريين في مغطس ماء حار.
يتعانقان …يركضان على الحافة الدائرية للمسبح …يغيبان في أروقة قصر باذخ، ثم يقفزان في الماء، و يواصلان السباحة.
غرس سبابته فأحس بلزوجة الفقاعة أخرجها ثم غرسها مجدداً كمن يوجه طعنة بسكين فانقبض وجه المرأة وتراجعت للخلف، وهي تنظر حولها بذعر، شعر العاشق بالخطر فسبح هارباً خارج الحيز الذي يشمله الحلم لكن آدم ضربه في ظهره بسبابته فانزلق الشاب عند طرف الحوض وارتطم رأسه بالرخام، وسالت دماء كثيرة، ثم تحول لون الفقاعة قبل أن تتبدد من الوردي إلى الأسود عندها سمع صرختين من الغرفة، وركض والده -الذي كان شخيره قبل ثوان يملأ الأرجاء – هلعاً ليملأ كوب ماء.
ما اعتبره هواية ومارسه لسنوات في المقهى وفي الشارع مع المتشردين تحول بعد وفاة والده إلى حرفة حيث قصده الناس من كل مكان، وطارت سمعته إلى أوروبا وأفريقيا. قصده إعلاميون فاشلون وصحفيون يبحثون عن الشهرة بأي ثمن و دفعوا أموالاً طائلة لكي يروا قدراته الخارقة.
قصده الجميع بما فيهم الفنانون والسياسيون، والأساتذة الجامعيون، وأخيراً السحرة الذين أرادوا أن يتعلموا منه طريقته في تحويل الحلم الأخضر إلى حلم يابس والأحلام الوردية إلى أحلام سوداء وكوابيس.
كان باب بيته مزدحماً واضطروا إلى هدم حارتين لكي يوسعوا الشارع المؤدي إلى بيته باعتباره ثروة إنسانية كما وقف خمسة عشر شرطياً وثلاثمائة متطوع لتنظيم حركة المرور، واستعمل مئات المساعدين لتنظيم الزبائن في باحة البيت وفي الشوارع والمقاهي الجانبية والذين كانوا من كل الأجناس والأعمار.
كانت تقصده النساء لكي يباغت أزواجهن وعشيقاتهم في أسرتهن، ويحول أحلامهم إلى كوابيس….
…الرجال الذين يطلبون منه أن يتجسس على أحلام رؤسائهم في العمل
…آخرون يتفرجون على رغبات حبيباتهن ولكل شيء تسعيرة فمشاهدة الحلم لها ثمن، والعبث به له ثمنه أيضاً.
كان كل شيء يسير باعتياد إلى أن أتى ذلك اليوم ….
في البداية أرسلوا إليه أشخاصاً يلبسون قبعات جلدية تخفي عيونهم يجلسون في باحة البيت، و يراقبون باب مكتبه ويتهامسون فيما بينهم. في صباح أحد الأيام احترق منزله وفي يوم آخر نهبت نقوده ثم طردوا زبائنه وفي النهاية طلبوا إليه أن يعمل لحسابهم.
– تعمل لدينا ويعود لك ما أخذ منك مضاعفاً. عملك الآن سيختلف. نحن لا تهمنا خيانة الأزواج ولا الزوجات ولا ترهات العشاق والمراهقين.
على من سأتجسس إذاً؟
ستعرف لاحقاً.
كان تصنيف الأحلام يتدرج من عالية الخطورة كالأحلام المتعلقة بالأفكار وأطلق عليها أحلام المجانين… إلى متوسطة الخطورة كالبيوت الفارهة أو السيارات الجميلة أو النساء الفاتنات وسميت أحلام اليائسين… إلى لا خطر منها وهي المتعلقة بوجبات الطعام كأن يحلم الشخص بدجاجة مشوية أو مرطبان من العسل أو سلة من الفواكه وسميت أحلام الأموات.
لكن رئيسه في العمل أصر على أن كل الأحلام خطرة لأنه إذا حظي الحالم بمرطبان العسل فسينتقل إلى المرتبة الأعلى، وهكذا حتى يبدأ بإطلاق أفكاره كما يطلق ريحاً من مؤخرته دون حسيب أو رقيب ، وكان يخبره كل صباح مقطوعته اليتيمة: نحن لم نبن لك هذا المكتب كي تترك تلك الحشرات الخطرة تعبر من سماء المدينة .
وبذلك صار يعمل دون ملل ويطلق العنان للشر الذي رباه في صدره طيلة السنوات الماضية تحت شجرة النارنج .
في بعض الأحيان كان يقبض على شخص وهو يعبر بوابة بيت ذي إطلالة جميلة أو يتأمل شرفة قصرعندها يلامس الفقاعة بصاعق كهربائي فتهتز الفقاعة وينهار البيت فوق رأس الحالم، قد يعاود الحالم الكرة في الليلة التالية لكن بعد محاولتين أو ثلاث سيستيقظ مذعوراً بمجرد رؤيته لإطلالة جميلة أو بيت مترف.
وفي أحيان أخرى يجد أحدهم متأنقاً ويمشي بزهو فيوجه مروحة إلى حلمه تجعله يتأرجح وسط دوامة ريح عاصفة ثم يسكب الماء الممزوج بالوحل على ثيابه ولا يكتفي بتخريب هندامه وبعثرة شعره بل يطلق خلفه كلاباً متوحشة.
