إكرام المعارضة دفنها

إكرام المعارضة دفنها

لم يكن الانفجار الشعبي عام 2011 في سوريا بعيداً عن تنبؤات المعارضة الرسمية ومثقفيها حينها، وإن كان الحراك الشعبي قد دفع برموزها إلى المشهد السياسي من جديد؛ لكنه سرعان ما تجاوزهم وابتعدوا عن المشهد، إما نتيجة بروز صراع بعضهم مع النظام على السلطة لا على تحقيق مطالب الشارع فسارعوا في تشكيل مجالسهم لتكون بديلة عن السلطة الحاكمة، أو نتيجة تأني البعض في مقارعة النظام والدعوة نحو الحوار، وهو ما رآه الشارع موقفاً متأخراً عنه.

في المقابل رفع النظام ومنذ اليوم الأول شعار محاربة الإرهابيين ومثيري الفتنة وعملاء الخارج، ليُشيطن بذلك جزءاً كبيراً من المعارضة والشارع المنتفض، ويُبعد عن المشهد من يدعو للحوار، بحجة وجود إرهاب يتربص بالبلاد ويحتاج إلى التكاتف لمواجهته، وبذلك يسهل على السلطة إغفال أي ملفات مطلبية أخرى.

أي أن تاريخ خروج المطالب إلى الشارع قبل ثماني سنوات هو نفسه تاريخ إهمالها وتنحيتها من قبل النظام، والالتفات إلى محاربة المنادين بها بقمعهم أو جرهم إلى ضفة الإرهاب والتكفير لشرعنة محاربتهم، والتهديد باحتساب أي مُطالِب للتغيير على الضفة المترصِّدة للدولة وأمن الوطن، أي “الخيانة العظمى”.

بات ذلك الخطاب هو الخطاب السائد طيلة السنوات الماضية، وكلَّف السوريين الكثير من العناء والدمار دون القدرة على التحكم في إيقافه، ليتفرقوا لاحقاً بين تجنب الصدام المباشر في الداخل أو الابتعاد عنه كلياً إلى الخارج.

وبدل أن تسعى فرق المعارضة للخروج من ذلك المأزق كانت وكأنها ترمي بنفسها فيه، فتتبنى تفجيرات ليست من صنعها أحياناً كتفجير خلية الأزمة مثلاً، وتتبنى سياسياً جبهة النصرة وغيرها من الفصائل الإسلامية المتشددة وتمدح انتصاراتها وترفض التبرؤ منها كما جاء على لسان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب حين شدد على تبني جبهة النصرة كجزء من المعارضة عام 2012، كذلك مجَّدت المعارضة احتلال داعش أو جبهة النصرة للمدن السورية على اعتبار أن لا شر فوق النظام ووقف مع جبهة النصرة الكثير من ممثلي المعارضة، وهاجم الكثيرون منهم لاحقاً من يقوم بمجرد تشجيع فريق كرة القدم السوري، لتظهر المعارضة بذلك وكأنها تعادي الشعب وتقطع معه، وتساعد السلطة في ترسيخ شيطنة صورتها أمام الداخل والخارج على السواء.

وفوق ذلك كان واضحاً تشتت فرق المعارضة الرسمية ورموزها وتبعيتها، وارتباطها بسياسات الدول المحركة لها والتزامها بتوجيهاتها بدل التزامها بتوجُّهات الشارع السوري، بل سارت نحو الانخراط في صراعات فيما بين فرقها أحياناً تماشياً مع صراعات الممولين والمتحكمين فيما بينهم، فشاهدنا صراعاتٍ بين من تدعمهم قطر وبين من تدعمهم السعودية، ليفقدوا بذلك أية استقلالية في قرارهم، في الوقت الذي خرج فيه السوريون إلى الشارع لامتلاك قرارهم، بالإضافة إلى وضع حدٍ للفساد الذي ينخر بلادهم وينهب ثرواتها، وكذلك وضع حدٍ للمنظومة الأمنية التي تقمع حريتهم.

وعليه بات من الضروري تجاوز تلك الثنائية التي تحيل كل مطالبة بأي حق من الحقوق إلى الهجمة الإرهابية المتربصة بالبلاد، وتشيطن أي مطلب باعتباره يهدد تماسك البلاد في معركتها.

تلك الثنائية استغلها النظام أيضاً في تعليق كل فشل لديه على المعارضة، فيغدو قطع الكهرباء مبرراً بهجمات المعارضة المسلحة لخطوط الكهرباء، وندرة المحروقات والمواد الغذائية مبررة بحجة وجود المعارك وقطع الطرق، ليصبح التقصير الحكومي مستوراً بغطاء المعارك والإرهابيين.

وعليه فإن انحسار المعارك مؤخراً، أعاد كشف التقصير الحكومي وتردي مؤسسات الدولة، لتعود معه الإشارة إلى مكامن الفساد ومصادر فشل إدارة الدولة، أي لتعود الكرة إلى ملعب السلطة الحاكمة، والتي وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام فشلها وأمام عدم قدرتها على تبرير نهبها لثروات البلاد من جديد.

بقاء النظام وحيداً في ساحة المعركة بمواجهة لقمة عيش المواطنين أدى إلى ارتفاع الصوت المطلبي مجدداً، وهو ما طرحنا السعي باتجاهه سابقاً لسحب الحجج منه. لكن المعارضة الرسمية لا زالت إلى يومنا هذا على خطابها ذاته، بل وتنظر بعين متعالية إلى مطالب الناس، وبنظرة المتشفية بوضعهم، بدل العمل على إعادة تقييم أدائها.

بالتالي فإن المعارضة لا تنفك تقدم نفسها للنظام كحجة لا زالت سارية المفعول، وبدوره يتمسك بوجودها لكبت الخروج العفوي لمطالبة الناس بالتغيير، مثلما تتمسك النفس بالمظلومية لمقاومة مواجهة الواقع وتغييره في التحليل النفسي.

وإن كان الحراك الشعبي قد كشف الكثير من قمع النظام وفساده، ونفا عنه صواب الخطاب والإدارة وشرعية الحكم والقرار السيادي الوطني، فقد بات من الضروري نفي المعارضة التي أفرزها الحراك لما تخلله عملها من تبعية قرارها أيضاً وغياب الخطاب الاقتصادي الاجتماعي المحاكي لواقع الشعب السوري. ولما غيبته من وضوح التناقض الرئيسي بين السلطة والشعب، وجرِّه نحو تناقضٍ ثانويٍّ بين النظام ومعارضيه الإرهابيين الذين لم تقدم المعارضة نفسها منفصلةً عنهم ولا منفصلة عن برامج النظام الاقتصادية والاجتماعية. أي أن تراجع المعارضة عن المشهد سيعيد التناقض إلى موقعه ووضوحه وهو ما بدأ يظهر جلياً في عودة أصوات الناس.

