سوريا في أسبوع 20-27 أيار/مايو 2019

سوريا في أسبوع 20-27 أيار/مايو 2019

رمضان تحت القصف

27 أيار/مايو

قرب الحدود التركية السورية، تفترش عائلات عدة الأرض وسط الحقول بعدما صنع أفرادها خيمهم بأيديهم من شراشف ملونة علقوها على أشجار الزيتون. خلال شهر رمضان، يعتمد هؤلاء على مساعدات قليلة أو وجبات بسيطة يحضرونها على مواقدهم الصغيرة.

وتقول منى (31 عاماً)، الأم السمراء الشابة التي تجمع حولها أطفالها في انتظار إعداد الطعام، “لا ينتهي اليوم إلا بصعوبة، نقضي رمضان هنا غصباً عنا”.

وتتذكر بحزن شهر رمضان السابق قائلة “كنا نجلس تحت الدالية في منزلنا، جلسة جميلة، المياه والكهرباء متوفرتان. كنا نعيش في نعمة”. وتضيف بغصة “كيف كنا وكيف أصبحنا؟”.

في هذا المساء الرمضاني، لم تتمكن منى سوى من قلي البَطَاطا لأطفالها، ووضعت إلى جانبها ثلاثة أطباق من اللبن والخيار علّها تُسكت جوعهم.

وتقول منى النازحة منذ أكثر من 20 يوماً من ريف حماة الشمالي، “أحياناً الطعام لا يكفي، قليت لهم البَطَاطا اليوم”، مشيرة إلى أن المساعدات قليلة وتتكوّن من وجبات من الأرز والدجاج، إلا أن أربعة أيام مرت من دون حصول عائلتها على شيء.

ونزح أكثر من مئتي  ألف شخص منذ نهاية نيسان/أبريل من مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، وفق ما أحصت الأمم المتحدة، هرباً من القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام وحليفتها روسيا، والذي يترافق مع اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام التي تسيطر على محافظة إدلب ومناطق محيطة، وقوات النظام.

ولم يجد الكثير من النازحين مكانا للإقامة سوى حقول الزيتون قرب بلدة أطمة الحدودية، ولا تتوفر الحمامات في المكان الذي نقلوا إليه معهم أغراضاً بسيطة تمكنوا من حملها.

وبالإضافة إلى حركة النزوح الكبيرة، طال القصف المستمر بكثافة منذ أواخر نيسان/أبريل 20 مرفقاً طبياً، لا يزال 19 منها خارج الخدمة، وفق الأمم المتحدة. كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ 20 نيسان/أبريل مقتل نحو 290 مدنياً بينهم أكثر من 60 طفلاً.

ولدت طفلها في السجن

26 أيار/مايو

تقول حسنا دبيس أنها مصممة بعد نحو أربع سنوات قضتها في سجون النظام السوري، عُلقت خلالها من معصميها وتعرضت للضرب والتعذيب وتحّملت المرض، على بدء حياة جديدة لها ولطفلها الذي ولد في زنزانة.

لكن المهمة تبقى صعبة أمام هذه الشابة الثلاثينية المنقبة التي عانت لتأمين مصدر رزق وخصوصاً بعدما خرجت العام الماضي من السجن لتجد أفراد عائلتها مشتتين أو مفقودين أو قتلى، وأبناء منطقتها في الغوطة الشرقية توجهوا إلى شمال غرب البلاد.

وحسنا واحدة من عشرات آلاف السوريين الذين قضوا معظم سنوات النزاع خلف قضبان سجون النظام لمشاركتهم أو دعمهم للاحتجاجات التي بدأت سلمية عام 2011، وتحولت إلى نزاع دام.

في العام 2011، شاركت الشابة المنحدرة من بلدة حرزما في الغوطة الشرقية، كما تروي لوكالة الصحافة الفرنسية، في التظاهرات الشعبية الحاشدة.

ثمّ تطوّعت في إحدى النقاط الطبيّة لعلاج المصابين خلال الاحتجاجات التي تصدت لها قوات النظام. واعتقلت في الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2014، وكانت حاملاً في شهرها الثاني، بعد توجيه تهمة “التعامل” مع الفصائل المعارضة لها، وهو ما تنفيه.

خلال سنوات اعتقالها، تنقلت بين فروع أمنية وسجون عدة. وتستعيد كيف أمضت أربعين يوماً في سجن انفرادي تراكمت فيه القمامة وانتشرت فيه الحشرات. إلا أن معاناتها تفاقمت حين نُقلت إلى فرع أمني حيث “تفاجأت بوجود شقيقي ووالدي فيه، وقد جرى تعذيبهما أمامي”.

بعد ولادتها طفلها محمد، تم نقلهما إلى سجن الفيحاء في دمشق. وتقول “جاء طفل جديد إلى حياتي ولم أعلم ماذا أفعل في أجواء المعتقل”.

كبر محمد في المعتقل، لكنه لم يكن الوحيد، مع وجود أطفال معتقلات أخريات بينهن عراقيات متهمات بالارتباط بتنظيم “داعش”.

وتقول حسنا “حين كنت في المعتقل، كان حلمي أن أمشي في الشارع مع إبني، أدخل إلى المتجر معه وأشتري له الملابس كما تفعل كل الأمهات”.

وفي نيسان/أبريل 2018، أبلغها آمر السجن قرار “إخلاء السبيل”، وهو ما ظنته دعابة في بادئ الأمر. وكان عمر محمد حينها ثلاث سنوات ونصف.

ظنّت حسنا أنها ستعود حينها إلى منزل عائلتها في الغوطة الشرقية، لكن حين وصولها إلى مدخل المنطقة طلب منها عناصر قوات النظام الصعود في حافلات كانت تقل آخر المغادرين من مدينة دوما في إطار اتفاق إجلاء لرافضي اتفاق تسوية مع دمشق، حسب روايتها.