أحلام الشعراء والفلاسفة صنفت ضمن عالية الخطورة حيث يلقي هؤلاء المواعظ والنظريات حتى في نومهم لذلك كان يسكب فوقهم دلواً من الأسيد وهو يقسم أن يجعلهم: يتبولون في أسرتهم وعلى زوجاتهم وبالفعل كانوا يستيقظون وقد نسوا كل تفصيل ما عدا رائحة الأسيد والفراش المبلل ولعنات الزوجات.
تسليته الوحيدة هي أحلام الفقراء كأن يباغت شخصاً مع تفاحة أو حبة موز يضع فوق سبابته دودة ويغرسها في الفقاعة فتتحول الثمرة إلى حشرة ضخمة.
أمضى حياته يدخل زلازل في الأحلام يسكب الأسيد والكيروسين يطلق كلاباً وأفاعيَ، يرمي في طعام الفقراء حشرات وقذارات ولم يترك حلماً يكتمل وكان يردد الحكمة التي سمعها من دون أن يفهمها: للأحلام قوة تجعلهم يستيقظون ويفهمون لكن الكوابيس تفعل العكس.
في النهار يقضي وقته في الحانة ثم ينام بضع ساعات. في الليل يبدأ عمله صار لديه مساعدون وتلاميذ مثله ضخام الهيئة لذلك أطلق عليهم الفيلة، وأضيف بجانب اسم كل منهم رقم، مثل الفيل واحد، الفيل اثنان، الفيل ألف.
مع الوقت ازداد عدد الفيلة، وصارت الأحلام تُبتر من منتصفها، وتتحول إلى كوابيس، وكان لكل حلم فيل ينتظره على مفترق الطريق، بعد زمن لم تعد تمر أية فقاعات متوهجة فقط الفقاعات السوداء كانت تستطيع المرور عبر سماء المدينة.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 30, 2018 | Media Roundups, Syria in a Week, غير مصنف
إدلب في عين العاصفة
٢٦-٢٩ تموز/يوليو
بعد سيطرة قوات الحكومة على الجنوب، بات التركيز على إدلب حيث يقيم ٢.٥ مليون شخص نصفهم من النازحين، إضافة إلى ٤٠-٥٠ ألف مقاتل بينهم متطرفون. وكشف مصدر في المعارضة عن قيام فصائل المعارضة في الشمال السوري بتشكيل جيش جديد لمواجهة القوات الحكومية التي تستعد للتوجه إلى محافظة إدلب.
وقال المصدر: “توحدت فصائل المعارضة وأبرزها جبهة تحرير سورية وهيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية وجيش الإسلام وجيش إدلب الحر في تشكيل جيش جديد أطلق عليه اسم ‘جيش الفتح’، والذي يزيد عدد مقاتليه عن أكثر من ٧٥ ألف شخص بهدف التصدي للقوات الحكومية التي بدأت تحتشد باتجاه المنطقة من محاور ريف حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الغربي وريف اللاذقية، وتم تحديد مهام كل جبهة من تلك الجبهات.”
وتوقع المصدر أن تبدأ العمليات العسكرية قبل نهاية شهر آب/أغسطس القادم وذلك بعد خروج أهالي بلدتي كفريا والفوعة من ريف إدلب، وبدأت القوات الحكومية بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال وغرب سورية.
في المقابل، استبعد رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري حصول معركة في محافظة إدلب، لأنها “لن تكون سهلة”، معولا على “ضمانة” تركية للحؤول دون هذه المعركة التي يسعى إليها النظام وحلفاؤه.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في مقابلة مع وسائل إعلام روسية نشرت الخميس على أن الأولوية الحالية للنظام هي استعادة السيطرة على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. وقال الأسد “هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد.” وأوضح “هناك بالطبع أراض في شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة. لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها.”
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن بلاده تخطط لاستضافة قمة بمشاركة روسيا وفرنسا وألمانيا في أيلول/سبتمبر تركز على التطورات في سوريا ومستقبل إدلب على طاولة اجتماع ضامني عملية استانة (روسيا، ايران، تركيا) في سوتشي الاثنين والثلاثاء.
يوم دام في سويداء القلب
٢٦-٢٧ تموز/يوليو
شيعت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية الخميس عشرات من أبنائها الذين قتلوا في هجمات لتنظيم “داعش” أودت بأكثر من ٢٥٠ شخصاً، في أكبر عملية للجهاديين في هذه المنطقة منذ بداية النزاع في ٢٠١١.
وتمكنت قوات النظام مع مسلحين محليين من صد هجوم الجهاديين في مدينة السويداء وقرى في ريفيها الشمالي والشرقي، فيما أفادت آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ٢٥٢ شخصاً بينهم ١٣٩ مدنياً، والباقون من المقاتلين الموالين للنظام وغالبيتهم “سكان محليون حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم.”
وارتفعت الحصيلة تدريجياً منذ صباح الأربعاء مع وفاة جرحى والعثور على جثث مزيد من المدنيين قال المرصد إنه “تم اعدامهم داخل منازلهم بالإضافة الى وفاة مصابين متأثرين بجراحهم.”
