«كتب: ليزا ودين، «استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا

«كتب: ليزا ودين، «استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا

كتب: «ليزا ودين، استيعابات سلطويةالإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا» الناشرجامعة شيكاغو ٢٠١٩

ما الذي دفعك إلى تأليف هذا الكتاب؟

عدتُ إلى سوريا بعد غيابٍ طويل، وأدهشتني رؤية كم تغير الكثير، وكم بقي الكثير مألوفاً. فنويت تأليف كتاب يتناول بالتحليل البزوغ الجلي لنسخة ألطف وأرق من الأوتوقراطية في ظل حكم بشار الأسد (2000-). ومن المسائل التي فكرتُ باستقصائها التغيرات الحاصلة في السوق والتغير الجيلي، ومخيالات حياة يومية جمالية جديدة رافقت التنامي الملحوظ للاستهلاك، والدعم الذي يبدو أن بشار الأسد حصل عليه من جهات غير متوقعة، شملت منشقين سابقين وفنانين ومهنيين مدينيين ورجال دين. ثم اندلعت الانتفاضة في تونس وألهمت مظاهرات ضخمة في اليمن وليبيا والبحرين وسوريا. كنت ما أزال في دمشق حين بدأت الانتفاضة في آذار 2011، وغادرتُها في نهاية أيار، وفي ذلك الوقت صارت المؤشرات على تصلب النظام والمشاكل التي تهدد المعارضات المختلفة واضحة جداً بحيث لا يمكن تجاهلها.  (قمتُ لاحقاً بأبحاث ميدانية في لبنان وتركيا وأجزاء من أوربا وفي الولايات المتحدة، وكذلك عن بعد مع الأصدقاء الذين بقوا في الداخل).

كان كتاب ”استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا“ ثمرة كل هذا. وبقي مرتبطاً باهتماماتي الأولى بالمرونة السلطوية والتغير السياسي، الموضوعين اللذين يهتم بهما علماء السياسة باستمرار، وقمت كذلك بالبحث في مسائل مهمة هي حالياً قيد الجدل في النظرية السياسية والأنثروبولوجيا، وركزتُ منذ البداية على تعقيدات التوظيف الإيديولوجي وسيرورات التجنيد في ما قررت أن أدعوه (قبل الانتفاضة) ”الأتوقراطية النيوليبرالية“ لسوريا، وفيما بعد تأثر الكتاب بتسارع الأحداث الفائق للعادة: الابتهاج الثوري للأيام الأولى، ثم العنف المدمّر الذي بدد الآمال بأي إنهاء سريع للدكتاتورية.

أي نوع من الموضوعات والمسائل والأدبيات يعالج الكتاب؟

يطرح كتاب ”استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا“ السؤال التالي: كيف تمكّن النظام من تحمّل عبء التحديات التي واجهتْهُ؟ وما الذي يقوله لنا النموذج السوري عن إغواءات السياسة الاستبدادية بشكل أكثر عموماً؟

تعرّف مقاربتي لهذا اللغز المحير نماذج جديدة من الاستنطاق الإيديولوجي، إذا ما استخدمنا مصطلح لوي ألتوسير، وتعرّف طرقاً جديدة ل ”استدراج“ المواطنين لدعم النظام الأوتوقراطي. ويستقصي الكتاب الأشكال المعقدة والمتنوعة وغالباً غير المتماسكة  للخطاب التي ضمنت قبول المواطن الذي احتاجه النظام من أجل بقائه. وحين يقوم النظام باستدراجك فهذا يعني أنه يقوم بإغوائك، وهنا تعمل الإيديولوجيا من خلال إثارة أخيلة ليس من الضروري إشباعها كي ينجح الاستنطاق. وفي الحقيقة، حين يُثار محتوى الأخيلة فإنه يتم تلطيفها في الوقت نفسه، وتُخفَّف التناقضات التي يشير إليها. وتساعد الإيديولوجيا في التعامل مع حالات القلق الجماعية وتعارضات اجتماعية-سياسية من خلال تقديم آليات تسمح باحتواء التنافرات أو إزاحتها أو التنصل منها.

ك ”احتواء: تجعل الإيديولوجيا ما هو جوهرياً حالات قلق اجتماعية وتاريخية يبدو طبيعياً ولا مفر منه. نشاهد هذا أيضاً في أنماط التماهي المفرط: تخيُّل سحر الشخصية المشهورة (أو رشاقتها أو اتزانها العقلي) دون الإيمان بالضرورة أن تحولاً كهذا سيحدث.

كإزاحة: يُعاد نقل المخاوف غير القابلة للتحمل إلى موضوع جديد وحالات قلق حول مواصفات غير مقبولة  مسقطة على آخر متخيل. إن لوم ”الإرهابيين“ على أزمة وطنية أو إسقاط العنف داخل المجموعة على الخارج هما سيرورتا إزاحة، ساعدتا في تنظيم الحياة الجماعية في ظروف سوريا الاستبدادية.

تعمل الإيديولوجيا أيضاً ك“تنصّل“. فقد أشار المفكّر أوكتاف مانوني إلى أن الناس يعقلنون حيواتهم مُقرّين ومتنصّلين في الوقت نفسه. وتجسّد عبارة ”أعرف جيداً ولكن …“ هذه المناورة، وللنأي بالنفس عن المسؤولية المتضمنة  تأثيرات في السياسة، وفي حالة سوريا،  يعمل التنصل عادة كالتالي: ”أعرف جيداً أن النظام فاسد بشكل لا سبيل إلى تقويمه، ولكننا نستطيع تشكيل منظمات مجتمع مدني ترعاها الحكومة وهي في الحقيقة تمكّن المواطنين“، ”أعرف جيداً أنه لا عودة إلى الوراء“ إلى الطريقة التي كانت عليها الأشياء قبل الحرب، لكن كل شيء سيُحل بسهولة ك ”عضة كوساية“.  أو بين الناشطين العلمانيين في العامين الأولين من الانتفاضة:“أعرف جيداً أن في المعارضة إسلاميين متشددين لكن يجب أن أتصرف وكأنهم لا يوجدون فيها“. يتجاوز التنصل الإنكار في أن المشكلة التي تستدعي الحكم مطروحة على الأقل. وفي التنصل، تدعو الإيديولوجيا الرعايا إلى موقف حيث يمكن رفض الوقائع التي لم يعد بالوسع التنصل منها. بهذا المعنى، يعبّر التنصل عن التناقض الذي يرفضه في آن.

أستخدم مصطلح إيديولوجيا لا كي أشير إلى منبرٍ حزبيّ أو عقيدة مميزة، على الرغم من أنه يمكن أن تُجعل واضحة في وثائق منفصلة. بدلاً من ذلك، وباتباع تقليد ثقافي ماركسي، تشير الإيديولوجيا إلى خطابات مجسدة ومحملة عاطفياً يتم إيصالها إلى حد ما أفقياً من خلال ممارسات الحياة اليومية. وحين تُفهم الإيديولوجيا ليس فقط كمحتوى بل أيضاً كشكل، فإنها تمتلك تأثيرات هيكلة قابلة للتحديد، طبيعتها ووظيفتها، كما اقترحتُ أعلاه، هي أن تحتوي الصراع الاجتماعي- السياسي وتخفف من التناقضات التي يمكن، بخلاف ذلك، أن تجعل الحياة غير قابلة لأن تُعاش. مدعّمةً بالأوهام والتخيلات التي تتواصل حتى في وجه معرفة أفضل، تبني الإيديولوجيا سياسة ”كما لو“ التي تتجاوز التمويه العام المفروض الذي تحدثتُ عنه في كتابي الأول غموض السيطرة. إن ما يمتلك أهمية أكبر في هذا الموقف الحالي  من الإيمان المتظاهر به أو تجليات الطاعة الخارجية هو الطرق المشتركة التي تنعكس بها الإيديولوجيا في لحظات تنصل عادية وتتولّد منها من جديد، أي التسويغات التي تمكّن من المشاركة في الولاء لأنظمة موجودة. ومن خلال محتوى معين، تعري الإيديولوجيا إغواءات تقليدية الوضع القائم في وجه التحديات القائمة له (الفصل الأول)، الأفعال المتنوعة التي تقوم به الكوميديا (الفصل الثاني)، والدور الذي تلعبه ”الأخبار المزيفة“ في إخراج الأحكام السياسية من أطرها المرجعية (الفصل الثالث)، احتمالات استيعاب التوترات العاطفية حول الحداد (الفصل الرابع) واستمرار النظرة الطائفية إلى الآخر (الفصل الخامس).

