Announcing the Syria Quarterly Report (January / February / March 2019) Issue

Announcing the Syria Quarterly Report (January / February / March 2019) Issue

Tadween Publishing is excited to announce the newest issue of its project: the Syria Quarterly Report Issue 5 (July/August/September 2019)!

The Syria Quarterly Report is a collection of articles, summaries, and links curated by Salon Syria and Jadaliyya. This report is a collaboration that includes Salon Syria’s series entitled “Syria in a Week” and Jadaliyya’s weekly media roundups that address the main events of that week, as well as articles about them, in relation to the Syrian conflict. The Syria Quarterly Report aims to assist in creating a selective but foundational archive of materials from 2018 onwards.

إن هـذا التقريـر الفصلـي عـن سـوريا هـو مجموعـة مـن المقـالات والملخصـات والروابـط التـي اختارهـا كل مـن موقـع صالـون سـوريا و جدليـة. وهـذا التقريـر عبـارة عـن تعـاون يشـمل الملخصـات الأسـبوعية لصالـون سـوريا والتقاريـر الأخباريـة الأسـبوعية لجدليـة التـي تعالـج الأحـداث الرئيسـية التـي تجـري أسـبوعيًا، بمـا فيـه المقـالات المكتوبـة عنهـا والتـي تتنـاول الصـراع فـي سـوريا. ويهـدف التقريـر الفصلـي السـوري إلـى المسـاعدة فـي بنـاء أرشـيف انتقائـي وتأسيسـي للمـواد بـدءًا مـن ٢٠١8 فصاعـداً.

You can order your copy here

معاناة مضاعفة: ما بين قانون سيزر وأثرياء الحرب

معاناة مضاعفة: ما بين قانون سيزر وأثرياء الحرب

في الحادي والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام 2019، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون سيزر – قيصر، الذي بدأ تطبيقه اعتباراً من يوم أمس في السابع عشر من حزيران) يونيو)، القانون يحمل اسماً يُنسب لشخص ما يزال مجهول الهوية، يُقال إنه خرج من سوريا، ولاحقاً، سرب آلاف الصور التي قيل عنها إنها صور لــ “ضحايا تعذيب” في سوريا.

بنود القانون تخبر عن قسوتها، وعن إجراءات ضمن حزمة عقوبات أشد من كل سابقاتها، فهذه المرة يعتبر القانون أن مصرف سوريا المركزي هو مؤسسة مالية رسمية هدفها غسل الأموال، وكذلك فإن هذه العقوبات ستطال كل دولة أو شخص يقدم أي من أنواع الدعم المالي أو التقني أو اللوجستي أو سواهم، للحكومة السورية، أو أي شخصية سياسية سورية. وتتضمن هذه العقوبات توفير القروض الخارجية وخطوط ائتمان التصدير، ما يجعل من سورية في عزلة من الناحية النظرية، إذا ما وجدت، كما وجدت خلال كل أعوام الحرب طرقاً عدة للالتفاف على العقوبات المقررة. ولكن يبدو أن العقوبات هذه المرة ستحاصر الحكومة أكثر من أي مرة سابقة؛ وسيحاصر القانون المدنيين أيضاً، فهو يمنع أي أحد من توفير السلع أو الخدمات أو التكنولوجيا للسوريين، ومعه منع تقديم أي دعم يهدف لتوسيع الإنتاج المحلي سواء في الغاز الطبيعي أو النفط وسواهما.

لا شك، إذن، أن حزمة العقوبات هذه ستحاصر البلد، أكثر مما هي محاصرة، ولكن هذه المرة لن تكون على الحكومة لاعتبارات سياسية فقط، إنما ستحقق تجويعاً إضافياً لسوريي الداخل، على ما يقوله خبراء اقتصاديون ومطلعون على بنود الملف وتأثيراته، فهذه المرة ستطال العقوبات كامل الاقتصاد السوري المنهك أساساً، والذي بات، حتى، قبل تطبيق هذا القانون، غير قادر على تلبية احتياجات السوق المحلية.. أما سياسياً فيبدو الأمر أنه تعزيز لمحاصرة الموقف الحكومي السوري، الذي حاولت روسيا دعمه في الأسابيع الماضية، عبر تفعيل البروتوكول رقم /1/ الذي يتيح لها توسيع استثماراتها في سورية.

قيصر دخل حيز التنفيذ

في لقاء مع وزيرة الاقتصاد والتجارة السابقة في الحكومة السورية، “لمياء عاصي” أكدت أن هدف الولايات المتحدة من إصدار قانون قيصر، هو تشديد الضغط على سورية في محاولة لتغيير موقفها وتحالفاتها: “العقوبات الأمريكية على سورية  ليست جديدة بل تعود لعام  1979، وبعد 2011 شددت واشنطن عقوباتها واستهدفت مؤسسات عامة وخاصة وشخصيات من المسؤولين في الدولة ورجال الأعمال بتهمة أنهم يقومون بمساعدة الحكومة السورية من خلال أعمالهم”. وتضيف: “قانون سيزر يحتوي على بند جديد وهو استهداف الأشخاص والشركات الأجنبية ممن يساعدون سورية سواء في تأمين احتياجاتها التقنية في مجالات النفط والغاز والطاقة أو الشركات التي تبرم عقود لإنجاز أي مشروع متعلق  بإعادة الإعمار”.

عاصي تعتقد أن الالتفاف على العقوبات ما زال ممكنا ومتاحاً، وذلك عبر الاعتماد على الحلقات الوسيطة في ملفي الاستيراد والتصدير، مشيرةً أن الكلفة ستكون عالية على الشعب السوري أولاً.

ورغم أن القانون رافقه ما رافقه من تهويل إعلامي، ولكن الأمر قد يكون بمثابة فرصة ذهبية لسورية في إطار العودة إلى الاعتماد على الذات، سيما في مجال المنتجات الزراعية والصناعية. وتشير “عاصي” هنا إلي ضرورة التركيز على نقطتين أساسيتين: تتعلق النقطة الأولى  باعتماد السياسات “الحمائية”، كبديل عن الانفتاح التجاري، مقابل الحرب والعداء الذي تفرضه أطراف دولية على سورية، مضيفة: “لا يمكن إكمال مشروع الإصلاح الاقتصادي وما سمي بــ “اقتصاد السوق الاجتماعي”، وبالتالي فإن الاعتماد الأساسي سيكون على الإنتاج المحلي في الزراعة والصناعة، وهذان القطاعان يمثلان (الاقتصاد الحقيقي)، وهذا ما سيرفع الناتج الإجمالي المحلي ويحسن دخل الفرد”. أما النقطة الثانية بحسب عاصي، فهي تتطلب الانضمام إلى اتفاقيات تبادل تجاري مع دول حليفة للموقف الرسمي السوري، وتشير إلى أن: “كثيراً من الدول بدأت بالخروج من سيطرة الدولار كعملة للتجارة الدولية مثل الصين التي أنشأت صندوقاً للتبادل التجاري بالعملات المحلية مع دول آسيا”، وتردف عاصي أن كثيراً من الدول مثل كوبا وغيرها تمكنت من التعامل مع العقوبات لتقليل آثارها.

انهيار العملة ما قبل قانون قيصر بأسابيع

قبل تنفيذ قانون سيزر انهارت الليرة السورية بنسبة ٢٠٠% منذ بداية ٢٠٢٠، قبل أن تعود للتحسن مؤخراً. وبما أنها ليست المرة الأولى التي تعاقب سوريا، ، توضح الوزيرة السابقة “لمياء عاصي” الأسباب العديدة التي تجعل تطبيق سيزر مختلفاً، أهمها التهويل الذي صاحب القانون، وكذلك الأزمة المالية/المصرفية في لبنان، ويضاف لذلك المضاربة من قبل عدد غير قليل من التجار، الذين راحوا باتجاه تحويل أموالهم إلى دولار، وتقول عاصي: “بالطبع هذه الرغبة، مصدرها الخوف من القانون، وبناء عليه تم طرح كميات كبيرة من العملة السورية مما أدى إلى هبوط قيمتها بشكل كبير، وتفاقم الأثر السلبي والنفسي لتدني سعر الصرف بدخول مضاربين في محافظة إدلب والشمال السوري (قسد) وغيرها، وبالتالي فإن انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية كان له انعكاس سلبي قوي على أسعار كل السلع  ولاسيما الغذائية والأساسية والدوائية  للمواطنين وأدى إلى ارتفاعها بشكل منفلت إلى حد كبير”.