وبدأ التنظيم هجومه صباح الأربعاء بتفجير أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في مدينة السويداء تزامناً مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريفها قبل أن يشن هجوماً على تلك القرى ويسيطر على عدد منها. وبعد ساعات من القصف والاشتباكات، تمكنت قوات النظام من صد الهجوم، وفق المرصد والإعلام الرسمي. وقتل خلال الهجوم وما لحقه من قصف واشتباكات ٦٣ من مقاتلي التنظيم بينهم سبعة انتحاريين، وفق المرصد.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي الخميس مشاهد مباشرة من مراسم تشييع القتلى الذين سقطوا في ريف السويداء وسط أجواء من الحزن والغضب. ووضعت نعوش ملفوفة بالعلم السوري وسط قاعة تجمع فيها مئات من الشباب والمشايخ الدروز. وحمل بعض الشباب صور القتلى التي وضعت أيضاً فوق كل نعش، وحمل اثنان منهم على الأقل وهما يرقصان رشاشين على وقع التصفيق وترداد الأهازيج.
ودانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حسابها على تويتر الهجمات. وكتبت “من السويداء… أخبار مفجعة. المدنيون ليسوا أهدافاً.” وتبنى “داعش” الأربعاء في بيانين منفصلين الهجمات التي قال إن “جنود الخلافة” نفذوها في مدينة السويداء وريفها.
وقال وزير الخارجية السورية وليد المعلم الخميس إن “عناصر تنظيم داعش الإرهابي القادمين من البادية” ارتكبوا “جريمة همجية بشعة راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى” في السويداء.
ويعد هذا الاعتداء الأكبر على المحافظة التي بقيت الى حد كبير بمنأى عن النزاع. وتسيطر قوات النظام على كامل المحافظة فيما يقتصر وجود مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند أطرافها الشمالية الشرقية.
وبعد طرده من مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، لا يزال التنظيم قادراً على التسلل من الجيوب والمناطق الصحراوية التي يتحصن فيها لتنفيذ هجمات دموية.
وتمكنت قوات النظام في أيار/مايو من طرد التنظيم من أحياء في جنوب دمشق، وتم إجلاء مئات من المقاتلين من مخيم اليرموك وأحياء مجاورة إلى البادية السورية الممتدة من وسط سوريا حتى الحدود مع العراق وتتضمن جزءاً من أطراف محافظة السويداء.
ومنذ إجلائهم، ينفذ الجهاديون هجمات على نقاط لقوات النظام وحلفائها في البادية والمناطق المحيطة بها، وفق المرصد.
ونشرت شبكات إعلامية محلية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها تعود لمقاتلين من التنظيم قتلوا خلال اشتباكات الأربعاء. وأفادت عن العثور على بطاقات هوية بحوزتهم تظهر أنهم من مخيم اليرموك.
العلم يعود الى الركام المحرر
٢٧ تموز/يوليو
احتفل نحو ٣٠٠ شخص من جنود سوريين ومدنيين في مراسم رمزية الجمعة باستعادة النظام السيطرة على مدينة القنيطرة في الجنوب بعد خروج المقاتلين المعارضين منها.
وتقع مدينة القنيطرة شبه المهجورة والمدمرة منذ الحروب العربية – الإسرائيلية في ستينات وسبعينات القرن الماضي، في المنطقة منزوعة السلاح، قرب القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية.زسيطرت فصائل معارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على المدينة إثر اندلاع النزاع في سوريا في ٢٠١١.
وتوشك قوات النظام السوري السيطرة على كامل الخط الحدودي مع هضبة الجولان المحتلة، بعدما استعادت الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة إثر عملية عسكرية ثم اتفاق تسوية أبرمته روسيا مع الفصائل المتمركزة فيها، والذي خرج بموجبه الأسبوع الماضي مئات المقاتلين والمدنيين إلى الشمال السوري.
و”للاحتفال” بالنصر، تجمع نحو ٣٠٠ شخص من جنود ومدنيين ومقاتلين وافقوا على تسليم سلاحهم في المدينة للمشاركة في مراسم رمزية شملت رفع العلم السوري في الساحة. كما عُلقت صورة للرئيس السوري بشار الأسد على نصب مدمر في وسط “ساحة التحرير”، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس شارك في رحلة نظمتها السلطات.
خلاف حول شروط الإعمار
٢٨ تموز/يوليو
دعت روسيا القوى العظمى الجمعة إلى مساعدة سوريا على إنعاش اقتصادها وعودة اللاجئين بينما تواصل حليفتها دمشق حملتها لاستعادة الأراضي التي فقدت السيطرة عليها في النزاع المستمر منذ العام ٢٠١١.
ودعا مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إلى رفع العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا، وقال إن الدول يجب ألا تربط المساعدة بمطالبها بإجراء تغييرات سياسية في نظام بشار الأسد.
وقال بوليانسكي أمام مجلس الأمن الدولي إن “إنعاش الاقتصاد السوري” يشكل “تحديا حاسما” بينما تعاني سوريا من نقص حاد في مواد البناء والآليات الثقيلة والمحروقات لإعادة بناء مناطق بأكملها دُمرت في المعارك. وأضاف “سيكون من الحكمة لكل الشركاء الدوليين الانضمام إلى المساعدة في جهود تعافي سوريا والابتعاد عن الربط المصطنع بالضغط السياسي.”
