سوريا في أسبوع 11- 17 حزيران/يونيو 2019

سوريا في أسبوع 11- 17 حزيران/يونيو 2019

حملة ضد اللاجئين في لبنان 

عنب بلدي

15 حزيران/يونيو 

صعّد وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، خطابه ضد اللاجئين السوريين ودعواته المتكررة إلى عودتهم إلى سوريا.واعتبر باسيل خلال مؤتمر البلديات الثالث اليوم، السبت 15 من حزيران، أن موضوع “اللاجئين السوريين” يشكل تحدياً كبيراً لا يستطيع لبنان تحمله، وعودتهم مصلحة للبنانيين وللسوريين.

وتحدث باسيل عن اللاجئ السوري وعدم تحمله لأي موجبات ضريبية وسط ارتفاع البطالة وخسارة مليارات الدولارات، مشيراً إلى أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل هذه التبعات.

وتساءل باسيل “كيف يذهب آلاف السوريين إلى سوريا ويعودون إلى لبنان وعدد كبير منهم يحملون بطاقة نازح، وكيف يساعد المجتمع الدولي أشخاصاً ببطاقة نزوح وهم يعملون في لبنان ومنازلهم قائمة في سوريا ومناطقهم آمنة؟”.

وكان باسيل آثار ضجة بين صحفيين ومثقفين، الأسبوع الماضي، عندما تحدث عن التفوق “الجيني” للبنانيين عن غيرهم من الشعوب، واعتباره سبباً لرفض اللاجئين والعمالة الأجنبية في البلاد.

واعتبر الوزير اللبناني أن هناك مخططًا لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، مشددًا على أن “تجربة اللاجئ الفلسطيني لن تتكرر مع النازح السوري الممنوع من العودة حتى الآن من عدة أطراف بسبب عدة عوامل”.

وعقب ذلك انتشر وسم على صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان بعنوان ضد خطاب الكراهية، وسط المطالبة باحتجاجات ضد خطابات الكراهية التي يصرح بها سياسيون لبنانيون ضد وجود السوريين.

ويعيش في لبنان ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تشتكي الحكومة اللبنانية من تكبدها أعباء اقتصادية بسببهم، وسط اتهامات حقوقية للبنان بالضغط على السوريين من أجل العودة إلى بلدهم.

ضربات روسية لصالح تركيا!

رويترز

13 حزيران/يونيو 

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها يوم الخميس إن طائراتها نفذت أربع ضربات ضد متشددين في إدلب بسوريا.وقال الجيش الروسي إن الجيش التركي طلب مساعدته لحماية قوات تركية بقصف “إرهابيين في إدلب”.

قصف مواقع تركيا في إدلب

رويترز

 16 حزيران/يونيو 

قالت وزارة الدفاع التركية يوم الأحد إن موقع مراقبة تركيا بمحافظة إدلب السورية تعرض لهجوم بقذائف هاون وقصف من منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية السورية مما تسبب في وقوع أضرار لكن دون خسائر بشرية.وقالت الوزارة إن القوات التركية ردت فوراً على القصف بالأسلحة الثقيلة وقدمت احتجاجاً لروسيا بشأن الحادث وهو الثاني من نوعه خلال أسبوع.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمة نقلها التلفزيون “لا يمكن أن نتهاون مع استهداف النظام لجنودنا، سنوقفهم عند حدهم”. ولم تحدد الوزارة وقت الهجوم لكنها قالت إنه كان من منطقة سمتها تل بازان وإن تقييمها خلص إلى أن الهجوم متعمد.

وقال جاويش أوغلو إن “العدوان” الأخير يتعارض مع اتفاق إدلب الذي وقعته بلاده مع روسيا.وأضاف “إن إيران وروسيا… مسؤولتان عن وقف النظام”. وتضاربت بشدة الروايات الصادرة عن روسيا وتركيا يوم الخميس بشأن هجوم سابق على موقع تركي في سوريا.

وألقت تركيا بالمسؤولية على القوات الحكومية السورية في ذلك الهجوم لكن روسيا قالت إن المعارضة المسلحة هي من نفذته. وقالت روسيا يوم الأربعاء إن وقفاً كاملاً لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في المنطقة لكن تركيا نفت ذلك.وتظهر الحوادث الأخيرة تآكل اتفاق خفض التصعيد المتفق عليه العام الماضي لحماية إدلب من هجوم لقوات الحكومة.

ومنذ أبريل نيسان، كثفت قوات الحكومة القصف على المنطقة مما أسفر عن مقتل عشرات الناس.وتقول المعارضة إن تحرك الحكومة جزء من حملة تهدف لشن هجوم سيخرق اتفاق خفض التصعيد بينما تقول الحكومة وحلفاؤها الروس إن الإجراء يأتي رداً على انتهاكات من جانب المعارضة ومنها وجود مقاتلين في منطقة منزوعة السلاح.

انفجار في دمر

رويترز

 15 حزيران/يونيو 

ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن انفجاراً وقع يوم السبت في مستودع ذخيرة بمنطقة عسكرية غربي العاصمة نجم عن حريق بمنطقة أحراش.وأوضح التلفزيون أن المستودع يقع بمنطقة دمر السكنية.لكن سكاناً قالوا إن دوي الانفجار الذي سمع في أنحاء العاصمة جاء على ما يبدو من منطقة جبلية بين دمر وقدسيا حيث مقر وحدات عسكرية كبيرة.

قصف إسرائيلي

رويترز

12 حزيران/يونيو 

قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن إسرائيل شنت هجوماً صاروخياً على تل استراتيجي في سوريا يطل على منطقة حدودية بين البلدين في الصباح الباكر يوم الأربعاء.وأضافت أن الهجوم ألحق أضراراً بتل الحارة الواقعة في محافظة درعا بالقرب من هضبة الجولان المحتلة، وأن الدفاعات الجوية السورية أسقطت عدة صواريخ.وذكرت أن إسرائيل لجأت إلى “حرب إلكترونية” للتشويش على الرادارات خلال الهجوم.

منع دخول محققي الكيماوي

رويترز

12 حزيران/يونيو 

قال فرناندو أرياس المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تصريحات نشرت يوم الأربعاء إن المسؤولين السوريين رفضوا السماح بدخول فريق تحقيق بشأن الأسلحة الكيماوية تم تشكيله حديثاً للتعرف على الجناة في هجمات بذخيرة محظورة.وصوتت الدول الأعضاء في المنظمة العام الماضي على تشكيل فريق للتحقيق والتحري عن هوية الجناة، وهو قرار عارضته دمشق وحليفتها موسكو.وقال أرياس للدول الأعضاء “ترفض سوريا الاعتراف بالقرار والتعامل مع أي من نتائجه وآثاره”.

وأضاف أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أبلغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كتابة بقرار عدم إصدار تأشيرات دخول لأعضاء فريق التحقيق.وتابع قائلاً “إضافة لذلك، تلقيت رسالتين بتاريخي 9 و14 أيار مايو من نائب الوزير للإبلاغ برفض سوريا السماح لأعضاء الفريق المعينين حديثاً بالاطلاع على أي معلومات سرية تتعلق بالملف الكيماوي السوري”.

وكانت سوريا قد انضمت للمنظمة في عام 2013 ووافقت على السماح لمفتشيها بدخولها في خطوة جنبتها ضربات جوية هدد بها الرئيس الأمريكي حينئذ باراك أوباما. وخلص فريق تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن القوات السورية استخدمت غاز الأعصاب (السارين) وبراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور المحظورين، بينما استخدم متشددو تنظيم داعش غاز الخردل.

وتشكل فريق التحقيق الجديد بعدما استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضد قرار لتمديد تفويض فريق التحقيق المشترك في تشرين الثاني/نوفمبر 2017.

“هضبة ترامب”!

رويترز

17 حزيران/يونيو 

وافقت إسرائيل من حيث المبدأ يوم الأحد على إقامة منطقة سكنية جديدة تحمل اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الجولان المحتل، لكن الإنشاء سيتأخر على الأرجح بالنظر إلى العقبات السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.ومشروع “هضبة ترامب” الغرض منه هو تعزيز الروابط مع ترامب بعدما خرج الرئيس الأمريكي عن الإجماع الدولي واعترف بسيادة إسرائيل على الهضبة الاستراتيجية في أيار/مايو.

وفي جلسة خاصة للحكومة في بروخيم، وهي مجموعة متناثرة من المنازل تبعد 12 كيلومترا فقط عن خط الهدنة مع سوريا بهضبة الجولان، كشف نتنياهو عن لافتة مكتوب عليها بالإنجليزية والعبرية “هضبة ترامب”.

وكتب زفي هاوزر، وهو وزير سابق في حكومة نتنياهو قبل أن ينضم لحزب معارض “أي شخص يقرأ نص القرار (التاريخي) يدرك أن أنه قرار غبي”.

عودة بطيئة لعوائل داعش

رويترز

11و14 حزيران/يونيو 

استعادت بلجيكا يوم الجمعة ستة أطفال من أبناء أعضاء تنظيم داعش كانوا يقيمون بمخيمات في سوريا تحتجز فيها قوات سوريا الديمقراطية آلاف الإسلاميين المتشددين وأفراد أسرهم.وتتراوح أعمار الأطفال الستة بين ست سنوات و18 سنة وجميعهم أيتام مما جعل استعادتهم أقل تعقيداً من عشرات الأطفال البلجيكيين الآخرين المحتجزين مع آبائهم من أفراد تنظيم داعش في منطقة كردية في الشمال السوري.

وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز على تويتر في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة “ستة أطفال من سوريا وصلوا للتو لبلادنا… يخضع الأطفال حالياً لمراقبة وإشراف مسؤولين محليين وأفراد الخدمات الاجتماعية”.

وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها لا تستطيع احتجاز آلاف من أعضاء تنظيم داعش وأفراد أسرهم الذين استسلموا خلال الهجوم لأجل غير مسمى.وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في معرض إعلانه للخطوة التي اتخذتها بلجيكا “يجب أن يمتد ذلك إلى الرجال والنساء في مخيماتنا وفي السجن وألا يقتصر على الأطفال”.