حلم إعادة الإعمار بعد قيصر

لا شك أن التحديات التي تواجه السوريين اليوم غير قليلة، وربما أهمها ما يتعلق بالحياة المعيشية، المتأرجحة بين الأسعار من جهة، وتدني الدخل من جهة ثانية، وما يلحقهما من فوارق جوهرية تتعلق برؤية كل منهم للمستقبل ومعه (إن أمكن) الاتفاق على أجندة موحدة لأولوياتهم، وتالياً البحث في كيفية إدارة مواردهم المحلية بكفاءة عالية، على الأقل، لتناسب الضغوط التي تواجههم، وتقول عاصي في الإطار: “هذا يتطلب منهم محاربة الكثير من الظواهر المستشرية في المجتمع، مثل التهريب والاحتكار والفساد وغيرها، تلك القضايا تعيث خراباً بالاقتصاد السوري أكثر من العقوبات أيا كان شكلها”، وتكمل: “إن الهدف الأساسي من قانون قيصر وقبله العقوبات الأمريكية والأوروبية هو تكبيل إرادة الشعب السوري وبالطبع هذه العقوبات سيكون لها تأثير على مشاريع ومرحلة إعادة الإعمار، ولكن الشعب السوري الذي عانى كثيراً من العقوبات الغربية لا يمنعه قانون قيصر وغيره من الاستمرار في عملية إعادة إعمار بلده”.

أثرياء الحرب والتفاوت الطبقي

أفرزت ظروف الاقتصاد والعمل غير الشرعية في الحرب، طبقة من أثرياء الحرب الجدد، هؤلاء الذين اكتنزوا ثروات طائلة، ولا شك أنهم – قانونياً- متورطون بالكسب غير المشروع، وذلك كله في ظل غياب فعلي للمحاسبة، وفي أفضل الأحوال محاسبة صورية، أو دفعهم لمد السوق بمبالغ مالية، عسى أن تفعل شيئاً في دعم الاقتصاد، خارج مكتسبات اشتعال الحرب وسيطرة الفساد.

وفي العودة إلى بداية الملف، تحديداً قبل 14 عاماً، توضح عاصي: “بدأت الفجوة بين الأكثر غنى والأقل دخلاً  تزداد بشكل كبير وملحوظ بعد البدء بتطبيق ما سمي باقتصاد السوق الاجتماعي عام 2006 مع بداية الخطة الخمسية العاشرة التي احتوت على الكثير من الأمور الاقتصادية التي تهدف إلى رفع كفاءة  الاقتصاد الوطني”، وتكمل: “ولكن ما طبق من برنامج التحول كان الجزء المتعلق بالتحرير التجاري، وكان في مصلحة التجار والمستوردين المتنفذين بينما شرائح واسعة من صغار المنتجين وأصحاب الورش الصغيرة أغلقوا ورشاتهم وتحولوا إلى مستوردين بينما العمال تحولوا إلى متعطلين عن العمل، كما عانى الفلاحون وقاطنو الأرياف بشكل عام من قلة الفرص التنموية وبؤس الحياة المعيشية”.

تالياً، ساهمت الحرب بتكديس الثروات في أيدي فئة معينة سواء من الأثرياء التقليديين أو الجدد، ليزداد عمق الهوة بين قلة غنية وغالبية فقيرة ازدادت بؤساً بعد سنوات، “حيث أدت العمليات العسكرية والإرهابية والتخريبية إلى تدمير البنى التحتية والأحياء السكنية والتجارية في كثير من المناطق والى استنزاف الموارد  وشحها، إضافة إلى نهب الثروات الباطنية (النفط) الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا واستهداف المحاصيل الأساسية مثل القمح الذي يتم إحراقه للسنة الثانية”، بحسب عاصي.

إذن، فإن كل ما سبق أدى إلى ارتفاع معدل الفقر والبؤس بين السوريين، ثم جاءت العقوبات ومنها سيزر لتزيد الطين بلة وتجعل حياة الناس أكثر صعوبة وبؤساً سواء بزيادة تكلفة المواد التي يستهلكونها أو بفقدان الكثير منها من أسواقهم في ظل دخولهم الثابتة التي باتت لا تلبي معظم احتياجاتهم الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.

وتختصر جملة “البقاء على قيد الحياة” سقف حلم السوريين الذي تجاوزوا بنسبة 83% تحت خط الفقر، بحسب احصائيات دولية، هؤلاء الناس تعبوا، وملوا، وما عادوا يريدون تحليلات اقتصادية، واجتهادات سياسية، جل ما يريدون، حياةٌ كريمة، أكبر أحلامها، ألا يناموا فيها جائعين.

اقتراحات اقتصاديين لمنع تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا

اقتراحات اقتصاديين لمنع تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا

طغا التخبط الاقتصادي الذي يعيشه السوريون في هذه الفترة على كل ما عاشوه خلال سنوات الحرب التسع الماضية. ولاسيما مع الإجراءات الحكومية المتخذة لتفادي انتشار جائحة كورونا، ومما فاقم الأمر سوءاً انهيار قيمة الليرة السورية وتصاعد سعر صرف الدولار إلى عتبة 2700  ليرة سورية؛ فأصبحوا تائهين فيما سيؤول إليه الحال بعد كل هذا التدهور المعيشي. ترافق تصاعد صرف الدولار مع إغلاق عشرات المحلات التجارية لعدم ثبات أسعار المواد، وعزوف الموظفين عن الذهاب إلى العمل الذي لا يسمن أو يغني عن جوع.

تقول (هادية 38 عاماً، موظفة في وزارة التربية ولديها طفلان): “كيف لمواطن يتقاضى متوسط دخل 50 ألف ليرة سورية ما يعادل (19 دولار) أن يتمكن من تغطية نفقاته المعيشية، ونفقات أطفاله وفواتيره وأجرة منزله، ألغينا الكماليات ونسعى لتأمين الأساسيات ولكن الوضع المعيشي لم يعد يحتمل، ولم نعد نستطيع تأمين أدنى احتياجاتنا كأسرة، الإجراءات الحكومية تمعن في إفقار المواطن والتأطير في المواد المدعومة عن طريق البطاقة الذكية التي فتحت باب جديد للفساد ولإذلال المواطن.” وتضيف: “منذ حوالي الشهرين لا أذهب إلى عملي لأنني سوف أدفع مواصلات أكثر مما سأتقاضى، بدنا فعل ما عاد بدنا حكي بدنا حل ولادنا ماتت من الجوع”.

ويرى الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي ابراهيم العدي أن الموظفين هم الفئة الأكثر تضرراً في الأزمة الاقتصادية، وبما أن الحكومة عاجزة عن ضبط والتحكم بالأسواق والأسعار فيجب عليها زيادة ما تتحكم به وهو الكتلة النقدية (الرواتب). وأضاف التجار بيدهم السلع والخدمات، والحكومة بيدها الكتلة النقدية، وطالما أنها لا تستطيع التأثير في سعر السلع والخدمات، فهي حتماً تستطيع التأثير في الكتلة النقدية، يجب زيادة الرواتب حتى 500% على أقل تقدير وهذا أمر لن يغطي كامل نفقات المواطن، فالهدف ليس تغطية كامل نفقات وانما تحسين الوضع قليلاً، زيادة الرواتب من الممكن أن تدعم فئة محددة في المجتمع وليست حلاً  كاملاً للوضع المعيشي وإنما دعم جزئي  للموظفين، فالحكومة تتحكم في الكتلة النقدية ومن واجبها زيادة الرواتب.

