بواسطة Syria in a Week Editors | مارس 23, 2020 | Syria in a Week, غير مصنف
الجنرال “كورونا” يفرغ السجون
22 آذار/مارس
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الأحد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل الأحد للتصدي لفيروس كورونا .
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا )، أن المرسوم يقضي استبدال عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، واستبدال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة 20 عاماً، وكذلك
استبدال عقوبة الاعتقال المؤبد بعقوبة الاعتقال المؤقت لمدة 20 عاماً.
وأشارت إلى أنه لا تطبق أحكام التخفيف المنصوص عليها في المرسوم في الجنايات التي ينتج عنها ضرر شخصي إلا إذا أسقط المتضرر حقه الشخصي، لافتة إلى أنه لا يعد تسديد مبلغ التعويض المحكوم به بحكم الإسقاط.
وقالت مصادر حقوقية سورية في دمشق، إن المرسوم الرئاسي جاء لأجل تفريغ السجون المكتظة في إطار جهود الحكومة السورية للتصدي لفيروس كورونا. وأضافت أن مرسوم العفو لم يشمل الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم وسجنهم بسبب التعامل بالعملات الأجنبية .
سوريون في قبرص
21 آذار/مارس
أعلنت سلطات الشطر الشمالي من جزيرة قبرص السبت إنقاذ مجموعة من 175 سورياً كانوا على متن مركب وجرى منعهم من الرسو على شواطىء جمهورية قبرص.
وقالت الشرطة في “جمهورية شمال قبرص التركية” إنّ اللاجئين، وبينهم 69 طفلاً، استقبلوا ليلاً بعد غرق مركبهم على بعد نحو عشرة أمتار من الساحل في جنوب شبه جزيرة كارباس. وأضافت أنّهم نقلوا إلى صالة للألعاب الرياضية في منطقة ايسكليه في شمال-شرق الجزيرة، موضحة أنّهم سيخضعون لفحوص طبية.
والجمعة، منعت سلطات جمهورية قبرص المركب من الرسو في الشطر الجنوبي، ولم يكن تعرف من أين أتى.
وتقع الجزيرة على مسافة 100 كلم من لبنان و80 كلم من تركيا، وهما بلدان استقبلا وحدهما أكثر من أربعة ملايين سوري فروا من الحرب في بلادهم.
ووصلت في الأشهر الأخيرة عدة مراكب إلى قبرص، آتية من سواحل مدينة مرسين التركية.
الجيش والوباء
20 آذار/مارس
أوقف الجيش السوري عمليات التحاق مكلفين جدد بالخدمة العسكرية بسبب الأوضاع الصحية وتحسباً من انتشار فيروس كورونا .
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان لها الجمعة وقف عمليات التجنيد الإجبارى حتى 22 نيسان/ أبريل المقبل وذلك بسبب الأوضاع الصحية التي يمر بها العالم حالياً .وتابع البيان “سيتم أيضاً إيقاف كافة الإجراءات القانونية الخاصة بدعوة المكلفين وملاحقتهم بالتخلف عن السوق بسبب الأوضاع الصحية التي يمر بها العالم حاليا”.
منعت سوريا دخول الأجانب الوافدين من دول عديدة يتفشى بها فيروس كورونا، وذلك في إطار توسيع إجراءات مكافحة الوباء.
مقتل جنديين تركيين
19 آذار/مارس
قالت وزارة الدفاع التركية الخميس إن اثنين من جنودها قتلا في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في هجوم صاروخي نفذته “بعض الجماعات الراديكالية”. وأضافت الوزارة أن جنديا آخر أصيب وأن قواتها فتحت النار على أهداف في المنطقة.
كانت تركيا، التي تدعم مسلحين يعارضون الرئيس السوري بشار الأسد، قد توصلت قبل أسبوعين لاتفاق مع روسيا لوقف إطلاق النار بعد اشتباكات استمرت عدة أشهر أدت إلى تشريد نحو مليون شخص في إدلب. وتدعم موسكو قوات الحكومة السورية.
والحادث هو الأول من نوعه الذي يُقتل فيه جنود أتراك في إدلب منذ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
خفض الرواتب
10 آذار/مارس
ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الخميس أنه علم أن تركيا خفضت رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى إرسالهم للقتال في ليبيا. وأشار إلى أن هذا جرى “بعدما فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو ستة آلاف مقاتل”.
ولا يتسنى التأكد من هذه المعلومات من مصادر أخرى.
وذكر “المرصد” أيضاً أن عدد قتلى الفصائل السورية الموالية لتركيا بمعارك ليبيا ارتفع إلى 129 مقاتلاً، وذلك خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
مأساة إدلب
18 آذار/مارس
حذرت منظمة إغاثة الأربعاء من العواقب المأساوية في حال تعرض اللاجئين العالقين في شمالي سورية بسبب العنف للإصابة بفيروس كورونا.
وقال ديرك هيجمانس المدير الإقليمي لإدارة سورية بمنظمة مكافحة الجوع الألمانية: “على ضوء وحشيته الظاهرة، فإنه يمكن توقع حدوث إبادة جماعية إذا ما وصل فيروس كورونا إلى شمال غربي سورية”.
وأضاف أن الهجوم الحكومي، والذي بدأ على محافظة إدلب في شمال غرب سورية في أواخر نيسان/أبريل الماضي، دمر عشرات المستشفيات.
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من أن انتشار الفيروس في شمال غرب سورية يمكن أن يؤدي إلى وضع حرج سريعاً إذا لم يتم اتخاذ تدابير وإجراءات إضافية.
وقال شتيفان دولد، المسؤول الصحفي للمنظمة في برلين، “إن المرض سينتشر بسرعة كبيرة، خاصة في أماكن المخيم”.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الشديد إزاء تأثير مرض كوفيد 19 الناجم عن الفيروس في شمال غرب سورية.