بذلك أصبحت المعارضة الرسمية من وجهة نظر النظام وكأنها قضية خارجية تحيق بالبلاد مما يستدعي النظام والشعب إلى التماسك والتكاتف بوجهها، وعليه ومع عدم قدرتها على تقديم أية نتيجة إيجابية للشعب السوري خلال ثماني سنوات، وكذلك عدم تجديدها لخطابها، بات من الضروري ترك الصوت المطلبي يعود إلى الساحة وتنحية عقبة المعارضة لما تشكله من عثرة أمام صوت الشارع. فالصوت المطلبي اليوم أقدر على صياغة خطابه السياسي، وأجدر بنقل مطالب التغيير بوضوح وبعيداً عن خطر الانحراف لما تشكله من واقعٍ يرضخ تحت نيره كافة السوريين في الداخل، وبابتعادها عن التبعية وإعادتها لوضوح الانقسام الأفقي بين الشعب والسلطة، ذلك الانقسام الذي غاب طويلاً عن الساحة السياسية ولن ينتهي قبل دفن المعارضة، ولا يعني ذلك دعوة للعفوية من جديد بل دعوة لاستعادة منبر المطالبة من جديد لأصحابه ولجذريته.

Syria in a Week (7 – 13 May 2019)

Syria in a Week (7 – 13 May 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Idlib Heats Up

Reuters

9 and 10 May 2019

Turkey’s defense minister said Syrian government forces need to halt attacks in northwestern Syria, state-owned Anadolu agency reported on Friday.

Syria’s army, backed by Russian air power, launched ground operations this week against the southern flank of an opposition zone consisting of Idlib and parts of adjacent governorates.

The Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said Syrian government forces captured the town of Qalaat al-Madiq in northwest Syria as it pushes into the biggest remaining opposition territory under a massive bombardment.

Qalaat al-Madiq was the rebel area closest to the Russian Hmeimim airbase at Lattakia, which insurgents have previously targeted with rocket fire.

On Thursday, Russian Deputy Foreign Minister Sergei Vershinin said the operation was a reaction to terrorists in the area, and was being carried out “in coordination with our Turkish partners,” TASS news agency reported.

The United Nations Security Council was briefed behind closed doors on Friday on the situation in northwest Syria. Afterward, eleven of the fifteen members – including the United States, France and Britain – jointly condemned the killing of civilians and warned of a possible humanitarian catastrophe in Idlib.

The UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) says more than one hundred and fifty-two thousand people fled between April 29 and May 5, doubling the number of displaced in the northwest since February. Air strikes have struck twelve health facilities, killed more than eighty civilians and wounded more than three hundred, OCHA said. Shelling, air strikes, and fighting in more than fifty villages have destroyed at least ten schools and teaching is suspended. The UN regional humanitarian coordinator has said the barrel bombing is the worst for at least fifteen months.

Doctors have pulled back into cave shelters to treat the wounded and protect their patients from a government offensive that has hit health centers and hospitals. Medical services suffer from a lack of equipment and resources.

Advance in Lattakia

Enab Baladi

12 May 2019

Opposition factions repelled attempts by Syrian government forces to advance in the Akrad mountain region in the northern countryside of Lattakia. On Sunday, these forces carried out several attempts to advance towards al-Kabineh, in the Akrad mountain in the opposition-held countryside of Lattakia. This was accompanied by fierce aerial bombardment using explosive barrels, rocket launchers, and heavy artillery, seeking to achieve progress in the area overlooking the western countryside of Idlib. Government forces, backed by aerial power and intense bombardment, are trying to advance in new areas after they managed to advance in the western countryside of Hama and take control the towns of al-Madiq and Kafr Nboudeh and other villages in al-Ghab valley. Sources in Tahrir al-Sham said that they repelled attempts by government forces to advance in al-Kabineh in the northern countryside of Lattakia, and that the latter was not able to advance.

Al-Akrad mountain is controlled by the Turkestan Party and Tahrir al-Sham. It links between the northern countryside of Lattakia and Jisr al-Shoghour in the western countryside of Idlib.

Al-Joulani on the Frontlines!

Enab Baladi

12 May 2019

The general commander of Tahrir al-sham Abu Mohammed al-Joulani appeared in a photo on the frontlines in Hama countryside, amidst a fierce military escalation. Taher al-Omar, a reporter with close ties to Tahrir al-sham, published on Sunday a photo that shows him with al-Joulani wearing a military uniform and carrying a weapon. This appearance of al-Joulani coincided with the intensification of battles and continued escalation in the countryside of Hama and Idlib, which has seen government forces taking control of several towns west of Hama from opposition factions. Tahrir al-sham is fighting the battles jointly with the National Front for Liberation and al-Izza Army in various areas of Hama countryside.

The “Tahrir al-Sham” Resistance

Enab Baladi

12 May 2019

The Shura Council in Northern Syria, which was established with sponsorship from the salvation government, announced the formation of “popular resistance brigades,” to allow civilians to take part in the anticipated battles against the Syrian government. This comes in light of military escalation by the Syrian government and its Russian ally towards the countryside of Hama and Idlib, which is accompanied by aerial support and ground advance attempts, in a campaign that is regarded to be the fiercest in the area.

Torture in Prisons

Enab Baladi

12 May 2019

The New York Times published a report on the situation of detainees in Syrian prisons and their torture by the government forces. The report mentions one hundred and twenty-eight thousand civilians who forcibly disappeared and their whereabouts are unknown. They could have been killed or perhaps they are still detained. The newspaper based its report on data from the Syrian Network for Human Rights, which says that almost fourteen thousand civilians were killed under torture, while five thousand and six hundred and seven people were arbitrarily arrested last year.

The report said that kidnappings and killings by ISIS attracted the West’s attention and not the detention by the Syrian government of nearly ninety per cent of those forcibly disappeared. The Syrian government denies the presence of systematic torture. According to the report, however, government documents show that Syrian officials directly ordered mass detentions.

Kristyan Benedict, an activist in Amnesty International, said that investments in accountability and justice should be dramatically increased.

Protests Against Self-Administration

Reuters

8 May 2019

Arab inhabitants of Syria’s Deir al-Zor began a third week of protests against Kurdish rule, the largest wave of unrest to sweep the oil-rich region since the US-backed forces took over the territory from ISIS nearly eighteen months ago, residents, witnesses, and tribal figures said.

The protests which erupted weeks ago in several towns and villages from Busayrah to Shuhail have now spread to remaining areas where most of the oil fields are located in the SDF controlled part of Deir al-Zor, east of the Euphrates.

Arab residents under People’s Protection Units’ rule who have been complaining of lack of basic services and discrimination against them in local administrations run by Kurdish officials have been growing restive in recent months.

The protests took a violent turn when angry mobs took to the streets and disrupted the routes of convoys of trucks loaded with oil from nearby fields that cross into government held areas.

The stepping up of oil sales to alleviate a fuel crunch facing Damascus has infuriated the local Arab protesters, with many placards saying they were being robbed of their wealth.

The SDF has not publicly commented on the most serious challenge so far to its rule over tens of thousands of Arabs.