كيف يتصل هذا الكتاب أو ينفصل عن أعمالك السابقة؟

يتعامل كتابا السيطرة الغامضة واستيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا مع ثلاثة أشكال مختلفة من الحث على الامتثال وثلاثة نماذج مختلفة من سوريا. عبّر كتاب غموض السيطرة عن أوضاع أوتوقراطية متينة تعتمد على حكم الحزب الواحد، وجهاز أمن كلي الحضور، ومزاعم وهمية بشكل فاضح إلا إن المراقبين والمشاركين  توقفوا عن تبني وجهة النظر هذه واعتبروها عتيقة الطراز وضعيفة.  أما كتاب استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا فيدرس نمطين إضافيين من الحث على الامتثال. بشّر العقد الأول من حكم الرئيس بشار الأسد بالدخول في مرحلة استبداد تفاؤلية وحديثة وتتسم بالذكاء واستخدام الإنترنت. وقلَّ اعتماد مؤسسات الحكم وبلاغته على الآليات الحزبية للسيطرة الاجتماعية وازداد اعتمادها على حشد من المنتجين الثقافيين الذين برزوا مؤخراً، وما يُدعى ب“منظمات مجتمع مدني“ متأثرة بالسوق، شكلها النظام، مستفيداً من روح التطوع لدى الشباب. إلا أن هذا كله تغيّر في العقد الثاني مع بزوغ أتوقراطية الحرب الأهلية، والتي لم تعد وسائل وآليات التوسط فيها موجهة نحو الاستمرارية، بل إلى إعادة الاستقرار بعد أن تم تحديه جذرياً التزامٌ عاطفي من قبل قسم من السوريين بوجود سياسي ”يمكن أن يكون مختلفاً“. إن هذه العبارة التي تذكر بتيودور أدورنو توضح انخراط هذا الكتاب في احتمالات وعوائق التحول الاجتماعي، وليس كثيراً في ”المقاومة في حد ذاتها كما في البدائل المتخيلة التي يكشف عنها التحليل الارتجاعي للاحتمال السياسي في الحاضر. يهتم كتاب استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا أكثر بالديموغرافيات المتنوعة، الفهم غير المتساوي، وأهمية التنظير حول وسطيين متناقضين (العالقون بين الارتباط بالنظام والرغبة بالإصلاح) في فهم المرونة الاستبدادية. بهذا المعنى، إن الكتاب مدين بالفضل لنظرية ماركسية وعاطفية أكثر من غموض السيطرة وكتابي عن اليمن رؤى من الأطراف.  إنه، كما عبّرت إليزابيث آنكر عن ذلك بشكل لطيف، تحليل ل ”أنواع من الأوضاع التي لا تُحتمل“.

من تأملين أن يقرأ هذا الكتاب، وأي نوع من التأثير تودين أن يحدثه؟

آمل أن يقرأ الكتاب ويجده مهماً الباحثون في مجال النظرية الاجتماعية والسياسية وفي الأنثروبولوجيا ودراسات الشرق الأوسط والدراسات الثقافية والأدبية والدراسات السينمائية والإعلامية والسياسة المقارنة، كما آمل أن يقرأه علماء الإثنوغرافيا السياسيون، وكل من هو مهتم بسوريا (بما فيه السوريون من خلفيات سياسية متباينة)، وأشخاص تقلقهم إغواءات الاستبداد في الزمن الحاضر. وآخرون، آمل أن جهودي ستقنعهم في إعادة توجيه مفهوم الإيديولوجيا، للتشديد على أهمية الحُكم في السياسة وعلى الاعتراف بالعمل الشاق للحداد في أزمنة الخسارة الفادحة.

ما المشاريع التي تعملين عليها حالياً؟

أنهي تحرير كتاب مع زميلي في الأنثروبولوجيا جوزف ماسكو بعنوان نظرية المؤامرة.

اطرحي سؤالاً تحبين أن نطرحه عليك ثم أجيبي عليه؟

ما علاقة الحُكم بالإيديولوجيا؟

يفهم الكتاب سياسة إعادة الإنتاج الإيديولوجية ليس كنشر لمعتقدات معينة، بل كتداول لأشكال معقدة من الارتباط السياسي، لتمكين الناس من معرفة أمرٍ ما وعدم معرفته في الوقت نفسه. ويُظهر فصلي حول الأنباء الكاذبة كيف استفاد النظام من نتائج الابتكارات التكنولوجية، مثل الإشباع المفرط بالمعلومات والسرعة الكبيرة التي تُبث وتصل بها في عصر الإنترنت. إن اللايقين الذي تمكّن النظام من إنتاجه في هذه الظروف لم يستقطب الجماعات ويحولها إلى جماهير عامة معزولة فحسب، بل قدم أيضاً عذراً لعدم الحكم. فقد صار من السهل بالنسبة للبعض، خاصة الوسطيين المتناقضين، النظر في أحداث مشوشة جداً بحيث لا يمكن الحكم عليها.  وفي ظروف كهذه، وفي سياق الانتصار الواضح للنظام السوري وعودة عالمية للحكم الاستبدادي نعثر على إمكانية تحدي جمعي للدكتاتورية لدى فنانين تحايلوا خيالياً على مشاكل مثل الأنباء الكاذبة، من خلال الأفلام الوثائقية. ومارس البعض أيضاً ما دعته حنا أرندت ”التفكير التمثيلي“، أي إعادة صقل قدرة على الحكم السياسي، ليس من خلال التماهي المفرط  مع المعانين الآخرين، بل من خلال القيام بالعمل التخيلي لكوني ”نفسي في مكان لستُ فيه نفسي“.

[تنشر هذه المادة بالتعاون مع جدلية وترجمه من الانكليزية  أسامة أسبر]

سوريا في أسبوع ٦-١٣ كانون الثاني/يناير

سوريا في أسبوع ٦-١٣ كانون الثاني/يناير

طهران بعد سليماني

١٢ كانون الثاني/يناير

 أفادت تقارير إخبارية بأن وفداً حكومياً سورياً رفيع المستوى برئاسة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس سيقوم بزيارة إلى  طهران الأحد بعد أسبوع على اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية أن الوفد سيضم في عضويته نائب رئيس مجلس  الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، ووزير الدفاع  العماد علي عبد الله أيوب.

ونقلت عن مصادر دبلوماسية في دمشق أن المباحثات بين الجانبين ستتطرق حتماً إلى آخر التطورات، ومن أبرزها اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والرد الإيراني على هذه العملية.