لم تكن حسنا على علم بالعملية العسكرية التي شنتها قوات النظام على الغوطة الشرقية وما تبعها من اتفاقات إجلاء إلى مناطق الشمال. وهكذا وجدت نفسها تصل مع طفلها إلى مناطق سيطرة الفصائل في ريف حلب الشمالي.

أما محمد فكانت المرة الأولى التي يختبر فيها الحياة خارج جدران الزنزانة. وتستعيد كيف أنه فور رؤيته عربة خضار ركض نحوها، وأخذ حبة بندورة “وبدأ يأكلها بسرعة فهي شيء لم يراه من قبل”.

من ريف حلب الشمالي، انتقلت حسنا إلى إدلب وتمكنت من التواصل مع إحدى شقيقاتها المقيمة في دمشق.  وتبلّغت منها أن شقيقة ثالثة مع شقيقهما الصغير (17 عاماً) يقيمان في محافظة إدلب المجاورة.

وبعد فترة، اجتمع الأشقاء الثلاثة معاً. ولم تكن تتوقع أبداً ما ستسمعه من إجابات على أسئلتها الكثيرة. إذ توفيت أمها وقُتل زوجها “بتهمة التعامل مع المعارضة”، واعتُقلت شقيقتاها الصغيرتان قبل عامين وانقطعت أخبار والدها وشقيقها في السجن.

وتقول حسنا “بعدما عرفت مصير العائلة المؤلم، قررت بدء حياة جديدة مع طفلي (…) وأن أعمل لنعيش”.

كر وفر شمال حماة

26 أيار/مايو

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد بأن قوات النظام تمكنت، بدعم من المسلحين الموالين لها، من استعادة السيطرة على بلدة كفرنبودة الواقعة بالقطاع الشمالي من الريف الحموي.

وقال المرصد في بيان صحفي إن ذلك جاء عقب استهداف البلدة  بأكثر من 675 ضربة جوية وبرية من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية ومدافعها وراجمات الصواريخ التابعة لها.

وبحسب المرصد، لا تزال الاشتباكات مستمرة بعنف بين الطرفين على المحاور الشرقية والشمالية للبلدة في محاولة من فصائل المعارضة معاودة التوغل داخل كفرنبودة.

وأشار إلى خسائر فادحة بين الطرفين خلال ساعات قليلة من الاشتباكات العنيفة التي ترافقت مع مئات الضربات الجوية والبرية بالإضافة لاستهداف وتدمير وإعطاب آليات، حيث قتل ما لا يقل عن 28 من فصائل  المعارضة و16 (على الأقل) من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وكان مسؤولون بالمعارضة السورية ومصادر من المسلحين قالوا السبت إن تركيا أمدت مجموعة من مقاتلي المعارضة بأسلحة جديدة لمساعدتهم في صد هجوم كبير للقوات السورية المدعومة من روسيا.

وتدعم روسيا الهجوم الضخم الجوي والبري للجيش السوري الذي يسعى للسيطرة على آخر منطقة كبيرة لا تزال تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد. وقال مصدر مخابراتي غربي إن واشنطن أعطت “الضوء الأخضر” لمقاتلي المعارضة المعتدلين المدعومين من تركيا لاستخدام صواريخ تاو التي كانت مخزنة في الحملة الأخيرة.

وأحبط التقهقر من كفر نبودة هدف روسيا لشن حملة عسكرية سريعة للسيطرة على جزء آخر من محافظة إدلب المكتظة بالسكان.

ترحيل لبناني لسوريين

24 أيار/مايو

نددت خمس منظمات حقوقية بينها هيومن رايتس ووتش الجمعة بترحيل لبنان لـ16 سورياً إثر وصولهم الى مطار بيروت بعد إجراءات “موجزة”، رغم أن عدداً منهم تسجلوا كلاجئين وأبدوا خشيتهم من إعادتهم إلى بلادهم. وتمت اعادة هؤلاء عبر منفذ المصنع الحدودي في شرق لبنان.

وتقدر السلطات راهناً وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، بينما تفيد بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون. ويكرر مسؤولون لبنانيون مطالبتهم بإعادة السوريين إلى بلادهم بحجة انتهاء الحرب في مناطق عدة استعادتها الحكومة السورية خلال العامين الأخيرين.

وفي بيان مشترك، قالت منظمات “هيومن رايتس ووتش” و”المركز اللبناني لحقوق الإنسان” و”المفكرة القانونية” و”رواد الحقوق” و”مركز وصول لحقوق الإنسان” إن  “لبنان رحّل بإجراءات موجزة 16 سورياً على الأقل” عند وصولهم الى المطار في 26 نيسان/أبريل.

وذكرت أن “خمسة منهم على الأقل مسجلون” لدى مفوضية اللاجئين بينما “أعرب 13 منهم على الأقل عن خوفهم من التعذيب والملاحقة في حال إعادتهم إلى سوريا”. وأوضحت انه رغم ذلك لم يُمنَحوا “أي فرصة فعلية لطلب اللجوء أو الاعتراض على ترحيلهم بل أٌجبروا على توقيع استمارات ’عودة طوعية إلى الوطن‘”.

من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية الجمعة أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يواصلون “ترحيل السوريين الذين يدخلون خلسة إلى الأراضي اللبنانية عبر المعابر غير الشرعية” تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى للدفاع.

وبحسب تقرير المنظمات، يفتقر 74 في المئة من السوريين الموجودين حالياً في لبنان إلى إقامات قانونية ويواجهون نتيجة ذلك خطر الاحتجاز.

وتكرر السلطات اللبنانية بانتظام مطالبة المجتمع الدولي بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، محملة اياهم مسؤولية تردّي الوضع الاقتصادي وتراجع فرص العمل.

واقترح وزير الخارجية جبران باسيل الأسبوع الماضي على الحكومة أن تلحظ في مشروع الموازنة  فرض رسوم إقامة على اللاجئين السوريين ورسوم عمل على العمال منهم.