Trump in Golan

Enab Baladi

12 May 2019

Benjamin Netanyahu has identified the location of a new settlement to be named after US President Donald Trump as an expression of gratitude by the Israeli occupation towards Trump’s decision to acknowledge Israeli sovereignty over the occupied Syrian Golan Heights. “We have started building the settlement,” said Netanyahu.

The idea of building the settlement came on April 23rd when Netanyahu and his family were out on a picnic in the Golan during Passover. From there he pledged to name the settlement Trump in honor of the US president.

On March 25th, President Trump signed a proclamation recognizing Israeli sovereignty over the Syrian Golan Heights. Israel occupied the Golan in the 1967 war, which remained under its control in the October war of 1973. In 1982, Tel Aviv unilaterally decided to annex the plateau, which the UN Security Council considered annulled and illegal. Israel has been trying for half a century to capture the Syrian occupied Golan and change the characteristics of this region. It is also trying to impose Israeli ID on the residents and has made demographic changes, as the number of settlement has exceeded dozens.

 

كارثة الأمن الغذائي… معظم السوريين فقراء

كارثة الأمن الغذائي… معظم السوريين فقراء

شكل الصراع المسلح «كارثة للأمن الغذائي» للسوريين، إذ يعيش أكثر من 93 في المائة منهم في حالة «فقر وحرمان» بينهم نحو 60 في المائة يعيشون في «حالة فقر مدقع»، ذلك جراء تراكم مجموعة عوامل، بينها مزاوجة «السياسات التسلطية» واستمرار النزاع وصراع الجهات المسلحة على مصادر الغذاء، إذ «استخدم حرمان الناس من الغذاء بشكل ممنهج كأداة من أدوات الحرب من قبل القوى المتنازعة».

وإذ قدرت الخسائر الإجمالية في الاقتصاد السوري بنحو 380 مليار دولار أميركي حتى نهاية عام 2017، استمرت التكاليف المعيشية بالازدياد في ظل تراجع مصادر الدخل وانخفاض الأجور وتراجع فرص العمل، إضافة إلى تضخم وسطي الأسعار أكثر من ثمانية أضعاف خلال الفترة بين 2010 و2017. واستراتيجياً، انخفض إنتاج القمح من أكثر من ثلاثة ملايين طن في 2010 إلى 1.2 مليون في العام الماضي.

جاء ذلك في بحث أجراه «المركز السوري لبحوث السياسات» بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، من المقرر أن تعلن نتائجه اليوم. وأفاد أن الاقتصاد السوري «تعرض لخسائر فادحة تتجاوز 380 مليار، أي نحو سبعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لسوريا في عام 2010. والأكثر خطورة هو خسارة الاقتصاد لرأس المال البشري نتيجة الهجرة أو القتل أو الإصابة، كما تدهور دور المؤسسات التي تنظم العلاقات الاقتصادية لتتمحور حول العنف والإقصاء واستنزاف الموارد والثروات»، علماً بأن تقديرات روسية أشارت إلى أن تكلفة الإعمار تبلغ نحو 400 مليار.

واستهدف بحث «المركز السوري» تحليل الاقتصاد السياسي للأمن الغذائي قبل 2011 وبعد ذلك. ولوحظ أنه رغم تراجع الصراع المسلح مؤخراً في بداية العام الجاري، فإن مقومات العنف مستمرة مع تراكم الخسائر البشرية والمادية والمؤسسية وتفاقم الظلم والاحتياجات الإنسانية، إذ «حول النزاع سوريا إلى بلد يعاني سكانه من أزمة غذائية حادة واستخدم حرمان الناس من الغذاء بشكل ممنهج كأداة من أدوات الحرب من القوى المتنازعة».

وبلغ عدد السكان 19.4 مليون نسمة في عام 2018. حيث شهدت البلاد ارتفاع معدلات الوفيات وتراجع معدلات الخصوبة وموجات لجوء إلى الخارج ليصل عدد اللاجئين المقدر إلى 5.3 مليون نسمة «ما جعل 21 في المائة من السوريين خارج البلاد».

الغذاء وآثار النزاع

ويعتبر القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات في الاقتصاد السوري حيث بلغ وسطي معدل النمو السنوي للقطاع للفترة 1970 – 2010 نحو 3.9 في المائة، مع مساهمة في النمو الكلي بلغت نحو 23 في المائة. وبعدما كان الناتج الزراعي يشكل 32 في المائة من إجمالي الناتج في السبعينات، أصبح يشكل 14في المائة في عام 2010. وأفاد التقرير: «ترافقت سياسات الإقصاء المتزايدة للفلاحين من المشاركة في صناعة القرار، في ظل ضعف التمثيل والمساءلة والفعالية في المؤسسات، مع تبني السياسات النيوليبرالية (الليبرالية الجديدة) منذ التسعينات التي همشت الزراعة والمزارعين وقلصت الاستثمار العام والدعم، وساهمت في زيادة التفاوت وسوء التوزيع وهدر الموارد، وعززت دور القطاعات الريعية كالعقارات». وأدت السياسات العامة تجاه زيادة الهجرة من الريف إلى الحضر وارتفعت من 43 في المائة من السكان عام 1970 إلى 54 في المائة من السكان عام 2010. وانعكست هذه السياسات في الأجور المتدنية للعاملين في الزراعة بحيث إن «58 في المائة من العاملين في الزراعة يعيشون في حالة فقر شديد إذا اعتمدوا على أجرهم من العمل في الزراعة فقط».

وشكل النزاع «كارثة للأمن الغذائي»، حيث تراجع دليل الأمن الغذائي بنحو 40 في المائة بين عامي 2010 و2018 «لكن الأكثر تراجعاً كان مكون النفاذ، أي حصول الأسر على الغذاء بنحو 46 في المائة، والتي تأثر بحالات الحصار والتهجير القسري والقيود على الانتقال وتراجع القدرة الشرائية ومصادر الدخل».

وبحسب منظمة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قُدر عدد السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنحو 6.5 مليون شخص و4 ملايين معرضين لخطر الوقوع في الحالة نفسها، أي ما نسبته 54 في المائة من السكان داخل سوريا.

كما تدهور الناتج المحلي الزراعي. وأفاد التقرير: «رغم تراجع حدة القتال في 2018، فإنها شهدت تدهوراً في الإنتاج الزراعي وخاصة للمحاصيل غير المروية التي تعتمد على الأمطار نتيجة الظروف المناخية غير الملائمة. كما أدى النزاع إلى تدمير هائل ومتفاوت لمقومات الإنتاج البشرية والمؤسسية والمادية والبيئية، فمن ناحية القوة البشرية قتل مئات الآلاف وجرح الملايين وتعرض نحو نصف السكان للتهجير القسري، وتراجعت العمالة الزراعية إلى نحو النصف بين 2010 و2018 وخسر القطاع الكثير من الكوادر المؤهلة».