من جانبها، ذكرت قناة “الميادين” الفضائية أن الوفد سيؤكد خلال الزيارة على وقوف سورية إلى جانب إيران في مواجهة التحديات المشتركة، كما سيقدم الوفد واجب العزاء وإعلان التضامن مع إيران في هذه المرحلة.

هدنة وتعزيزات

١١ كانون الثاني/يناير

قتل 18 مدنياً بينهم ستة أطفال السبت في قصف شنته طائرات حربية سورية في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عشية بدء اتفاق هدنة روسي – تركي يضع حداً لتصعيد عسكري جديد لقوات النظام.

تزامنت هدنة إدلب مع تعزيزات في ريف حلب لقوات الحكومة.

وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا في بيان إنه اعتباراً من الساعة 11,00 ت غ الخميس “دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وفقًا لاتفاق مع الجانب التركي”.

وعلى الرغم من الهدنة التي تم الإعلان عنها في آب/أغسطس، كثفت القوات السورية بدعم من القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة أعمال القصف التي أوقعت أعداداً كبيرة من الضحايا في إدلب، آخر معقل للفصائل الإسلامية والمقاتلة التي يلقى بعضها الدعم من أنقرة، ما تسبب في تدفق النازحين إلى تركيا.

وفي كانون الأول/ديسمبر وحده، نزح نحو 284 ألف شخص بسبب القصف والمعارك، لا سيما في جنوب محافظة إدلب، بحسب الأمم المتحدة.

ويأتي إعلان وقف إطلاق النار غداة اجتماع في اسطنبول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اللذين لم يتطرقا سوى بإيجاز للوضع في سوريا في بيانهما المشترك. لكن أنقرة دعت روسيا الثلاثاء إلى “وقف هجمات النظام” السوري على إدلب وطالبت باحترام الهدنة التي تم التوصل إليها في آب/أغسطس الماضي.

ترحيب بالإغاثة

١١ كانون الثاني/يناير

رحب سكان في محافظة إدلب السورية، التي تأوي ثلاثة ملايين نسمة نحو نصفهم من النازحين، بحذر بقرار مجلس الأمن الدولي تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، فيما نبهت منظمات إغاثة من مخاطر تقليص العمل بها.

ومنذ العام 2014، يجدد مجلس الأمن الدولي سنوياً تفويض إدخال المساعدات عبر أربعة معابر حدودية إلى مناطق خارجة عن سيطرة قوات النظام السوري. إلا أنه في 20 كانون الأول/ديسمبر، واجه تمديد التفويض رفض كل من روسيا والصين.

وبعد مفاوضات ثم سلسلة من التنازلات بين الدول المعنية، صوت مجلس الأمن الجمعة لصالح تمديد التفويض لكن لمدة ستة أشهر فقط على أن يقتصر إيصال المساعدات على نقطتين حدوديتين مع تركيا حصراً.

ويربط معبر باب الهوى تركيا بمحافظة إدلب (شمال غرب)، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتشهد بين الحين والآخر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام، فيما يربط معبر باب السلامة تركيا بمناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا.

وتعد إدلب ومحيطها أبرز منطقة خارجة عن سيطرة قوات النظام، التي تصعّد بين الحين والآخر عملياتها العسكرية فيها، ما يدفع بموجات نزوح تزيد من حجم وعدد المخيمات المنتشرة فيها وخصوصاً بالقرب من الحدود -التركية.

يستفيد من المساعدات العابرة عن الحدود، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أربعة ملايين سوري، بينهم 2,7 مليون في شمال غرب سوريا و1,3 مليون في شمال شرق البلاد.

واعتبرت منظمة “سيف ذي شيلدرن” أن اليوم ليس الوقت المناسب لتقليص العمل بالمساعدات العابرة للحدود. وأضافت أن القرار الأخير يظهر أن “سياسات الدول الأعضاء أهم من تأمين سقف ينام الأطفال تحته”.

ويلغي قرار مجلس الأمن الأخير إيصال المساعدات عبر معبرين، أبرزهما معبر اليعربية مع العراق، والذي عادة ما كان يُعتمد لإيصال المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد، وحيث تنتشر أيضاً مخيمات نازحين عدة.

عميد الأسرى

١٠ كانون الثاني/يناير

أعلنت السلطات الإسرائيليّة ليل الخميس-الجمعة الإفراج المبكر عن سجينين سوريين أحدهما صدقي المقت الذي يمضي عقوبة بالسجن بعد إدانته بالتجسّس لحساب دمشق، في إطار عمليّة تبادل معقّدة سهّلتها روسيا.

وصدقي المقت درزي من مواليد بلدة مجدل شمس في الجولان في 1967. وحكم عليه في 2015 بالسجن أحد عشر عاماً بتهمة التجسّس والخيانة والاتّصال بعميل أجنبي ونقل معلومات إلى سوريا في أوقات الحرب.

وذكرت سلطات السجون الإسرائيليّة في بيان قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة “سيتمّ إطلاق سراح السجين الأمني صدقي المقت غداً، العاشر من كانون الثاني/يناير قبل انتهاء مدّة سجنه”.

وكان المقت أسيرا في السجون الاسرائيلية وتم الافراج عنه  في آب/أغسطس من عام 2012 بعد 27 عاماً قضاها في  السجون الاسرائيلية .

ووصل المقت، الذي وصفه الاعلام السوري الرسمي، بـ”عميد الأسرى السوريين” الجمعة إلى مسقط رأسه في مجدل شمس.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإفراج عن المقت وأبو صلاح تأخر لأن الرجلين كانا يريدان العودة إلى بلدة مجدل شمس في الجولان بدلاً من التوجه إلى سوريا.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ الإفراج عن الرجلين يندرج في إطار “بادرة حسن نية” بعدما استعادت اسرائيل رفات الجندي زخاري بوميل الذي فُقِد منذ اجتياحها لبنان في صيف 1982.

فقد زخاري بوميل في معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في حزيران/يونيو 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان لوقف نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة ضد أراضيها.

وقامت روسيا  التي تتمتع بعلاقات مميزة مع الدولة السورية بتسهيل إعادة رفات  الجندي الاسرائيلي إلى إسرائيل.

غارة على حلفاء إيران

١٠ كانون الثاني/يناير

قتل ثمانية مقاتلين على الأقل من الحشد الشعبي العراقي جراء غارات نفذتها طائرات مجهولة ليل الخميس الجمعة على مواقع تابعة للفصيل الموالي لإيران في شرق سوريا قرب الحدود العراقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وذكر أن “طائرات مجهولة استهدفت مستودعات وآليات للحشد الشعبي في منطقة البوكمال” في محافظة دير الزور، “محدثة انفجارات عدة”.

ونفى متحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن لوكالة فرانس برس أن تكون قواته قد شنّت أي ضربات في المنطقة.

ومنذ الأربعاء، تعرضت ثلاث قرى على الأقل في ريف البوكمال، لضربات شنتها طائرات مسيّرة مجهولة الهوية ولم توقع خسائر بشرية، وفق المرصد.

وتتنشر في ريف البوكمال مجموعات مسلحة موالية لطهران، التي تتمتع بنفوذ كبير داخل مؤسسة الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت لوائها.

وتعرضت فصائل الحشد لصفعة قوية مع مقتل نائب رئيس هيئتها أبو مهدي المهندس الذي كان يُعد رجل طهران الأول في العراق، إلى جانب الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني، بضربة أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من الشهر الحالي.