وفي سياق متصل قال مصدر قضائي إن عائلة رجل فرنسي كان يقاتل في سوريا عادت إلى فرنسا يوم الثلاثاء بعد طردها من تركيا.وقال المصدر إن العائلة، والتي شملت الرجل وزوجتين وتسعة أطفال، كانت اعتُقلت في تركيا بعد وصولها من سوريا.وفي وقت سابق من هذا الأسبوع جرى ترحيل 12 طفلاً فرنسياً وطفلين هولنديين من اليتامى من أبناء مقاتلي تنظيم داعش من سوريا إلى فرنسا.

وإلى الآن ترفض الدول الغربية استعادة مواطنيها الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى داعش وتعتبرهم مصدر تهديد أمني لها إذا عادوا إليها بينما تعرف أنها قد لا تستطيع محاكمتهم.

حوار مع محمد (أبو علي) صالح (٢): الطائفية ومجزرة الساعة في حمص

حوار مع محمد (أبو علي) صالح (٢): الطائفية ومجزرة الساعة في حمص

*ينشر هذا الحوار ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

هذا الجزء الثاني من حوار من جزئين أجراه عمر عباس، يمكن الإطلاع على الجزء الأول هنا.

‫‫يعد محمد صالح، المعروف بأبو علي صالح، أحد أهم شخصيات الحراك السلمي الأهلي والمصالحة في مدينة حمص، ومن الشاهدين على أحداثها من ثورة وحرب، وفي هذا اللقاء، يتابع أبو علي حوارهمع عمر عباس لصالح صالون سورية حول تطور الأحداث التي خبرها هناك، وتحديداً الوضع في حمص في أعقاب الحراك الشعبي الذي بدأ في درعا.

‫‫كيف كان الوضع في حمص عند بداية الحراك؟

‫‫لم أكن موجوداً عند بداية المظاهرات، إذ كنت في مدينة السلمية بسبب وفاة والدتي، لكن كما كل معتقل سابق، تولدّ لدي الأمل بكلمة الـ ”لا” التي لم نتوقع سماعها ونحن على قيد الحياة. كنت آمل أن يتحسن الوضع وأحذر من حمل السلاح، كان مطلبنا ديمقراطياً حقيقياً، لا لحلول ديكتاتور محل آخر. لم نكن نريد حدوث اقتتال، لأنّ الانقسام والدم يجلبان الكراهية وهي بدورها تسفك المزيد منه، لذا حاولنا أن نبعد فكرة التسلح قدر الإمكان.  لم أقرأ قبلاً عن ديمقراطية أتت بالسلاح، نحن نريد ديمقراطية وليس مجرد استبدال سلطة مستبدة بأخرى، ولهذا كنت أختلف مع شعار إسقاط النظام الذي كنت أدعو لاستبداله.

بدأت ألتقي بمن تربطني معهم علاقة سابقة من اليساريين بشكل أساسي، وبعض الإسلاميين غير المتطرفين، التقيت بالشيوعيين والإسلاميين والقوميين ولم يكن لدي أية مشكلة مع الشخص الذي ألتقي به طالما أنه صادق، فهذا البلد أو الوطن أو سمه ما شئت لنا جميعاً وعلينا أن نعيش معاً سواءٌ أعجبنا ذلك أم لا، ويجب أن يقرر من يسكن على هذه الأرض كيف يحكمها. لا أقبل أن أميّز بسبب انتمائي، وكذلك لا يمكن أن أميز أحداً بسبب انتمائه. حاولنا في بعض المناطق أن ننسق بعض الشعارات، وكنا نوصل ما هي رؤيتنا لمن يمسك بالأمور، بعد الشهر السابع من العام ٢٠١١ لم يعد يحصل ما تمنياه. بدأت آنذاك تنتشر الجرائم من خطف متبادل، وتبادل أسرى، وقتل رهائن، إضافة لعمليات القتل على الهوية الطائفية. يوم العار كان في ١٦ من شهر تموز حيث قتل ٣٠ شخصاً مقابل ٢٤ شخصاً من الطرفين، وَجهتُ آنذاك مناشدات لأهلنا بالخالدية، “ماذا يعني لكم خطف الناس الذاهبين للكراجات أو إلى عملهم؟” فهي كانت طريق ممر للوصول لأعمالهم، وكانت تشهد العديد من عمليات الخطف، الأهالي رحبوا بالرسالة لكن لم يتغير شيء. هناك مناطق أخرى، لكن هذه المنطقة لا يمكن تفاديها وخاصة كراج الانطلاق. وبدأت تزداد حالات القتل على الهوية، فأحياناً تُكتشف ثلاثين جثة، وكان القتل لحسابات شخصية، كأن ينتقم شخصاً قُتل فرد من عائلته بقتل أعداد كبيرة من عائلة أخرى من الطرف الآخر.  ساهم بزيادة انتشار هذا الجرائم معرفة القتلة بأنهم سيفلتون من العقاب ولو مرحلياً، كما كان الشحن الطائفي غير مسبوق. المجزرة الكبيرة التي شهدتها المدينة حصلت إثر قبول مبادرة الجامعة العربية في شهر نوفمبر ٢٠١١، حيث نزل بعض الحثالات ممن أسميتهم “شبيحة الثورة” إلى الشوارع، وقتلوا بضعة أشخاص يستقلّون سيارات عامة، وخطفوا أباً وابنه وقتلوهما، فكان الانتقام رهيباً وخارج القانون والأخلاق في ساحة الزهراء حيث تم قتل ٣٤ شخصاً من قبل عناصر من الشبيحة التابعين للأمن الجوي، بما بات يُعرف محلياً بمجزرة “الفندي”، نسبة للعقيد هيثم فندي، وكان القتل قد حدث على أساسٍ مذهبي، وأنا أروي هذه القصة تحديداً لأني أعرفها عن قرب وأعلم كيف حصلت.

تعرّض العديد للخطف لساعات تعرضوا أثناءها للتعذيب والنعت بألقاب بذيئة، وسمعت هذا كله من أصحاب العلاقة وعائلاتهم. وفي بعض الأحيان كان الشخص الغريب عن الحارة يُقتل عند دخوله إليها لرعونة المسلحين من اللجان الشعبية وبسبب الخوف، وليس قتلاً طائفياً، قُتل مثلاً أشخاص من نفس الطائفة لكنهم غرباء عن الحي، كما ولو أنك في غابة تطلق النار على أي حركة غريبة من الخوف، وقد كان غياب الأمن في تلك الفترة مقصودا لدب الرعب. بعد الشهر السابع تصاعد القتل الطائفي كثيراً، ليشهد الشيعة تهجيراً ممنهجاً في حي البياضة، وأصبحت الأحياء أكثر تماثلاً طائفياً، إما سنية أو من بقية الطوائف بسبب الخوف المسبق والتهديد المباشر. قليلة فقط الأحياء التي حافظ على تنوعها المختلط طائفياً، منها الوعر وطريق الشام وعكرمة والجامعة وحي الادخار.

جاء مسلحون لمنازلنا وهددونا مباشرة، وقالوا لنا: “لا نريد إلا سُنة بين بابا عمرو وطريق الشام”، ونقل رفاقي لنا رسالة: “أنتم جيدون لكن لديكم عشرة أيام لتخلوا المنزل لأننا لا نريد غير السنة”. لاحقا جاءني شخص لا أعرفه وسألني: “من يزعجك؟” أبلغته عن اسم المجموعة التي هدّدتني، فحّل الإشكال وزال عنّا التهديد. بقي في حينا بيتان أو ثلاث من غير السنة، بعد أن كان موزعاً بالمناصفة تقريباً. في الحي نفسه قتلت مجموعة مسلحة معارضة مهندساً لأنه علوي ومن ثم مهندس آخر لأنه شيعي، كنت أعرفهم شخصياً، لكني لم أكن أعرف انتماءهم المذهبي قبل ذلك. ثم خطف مسلحو المعارضة شخصاً آخر مسيحياً، استطعنا إخراجه قبل أن يقتل، كما قتل جاري وصديقي الدكتور مصطفى سفر أمام مدخل عمارته في حي الشماس في ٣٠ كانون الثاني/ يناير ٢٠١٢، بالرغم من أنه سني. أعتقد أنّ عمليات الاستهداف الطائفي هذه لم تكن مجرّد مصادفة. أذكر في شباط ٢٠١٢ أني قد ذهبت لزيارة أقربائي في منطقة الساحل بعد مقتل جاري، وسمعت بعد وصولي أنه قد عُثر على جثتين بالقرب من المركز الثقافي، وعندما عدت لأتفقد بيتي وأخذ بعض الأغراض، استفسرت عن هوية الجثتين؟ فعرفت أنهما قتلة الدكتور مصطفى سفر، وهما أخوان من عشيرة تابعة لطراد الملحم التي تتبع لقبيلة عنزة وهذا كل ما أعرفه. لم يكن واضحاً ما هدفهم من القتل، سمعت العديد من الروايات المتناقضة حول هوية القتلة، شباب الجيش الحر في الخالدية قالوا إنهما تابعان لهم، وتمت تصفيتهما من قبل مجموعات مسلحة أخرى. في يوم ٣ شباط/فبراير حدثت مجزرة كبيرة في حي الخالدية عندما سقطت قذيفة هاون ليلاً، وعندما تجمع الناس لإسعاف الجرحى سقطت أخرى ليصل عدد الضحايا إلى المئة، كان قد سبق المجزرة هجوم من أبناء الحي على حاجز المستوصف. بعد ثلاثة أيام بدأ القصف على حي بابا عمرو، وكانت الحملة العسكرية الكبيرة التي استمرت لنحو عشرين يوم وانتهت بتهجير الأهالي والمقاتلين بشكل شبه كامل.

عندما رأينا الدمار الذي حصل في المناطق الأخرى، أصبحنا نقول أنّ حيّنا لم يتدّمر كثيراً رغم ما فيه من دمار، لكن بالمقارنة مع غيره كان بسيطاً. عدت لحيي إلا أن نسبة السكان الذي عادوا إليه لم تتجاوز خمسة بالمئة، سكان حي الجندلي أيضا خرجوا ولم يبق فيه أي أحد، وطبعاً تمت سرقة كل شيء يمكن حمله.