الكيماوي مجدداً

23 أيار/مايو

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إن الولايات المتحدة تلقت تقارير عدة تشير إلى التعرض لمواد كيماوية بعد هجوم شنته قوات الحكومة السورية في شمال غرب سوريا لكن لم تصل بعد إلى نتيجة قاطعة بشأن استخدام أسلحة كيماوية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس للصحفيين “لدينا بالفعل العديد من المصادر منها مقابلات مع أشخاص كانوا موجودين خلال الهجوم وقالوا إن عددا من مسلحي المعارضة نقلوا إلى مستشفيات محلية وهم يعانون من أعراض تشبه التعرض لمواد كيماوية”.

وقال مقاتلو المعارضة في الطرف الغربي الجبلي من آخر معقل لهم في إدلب يوم الأحد إن الجيش قصفهم بغاز سام مما تسبب في معاناة البعض من أعراض اختناق. وأضافوا أنهم لم يوثقوا الهجوم لأنهم كانوا تحت القصف وقتها.

وشنت إدارة ترامب هجومين على سوريا من قبل بسبب ما قالت إنها هجمات بأسلحة كيماوية شنتها حكومة الرئيس بشار الأسد  في أبريل نيسان 2017 وأبريل نيسان 2018.

حملة ألمانية ضد سوريين

22 أيار/مايو

شنت الشرطة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية حملة أمنية كبيرة ضد المنظمة  العراقية-السورية “السلام312-” في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء.

وقال وزير الداخلية المحلي للولاية هربرت رويل في دوسلدورف إن 800 شرطي  فتشوا اليوم 49 عقاراً في الولاية، مضيفاً أن قوات خاصة من الشرطة شاركت في تفتيش 8 عقارات.

وبحسب بيانات رويل، تم خلال الحملة مصادرة أموال مزورة ومخدرات وجهاز  كمبيوتر وهواتف محمولة ووسائط تخزين بيانات.

وذكر رويل أن المتهمين يبلغ عددهم 34 فرداً أغلبهم من سورية والعراق، وقال: “وفقا للوضع الحالي كانت هذه ضربة ناجحة ضد الجريمة المنظمة”.

وأشار رويل إلى أن مجموعة “السلام 313” لا يتم الحديث عنها كثيرا في  الرأي العام، لكنها معروفة لدى الشرطة، مضيفا أن مركز نشاط المجموعة يتموضع في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، مشيراً إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان  نشاطها يتجاوز الولاية، كما لم يوضح ما إذا كان الأمر يتعلق بعصابة أم بمجموعة من قائدي الدراجات البخارية.

في وداع الطيب تيزيني

في وداع الطيب تيزيني

بضع عشرات من المشيعين اجتمعوا في الثامن عشر من أيار في مقبرة حمص، يعرف الجميع بعضهم البعض فهم من القلة الذي بقوا في المدينة إضافة لبعض أفراد العائلة ممن لم يهاجروا بعد، بحثت عن وجوهٍ اعتقدت أنها لن تفوّت وداع شخصٍ بقامة الطيب تيزيني، إلا أنني لم أجدها، إذ غاب مثلاً حضور أي ممثل عن وزارة التعليم العالي واتحاد الكتاب العرب.

في المقبرة، اعتقدت لبرهةٍ أّن عدد المشاركين في وداع تيزيني أكبر من العدد الفعلي الذي لم يتجاوز الخمسين، إذ وصلت العديد من السيارات والمشيعين الذين تفرقّوا بعد دخولهم للمقبرة لحضور جنازاتٍ أخرى، كذلك غابت عن الجنازة أكاليل الورد التي يحملها المُشيعون عادةً أثناء وداع أحبتهم وأصدقائهم إلى مثواهم الأخير، فلم يحضر إلا إكليلٌ صغيرٌ أرسل باسم غرفة صناعة حمص.

ربما يعود غياب الورد عن المشهد  للضائقة الاقتصادية أو ربما لأسبابٍ أخرى؟

يعود تاريخ معرفتي المباشرة بالطيب إلى فترةٍ متأخرةٍ نسبياً، بعد خروجي من المعتقل، وتحديداً عام ٢٠٠٣ عندما استضاف الصديق عبد الحفيظ الحافظ في بيته لقاءً جمع بين الطيب ومجموعة من أبناء المنطقة الوسطى. في تلك الجلسة، تحدّث تيزيني بجرأة عن الحرس القديم، وكان صاحب النصيب الأكبر من الهجوم والنقد هو عبد الحليم خدام، الذي كان نائب رئيس الجمهورية حتى العام ٢٠٠٥ قبل انشقاقه عن النظام السوري، و كان تيزيني خلال محاضراته في مختلف المناطق السورية يعيد تأكيد أطروحته هذه منتقداً احتكار السلطة لكل شيء حتى الحقيقة.

يومها لم أكن معجباً بالهجوم على ثورٍ يتهيأ الراعي لطرده من الحظيرة، وفي لقاءٍ خاصٍ في بيته سألته ما معنى الهجوم على خدام بذلك الوقت؟ وعن معنى  مقولته الشهيرة التي قالها على مدرج جامعة دمشق (شباط ٢٠٠١) واصفاً بها المثقفين ومنتديات المجتمع المدني بأنهم “عملاء للسفارات الأجنبية” بما فيها من تبرير لقمع المنتديات، فأجابني “قلت لخدام ذلك منذ عامين وأثناء لقاء معه وليس الآن، لأنه لا معنى أن تتحدث عن الدواء الناجع لشخص بعد موته أو وصول مرضه لنقطة يتعذر شفاؤه فيها.”

قد يختلف كثيرون منا حول شخصية الطيب ونتاجه الفكري، ألا أن هناك شبه إجماع حول صدقية طرحه وانسجامه مع قناعاته، ورغم الآراء المختلفة حول مقاربته التوفيقية، إلا أنها تتوافق على حرصه على التوافق والذي يجده البعض منا أقرب إلى الطوباوية.