وكان سليماني يعدّ مهندس السياسة الإيرانية في دول المنطقة لا سيما العراق وسوريا، وتقاتل المجموعات الموالية لإيران في سوريا إلى جانب قوات النظام.

وأطلقت إيران الأربعاء 22 صاروخاً على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال رداً على اغتيال واشنطن لسليماني ورفاقه، على وقع تصاعد التوتر في المنطقة.

التعادل القاتل

٩ كانون الثاني/يناير

 اقتنص المنتخب السوري تعادلاً مثيراً من نظيره منتخب قطر ٢\٢ اليوم الخميس في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية لبطولة كأس أمم آسيا للشباب تحت ٢٣ عاماً في تايلاند والمؤهلة لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.

وتقدم العنابي القطري بهدف في الدقيقة الأولى عن طريق يوسف عبد الرزاق  ثم استفاد الفريق من هدف عكسي سجله السوري يوسف محمد بالخطأ في مرماه في الدقيقة ٢٢. ولكن منتخب سوريا لم يستسلم ورد بهدف عن طريق عبد الرحمن بركات في  الدقيقة ٣١ قبل أن يخطف أحمد دالي هدف التعادل القاتل لسوريا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة.

مقتل أربع جنود أتراك

٨ كانون الثاني/يناير

قتل أربعة جنود أتراك الأربعاء في تفجير سيارة شمال شرق سوريا، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

وكان الجنود يقومون بدوريات عندما وقع الهجوم في المنطقة التي سيطرت عليها القوات التركية بعد العملية الأخيرة ضد المقاتلين الأكراد العام الماضي.

ولم تكشف الوزارة مزيداً من التفاصيل عن مكان الانفجار أو الجهة المسؤولة عنه.

وشن الجنود الأتراك الذين يدعمون مقاتلين سوريين معارضين، هجوما على وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وتقول أنقرة إن تلك الوحدات “إرهابية” ومتفرعة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد تركيا منذ 1984.

وتدرج تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني على القائمة السوداء.

وشنت تركيا في السابق عمليتين عسكريتين شمال سوريا، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في 2016 وضد وحدات حماية الشعب الكردية في 2018.

القيصر في “سوريا الروسية”

٧ كانون الثاني/يناير

التقى الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، وفق ما أورد حساب الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، في زيارة مفاجئة هي الأولى من نوعها إلى العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل نحو تسع سنوات.

وأعلنت حسابات الرئاسة أن بوتين وصل “دمشق فى زيارة التقى خلالها الرئيس الأسد في مقر تجميع القوات الروسية” في العاصمة.

ونشرت صورة للأسد وهو يصافح بوتين وجلس قربهما ضباط روس. وأوردت أن الرئيسين “استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا”.

وهنأ الأسد الضباط والعسكريين الروس بمناسبة عيد الميلاد، معرباً “عن تقديره وتقدير الشعب السوري لما يقدمونه من تضحيات إلى جانب أقرانهم من أبطال الجيش العربي السوري”.

وقدّم بوتين بدوره التهاني لقواته العاملة في سوريا بمناسبة عيد الميلاد، بحسب المصدر نفسه.

وسبق لبوتين أن زار سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2017، لكن زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم الواقعة على الساحل السوري غرباً، والتي تتخذها روسيا مقراً لقواتها.

وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء الحكومة السورية إلى جانب إيران، وقدمت لها منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً دبلوماسياً واقتصادياً، ودافعت عنها في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 14 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا، كان آخرها في كانون الأول/ديسمبر ضد مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لتمديد المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة عبر الحدود لأربعة ملايين سوري لمدة عام، وتريد موسكو خفضها

وساهم التدخل الروسي منذ أيلول/سبتمبر 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش السوري ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم  الدولة الإسلامية على حد سواء.

مصير «دولة الظل» السورية بعد «مهندسها» الايراني

مصير «دولة الظل» السورية بعد «مهندسها» الايراني

لسوريا خصوصية، بالنسبة إلى إيران، فيما يتعلق بتداعيات اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني و«مسارح» الرد المحتمل. في هذه الساحة، عوامل شخصية وجيوسياسية متراكمة، لا تتوافر في غيرها. فيها بُعدان: شخصي رعاه سليماني وطوّره في العقدين الأخيرين، خصوصاً بعد 2011، ومؤسساتي – استراتيجي بين دمشق وطهران يعود إلى 1979.

ستة أسباب
سوريا مهمة لإيران لستة أسباب: أولاً، أنها حلقة إيران للربط البري بين العراق ولبنان. ثانياً، أن هضبة الجولان جبهة ثانية بعد جنوب لبنان، للإطلال على إسرائيل ومسارات تسوية النزاع العربي – الإسرائيلي. ثالثاً، الوقوف على مشارف العمق العربي من بوابة الأردن. رابعاً، تماس من حلب وإدلب مع التركة العثمانية. خامساً، الوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط. سادساً، ساحة التعاون مع روسيا العائدة إلى الشرق الأوسط.

خمسة جيوش
إضافة إلى إيران، الموجودة رسمياً وعبر تنظيماتها، هناك أربعة جيوش أخرى:
أولاً، القوات الأميركية تقود التحالف الدولي في الحرب ضد «داعش» وتقيم شرق الفرات بجوار تنظيمات عربية جنّدتها طهران على أطراف قاعدة عسكرية في البوكمال بريف دير الزور.
ثانياً، الجيش التركي عبر نقاط الرقابة الخاصة به في إدلب وريفها وفي جيوب «درع الفرات» و«غضن الزيتون» و«نبع السلام» شمال سوريا.
ثالثاً، إسرائيل، الحاضرة – الغائبة في سوريا عبر غاراتها الجوية المتكررة في دمشق وأطرافها وصولاً إلى حمص وحماة والبوكمال.
رابعاً، روسيا هي اللاعب الرئيسي بين الجيوش الأربعة. أقامت ثلاث قواعد عسكرية طويلة الأمد. في اللاذقية وطرطوس والقامشلي. ونشرت منظومات صواريخ «إس 300» و«إس 300 متطورة» و«إس 400» وعادت من سوريا إلى الشرق الأوسط.