وقالت المنظمة في بيان إن اللاجئين في المنطقة يعيشون في ظروف تجعلهم عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
وقال رائد صالح، رئيس منظمة الخوذ البيض: “سنقوم بحملات توعية مكثفة ابتداء من يوم الجمعة بالتنسيق مع الجمعيات الصحية في شمال غرب سورية”.
معارك إدلب
17 آذار/مارس
قُتل أربعة عناصر تابعين لقوات النظام السوري ومقاتل من الفصائل المسلّحة المعارضة الثلاثاء في اشتباكات عنيفة في الريف الجنوبي لإدلب الواقع على أطراف آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا، والمشمول باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في السادس من آذار/مارس.
وعلى الرغم من تسجيل اشتباكات في الساعات الأولى من الهدنة أوقعت ستة قتلى في صفوف قوات النظام وتسعة جهاديين، إلا أن الاتفاق سمح بإرساء هدوء واضح في محافظة إدلب التي شهدت طوال أشهر قصفا ًعنيفاً لطائرات قوات دمشق وموسكو تسبّب بكارثة إنسانية.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان قد توصلا للاتفاق خلال قمة عقدت في موسكو مطلع آذار/مارس الحالي.
ويتضمن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة، اعتبارا من 15 آذار/مارس، على جزء كبير من الطريق السريع “إم 4”.
كما ينصّ الاتفاق على إنشاء “ممر آمن” بعمق ستة كلم على جانبي هذا الطريق السريع.
وأوقع هجوم النظام السوري المدعوم من روسيا على المنطقة نحو 500 قتيل مدني وأدى إلى نزوح نحو مليون شخص منذ كانون الأول/ديسمبر.
تحريض أميركي
17 اذار /مارس
حملت الولايات المتحدة ولأول مرة روسيا الثلاثاء مسؤولية مقتل عشرات الجنود الأتراك في سوريا، وفرضت مزيداً من العقوبات على مسؤولين سوريين.
وقتل 34 جنديا تركياً الشهر الفائت في محافظة إدلب في ضربة جوية، وألقت أنقرة المسؤولية على القوات السورية وتوصلت إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد مع موسكو.
وفي إعلانه عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين، ألقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالمسؤولية على روسيا التي تدعم إضافة إلى إيران، نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مسعاه للقضاء على المسلحين المعارضين في إدلب، آخر معاقلهم.
معاقبة وزير ووفاة سلفه
17 آذار/مارس
فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب لمسؤوليته عن العنف والأزمة الانسانية شمالي سورية.
وفي 20 آذار، أعلنت وفاة وزير الدفاع الأسبق العماد علي حبيب عن عمر يناهز واحداً وثمانين عاماً. وكان حبيب قد قاد القوات السورية في حرب الخليج في بداية تسعينات القرن الماضي، وقائد معركة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني ضد القوات الإسرائيلية عام 1982.
بواسطة Soltan Salit | مارس 22, 2020 | Cost of War, غير مصنف
* تُنشر هذه المادة ضمن ملف “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات“
شكّل الانتشار الكبير لفيروس كورونا على مستوى العالم وتصّدر أخباره وسائل الإعلام لحظة بلحظة هاجساً للجميع، وبالرغم من خطورة الموضوع والتقارير المقدمة عن عدد الإصابات والوفيات حول العالم إلا أن المشهد في سوريا اتخذ صبغة خاصة حول ذلك. تم تسجيل إصابات مؤكدة في كل دول الجوار إلا أن سوريا لم تُسجل أي إصابة حتى اليوم حسب الرواية الرسمية، الأمر الذي أثار موجة من الأسئلة في الشارع السوري حول مصداقية التقارير المقدمة وخصوصاً أن هناك الكثير من الأخبار التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد وجود حالات إصابة بالمرض في أغلب المدن، إلا أن الحكومة تتكتم على الموضوع لأسباب أمنية واقتصادية في ظل واقع الحرب الذي مازال قائماً في البلاد.
وفي خطوة وصفتها بالاحترازية قررت الحكومة السورية فرض مجموعة من التدابير لمنع انتشار المرض مستقبلاً والوقاية منه، ومن هذه التدابير إغلاق المدارس حتى مطلع نسيان وتخفيض نسبة الدوام الرسمي للموظفين واعتماد مبدأ المناوبات وتجهيز المستشفيات وفرق الطوارئ ومقرات الحجر الصحي. كما منعت التجمع في المطاعم والنوادي والأسواق والأماكن الدينية، وقامت بحملات تعقيم للمرافق العامة بالإضافة لحملات التوعية بالمرض وضرورة الالتزام الطوعي بالبقاء في المنزل وتقليل الاختلاط والازدحام ما أمكن.
قوبلت الإجراءات الحكومية المفاجئة من الشارع السوري بردود أفعال متباينة، ففي السويداء على سبيل المثال نرى اختلافاً واضحاً في التعامل مع التحذيرات والقرارات الجديدة بين من يعتبرها ضرورية ولازمة لمواجهة المرض، وبين من يعتبرها إجراءات مبالغاً فيها كثيراً ولا داعي لها أبداً طالما لا توجد حالات إصابة على حد قولهم.
يعتبر بيان (47 عاماً، طبيب) ما تقوم به الحكومة من إجراءات في غاية الأهمية، لكن يبقى التعويل الأهم على وعي الناس في التعامل الجدي مع الوباء. يقول .بيان: “الجميع يدرك مدى محدودية الخدمات والرعاية الصحية الموجودة نتيجة الحرب، ففي حال انتشر الوباء في سوريا سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة، المستشفيات والمراكز الصحية لا تستطيع التعامل مع جائحة بهذا الحجم فيما لو حدثت، ولذا يجب على الجميع عدم الاستهتار بالموضوع والالتزام بخطوات الوقاية والتي للأسف لحد اليوم لازالت محدودة وغير جدية.” ويعلق مازحاً: “على غير العادة هذه المرة لم تعقد حلقات الدبكة في الساحات العامة لمواجهة فيروس كورونا، هي فترة محدودة وستمر فإما أن ندخل التاريخ أو نخرج من الجغرافيا”.