زيادة الرواتب والتضخم المحتمل

دخلت الأسواق السورية مرحلة التضخم الجامح والبلاد تذهب إلى مرحلة صعبة ولا يمكن التكهن بمدى هبوط الليرة ومتى سيكون الاستقرار، فقد فقدت الليرة السورية أكثر من 10 مرات من قيمتها من 2011 لغاية منتصف عام 2019، و40 مرة إضافية من منتصف 2019 لغاية الآن. وبالتالي فإن معدل التضخم كان لغاية منتصف 2019 بحدود 1000%، وتجاوز في الظروف الراهنة 3000%. بينما يذهب خبراء اقتصاديون إلى أن أكثر من 80% من السوريين تحت خط الفقر، وحسب د. العدي: “التضخم هو حالة موجودة وحدثت، زيادة الرواتب يجب أن تحدث لو حدث التضخم، التضخم ليس سببه زيادة  الرواتب فقط، وإنما مجموعة عوامل كالعرض والطلب، ونمط الاستهلاك، وسعر الصرف. إن زيادة رواتب هي واحدة من عشرة عوامل، في سوريا يعتبرون التضخم عدواً افتراضياً لا يمكن القضاء عليه، إذا فرضنا زاد الراتب بمعدل 100% التضخم ممكن يبتلع 20 إلى 25 بالمائة وعلى مدى زمني.”

يضيف مستغرباً: “لا أعرف ماذا يقدم المستشارون الاقتصاديون من نصائح للدولة! كل دول العالم التي تحدث فيها حروب تتأثر العملة ولكن عملياً كل دول العالم عندما تزيد الأسعار تزيد الرواتب.” ويكمل: “تجارب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ميؤوس منها، ليس لها دور، لم يكن لها دور في الماضي ليكون لها دور في الحاضر، بعز قوة الدولة الاقتصادية لم تضف شيئاً كانت شكلية لا أكثر، فإذا كانت دولة عاجزة عن التحكم في السوق فيجب أن لا تعجز عن زيادة الرواتب كحد أدنى لدعم المواطن في هذه الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب..”

الاستغلال أصبح حالة عامة

ارتفاع الأسعار ليس من قبل التجار فقط، وإنما طال جميع المهن الأخرى والمدارس والجامعات والمشافي الخاصة. يقول د. ابراهيم العدي: “فالوضع الطبيعي للعامل في الدولة إن لم يكن فاسداً وصل لمرحلة اللامعقول مع مثل هذه الرواتب وتلك الأسعار، وإذا أردنا النظر حولنا في الحياة اليومية العملية نجد جنون الأسعار طال كل مجالات الحياة من سيارة الأجرة أو عامل صحية أو حتى الأطباء جميعها رفعت أجورها كما التجار، المهن الطبية والتي تعتبر ضرورة للمواطن كمثال بسيط طبيب الأسنان أصبح يتقاضى أجر معالجة السن الواحد 100 ألف ليرة بما يعادل راتب موظف لشهرين كاملين، والمعاينة بلغت عند بعض الأطباء خمسة  عشرة  ألفاً  والتي لا تحتاج أكثر من عشر دقائق، المهن الطبية ومن في حكمهم تجاوزت حدود المعقول”. وحسب تعبير دكتور العدي: “من غير المنطقي أن يتقاضى طبيب ثمن زيارة مريض لعدة دقائق بضعة آلاف في الوقت الذي يتهرب الأطباء من الضريبة بأساليب عدة، لذلك الضبط يجب أن يكون بما يتناسب مع دخل المواطن ليس بما يحصل عليه الأطباء في الدول المجاورة”.

 من جانبها “ليلى جمعة” تحدثت عن معاناتها مع أقساط مدارس أولادها التي أصبحت غير معقولة: “هل يعقل قسط إحدى المدارس الخاصة كان في العام الماضي 310 ألف وفي هذه السنة ارتفع 500 ألف ومن عشرة أيام ارتفع إلى 700 ألف، واليوم اتصلوا بنا من الإدارة ليتم إعلامنا أن القسط أصبح مليون ومئة ألف، متسائلة أين الرقابة ووزارة التربية، لم يعد أحد يستطيع دفع كل هذه المبالغ.”

أما الخبيرة الاقتصادية الدكتورة “رشا سيروب” فدعت عبر صفحتها على الفيسبوك لتطبيق المادة  /5/ من الدستور السوري  التي تنص على: “تجوز المصادرة الخاصة  لضرورات الحرب والكوارث العامة”،  وأضافت ” الوضع لم يعد يحتمل  شد وجذب ومسلسلات فيسبوكية”.

الاقتصاد المغلق

يرى الصناعي “عاطف طيفور” أن الاقتصاد المغلق هو الحل فقد اقترح أن يتم إغلاق جميع منافذ التصدير والتهريب، وإغلاق جميع منافذ الاستيراد للكماليات، وعبر بالقول:  “كل من يظن أن الوطن بحاجة لقطع أجنبي فهو على خطأ، نحن بحاجة لمنتجات زراعية وصناعية وبحاجة لليرات السورية وبحاجة للذهب والعالم مقبل على جفاف اقتصادي والعملة الوطنية لكل دولة هي الأساس مع اكتفائها الذاتي واقتصادها المغلق، وليس هناك حاجة  للتصدير ولكننا بحاجة لاكتفاء ذاتي، وأن يكون التصدير بيد الدولة للمواد الاستراتيجية فقط، وأن  يكون القطع التصديري بيد الدولة فقط”، ويضيف: “تتضاعف الاستيرادات كلما ارتفعت نسبة إعادة التصدير والتهريب، كما أن الأسعار تتضاعف كلما ارتفعت نسبة التصدير لأي مادة على حساب الفائض الداخلي، فالوطن  بحاجة لفائض من خيراته ومنتجاته.” ويختم “طيفور”: “بدل أن يكون تقشفاً على المواطن، ليكن تقشفاً بالتصدير يفتح ويغلق حسب دراسة أسبوعية وشهرية لكل مادة على أساس توفرها والفائض والسعر المحلي. لا يمكن فرض تقشف وشد أحزمة على فئة بشكل غير مباشر وفتح الأبواب على مصراعيها لباقي الفئات بشكل مباشر.”

مهما كانت الحلول المقترحة لحل الكارثة المعيشية التي يعيشها المواطن السوري، يبقى أثرياء الحرب والفاسدون بقوتهم وجبروتهم وتزايد ثرواتهم بالمليارات التي جنوها من لقمة عيش الفقير، ويبقى الفقير ينتظر بضع آلاف ليرة في نهاية كل شهر والذي لا يستطيع من خلالها أن يمضي يومه إلا بشق الأنفس غير آبه لا بانتشار مرض ولا غيره، فهو الخاسر الوحيد الذي يطبق أسنانه على الحديد راجياً من الله أن يكفيه حاجة العوز.

انقطاع الأدوية المزمنة وإغلاق الصيدليات في سوريا

انقطاع الأدوية المزمنة وإغلاق الصيدليات في سوريا

بدأ الناس في سوريا يحادثون أنفسهم بصوت عال في الطرقات من الأزمات التي تتوالى على رؤوسهم يوماً بعد يوم، وآخرها انقطاع المادة الدوائية التي لا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظرف. بالقرب من الصيدلية المركزية في شارع بغداد خرجت سيدة في الخمسينات من العمر تصرخ: “معقول ما في دوا بالبلد! الله لا يوفقهم ولا يجبرهم! ابني عمره 9 سنوات مريض ربوّ، صرلي قريب الأسبوعين عم بفتل من صيدلية لصيدلية ما عم لاقي علبة دوا”.