دولتان في سوريا
في منتصف 2015، زار سليماني موسكو وكان له دور بارز في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري المباشر في سوريا لدعم قوات الحكومة التي لم تكن تسيطر على أكثر من 10% من سوريا. وقتذاك، أبرم اتفاق «زواج المصلحة» لدعم قوات الحكومة وصولاً إلى استعادة ثلثي الأراضي: القوة الجوية من روسيا والقوات البرية من إيران، عبر ميليشيات غير إيرانية بإشراف «الحرس الثوري» وصل عددها في بعض الأوقات إلى نحو 70 ألف عنصر (سوري وغير سوري).
هذه المعادلة لبّت مطالب بوتين في تجنب «أفغانستان ثانية» وتحقيق انتصارات بأقل كلفة بشرية ومادية. لبّت طموحات إيران بإنقاذ الحليف الاستراتيجي في دمشق والدخول في النسيج الاجتماعي السوري. ومع تقدم المكاسب العسكرية كانت روسيا وإيران تتشاركان في تقاسم المصالح الاقتصادية وتعميق النفوذ بحيث يبقى إلى سنوات طويلة. بين دمشق وموسكو اتفاقات مدتها 49 سنة لإقامة القواعد العسكرية وعقود لاستثمار النفط والغاز والفوسفات. بين دمشق وطهران اتفاقات اقتصادية وتجارية وعسكرية يعود بعضها إلى منتصف 2018.
وكان واضحاً الفرق بين مقاربتين: روسيا تركز على مؤسسات الدولة، الجيش والأمن والحكومة. إيران تركز على تأسيس «دولة الظل» عبر شبكات و«هندسات اجتماعية» وجمعيات خيرية. روسيا كانت تنتشر في الضوء وفي المدن. إيران كانت تنتشر في العتمة وفي الأرياف.
سليماني كان «مهندس دولة الظل» في سوريا. غيابه سيترك أثراً عملياً في ذلك. الاغتيال أعاد مصير الدور الإيراني في سوريا إلى الواجهة. بات أولوية سواء من حيث إمكانية الرد أو حدود هذا الدور. بات أولوية على حساب تراجع أولويات أخرى تخص العملية السياسية وأخواتها. غياب سليماني «يحرر» أصحاب القرار في دمشق من ذاكرة آخر عشر سنوات. وينطبق هذا على بوتين في حال كانت لديه رغبة في تحديد أو تعريف الدور الإيراني. يُضعف دور الشبكات ويعطي فرصة لتعزيز المؤسسات. ترجيح العلاقة بين الجيشين السوري والإيراني على حساب العلاقة بين «الحرس الثوري» في طهران و«قوات الدفاع الوطني» في دمشق.
اول اشارات تلقف روسيا لغياب سليماني، قيام بوتين باول زيارة الى دمشق منذ ٢٠١١. غياب مهندس “دولة الظل”، قد يفتح الطريق لبوتين بإعادة العلاقة السورية – الإيرانية إلى سابق عهدها وتخليصها من البعد الشخصي، أو يعطي موسكو فرصة لتقديم هذا العرض كي تسهم دول عربية وغربية في إعمار سوريا ودعم عودة اللاجئين و”استكمال بناء الدولة”، كما قال بوتين، وخروج جميع الميليشيات غير الشرعية… والجيوش الأربعة!

سوريا في أسبوع 31 كانون الأول/ ديسمبر-6 كانون الثاني/ يناير

سوريا في أسبوع 31 كانون الأول/ ديسمبر-6 كانون الثاني/ يناير

أشباح” في باريس

٦ كانون الثاني/يناير

تجري محكمة خاصة بباريس الاثنين محاكمة 24 شخصا بينهم 21 فرنسيا، ذهبوا في 2014 و2015 للجهاد في العراق وسوريا حيث قتل معظمهم.

وهؤلاء المتهمون في ما يمكن تسميته “محاكمة الأشباح” كانوا تبنوا ايديولوجيا المتطرفين الإسلاميين إما في مسجد سري وإما لدى قيادات متطرفة وتحمسوا للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية خصوصاً مع إعلان التنظيم المتطرف إقامة “خلافته” في 2014.

والمتهمون (فرنسيون ومغربي وجزائري وموريتاني) كانت تتراوح أعمارهم بين 20 و30 حين غادروا فرنسا قبيل أو بعيد اعتداءات بباريس في كانون الثاني/يناير 2015.

ولن يكون سوى خمسة منهم حاضرين أمام المحكمة بتهمة الانخراط في عصابة أشرار لغايات إرهابية. أما الباقون فهم رسميا “موضع ملاحقة” لكن معظمهم قضى في عمليات قصف أو اعتداءات انتحارية، بحسب شهادات الأسر والمعلومات التي جمعها المحققون.

ولم ينف المتهمون الحاضرون اهتمامهم بتنظيم الدولة الاسلامية لكنهم نفوا مشاركتهم في عصابة إجرامية.

ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 17 كانون الثاني/يناير.

نصف مليون قتيل

٥ كانون الثاني/ يناير

تسبّبت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل نحو تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 115 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

ووثق المرصد مقتل 380 ألفاً و636  شخصاً منذ اندلاع النزاع، بينهم أكثر من 115 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين نحو 22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف امرأة.

وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 15 آذار/مارس 2018 أفادت بمقتل أكثر من 370 ألف شخص.

وفي ما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مصرع أكثر من 128 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، بينهم 1682 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب دمشق منذ 2013.

في المقابل، قتل أكثر من 69 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية وقوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها وتمكنت العام الماضي من القضاء على “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية بدعم أميركي.

كما قتل أكثر من 67 ألفاً من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومقاتلين أجانب من فصائل متشددة أخرى.

وتشمل هذه الإحصاءات وفق المرصد، من تمكن من توثيق وفاتهم جراء القصف خلال المعارك، ولا تضم من توفوا جراء التعذيب في المعتقلات الحكومية أو المفقودين والمخطوفين لدى مختلف الجهات. ويقدر عدد هؤلاء بنحو 88 ألف شخص.

عدا عن الخسائر البشرية، أحدث النزاع منذ اندلاعه دماراً هائلاً في البنى التحتية، قدرت الأمم المتحدة كلفته بنحو 400 مليار دولار. كما تسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

لن أنسى” سليماني

٣  كانون الثاني/ يناير

قال الرئيس بشار الأسد الجمعة إن الشعب السوري “لن ينسى” وقوف القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بضربة أميركية في بغداد، إلى جانب جيش بلاده في النزاع المستمر منذ نحو تسع سنوات، فيما ندّد معارضون بالدور “المحوري” الذي لعبه في سوريا.

وقتل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وآخرون فجر الجمعة في هجوم صاروخي أميركي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي، ما يثير مخاوف من نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران.

وتعد طهران من أبرز حلفاء دمشق. وقدّمت منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً لدمشق. وتمكنت مع مجموعات موالية لها من تعديل موازين القوى ميدانياً لصالح القوات الحكومية السورية على جبهات عدة.

وكان سليماني موفد بلاده إلى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في هذه الدول.

وإثر اندلاع النزاع عام 2011، بادرت طهران إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5,5 مليار دولار، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه ضد فصائل المعارضة.

ووقع البلدان صيف 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية.

في المقابل، اعتبرت شخصيات ومجموعات سورية معارضة في المنفى أن مقتل سليماني يشكل نهاية لأحد “مجرمي الحرب” نظراً لدوره في النزاع.

وفي مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، هتف متظاهرون خلال مشاركتهم في اعتصام تنديداً بتصعيد دمشق وحلفائها حملة القصف على المنطقة، احتفاء بمقتل سليماني. وحمل أحدهم ورقة كتب عليها “شكراً ترامب”.

 إدلب مغلقة

٢ كانون الثاني/ يناير

لم ينجح مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً مغلقاً بطلب من باريس ولندن حول الوضع في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، في الاتفاق على قرار لتمديد إيصال المساعدات الإنسانية الذي ينتهي في 10 الشهر الجاري.

وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة دعمت طلب فرنسا والمملكة المتحدة، على أن يعقد الاجتماع اعتبارا من الساعة 15,00 ت غ.

ويأمل بعض الدبلوماسيين أن تبحث دول مجلس الأمن مجدداً خلال الاجتماع مسألة تمديد العمل بآلية لإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى أربعة ملايين شخص في سوريا.

وينتهي مفعول هذه الآلية التي تسمح بإيصال المساعدات عبر نقاط حدودية لا يسيطر عليها النظام السوري، في 10 كانون الثاني/يناير.

وتستخدم الآلية حالياً أربع نقاط عبور، اثنتين عبر تركيا وواحدة عبر الأردن وواحدة عبر العراق.

وعارضت روسيا في 20 كانون الأول/ديسمبر تمديد العمل بالآلية بصيغتها الحالية في سياق سعيها لتعزيز سيطرة حليفها النظام السوري على البلاد.