كان الطيب مثلاً ينظر إلى رجل الأمن وكأنه الدولة، لا كمجرد عنصرٍ في جهازٍ يفترض أنه تابع لمؤسسات الدولة، بحيث لا يمكن التفريق بينهما، ومن هنا كان الاختلاف بينه وبين مجموعة عملنا في العام ٢٠٠٦. ففي ذلك العام كان التأجيج الطائفي على قدمٍ وساق في الإعلام العربي، وارتأينا أن نشكل تجمعاً أو مجموعة تحاول تدارك مثل هذه التحديات في سوريا مستقبلاً. اقترح الطيب علينا أن نبلغ أجهزة الأمن سلفاً عن اجتماعنا المقرّر كي نكون في مأمن من أية إجراءات قمعية بحقنا، فرفض بعضنا ذلك رفضاً قاطعاً، وعندما اقترحتُ إمكانية الترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية، ابتسم وقال “ستعود الى هناك، إلى الأمن، لتحصيل الموافقة، هم الدولة أولاً وأخيراً”، فـأجبته بأنه محق ولكن ليس علينا إعطاء الشرعية لمغتصبها، فردّ عليّ، “معك حق، ولكن تابع هذه الاجتماعات إذا استطعت.” وفعلاً لم نتمكن من الاجتماع مجدداً سوى مرةٍ واحدةٍ فقط قبل أن يتوقف كل شيء لمدة خمس سنوات حتى الانفجار الكبير عام ٢٠١١.

في هذا العام، تركت مشاركة  الطيب في مظاهرة أمام وزارة الداخلية في ساحة المرجة بدمشق، رغم اقترابه من الثمانين من العمر، أثراً طيباً لدى شريحة مهمة من الناس ممن نظروا إلى الحراك الشعبي في تلك الفترة على نحوٍ مشابه لرؤية تيزيني المُنظر للمستقبل بارتكازه على الماضي والداعي بقوة للخروج من قوقعة الوضع الراهن لا للعودة إليها.

واستطاع الطيب من خلال مشاركته في مؤتمر اللقاء الوطني الذي عقد في منتجع “صحارى” في تموز/يوليو من العام نفسه برئاسة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع أن يسجل موقفاً تاريخياً ويرفع من شأن اللقاء بدعوته علناً لتفكيك “الدولة الأمنية” وإطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار. وكما جرت العادة شكل المؤتمر بحد ذاته ومشاركة تيزيني ومعارضين آخرين فيه نقطة خلافٍ أدت للمزيد من الانقسامٍ بين السوريين، فمنهم من اعتبر أنّ تيزيني قد قدم خدمةً كبيرة للنظام بحضوره، ومنهم من رأى أنه قد قدّم للحراك شيئاً مهماً ومطالب مهمة تسلط الضوء على جوهر الأزمة، والمتمثل في طبيعة السلطة الحاكمة ومنظومتها، لكن هذه المرة أمام أوسع جمهور ممكن، حيث غطى الإعلام السوري الرسمي وقائع المؤتمر آنذاك، في حين كانت لقاءاته السابقة تقتصر على بضعة عشراتٍ من السوريين.

وقد أدى قرار التيزيني المشاركة في هذه المؤتمر في حقيقة الأمر إلى نبذه من قبل السلطة ومواليها من جهة، والمعارضة المتمرسة في مواقعها والرافضة لأي حل سياسي تفاوضي في ذلك الحين من جهة ثانية، وبقي مع الطيب من يعرفه ويعرف صدق نواياه وحرصه على الدم السوري.

ويلاحظ المتتبع للقاءات الإعلامية والكلمات التي ألقاها الطيب تيزيني خلال السنوات الثماني الماضية أنه قد حافظ على نفس المقترحات الإصلاحية التي كان يدعو إليها، والتي كان يعتبرها الكثير منا مقاربةَ توفيقية، و عرف عنه أنه حتى في أحلك اللحظات، بقي يعرض أفكاره بهدوء، بينما كنا نحن نغلي من الغيظ والحنق في اللحظة التي كنا نستمع فيها إلى تراشق الرصاص. في أحد الأيام قال لي “هم يعملون وفق ما يعرفونه، ألا وهو التراشق بالرصاص، ونحن علينا ألا نتجاوز التراشق بالكلمات، وحتى الكلمات يجب أن تمر عبر الفلاتر حتى لا نبتعد عن بعضنا كثيراً، الدم الذي يُسفك هو أكبر الخنادق لمنع اللقاء بين الناس، عندما نسترخص الدم نسترخص الإنسان، وعندما يكون الإنسان رخيصاً يصبح البلد رخيصاً، وحتى نحن نفقد قيمتنا بين شعبنا”. وأتذكر في شباط/فبراير من العام ٢٠١٢ وأثناء حصار بابا عمرو والقصف العنيف الذي استمر لمدة أربعة أسابيع على الحي، أنّ تيزيني قد تحدث مع محطة البي بي سي وكان متوتراً ومنفعلاً يغصّ بدمعه وهو يتذكر الدم المسفوك وكم سيبعد هذا الدم بين السوريين.

أما اللقاء الأخير الذي جمعنا حول الشأن العام فكان في صيف ٢٠١٢ في بيته بمشروع دمر، حيث تواجد ممثل لبعثة الأمم المتحدة التي كانت في سوريا يومها برفقة عبد العزيز الخير، الذي اختطف في أيلول ٢٠١٢، كما تواجد هناك بعض السوريين من المعارضة والموالاة، وقد دعيت وقتها بسبب مطالبتي بتأمين وقف إطلاق النار لتأمين خروج المدنيين من حمص القديمة إلى حي الوعر، بعد ذلك تتالت اللقاءات في مدينة حمص والتي غلب عليها الطابع الشخصي دون أن يفارقنا الحديث عن المأساة السورية اليومية حتى تدهور وضعه الصحي في العام ٢٠١٨.

أخيراً أقول تحية لذلك الرجل الذي حلم وسعى بكل إمكانياته لتحقيق أفضل ما لسوريا لتجد مكاناً لها في المستقبل وليس في الماضي تحية لروح الطيب وكل الطيبين.