إلا أن فرنسا قالت بوضوح إنه لن يتم تخصيص مساعدات لإعادة إعمار سوريا ما لم يوافق الأسد على مرحلة انتقالية سياسية تشمل صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات. ورأى السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر في مجلس الأمن أن الأسد يحقق “انتصارات بدون سلام”، مشددا على الحاجة إلى محادثات سياسية حول تسوية نهائية. وقال “لن نشارك في إعادة إعمار سوريا ما لم يجر انتقال سياسي فعليا بمواكبة عمليتين دستورية وانتخابية (…) بطريقة جدية ومجدية.”
وأضاف أن انتقالا سياسيا هو شرط “أساسي” للاستقرار، مؤكدا أنه بدون استقرار “لا سبب يبرر لفرنسا والاتحاد الأوروبي تمويل جهود إعادة الإعمار وكانت روسيا قدمت خلال الشهر الجاري مقترحات لإعادة اللاجئين السوريين من الأردن وتركيا ولبنان ومصر تتطلب دعما ماليا دوليا.
خريطة كردية – بعثية
٢٨ تموز/يوليو
أعلن مجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، السبت إثر لقاء مع ممثلين لدمشق تشكيل لجان بين الطرفين لتطوير المفاوضات بهدف وضع خارطة طريق تقود إلى حكم “لامركزي” في البلاد.
وتُعد هذه المحادثات الأولى الرسمية العلنية بين مجلس سوريا الديموقراطية ودمشق لبحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية في الشمال السوري، في خطوة تأتي بعدما استعاد النظام مناطق واسعة من البلاد خسرها في بداية النزاع المستمر منذ ٢٠١١.
وجاءت زيارة وفد مجلس سوريا الديمقراطية التي بدأت الخميس، لدمشق بدعوة من الحكومة السورية، وفق بيان صدر السبت عن المجلس ونشر على حسابه على فايسبوك.
وأسفر اجتماع عُقد الخميس، بحسب البيان، عن “اتخاذ قرارات بتشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات وصولا إلى وضع نهاية للعنف والحرب التي أنهكت الشعب والمجتمع السوري من جهة، ورسم خارطة طريق تقود إلى سوريا ديمقراطية لا مركزية.”
ولم يصدر أي تصريح رسمي من دمشق. وطوال سنوات النزاع، بقيت المواجهات العسكرية على الأرض بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد نادرة.
بعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا مع انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقها في العام ٢٠١٢ ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفدرالي قبل نحو عامين في منطقة “روج أفا” (غرب كردستان).
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المئة من مساحة البلاد تتركز في الشمال، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري.
وتأخذ دمشق على المقاتلين الأكراد تحالفهم مع واشنطن، التي قدمت لهم عبر التحالف الدولي غطاء جوياً لعملياتهم العسكرية ضد تنظيم “داعش” ودعمتهم بالتدريب والسلاح والمستشارين على الأرض. وكان الرئيس السوري بشار الأسد وضع الأكراد في وقت سابق أمام خيار المفاوضات أو الحسم العسكري.
عودة “طوعية”
٢٨ تموز/يوليو
أمنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني، اليوم السبت، العودة الطوعية لـ ٧٢٢ نازحاً سورياً من منطقتي شبعا جنوب لبنان والبقاع الأوسط شرق لبنان عبر مركز المصنع الحدودي شرق لبنان باتجاه الأراضي السورية.
وأعلن بيان صادر عن المديرية العامة للأمن العام أنه “في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم، قامت المديرية العامة للأمن العام بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بتأمين العودة الطوعية لـ ٧٢٢ نازحا سوريا من منطقتي شبعا والبقاع الأوسط عبر مركز المصنع الحدودي باتجاه الأراضي السورية.”
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، قد أعلن أن الفترة المقبلة ستشهد عودة مئات الآلاف من النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا. يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ نحو مليون نازح، أمّنت كل من المديرية العامة للأمن العـام العودة الطوعية للمئات منهم حتى الآن بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. جاء ذلك بعد زيارة المبعوث الروسي الكسندر لافرينييف إلى دمشق وبيروت وعمان لبحث عودة اللاجئين من دول الجوار.
قوائم التعذيب
٢٨ تموز/يوليو
شدد نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض بدر جاموس، على أن تسليم النظام قوائم بأسماء المعتقلين المتوفين تحت التعذيب لسجلات النفوس “يكشف حجم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية داخل معتقلات النظام، والتي اعتبر أنه لا يمكن للأمم المتحدة أو لجنة التحقيق الدولية التغاضي عنها.”
وشهدت الأيام الأخيرة تسليم النظام لسجلات النفوس في مختلف المحافظات السورية، قوائم بأسماء القتلى الذين ماتوا تحت التعذيب في المعتقلات، وذكر ناشطون حقوقيون أن القوائم ضمت ألف سجين من مدينة داريا بريف دمشق، و٧٥٠ من الحسكة، و٥٥٠ من حلب، و٤٦٠ من المعضمية، و٣٠ من يبرود.
وقال جاموس أن الهدف من الكشف عن تلك القوائم هو “تخفيف الكارثة عندما يتم إعلان الإفراج عن المعتقلين بأوامر من روسيا”، وأضاف أن النظام قتل عشرات الآلاف من المعتقلين والكشف عن ذلك دفعة واحدة سيشكل صدمة كبيرة، وتابع قائلاً: “وأيضا لدينا خوف من استمرار القتل فى المعتقلات لتصفية أكبر عدد ممكن مع هذا الصمت الدولي.”