وهي تعتبر أن الوضع الميداني تغير مع استعادة النظام السيطرة على مزيد من الأراضي، وتقترح في المقابل إلغاء اثنتين من نقاط العبور الأربع الحالية وتمديد الآلية لستة أشهر فقط وليس لسنة.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه إنه بانتظار 10 كانون الثاني/يناير “أمامنا الخيار بين لا شيء والموقف الروسي”.

وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفي بينهما الخميس على “ضرورة خفض التصعيد في إدلب لحماية المدنيين”.

ربع مليون

٢ كانون الثاني/ يناير

 قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن زهاء 250 ألف شخص يفرون حالياً من منطقة إدلب في شمال غرب سوريا باتجاه تركيا، بسبب قصف القوات الروسية والسورية المستمر منذ أسابيع.

وتستضيف تركيا بالفعل حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري وهو أكبر عدد من اللاجئين في العالم. وقال أردوغان إن بلاده تتخذ خطوات تواجه بعض الصعوبات لمنع عبور موجة جديدة لحدودها.

ومع تفاقم الأزمة بسبب الشتاء، قالت الأمم المتحدة إن حوالي 284 ألف شخص فروا من منازلهم حتى يوم الاثنين. ويعيش ما يصل إلى ثلاثة ملايين سوري في إدلب، وهي آخر منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة في الحرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات تقريبا.

وقال أردوغان في مؤتمر بأنقرة “في الوقت الحالي هناك ما بين 200 ألف إلى 250 ألف مهاجر يتجهون نحو حدودنا. نحاول منعهم ببعض الإجراءات لكن هذا ليس بالأمر السهل. إنه أمر صعب فهم بشر أيضا”.

وتتعرض بلدات وقرى للقصف من المقاتلات الروسية والمدفعية السورية منذ تجدد هجوم القوات الحكومية الشهر الماضي، بالرغم من اتفاق توصل إليه زعماء تركيا وروسيا وإيران في سبتمبر/ أيلول الماضي لتخفيف حدة التوتر.

مجزرة تلاميذ

١ كانون الثاني/ يناير

قتل 8 مدنيين على الأقل، بينهم أربعة أطفال الأربعاء في قصف صاروخي شنته القوات النظامية وأصاب مدرسة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وكثفت قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة الغارات على المنطقة الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنتشر فيها فصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً، منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر في وقت تحقق قوات النظام تقدما على الأرض رغم وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في آب/أغسطس ودعوات الأمم المتحدة لخفض التصعيد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات صاروخية أرض أرض استهدفت بلدة سرمين في ريف إدلب الشرقي وسقطت على مدرسة ومناطق أخرى في البلدة.

ويعتبر النظام السوري الذي يسيطر على أكثر من 70% من الأراضي السوري أن معركة إدلب ستحسم الوضع في سوريا.

أدنى حصيلة

٣١  كانون الأول/ديسمبر

سجّل النزاع الدائر في سوريا منذ نحو تسع سنوات، في العام 2019 أدنى حصيلة سنوية للقتلى، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووثّق المرصد مقتل 11215 شخصا بين مقاتل ومدني في عام 2019، موضحاً أن حصيلة القتلى المدنيين بلغت 3473 شخصاً بينهم 1021 طفلاً.

وشهدت سوريا في العام 2019 قتالاً ضارياً على ثلاث جبهات.

ففي آذار/مارس طردت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية من آخر رقعة كان يسيطر عليها في أقصى الشرق السوري قرب الحدود مع العراق.

وفي الصيف، كما وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدت قوات النظام السوري حملتها العسكرية على منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة الجهاديين والواقعة في شمال غرب سوريا.

وفي الصيف أوقعت المعارك التي شهدتها المنطقة التي تأوي نحو ثلاثة ملايين شخص ومقاتلين نحو ألف قتيل مدني.

وفي شرق البلاد شنّت تركيا وفصائل مقاتلة موالية لها عملية عسكرية عبر الحدود داخل الأراضي السورية لطرد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”.

وفي العام 2017 بلغت حصيلة القتلى 33 ألفا، لتتراجع في العام التالي إلى 19600 قتيل.

وكان العام 2014 الأكثر دموية في النزاع وقد بلغت حصيلته 76 ألف قتيل. وشهد ذاك العام صعود تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق.

ومنذ العام 2011 يُقتل في سوريا سنويا أكثر من 40 ألف شخص كمعدل وسطي للنزاع الذي شرّد الملايين.

Syria in a Week (24 – 30 December 2019)

Syria in a Week (24 – 30 December 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Idlib Displacement

Reuters

27 December 2019

The United Nations said two hundred and thirty-five thousand civilians had fled their homes in rebel-held northwestern Syria during a Russian-backed campaign of air strikes and shelling this month. The UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) said the exodus had taken place between 12 and 25 December.

Most people had fled the city of Maarat al-Numan, towns and villages in southern Idlib province, Idlib city, and camps along the Syrian-Turkish border, OCHA said. “With the latest escalation of violence in northwest Syria, civilians in Idlib governorate are again suffering from the devastating consequences of hostilities,” it said.

OCHA said Maarat al-Numan and the surrounding countryside “are reportedly almost empty.” Thousands of families were also reported to be too frightened to move, fearing air strikes and shelling. Rescue teams and witnesses say hostilities have left many towns in ruins and knocked out dozens of medical centers.

US President Donald Trump on Thursday warned Russia, Syria, and Iran against killing civilians in the Syrian governorate of Idlib, saying that Turkey is working hard to stop the “carnage”.

The Syrian army said this week it had seized more than three hundred kilometers of territory in the offensive to end “terrorist” control of Idlib, killing hundreds of “terrorists”. Taking Maarat al-Numan would take the Syrian army into densely populated rebel-held parts of Idlib province, where millions of people who fled fighting elsewhere in Syria have taken refuge.

The Russian and Syrian advance toward Idlib is also piling pressure on Turkey, which has a presence in the area and is seen by many civilians as a protector against Russian strikes. Turkish President Recep Tayyip Erdogan said his country cannot handle a fresh wave of refugees from Syria, warning that Europe will feel the impact of such an influx if the bombing is not stopped.

Failure to Protect Hospitals in Idlib

Enab Baladi

29 December 2019

A United Nations system to protect hospitals in Syria has failed to achieve its goals and was “marred with errors,” according to a New York Times investigation published on Sunday. Russia and the Syrian government ignored the UN system to prevent attacks on hospitals and humanitarian sites in areas not under government control, with more than sixty-nine attacks on these sites since the onset of the Russian intervention in Syria in 2015.

The system is meant to provide precise coordinates of humanitarian sites that are under the protection of international law of warring parties to avoid their damage. These coordinates are shared with forces led by the United States, Russia, and Turkey in the area.

The system is voluntary, but relief groups said they felt intense pressure from donors and United Nations officials to participate. The groups gave locations of their own choosing to the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA).

Sharing Syria… And Libya

Reuters

26, 29 December 2019

Talks in Moscow between a Turkish government delegation and Russian diplomats lasted for three days, much longer than expected, as the two sides tried to find compromises on Syria and Libya, the Russian Vedomosti newspaper reported on Thursday.

A Turkish delegation traveled to Russia on Monday for talks on Syria, following reports that Russian-backed attacks there were forcing tens of thousands more Syrians to flee toward Turkey.

Turkish Presidential spokesman Ibrahim Kalin said on Tuesday that Russia would work to stop attacks in the northwestern Syrian region of Idlib after talks with the Turkish delegation in Moscow and that Ankara expected this promise to be kept.