ويضيف بيان: “المفارقات التي نراها في الشارع تدعو للقلق، فرغم قرار إغلاق المدارس إلا أن الأطفال يتجمعون في الحارات وكأنها فرصة أو عطلة للعب والتسلية، كذلك الأمر في المناسبات الاجتماعية والزيارات العائلية حتى أن البعض أسماها بعيد الكورونا، حيث وجدوها فرصة للتواصل أشبه بأيام الأعياد. فما نفع الكمامات والمعقمات طالما بقي التواصل الاجتماعي على ما هو، الأمر يحتاج جدية في التعامل حتى لو اضطرت الحكومة لفرضه على الناس فرضاً.”
الحياة الاجتماعية في مدينة كالسويداء لا تزال تحكمها كثير من العادات التي تعتبر تهديداً حقيقياً في حال انتشر المرض فعلاً، الزيارات بين الناس، والتجمعات في المناسبات، وعادات شرب القهوة المرة من نفس الفنجان، و شرب المتة بكأس مشتركة، أو حتى المصافحة والتقبيل، كلها عادات تشكل خطراً حقيقياً ويمكن أن تؤدي لانتشار المرض. ورغم تعليمات الصحة والهيئات الدينية والاجتماعية في المدينة لإلغاء هذه العادات في الوقت الراهن إلا أن الكثيرين يقللون من أهمية تلك الإجراءات واعتبارها خارج سياق الوقاية الفعلية.
يتساءل أبو أحمد (55 عاماً، موظف حكومي) عن فائدة هذه الإجراءات الحكومية في الوقت الذي لا تطبق بشكل جدي على باقي مناحي الحياة في المدينة، ويقول: “لا تكون الوقاية بالشكل فقط وتطبق على أشياء دون غيرها، فما نفع هذه القرارات طالما بقيت أزمة المحروقات قائمة والناس تتدافع على منافذ بيع الغاز والكازيات، وعلى الأفران والمؤسسات الاستهلاكية لشراء مخصصاتهم من المواد التموينية، ماذا عن وسائل النقل العامة والخاصة، كيف يمكن تعقيم أوراق العملة مثلاً والتي يقوم الجميع بتداولها، ماذا عن وحدات الجيش والقطع العسكرية والجنود في المعارك، من يريد تطبيق الوقاية يجب أن تكون شاملة وإلا فهي حبر على ورق.” ويتابع القول: “تطالبنا الحكومة بالبقاء في المنازل والالتزام بالتعليمات بينما لا تخبرنا ماذا ستفعل في حال انتشر المرض ونحن نعلم جميعاً مدى سوء الرعاية الصحية في البلد. هناك تقارير تؤكد أن في سوريا كلها لا يوجد أكثر من 30 منفسة وجهاز إنعاش. الحكومة التي تطالبنا بالنظافة وغسيل الأيدي والتعقيم هي نفسها المسؤولة عن أكوام القمامة المنتشرة في الحارات والشوارع. الأجدى بالحكومة أن تقوم بواجباتها أولاً وبعدها فلتطلب من الناس الالتزام. إن صور مركز الحجر الصحي التي انتشرت على مواقع التواصل في ريف دمشق تُثير الرعب وتبعث على التشاؤم والإحباط، هذا عدا عن أن غالبية الناس تضطر للخروج والعمل لتأمين قوت يومها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والمنهارة التي يعانيها الجميع ليأتي قرار المنع وإغلاق الكثير من المرافق فيزيد الطين بلّة، في حين لم تصرح الحكومة عن أي إجراءات لمساعدة الناس أو تعويض المتضررين إلى الآن.”
يبدو الخوف واضحاً في كل مفاصل الحياة في مدينة السويداء وإن بدا في بعض الأحيان عكس ذلك، خوف يخالطه الكثير من العبث واللامبالاة، الجميع يعلم في قرارة نفسه مدى خطورة وباء كورونا فعلاً، لكن إحساسهم بالعجز والخوف يتجاوز التعامل الجدي مع الموضوع لينقلب إلى شيء أشبه بالدعابة في بعض الأحيان أو التقليل من أهمية الموضوع والتسليم في أحيان أخرى. سيرى المتابع لصفحات التواصل الاجتماعي ذلك بوضوح، وسيلمس المتنقل في بعض شوارع مدينة السويداء ذلك حتماً، فحركة الأسواق بدأت تتأثر بالموضوع، وقل الطلب على أغلب السلع باستثناء المواد الغذائية والطبية والتي شهدت إقبالاً كبيراً وزيادة ملحوظة في أسعار بعض المواد وبالأخص مواد التعقيم والمنظفات والكمامات الطبية وغيرها، حتى أنني لم أوفق بالحصول على علبة فيتامين c رغم سؤالي لأكثر من 10 صيدليات في المدينة.
اللافت في السويداء سرعة الاستجابة لقرارات الوقاية في الريف بشكل كبير، فقد قامت العديد من القرى بمبادرات محلية لتعقيم جميع المرافق والطرقات وحث الأهالي على الالتزام بالنظافة وارتداء القفازات والكمامات وبالأخص أصحاب المحلات التجارية أو سائقي المركبات العامة، بالإضافة لمنع كافة أشكال الاجتماعات والفعاليات وتخصيص صندوق لجمع التبرعات في حالة الطوارئ.
قد تتدبر الناس أمرها وتتحايل في التعامل مع الواقع اليوم سواء بالإنكار أو الامتثال أو حتى بالسخرية، لكن ما يثير القلق هو السؤال: ماذا لو بات المرض واقعاً فعلياً؟ كيف سيواجهه السوريون\ات وهم بهذه الحالة بعد كل ما حل بهم؟ سؤال يبقى مفتوحاً لاحتمالات المجهول المرعبة.