وتشكل الأراضي القابلة للزراعة نحو 33 في المائة من المساحة الإجمالية البالغة 185 ألف كلم مربع ويعتمد 70 في المائة منها على الأمطار. و90 في المائة من هذه المساحة معدل أمطارها أقل من 300 ملم في السنة، وهو الحد الأدنى اللازم لإكمال المحاصيل الشتوية دورة حياتها.

وخلال النزاع انتشرت التعديات على الأراضي الزراعية بصورة مدمرة وأدت إلى خروج الأراضي الخصبة والأراضي المستصلحة من الاستثمار الزراعي، كما تعرضت مناطق المروج والمراعي ومناطق الغابات والمناطق الحراجية خلال النزاع إلى تعديات كبيرة بالحرق والقطع. كما أدى النزاع إلى تدمير الكثير من أجزاء البنى التحتية في سوريا ومنها البنى الخاصة بقطاع المياه، فقد تعرضت شبكة مياه الشرب للكثير من التدمير والنهب والتخريب، وأدى وقوع المصادر الرئيسية الكبيرة للمياه في المناطق الساخنة إلى عجز كبير في قدرتها على تأمين المياه للسكان. كما توقف العمل في المشاريع الكبرى.

ورغم ذلك، بقي تراجع الإنتاج الزراعي أقل من بقية القطاعات، مما زاد في أهميته النسبية في الناتج المحلي الإجمالي، إذ ارتفعت حصة الزراعة من الناتج من 17 في المائة عام 2010 إلى نحو 31 في المائة في عام 2017. أي أنه «شكل شبكة حماية للكثير من السوريين لتأمين الغذاء والحد الأدنى من الدخل. لكن من الناحية المؤسسية تشكلت عدة منظومات حددت السياسات الزراعية بحسب القوى المسيطرة عسكرياً خلال النزاع».

سياسة الحصار

وتعد سياسة الحصار الأخطر حيث يتم تجويع السكان من خلال «العقوبات الجماعية» حتى الخضوع، بحسب التقرير. وأضاف: «تعرض نحو 2.5 مليون شخص للحصار منذ عام 2015 لغاية عام 2018 ووصلت ذروتها في 2017 حيث خضع نحو 970 ألف شخص للحصار في وقت واحد، في الغوطة ودير الزور وحلب والرستن وغيرها، وتضمن الحصار الحرمان من الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية وتقييد حركة السكان واستهداف المناطق المحاصرة بمختلف أنواع الأسلحة».عموماً، استمرت التكاليف المعيشية بالازدياد في ظل تراجع مصادر الدخل وانخفاض الأجور وتراجع فرص العمل. وأظهرت ارتفاعاً حاداً في مؤشر أسعار المستهلك والذي وصل في بعض السلع الأساسية إلى أكثر من عشرة أضعاف، قياساً إلى ما قبل النزاع. وساهمت سياسات تقليص دعم السلع الرئيسية مثل المشتقات النفطية والكهرباء وانخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية في قفزات كبيرة في الأسعار. وشكل وسطي الأجر الحقيقي نحو 24 في المائة من الأجر الحقيقي لعام 2010.

وخلال النزاع، تراجع إجمالي العمالة بشكل حاد حيث انخفض معدل الاستخدام من 39 في المائة في 2010 إلى 20.9 في المائة في 2017، ووصل معدل البطالة إلى 52.7 في المائة في عام 2017. وتفاقم الانخراط في اقتصاديات العنف من قتال وتهريب ونهب، مما أدى إلى تحول رأس المال البشري المنتج ليصبح أحد مقومات استمرار العنف.

وأكد التقرير على «الدور الإيجابي لرأس المال الاجتماعي المتمثل بالثقة والشبكات الاجتماعية والقيم المشتركة في الحفاظ على مستويات أعلى للأمن الغذائي، بينما ساهم كل من المؤسسات الإقصائية واقتصاديات العنف في الحرمان من السيادة الغذائية. وبذلك يتطلب إعادة الأمن الغذائي استثماراً في تفكيك اقتصاديات العنف وتعزيز رأس المال الاجتماعي وفعالية وتشاركية المؤسسات».

رمضان جديد أم قيم جديدة

رمضان جديد أم قيم جديدة

يلقي أحمد (اسم مستعار) بحمولته من أكياس المحارم الورقية على الرصيف، ويختبئ بين سيارتين ليدخن سيجارته، هرباً من أعين المارة ومديره، فـ”الدنيا رمضان ، وإذا دخّنت علناً قد يتراجع بعض المتسوقين عن الشراء منك تحت ذريعة تدخينك” بحسب قول صاحب المحل.

يقترب شريك أحمد منه ويقول له: “لا داعي للاختباء، لقد رأيت فتاة تشرب الماء علناً، وسيدة تضع حبة سكاكر في فمها، ورجل غيرك يدخن أيضا!”.

ويظهر تبدل جلي في السلوك اليومي للمقيمين في دمشق تجاه الصيام في شهر رمضان، لا يقتصر على إشهار المفطرين لأنفسهم فقط، فحتى غالبية محال بيع الطعام الجاهز والعصائر لم تغلق أبوابها في شهر الصيام.

على عكس أحمد، لدى أم منار ثلاثة أبناء يشهرون إفطارهم علناً، لكنها ومن منطلقها الإيماني، تصر على دفع دية إفطارهم طيلة شهر الصوم، في السابق كانت أم منار تدفع كفّارة إفطارهم نقداً للعائلات الفقيرة عبر الجمعيات الخيرية أو أحد الشيوخ.

ويحدد المرجع الشرعي في وزارة الأوقاف هذا البدل سنوياً، وهذا العام قدّره بمبلغ مقداره ما بين ثمانمائة وألف ليرة، وهو قيمة وجبة لجائع على من أفطر دفعها. لذلك قررت أم منار هذا العام بمشاركة صديقتها لشراء كرسي متحرك لطفل فقد ساقه في الحرب، وبصورة مباشرة دون اللجوء إلى أية وساطة. ويعكس قرار أم منار هذا التغيير الذي يختلط فيه الإنساني مع الإيماني والتفاعل مع الحاجات الجديدة الأكثر إلحاحاً في زمن الأزمات.

وليس أولاد منار حالة فريدة في دمشق، فأغلب الموظفين في الدوائر الرسمية والخاصة يواظبون على تناول إفطارهم اليومي في أماكن العمل. تقول سامية إن زميلتها في العمل لا تصوم، لكنها تراعي مشاعر الصائمين بالتوقف عن إعداد القهوة في مكان العمل وخاصة لما لها من رائحة نفاذة تبعث الشهوة القوية لها، وتضيف سامية “حتى أن بقية الزملاء لا يأكلون الخيار أو البيض أو الفلافل في وجباتهم الصباحية خلال شهر رمضان، لرائحتهم الشهيّة والقويّة أيضاً”، أي أن المراعاة لا تتجاوز فعل التوقف عن أكل ما تطغى رائحته لتجنّب إيقاظ جوع أو شهوة الصائمين.