بينما وقفت سيدة في ستينات من العمر مع ابنتها التي تحمل الوصفة الطبية الممتلئة بأسماء الأدوية وعند سؤالها أجابت: “معي القلب والضغط والسكري ولم أستطع الحصول على أي منها حتى المسكنات مقطوعة وأغلب الصيدليات مسكرة”. أما  أسماء التي قطعت مسافة طويلة من الغوطة الشرقية بسبب إغلاق جميع الصيدليات هناك ظنّاً منها أن دوائها متوفر في دمشق، فقد عادت أدراجها خائبة ولم تحظ بأي علبة دواء.

جاءت تصريحات وزير الصحة “بشر يازجي” منفصلة عن الواقع فقد صرح أن: “المواد الدوائية لم تنقطع من الأسواق وأن المعامل ما تزال تعمل  وليس هناك ما يبرر توقفها”. وهذا مناف تماماً لما يحدث على أرض الواقع .معظم الصيدليات في دمشق مغلقة وعدد قليل مازال يفتح أبوابه لكن دون فائدة؛ فخلال جولة على عدد من الصيادلة كان يدخل المرضى من مختلف الأعمار وأغلبهم كبار في السن ويسألون عن أدوية الضغط والقلب والربو وغيرها  لتكون الإجابة واحدة عند الجميع: “لا يوجد”.

ووفقاً للدكتورة هبة في صيدلية “الداوود” في منطقة الصالحية فإن المستودعات قد توقفت عن تزويدهم بالأدوية منذ ثلاثة أسابيع، والآن الكميات الموجودة لديهم تُقارب على النفاذ، فأدوية الأمراض المزمنة مقطوعة بشكل كامل كأدوية الغدة، الضغط، القلب، السكري، الربو، وأدوية الأمراض النفسية والكولسترول وحتى السيتامول والمسكنات. وتقول دكتورة هبة أنهم يحاولوا إعطاء المرضى علبة واحدة من الأدوية المتوفرة ليخدموا أكبر عدد من المرضى، لكنها تتساءل لماذا لا تقوم الدولة بدعم المواد الأولية لينخفض سعر الدواء بدل رفعه. وتضيف: “القدرة الشرائية  للمواطن لا تسمح برفع أسعار الأدوية وسوف يحدث كساد” وأضافت عن إغلاق الصيدليات: “يومين وينفذ لدينا الدواء ونغلق صيدلياتنا نحن أيضاً.”

كانت وزارة الصحة عدلت قبل العيد العديد من المستحضرات الدوائية التي استفاد منها حوالي 12 معملاً من أصل 80 معملاً  في سوريا، مع العلم أن معظم هذه التعديلات اعتمدت على سعر تصريف الدولار بـ435 ليرة بالتسعير، علماً أنه تم اعتماد سعر دولار تفضيلي 706 ليرة للمعامل التي استوردت المواد الأولية بعد آذار من العام الجاري.

بينما الصيدلاني فادي يرى أن هناك صيدليات لديها أدوية ولا تريد بيعها ريثما يتم تعديل تسعيرة الدواء، وأضاف: “نحن  لم نغلق الصيدلية ومازلنا نبيع المريض الأدوية المتوفرة لدينا، حتى أن هناك مستودعات لديها كميات كبيرة من الدواء ولا تريد بيعها منتظرة رفع الأسعار. والبعض الآخر يقوم بتوزيع علبة أو علبتين دواء في الأسبوع.”

أدوية الأمراض المزمنة مفقودة من السوق

وحسب د. زينة فإن المصانع والمعامل والمستودعات تمتنع عن إعطاء الأدوية بشكل نهائي، وجميع المواد المخزنة لدينا انتهت، والأدوية المزمنة مفقودة نهائياً من الأسواق بمختلف أنواعها: كدواء حمض البول، وأدوية القلب والغدة والضغط وهي أدوية أساسية لذلك الطلب عليها زاد بشكل مضاعف بسبب الأزمة الحاصلة. و تبرر المعامل أن ليس لديها مواد أولية والإنتاج متوقف، و لو لم تصل لمرحلة العجز والخسارة لم تغلق الصيدليات أبوابها.

أسماء مريضة قصور بالغدة اتجهت لشراء الأدوية المستوردة لأن الأمر لا يحتمل تأجيل وقد يؤثر على حياتها، ولكن مع ذلك لم تسلم من جشع بعض الصيادلة حسب تعبيرها، وأضافت: اشتريت ثلاث عبوات من نفس الدواء من صيدليات مختلفة بثلاثة أسعار 6000، 10000، 12000 وأضافت القطاع الصحي لا يحتمل المتاجرة والاحتكار والاستغلال.  من جانبه، يعلق هادي حوراني أن “ارتفاع الأسعار ليس بالأمر الجديد، الرقابة مفقودة منذ زمن على أسعار الأدوية، و لا يوجد صيدلية تبيع مثل الأخرى.”

توقف المعامل عن تزويد السوق بالأدوية

و يوضح محمد حجازي مندوب  شركة “ميرسيفارما” لصناعات الدوائية: “تتمسك وزارة الصحة بسياسة تسعير غير منطقية بزعم أن الدواء خط أحمر، و تُلزم مصنعي الأدوية بأسعار قليلة تتناسب مع  القدرة الشرائية للسوريين في حين تزداد تكاليف استيراد المواد الأولية وتكاليف الإنتاج بشكل مضاعف، بدءاً من المواد الأولية التي تُستورد عن طريق دول وسيطة بسبب العقوبات، ومروراً بأجور الشحن وارتفاع أجور الأيدي العاملة، وليس انتهاءً بأجور المستودعات، وأجور الصيدليات في الوقت الذي تلزم وزارة الصحة الصيدليات بأسعار شبه رمزية لغالبية الأدوية مع تقليص هامش الربح للصيدلاني أيضاً الذي لا يتجاوز 16%، هناك أدوية بسعر 200 و300 ليرة، علماً بأن كلفة العبوة والتغليف والحفظ أكثر من هذا المبلغ، فالدولار الأميركي الواحد تجاوز 2700  ليرة سورية”، ويكمل: “الأدوية الإيرانية الموجودة في الأسواق أسعارها عشرة أضعاف سعر المحلي و لا تتجاوز جودتها  50% بالنسبة  للأدوية السورية. الكمية التي لدينا نفذت، طلبنا من الدولة تزويدنا بالمواد الأولية لكي ننتج فلم تقبل، طلبنا رفع سعر الدواء لكن وزارة الصحة رفضت، التصدير ممنوع إلا في حال تغطية السوق المحلية، وزير الصحة صرح الدواء خط أحمر ولن يتم رفع سعره ولكن دون أي إجراءات أو تجاوب.”

تراجع عدد المعامل السورية المنتجة للدواء منذ بداية الحرب السورية عام 2011 من 63 إلى 42 معملاً، حيث توقفت العديد منها عن الإنتاج، بسبب الخسارة الشديدة مع بداية الأزمة، لكنها عادت إلى العمل حالياً وارتفعت أعدادها لتبلغ 96 معملاً وفقاً لوزير الصحة السوري الدكتور نزار يازجي في تصريح لسبوتينك في عام 2019.

ووصل عدد معامل الأدوية في سوريا إلى نحو 70 معملاً عام 2011 تنتج أكثر من 8000 صنف، تغطي 93% من احتياج السوق المحلية مع فائض يصدر إلى أكثر 44 دولة. فحسب إحصائيات اتحاد منتجي الدواء العرب حتى عام 2011 كانت سوريا تحتل المرتبة الثانية عربياً، من حيث تصدير الدواء، بقيمة تبلغ 210 ملايين دولار، بعد الأردن التي سجلت 370 مليون دولار، ثم مصر والإمارات.