السلاح بين المدنيين في ريف إدلب.. انتشار واسع وحوادث مؤلمة

السلاح بين المدنيين في ريف إدلب.. انتشار واسع وحوادث مؤلمة

طلب صديق وائل (٢٢عاماً) منه أن يصوره وهو يحمل السلاح (بارودة روسية)، وأثناء التقاطه للصورة سقط السلاح من يد الصديق فجأة وانطلقت منه طلقة لتستقر في صدر وائل مودية بحياته.

“كان حادثا مؤلماً، لا يغيب عن مخيلتي” يقول عُمر الذي لم يكن ليتوقع يوماً أن يقتل صديقه المقرب والذي كان على موعد من زفافه بعد أيام، ومنذ ذلك اليوم الذي صادف ٨ نيسان/ابريل ٢٠١٦ وعُمر مصاب باكتئاب شديد، كما اضطر أهله لدفع مبلغ وقدره ثلاثة ملايين ليرة سورية دية لأهل وائل الذي قضى على يد ابنهم.

واتجه العديد من مدنيي إدلب نحو اقتناء الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في منازلهم، ضمن سياق أمني واحترازي، إذ تسبب الوضع الأمني المتردي منذ عدة سنوات في مناطقهم لبقائهم في حالة من التأهب الدائم، إلا أن شراء السلاح لغرض الدفاع عن النفس تحول لأغراض أخرى وتسبب بالعديد من الحوادث المؤلمة بعد أن أصبح بإمكان أي كان شراء أي نوع منه.

حياة فاطمة القاسم (٢٣عاماً) دُمرّت أيضاً إثر إصابتها بطلق ناري أطلقه زوجها أثناء شجاره مع أقربائه، إلا أن طلقة مسدسه التي انطلقت بالخطأ استقرّت في ظهر فاطمة متسببة لها بشلل تام.

تروي فاطمة ما حدث معها قائلة “اعتاد زوجي على إشهار سلاحه عند أي مشاجرة باتت تواجهه، ولطالما حذرته من أن يقتل أحدهم خطأً بتصرفاته تلك، ولكن مالم أكن أتوقعه أنني سأكون أولى ضحاياه”، وبعد أن تسبب الزوج بشلل فاطمة عمد إلى تطلقيها ليتخلص من الإنفاق على علاجها والعناية بها.

وتنتشر المحلات التجارية التي تبيع وتصلّح مختلف أنواع الأسلحة الفردية في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال، وهي تؤمن لزبائنها كل ما يطلبونه من أسلحة أو عتاد أو لباس عسكري بسهولة بالغة ودون رقابة.

أحمد العبد (٤٠عاماً) تاجر سلاح ومالك لإحدى هذه المحلات، وهو يبرر انتشار هذه الظاهرة بالقول “نحن في وضع حرب، والأسلحة ضرورية إن لم تكن للمشاركة في دحض النظام الظالم، فمن أجل الحماية الشخصية ضد الخطف والسرقة”؛ مضيفاً “لقد فتحت محلي هذا نظراً لإلحاح الناس بطلب السلاح في وقتنا الراهن، وبالوقت ذاته فهي تجارة تعود عليّ بربحٍ جيد”. أما عن حوادث القتل والإصابات التي تسبب فيها انتشار السلاح، فهو يرى أن هذا يحدث عن طريق الخطأ و ليس من مسؤوليته، وإنما من مسؤولية من يقوم بحيازة السلاح دون دراية باستخدامه ومعرفة مدى خطورته على أولاده والناس من حوله.

في معرة النعمان وحدها يوجد أربع محلات لبيع االأسلحة، امتهن أغلب أصحابها هذه المهنة لكسب رزقهم ولخبرتهم في مجال الأسلحة، وتختلف أسعار السلاح بحسب نوعه، فمثلاً البندقية الروسية “الكلاشنكوف” تترواح أسعارها ما بين 250 دولاراً أمريكياً وحتى 1000 دولار أمريكي، وتختلف أسعار رصاص هذه البندقية بحسب سعر الدولار، ويبلغ سعره حالياً حوالي 75 ليرة سورية للرصاصة الواحدة. ويتراوح سعر رصاص المسدس ما بين 200 ليرة سورية وحتى 1200 ليرة سورية، فيما تترواح أسعار المسدسات ما بين 500 دولار وحتى 2000 دولار.

الشاب بلال (18 عاماً) من اليافعين الذين يتباهون بحملهم السلاح بحجة أنهم منتمون لإحدى الفصائل، في حين أنهم يحملونه فقط بقصد إظهار قوتهم أمام أصدقائهم والعامة، وقد تعرض بلال مؤخراً للاعتقال من قبل الجهات الأمنية نتيجة إطلاقه النار على أحدهم متسبباً له بإصابة بالغة.

يقول أبو محمد (38 عاماً) وهو من أهالي المنطقة بأن هذا الأمر “خطير جداً، فهؤلاء الشباب الطائشون لا يتوانون عن إشهار السلاح بوجوه بعضهم حتى عند أتفه الأسباب”، ويوجه أبو محمد باللوم على قادة الفصائل والجهات الأمنية في المنطقة لعدم قدرتهم على ضبط السلاح ومنع الخروقات والتصرفات الرعناء التي تحدث.

ويتساءل أبو محمد “ألا يكفي بأن المواطن السوري أصبح عرضة للموت بأي لحظة بفعل طائرات النظام، ليأتي احتمال الموت أيضاًقصداً أو عن طريق الخطأ على يد حاملي السلاح المستهترين والكثر في المنطقة”.