وأشار أيضاً إلى أن تسليم تلك القوائم للنفوس وإسقاط هويات المتوفين وإصدار شهادات وفاة لهم، سيساعد دمشق في مصادرة أملاكهم ضمن القانون رقم ١٠ الذي يخطط النظام من خلاله لإجراء عمليات تغيير ديموغرافية واسعة في البلاد.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 24, 2018 | Media Roundups, Syria in a Week
The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.
Kurdish Bridges with Damascus
16 July 2018
The Syrian Democratic Council (SDC), the political wing of the Syrian Democratic Forces (SDF), said that it is considering establishing a platform that represents people living in areas under its control in northern Syria in preparation for potential negotiations with the Syrian government.
The SDF is a coalition that is comprised of Kurds and Arabs and receives considerable support from the United States.
On Monday, the SDC held a two-day conference in Tabaqa city in northern Syria. Two hundred and forty people attended the conference, including officials from Kurdish-controlled areas, as well as representatives from the “internal” opposition, the activities of which are overlooked by the Syrian government.
“One of the goals of this conference is the establishment of a platform to negotiate with the Syrian government,” said member of the presidential body Hikmat Habib, adding that this platform “will represent all self-ruled areas and areas controlled by the SDF. It will also include Raqqa, Deir Azzor, and Manbij.”
“We started to open doors for negotiations because Syrians make up most of these forces … If this does not happen, we will resort to liberating these areas by force because we do not have any other options, whether the Americans are present or not,” said al-Assad in a press interview late May regarding the SDF controlled area.
The SDC then announced its willingness and readiness to enter into “unconditional talks” with the government.
Reverse Displacement
20 July 2018
The issue of the towns of Kafriya and al-Fu’ah was completely closed at midnight Friday upon the implementation of the agreement between Syrian government forces and armed opposition with Russian and Turkish guarantees.
A security source told a German news agency that government authorities received the last batch of the two towns’ residents and captives from the village of Ishtabraq in Idlib countryside, while the armed opposition received the remaining detainees released by the Syrian government.
The source said that the exchange was thoroughly carried out at the Tallet al-I’ss crossing, twenty kilometers southwest of Aleppo, and the curtains were finally closed after a sixteen-hour-delay caused by the armed opposition.
The exchange process began Thursday morning and took place in several batches, as one hundred and twenty-two buses left the scene carrying around seven thousand people from the two towns’ residents and militants from Hezbollah and Iran.
The Humanitarian Issue Precedes the Political Issue
20 July 2018
Russia proposed cooperation with the United States to ensure the return of refugees to Syria, said the Russian Ministry of Defense (MOD) on Friday, days after the summit between Vladimir Putin and Donald Trump.
“Specific proposals on how work could be organized to ensure that refugees can return home have been sent to the American side,” said a senior official in the MOD Mikhail Mizintsev in a statement. The proposals “take into account the agreements between the Russian and US presidents during their meeting in Helsinki” on Monday, he said.
Mizintsev said that Russia proposed the establishment of a joint plan regarding the return of Syrian refugees to areas they lived in prior to the conflict, especially those who fled to Lebanon and Jordan.
Moscow proposed the establishment of a working group that includes Russia, the United States, and Jordan based on the Russian-Jordanian coordination center in Amman, and the establishment of a similar group in Lebanon.
In New York, US State of Secretary Mike Pompeo said in a response to a question on this topic that presidents Putin and Trump in the Helsinki summit discussed “the resolution of the conflict in Syria and how we might get the refugees back,” especially those in Lebanon and Jordan. “It is important that at the right time, through voluntary mechanism, the refugees are able to return to their home country,” he said.
Russia, which has intervened in Syria since September 2015 in support of government forces, proposed to the United States the establishment of a joint group to finance the reconstruction of Syrian infrastructure, according to General Mizintsev. He added that “the American side is studying the Russian proposals.”
French Relief with Russian Wings
21 July 2018
On Friday, France and Russia provided humanitarian aid to eastern Ghouta, which was recaptured by Syrian President Bashar al-Assad’s government, for the first time since the onset of the conflict in Syria in 2011.
A Russian Antonov 124 military cargo plane carrying fifty tons of medical and other supplies provided by France landed in Hmeimeim Base in western Syria coming from Chateauroux airport in France, according to a statement from the Russian Ministry of Defense.
This is the first joint humanitarian operation between a Western country and Russia, which has militarily supported the Syrian president since 2015.
On Saturday, French President Emmanuel Macron and Russian President Vladimir Putin stressed the importance of “the humanitarian aspects in resolving the Syrian conflict, including the implementation of the French-Russian initiative,” according to a telephone call mentioned by the Kremlin.
Paris said that it received “guarantees” from Moscow that the Syrian government will not hamper the delivery of the aid, as it does with UN convoys, and that the aid and its distribution will not be used for political objectives.
The Last Displacement from the South
21 July 2018
Hundreds of militants and civilians arrived to areas controlled by opposition factions in northwestern Syria, after they were evacuated from al-Qonaiterah governorate in southern Syria.
The evacuation of militants from al-Qonaiterah governorate, which includes the Golan Heights occupied by Israel, came under an agreement brokered by Russia, an ally of the Syrian government, with opposition factions in the area.
The agreement, which followed a large-scale military offensive by government forces, effectively provides for the surrender of the factions, handing over light and medium weapons, the return of official institutions to al-Qonaiterah, and the evacuation of militants who refuse this agreement to northern Syria.