The two sides also discussed Libya after Turkish President Recep Tayyip Erdogan said last week his country would not remain silent in the face of “mercenaries” such as the Russian-backed Wagner group of private military contractors, supporting Khalifa Haftar’s forces there. Moscow said it is very concerned about the prospect of Turkish troops being deployed to Libya.

Turkey’s Foreign Minister Mevlut Cavusoglu warned that the Libyan conflict risks sliding into chaos and becoming the next Syria, as he sought to speed up legislation to allow it to send troops to the North African country.

US Strikes Against Hezbollah Brigades

Reuters

30 December 2019

US officials said on Sunday that air strikes in Iraq and Syria against an Iran-backed armed group were successful, but warned that “additional actions” may still be taken in the region to defend US interests.

The US military carried out the strikes against the Hezbollah Brigades in response to the killing of a US civilian contractor in a rocket attack on an Iraqi military base, officials said.

“We will not stand for the Islamic Republic of Iran to take actions that put American men and women in jeopardy,” US Secretary of State Mike Pompeo said. Defense Secretary Mark Esper termed the offensive “successful,” but said that Trump was informed that a further military response could be warranted.

Iraqi security and militia sources said at least twenty-five fighters were killed and at least fifty-five wounded following three US air strikes in Iraq on Sunday. At least four local Hezbollah Brigades commanders were among the dead, the sources said, adding that one of the strikes had targeted the armed group’s headquarters near the western Qaim district on the border with Syria.

Russia Inherits United States in Raqqa

Reuters

26 December 2019

Russian military police have taken control of a base near the Syrian city of Raqqa that was controlled by US forces until a few days ago, the TASS news agency reported on Thursday. Russian forces entered the nearby city of Raqqa, the former de facto capital of the Islamic State caliphate, earlier this month as Moscow rushed to fill a vacuum created by US President Donald Trump’s decision to pull troops from northern Syria. The base, a former school in the village of Tal Samin, is in a strategic area at a crossroads that links the city of Raqqa with central Syria and its northern regions, the state news agency said.

Russian Cereal Aid

Reuters

25 December 2019

The Russian Interfax news agency cited a representative of Deputy Prime Minister Yury Borisov as saying that Russia would send twenty-five thousand tons of grain as humanitarian aid to Syria from the port of Novorossiysk on the Black sea by next week. Russia plans to send a total of one hundred thousand tons of grain by the end of May, the representative added.

Syria in a Week (24 – 30 December 2019)

سوريا في أسبوع 24 – 30 كانون الأول/ ديسمبر 2019

نزوح إدلب!

رويترز

27 كانون الأول/ديسمبر

قالت الأمم المتحدة إن 235 ألف مدني فروا من منازلهم في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة خلال حملة عسكرية تدعمها روسيا شملت ضربات جوية وقصفاً هذا الشهر. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن موجة النزوح الجماعي وقعت في الفترة من 12 وحتى 25 من كانون الأول/ديسمبر.

وأضاف المكتب أن أغلب النازحين فروا من مدينة معرة النعمان وبلدات وقرى في جنوب محافظة إدلب ومن مدينة إدلب ومن مخيمات على الحدود السورية التركية. وقال “مع التصعيد الأخير في العنف في شمال غرب سوريا، يعاني المدنيون في محافظة إدلب مجدداً من التبعات المدمرة للأعمال القتالية”.

وأشار المكتب إلى أن تقارير تقول إن معرة النعمان ومنطقة الريف المحيط بها “أصبحت خالية تقريباً”. ووردت تقارير عن أن آلاف الأسر بلغ بها الخوف من القصف والغارات الجوية حد منعها من الفرار. وتقول فرق إنقاد وشهود إن الحملة العسكرية تركت الكثير من البلدات أنقاضا وهدمت عشرات المراكز الطبية.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا وسوريا وإيران يوم الخميس من قتل المدنيين في محافظة إدلب السورية وقال إن تركيا تعمل جاهدة لمنع حدوث “مجزرة”.

وقال الجيش السوري هذا الأسبوع إنه سيطر على أكثر من 300 كيلومتر من الأراضي في الهجوم الذي وصفه بأنه يهدف للقضاء على سيطرة “الإرهابيين” على إدلب وأسفر عن مقتل المئات منهم. وستقرب السيطرة على معرة النعمان الجيش السوري من المناطق كثيفة السكان في محافظة إدلب التي فر إليها ملايين من مناطق أخرى في سوريا.

كما يضيف التقدم السوري الروسي صوب إدلب مزيداً من الضغوط على تركيا التي لها وجود في المنطقة ويعتبرها الكثير من المدنيين عامل حماية من الضربات الروسية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا يمكنها التعامل مع موجة جديدة من اللاجئين من سوريا محذراً أوروبا من أنها ستشعر بتبعات ذلك إذا لم يتوقف القصف.

فشل حماية المشافي في إدلب

عنب بلدي

29 كانون الأول/ديسمبر

فشل نظام الأمم المتحدة لحماية المشافي في سوريا بتحقيق أهدافه وكان “مليئاً بالعيوب”، وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ونشرته يوم الأحد. وتجاهلت روسيا والنظام السوري النظام الأممي لمنع الهجمات على المشافي والمواقع الإنسانية الأخرى في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، مع حدوث أكثر من 69 هجمة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا عام 2015 على تلك المواقع.

يتضمن النظام تقديم الإحداثيات الدقيقة للمواقع الإنسانية الخاضعة لحماية القانون الدولي للأطراف المتحاربة لتجنب إصابتها، وتشارك تلك الإحداثيات مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في المنطقة.

ومع أن النظام طوعي، أي لا يلزم المنظمات بالمشاركة، إلا أن الجمعيات الإغاثية ذكرت للصحيفة إنها شعرت بضغط شديد من الداعمين ومسؤولي الأمم المتحدة للمشاركة، وقدمت بياناتها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وعبرت المنظمات الإغاثية عن إحساسها بالخيانة والخذلان، وفقًا للصحيفة الأمريكية، التي ذكرت إن مسؤولي المنظمات اجتمعوا مع المسؤولين الأممين وعبروا عن استيائهم. وقال رئيس منظمة “الجمعية الطبية السورية الأمريكية “مفضل حماده، للصحيفة إن مستوى الهجمات “لم يقل فعلاً، وأضاف إن النظام “لم يجد نفعاً” فيما يتعلق بالمحاسبة والردع.

وكانت الأمم المتحدة أعدت ملفاً حذرت فيه المشاركين بالنظام من أنها “لا تضمن” سلامة المواقع أو طواقمها، وأنها لا تؤكد المعلومات المقدمة من الجماعات المشاركة، ولا تطلب من الروس والأتراك والأمريكيين الاعتراف باستلامهم لمواقع عدم القصف.

وقال الدبلوماسي النرويجي جان إغلاند، الذي عمل كمستشار للأمم المتحدة حول سوريا من عام 2015 وحتى 2018، للصحيفة الأمريكية إن الأمم المتحدة فشلت بفرض تبعات كافية على المسؤولين عن القصف. وأنشأت الأمم المتحدة في آب الماضي لجنة للتحقيق بسبعة من تلك الهجمات فقط، وقد لا تقوم لجنة التحقيق بتعريف مرتكب الهجمات أو حتى الإعلان عن نتائج التحقيق.