بواسطة Amal Mohsen | مارس 21, 2020 | Cost of War, غير مصنف
ورثتُ بعد سفر أصدقائي إلى مختلف بقاع العالم، أهلهم وذكرياتهم وصارت رائحتي تشبه رائحة كل بعيد، أجلسُ بينهم شاهدة على أثر الغياب. أراقبُ الخالة سعاد كيف تعتني بما تبقى من ثياب ابنتها وكتبها المدرسية وتعتني بقطة لطالما انزعجت من اعتناء ابنتها بها، تلاعبُ بحنانِ جدةٍ أطفال القطة ذاتها وكأنهم أحفادها التي تمنت أن تلاعبهم في يوم ما، تقول: “لم يبق لي غيرهم يؤنسني بعد رحيل الأبناء”.
ويؤلمني النحيب المكتوم لوالدة صديقتي الأخرى كلما احتضنتني، تخبرني بغصّة: “رهنتُ كلّ ما أملك لمنح ابنتي فرصة حياة أفضل في أوروبا، حياة تليق بابنةٍ أفنيتُ عمري في تنشئتها، والآن أقف عاجزة يحاصرني السؤال هل كان أمامي خيارات أفضل؟ سأحرمُ رؤيتها ما تبقى من حياتي وسأموتُ هنا وحيدة.” واليوم تكادُ تنهار وهي تتابع أخبار انتشار كورونا في أوروبا خوفاً من أن تفقد ابنتها الوحيدة.
لم يمض عيدُ أمٍ منذ توفيت صديقتي حلا بمرض السرطان منذ 8 أعوام إلا وأزور أمها الخالة أم حلا، وما أن تراني مقبلة من باب البيت حتى تنتفض واقفة وهي العجوز السبعينية وتأخذني بحضنها لننتحب في بكاء طويل وهي تصيح “هلا بريحة الحبايب”. أم حلا التي تعيش وحيدة بعد وفاة زوجها وابنتها وسفر باقي أبنائها تخبئ لي أخبار القرية لتقصها علي دون أن تنسى الكثير من التنهيدات عندما يمر ذكر ابنتها أو عندما تتذكر الأيام الماضية السعيدة يوم كان أبناؤها يملؤون البيت، وبدوري أحكي لها عن قصص نساءٍ في المدينة وما فعلت بهنّ وبأبنائهن الحرب، ثم أودّعها وأعدها بألاّ أتأخر في زيارتها المرة القادمة.
أكاد أجزم أنه لا يوجد أم سورية لم تحترق بالدموع خلال هذه الحرب المجنونة، الكل بكين أبناءهن سواء الضحايا أو المعتقلين أو المفقودين أو الهاربين من الجيش أو العاطلين عن العمل، أو اللاجئين الذين توزعوا في كافة أرجاء الأرض. لم أزل هنا بينهم أراقب حزنهنّ اللانهائي، وأحسد من استطاع النجاة والهروب بعيداً.
في عيد الأم أفتقد جدتي، لو أنها على قيد الحياة اليوم لمسحت بيدها قلبي المليء بالحكايات ولشكوتُ لها عن خلاف خالاتي، فالكبرى فقدت أحد أبناءها أثناء خدمة العلم وترفضُ الاعتراف بموته معللة “لم أر جثته، هو في مكان ما وسيعود حتماً”؛ يأكلها الانتظار بعدما فقدت بصرها من كثرة ما بكت عليه، تستلم راتبه كل شهر وتخبئه لتزوجه فور عودته.
أما خالتي الصغرى التي التحق أحد أبنائها بفصائل الجيش الحر حالماً بغدٍ أفضل وبحرية شاسعة تشبه البراري التي نشأ بها قبل أن يُفقد أيضاً في الحرب ولا أحد يعلم عنه شيئاً، فإنّ كل ما تفعله هو إشعال الشموع والنذور له كل ليلة والنحيب الطويل عليه. أمي ذات الولد الوحيد والذي لم يذهب للحرب ولازال بقربها يعاني قسوة الحياة ويشقى بلا طائل، يذوب أمامها وتذوب معه، وتحاول بشجاعة أن تقف بجانب الأختين اللتين تحولتا إلى عدوتين لدودتين ولا يمكن أن تعزي إحداهما الأخرى وفي أعماق كل واحدة حقدٌ وقناعة بأنّ “ولدك قتل ولدي”. وأمي التي تفتتت بين أختيها تبكي معهما وتعيش مأساة الفقد هي الأخرى آسفةً على شابين رائعين نشآ معاً كأخوة وفرقتهما الحرب.
أسيرُ في طرقات هذه المدينة وأقول في نفسي لن تقسو الحياة هذه المرة على السوريات المنكوبات، ولن تأتي أعيادُ أمٍ أخرى والدموعُ تملأ المحاجر والقلوب، أضحك بمرارةٍ من تفاؤلي أو ربما من حماقتي، لا أدري حقاً، ولكني أتذكر مشهداً من فيلم الفراشة (Papillion)، عندما وصل البطل إلى جزيرة المصابين بالجذام وكان لزاماً عليه أن يصافح أحدهم، وقتها ورغم كل ما عاناه أثناء هروبه ليحصل على حريته يتقدم ويصافح الرجل بشجاعة وبثقة العارف أنّ الحياة لن تقسو عليه هذه المرة أيضاً، وأنه سينجو ولن يصيبه الجذام، وينجو فعلاً في النهاية.
آه يا جدتي .. هل ستحيا السوريات أياماً جميلة قادمة؟ وهل ستفتقدني حفيدةٌ ما بعيدِ الأم كما أفتقدك؟
بواسطة سلوى زكزك | مارس 19, 2020 | Cost of War, غير مصنف
* تُنشر هذه المادة ضمن ملف “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات“
يكتسح فيروس كورونا شاشات الأخبار ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي وكأنه يغزوها فيصيبها في مقتل، يتجاوز الشاشات ليحضر بقوة بين الناس، في البيوت وفي الغرف الضيقة وفي المطابخ والمدارس ومراكز العمل وصولاً للأسواق والأمكنة العامة والطرقات والمشافي.