وحول هذا الموضوع، ينص القانون السوري في المادة 517 من قانون العقوبات، على معاقبة كل من يشهر إفطاره علنا في شهر رمضان بالحبس لمدة شهر كامل! مع الإشارة إلى أن نص الحكم لا يتضمن عبارة إشهار الإفطار أو عدم الصيام، وإنما التعرض للآداب العامة وعدم مراعاتها في شهر رمضان، وهي مادة شبه معطلة حاليا، ولم يصدر أي حكم بموجبها طيلة فترة السنوات الثماني الماضية.

وفي حال غياب أية مواد قانونية صريحة وواضحة تعاقب على فعل الإفطار أو إعلانه، فإن الأحكام الحقيقية المجتمعية المتداولة هي الأكثر تأثيرا.

التبدل أيضاً يبدو في صورة جديدة مرعبة دخلت حياة السوريين، فعلى إحدى مجموعات “الواتس آب” النسوية، وهو وسيلة التواصل الأكثر رواجا في سورية، تبارك رويدة بقدوم رمضان، لكن مباركتها النمطية التي لا تتجاوز كونها بروتوكولاً اجتماعياً، تصطدم بردود عنيفة من قبل بعض عضوات المجموعة، إذ تقول إحداهن “رمضان وصيام والجوع ينهش في جسد السوريين!”، فيما تنهرها أخرى وتربط بين المباركة بالصوم والاحتفاء بقيم داعش!

من جهة ثانية، وفي ظل التردي الكبير لأحوال السوريين الاقتصادية، انطلقت في رمضان عدّة مبادرات جديدة في طرحها، بدت على جدران الشوارع ومراكز التجمعات العامة، كالدعوة إلى إعفاء المستأجرين من إيجار بيوتهم في شهر رمضان، والإصرار والتكرار على السوريين في الخارج لإرسال ما تيسر للأسر المحتاجة في هذا الشهر لردم الفجوة الكبيرة بين القدرة الشرائية الضعيفة عند السوريين وبين حقيقة وحجم المتطلبات الأساسية للعيش، وخاصة الدواء والسكن والطعام.

ومن الظواهر القديمة التي لم تعد مقبولة، هي ارتداء بعض السيدات للحجاب أو الجلباب في شهر رمضان حصرياً، إذ بات يشار لهذا التصرف على أنه نفاق اجتماعي، وإن كان مؤقتا، لكنه يعكس هشاشة عميقة تتأمل في دواخلها رحمة أكبر، وسلم حسنات أكثر توازنا يمنح اللاجئات إليه سلاما داخليا ورضاً يحتجنه.

وإن كان لرمضان تعريف خاص ورائج، فهو ما يأتي به من وجبات الطعام الغنية والمنوعة، حيث تجهد الوسائل الإعلانية لترويجها رغبة في مكاسب اقتصادية مباشرة. لكن هذا تغيّر كلياً،  الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها السوريون وانخفاض القوة الشرائية هي أحد الأسباب فقط، يُضاف إليها تغيير النظرة نحو الأولويات الأساسية، وحول جدوى نمط العيش الغارق في تفاصيل مرهقة ماديا وجسديا ومعنويا .

إذ باتت موائد الإفطار تقتصر على نوع واحد من الطبخ، إضافة لصحن من السلطة أو الحساء وآخر من الفول أو الفتة، فيما بات التنوع المبالغ به إسرافاً غير مرغوب به.

وحتى الدعوات العديدة التي اعتاد أفراد العائلة على تبادلها على موائد الإفطار الجماعية، باتت أمراً مكروهاً، وغالبا ما يتم اختصارها بدعوة واحدة، تلبية للشرط العائلي وتثبيتا لحالة انفكاك باتت مقبولة عن التقاليد العائلية.

وكما تحمل كل الشهور تبدلات تتعمق في حياة السوريين بفعل الحرب وشروخها العميقة وتكلفتها الباهظة، يأتي شهر رمضان ليثبَت هذا، من التغيّر في الوظيفة المجتمعية، أو في وظائف الأفراد، حيث يبدو أنها تتعرّف من جديد وفق هويات أقل ضيقا أو تشنجاً، لتصبح ظائف أقل إلزامية، تخفف الخناق المقيّد على الأفراد وإن بفسحة ضيقة، لكنها تتسع.

Syria in a Week (7 – 13 May 2019)

سوريا في أسبوع 7 – 13 أيار/مايو 2019

تسخين إدلب

رويترز

9 و10 أيار/مايو  

نقلت وكالة أنباء الأناضول الجمعة عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله إنه يتعين على قوات الحكومة السورية أن توقف الهجمات في شمال غرب سوريا.

وكان الجيش السوري، مدعوماً بقوة جوية روسية، قد شن هذا الأسبوع عمليات برية على الجناح الجنوبي لمنطقة خاضعة للمعارضة تضم إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن قوات الحكومة السورية انتزعت السيطرة على بلدة قلعة المضيق في شمال غرب البلاد، مع تقدمها داخل أكبر منطقة ما زالت تحت سيطرة المعارضة وسط قصف عنيف.

وكانت قلعة المضيق أقرب منطقة تسيطر عليها المعارضة لقاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية والتي قصفها مقاتلو المعارضة في السابق بقذائف صاروخية.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن سيرجي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي قوله يوم الخميس إن العملية كانت رداً على إرهابيين بالمنطقة وإن تنفيذها يجري “بالتنسيق مع شركائنا الأتراك”.

واطلّع مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق يوم الجمعة على الموقف في شمال غرب سوريا. وفي وقت لاحق، ندد 11 عضواً من أعضاء المجلس الخمسة عشر ومنهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بقتل مدنيين وحذروا من كارثة إنسانية محتملة في إدلب.

وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية قد قال إن أكثر من 152 ألفاً فروا من بيوتهم بين 29 نيسان/إبريل والخامس من أيار/مايو الأمر الذي رفع عدد النازحين في الشمال الغربي إلى مثليه منذ شباط/فبراير. وأضاف المكتب إن الضربات الجوية أصابت 12 منشأة صحية وقتلت أكثر من 80 مدنياً وجرحت أكثر من 300 آخرين. وأدى القصف والغارات الجوية والاشتباكات في أكثر من 50 قرية إلى تدمير عشر مدارس على الأقل وتوقف العملية التعليمية. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الانسانية إن القصف بالبراميل المتفجرة بلغ أسوأ مستوياته منذ 15 شهراً على الأقل.

ولجأ الأطباء في ظل التوتر الأخير إلى الكهوف لعلاج المصابين وحماية مرضاهم من هجوم للقوات التابعة للحكومة على المراكز الصحية والمستشفيات. وتعاني هذه الخدمات الصحية من نقص في التجهيزات والموارد.