من جهته يوضح أبو العباس (31 عاماً) وهو قيادي في فصيل معارض بأنهم غير قادرين على منع المدنيين من اقتناء السلاح لحماية أنفسهم، ويقول “كثيراً ما نجد جثثاً لضحايا السرقة والاغتيالات هنا وهناك، ولهذا فإن المواطن العادي هو المعني بحماية نفسه ضد أي خطرٍ ممكن أن يواجهه”. ويشير أبو العباس إلى وجود عناصر أمنية لضبط مثل هذه الجرائم،غير أن جرائم القتل والانتقامات تتم في الخفاء والمناطق الخالية من السكان، لذا فإن كل شخص بحاجة لحمل السلاح طالما “أننا في وضع حرب وفوضى” بحسب تعبيره.

وفي الوقت نفسه فهو يحذر من عواقب الاستخدام العشوائي وغير المسؤول والذي يؤذي مقتني السلاح ومن حوله.

 وقد أنقذ اقتناء السلاح حياة العديد من المدنيين ممن تعرضوا لمحاولات سرقة واغتيال، كمحمد البيوش (40عاماً) أحد أهم تجار العقارات في المنطقة، الذي باغت اللصوص بإطلاق النار عليهم مما أدى لهربهم واصابة أحدهم، وهو ما مكن الجهات الأمنية من إلقاء القبض على بقية أعضاء العصابة.

ويروي البيوش ما جرى معه قائلاً “لقد تعرضت لمحاولة اغتيال وسرقة من قبل بعض أصحاب النفوس الضعيفة، ولولا اقتنائي للسلاح في ذلك الوقت والدفاع عن نفسي، يعلم الله ماكان سيحل بي”.

ويطالب العديد من أهالي ريف إدلب بوضع حد لانتشار السلاح بين المدنيين بعد أن بات الخوف من إصابة طائشة أو مقصودة ملازماً لهم في المشاجرات العديدة التي تنشب في الأماكن العامة.

 ومن أجل مواجهة الظاهرة وأمام عدم تدخل الفصائل للحد منها أطلق ناشطون حملة “لا للسلاح بين المدنيين” للتأكيد على خطورة انتشار السلاح بين السكان، وشملت الحملة ملصقات وكتيبات توعوية تم توزيعها في المدارس والمراكز الطبية والجوامع والحدائق العامة والأسواق وأماكن التجمعات السكنية.

وتضمنت البوسترات التوعوية عبارات مثل: “مجرد رؤية السلاح في الشارع هو خطر!”، “لا تدخل بسلاحك الى المساجد فهي للعبادة وليست للقتال”، “المشافي والصيدليات والمراكز الطبية هي من أجل خدمة الأهالي، وزيارتها ممن يحمل السلاح ولو بنية طيبة تسبب خطراً شديداً على المدنيين”، “الحدائق العامة وملاعب الأطفال هي أماكن للراحة والشعور بالأمان، سلاحك يدعو للقلق أبعده عن الأطفال”، “المناطق السكنية يجب أن تكون خالية من السلاح” وغيرها.

ورغم الجهود المدنية للحد من انتشار السلاح، إلا أن اقتناءه مازال في ازدياد، متجاوزاً “الحاجة للدفاع عن النفس”، ليصبح أداة رئيسية للاستعراض خلال الأعراس والاحتفالات العامة وأثناء تشييع القتلى، إضافة للاغتيالات وتصفية الحسابات الشخصية.

Syria in a Week (13 – 20 May 2019)

Syria in a Week (13 – 20 May 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Truce, Bombardment, and Battles

20 May 2019

A Russian news agency reported the Russian defense ministry on Monday as saying that it repelled a drone and rocket attack on its aerial base in Syria early this week.

The ministry accused the previous Nusra of the attack. The agency also reported the ministry as saying that it downed six rockets fired at Hmeimeim base in Lattakia governorate.

At least ten civilians were killed by Russian airstrikes that targeted northwest Syria at night, according to the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR). This bombardment came shortly after Syrian government ally Moscow announced a “unilateral” ceasefire.

Fierce battles broke out early Monday between government forces on the one hand, and Tahrir al-Sham and factions allied to it on the other hand in the northern countryside of Hama, which along with Idlib governorate is subject to a Russian-Turkish truce agreement. The battles coincided with Russian airstrikes and intensive bombardment by government forces on several cities and towns in the area.

The SOHR reported the death of ten civilians including five children and four women by Russian airstrikes on Sunday that targeted Kafrnobble and its surrounding in the southwest countryside of Idlib. One of the strikes targeted the town’s hospital rendering it inoperable, according to the SOHR.

The Russian reconciliation center announced on Sunday that government forces started a unilateral ceasefire starting midnight of 12 May.

The intensity of airstrikes and bombardment has eased off in the last three days, but have not completely halted, according to the SOHR and residents of the southern countryside of Idlib.

During an emergency meeting of the Security Council, the United Nations cautioned against a “humanitarian crisis” in Idlib if the violence continues.

 

Damascus Airport for Rent?

19 May 2019

The Syrian government denied reports regarding the investment of Damascus international airport or any other airports by Russia.

“There are no negotiations regarding the investment of the airport and other Syrian airports. Damascus International Airport is one of the vital facilities and massive projects which the ministry is working on developing and investing according to the Build-Operate-Turnover (BOT) system, with a vision to build a new hall for passengers,” the Syrian transport ministry said in a statement on its website.

The ministry added that as part of the protocols of the eleventh session of the joint Syrian-Russian committee in December of 2018, the rehabilitation of Damascus and Aleppo airports was discussed in accordance to the technical discussions held in Damascus in November of 2018, and the Russian side proposed to rehabilitate the airports according to the BOT system.

The ministry said that, “Until this moment, there are no negotiations on the investment of Damascus International Airport or other Syrian civil airports by any party. All that has occurred was within the context of discussions and proposals and nothing more… In the event of new developments, they will be presented and announced in a timely manner.”

 

Israeli Test for Iran

18 May 2019

Rockets launched by Israeli warplanes on Saturday night targeted a post for Syrian government forces in Qunaitera in the south, in a second incident of its kind in as many days, according to the SOHR.