في المصعد تتردد الأصابع بالضغط على رقم الطابق المراد الوصول إليه، الجميع يحتاج لمغامر يُبادر لضغط زر الإقلاع. يتردد السوريون بخجل في إعلان عدم رغبتهم بالتقبيل ولا حتى بالمصافحة. البعض يُحيي ملوحاً بيديه من بعيد والبعض الآخر يرمي قبلات طائرة في الهواء، والبعض يحافظ على عاداته بالحضن والتقبيل المبالغ به في حالة نكران معلنة.
في البداية تعامل غالبية السوريين مع الخبر بالسخرية أو باللامبالاة، قالوا إنهم موتى منذ سنين تسع، ولن يزيد فيروس سخيف من مآسيهم المتعددة والتي تبدو مستمرة دونما توقف أو تباطؤ. لكن الوضع تغير بعد القرار الرسمي بتعطيل المدارس والجامعات وبتقليص ساعات دوام العاملين في القطاع العام والخاص وفي البنوك والشركات والمؤسسات المالية، وذلك اعتباراً من الخامس عشر من آذار وحتى الثاني من نيسان. أوقف هذا القرار كل النشاطات الجماعية من مباريات رياضية أو رحلات المسير أو الندوات والمحاضرات والاجتماعات العامة، حتى أن القرار أُلحق بتأكيد على وقف الصلوات الجماعية في المساجد والكنائس، واستكمل رجال الدين التعليمات بحيث دعوا إلى التقليل قدر الإمكان من المشاركة بالجنازات وبالتعازي. كما دعا الأطباء والمسؤولون الصحيون الى التقليل من عدد مرافقي المرضى، لدرجة وصل الأمر بالبعض إلى الدعوة إلى حملة عنوانها “خليك بالبيت” حفاظاً على السلامة وتجنباً للعدوى. تلاها حملة عنوانها “نحنا قدها” تقدم النصائح والتوعية والخدمات الممكنة للناس الذين اختاروا عزلاً طوعياً أو أن سنهم المتقدم أو إصابتهم بأمراض مزمنة دعتهم لتجنب أي اختلاط وامتنعوا عن مغادرة بيوتهم حرصاً على سلامتهم وأملاً بالتخفيف من أية إصابة محتملة ولو برشح عادي قد تتضاعف آثارها وتجعل من إصابتهم فرصة محتملة تهددهم بالخطر بسبب ما يعانون منه من أمراض تجعلهم عرضة للإصابة المباشرة أو الأكيدة بفيروس الكورونا ومضاعفاته التي قد تكون مميتة لهم.
وعلى الرغم من أن الجائحات الخطرة عادة ما تترافق بحالات هلع شديدة تدفع الأفراد للتخزين المبالغ به وخاصة للأدوية والمواد الغذائية والمعقمات ومواد التنظيف، إلا أن الحركة التسوقية في دمشق كانت باردة بشكل عام، ماعدا بعض المناطق المزدحمة مثل مساكن برزة وجرمانا، اللتين شهدتا مبالغة في زحف الأفراد وخاصة إلى المخزنين الكبيرين فيهما (مول قاسيون ومول جرمانا ). وتقول سيدة (لا تريد الإفصاح عن اسمها) تسكن في جرمانا بأن مول جرمانا شهد ازدحاماً مرعباً يوم السبت، فرغت بعده الرفوف من المواد الأساسية، وتقول إنها رأت بعينها فواتير البعض التي وصلت إلى ما فوق المائة ألف ليرة، وهو مبلغ كبير في سورية تعجز الغالبية عن أن تملكه، وإن توفر لها، لا يمكنها إنفاقه دفعة واحدة لحاجتها لمبالغ كبيرة لإنفاقها في مناح حياتية متعددة.
نقلت سيدة أخرى على صفحتها على الفيس بوك معاناة سائقي التكسي الذين يعانون من قلة الطلب على خدماتهم، بسبب قرار الغالبية بالجلوس بالبيت، أو بسبب نقص السيولة الذي يعتبر سمة عامة للسوريين، وقد قال أحد السائقين والذي قرر ارتداء الكمامة للوقاية قدر الإمكان من الاختلاط بالركاب بأن الراغبين باستقلال سيارة أجرة كانوا يعدلون عن الطلب إليه للتوقف لنقلهم إلى وجهتم فور رؤية الكمامة، توجساً من إصابته بالكورونا أو من وساوسه حسب توصيفهم في ظل ترد شبه عام للوعي الصحي وفي ظل ثقافة شعبوية تعوّم مفاهيم التوكل والقدرية والتردد والعزوف عن تنفيذ أية تعليمات وقائية كائناً من كان مصدرها، إضافة لفقدان الثقة بكافة الإجراءات الرسمية. كما أشار إلى شكوى سائق آخر من روائح الكحول والمعقم الذي يسكبه الركاب على أيديهم وأجسادهم للوقاية، مما يسبب له الاختناق نظراً لإصابته بالتحسس المزمن. ويضع بعض سائقي الحافلات العامة الكمامات على وجوههم ومن لا يحتمل بقاءها على وجهه يترك المقعد الملاصق له مطوي الظهر وفارغاً كي يخفف قدر الإمكان من التقارب الشديد مع راكب قد يكون مصاباً.
وقال لي أحد المعارف مُعلقاً على حال السوريين بعد قرارات التعطيل واتساع انتشار فيروس كورونا وتوصيفه كجائحة عالمية، بأن لا شيء تغير في أحوال السوريين سوى أنهم انتقلوا من خطاب “الله يفرّج” لخطاب “الله يتلطف”!! مشيراً إلى أن البؤس وضيق ذات اليد وتعثر النمو الاقتصادي والأمان النسبي بقي على حاله لكن الخطاب يتبدل لمراعاة الظروف المستجدة.