Official media said that the agreement provides for “the return of the Syrian Arab Army to positions it held prior to 2011,” which is when the Syrian conflict erupted in this area that is considered to be sensitive because of proximity to Israel.
The media also said that the militants were carrying individual machine guns and eating food provided to them before everyone, including women and children, boarded buses hired by a local non-governmental organization to take them to temporary camps in the governorates of Idlib (north-east) and Aleppo (north).
Syrian forces launched a large-scale offensive on 19 June to take back areas controlled by factions in southern Syria. They were able to take back more than ninety percent of Daraa governorate before they launched their offensive on al-Qonaiterah governorate.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 23, 2018 | Media Roundups, Syria in a Week, غير مصنف
جسور كردية مع دمشق
١٦ تموز/يوليو
أعلن مجلس سوريا الديموقراطية، وهو الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية، أنه يدرس إنشاء منصة تمثل سكان المناطق الخاضعة لهذه القوات في شمال سوريا، استعدادا لمفاوضات محتملة مع النظام السوري. وقوات سوريا الديموقراطية ائتلاف يضم أكرادا وعربا، وتحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة.
وعقد مجلس سوريا الديموقراطية الاثنين مؤتمرا استغرق يومين في مدينة الطبقة في شمال سوريا بحضور نحو ٢٤٠ شخصا، بينهم مسؤولون عن الأراضي الخاضعة لحكم ذاتي تحت سيطرة الأكراد، إضافة إلى ممثلين عن معارضة “الداخل” التي يغض النظام السوري الطرف عن نشاطها.
وقال عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديموقراطية، حكمت حبيب: “أحد أهداف هذا المؤتمر هو تشكيل منصة للتفاوض مع النظام السوري.” وأضاف أن هذه المنصة “ستمثل كافة مناطق الإدارة الذاتية ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما ستشمل الرقة وديرالزور ومنبج.”
وقال الأسد في مقابلة صحافية في أواخر أيار/مايو الماضي في كلامه عن مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية: “بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات من السوريين (..). إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم.”
وإثر ذلك أعلن المجلس الديمقراطي السوري استعداده للدخول في “محادثات من دون شروط” مع النظام.
تهجير معاكس
٢٠ تموز/يوليو
أغلق بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة ملف بلدتي كفريا والفوعة بشكل كامل بعد الانتهاء من تنفيذ الاتفاق الموقع بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة بضمانة روسية وتركية.
وذكر مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء الألمانية أن السلطات الحكومية تسلمت الدفعة الأخيرة من مواطني بلدتي كفريا والفوعة وأسرى قرية اشتبرق بريف إدلب بينما تسلمت المعارضة المسلحة العدد المتبقي من المعتقلين المفرج عنهم من قبل حكومة دمشق.
وذكر المصدر أن عملية التبادل أنجزت بشكل كامل على معبر تلة العيس جنوب غرب مدينة حلب بحوالي ٢٠ كلم وأسدل الستار بشكل كامل على الاتفاق بعد تأخير استمر أكثر من ١٦ ساعة بسبب المعارضة المسلحة.
وبدأت صباح الخميس عملية التبادل التي تمت على عدة دفعات حيث خرجت ١٢٢ حافلة تقل حوالي ٧ آلاف شخص وهم أهالي البلدتين ومسلحين من حزب الله اللبناني وإيران.
الملف الإنساني يسبق السياسي
٢٠ تموز/يوليو
اقترحت روسيا على الولايات المتحدة التعاون لضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، بعد أيام على قمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة.
وقال المسؤول الكبير في الوزارة الجنرال ميخائيل ميزينتسيف في بيان “أرسلنا إلى الجانب الأميركي اقتراحات ملموسة حول تنظيم العمل لضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم.” وأوضح أن هذه المقترحات “تأخذ في الاعتبار الاتفاقات بين الرئيسين الروسي والأميركي خلال قمتهما في هلسنكي” الاثنين.
وقال المصدر إن روسيا تقترح وضع خطة مشتركة حول عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي كانوا يقيمون فيها قبل اندلاع النزاع خصوصا الذين فروا إلى الأردن ولبنان.
لهذه الغاية تقترح موسكو إنشاء مجموعة عمل تضم الروس والأميركيين والأردنيين استنادا إلى مركز التنسيق الروسي الأردني في عمان، وإنشاء مجموعة مماثلة في لبنان.
وفي نيويورك، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ردا على سؤال بهذا الخصوص إن الرئيسين بوتين وترامب قد ناقشا في قمة هلسنكي “تسوية النزاع في سوريا وكيفية عودة اللاجئين” الموجودين على وجه الخصوص في لبنان أو الأردن إلى بلدهم. وأكد “من المهم بالنسبة للعالم أنه في الوقت المناسب، ومن خلال آلية طوعية، أن يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة إلى بلدهم.”
وروسيا التي تدخلت في سوريا منذ أيلول/سبتمبر 2015 لدعم القوات الحكومية تقترح على الولايات المتحدة إنشاء مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنى التحتية السورية كما قال الجنرال ميزينتسيف. وقال إن “الجانب الأميركي يدرس المقترحات الروسية.”
إغاثة فرنسية بأجنحة روسية
٢١ تموز/يوليو
قدمت فرنسا وروسيا ليل الجمعة السبت مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية التي استعادها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك للمرة الأولى منذ بدء النزاع في هذا البلد في العام 2011.