“Israeli planes in the occupied Golan launched three rockets, two of which targeted the headquarters of Brigade Ninety, and the third was shot down by Syrian defense systems,” said the SOHR.

Brigade Ninety is one of the most prominent brigades in the Syrian army, it is commissioned with supervising Qunaitera governorate and has been previously targeted by Israel.

The official Syrian news agency SANA said, “Unidentified objects entered from the occupied territories into the airspace south of the country. Air defense systems engaged with them.” SANA did not mention any further details.

This is the second aggression after Damascus announced on Friday that its air defenses engaged “enemy targets coming from the south.”

The rockets on Friday targeted al-Kisweh, southwest of Damascus, where Iranian and Hezbollah weapon depots are located, which have been repeatedly targeted by Israeli airstrikes.

Israel intensified in recent years its strikes in Syria, targeting position for the Syrian army, in addition to Iranian and Hezbollah targets.

 

Al-Tayyib Tizini

18 May 2019

Al-Tayyib Tizini, a Syrian intellect and researcher who was close to the Syrian opposition, passed away Saturday morning at the age of eighty-five, according to Syrian intellects and opposition members on social media.

Tizini, originally from the city of Homs in the center of Syria, is considered one of the most prominent Syrian intellects. He was the professor of Arab philosophy at Damascus University for decades and has published several intellectual and philosophical books.

Tizini was part of a group of intellects and human rights activists, in addition to dozens of other people who held a sit-in on 16 March 2011 in front of the interior ministry in Damascus, calling for the release of opinion detainees in Syria. He was arrested along with others and were all released two days afterwards.

In contrast to other opposition members, he did not leave his city of Homs during the conflict which started in 2011.

 

Postponement of Iraqi Flights

18 May 2019

The Syrian transport ministry said on Saturday that it was informed of Baghdad’s decision to postpone two Iraqi Airlines flights to Damascus “until further notice.” Air flights between the two countries were set to be resumed for the first since late 2011.

This comes after the spokesman for the Iraqi Airlines Laith al-Rabii said on Saturday, “The first Iraqi Airlines flight will take off from Baghdad to Damascus” on Saturday. The last direct flight from Baghdad airport arrived in Damascus in December of 2011.

 

Confrontations in New York

17 May 2019

The United Nations said on Friday at least eighteen health centers have been attacked in the past three weeks in northwestern Syria, prompting a confrontation between western powers and Russia and Syria at the Security Council over who is to blame.

While the area is nominally protected by a Russian-Turkish deal agreed in September to avert a new battle, Syrian President Bashar al-Assad’s forces – backed by Russians – have launched an offensive on the last major insurgent stronghold. Some three million civilians are at risk, the United Nations said.

“Since we know that Russia and Syria are the only countries that fly planes in the area, is the answer … the Russian and Syrian air forces?” Britain’s UN Ambassador Karen Pierce said to the fifteen-member council on where the blame lay.

Acting US Ambassador to the United Nations Jonathan Cohen said Russia and Syria were responsible for the attacks on the health centers. He said it was most alarming that several of the centers attacked were on a list created by Russia and the United Nations in an attempt to protect them.

Russian UN Ambassador Vassily Nebenzia said the Syrian and Russian forces were not targeting civilians or civilian infrastructure and questioned the sources used by the United Nations to verify attacks on health centers.

 

Al-Jolani Calls for Opening Fronts

17 May 2019

In a video recording released on Friday, the general commander of Tahrir al-Sham (previously Nusra) Abu Mohammed al-Jolani called for the deployment of Syrian factions loyal to Ankara in order to open battle fronts with government forces. He called on the residents to dig shelters instead of fleeing from government bombardment.

In an interview with reporters and released by Tahrir al-Sham on Telegram, al-Jolani said, “Some factions in the Euphrates Shield and the area over there can alleviate the situation for us by starting action against Aleppo, for example.”

“They have fronts with the government, dispersing the enemy and opening more than one front is in our favor,” he added.

Turkish allied factions known as the Euphrates Shield control the area in the northern countryside of Aleppo, from Jarablus in the northeast to Afrin the northwest of Aleppo countryside.

 

ISIS Once Again

16 May 2019

Elements from ISIS attacked a Syrian government position west of Palmyra city. The Amaq news agency, which is affiliated with the group, said that its members stormed a military barrack for government forces near al-Sawanah oasis and killed eight soldiers and captured one. It also said that twelve other soldiers were killed and three vehicles burned when forces headed to reinforce the barrack under attack.

The northeastern countryside of Homs and the southeaster countryside of Deir al-Zor, which is under ISIS control, have witnessed repeated attacks on government forces.

 

Moving Forward, The United States and Russia

14 May 2019

The United States and Russia agreed to pathways to move forward towards a political solution in Syria, US Secretary of State Mike Pompeo said on Tuesday after talks with Russian President Vladimir Putin at the Russian resort city Sochi.

“We had a very productive conversation on pathways forward in Syria, things we can do together where we have a shared set of interests on how to move the political process forward,” Pompeo told reporters at the airport before flying out.

“There is the political process associated with UN Security Council Resolution 2254 that has been hung up and I think we mutually now can begin to work together in a way to unlock that,” he said.

UN Security Council Resolution 2254, passed unanimously in 2015, called for UN-backed negotiations to reach a political solution for the situation in Syria.

Pompeo said that the Syrian issue, which is one of the major topics of dispute between the United States and Russia, was a major topic of conversation during the talks on Tuesday evening at Putin’s residence in the Black Sea resort.

He said that Washington and Moscow both backed establishing a committee tasked with drafting a new constitution for Syria, a key step that has been bogged down by disagreements over its composition.

Successive UN envoys working to end the war have struggled to make headway on the constitutional committee.

 

سوريا في “الفخ” الأميركي – الإيراني

سوريا في “الفخ” الأميركي – الإيراني

أظهرت وثيقة أميركية لـ«استراتيجية جديدة» تحول سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي خصوصاً ما يتعلق بـ«تقليص» نفوذ إيران والتجاذب الأميركي – الروسي، مع تراجع البحث الجدي عن حل سياسي وفق صيغته السابقة القائمة على «الانتقال السياسي» أو «تلبية تطلعات الشعب السوري».