وحسب الأرقام الرسمية، فإن هذه الصناعة تضررت في الحرب كباقي القطاعات الأخرى، وكان نصيبها خروج أكثر من 19 معملاً من الخدمة، وتراجع الإنتاج بنسبة 75%، مع توقف عشرات المعامل وما استمر منها عمل بربع طاقته الإنتاجية. وخلال العامين الماضيين ومع عودة الاستقرار إلى محيط العاصمة دمشق ومدينة حلب بدأت بعض المعامل بالعودة تدريجياً إلى الإنتاج، كما منحت الحكومة نحو 92 ترخيصاً لإنشاء معامل جديدة، وما زال السوريون يعانون من نقص حاد تتجاوز نسبته 70% من حاجة السوق من الأدوية والمنتجات الصيدلانية، إضافةً إلى مشكلة تدني فعالية الدواء المحلي.

فعالية الدواء المحلي لا تتعدى 10 بالمائة عن جودتها قبل الحرب

تراجعت فاعلية الأدوية المحلية وأصبحت شبه معدومة حسب الصيدلانية “مها الخطيب”: “فاعلية الأدوية اذا أردنا مقارنتها مع ما قبل 2011 أصحب شبه معدومة ولا تتعدى 10 % عما كانت عليه قبل الحرب، ومما أثر على ذلك مصدر المادة الفاعلة كانت أوربية والآن المصدر الهند، وضعف الرقابة، كما أن المعامل تخفض كمية المادة الفعالة في الدواء لكي تعوض خسارتها.” وأضافت: “أن الشركات تلتف على قرارات وزارة الصحة التي لا تسمح برفع سعر الدواء كونه “خطاً أحمر” وتتحاشى الخسارة، وتقوم بإيقاف إنتاج أصناف دوائية علاجية كفيتامين الأعصاب وغيرها على أهميتها الصحية، واستبدالها بمتممات غذائية لأنّ أسعارها أغلى، إذ لا يجوز تحويل منتج دوائي علاجي إلى متمم غذائي بحسب تعليمات الوزارة، التي توفر إمكانية تعويض خسارة الشركة من خلال التصدير للخارج. مثال فيتامين الأعصاب كان يباع 190 ل.س وبعد أن غير ترخيصه لمتم غذائي أصبح سعره 2200 ل.س.”

وأضافت “الخطيب” أن “شركة “تاميكو” التابعة للدولة مفقود لديها السيتامول والأدوية المزمنة الأخرى، وتجبرك بعض المستودعات على أخذ دواء منتهي الصلاحية وكاسد لكي تعطيك دواء آخر. لدينا أكثر من 80 معملاً ولا يوجد مواد أولية فلماذا لا تقوم الدولة بتوفير المواد الأولية وتبقى الأسعار على حالها، يوجد أدوية مقطوعة منذ سنتين لم يتم إنتاجها الا عندما تم رفع سعرها، يوجد أدوية ارتفعت 500% مثل أدوية الأمراض النفسية”، وختمت حديثها: “كل واحد بديرة المعامل والوزارة والنقابة والصيادلة والمواطن والبنك المركزي، لا يوجد تنسيق لكي نصل الى نتيجة”.

رسالةُ الحطب في الخلفية: حول الظهور الثاني لرامي مخلوف

رسالةُ الحطب في الخلفية: حول الظهور الثاني لرامي مخلوف

-١-

على شاشة الفاجعة السورية، يظهر المقاول ورجل الأعمال رامي مخلوف من جديد كي يثير الجدل والتكهنات في الإعلام الاجتماعي، لكن ظهوره هذه المرة يختلف جذرياً عن ظهوره الأول عبْر تصريحات لصحيفة النيويورك تايمز قال فيها ناطقاً باسم النظام بأننا سنقاتل إلى النهاية، ولدينا رجال كثيرون، وإذا ساء الوضع في سوريا لن يكون هناك استقرار في إسرائيل، وإن البديل عن النظام السوري هم السلفيون. وكان هذا الظهور كافياً كي يقنع الناس جميعاً آنذاك أن رامي مخلوف كان من أركان النظام السوري الأساسيين، وأنه امتلك القدرة على أن يكون ناطقاً باسمه. وبعد مرور ٩ سنوات يظهر رامي مخلوف في زاوية ضيقة من فيلا لا نعرف أين تقع كي يبث رسالتين مصورتين عبر الإعلام الاجتماعي، وهو هنا يبدو كما لو أنه فقد رصيده السلطوي ويتم إفراغ خزائنه الخاصة من آخر أكداس الدولارات التي فيها. وما بين الرسالة الأولى في النيويورك تايمز والرسالة الثانية (المؤلفة من ظهورين مُصوّرين) في وسائل التواصل الاجتماعي مرّت سنوات مأساوية دُمرت فيها أجزاء كبيرة من كثير من المدن السورية وانهارت البنية التحتية وتحول رجال الأعمال ومنهم رامي إلى ممولي ميلشيات رديفة للنظام أو داعمين للتيارات الجهادية ومغذين للخطاب الطائفي، وتغيرت طبيعة السلطة وصارت أكثر عناداً وفقدت قدرتها على المناورة، بل يمكن القول إنها فقدت دهاءها المعهود. وصارت القرارات تُتخذ في طهران وموسكو بدلاً من دمشق، والطيران الإسرائيلي يعربد في السماء السورية دون أن يكون هناك من يقدر على صده. ويمكن أن يستشف المرء من قراءة ما يجري بين السطور في سوريا أن السلطة أحياناً تُحْشر في زاوية تضطر فيها إلى التهام أجزاء من نفسها كي تستمر آليتها غير أن هذا الالتهام قد لا يكون كاملاً وخاصة إذا لم تكن الأطراف المطلوب التهامها لقمة سائغة. هكذا يغيب اللعب، ويحلّ نوعٌ من التشليح العلني، وهذا ما يحدث لرامي مخلوف، ولكن هذا لا يمكن أن يكتمل وصفه إلى أن تنكشف حقيقة الأمور، ويصبح بوسع الباحث الحصول على معلومات دقيقة تساعده في فهم حقيقة ما يجري.

-٢-

وصف الكاتب الأميركي اللاتنيي إدواردو جاليانو السلطة بأنها عزفٌ باليمنى وأخذٌ باليسرى. يشير هذاالوصف إلى استراتيجيات للعب، والمناورة، للتمويه، والتضليل، لخلق الأوهام ولادعاء الموضوعية. ووسط هذا الجو الضبابي المصنَّع يتم امتلاك الثروة وتوزيعها على المقربين، وتتراوح الحصص بين كبيرة وصغيرة، بل يتحول الأمر إلى شبكة تضع يدها على الاقتصاد وعلى الضروع التي تدر أكثر من غيرها لبقرة المال الحلوب. تميزت السلطة في سوريا تاريخياً بالدهاء الشديد، فقد استطاعت، كما قال مرة الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين في زيارة إلى دمشق، أن تخترع بلاغة ضحكت بها على الناس كلهم،  حول دحر الإمبريالية ومواجهة الصهيونية واحتواء الإسلام الرجعي والوحدة العربية، ومن خلال هذه البلاغة كانت تفتح قنوات أخرى لتدفق الأرياع. كما قامت السلطة ببناء شبكات داخلية وخارجية لحماية تدفق الأموال إلى الجيوب الخاصة، والشبكات الداخلية التي كانت تجمع بين رجال السلطة ورجال الأعمال يتحدث عنها بالتفصيل وبتحليل منهجي عميق كتاب مهم للباحث الأميركي من أصل لبناني بسام حداد، صدر عن جامعة ستانفورد بعنوان “شبكات الأعمال في سوريا: الاقتصاد السياسي للمرونة الاستبدادية”. كانت تلك أوقات اللعب الذكي والدقيق للحفاظ على استقلالية القرار السلطوي، لكن الوضع مختلف الآن، إذ لا يوجد عزف ولا لعب، كما كان الأمر في العقود السابقة، بل تهيمن حالة مباشرة فجة وأوامر واضحة صارمة ورجال أمن أشداء يأتون كي ينقلوا الأوامر، وهذا ما حصل مع رامي مخلوف صاحب شركة الاتصالات سرياتيل، الذي وصلته أوامر بدفع مبالغ كبيرة، ثم تلتها أوامر أخرى له بالتخلي عن شركاته وتسليمها، مما دفعه إلى ظهور فيديوي أول وثاني، عرف عن نفسه فيهما بأنه كان “أكبر داعم” و”أكبر خادم” و”أكبر راعي” للأجهزة الأمنية التي جاءت كي تجرده من أملاكه. ولعب بضمائر اللغة كي يضع نفسه في سياق جماعي حمّال أوجه، فقد قال إن هذه “مخاطرة كبيرة بوجودنا، باستمراريتنا”، وأنه غير قادر على تنفيذ الطلبات المقدمة إليه. فهل يشيرالضمير ”نا“ هنا إلى عائلته، أم إلى الطائفة العلوية التي يدعي تقديم خدمات لها؟ الطائفة التي خسرت خيرة أبنائها في حرب عبثية يبدو ألا نتائج لها تلوح في الأفق على صعيد حل يخرج الشعب من شباك الفقر والحاجة والبطالة والتهميش الاجتماعي واحتمالات العنف المستقبلية.