تقاسم سوريا … وليبيا 

رويترز

26 و 29 كانون الأول/ديسمبر

ذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية يوم الخميس أن المحادثات بين وفد تركي ودبلوماسيين روس في موسكو استمرت ثلاثة أيام، وهي مدة أطول بكثير مما كان متوقعاً، حيث حاول الطرفان التوصل إلى تسوية لأزمتي سوريا وليبيا.

وسافر الوفد التركي إلى روسيا يوم الاثنين لإجراء محادثات بخصوص سوريا في أعقاب تقارير عن أن هجمات بدعم روسي هناك تجبر عشرات الآلاف من السوريين على الفرار باتجاه تركيا.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية يوم الثلاثاء إن روسيا ستعمل على وقف الهجمات في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، وذلك بعد محادثات مع الوفد التركي في موسكو، مضيفاً أن أنقرة تتوقع الوفاء بهذا الوعد.

وبحث الطرفان أيضاً الوضع في ليبيا بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إن بلاده لن تبقى صامتة إزاء “مرتزقة” يدعمون قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر مثل مجموعة فاجنر المدعومة من روسيا والمؤلفة من متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص. وتقول موسكو إنها قلقة جدا بشأن احتمال نشر قوات تركية في ليبيا.

وفي وقت لاحق حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن الصراع الليبي يهدد بانزلاق البلاد إلى الفوضى وبأن تصبح سوريا القادمة، وذلك في إطار سعيه لتسريع صدور تشريع يسمح لأنقرة بإرسال قوات إلى هناك.

وتواجه حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، والتي تتخذ من طرابلس مقراً، صعوبات للتصدي لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر التي تتلقى الدعم من روسيا ومصر والإمارات والأردن.

وأضاف جاويش أوغلو في تصريحات خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم يوم السبت “إذا أصبحت ليبيا اليوم مثل سوريا، فإن الدور سيأتي على الدول الأخرى في المنطقة”.

وتابع قائلاً “علينا القيام بكل ما يلزم لمنع انقسام ليبيا وانزلاقها إلى الفوضى، وهذا ما نفعله. الحكومة المشروعة هناك هي ما نتعامل معه”. وشدد على أهمية الاتفاق العسكري والأمني الذي وقعته تركيا مع ليبيا.

وسيجتمع جاويش أوغلو مع ثلاثة من قادة أحزاب المعارضة يوم الاثنين، ومن المتوقع أن يناقش البرلمان التشريع خلال الأسبوع المقبل.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن حكومته قررت السعي للحصول على موافقة من البرلمان على إرسال قوات إلى ليبيا للدفاع عن حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس في مواجهة قوات حفتر التي تتلقى دعماً عسكرياً من روسيا ومصر والإمارات.

ويقول دبلوماسيون إن قوات حفتر لم تتمكن من الوصول لقلب طرابلس لكنها حققت بعض المكاسب الصغيرة على الأرض في الأسابيع الماضية في بعض الضواحي الجنوبية للعاصمة بمساعدة مقاتلين من روسيا والسودان وطائرات مسيرة أرسلتها الإمارات.

وقال تقرير للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر إن الطائرات المسيرة صينية الصنع منحت حفتر “تفوقاً جوياً محلياً”، إذ أن بمقدورها حمل متفجرات تزن ثمانية أمثال ما يمكن للطائرات المسيرة التي منحتها تركيا لحكومة الوفاق الوطني حمله ويمكنها أيضاً أن تغطي ليبيا بأكملها.

ووقعت أنقرة اتفاقين منفصلين الشهر الماضي مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، أحدهما بشأن التعاون الأمني والعسكري والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.

قصف أمريكي لكتائب حزب الله

رويترز

30 كانون الأول/ديسمبر

قال مسؤولون أمريكيون يوم الأحد إن الهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضد جماعة مسلحة تدعمها إيران كانت ناجحة ولكنهم حذروا من أنه قد يتم اتخاذ “اجراءات إضافية” في المنطقة للدفاع عن المصالح الأمريكية .

وقال مسؤولون إن الجيش الأمريكي شن غارات جوية في العراق وسوريا ضد جماعة كتائب حزب الله المسلحة رداً على مقتل متعاقد مدني أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “لن نتغاضى عن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتصرفات تعرض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر”. ووصف ووزير الدفاع مارك إسبر الهجمات بأنها “ناجحة” ولكنه قال إنه تم إبلاغ ترامب بأنه قد يكون هناك مبرر للقيام برد عسكري آخر.

وقالت مصادر أمنية عراقية وأخرى من الجماعة إن ما لا يقل عن 25 مقاتلاً لقوا حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 55 آخرين عقب ثلاث غارات جوية شنتها أمريكا في العراق يوم الأحد. وأضافت المصادر أن أربعة على الأقل من القادة المحليين للجماعة قتلوا وأن إحدى الغارات الجوية استهدفت مقر كتائب حزب الله قرب منطقة القائم بغرب البلاد على الحدود مع سوريا.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان أن الهجوم استهدف ثلاثة مواقع لهذه الجماعة المدعومة من إيران في العراق وموقعين لها في سوريا مضيفاً أن المواقع شملت منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع قيادة وسيطرة استخدمتها الجماعة للتخطيط وتنفيذ هجمات على قوات التحالف.

واتهمت الولايات المتحدة الجماعة بالضلوع في الهجوم الذي نفذ بأكثر من 30 صاروخاً يوم الجمعة وأدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة أربعة عسكريين أمريكيين وفردين من قوات الأمن العراقية قرب مدينة كركوك الغنية بالنفط.

وقال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاجون في بيان “رداً على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على قواعد عراقية تستضيف قوات تحالف عملية العزم الصلب، وجهت القوات الأمريكية ضربات دفاعية دقيقة… ستحد من قدرة كتائب حزب الله على شن هجمات على قوات التحالف مستقبلاً”.

روسيا ترث أمريكا في الرقة

رويترز

26 كانون الأول/ديسمبر

قالت وكالة تاس الروسية للأنباء يوم الخميس إن الشرطة العسكرية الروسية سيطرت على قاعدة قرب مدينة الرقة السورية كانت تحت هيمنة القوات الأمريكية حتى أيام قليلة مضت. ودخلت القوات الروسية مدينة الرقة القريبة، العاصمة السابقة لدولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت سابق هذا الشهر إذ سارعت موسكو لملء الفراغ الذي خلفه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من شمال سوريا. وذكرت الوكالة الحكومية إن القاعدة، وهي مدرسة قديمة في قرية تل السمن، تقع في منطقة استراتيجية عند مفترق طرق يربط مدينة الرقة بوسط سوريا ومناطقها الشمالية.

ونقلت الوكالة عن أرمان مامبيتوف من الشرطة العسكرية الروسية قوله إنه وزملاءه سيبدأون دوريات في المنطقة المحيطة اعتباراً من يوم الخميس.وعرضت قناة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية لقطات لاثنين من أفراد الشرطة العسكرية الروسية يرفعان العلم الروسي على القاعدة ولرتل من مركبات الشرطة العسكرية يدخل القاعدة.

مساعدات حبوب روسية

رويترز

25 كانون الأول/ديسمبر

ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء نقلاً عن ممثل ليوري بوريسوف نائب رئيس الوزراء قوله إن روسيا سترسل 25 ألف طن من الحبوب مساعدات إنسانية إلى سوريا من ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود بحلول مطلع الأسبوع القادم. وأضاف ممثل نائب رئيس الوزراء أن روسيا تخطط لإرسال 100 ألف طن من الحبوب إجمالاً مساعدات إنسانية بنهاية أيار/مايو.