تم تطويق المسلحين في حمص القديمة، وفي حي الخالدية مع عائلاتهم، وشهد حركات نزوح إليه من حي النازحين ومن كرم الزيتون، وكان آخر يوم استطعت الدخول إليه في ٢٣/١/٢٠١٢، حيث حصلت مناوشات والشباب محاصرون بالداخل. سافرت من حمص الى دمشق مرتين كل يوم، سعياً مني لتأمين هدنة لحماية حمص من التهدّم على رؤوسنا، وبجهود كبيرة تم انقاذ مدنيي الوعر، وبقي الأهالي والمقاتلين في الداخل وحواجز الجيش، وأخبرني من بقي من الأهالي أن الجوع كان شديداً ولم يبق شيء في الشارع لم يتم أكله، بينما يأتي الطعام الساخن للمسلحين يومياً من الخارج بشكل منتظم، وأميل لتصديق ذلك لأن شخصاً محاصراً من عسكر المعارضة طلب مني دخان، فقلت له كيف سأوصلها لك، وليس لدي أية علاقات؟ فأجابني: ضعه عند حاجز الجيش السوري عند القلعة وقل لهم “أنه للشباب”. ليس بالضرورة أن تكون هذه العلاقة عمالة، فهناك عدّة احتمالات أخرى للعلاقات المشتركة منها القرب والمال والمصالح. التقيت بأكثر من عائلة وروت لي ذات القصص رغم أنهم لا يعرفون بعضهم، ومقاطعة هذه القصص جعلتني أصدق ما قيل لي.عندما خرج جميع المسلحين من المدينة القديمة، دخلنا ورأينا الدمار ومن بقي لآخر لحظة بالمدينة القديمة، وفي تلك الأثناء جرت محاولات كثيرة ممن يهمه وقف المذابح من كل الأحياء بغض النظر عن التوجه السياسي والانتماء الطائفي، دخلت أنا بتشكيل ما سمي “بلجنة التضامن الأهلي” وكان مؤلفاً من حوالي ثلاثين شخصية من حمص من مختلف التوجهات الموجودة لكن الأغلب يساريين. لم تكن للجنة فاعلية كبيرة وكان أغلب رموزها مؤيدين للحراك الشعبي، لم يكن معنا أحداً موالياً للنظام بالحقيقة، فحتى غير المؤيد للحراك الشعبي كان أقرب للحياد، وهذه نقطة ليست جيدة برأيي، فالمجموعة الأهلية يجب أن تتضمن مؤيدين لتحقيق سلم أهلي بين أطراف متعددة. لم نستطع أن نجلب مواليا ً لصفّنا وفي الوقت نفسه لم نكن نستطيع أن نقول لمن يطلق الرصاص من المعارضة أن يفعل شيئاً، فكيف كنا سننجح في تحقيقٍ سلمٍ أهليٍ في الوقت الذي يرفض فيه من يحمل السلاح الاستماع إليك؟

 إن دعيتَ لحوارٍ وحلٍ عبر محاكم الجمهورية العربية السورية طالباً وقف القتال، في الوقت الذي يواصل فيه خصومك عمليات القتل فإن تأثيرك سيكون شبه معدوم، ورغم ذلك استطعنا إطلاق سراح العديد من المخطوفين وحققنا إنجازاً في هذا المجال، وإن كان محدوداً. لكن توفير نقطة دم واحدة كانت بمثابة إنجاز، وقد تمكّنا من الإفراج عن بعض المخطوفين دون مقابل كبير، معتمدين على جهودنا وإمكانياتنا المالية المحدودة، فاعتمادنا كان ذاتياً، وولم يكن بمقدور أحدٍ منا دفع مبالغ كبيرة. كانت تأتي مطالبات بفدية تصل إلى ملايين الليرات سورية (قبل انهيار الليرة) لإطلاق سراح مختطفين، لكن سقف قدرتنا كان بحدود العشرة والعشرين ألف ليرة، وفي إحدى المرات عبئت برميل مازوت لشخص مقابل الإفراج عن مخطوف، وقد كلفني ذلك خمسة عشر ألف ليرة. كل أعضاء اللجنة وضعهم المادي مثل وضعي أو أقل قليلاً، وهذا كان في البدايات عندما كانت لدينا المقدرة المادية، لكن الآن أصبحنا ننتظر العشرة ليرات لنشتري رغيف الخبز، فالوضع أصبح أكثر سوءاً، ولم يعد هناك إنتاج أو عمل، والتقصير كبير.

لست قادراً على تجاوز النقص بالمعلومات التي أرويها، لأننا لم نصل للمرحلة التي أستطيع فيها أن أتكلم بحرية بعد، وهذه إحدى المشاكل الهائلة، ألا تكون قادراً على إيصال ما تحب أن توصله.  في عام الـ٢٠١١ حضرت بالصدفة اشتباكاً بين الجيش والمسلحين فتكلمت عن هذا بمداخلة شاركت بها في قناة البي بي سي البريطانية، فضُربت سيارتي برصاصة واحدة بعد ذلك. احتجوا جماعة التسليح من المعارضة، وسألوني لم أتكلم عن المسلحين وهم لم يقرروا الإعلان عن تسلحهم بعد؟ أجبت أنني لست ملزماً بهم، فنحن لم نتفق ولا يوجد بيننا توافق ولا أنتمي لجماعتهم، وأنا لن أقول إلا ما رأيت، فأنا لست بالسياسي الذي يخفي أو يكذب أو ينكر القتل الحاصل، دوري توصيل ما يحدث من كل الحقائق. في البدايات كان من حمل السلاح وقتل وخطف من حثالات المجتمع السوري، ومن قاموا بالاغتيالات بحينها هم من مروجي المخدرات والقوادين، ممن لهم تاريخ طويل في السجون وهم من حمل السلاح. هناك من هو مستعد أن يفعل أي شيء من أجل المال وضمن ذلك القتل. هذا ليس من طرف واحد بل طرفي الصراع، وعندما قلت للمحافظ، لماذا تسمحون لهم أن يحملوا السلاح؟ قال لي “كلب يعوي معك أفضل من أن يعوي عليك”، وعندما سألتهم نفس السؤال بحي بابا عمرو، أجابوني بالجواب ذاته، نفس الثقافة والنهج من الطرفين. وهذا يدل على الافتقار لأي هدف سام بمعنى دولة ديمقراطية أو عدالة، بل البحث عن سلطة وأنا لست معنياً بذلك، أنا أنشد إدارة تدير هذه الدولة ببعض العدالة، لا يهمني الأسماء لكن يهمني ألا يكون لديه سوابق إجرامية.

‫في كرم الزيتون، حدثت مجازر مرعبة خلال ٤٨ ساعة أثناء طرد المقاتلين منها، وكل نقطة دم كانت تفرقنا عن بعضنا أكثر فأكثر، لم تحدث الأمور بسرعة فكان من الواضح أن المطلوب هو سفك الدماء، وإلا لماذا يحدث الحسم السريع عندما يريدون حسم الأمور؟ فيما بأماكن أخرى يبقى القنص والقتل والقصف مستمراً؟ هناك أسئلة يجب أن يسألوها أحفادنا كي لا يتكرر ما حدث، إعلاميا كان يتم غرس الكراهية بطريقة غير مسبوقة، ولا نعلم إلى متى ستبقى آثارها، على الرغم من تعالي الكثيرين عن الكراهية والمحافظة على تعاملهم الإيجابي، إلا أن الأشياء السيئة تبرز عن الجيدة. في السنوات الأخيرة، أثناء مفاوضات خروج مقاتلي المعارضة من حمص القديمة(٢٠١٤) حصلت دعوات من قبل أهالي المخطوفين لعرقلة الاتفاق حتى يتم الإعلان عن مصير أولادهم لكن لم يتم ذلك، وقد أخبرني أحد المقاتلين أنه قد تمت تصفية جميع المخطوفين قبل الاتفاق، لكن لا أعرف إن كان الكلام صحيحاً، كما تمت تصفية الكثيرين من الطرف الآخر، للأسف التنافس بين الأطراف المتنازعة بات حول من يقتل أكثر ومن لديه الإمكانيات ليثبت أنه الأسوأ.

شهدت مناطق وأحياء الوعر والريف الشمالي والقرى التي كانت متعايشة تهديداتٍ لا طائفية فحسب وإنما عرقية أيضاً إذ تم استهداف الشركس المتواجدين من قبل البدو، الذين قالو لهم “سنعيدكم إلى القوقاز حفاة كما أتيتم، فهذه أرضنا وسنسترجعها”، ولم يكن هذا الموضوع سياسياً بل عبارة عن أخذ غنائم وسرقات وهذا مجرد جزء مما حصل. حتى بين من يريدون إسقاط النظام، كان لكل طرفٍ هدف مختلف عن الآخر، وهذه إشكالية في فهم السلطة والحق، فالسلطة تبدو وكأنها أداة لنهب المنطقة المسيطر عليها وليست معنية بإدارتها أو تحقيق رفاهية السكان، وهنا لا أستثني أحداً، فالجميع نهب ولدينا تجارب مباشرة مع كافة الأطراف. أعتقد أنه ليس لدينا وعي حقيقي للدولة، وقد سعت النخب السياسية للحافظ على مصالحها ومنع المنافسة.

هل كنت موجوداً باعتصام ساحة الساعة؟

‫وضعي الصحي لم يكن يسمح لي بالمشاركة، لكنّ أعداداً كبيرة من أصدقائي وأقربائي شاركوا في اعتصام ساحة الساعة. جاء العديد من المعتصمين من الدفن بعد مقتل العديد من الشباب الناشطين في وقتٍ سابق، وأقاموا الخيم والاعتصامات، يومها زحفت حمص للساحة لتعيش ساعات جميلة، وكان هناك إرباك حقيقي وغير مسبوق للسلطة في حمص.