يتحدث رامي مخلوف في الفيديو الثاني عن مفهومه للسلطة، بأن السلطة هي كي تخدم الناس، لا لكي يخدمها الناس، وأن ما جرى يُعتبر تعدياً على الملكية الخاصة، وأن السلطة لم تُمْنح من أجل الضغط على الآخرين، متناسياً كيف أن هذه السلطة التي ينتقدها هي التي منحته امتياز الحصول على ما دعاه بـ”جنى عمره”، أي مال الشعب السوري الذي لم يصله منه إلا الفتات. يتحدث رامي مخلوف عن الخدمات التي قدمها، والتي لا ترقى إلى شيء يذكر يتجاوز الوجبات والمبالغ الصغيرة المحدودة. ويعرف رامي مخلوف أن قرى الساحل السوري التي يمكن أن يشير إليها ضمير “نا” لم تشهد تبرعاً منه ببناء مستوصف أو مستشفى أو مدرسة أو جامعة أو مركز أبحاث، ولا شك أن فلاحاً سورياً في هذه القرى الساحلية والتي يُصنف جميع أبنائها بإجحاف في  خانة الموالاة المطلقة بسبب النظرة الطائفية السائدة في الوسط السوري، إذا تعرض لأزمة قلبية لن يجد مستشفى في قريته أو القرى القريبة وقد يموت على الطريق إلى المدينة. ويعرف أبناء ريف الساحل السوري جيداً أن أموال رامي مخلوف ليست لهم، لكنهم لا يعرفون أنهم يموتون في حروب خاسرة، كان يمكن تجنبها بالحوار، بتخفيف القبضة الأمنية، بالتخلي قليلاً عن مقاليد السلطة ومشاركة الآخرين بها، لكن الذين قال رامي إنه كان خادماً لهم أعلنوا استعدادهم لحرق سوريا كلها من أجل السلطة، وقد فعلوا هذا، بعد أن دمروا المدن وأفسحوا المجال لتخريب البنية التحتية، وسمدوا التربة لنمو التيارات الجهادية واستيراد مقاتليها، ودفعوا أجيالاً من الشباب إلى محرقة المعارك لأنهم لا يريدون أن يشاركوا أحداً في السلطة، لأن هذا البطر السلطوي الفالت من عقاله، والذي دفع أشخاصاً إلى التبجح باستلام مدن لإذلالها أو تركيعها، دون أن يفكروا للحظة أن هذه المدن هي أفق لهم ولأبنائهم، أفق للأجيال السورية القادمة كلها، هذا البطر مازال يُسكر كثيرين، ويجعلهم يظنون أن الكرسي لهم ولا يمكن أن يشاركهم فيه أحد. وفي بلد يعيش على خبز التمذهب والتعصب والثقافة الدينية كان من السهل أن يتحول البلد إلى كيانات طائفية، وأن يتم التخندق والاصطفاف.

عقاب إلهي مغلف بورق سيلوفان التنصل
لا يوجد في ما يقوله رامي مخلوف بوادر تمرد واضحة بشكل مباشر، بل اختار كلماته بعناية وغلّف ما أراد قوله بسيلوفان الخضوع والامتثال والولاء للرئيس الذي يسميه “صمام الأمان”، وداخل هذا السيلوفان تحدث عن “أيام صعبة”، وأنّ الأمر ليس مزحة وأن الموضوع حساس. وأشار إلى أطراف أخرى لم يسمّها طلب من الرئيس أن يوقفها عند حدها، وأن الوضع إذا استمر قد يؤدي إلى ”عقاب إلهي“. كانت الجمل التي نطقها رامي مخلوف مدورسة بحيث يمكن التنصل منها بسهولة، كما لو أنه يمتثل ويتمرد في آن، يوحي ويخفي ما يوحي به، يقول إن الرئيس صمام الأمان والساهر على تطبيق الدستور وأننا كنا معك وما زلنا معك و”حطّينا الغالي والنفيس”، ثم يشير إلى أن الوضع سيتفاقم ويكون خطيراً إذا استمرت الأمور هكذا، ويتحول إلى عقاب إلهي.
سيرى المشاهد العادي للفيديو شاباً وسيماً وطويلاً طالت لحيته أو هو يربيها، يلوم الآخرين الذين خدمهم على خيانته، ويبدو واضحاً أنه تلقى أوامر للتخلي عن شركاته ولتسليم أمواله كلها، لكنه قال إن هذا جنى عمره وتجربته الطويلة وأنه مؤتمن عليه، كما لو أنه يقول إن هناك من هو أعلى منه طلب منه أن يستلم ويدير الشركات ولن يتخلى عن هذه الأمانة. وكان قبل هذا، قد تنازل عن أملاكه في ٢٠١١ وحولها إلى قنوات للأعمال الخيرية، كما قال، كي لا يحرج السيد الرئيس.
في المكان الذي جلس فيه رامي مخلوف كي يسجل رسالتيه الأولى والثانية تبدو في الخلفية أكداس من الحطب، الذي يستخدمه للشيمينيه في فيلته التي قد تكون في الصبورة أو صلنفة أو في مكان ما في روسيا، أو في أي مكان آخر، حيث تستطيع أن تبث رسالتك عبر الإعلام الاجتماعي. في هذه الرسالة يتحدث الحطب أيضاً، كما لو أن رامي يهدد دون أن يعبر عن ذلك في كلمات، بأن ما يجري خطير، وأنه يفسح المجال لإشعال نار ستأكل الأخضر واليابس، هذه هي رسالة الحطب في الصورة، وهي في تحليل أكثر تمعناً، تعكس حالتين، حالة الرخاء، في وقت تخلو فيه سوريا حتى من حطب التدفئة ومن كل ما يجعل الحياة سهلة لمواطنيها، وإمكانية أن تكون إشارة إلى ما يمكنه فعله، (إذا صحت التكهنات بأن رامي طرف في انشقاق لم يُعلن عنه بعد في السلطة، انشقاق فرز رموزها في ظلين، الظل الروسي والظل الإيراني). وإذا ما صحت هذه التكهنات فهذا يعني أن ما يقوله رامي مخلوف هو التالي: إن الحطب الذي خلفي يا سيادة الرئيس هو المحتوى الحقيقي لرسالتي إليك، فبادر إلى التصرف وأبعدهم عني، قبل أن تشتعل النار، “لأننا” قادرون على إشعالها. ولا شك أن كثيرين سيتوقفون عند هذا الضمير “نا” ويدخلونه في تصنيفاتهم الجاهزة.

US envoy for Syria: crazy idea to think of distancing Iran from Syria

US envoy for Syria: crazy idea to think of distancing Iran from Syria

US Ambassador James Jeffrey, the State Department’s special representative for the Syrian war and the fight against ISIS, said the US supports “in every possible way”, diplomatically and logistically, Israeli raids on Iranian sites in Syria.

In an exclusive interview with Asharq Al-Awsat, Jeffrey said that “Iran has very established footholds in the Syrian state and within Syrian society, “noting that many Arab countries” will never be in harmony with a man like (President Bashar) Assad. They can claim that they can distance him from the Iranian orbit, but I see that this is absolutely not possible.”