تقدم في اللاذقية

عنب بلدي

12 أيار/مايو  

تصدت فصائل المعارضة لمحاولات تقدم من قوات الحكومة السورية على محور جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وحاولت القوات يوم الأحد 12 من أيار التقدم مرات عدة منذ الصباح على محور الكبينة بجبل الأكراد بريف اللاذقية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة. وترافقت المحاولات مع قصف جوي مكثف بالبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لإحراز أي تقدم من ذلك المحور المطل على ريف إدلب الغربي. وتحاول القوات الحكومية مدعومة بالطيران والقصف المكثف التقدم على محاور جديدة بعد تقدمها على محور ريف حماة الغربي والسيطرة على بلدات المضيق وكفرنبودة وقرى في سهل الغاب. وقالت مصادر من هيئة تحرير الشام أنها تصدت لمحاولتي تقدم لقوات الحكومة على محور الكبينة بريف اللاذقية الشمالي، دون تمكن الأخير من التقدم أو التسلل.

وتخضع منطقة جبل الأكراد لسيطرة الحزب التركستاني وهيئة تحرير الشام، وهي المنطقة الواصلة بين ريف اللاذقية الشمالي ومنطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

الجولاني على الجبهة!

عنب بلدي

12 أيار/مايو  

ظهر القائد العام لـهيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، على جبهات ريف حماة، في ظل تصعيد عسكري هو الأعنف تجاه المنطقة. ونشر الإعلامي المقرب من الهيئة، طاهر العمر، اليوم الأحد 12 من أيار، صورة تجمعه مع “الجولاني”، وهو يرتدي فيها الزي العسكري ويحمل سلاحه الحربي. وتزامن ظهور الجولاني مع اشتداد وتيرة المعارك والتصعيد المتواصل على أرياف حماة وإدلب، والذي نتج عن سيطرة قوات النظام على بلدات غربي حماة على حساب فصائل المعارضة. وتتشارك حالياً هيئة تحرير الشام مع الجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة في المعارك على عدة محاور بريفي حماة.

مقاومة “تحرير الشام”

عنب بلدي

12 أيار/مايو  

أعلن “مجلس شورى الشمال السوري” المشكل برعاية حكومة الإنقاذ عن تشكيل “سرايا المقاومة الشعبية”، لمشاركة المدنيين في المعارك المتوقعة ضد النظام السوري. يأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه الروس تجاه أرياف حماة وإدلب، في حملة هي الأعنف تجاه المنطقة، مترافقة بإسناد جوي ومحاولات تقدم برية.


التعذيب في السجون

عنب بلدي

12 أيار/مايو  

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحقيقاً تناول أوضاع المعتقلين في السجون السورية وكيف يتم تعذيبهم من قبل قوات النظام. وتحدث التحقيق عن حوالي 128 ألف مدني مختفيين قسرياً مجهولي المصير، قتلوا أو لا يزالون رهن الاعتقال. واعتمدت الصحيفة في تحقيقها على بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، التي تقول إن ما يقارب 14 ألف مدنياً قتلوا تحت التعذيب فيما سجلت العام الماضي 5607 عملية اعتقال تعسفية.

وقال التحقيق إن عمليات الاختطاف والقتل التي ارتكبها تنظيم داعش جذب اهتمام الغرب وليس احتجاز النظام السوري لحوالي 90% من المختفين قسرياً، في وقت تنكر فيه حكومة النظام وجود تعذيب منهجي. ومع ذلك، بحسب التحقيق، فإن الوثائق الحكومية تظهر أن المسؤولين السوريين يقدمون تقارير مباشرة أمروا فيها بالاحتجاز الجماعي.

وقال الناشط الحقوقي في منظمة العفو الدولية، كريستيان بينديكت، تعليقًا على التحقيق إنه يجب زيادة الاستثمار في مبادرات المسائلة والعدالة بشكل كبير.

احتجاجات ضد الإدارة الذاتية

رويترز

8 أيار/مايو  

قال شهود وأفراد من عشائر إن السكان العرب في دير الزور بسوريا بدأوا أسبوعاً ثالثاً من الاحتجاجات ضد الحكم “الكردي”، في أكبر موجة من الاضطرابات التي تجتاح المنطقة الغنية بالنفط منذ أن انتزعت القوات المدعومة من الولايات المتحدة تلك الأراضي من تنظيم داعش قبل نحو 18 شهراً.

وامتدت الاحتجاجات، التي اندلعت قبل أسابيع في العديد من البلدات والقرى من البصيرة إلى الشحيل، إلى المناطق الباقية التي توجد بها معظم حقول النفط في الجزء الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية من دير الزور، شرقي نهر الفرات.

وتتزايد الاضطرابات في الشهور الأخيرة بين السكان العرب تحت حكم وحدات حماية الشعب الكردية في ظل شكواهم من نقص الخدمات الأساسية والتمييز ضدهم في الإدارات المحلية التي يديرها مسؤولون أكراد.

ووفقاً لسكان وشخصيات من العشائر، فإن التجنيد القسري للشباب لحساب قوات سوريا الديمقراطية وكذلك مصير الآلاف من السجناء في سجون الأكراد من أهم نقاط الخلاف.

واتخذت الاحتجاجات منعطفاً عنيفاً عندما خرجت حشود غاضبة إلى الشوارع وعطلت طرق قوافل الشاحنات المحملة بالنفط من الحقول القريبة التي تعبر إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

وأثارت زيادة مبيعات النفط للتخفيف من أزمة الوقود التي تواجه دمشق غضب المتظاهرين العرب المحليين، الذين كتبوا على الكثير من اللافتات أن ثرواتهم تتعرض للنهب.

ولم تعلق قوات سوريا الديمقراطية علناً على أخطر تحد حتى الآن لحكمها لعشرات الآلاف من العرب.

ترمب في الجولان

عنب بلدي

12 أيار/مايو  

حدد بنيامين نتنياهو موقع بناء مستوطنة في الجولان سيطلق عليها اسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعبيراً عن شكر الاحتلال الإسرائيلي لقرار ترامب بالاعتراف بسيادته على مرتفعات الجولان السوري المحتل. وأضاف نتنياهو، “شرعنا الآن بإقامة المستوطنة”.

وجاءت فكرة بناء المستوطنة، في 23 من نيسان الماضي، خلال خروج نتنياهو وعائلته للتنزه في مرتفعات الجولان بمناسبة عيد الفصح، ومن هناك أطلق تعهداً بإطلاق اسم ترامب على المستوطنة تكريماً للأخير. كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقع على قرار اعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري، في 25 من آذار الماضي. وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان منذ حرب 1967، وبقيت تحت سيطرتها في حرب تشرين، ولكن في 1981 أصدرت تل أبيب قراراً، أحادي الجانب، بضم مرتفعات الجولان، القرار الذي اعتبره مجلس الأمن لاغياً وغير قانوني. على مدى نصف قرن تحاول إسرائيل الاستيلاء على الجولان السوري المحتل وتغيير ملامح المنطقة وفرض الهوية الإسرائيلية على أهالي الجولان، وتحاول إجراء تغييرات ديموغرافية حيث تجاوز عدد المستوطنات العشرات.