كان في الاعتصام مشاركين من جميع الطوائف وجميع الاتجاهات السياسية، ولكن حدثت بعض الإشكاليات التي أزعجتني، فمثلاً تمّ تقديم أحد الشبان الذين أعرفهم ليخاطب المعتصمين بصفته ” ضيفنا العلوي بساحة الساعة.” وهذا برأيي من أسوء التعبيرات، لا أعلم لم غير السني هو “الضيف”؟ علماً أنّ المقدم علماني له تاريخ سياسي طويل وممن أعتبرهم جيدين فتخيل ما يدور برأس غير الجيدين، كان سلوكه جيداً ومحترماً، لكن هذه العبارة تخفي وراءها الكثير. بقي الكثير من الناشطين يعتبرون الناشطين العلويين ضيوفاً على الثورة، ومنهم من غادر وانتقل لمواقع أخرى من السلوكيات الطائفية.

لم يحسن منظمو الاعتصام إدارة المكان ولم يُقدّروا حجم الخطر أو يُعدوا أي خطة للطوارئ، إذ بدأوا بإخلاء المكان حوالي الساعة ١٢ ليلاً، وعندما انخفض عدد المعتصمين بدأ هجوم قوات النظام، وتسبب صوت الرصاص بهروب بقية المعتصمين. لو بقي الجميع لما استطاع النظام اقتحام المكان بسبب كثافة أعداد المعتصمين. للأسف، لا توجد أخبار مؤكدة عن أعداد الضحايا، لدي تأكيدات بمقتل سبعة أشخاص تلك الليلة، إلا أنه مازال هناك ١٩٠ مفقوداً من الاعتصام، لا نعرف مصيرهم حتى اللحظة. حوالي الساحة السادسة صباحاً، مررتُ بالساحة ورأيت الدم على الأرض وهو يغسل وشاهدت أعمال التنظيف وإزالة البقايا والخيم، وحوالي الثامنة والنصف صباحاً مررت مجدداً وكانت أعمال التنظيف مستمرة. لم أتجرأ على التصوير رغم عدم وجود أية عناصر أمنية أو شرطة في كل المدينة أثناء ذلك اليوم، كان يوماً خاصاً جداً. لم يكن هناك حتى شرطة مرور في الطرقات، فاستغل بعض المراهقين (١٥-١٦ عاماً) الوضع لنصب حواجز وبدأوا يطلبون هويات المارّة.

بعد الاعتصام خرج قانون التظاهر، وقدمت طلباً من أجل السماح بتظاهرة تخرج من حي باب السباع وتصل لحمص القديمة، رفض طلبي مدعيّن أن المظاهرة تخرج من المسجد، وذلك غير مسموح، رغم أننا لم نقل أنها ستخرج من المسجد أبداً، أيضاً تحججوا بأننا لم نستطع حماية الأماكن العامة، رغم أن ذلك ليس من مسؤوليتنا. بحثنا عن ممثلين من طوائف متعددة ليشاركوا معنا، لكن أنا من تقدمت بها وأنا من تلقيت الرفض، وقد عرفت أصلاً أن الجواب سيأتي بعدم الموافقة.

‫كان الخوف كبيراً، وجاءتنا تهديدات مباشرة وتهديدات للناشطين، أنا تلقيت تهديدات من السلطة ومن المسلحين، وجاءني تهديد مرتين يطلب مني أن أترك حارتي، كي تخلو المنطقة من غير السنة، لكني ما زلت في بيتي و لم أتركه أبداً، ورغم رحيل المسلحين لكن الحي أصبح سنياً بعد أن كان فيه من جميع الطوائف، بقيت أنا وأحد أقربائي فقط، حتى ابني خرج مع عائلته من الحي خوفاً من أرعن، وقد شكل هذا عبئاً اقتصادياً هائلاً، فأجار بيت ابني خمسين ألف ليرة سورية وراتبه خمسة وثلاثين ألف، وكان لدي العديد من الرفاق الذين قضوا معي سنوات السجن، إلا أنهم خرجوا جميعاً، ولم يبق منهم أحد، بقيت وحدي.

لماذا اعتقلت عدّة مرات بعد الحراك؟

‫اعتقلت للمرة الأولى يوم ٢١/٩/٢٠١١، وقبل هذا التاريخ بأربعة أيام  كنا نتحضر لعقد مؤتمر لهيئة التنسيق، حضرت المؤتمر وغادرت لأن الجو لم يناسبني، ولم يكن الحاضرين قادرين على أخذ قرارات صحيحة، وأنا في طريق عودتي للمنزل اتصل بي من تبين أنهم أعضاء الوفد الروسي الذي زار محافظة حمص، كانوا يريدون لقاء أحد المعارضين في بيت المحافظ، وعندما نقلت للوفد ما تطالب به المعارضة أمام وسائل الإعلام، اعتقلت. كان الزائر نائب رئيس مجلس الدوما الروسي وسألني ما هو برأيك الحل؟ قلت له: إن الحل هو حسب الدستور السوري المادة ١٣، الرئيس السوري يدعو لتأسيس جمعية عمومية من ٢٠٠ شخص على الأقل، ويوقف العمل بالدستور للعمل على صياغة دستور جديد مع قوانين انتخابية جديدة وانتخابات رئاسية تحت إشراف أممي، وانتهى اللقاء هنا، وبعد يومين تم الاعتقال لكنه دام يوماً واحداً، حيث أفرج عني بسبب تدخلات روسية، بعدما عرفوا أنني اعتقلت بسبب لقائي معهم.

‫في عام الـ٢٠١٥ اعتقلت بحجة تمويل الإرهاب، لأنني أعطيت مئة ألف ليرة لشخص بالوعر، حولها لليورو ليوصلها لشخص من العائلة يعيش في باريس، المنطقة كانت محاصرة، فقالوا إن الأموال قد تصل للإرهابيين، وتقديري أنها حجة كي يحققوا معي بموضوع النشاط الإعلامي، فليس هناك حكم قانوني يجرم إجراء لقاء مع الإعلام، ولذا اضطروا لإيجاد ذريعة أخرى، وتمويل الإرهاب عقوبتها كبيرة.

‫اعتقلت أيضاً في الشهر العاشر عام الـ٢٠١٧ لستة عشر يوماً من جهتين أمنيتين لإغلاق ملف من ٢٠١٢، وكانت المذكرة صادرة من قبل، لكنها كانت حجة، وما أزال قيد المحاكمة حتى هذه اللحظة.أما الاعتقال الأول فكان من ١٢ شباط/فبراير ١٩٨٨ حتى ١ آذار/مارس ٢٠٠٠.

‫أثناء اعتقالي كنت أتعرض للتحقيق حول عن المكالمات العديدة التي تأتيني من خارج سوريا، وقد كنت أتواصل مع قنوات من اليابان حتى السي إن إنباسمي الشخصي وليس باسم حركي، وموقفي واضح، أنا ضد استخدام أي سلاح سواء من قبل السلطة أو المعارضة، وضد سفك أي دم سوري، وعندما أحمل طرفاً المسؤولية هذا لا يعني أنني موافق على الطرف الآخر.

فإن أدنت المعارضة كُنتُ أسأل “وهل يعجبك الجيش؟” فأجيب “لا، فأنا أدين جميع الجرائم وأتكلم عن الجميع”. وقد قلت من البداية لا أتمنى أن يحرز أحداً نصراً عسكريا على الإطلاق، لا أرغب بالحسم العسكري، فالمصلحة ألا ينتصر أحد وتكون التسوية والدستور، إذ أنّ انتصار أحد يعني أن الكارثة آتية، والنصر العسكري ضمن حرب أهلية هو الكارثة.

 بالنسبة للمعتقلين، كان نشاطي تأمين المحامين وأشياء بسيطة فلم يكن لدي تأثير أكبر من ذلك، الأمن لا يقبل بي أن أمثل الثورة على خلفية طائفية، وكوني لا أقبل أن أعمل ببعض الأشياء، ركزت على السلم الأهلي والعلاقات الأهلية، سواء معنوية أو مادية، ليس لي أية علاقة بالائتلاف ولا بهيئة التنسيق، إلا أنني أتواصل معهم دون أن يكون لي أي دور فيهما.

هل تستطيع التكلم عن دورك بالأعمال الخيرية؟

‫عندما بدأ الخطف على الهوية تدخلت من خلال علاقاتي الاجتماعية والسياسية، نجحت في بعض المرات بتنسيق عمليات لتبادل المختطفين وفشلت في مناسبات أخرى، وكنت أنجح بالتبادل بدون أي مقابل مادي، فما عملت عليه لم يدفع مقابله أي شيء من الأهالي، أنا دفعت، لكن ليس عندي قدرة كبيرة.

كنت أشحن رصيد الموبايل أو أملأ خزان مازوت أو أقدم خدمات طاقة شمسية، وكل ما دفعته لم يتجاوز الأربعة آلاف دولار، ولم يعرف أهل المخطوفين بهذا، كنت أداوم عند الخاطفين لأيام. في إحدى المرات في العام ٢٠١١ مشيت ٢٠٠ متر وأنا مغطى العينين لأوصل دواء لشخص مخطوف، تواصلت مع المخطوفين وتمكنت من خلالهم إيصال الدواء للشخص المريض، كنت أحاول التواصل دوماً وفي جميع أوقات الصبح والليل حتى أحصل على مطالب الخاطفين. كانت أصعب اللحظات عندما يقولون أنهم قتلوا المخطوف، وكان علي إخبار الأهل، هذه لحظة قاسية ومؤلمة، والأفرع الأمنية لا تتخذ أي إجراء، وهناك أشياء لا تحكى كي لا تستغل لتأجيج المشاكل.

‫الحدث الطائفي في حمص دفع أشخاصاً للتحول إلى مؤيدين كي لا يذبحوا، هناك أمور تحتاج لوعي غير متاح للأمور السياسية. النظام بالتأكيد لن يسمح بتواجد بديل ككل أنظمة الطغيان، لكن كان على المعارضة أن تبتكر شكلاً للقاء، والوعي والقيادات تبقى فاشلة حتى الآن، لا لسوئهم بالضرورة لكن لعجزهم.