The American envoy emphasized that his country will continue to impose sanctions on Damascus, and “we support the entry into force of sanctions on the Syrian regime until its acceptance of a political solution,” explaining: “Economic sanctions make the situation worse for the circle of people very close to the head of the regime, and this is what we are always trying to reach.”

And we want to make it clear to these figures that there is no clear future for them if they continue to support Assad. They should rather press for political transition. ” He pointed out that the recent Russian media campaign against Damascus is evidence that Moscow is also aware of “what kind of ally” they have in Syria today. He said that Idlib is “the citadel of opposition” and will not return to Damascus soon.

Here is the text of the exclusive interview that Asharq Al-Awsat did by Phone Thursday:

· Let’s start with Covid-19. Could you give me your assessment? Also, yesterday in the Security Council the Russians once again rejected reopening Yarobiyeh, the crossing between Iraq and Syria. What is your assessment on that as well?

First of all, we’re following the situation of the coronavirus throughout Syria. We have to look at it in three different areas; the northeast where we have the best eyes on, the northwest where we rely on Turkish information, and of course the regime areas which are totally under-reported and under-represented. We have only notional information from the regime areas. We think that there’s a considerable amount of cases there, but we can’t measure it. We do not see at the moment a significant outbreak of the virus in the northwest, but of course with so many people jammed together and with such bad medical support, particularly as the Russians and Syrians have bombed most of the hospitals and other medical facilities there, that would be of great concern.

In the northeast, there have been one or two reports of infections but we are yet to see a significant outbreak.

To some degree the few reported cases are due to the limit on travel in and out of the country, other than for the Iranians who we think spread it initially in regime areas. So the effects of it have been limited but that can change at any time. The UN is worried about this, the WHO is worried about this, and we are as well.

The Russians and the regime by blocking the transfer of medical supplies to those areas where Assad does not hold sway of course have made the situation worse. It’s Assad’s fault. It’s his fault in his own areas for having devastated his own country and not caring about its people. He is even more at fault in those areas not under his control that he denies assistance to, even though that is his responsibility as the sovereign entity in Syria.

*Do you think being in this pandemic paves the way for renewal or updating of the UN Security Council resolution regarding the humanitarian border crossing? Because I think we’re supposed to be in June/July, and directions in December?

In July, UNSC 2504 has to be renewed. It is our hope that Russia will renew at a minimum the two crossings in the northwest. We are very, very insistent on that, and we would also like to see a new crossing to service the northeast. As you know the crossing there, the Rabia crossing, was blocked from being included in the new resolution by the Russians and Chinese so that is where we are.

· As you may know in the last few weeks, even months, since the beginning of the pandemic the Russians and the regime twisted the whole argument. They’re saying now that they’re blaming the US and the European sanctions. What is your reaction to that?

The collapse of the Lebanon monetary and financial system has nothing to do with our sanctions, and that is perhaps the biggest impact on Assad. Frankly his own bad management is the second reason he is in such dire economic shape, and then thirdly, it’s the fact that this country is still at war and important areas, including agriculture and energy-producing areas, are not under his control, nor should they be until he accepts a compromise political settlement. That is why he is faced with great economic difficulties that are impacting all of the people. Our sanctions do not include sanctions on humanitarian or medical goods, those items can flow freely. And the sanctions are carefully selected and packaged to target regime figures and not the average person.

· In May/June I think the Europeans, the EU are supposed to renew their sanctions, so what is your view on that?

We are very much in favor of these sanctions staying in place until the Regime accepts a political solution. We see the glimmer of hope in the longer-term ceasefire in Idlib and the regime’s acquiescence in a common agenda for the constitutional committee in Geneva. These things would not have happened without the tough position of the international community, be it the Turks in Idlib or all of our efforts maintaining our sanctions. So we are really happy that the EU is maintaining them.

· What would you tell some Syrians who buy the narrative of the regime and blame the US for their suffering?

I cannot help anyone if after almost a decade of Assad’s terror, they still believe Assad over the international community.

· In this regard, we saw some new developments by some Arab countries who reconnected with Damascus and they took the pandemic as a pretext. Did you speak with those Arab countries? And if you did, what did you tell them?

That’s kind of vague without identifying which Arab countries. The Arab countries I am thinking of, and I do not want to disclose them publicly but we know who they are, we are talking to them constantly.

We think two things. First of all they will have no impact. They will not win any prizes from Assad. We saw when one of them, and this one I can name because it has been discussed in the media, the UAE extended diplomatic recognition and they got nothing from Assad. I think they barely got a thank you. We know as well that they’re not going to change his policies nor are they going to undercut our policy.

We think that some people in the region have the mistaken idea, even though I am in media all the time, and Secretary Pompeo and President Trump speak out frequently on Syria, that maybe there is another American policy that allows us to be friends with Assad. There is no such American policy. There will never be such an American policy. There wasn’t even such a policy under the Obama administration.

· In this regard what do you expect from the Arab Summit that is due in June but might be delayed a little bit. The Algerians are now working hard to bring the Syrians back to the Arab League.

Our question to the Arab League is: What has changed from when you took the decision (to freeze Syria membership in 2012)? Have fewer people died now had died then? We think the number now is almost 500,000 Arab citizens of Syria. That is not a very encouraging thing to invite them back. Has the Regime complied with any of the UN calls for reconciliation? No.

What percent of the population has been ridden from their homes or fled their homes due to the regime in 2012 when the Arab League took the decision? Perhaps 5-10 percent of the population. What percentage of that population today? 50 percent.

The Arab League has to ask itself: Does it just have as an interlocutor states or does it also have as an interlocutor people of those states? Because the people of this state, Syria, have shown repeatedly their courage and their commitment by half the population fleeing Assad’s rule.

· Some Arab countries believe that by bringing the regime back to the League, maybe they would distance it away from Iran. What do you think?

It’s a crazy idea. First of all, Iran is deeply embedded in the Syrian state and society. It’s not as bad as Hezbullah in Lebanon or with the Militias in Iraq, and I know both situations, particularly Iraq, very well. But it is very concerning, not just to us, we know it is also concerning to the regime and the Russians. You have militias that are created and paid for by the Iranian government and reports to the Iranian government.

But the other thing is, and people really need to think about this, Syria is a state where Assad’s brutality to his own people is unique in the world, even faced with Venezuela or North Korea. Assad only knows one tool, butchering his population, particularly the Sunni Arab population.

Now, does anybody think he’s going to change his ways? It is one thing to think he is going to change his alliance with Iran, I don’t think he can but at least theoretically it is possible. But does anyone think he is going to change the way he rules and the population is going to accept this mass murderer, this uber torturer as leader? No. He has to run an absolutely horrific brutal totalitarian state.

What country is willing to accept a partnership with a brute like that? We only know of two, Russia and Iran. We do not think the decent countries of the Gulf and the Arab World would be in the same bed with someone like him. They can claim they can wean him away from Iran, I doubt that very much. Will these countries provide the ground forces, the Hizbullah troops, and the Shia from Afghanistan and other countries to keep the Sunni Arab and many other ethnic groups in the opposition from attacking Assad? No, they won’t go that far and I don’t think they will sign up to support a government as terrible as Assad’s. They won’t bear the responsibility. That is something Iran and Russia will have to do.

· Recently, there were a lot of Israeli airstrikes around Damascus, Damascus – Beirut highway, and in Palmyra. What is your view on this?

The US supports Israel’s efforts to secure its self-defense. Israel is facing an existential threat from Iran, as they have said a thousand times that their mission is to destroy Israel. The Iranians are in Syria in large numbers, passing on long-range weapon systems to Hezbullah that threaten Israel. We know probably two elements associated with the Iranians, also in Syria, and Israel has the right to take whatever action it needs, being careful about Syrian casualties which the Israelis are, for the goal of saving Israel. Therefore, we are supportive of them in any way we can.