اللافت في تعامل السوريين مع جائحة فيروس كورونا هو الازدحام الخانق على الأفران العامة والخاصة، حتى خبز السندويش شهد طلباً زائداً عليه، وكذلك الكعك الحلو والمالح والتوست وكافة أنواع المعجنات. ويسعى السوريون بشكل دائم لتخزين الخبز، لأنه ملحهم وقوتهم اليومي ولأن الفوز به يتطلب وقوفاً طويل الأمد في طوابير لشرائه، حتى أفران خبز السكري شهدت تزايداً بعدد طالبي الخبز وبازدياد الكميات المطلوبة وخاصة أن مرضى السكري يرغبون بتخزين الخبز في ثلاجاتهم ومن ثم الاستسلام للحجر الطوعي بعد أن اطمأنوا إلى توفر الخبز القابل للعيش فترة طويلة والصالح للمشاركة مع أي مادة غذائية أخرى لتتحول المادتان إلى وجبة كافية.
ولابد من الإشارة إلى نفاذ مادة الكحول الايتيلي من الأسواق والتي تم التوجيه بأنها المادة الأكثر توفيراً للوقاية وللأمن الصحي. وقد شهدت الصيدليات ازدحاماً خانقاً أيضا للحصول على الكحول وعلى المعقمات الشخصية وعلى الأدوية للأمراض المزمنة وأدوية التهابات الأطفال وخافضات الحرارة والكمامات. وقد وصل سعر الكمامة الواحدة إلى ثلاثمائة وخمسين ليرة بعد أن كانت تباع بخمسين ليرة فقط، هذا بالإضافة إلى ارتفاع فجائي وسريع بأسعار الخضراوات والفواكه وخاصة الليمون والحمضيات والبطاطا لزيادة الطلب عليها، خاصة لما أشيع عن فوائدها الطبية وعن إمكانية تخزينها.
وإن استقبل السوريون أخبار فيروس الكورونا بالسخرية وبترويج الفكاهات والنكات وبتحويل كلمات الأغاني الشعبية مثل الدلعونا إلى كلمات تناسب وتعاصر انتشار فيروس كورونا، إلا أن السخرية المُرة أيضاً طفت على السطح وانتشرت بخيبة وبمرارة، خاصة حيال إجراءات الحماية المطلوبة والضرورية في خضم حاجات يومية لا يمكن للسوريين تلبيتها دونما الانتظام في طوابير لا تؤمن السلامة لأحد، لابل تهدد السلامة الشخصية بشكل مباشر، مثل الوقوف في طوابير للحصول على مخصصات الرز والسكر والمواد التموينية المخفضة والتي تباع حصراً في المؤسسات العامة الاستهلاكية وكذلك الوقوف في طوابير لاستلام الرواتب الشهرية من الصراف الآلي. هذا عدا عن الازدحام في المشافي العامة، رغم أن حالات عديدة لجأت للمشافي بدافع الهلع فحسب ومع مرافقة عددية كبيرة من الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، مما فاقم من حالات الازدحام ومن تعثر تأمين سرعة الفحص والتشخيص وتقديم الإسعافات أو المساعدات الطبية اللازمة.
أما الأطفال فقد تعاملوا مع قرار العطلة وكأنه مكافأة لهم، لدرجة أن طالباً قال لمديرة مدرسته الجديدة: (أنت أحلى مديرة بالعالم ع وجهك إجت كل العطل!). أما ذوو الطلاب فقد شعروا بمسؤولية مضاعفة، تفرض عليهم البقاء في المنزل مع أطفالهم وإن اضطروا لأخذ إجازات طويلة من العمل ومحاولة تعويض ما سيترتب من نقص علمي لأن الدراسة توقفت وبالتالي فإن إعطاء المنهاج كاملاً خرج عن دائرة التحقق.
وقد أخبرتني إحدى الأمهات أنها فكرت بالسفر إلى قريتها لأن الجو أنظف وبيت القرية أوسع، لكنها خافت من الانتقال بالحافلة الضيقة والتي لا يراعي فيها أحد شروط السلامة العامة، عدا عن أن أجرة التنقل باتت مكلفة ومرهقة جداً والبيوت في القرية خالية من التدفئة والمونة.
هذا وقد سعى بعض الأساتذة لدعم طلابهم بدروس عبر الانترنت. أما أهالي طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية فقد نظموا زيارات الأساتذة الخصوصيون لأبنائهم لتقديم الدعم اللازم والمراجعة الشاملة والواجبة للمنهاج متضمناً كل الدروس التي لم تُعطى لهم، في محاولة لتعويض كل ما خسروه في الصفوف بسبب قرار العطلة قبل وقت الانقطاع الطبيعي.
ينتظر السوريون\ات بلهفة وقلق انحسار جائحة فيروس كورونا، ليعودوا إلى أعمالهم التي توقفت لتتوقف أرزاقهم معها، وليخففوا من الأعباء المالية الطارئة لتأمين السلامة الشخصية وشراء الأدوية والكحول والمعقمات، وليشعروا أن عبئاً جديداً قد انزاح عن صدورهم المثقلة بالخوف والحرمان والنقص شبه الدائم والمتفاقم لأساسيات حياتهم اليومية في كافة مناحيها. مازال البعض متأملاً بقدرة خارقة تُنقذهم، متجاهلاً فرضية الانتشار والخطورة الفائقة للوباء المرعب، بينما تتصاعد مخاوف المختصين وخاصة الجسم الطبي والعقلاء من لحظة انفلات للفيروس لن يقدر حينها أحد ولا بأية مقدرة من القضاء عليه أو لجمه. أما مجمل السوريين\ات فيتأملون بحل خارق أو بضربة حظ تُنقذهم من وباء الكورونا.