أنا أدخلت أول شحنة مساعدات على مدينة تلبيسة يوم ٤/٦/٢٠١١ أثناء أول حصار، نقلت حمولة سيارتين أرجعوني على الحواجز ولم يدخلوها، فوزعت الشحنة على المفرج عنهم في العفو الصادر آنذاك، كانت مجموعة كبيرة من الأساسيات كلفتني فقط ثلاثين دولار. قدمت أكثر من مئة مقعد للمعقدين بالإضافة لفرشات طبية للمقعدين وعكازات وأدوية حليب حتى هذه اللحظة، لست أنا من يشتري الأدوية لكني أوصلها من خلال أصدقاء وصديقات، وهناك من تبرع بثمن الكراسي، أنا اشتريت اثنين فقط، لكني أوزعهم على مدنيين تأثروا من القصف العشوائي بغض النظر عن المصدر. أحاول تأسيس جمعية لتركيب الأطراف الصناعية الذكية، يجب أن تكون مرخصة والعمل شفافاً، لكنها تتعرقل حتى الآن بسبب اعتقالي أولاً ثم للمشاكل المالية الكبيرة التي أعاني منها، فدخلي لا يكفيني، العمل لا يكفيني أكثر من عشرة إلى خمسة عشر يوم، ولا تستطيع أن تؤسس لشيء دون موارد، ولا أستطيع استلام مساعدات دون أن يكون لي ترخيص، هناك العديد ممن عرض علي المال لأوصل المساعدات لكنني أرفض إن لم أعرف الشخص، إلا إن كانت تبرعات عينية.

Syria in a Week (4 –10 June 2019)

Syria in a Week (4 –10 June 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

War in Idlib

7 June 2019

Battles intensified in northwest Syria on Friday after opposition fighters mounted an attack to repel an army offensive that has pounded the country’s last major rebel stronghold for weeks.

The official Syrian news agency SANA said that “the army absorbed the attack by terrorist groups on frontline positions” after fierce clashes with militants overnight. It said insurgents fired shells at a village in the northern Hama countryside.

Opposition factions said they seized three key villages in the Hama countryside late on Thursday in their counterattack. They denied reports that government forces had recovered the positions and said army units were suffering heavy losses as fighting raged on Friday.

The violence in Idlib governorate and a strip of nearby Hama has marked the biggest military escalation between the Syrian army and opposition forces since last summer. Tens of thousands of people have fled their homes, many of them sheltering at the Turkish border from air strikes that have killed scores of people.

The bombing has shut down fifty-five medical facilities since late April, the UOSSM aid group that operates in opposition territory said on Friday.

Hostilities have hit dozens of health facilities and schools, the UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) says. “It is appalling … and it must be brought to an end,” OCHA spokesman Jens Larke told reporters in Geneva on Friday. Even in hospitals that have not been hit, he added, “they fear that they may be hit. So the doctors, the healthcare personnel are leaving, the patients are not going.”

 

Russia Justifies!

Reuters

3 June 2019

The Kremlin rebuffed criticism from US President Donald Trump of Russian and Syrian government military action in Idlib, saying on Monday it was needed to shut down opposition attacks being launched from there. Trump on Sunday urged Russian and Syrian government forces to stop bombing Idlib, following a Friday Kremlin statement that signaled Moscow would continue to back a month-long Syrian government offensive there.

The assault has raised fears of a humanitarian crisis as Syrians displaced by the fighting seek shelter at the Turkish border. More than two hundred thousand people have fled since strikes began at the end of April, according to the United Nations.

When asked about Trump’s criticism on Monday, Kremlin spokesman Dmitry Peskov said militants were using Idlib as a base to launch attacks against civilian and military targets, something he called unacceptable. “Of course strikes by militants from Idlib are unacceptable and measures are being taken to neutralize these strike positions,” Peskov told reporters on a conference call.

He said Turkey bore responsibility for ensuring such attacks from Idlib did not happen under a deal reached between Russia and Turkey in September. The agreement provided for the establishment of a demilitarized zone in Idlib and called for it to be free of all heavy weapons and jihadist fighters. Turkey has called for a ceasefire in Idlib, the last significant opposition stronghold, to prevent more civilian deaths and a possible new surge of refugees fleeing the fighting.

 

Farwell to al-Sarout

Reuters

9 June 2019

Thousands of people participated in the funeral on Sunday of a Syrian soccer star turned fighter who became an icon of the revolt against the government. Abdul Baset al-Sarout, 27, died on Saturday from wounds he sustained in northwest Syria, where an army offensive has pounded the last major opposition bastion for weeks.

Once a well-known goalkeeper from the city of Homs, al-Sarout gained a new kind of fame when the popular uprising against the government erupted in 2011. He was dubbed the “singer of the revolution” for chanting ballads at rallies that eulogized slain activists and vilified the government.

After the iron-fisted crackdown on the protests, al-Sarout took up arms and became a wanted man. His path mirrored the uprising’s spiral into an armed fight to the death between Damascus and the myriad militias and guerrilla bands that the conflict spawned. Al-Sarout’s body was moved from a hospital in Turkey, which backs the opposition, across the border on Sunday, with a convoy of cars and motorcycles following the coffin into Syria. Four of al-Sarout’s brothers and his father had already died fighting pro-government forces.

 

Displacement of Refugees

Reuters

4 June 2019

Aid agencies warned on Tuesday that at least fifteen thousand Syrian children will be at risk of homelessness if the Lebanese government goes ahead with the planned demolition of “semi-permanent structures” built by refugees in southern Lebanon,

Save the Children, World Vision, and Terre des Hommes Foundation said in a joint statement the government made a decision in April that dictated all structures made of materials other than timber and plastic sheeting will be knocked down in the border town of Arsal. Syrians have until June 9 to make the necessary changes to their structures, after which they will be demolished, the statement said. According to the aid agencies, in Arsal alone there are five thousand six hundred and eighty-two hard structures made of concrete that are set to be included in demolition plans, hosting more than twenty-five thousand people. Other villages in eastern Lebanon are expected to witness similar measures.

 

Burning of Crops!

Reuters

4 June 2019

The United Nations said on Tuesday that fighters have set fire to thousands of acres of wheat and other crops in northwest Syria in a campaign that has turned food supplies in a “weapon of war” and forced hundreds of thousands of civilians to flee.Satellite images released last week showed fields, orchards, and olive groves burning in the region where Syria’s Russia-backed army has been assaulting opposition forces in their last major stronghold.

Both sides in the fight had blamed each other for the destruction, the UN’s World Food Program (WFP) said. “The latest outbreak in violence in Idlib and north Hama has left dozens of casualties, burned several thousand acres of vital crops and farmland, and forced at least three hundred thousand people to flee their homes,” WFP spokesman Herve Verhoosel said. “Crops such as barley, wheat, and vegetables have been destroyed. Destruction to farmland and the agricultural sector is unacceptable,” he told a news briefing in Geneva.

Farmers had not been able to get to their fields or tend to their remaining crops during the harvest season, as the warring sides vied for control and territory, Verhoosel said. “The most important thing for us is that it is not acceptable to take one more time the civilian population hostage, to basically use food, distribution of food as a weapon of war,” he added.

US President Donald Trump on Sunday urged Russia and Syrian government forces to stop bombing Idlib, following a Friday Kremlin statement that signaled Moscow would continue to back a month-long Syrian government offensive there.

Fires had also broken out in other areas away from the fighting, amid high temperatures, the WFP said. In all, less than five per cent of Syria’s current crop had been affected, it added.

 

Repatriating ISIS Families

Reuters

5 June 2019

Kurdish-led authorities said on Wednesday that two US women with Islamic State ties and six children were repatriated from northeast Syria, adding that their return came at the request of the US government. The eight Americans are among thousands of wives and children of foreign jihadists detained by US-backed forces who defeated the last ISIS foothold in eastern Syria in March.

The Kurdish-led forces are holding the women and children in already overflowing camps, on top of hundreds of foreign fighters in prisons. Kurdish leaders say they cannot hold the foreigners forever and warn that the prisoners pose a threat in northeast Syria.

Abdul Karim Omar, co-chair of foreign relations in the Kurdish-led region, said foreign governments now appeared more willing to repatriate citizens but “only humanitarian causes”. He said that he expected more foreign women and children to be sent home from Syria in the near future. Eight Americans were due to arrive in the United States on Wednesday, according to Omar.

The Kurdish-led administration, which controls swathes of north and east Syria, said it had helped repatriate them based on their “free and voluntary desire to return to their country.”

 

Aerial Interception

Reuters

5 June 2019

The US Sixth Fleet said that a Russian fighter jet made a dangerous high-speed pass that put a US Navy surveillance aircraft at risk during an intercept over the Mediterranean Sea on Tuesday, but Moscow said its pilot had behaved responsibly.

“While the Russian aircraft was operating in international airspace, this interaction was irresponsible,” the Sixth Fleet said in a statement. “The US aircraft was operating consistently with international law and did not provoke this Russian activity,” it said.

The Sixth Fleet said the Russian jet had made three intercepts, two of which it deemed to be safe. But it said one of the intercepts of the P-8A Poseidon involved a high-speed pass directly in front of the US aircraft that produced wake turbulence and “put our pilots and crew at risk.”

Russia’s Ministry of Defense said it had scrambled a Sukhoi Su-35 jet from its air base in Syria to intercept the US plane which it said had been approaching Russia’s Tartus naval facility on the Syrian coast, the RIA news agency reported on Wednesday.

Moscow denied its aircraft had acted irresponsibly, saying it had stayed at a safe distance and had returned to its base after the US aircraft changed course.

قبيسيات في السويداء: “الست بتلة” وأتباعها

قبيسيات في السويداء: “الست بتلة” وأتباعها

“الست بتلة” هو اللقب الذي اختارته “سلطانة عامر” لنفسها منذ عشرات السنين لتشتهر به السيدة التي تحظى باحترام وتقدير واسع في أوساط المتدينين، وتشير بعض الشائعات المحلية إلى أن للست نفوذاً كبيراً لدرجة أنها باتت الآمرة الناهية في مجتمع السويداء.

ومُحرّك هذه الإشاعات الأساسي هو قلة المعلومات الموثّقة حول سلطانة، إضافة للغموض والسرية التي يتسّم بها المجتمع الديني عموماً لدى الدروز، إضافة إلى غرابة وندرة وصول امرأة لهذه المكانة الدينية المرموقة.