· What kind of support? Political or Logistical? Through the Tanf military base?

We give the support that is needed for effective Israeli actions to protect itself, and in protecting itself it is protecting all neighbors of Assad: Jordan, Turkey, Iraq, and Lebanon.

· The Israeli Minister of Defense said recently that this is to finish, not limit, the Iranian influence on Syria. Do you think that is possible?

Our policy is that all Iranian-commanded forces have to leave Syria, along with frankly all other military forces that entered after 2011. This includes the United States, if all of the reports are correct about the Israeli Air Force that would include the Israelis, and it would include the Turks.

· And the Russians?

The Russians entered before 2011, therefore they are exempt. Everyone else came after the war had begun. If there is a political solution to the war, and neighbors such as Israel and Turkey no longer feel threatened by the situation in Syria, we think they would be willing to let the country return to normal. As far as we are concerned, returning to normal is our goal and that means, among others, all Iranian-commanded forces have to leave.

· You said earlier that the sanctions are working, and that there are indications proving that. What are they?

Given the incompetence of the Assad administration, who is good at sucking the blood, literally and figuratively, in terms of money, goods, and property from its own people and in running a corrupt financial and economic system, but are not good at holding the country together and attracting foreign investments, they have done much of the damage themselves. Who would invest in a country Assad runs? They have also destroyed much of their own infrastructure, driven away a large percentage of the country’s doctors, and on and on.

It’s hard to say if you look at the unlimited fall of the Syrian pound (now 1300 to the US dollar) and the claims by people who are trying to support the regime that they have lost $244 billion, four times the GDP of the country, in the last few years because of the war, it is very hard to say what is due to the Regime’s own actions and what part of it is due to the sanctions. I would say that in general, in terms of the economy, it is mainly what the Regime has done to itself. Sanctions make life hard for those people in the inner circle, and that is what we are trying to get at. To make it clear to them that they don’t have an economic future by supporting Assad. They need to push for a political transition in Syria.

· You say the sanctions will push the regime to change its behavior?

We think it is a combination of everything. The 50 percent of the population that’s fled, stripping the country of most of its demographic resources, or much of it. The major swaths of territory that are not under Assad’s hand and unlikely to come into his hands because significant outside powers, including the US, who are on the ground. The pummeling (attacks) that the Iranians and the Syrians are getting from the air (Israeli Strikes) with ever more aggressive and effective airstrikes. The lack of reconstruction assistance. The ostracism of the Regime by the Arab League and by the Europeans.

We think that at the end of the day this formula will push the regime to eventually seek a negotiated settlement rather than claim a military victory and no compromise, which is what they have been doing up until now.

· You just said that keeping regime out of Idlib is a strategic thing. Right?

Yes. That is correct

· And you said that you want Turkey to fight extremists in Idlib?

Yes, we do. And we see signs that they are, more effectively.

How can you combine those two goals, keep Idlib out of the regime’s control and fight terrorism? And what do you think of the Turkish Russian deal over Idlib?

I think the deal will maintain as long as Turkey continues pressure on HTS. We do not see HTS as a serious threat to Russian forces, as they claim. It is a threat to all of us because it is a terrorist organization, and it is a threat to the more moderate and armed opposition in Idlib, which is of concern to us.

We see no reason, no excuse, no justification for this offensive (regime in Idlib) to start up again. By the same token, we are happy that the Turks are dealing independently with HTS. They committed to that in September 2018 and in the most recent agreement and that is a good thing.

· And you think that deal is holding?

I think that it will hold for the next few months, at least.

· Let move to North East of Syria which is where the American forces are. Recently we have noticed the Russians sending more military enforcement and they took a Qamshli military base and are getting closer and closer to the Americans. What is your assessment of the situation?

The Russians have some lightly armed military police units, they travel around in three, four, five vehicles, and sometimes they’re here, sometimes they’re there, but there is no Russian significant military force on the ground. There is no Russian occupation. Frankly, the Syrian government, other than in a few bases in Qamishli and the city of Deir El Zoor, has no real presence either. There are a few outposts and a few patrols. The people with the large, tens of thousands forces on the ground is the SDF, our partner against ISIS.

· In December, President Trump spoke of withdrawing from the North East of Syria and the Americans are there now. How long will they remain?

We will remain there until we have completed our military mission of the enduring the defeat of ISIS.

· Can we say it is an open-ended presence there?

I would never say the word open-ended. I would say only what I have just said.

· What would you tell your allies, the SDF, in advance before pulling out?

Pulling out of northeast Syria is not on the agenda, as we have not seen yet the enduring defeat of ISIS.

· Back to the current relationship between Washington and Moscow. There were some talks between some American officials and Russian officials in Washington, Moscow, and Vienna. Where are we in that regard? Is the step-by-step approach still valid?

As you know, we have various levels of talks with the Russians. We maintain generally our radio silence on these talks. One exception was when Mike Pompeo traveled to Sochi to meet with FM Lavrov and President Putin to talk about Syria and to talk about our efforts to get a compromised solution. We laid the whole thing out to both Putin and Lavrov and we did a joint press conference with Lavrov. It’s all on the record.

What do you make of the Russian media criticism of Assad?

We think that Russia knows very well what’s going on in the country. We think Russia knows what sort of ally they have in the Syrian President. And we think those articles speak for themselves.

· Do you think the Russians are upset with Damascus?

I think the articles speak for themselves. You are a journalist and when you write your articles, you want us to read what you write. Right? Then, believe what is printed in the papers.

· Did the Russians convey the same thing with you?

We do not share the details of diplomatic exchanges with our valued Russian interlocutors.

· We Know the OPCW report blamed Damascus for Ltamneh (Hamah) chemical attack in 2017 and we know that Damascus dined that. What is the next step?

The OPCW is reporting its findings to the UN Security Council, which were dramatic, and talk not just about Regime forces using chemical weapons but that the decisions were taken at the highest levels of the government to do so.

Meanwhile, the Security Council is also dealing with the UN Board of inquiry that found the regime, and to some degree the Russians, culpable for exploiting the UN’s passing of coordinates of humanitarian installations that should be on a no strike list, but in fact were deliberately struck.

We see the UN, from OCHA Chief Mark Lowcock to Secretary-General Guterres himself, speaking out in very clear and tough terms of the humanitarian risks of closing these border crossings from Iraq and eventually Turkey and the failure of the regime to allow crossline transfers of humanitarian goods to those areas. We see German courts pursuing Assad’s torturers who had gone after Syrian citizens. These citizens and their torturers now find themselves in Germany with cases open against them.

This is just the tip of the iceberg of all of the accountability efforts that we, the UN, the international community, and the media are doing to expose, that’s the word I would use, expose the absolute moral bankruptcy of that regime and those who are associated with it.

· What about the UN peace process? We hear UN special Envoy Mr. Gier Pederson saying that he made a deal between regime and opposition about agenda of the constitutional committee?

Pederson has this account and we support him 150 percent, including his call for a nationwide ceasefire. We support his efforts to build on the agreement on the agenda. That is a small, but important step forward.

· Do you think that it is realistic to talk about presidential elections under UN auspices in 2021?

We think the elections are the right way to go. If Assad holds his elections, this year or next year, they will have none, zero international credibility. They will be dismissed by the international community. The international community will redouble its efforts to pursue real elections monitored by the UN. That is the way forward. That is what the US supports.

The policy that we are pursuing is not going to change. We look very much forward to working with the media and the voices and people of the entire Middle East in speaking as one to call for a political solution and an end to the fighting.

· It this realistic?

Some people think it is not realistic. I don’t know but two years ago people thought that it was unrealistic to think that the last citadel of the armed opposition in Idlib would hold out for very long. Two years later there it is. Some people thought it was impossible for the Syrian Opposition and representatives of the Syrian government could meet together in Geneva, they have done so. Trust us that we are not only pursuing this policy, we think it has had some limited success and we think it has the potential to have a great deal more success.

This article was originally published at Asharq Al-Awsat here.