الشاعرة هنادي زرقه: العاصفة الخلّاقة إزاء الحرب

الشاعرة هنادي زرقه: العاصفة الخلّاقة إزاء الحرب

أسّست هنادي زرقه، منذ ديوانها الأوّل “على غفلة من يديك” 2001، خصوصيّتها المميّزة، في المشهد الشعري السوريّ والعربيّ. نال ديوانها الثاني “إعادة الفوضى إلى مكانها” 2006 الجائزة الأولى في مسابقة محمد الماغوط للشعر، وزارة الثقافة بدمشق للعام 2004. تلاه “زائد عن حاجتي” 2008. وخلال الحرب أصدرت “الزهايمر” 2014، “الحياة هادئة في الفيترين” 2016، وأخيراً صدر لها “رأيت غيمة شاحبة، سمعت مطراً أسود” 2018. تُرجمت قصائدها إلى لغات عدّة، بينها: الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، الدنماركية والإسبانية.

أتحدّث هنا، عن ديوانيها الأخيرين الصادرين عن دار النهضة العربية ببيروت، نظراً للقواسم المشتركة العديدة بينهما، أبرزها الحرب، ثمّ الحب، الموت، الوحدة، المرأة، وذكريات الطفولة والعائلة.
تُجسّد قصائد هنادي كتابة نسويّة بامتياز، ومن غير تطرّف. الرجل ليس عدوّاً لها، هو الجبيب، والأب والأخ. وهي، أنثى مثقّفة، متمرّدة وحرّة، رغم أنّ القيود تحاصرها، والآلام تنهكها، البطريركيّة تقصيها، الحبّ يخذلها، والحرب تؤطّر المشهد التراجيدي وتكمله. بمبضعها الأنيق تُشرّح هنادي العالم حولها، وبعين ثاقبة ونقيّة ترصد الأحداث حولها، كما ترصد ذاتها. تكشف، تعرّي وتفضح. حضورالذات الأنثويّة سمة من أبرز سمات الكتابة النسويّة. عبره تُجابه النساء الكاتبات تغييب ذواتهن المزمن. هنا، تبرز ذاتٌ فاعلة، لا تنفصل عن الخارج، تعيشه، تتماهى معه، يرهقها، فتتحايل عليه: (ثمّة حبلٌ سرّة وهميّ/ يشدّني إلى هذه الأرض/ أخاف أن ينقطع/ أربط خصري به/ أشدّه بإحكام/ ثمّة قذيفة لا أعرف أين ستقع/ ورصاصة طائشة قد تقطع هذا الهواء السميك).

وحيناً آخر تُفكّك الذات الخارج لتعيد بناءه من جديد بعين المرأة وبيديها. تروم أملاً ما. إلّا أنّ الحرب تُفشِلها. تقاومها هنادي بسخرية سوداء، وأحرف عطف متواترة، كي لا ينقطع النَفَسُ والعزيمةُ: (ليست الأمور سيئة إلى هذا الحد/ ما زال بإمكاني أن أنهضَ صباحاً، وأشتُمَ الحياةَ/ وأركلَ الطرقات أمامي/ وأطيلَ التأمّل في النعوات الجديدة/ وبنظرة هازئة إلى السماء/ أبحث عن معنىً لهذا العبث كلّه).
تتجاوز هنادي قوانين البطريركيّة، تابوهاتها المجتمعيّة والدينيّة، وتعلن بقوّة الحبّ والشهوة للجسد المستلب. الجسدُ الملعون بسببه ولأجله ثارت نساءُ العالمِ ورجالُه المتنوّرون. الجسدُ الذي جُرِّد من قيمته الإنسانيّة، أنجب النظريات النسويّة المختلفة. ليس إباحيّاً، ولا مجّانيّاً ما تكتبه هنادي، الجسد والروح لديها لا ينفصلان. هنا الجسد القيمة، يبدو مثل قطعة “بزل\puzzles”، لن تكتمل اللوحة بنقصانها: (كما أنني أحبكَ/ “يحدث في الحرب”/ وهذا يكفي لولادة إله جديد/ لا أحتاج ملاكاً ينفخ بين فخذيّ/ قل: أحبكِ/ وسيحفل الوعر بالتفاح/ يا حبيبي لم أعد صغيرة).

وفي مكان آخر تقول: (يذهب الرجال إلى الحرب/ وتفرغ الأسرّة من الشهوة/ تاركين نساءً لا يكففن عن الصراخ/ وضرْب الأولاد/ يذهب الرجال إلى الحرب/ والحربُ شهوةٌ أيضاً!). وهنا تؤكّد هنادي رؤية عالم النفس فرويد في النساء المحرومات من الجنس أو المكبوتات، فإنّهن يقضين الليالي في الصراخ. وتؤكّد أيضاً على شهوة الذكور للقتل.
تتخلّى هنادي عن عنونة القصائد في الديوانين، ربّما بسبب الحرب. ثمانية أعوام انقضت، وما تزال تَسفحُ الدماءَ، تمزّقُ الأجساد والأرواح، تدكُّ الأحلام، وتحرقُ البيوت والذكريات. إذاً لا جديد! الموت نهر يجري، يرافقه النزوح والهجرة، والدمار، والهلع، والضجر، والهزيمة، والعجز والعبث. فلا معنى لعنونة القصائد، وحتى لكتابة الشعر: (أما من هزيمة جديدة؟/ أقولها صباح كلّ يوم/ وأنا ماضية إلى هزائم أخرى./ ثمّ تقول: /… /صباح الخير، أيّها الهلع/ ها أنت تملأ الطرقاتِ/ وتسدّ نوافذ السماء). تعترف هنادي أنّنا نحن من سبّب الحرب: (لم تكن الحرب طارئاً/ كلّ ما حدثَ/ أنّ الحرب قشّرتْ جلودنا/ وأطلقتْ قُطعان الذئاب/ التي ربّيناها طويلاً في دمائنا/ الحربُ مرآتنا/ تحت أظافرنا/ كان يلمع كلّ هذا الخراب).