وهبطت طائرة شحن روسية ضخمة من طراز “أنطونوف 124” تابعة للجيش الروسي وتقل ٥٠ طنا من المواد الطبية وأخرى أساسية قدمتها فرنسا في قاعدة حميميم غرب سوريا آتية من مطار شاتورو (وسط فرنسا)، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.
وهذه العملية الإنسانية المشتركة هي الأولى بين دولة غربية وروسيا التي تدعم الرئيس السوري عسكريا منذ 2015.
وشدد الرئيسان الفرنسي ايمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين السبت على “الجوانب الإنسانية في تسوية النزاع السوري بما في ذلك تطبيق المبادرة الفرنسية الروسية”، بحسب محادثة هاتفية أشار إليها الكرملين.
وقالت باريس إنها حصلت من موسكو على “ضمانات” أن لا يعرقل النظام السوري وصول المساعدات، كما يفعل مع قوافل الأمم المتحدة، وأن لا يتم تحويل المساعدات او استخدامها لأهداف سياسية.
آخر تهجير من الجنوب
٢١ تموز/يوليو
وصل مئات المقاتلين والمدنيين إلى الاراضي التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا، بعد إجلائهم من محافظة القنيطرة في جنوب سوريا.
وجاء الإجلاء من المقاتلين من محافظة القنيطرة التي تضم هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بموجب اتفاق أبرمته روسيا حليفة النظام السوري، مع الفصائل المعارضة في المنطقة.
ونص الاتفاق الذي جاء في أعقاب هجوم عسكري واسع لقوات النظام، على استسلام الفصائل عملياً وتسليم أسلحتها الخفيفة والمتوسطة، وعودة المؤسسات الرسمية إلى العمل في القنيطرة، وإجلاء المقاتلين الذين يرفضون هذا الاتفاق إلى شمال سوريا.
وقال الإعلام الرسمي إن الاتفاق يقضي بـ “عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011″، وهو عام اندلاع النزاع السوري في هذه المنطقة التي تتسم بحساسية بالغة لقربها من إسرائيل.
وأوضح أيضا أن المقاتلين كانوا يحملون رشاشات فردية وتناولوا طعاما قدم إليهم، قبل أن يستقل الجميع مع النساء والأطفال حافلات أخرى استأجرتها منظمة غير حكومية محلية لنقلهم إلى مخيمات استقبال مؤقتة في محافظتي إدلب (شمال غرب) أو حلب (شمال).
وبدأت القوات السورية هجوما واسعا في التاسع عشر من حزيران/يونيو لاستعادة مناطق سيطرة الفصائل في جنوب البلاد. وتمكنت من استعادة أكثر من ٩٠% من محافظة درعا، قبل أن تباشر هجومها على محافظة القنيطرة.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 19, 2018 | Media Roundups, Syria in a Week
The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.
Syria Between Trump and Putin
16 July 2018
On Monday, US President Donald Trump expressed his hope for improved cooperation between his country and Russia in Syria.
After a summit held with his Russian counterpart Vladimir Putin, Trump said in a joint press conference in Helsinki that the two sides have the potential to save thousands of lives in the ongoing civil war in Syria.
Trump added that Iran must not be allowed to benefit from the successful campaign against ISIS.
Trump and Putin did not mention the Geneva Declaration or UN Security Council Resolution 2254, but rather focused on “Israel’s security”, humanitarian aid, and reducing the level of violence.
Airstrike on Iran
15 July 2018
Israel carried out an airstrike against a government military position in the eastern countryside of Aleppo in northern Syria on Sunday, the official Syrian news agency SANA said.
“The Zionist enemy … targeted one of our military positions north of al-Nairab airport. Damage was limited to materials,” SANA said citing an anonymous military source.
For its part, the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said that it monitored a series of explosions in “the vicinity of al-Nairab military airport, which is under the control of government forces and militants loyal to the government in the outskirts of Aleppo.”
The explosions “turned out to be a result of a rocket attack, which is most likely Israeli, that targeted positions for government forces and militants allied to them in al-Nairab military airport and surrounding area.”
Since the onset of the conflict in Syria in 2011, Israel has repeatedly carried out airstrikes against military targets for the Syrian army or Hezbollah in Syria. Israeli airstrikes recently targeted Iranian positions.
Daraa on the Road to Displacement
15 July 2018
Fighters from opposition factions, along with their families, began to leave Daraa in southern Syria on Sunday in accordance with an agreement that will return the cradle of the protests that erupted seven years ago to the power of the government.
On Sunday, hundreds of fighters and their families boarded fifteen buses carrying their personal belonging and left the assembly point.
“The majority of the departees are fighters and some families,” said a reporter for the AFP, adding that “according to the records, seven hundred and fifty people would leave” Daraa, and that “there were two or three vacant buses” at the time of departure.
At the bus assembly point, a number of women and children stood carrying their luggage. “Men were searched by the Russians [soldiers], while women were searched” by young women loyal to the government.
The buses arrived in the morning and were stationed on Sajneh road, which connects areas of the opposition and the government. This contact line was opened a few days ago after the removal of barricades, according to the reporter.
Russia in the “Triangle of Death”
16 July 2018
Syrian opposition sources said yesterday that Russian planes launched airstrikes on areas between Daraa and Qonaitera after using the airspace over Israel and the occupied Syrian Golan Heights.