بواسطة Syria in a Week Editors | مارس 18, 2020 | Syria in a Week, غير مصنف
The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.
Death, Destruction, and Displacement
14 March 2020
Nine years of a bloody and destructive war in Syria have left more than three hundred and eighty-four thousand people dead, including one hundred and sixteen thousand civilians. The civilian death toll includes twenty-two thousand children and thirteen thousand women, according to a report from the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) on the tenth anniversary of the conflict.
The war has triggered the largest humanitarian crisis since the second world war, according to the United Nations, with the displacement of more than half of the population inside and outside of the country. It also depleted the economy, resources, and infrastructure and caused a record fall in the value of the Syrian pound.
As for the non-civilian death toll, the SOHR documented the death of more than one hundred and twenty-nine thousand people from government forces and allied militants of Syrian and non-Syrian nationalities, half of whom are Syrian soldiers, in addition to one thousand six hundred and ninety-seven Hezbollah members, which has been openly fighting alongside Damascus since 2013.
According to the SOHR, the toll includes people whose death it was able to document as a result of bombardment during battles, but it does not include those who died as a result of torture in government detentions or those who went missing and kidnapped. This group is estimated to be around ninety-seven thousand people.
In addition to human casualties, the conflict left tremendous destruction, which the United Nations estimates around four hundred billion dollars.
Coronavirus Measures
13 March 2020
Syrian authorities on Friday declared a set of measures to reduce the possibility of a Coronavirus outbreak in the war-torn country which has not officially announced any infections, according to the official Syrian news agency SANA.
Parliamentary elections, which were scheduled for 13 April, have been postponed. After a cabinet meeting headed by Prime Minister Imad Khamis, the government announced the “suspension of universities, schools, and public and private vocational institutions starting from 14 March until 2 April.”
“All scientific, cultural, social, and sport activities will be suspended” the government announced, while prohibiting “hookahs in cafes and restaurants.”
SANA also said that the number of workers in the public sector will be reduced by forty per cent, while working hours will be limited to 9:00 to 2:00.
The Syrian government said that quarantine centers will be set up “with an average of two centers in each governorate,” according to SANA. Syria has not announced any Corona virus deaths or infections up to now.
The Syrian health minister affirmed on Friday that his country does not have any COVID-19, according to SANA.
Russian-Turkish Patrols
13 March 2020
Turkish and Russian officials on Friday agreed to conduct joint patrols in the Syrian governorate of Idlib on the weekend, said the Turkish Defense Minister Hulusi Akar after a fragile ceasefire in the last stronghold of Syrian militants.
A Russian military delegation has been in Ankara since Tuesday to work out the details of the ceasefire reached on 5 March in Moscow between the Turkish President Recep Tayyip Erdogan and his Russian counterpart Vladimir Putin.
The agreement provides for the establishment of a security corridor by dispatching Turkish-Russian patrols along the M4 highway in Idlib governorate, northwest of Syria.
Idlib has come intense bombardment by Syrian forces and Russian planes since December, leaving hundreds of civilian dead and forcing around a million people to flee toward the Turkish border.
Two Children a Day
12 March 2020
Shortly before the tenth anniversary of the war in Syria, the United Nations Children Fund (UNICEF) appealed to governments and public opinion not to abandon Syrian children. “Every ten hours, one child dies as a result of the war,” the organization said in a statement on Friday.
UNICEF estimates the number of children who cannot go to school because of the war to be around 8.2 million children, adding that many of them have never been to school.
In recent weeks, more than nine hundred thousand people were displaced in the Syrian governorate of Idlib, fleeing toward the Turkish border. Idlib is considered the last stronghold for Islamic militants who withdrew from other Syrian governorates.
In its statement, the UNICEF said that around sixty percent of the displaced were children, adding that they suffered from violence and extreme destitution on the front lines.
Mysterious Killing
12 March 2020
Twenty-six members of the Iraqi Popular Mobilization were killed in an airstrike east of Syria on Wednesday night, according to a new toll by the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR), after an offensive that targeted the US-led coalition forces in Iraq which left a number of casualties and deaths.
The international coalition denied that it launched raids in Syria on Wednesday night, after the SOHR suggested that its planes targeted the Iraqi militants near the border town of Bou Kamal in the eastern countryside of Deir Azzor.
The airstrike came hours after the killing of two soldiers, an American and a British, and an American contractor as a result of a Katyusha missile attack that targeted the Iraqi al-Taji military base, which houses US soldiers, north of Baghdad.
This was the bloodiest attack against US interests in Iraq for many years. No one has claimed responsibility for the missile attack on the military base.
Caesar in Congress
11 March 2020
A Syrian military defector, who documented the violations of Syrian President Bashar al-Assad’s security apparatus, urged the US Congress during his testimony on Wednesday to ensure that the perpetrators would be held accountable.
The former military officer, who worked as a photographer in the Syrian army and has come to be known as “Caesar,” defected in 2014 and succeeded in smuggling fifty-five thousand pictures that document the brutal practices in government prisons during the suppression of the uprising in Syria.
In an unfamiliar site in the US congress, Caesar provided his testimony to the Foreign Relations Committee wearing an oversized hoodie. Attendees and the media were asked to turn of phones and cameras.
Caesar said that despite the risks he took, he has not achieved his objective of putting an end to the violations.
After a previous testimony to the US Senate in 2014, senators passed a draft law that carried his name which imposed financial sanctions on Syria, including the cessation of reconstruction aid until the perpetrators of brutal acts are brought to justice.
The draft imposed sanctions on companies that deal with al-Assad, including Russian companies, and was recently signed by President Donald Trump in December after deliberations in the congress that went on for years.
Caesar praised the law but called on the congress to make sure it is implemented.
Torture Crimes
10 March 2020
A German court said on Tuesday that for the first time in Germany two Syrians will be tried in April for charges of torture crimes committed in the prisons of Syrian President Bashar al-Assad.