الأنثى أصل الاستقرار وسببه. هي زارعة الأرض، وهاوية الكنكنة، قادت الرجل، لإنشاء الحواضر والمدن. وهنادي على عهدها، ووفائها لجدّاتها. رغم الخراب والكوابيس، لن تغادر الوطن، لديها ما تفعله، ولديها حبّ البلد وذاكرته التي تُدمَّر: (لا شيء يغريني بالرحيل/ عليّ أن أعدو خلف رائحتهم كلّ صباح/ وأجمع وجوهَهم من قطع البزل التي تركوها في كلّ زاوية/ أؤسّس ذاكرةً للمدينة على وقع غيابهم).
في الحرب وما قبلها، تُنتهك الأشجارُ، ينجزّ العشبُ، ويموتُ الزرعُ. في أوّل التاريخ، هي من زرعت، وهو من قتل (قابيل وهابيل). وما يزال البطريركيّون يصنعون من الأشجار أسلحةً لحروبهم! وأوّل ما تقع كوارثهم، تقع على رأس المرأة ووجودها. المرأة المُتّهمة، المُذنبة والمُعاقَبَة، على الدوام: (…لسْتُ أنا/ لست أنا/ شجرة السرو الكبيرة تكاد تهوي عليّ/ أنا وحيدة/ ذهب حاملو الفؤوس إلى الحرب/ من يقنع الأشجار السابقة أنّني بريئة؟). تؤكّد هنادي سيرة دمار الأشجار والعشب في مطارح عديدة، ما يذكّر بمقولة النسويّة البئيّة، التي ترى أن المرأة والطبيعة صنوان، دمارُ الطبيعة دمارٌ للمرأة ذاتها.
للمشهديّة الحسيّة، البصريّة والسمعيّة حضور خاص لدى هنادي زرقه. تبرز منذ اختيارها لعنوانين الدواوين. ففي عنوان “الحياة هادئة في الفيترين” توحي لنا أنه فقط خلف زجاج فيترين المبيعات المعروضة، هنا فقط، لا صخب وجيع، أو حرب! وفي عنوان “رأيت غيمة شاحبة، سمعت مطراً أسود” المشهديّة مكثّفة وموجعة أيضاً، دمّرت الحرب الطبيعة! هنادي رأت وسمعت. الفعلان ماضيان. انقضى الأمر! في العنوانين، وحده اليأس من يبقى حيّاً، في الحرب!

تُسمعنا هنادي همس روحها وضجيجها وسط الخراب، والعبث. يخذلها الحبّ. وتقصيها البطريكيّة، والمتحاربون، والعجز. تجعلنا نرى تفاصيل المكان والزمان وأصناف البشر. يتبعها القارئ راغباً، بين وهاد القصيدة، إلى وديانها المخيفة، وإلى أعالي جبال الحزن. ترتّب هنادي هواجسها المختلفة بإتقان، وأحياناً، تحشدها في قصيدة واحدة، من دون إثقال أو افتعال، وبإقناع مدهش: (ينقصني أشياءُ كثيرة/ كي أكون بخير،/ أن يكفّ الكون عن الصراخ/ وطباعة الكتب مثلاً،/ أفكّر بالركاكة التي تحدث حين أنام/ تاركة العالم لأوهامه/ ربّما تخطئ الطائرات في القصف، أو لأقل سيتّفق/ المتحاربون على هدنة،/ سيستغلّون نومي في شتائم منخفضة الصوت/ أو لأتخيّل مثلاً أنّني سأستيقظ في الصباح لأقول إنّني متعبة/ فقط…/ كوني لا أعرف بِمَ أجيب حبيبي عن سؤاله الساذج: أما زلتِ/ تحبّين شرب القهوة وحيدة؟!/ حبيبي الذي لا يفهم أنّني أتشارك القهوة مع صور القتلى في/ الشوارع وعلى أعمدة الإنارة،/ حبيبي الذي يُصرّ على نعتي بالمرأة المترفة./ وأنا أكرهك، يا حبيبي/ كما أكره الأوراق/ والأقلام/ دفاتر التلوين/ أصحاب دور النشر/ كلّ ذلك/ وأريد أن يهدأ هذه الضجيج حولي/ لأكفّ عن الموت).
تُمعن هنادي في اختراق التابوهات. تذكّرنا بالإلهات القديمة، وبالخصوبة المقدّسة، تُشير إلى ذكوريّة الحروبِ، وتنبّه إلى الأنثى الراهنة المغايرة التي تنْشِدُ العاصفةَ؛ التجربة: (سأنجب طفلاً، ليس الأمر بتلك الصعوبة/ أعجن التراب بدمي،/ أنفخ عليه من روحي،/ وأطلقه./ سيكون هشّاً لا يحبّ الحروب،/ لكنّه سيحبّ كثيراً من النساء،/ سوف ينادي الموتى جميعاً: يا أمّي/ لكنّ طفلي المولود من العدم/ سوف يُنجب أطفالاً خضراً،/ عيونهم على التجربة/ وأقدامهم في العاصفة.)

المرأة/الأم، رمز الحنان والعطاء والسلام، لا تقابل القسوة بالقسوة، ولا الحرب بالحرب، هي ليليت ربّة المهد، حارسة الأطفال، تهدهدهم، وتغنّي لهم لتبعد شبح ظلام الليل/الشرّ. ليليت لم تنجب! وهنادي لم تنجب! إنّما هي غريزة الأمومة تجري في دمها، كما تجري دماء ليليت. اليوم، وقد استفحل الشرّ/الحرب، في الليل والنهار، فتقرّر هنادي أن تغنّي للحرب: (سوف أُنشد للحرب أُنشودة/ وأنا أضمّها إلى صدري كما يُضمُّ الرضيع./ سوف أهدهدها حتّى تنام/ سوف أغنّي لها مثل أرملة/ وضعت للتوّ طفلاً معوّقاً./ سوف أغنّي للحرب بصوت الناي المتكسّر:/ نامي، ياحرب،/ نامي ولا تكبري!).
هنا، تتجلّى الأنثى/المرأة بكلّ صورها، المرأة/الأمّ المدجّجة بثقافة مجتمعيّة ذكوريّة، تضطهد غير واعية بنات جنسها/ابنتها (لأن الذكور احتكروا المعرفة لقرون طويلة). هذه المرأة، تحيلنا إلى مقولة سيمون دو بوفوار في كتابها (الجنس الآخر): “لا يولد المرء امرأة، بل يصير كذلك”. صيّرت البطريركية الأنثى امرأةً، كائناً دونيّاً هشّاً وفارغاً، مكمناً للشرّ أحياناً! يجب إقصاؤه. بالمقابل، تحضر الأنثى المتحرّرة، مثل عاصفة، إنّما ما تأثير العاصفة الخلّاقة إزاء ما تفعله الحرب المدمّرة؟! تكثّف هنادي وتختزل، تواري وتكشف، تفضح المفارقات، بلغة بسيطة عذبة، وحزن شفيف، فلنتأمّل: (كنتِ تخجلين بي/ كما لو أنّني ندبة في خدّك الأيمن/ وحين تموتين،/ سيسقط اسمي من ورقة نعيك،/ كما لو أنّني مكتومة القيد:/ البنت الشاعرة التي أشرعت قلبها للمسافرين/ ونفخت في الريح،/ وصدّع صوتُها جدار العائلة./ سوف تمضين من دون أن تلحظي التشابه بين صوتينا، وأنّي ورثت صندوق عرسك الخشبيّ،/ ولسوء الحظّ والحرب،/ لم أخبّيء فيه ثياباً وفساتين/ لعروس حلمت أن أبدو على شاكلتها./ صندوق عرسك الخشبيّ/ غدا تابوتاً لعشّاقي الذين قضوا في الحرب).
أوهنت الحرب الناس، ممن لا ناقة لهم فيها أو جمل، وأعجزتهم؟! بينهم هنادي زرقه. لكنّ هنادي ما تزال تقاوم الهزيمة، بكتابة الشعر وصنع الجمال.

* يعاد نشر هذا المقال في صالون سوريا ضمن تعاون مع شبكة الصحفيات السوريات