يروي أحد الشيوخ المقربين من الست والمقيم في مدينة السويداء، أن قصة “الست بتلة” بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت طالبة جامعية في قسم الفلسفة، إلا أنها تركت دراستها وحياتها المدنية وتوجهت نحو الدين. وحفظت سلطانة “كتب الحكمة” كاملة، وهي الكتب المقدسة عند الدروز وعددها ستّة، وهي الحالة التي تعد قليلة عموماً وخاصة لدى النساء، وقامت بتغيير اسمها إلى “بتلة” كنوع من الزهد معتبرة اسم “سلطانة” لا يناسبها، ونتيجة لذلك ولكونها من أسرة عامر المعروفة والتي تتمع بمكانة كبيرة في السويداء، حظيت “بتلة “بدعم واهتمام شيوخ الدين المعروفين وقتها، وهم من أطلقوا عليها لقب “الست”، وعمدت لتحويل منزلها في أحد أحياء المدينة لمدرسة دينية تعلم أصول الدين وطقوسه للنساء، بحسب الشيخ.

وازداد خلال سنوات الحرب الماضية انتشار الظواهر الدينية في السويداء بشكلٍ ملحوظ، لأسباب عديدة منها تشكيل الميليشيات المسلحة والتي أخذت غالباً الطابع الديني سواء الموالية منها أو المعارضة، كما شكل الدين رابطاً قوياً للحفاظ على وحدة المجتمع بعد أن غدت المؤسسة الدينية المرجعية الوحيدة في ظل غياب أية حركة مدنية أو سياسية.

وأثارت الست إشكاليات عديدة في المجتمع المحلي في السويداء أبرزها يتعلق بانتشار تأثيرها الواسع والتعصّب والتشدّد في التعاليم والطقوس الدينية التي تدعو إليها، وهو أمرٌ مستهجن وغريب عن مدينة تتسم بمدنيتها وعدم تطرّفها، وقد أدت هذه التعاليم إلى خلق مشكلاتٍ كبيرة بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين بعض العائلات، حتى أن فئة كبيرة من الأهالي أصبحت تسميها بـ “خرّابة البيوت”؛ إذ ظهرت العديد من حالات الطلاق بين المريدات والأزواج غير المتدنين أو ممن يرفضون التشدد في الدين، بالإضافة لرفض التعليم للفتيات والنتائج الخطيرة من جرّاء منعهن من إكمال دراستهن الجامعية ورفض الاختلاط في المدارس، وفي بعض الأحيان يتم إخراجهن من المدارس بسن مبكرة والاكتفاء بتعليمهن أصول الدين.

لا تنشر “بتلة” تعاليم خاصة بها ولا بدعاً هي اخترعتها، فكل ما تقوم به هو تطبيق التعاليم الدينية في المذهب الدرزي بحذافيرها، وفق قاعدة التصوف في الدين والشروط المعاشة اليوم، رغم أنها قد تجتهد ببعض المسائل بالقياس أو الإفتاء حسب ما تراه مناسباً، ولعل المغالاة الشديدة والتطرف الذي أثار نقمة وانتقاد البعض في مجتمع السويداء مرده إلى مريديها أنفسهم، حيث تصبح المغالاة هنا طريقة لإبراز الولاء والتقرّب من الست أكثر، بالإضافة إلى تحوله لنوع من التعويض النفسي والاجتماعي عن حالة الفشل والإحباط العامة التي خلفتها الحرب.

ولا تكتفي مدرسة “الست بتلة” بتعليم أصول الدين وتلقينه لمريداتها فقط، بل تفرض عليهنّ مجموعة من السلوكيات والطقوس الأخرى المتعلقة بكل جوانب الحياة تقريباً، من مبدأ أنّ الدين هو محور الحياة، لذا كان على المنتسبات أن يصدقن النية في التقرب لله، وأن يلتزمن بتطبيق التعاليم الدينية، والتي لا تختلف في أغلب جوانبها عن أي عقيدة أو مذهب ديني مختلف، وإن كانت أقرب إلى الطريقة الصوفية، والأساس فيها تطبيق مبدأ الحلال والحرام في كل شيء. وعند هذه القاعدة تحديداً يبدأ الاختلاف في تفسير الأشياء، فتعريف الحلال والحرام في العقيدة الدرزية ينطلق من قاعدة البحث عن أفضل الخيارات والطرق، أي الأكثر حلالاً من غيرها، وكنتيجة طبيعية لتطور المجتمع وتغيّر عاداته وثقافته، انحسر تطبيق التعاليم الدينية ليقتصر على الضرورات فقط، بما يحفظ النزاهة والكرامة والأخلاق، أو كشكل فقط وكنوع من إثبات المكانة الاجتماعية.

وبهذا ركزت الحركات الدينية المتشددة على محاولة العودة إلى تطبيق الجزئيات الصغيرة وأحكام الدين في كل جوانب الحياة، كرد فعل على ظاهرة انحسار الدين في المجتمع. ولذا يُلاحظ أن المتشددين ومنهم أتباع “بتلة” يرفضون العمل ضمن وظائف الدولة، كما يرفضون أي تعامل معها، معتبرين أموالها محرمة لاعتمادها على الضريبة والفساد، وبلغ الأمر بهم للاكتفاء بالضرورات القصوى المقدمة منها كالكهرباء مثلاً، وإن أمكن الاستغناء عنها يعتبر أفضل. كذلك الأمر بالنسبة لمياه الشرب، فهم لا يشربون مياهاً من الشبكة العامة وإنما من مياه الأمطار المُجًمعة أو من آبار خاصة موثوقة المصدر؛ وحتى لباسهن يحاولن حياكته بأنفسهن، وإن تعذّر الأمر، يشترون قماشاً من محلات خاصة أيضاً؛ و بالنسبة للمحروقات، يعتمدون على الحطب بشكل أساسي في الطبخ والتدفئة، ويمنع عنهم كافة أشكال التكنولوجيا الحديثة من تلفاز وموبايل وانترنت وغيرها لاعتبارها مفسدة بالمطلق ولا نفع منها. نتج عن هذا، تشكيل المتدينين بما فيهم “الست بتلة” لنظامهم الاقتصادي الخاص، الأشبه بالأخوية المتكاملة والمعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الحيوانات والأعمال اليدوية والمنزلية، إضافة لبعض المحلات التجارية التي تعود ملكيتها لرجال دين، حيث يفضلون شراء حاجاتهم الأساسية منها.

وبما يخص نفوذها الداخلي، فقد حظيت “بتلة” باهتمام وتقدير كبيرين في الأوساط الدينية المحلية، وعُوملت من قبل أتباعها بشيء من التقديس والتبجيل، إذ تعتبر سلطتها الدينية مطلقة بحكم منزلتها وتأثيرها في وسطها، فالدين في المذهب الدرزي يمر عبر وسطاء حصريين لهم الحق عندما يصلون إلى مرتبة معينة من التقوى بإدخال أو إخراج الأشخاص من الدين حسب أعمالهم ومواقفهم، ويعتبر البعد أو الحُرم الديني من أهم أدوات العقاب والثواب في المذهب، ويعتبر المُبعد من الدين كافراً حتى يعود إليه دينه من جديد، فكثيراً ما تتردد عبارة (بتبعدك الست) كنوع من الدلالة على سلطتها المطلقة.

ولا يُفرض “التديّن” في العقيدة الدرزية على الأفراد أبداً، فعلى العكس توضع شروط قاسية لمن يراد الانتساب إلى مجتمع المتدينين، وسعى العديد لإيجاد طرق لتوسيع دائرة الدين وزيادة الملتزمين به، ومن هنا لعبت حركة “الست بتلة” الأثر الأكبر بنشره، من خلال ضمان وصوله للنساء وبالتالي انتقاله لأسرهن.

لو أن التعاليم الدينية التي تنتهجها “الست بتلة ” بقيت ضمن إطار الخيار الفردي أو كحالة من التصوف والروحانية، لكانت أشبه بثورة على نمط الحياة اللاإنساني الموجود اليوم؛ كما أن تبني أي جهة مدنية لتعاليمها ورفضها العلني لبعض مؤسسات الدولة، كاد أن يؤدي بها للقمع الفوري من قبل السلطة، ولكن تغطية المسألة بالصبغة الدينية فقط سمح لها بأن تمارس نشاطها وبغطاء ودعم من الأجهزة الأمنية، ما جعل البعض يظن بأن “حركة الست” ليست إلا حركة أمنية بالمطلق، ويعتقد البعض أنها استنساج لتجربة “قبيسيات دمشق”.

لكن للحقيقة وجهين متناقضين، فمن ناحية، إنّ أي تيار ديني هو صديق السلطة بالضرورة ويمكن للسلطة أن تستثمر فيه في أي وقتٍ ضمن تحالفات معلنة أو سرية لتثبيت وجودها كما حصل مراراً في المشهد السوري؛ ولكن من ناحيةٍ أخرى، فإنّ هذا الاستثمار في الحركات الدينية قد لا يتحقق في مجتمع الدروز وضمن عقيدتهم، بل قد يرتدّ عكساً على السلطة إذا ما اعتبرت حركة ما بأنها تُشكل خطراً يُهدد الدروز كمجتمع أو كطائفة.

يُدرك المتدينون معادلة محاباة السلطة التي تساوي النفوذ والتمدد، ويستثمرونها سراً، والأخطر في الموضوع هو اعتقادهم بأنهم يستغلون السلطة لزيادة نفوذهم، وبالتالي توسيع مشروعهم الديني، والذي سيحقق للطائفة مزيداً من التماسك والقوة برأيهم، إضافة لعودة دور الدين في صياغة وقيادة المجتمع وحفظ وجوده.

من ناحيتها ترحب السلطة بأية حركة من هذا النوع، فتمدّد وانتشار الدين هو حتماً على حساب الحركات المدنية والفكرية في المجتمع، وهي الغاية الأهم لبقاء معادلة السلطة والدين كوجهين لعملة واحدة.