The higher regional court in the city of Koblenz gave the green light to the trial brought forward by the federal general prosecution against two former members of the Syrian intelligence.
According to data from the European Center for Constitutional and Human Rights, this trial will be the first criminal trial of its kind in the world involving torture acts by the Syrian government.
Dividing Idlib
10 March 2020
Turkey’s military will patrol to the north of a security corridor being set up around a highway in northwest Syria’s Idlib governorate and Russian forces will patrol the southern side, Turkish Foreign Minister Mevlut Cavusoglu said on Tuesday.
Agreement on the corridor was part of a ceasefire deal reached by Turkey and Russia last week to halt a conflict in Idlib which displaced nearly a million people in three months and created the risk of a military clash between Turkey and Russia.
The deal cemented gains by Russian-backed Syrian forces over Turkish-backed rebels but stemmed the advances of Assad’s forces and eased Ankara’s greatest fear – an influx of more Syrian migrants to join the three and a half million Syrian refugees already in Turkey.
بواسطة Samer Chamsi-Pasha | مارس 17, 2020 | Reports, غير مصنف
The Syrian International Business Association (SIBA) was formed in 2017 through a World Bank initiative to represent the Syrian business community in the diaspora and to engage with Syrians and offer support. One aim is for the established Syrian business community abroad, which had previously left the country, to help newly arriving Syrians to integrate into their new communities.
This came after meetings and consultations with the World Bank following its study about Syrian business networks around the world. SIBA discussed with them ways to organise the Syrian business community in the diaspora through a platform with which governments can interact and assist with common problems faced by the Syrian business community outside the country.
SIBA is registered in Canada as a non-political, not-for- profit international organisation, with chapters to be formed in Turkey, Lebanon and Jordan, Egypt, Armenia, the UK, the USA, the UAE and countries in South America.
The diverse portfolio of countries serves SIBA’s stated aim of representing and empowering the Syrian business community outside Syria “through the generation of meaningful business and employment opportunities across sectors, development of relevant technical business skills, and integration of Syrian economic interests into the economies of host countries”.
Historical role of the business community in modern Syria
Syria’s mercantile class, prominent since Ottoman times, has traditionally been the main driver of the economy in Syria. Syrian governments have at several stages experimented with various social experiments which were not exactly beneficial to the economy.
But the mercantile class has traditionally played a stabilising role through solidifying social cohesion and maintaining merchants’ historical interconnection with religious establishments. Religious charities have customarily been funded through private donations from the business community, which in turn established a social support network that often supplanted the government’s own failures and fostered social cohesion and religious tolerance.
An example is the Welfare and Social Services Association of Homs which was formed in 1955, and has since provided a backup social support network. It was supported by local businesses.
The mercantile class was mainly urban based. But through trade flows and movements, Syria’s business community can also be credited with cultivating better relationships between the countryside and urban centres.
The Syrian business community abroad and its role in economic development
Despite the detrimental economic policies undertaken by successive governments since the 1960s, Syria’s traditional mercantile class has solidified the economy, mainly through SMEs, and continues to play this role until today. The Syrian business community in diaspora has also contributed substantially to the development and resilience of Syria’s economy through investments, remittances and the transfer of knowledge and skills. During the conflict, foreign remittances from Syrian diaspora groups have kept the Syrian pound from further deterioration. The diasporic business community has also contributed substantially to the growth of host economies, particularly in countries such as Turkey, Egypt and Jordan.
Some Syrian business people inside Syria have also businesses outside the country. We are therefore not talking about a disconnect between internal and external business communities but a wide and varied business community. The Syrian business community has also contributed positively to the economies of its host countries. In 2015, Syrian businesses in Turkey added about 0.5 per cent to Turkey’s GDP, and there are similar success stories in Jordan and Egypt.
Post conflict facts
Out of an estimated total population of 23 million in 2010, seven million Syrians are now internally displaced and another six million have taken refuge in foreign countries. By 2018, there were 22 million diasporic Syrians.
The conflict has emptied the country of both its intelligentsia and its skilled and semi-skilled labour workforce. The business community is qualified and has exceptional potential to play a role in the redevelopment of Syria’s economy through direct inward financial investments, facilitating and expanding the export of Syrian products, transferring business know-how and best practice, bridging sectors, business connections and communities and maintaining a two-way transfer of skills and experiences.
To fulfil this role, the Syrian business community inside the country requires a new deal. In the 1980s an informal agreement between thelate Hafez Assad and the business community gave business access to the economy without governmental control in return for politicalstability. That worked until the current conflict breached that agreement. Currently, there is no deal, and it is not clear what political settlement the current government is prepared to offer the business community for its return.
The Syrian business community outside Syria wants the following concerns to be addressed in any upcoming negotiations: personal safety and security, the rule of law, investment securities, and the upholding of housing, land and property rights. On an international level, it requires the economic sanctions to be lifted, an end to capital flow restrictions, more serious economic support from the international community, such as credit guarantees and financial support instruments, and better access to regional and international markets.
The informal estimate is that the Syrian business community in the diaspora are worth about $200 billion. However, business people face severe restrictions in their ability to move funds. Any Syrian trying to open a bank account will face many hurdles.
With a new deal, the sanctions need to be lifted to help Syria redevelop.
In conclusion, the Syrian business community can be instrumental in the social and economic recovery of Syria. The current conflict has breached the traditional pact between the government and the business community. This must be redressed but not happen without reaching a new arrangement between the two sides. Without this, and without the active engagement of Syria’s business community, the Syrian economy will not fully recover in any meaningful way, and reconstruction efforts will be limited in scope and impact.
*Published in Partnership with the LSE’s Conflict Research Programme.
This paper was presented at the Political Economy and Governance in Syria conference organised at LSE in December 2018.
*Photo credit: Tarek Kebaisy. Bazaar in Damascus’ old city.