Syrian government forces have been seeking to take back all of Daraa governorate and the adjacent Qonaitera in southern Syrian for weeks, as there still remains some opposition factions, in addition to a faction affiliated with ISIS.
Government forces took control of “several towns in the western countryside of Daraa after battles with militants who refused the settlement and yet other battles after opposition factions agreed to join the agreement,” said the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) and also reported fierce battles to control the strategic al-Hara hill in Darra countryside, which overlooks the Golan.
While the Syrian official news agency SANA said that government forces took control of the hill, which is “the most important position in the southern front in Daraa countryside,” the SOHR reported the continuation of “intensive clashes in the area of the strategic al-Hara hill in the triangle of death northwest of Daraa,” and said that the area was targeted with one thousand three hundred and fifty airstrikes and barrel bombs with the participation of Russian planes.
Syrian Criticism of Iran
15 July 2018
There was no official comment in Tehran until yesterday evening regarding criticism made the day before yesterday in al-Watan newspaper, which is close to the Syrian government, towards Ali Akbar Velayati, adviser to the leader of the Islamic Revolution.
The newspaper published an article entitled ‘Sorry Ali Akbar Velayati, The World Might Have Collapsed, But Syria Would Not’ in response to statements made by Velayati in which he said that the government would have collapsed within a few weeks had it not been for Iran’s intervention.
The article said that such statements are an “exaggeration that we are used to hearing from some Iranian media outlets or political analysts or those who are affiliated in detail with Iran.”
A New Government in the East
16 July 2018
On Monday, the political wing of the Kurdish-led Syrian Democratic Forces (SDF) said that it is working on forming a unified administration for the areas it controls, in a step that would strengthen its influence in northern and eastern Syria.
The SDF controls almost a quarter of Syrian territories, most of which was taken from ISIS with the help of a US-led coalition. This constitutes the largest area of land outside the control of President Bashar al-Assad’s government.
The plan announced on Monday at a congress of the Syrian Democratic Council (SDC) in Tabaqa city aims to bring together a number of local civil councils that have emerged across SDF territory in northern and eastern Syria.
“This is an administration to coordinate among the areas … to secure needs in all areas,” Ilham Ahmed, the co-chair of the SDC and a top Syrian Kurdish politician, told Reuters.
She added that the initiative is still in the early stages of deliberations and its goal is to include all areas controlled by the SDF. “It will have a benefit when it comes to ensuring security and stability,” she said.
The SDF is led by the Kurdish People Protection Units (YPG), but it expanded beyond areas populated by Kurdish majorities in the north. Its territory now includes Raqqa, which was ISIS’s base in Syria, and Deir Azzor at the Iraqi border.
The group wants to put an end to the ongoing conflict in Syria with a decentralized system that secures rights for minorities, including Kurds.
Control Map
9-16 July 2018
After a quick advance in Daraa governorate, Syrian government forces now control more than sixty percent of Syrian territory, while opposition factions are taking consecutive blows, according to a report by the AFP in Beirut.
Since the onset of the Russian military intervention in its favor in September of 2015, the Syrian government army has made consecutive victories at the expense of both opposition factions and ISIS, the most prominent of which have been Aleppo city (December of 2016), Palmyra (March of 2016, but was lost again in 2017), and eastern Ghouta near Damascus (April of 2018).
After recapturing eastern Ghouta, all of the capital, and then the majority of Daraa governorate recently, Syrian government forces now control sixty-one per cent of the country’s territory in comparison to seventeen percent before this expansion, according to the SOHR. Syria’s area is one hundred and eighty-five thousand square kilometers.
Government forces gradually regained the most important cities like Aleppo, Homs, Daraa, and all of Damascus. They have maintained their presence in coastal areas in the west of the country.
Seventy-two percent of the population lives in government-held territory, according to Fabrice Balanche, a geographer specializing in Syria. Six million Syrians are refugees outside the country and around seven million are displaced from their homes out of twenty-three million Syrians, according to expert estimates.
Opposition factions are also present in limited areas in the northern countryside of Hama (middle Syria), whereas Syrian factions loyal to Ankara hold control of vast areas of the northern countryside of Aleppo (northern Syria).
Tahrir al-Sham (previously Nusra) holds vast parts of Idlib (northwest of Syria), where the presence of opposition factions is limited to certain areas.
Opposition factions and Tahrir al-Sham currently hold nine percent of the country’s territory.
ISIS, which controlled vast areas of Syria and Iraq in 2014, started to gradually lose its positions in 2015, especially with the Kurd’s advance that ousted it from areas in the countryside of Aleppo and then from Raqqa governorate, where battles between ISIS and the Syria army also took place.
The extremist organization currently holds around three percent of the country. It is present in a small enclave in Deir Azzor governorate (east of Syria) near the Iraqi border, and another one in the Syrian desert in the middle of the country. Khaled Ibn al-Waleed Army, loyal to ISIS, also controls a small enclave in southwest Daraa governorate. Dormant cells affiliated with ISIS are also present in Idlib governorate.
After decades of suffering from marginalization, Kurdish influence has increased with the expansion of the conflict in Syria in 2012 and the decrease of government authority in Kurdish majority areas. The YPG, the backbone of the SDF, received support from the international coalition which considered it the most effective party in fighting ISIS.
The Kurds now control more than twenty-seven percent of the country.