ومن هنا نجد أن حركة “الست بتلة “لم تعد وحيدة في مجتمع السويداء، فهناك اليوم أسماء جديدة ظهرت على الساحة “كالست شامية” و”الست سميّة” وغيرها، هذا عدا عن المعلمات في حلقات تدريس صغيرة في بعض القرى أو ضمن جلسات خاصة، وإن كان أغلبهم قد خرج من مدرسة “بتلة” إلا أن التنافس بينهن موجود وإن كان غير معلن.

Syria in a Week (4 –10 June 2019)

سوريا في أسبوع 4- 10 حزيران/يونيو 2019

حرب في إدلب

رويترز

7 حزيران/يونيو  

احتدمت المعارك في شمال غرب سوريا يوم الجمعة بعدما شن مقاتلو المعارضة هجوماً لصد هجوم الجيش الذي قصف آخر معقل رئيسي للمعارضة في البلاد على مدى أسابيع.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن “الجيش استوعب هجوم المجموعات الإرهابية على نقاط المواجهة” بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين خلال الليل. وأضافت أن المقاتلين أطلقوا قذائف مدفعية على قرية في ريف حماة الشمالي.

وقالت فصائل معارضة إنها سيطرت على ثلاث قرى رئيسية في ريف حماة في وقت متأخر يوم الخميس أثناء الهجوم المضاد.ونفت التقارير التي ذكرت أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على مواقعها وقالت إن وحدات الجيش تكبدت خسائر فادحة مع احتدام القتال يوم الجمعة.

ويعد القتال في محافظة إدلب وشريط من محافظة حماة القريبة أكبر تصعيد عسكري بين الجيش السوري وقوات المعارضة منذ الصيف الماضي.وفر عشرات الآلاف من منازلهم ولجأ الكثير منهم للحدود التركية للاحتماء من الضربات الجوية التي قتلت العشرات.

وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو منظمة إغاثة تعمل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، يوم الجمعة إن القصف تسبب في إغلاق 55 منشأة طبية منذ أواخر نيسان/أبريل.

كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عشرات المنشآت الصحية والمدارس استهدفت خلال الاشتباكات.وقال ينس لايركه المتحدث باسم المكتب للصحفيين في جنيف يوم الجمعة “الأمر مروع… يجب وضع حد لهذا الأمر”. وأضاف أنه حتى في المستشفيات التي لم تقصف “يسود الخوف من احتمال حدوث قصف لذلك يرحل الأطباء وأطقم الرعاية الصحية ويمتنع المرضى عن الذهاب إلى هناك”.

روسيا تبرر!

رويترز

3 حزيران/يونيو 

رد الكرملين يوم الاثنين على انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحرك العسكري الروسي والسوري في محافظة إدلب السورية، وقال إنه مطلوب لوقف هجمات المعارضة من المنطقة.كان ترامب قد حث روسيا وقوات الحكومة السورية يوم الأحد على وقف قصف إدلب بعد أن أصدر الكرملين بياناً يوم الجمعة أشار فيه لاستمرار دعم موسكو لهجوم قوات الحكومة السورية على إدلب المستمر منذ شهر.

وأثار الهجوم مخاوف من وقوع أزمة إنسانية مع لجوء السوريين النازحين بسبب القتال إلى الحدود التركية. وفر أكثر من 200 ألف شخص من المنطقة منذ بدء الهجمات في نهاية نيسان/أبريل وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

ورداً على سؤال عن انتقاد ترامب يوم الاثنين، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن المسلحين يستخدمون إدلب قاعدة لشن هجمات على أهداف مدنية وعسكرية، واصفاً ذلك بأنه غير مقبول.وقال بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف “بالطبع هجمات المسلحين من إدلب غير مقبولة، ويجري اتخاذ إجراءات لتحييد هذه المواقع الهجومية”.

وأضاف أن تركيا تتحمل مسؤولية ضمان عدم وقوع مثل هذه الهجمات بناء على اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في أيلول سبتمبر.وسمح الاتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ودعا إلى إخلائها من كل الأسلحة الثقيلة والمقاتلين المتشددين.ودعت تركيا إلى وقف إطلاق النار في إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة، للحيلولة دون سقوط المزيد من القتلى المدنيين وارتفاع جديد محتمل في عدد اللاجئين الفارين من القتال.

وداع الساروت

رويترز

9 حزيران/يونيو 

شيع الآلاف يوم الأحد جثمان عبد الباسط الساروت نجم الكرة السوري السابق الذي انضم للمعارضة المسلحة وأصبح رمزاً للانتفاضة ضد النظام.وتوفي الساروت (27 عاما) يوم السبت متأثراً بجروح أصيب بها في معركة بشمال غرب البلاد حيث تشن القوات الحكومية حملة منذ أسابيع على آخر معقل رئيسي للمعارضة.

وكان الساروت حارس مرمى من مدينة حمص وقد اكتسب الشهرة عندما اندلعت الانتفاضة ضد النظام في عام 2011. ولقب باسم “منشد الثورة لترديده أغاني في المسيرات التي كانت تنظم لتأبين محتجين قتلى أو للتنديد بالنظام.

وبعد الحملة الصارمة على الاحتجاجات، حمل الساروت السلاح ضد الحكومة وأصبح من المطلوبين. وتمثل مسيرته تجسيداً لكيفية تحول الانتفاضة إلى صراع مسلح تعتبره حكومة دمشق وكذلك فصائل المعارضة المسلحة قتالاً حتى الموت.ونُقل جثمان الساروت من مستشفى في تركيا التي تدعم المعارضة عبر الحدود في قافلة سيارات ودراجات نارية إلى داخل سوريا.وتوفي أربعة من أشقاء الساروت وكذلك والده في معارك سابقة ضد قوات موالية للحكومة السورية.

تشريد اللاجئين

رويترز

4 حزيران/يونيو 

حذرت وكالات إغاثة يوم الثلاثاء من أن ما لا يقل عن 15 ألف طفل سوري سيواجهون خطر التشريد إذا مضت الحكومة اللبنانية قدماً في خططها هدم “مبان شبه دائمة” شيدها لاجئون في جنوب لبنان.

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة وورلد فيجن ومؤسسة تير دي أوم في بيان مشترك إن الحكومة اتخذت قراراً في نيسان/أبريل بإزالة كل ما شُيد بمواد غير الخشب وألواح البلاستيك في بلدة عرسال الحدودية.وقال البيان إن أمام السوريين حتى التاسع من تموز/يونيو لإدخال التغييرات اللازمة على مبانيهم وإلا ستزال.وتقول تلك المنظمات إنه يوجد في عرسال وحدها 5682 مبنى خرسانياً من المنتظر إدراجها في خطط الهدم، وتؤوي 25 ألف شخص.ومن المتوقع أن تشهد قرى أخرى في شرق لبنان إجراءات مماثلة.

حرق المحاصيل!

رويترز

4 حزيران/يونيو 

ذكرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن مقاتلين أحرقوا آلاف الفدادين من القمح والمحاصيل الأخرى في شمال غرب سوريا في حملة حولت إمدادات الغذاء إلى “سلاح حرب” وأجبرت مئات الآلاف من المدنيين على الفرار.وأظهرت صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية حقولاً وبساتين فاكهة وزيتون تحترق في المنطقة، حيث تشن القوات الحكومية المدعومة من روسيا هجوماً على قوات المعارضة في آخر معقل كبير لها.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية تلك الحرائق.وقال المتحدث باسم البرنامج هيرفيه فيرهوسيل “أحدث تفجر للعنف في إدلب وشمال حماة خلف عشرات الضحايا وأحرق آلاف الفدادين من المحاصيل الضرورية والأراضي الزراعية وأجبر ما لا يقل عن 300 ألف شخص على الفرار من ديارهم”. وأضاف في إفادة لصحفية بجنيف “محاصيل مثل الشعير والقمح والخضر تعرضت للتلف. تدمير المزارع والقطاع الزراعي غير مقبول”.

وذكر فيرهوسيل أن المزارعين لم يتمكنوا من الوصول إلى حقولهم أو الاعتناء بمحاصيلهم المتبقية خلال موسم الحصاد مع تنافس الطرفين المتحاربين على السيطرة والأرض. وقال “المهم بالنسبة لنا أنه من غير المقبول أخذ السكان المدنيين رهينة مرة أخرى باستخدام الغذاء وتوزيعه سلاح حرب”. وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا والحكومة السورية يوم الأحد على وقف قصف إدلب، في أعقاب بيان للكرملين يوم الجمعة أشار إلى أن موسكو ستواصل مساندة هجوم تشنه الحكومة السورية منذ شهر هناك.وقال برنامج الأغذية العالمي إن الحرائق نشبت أيضاً في مناطق بعيدة عن القتال، في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف أن أقل من خمسة في المئة من المحصول السوري الحالي تأثر إجمالاً.

ترحيل عوائل “داعشية” 

رويترز

5 حزيران/يونيو 

قالت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال وشرق سوريا يوم الأربعاء إنه تم ترحيل أمريكيتين على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية وستة أطفال من شمال شرق سوريا وأضافت أن الخطوة جاءت بطلب من الحكومة الأمريكية.والأمريكيون الثمانية من بين آلاف من زوجات وأبناء المتشددين الأجانب الذين احتجزتهم القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتي هزمت تنظيم داعش في آخر معقل له في شرق سوريا في آذار/مارس.

وتحتجز القوات التي يقودها الأكراد النساء والأطفال في مخيمات مكتظة إلى جانب مئات المقاتلين الأجانب في السجون.ويقول الزعماء الأكراد إنهم لا يستطيعون احتجاز الأجانب إلى الأبد ويحذرون من أن السجناء يشكلون تهديدا في شمال شرق سوريا.

وقال عبد الكريم عمر الرئيس المشارك لمكتب العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية للأكراد إن الحكومات الأجنبية تبدي الآن استعداداً أكبر لاستعادة مواطنيها ولكن “لأسباب إنسانية فقط”. وأضاف أنه يتوقع إرسال المزيد من النساء والأطفال الأجانب إلى بلادهم في المستقبل القريب.وأضاف أنه من المقرر أن يصل الأمريكيون الثمانية إلى الولايات المتحدة يوم الأربعاء.

وذكرت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مساحات من شمال سوريا وشرقها إنها ساعدت في إعادة هؤلاء “بناء على رغبتهم الحرة والطوعية في العودة لبلادهم”.

اعتراض جوي!

رويترز

5 حزيران/يونيو 

قال الأسطول السادس الأمريكي إن مقاتلة روسية حلقت بسرعة فائقة مما وضع طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية في خطر أثناء عملية اعتراض فوق البحر الأبيض المتوسط يوم الثلاثاء لكن موسكو قالت إن قائد الطائرة الروسية تصرف بمسؤولية.

وقال الأسطول السادس في بيان “رغم أن الطائرة الروسية كانت تعمل في المجال الجوي الدولي كان هذا الاعتراض تصرفا غير مسؤول”. وأضاف “كانت الطائرة الأمريكية تعمل بما يتفق مع قواعد القانون الدولي ولم تتصرف بصورة تستلزم هذا النشاط الروسي”.

وقال الأسطول السادس إن الطائرة الروسية اعترضت مسار الطائرة الأمريكية ثلاث مرات اثنتان منها تعتبر آمنة. لكن الثالثة كانت بسرعة كبيرة ومرت فيها الطائرة الروسية أمام الطائرة الأمريكية وهي من طراز بي-8إيه بوسيدون مباشرة مما تسببت في حدوث اضطراب مفاجئ “ووضع طيارينا وطاقمنا في خطر”.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية يوم الأربعاء نقلاً عن وزارة الدفاع أنها استدعت طائرة سوخوي سو-35 من قاعدتها الجوية في سوريا لاعتراض الطائرة الأمريكية التي قالت إنها كانت تقترب من منشأة طرطوس البحرية الروسية على الساحل السوري.ونفت موسكو أن طائراتها تصرفت بطريقة غير مسؤولة قائلة إنها بقيت على مسافة آمنة وعادت إلى قاعدتها بعد أن غيرت الطائرة الأمريكية مسارها.

Syria in a Week (27 May – 3 June 2019)

Syria in a Week (27 May – 3 June 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

Idlib Between the Kremlin and the White House

3 June 2019

The Kremlin said on Monday that the Russian army is only targeting “terrorists” in Idlib governorate, whereas US President Donald Trump accused Russia and its ally Damascus of killing “many innocent civilians” in the area.

“Bombardments by terrorists from Idlib are unacceptable and measures are being taken for neutralizing their fire emplacements,” Kremlin spokesman Dmitry Peskov told reporters.

These announcements come after the US president told Syria and its Russian ally on Monday through Twitter to stop “bombing the hell out of Idlib.”

“Hearing word that Russia, Syria and, to a lesser extent, Iran, are bombing the hell out of Idlib Province in Syria, and indiscriminately killing many innocent civilians. The World is watching this butchery. What is the purpose, what will it get you? STOP!” Trump wrote in a Twitter post.

On Friday, several Syrian NGOs denounced the international community’s lack of action against the escalation by the Syrian government and its ally Russia in Idlib governorate.

 

Bombardment and Killing

3 June 2019

Syrian government forces and ally Russia continued their fierce bombardment of southern Idlib governorate and surrounding areas, inflicting more civilian deaths.

Syrian and Russian war planes have been targeting the southern countryside of Idlib and surrounding areas since the end of April, accompanied by ground clashes between government forces and jihadist factions.

The Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said on Monday that six civilians were killed by the aerial bombardment, including four in Maaret al-No’man city in the southern countryside of Idlib.

The civilian death toll of the Syrian-Russian bombardment has risen to more than three hundred people including seventy children since the end of April, according to the SOHR. Around nine hundred and fifty people, one third of them civilians, were killed in the month long military escalation in Idlib and surrounding areas, according to the SOHR.

The escalation has also led to the displacement of two hundred and seventy thousand people to safer places, mainly near the border with Turkey, according to the United Nations. The bombardment also targeted twenty-three medical facilities.

The bulk of the displaced people sought refuge in olive fields in northern Idlib, as camps for the displaced are already flooded by tens of thousands of people who fled battles in recent years.

 

New Israeli Air Strikes

3 June 2019

The Israeli army bombed positions for the Syrian army and allied forces in Syria early morning on Sunday in the south and then again early morning in the center of Syria, killing fifteen members of these forces.

Since 2011, Israel has carried out dozens of strikes against the Syrian army and against Iranian or Hezbollah positions fighting alongside government forces.

Damascus said early Monday that its defense systems repelled an “Israeli aggression” targeting the T4 military airport in the countryside of Homs, which lead to the death of one soldier and injury of two others, in addition to the destruction of a weapons depot and other material damage.

The SOHR said that the Israeli air forces carried out an air raid against the airport “which houses depots and military bases for the Iranian Revolutionary Guard.”

It added that the raid left “at least five people dead, including a soldier from government forces and several others were wounded,” and that the “number of deaths may rise as some of the casualties suffered from severe injuries.”

This airstrike is the second of its kind in twenty-four hours, as Israel carried out an airstrike early Sunday morning in south of Syria which left ten people dead, three Syrian soldiers and seven fighters from forces loyal to government forces who are not Syrian, according to the SOHR.

These developments come amid an atmosphere of tensions between the United States and Iran.

 

Deaths in Izaz and Raqqa

2 June 2019

At least fourteen people were killed in a car bomb in the city of Izaz, northwest of Syria near the border with Turkey, according to the SOHR.

The head of the SOHR Rami Abdul Rahman told the AFP that there were more than twenty injuries in this explosion which targeted the city situated at the heart of Turkish influence in the northern countryside of Aleppo.

“A car bomb exploded as worshipers were leaving the tarawih prayers in the al-Hadadeen Souq near al-Maytam mosque at the center of Izaz. Fourteen civilians were killed including four children,” the SOHR said at a later time.

This explosion comes after a similar attack with a car bomb in Raqqa city, northeast of Syria, which killed ten people and injured twenty others.

 

The Map of Golan and “Transition” in Syria

1 June 2019

Damascus refused the final statement of the Organization of Islamic Cooperation summit in Mecca because it supports a political solution that seeks to form a transitional governing body according to the Geneva agreement.

The final statement of the fourteenth summit of the Organization of Islamic Cooperation, which is comprised of fifty-seven countries, renewed “its support for a political solution to the Syrian crisis based on the Geneva Statement (1),” which provides for the establishment of a “transitional government with complete jurisdictions” through “joint agreement” without clarifying the fate of President Bashar al-Assad.

The concerned parties have disagreed on the interpretation of Geneva (1) principles.

The statement also affirmed support for “UN Security Council resolution 2254 in order to implement a political transition process led by Syria, allowing for the establishment of a new Syrian state based on a pluralistic, democratic, and civil system where the principles of equality towards law, rule of law, and respect of human rights all prevail.”

 

Iblib Between Putin and Erdogan

30 May 2019

In a telephone call with his Russian counterpart Vladimir Putin, Turkish President Recep Tayyip Erdogan called on Thursday for the truce in Idlib governorate to be respected, according to a statement from the Turkish presidency office.

The statement stated that Erdogan “said that it was important to immediately implement the ceasefire in Idlib to focus once again on the process seeking to find a political solution” to the Syrian conflict.

Erdogan also affirmed the need “to stop further loss of life in government attacks that mainly target civilians, and to eliminate the increasing threat of a migration influx” into Turkey, according the statement.

This phone conversation, which is the second in fifteen days, comes after the Russian-backed Syrian government stepped up its bombardment of Idlib governorate.

 

Step by Step

30 May 2019

The US Special Representative for Syrian Affairs James Jeffrey said that the United States and Russia are having talks about a “potential way forward” towards a solution to the Syrian crisis, lifting Syria’s international isolation in case a series of steps are approved, including a ceasefire in Idlib governorate.

Jeffrey told reporters after a closed session of the UN Security Council that Moscow and Washington are exploring “an incremental approach, step-by-step” to end the Syrian conflict that has been ongoing for eight years, but that this would “take hard decisions.”

During the talks that took place this month, US Secretary of State Mike Pompeo discussed a plan that would allow a “Syrian government that adheres to (UN Resolution) 2254 to move back into the international community.”

UN Resolution 2254 calls for peace talks, a new constitution, and UN-supervised elections.

The United States, which previously demanded President Bashar al-Assad leave power, stopped calling on him to step down. Jeffrey’s statements, however, indicated that the US is ready to provide incentives to help progress the prospects of a settlement.

 

Twenty Russian Fighter Jets

29 May 2019

Russian Deputy Defense Minister Alexey Krivoruchko said that the Russian Aerospace Forces will receive twenty Su-35 fourth generation fighter jets before the end of next year.

“This institution has carried out all its obligations within the time set. We will receive several planes this year before the time set. According to the provisions of the current contract, we expect to receive another twenty fighter jets from this model during this year and the following year,” the Russia Today website reported Krivoruchko as saying on Wednesday during his visit to the plant which produces these planes in Komsomolsk-on-Amur.

The Russian official said that this plant is continuously working on upgrading the fighter jets, benefitting from the experience obtained during their use in Syria. Because of these upgrades, the Su-35 will be able to carry and deploy all air-to-air and air-to-surface missiles.

 

Syrian Fires

28 May 2019

New satellite images show olive and fruit fields and orchards on fire northwest of Syria, where the army is launching an attack on the last major stronghold of opposition forces.

Government air strikes, backed by Russia, have focused on the south of Idlib governorate and nearby parts of Hama, uprooting nearly two hundred and fifty thousand people. The bombing has killed two hundred and twenty-nine civilians and injured seven hundred and twenty-seven others, according to the Union of Medical Care and Relief Organizations (UOSSM) charity.

 

“Emirates” Returns to Damascus

27 May 2019

The Dubai-owned Emirates airlines said it was looking forward to resuming its flights to Syria as soon as possible.

“The Syrian market is very important. We are waiting for the decision by the General Establishment of Civil Aviation in the Emirates to resume our flights to Damascus,” the vice president of Emirates airlines Adel Rida told reporters in Dubai on Monday.

“The General Establishment of Civil Aviation and concerned parties continue to evaluate the safety of Syrian airspace in order to allow the national carrier to resume work, in addition to using Syrian airspace in transit for flights heading to various countries,” Rida added.