وإذ يواصل المبعوث الدولي غير بيدرسن مساعيه لإبقاء عجلة البحث عن تسوية سياسية من بوابة مسار جنيف عبر تشكيل لجنة دستورية والاتفاق على قواعد العمل وتقديم مقاربة شاملة لتنفيذ القرار 2254، فما زال اعتقاد اللاعبين الدوليين والإقليميين بضرورة ترك المسار السياسي حياً إلى حين نضوج المحاصصة الخارجية في المسرح السوري المرتبط أصلاً بعلاقات استراتيجية أكبر بين اللاعبين. وحاول بيدرسن البناء على ذلك عبر اقتراح تشكيل منصة جديدة تجمع «ضامني آستانة» (روسيا وإيران وتركيا) مع «المجموعة الصغيرة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا ودولا عربية بعد إضافة الصين، لكنه صدم بالتوتر بين أميركا وإيران.

كان لافتاً أن رسالة رفعها 400 عضو (من أصل 535 عضوا) من مجلس النواب والشيوخ «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» إلى الرئيس دونالد ترمب لإقرار «استراتيجية جديدة» حول سوريا تبين مدى تراجع الاهتمام بالشأن الداخلي السوري، بل إن الرسالة التي تقع في ثلاث صفحات خلت من أي إشارة إلى القرار 2254 أو الحل السياسي. وجاء في الرسالة: «يتسم الصراع السوري بدرجة كبيرة من التعقيد، كما أن الحلول المحتملة المطروحة لا تتسم بالمثالية، ما يبقي خيارنا الوحيد هو تعزيز السياسات التي من شأنها الحد من التهديدات المتصاعدة ضد مصالح الولايات المتحدة، وإسرائيل، والأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي في المنطقة، وتتطلب هذه الاستراتيجية توافر القيادة الأميركية الحازمة… مع التهديدات التي يجابهها بعض من أوثق حلفائنا في المنطقة».

أربعة تهديدات

ما التهديدات الآتية من سوريا بحسب رسالة غالبية أعضاء الكونغرس؟

أولاً، الإرهاب، جاء في الرسالة أن «جيوب المساحات غير الخاضعة لحكومة من الحكومات سمحت لكثير من الجماعات الإرهابية، مثل (داعش) و(القاعدة) وما يتفرع عنهما من جماعات أخرى، بالاحتفاظ بأجزاء من الأراضي السورية تحت سيطرتهم». ورغم أن الهدف المعلن الرئيسي لعناصر هذه التنظيمات هو القتال داخل سوريا، فإنهم «يحافظون على قدراتهم وإرادتهم للتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية المروعة ضد الأهداف الغربية، وضد حلفائنا وشركائنا، وضد الولايات المتحدة الأميركية نفسها».

ثانياً؛ إيران، إذ أشار المشرعون إلى أن منطقة الشرق الأوسط «تشهد زعزعة لاستقرارها وأمنها بسبب تصرفات النظام الإيراني الباعثة على التهديد. حيث تعمل إيران في سوريا جاهدة على إقامة وجود عسكري دائم من شأنه أن يهدد حلفاءنا في المنطقة»، إضافة إلى «استمرار إيران في برنامجها الهادف إلى إقامة طريق سريعة مباشرة من إيران (عبر سوريا والعراق) حتى لبنان. ومن شأن تلك الطريق أن تسهل على إيران إمداد (حزب الله) اللبناني، وغيره من الميليشيات الموالية لإيران، بالأسلحة والذخائر الفتاكة». كما أشارت إلى أن «النظام الحاكم في طهران يواصل توسيع نفوذه محاولا زعزعة استقرار وأمن دول الجوار لخدمة أغراضه ومصالحه الخاصة».

ثالثاً؛ روسيا، إذ نصت الرسالة على أنها على غرار إيران «تواصل العمل كذلك على تأمين وجودها الدائم في سوريا، لما وراء القاعدة البحرية التي تسيطر عليها في طرطوس. وتمكنت روسيا من تغيير قوس الحرب الأهلية في سوريا على حساب الشعب السوري صاحب الأرض مستعينة في ذلك بالقوات والطائرات الروسية، وبالحماية الدبلوماسية الرامية إلى ضمان بقاء نظام الأسد على رأس السلطة». واعتبرت أن تزويد دمشق بالأسلحة المتطورة مثل منظومة «إس – 300» «يعقد القدرات الإسرائيلية للدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدائية المنطلقة من الأراضي السورية، وإن الدور الروسي المزعزع للاستقرار يكمل نظيره الإيراني سواء بسواء – حيث إنه لا يبدو لدى روسيا أي استعداد يذكر لاستبعاد القوات الإيرانية خارج سوريا».

رابعاً؛ «حزب الله»، إذ إنه يشكل، بحسب الرسالة «أبلغ التهديدات على أمن إسرائيل. ووجه (حزب الله)، انطلاقا من لبنان، أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة ضد إسرائيل من الأنواع التي تتميز بالدقة الفائقة والمدى الطويل، الأمر الذي يمنح الحزب القدرة على توجيه الضربات في أي مكان داخل إسرائيل»، إضافة إلى أنه «متهم بقتل خمسة جنود أميركيين في العراق، ويعمل الآن على إنشاء شبكة على الحدود بين إسرائيل وسوريا».

ثلاث خطوات

وبعد تحديدها لـ«التهديدات» الآتية من سوريا، فإن الرسالة «حثت» الرئيس ترمب على تبني «استراتيجية» تتضمن ثلاثة عناصر، هي:

أولاً: «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس»، إذ أشارت إلى أنه «نظرا للأوضاع شديدة التقلب في الشرق الأوسط، فلا يزال من الأهمية بمكان التأكيد للصديق والعدو في المنطقة أننا لا نزال ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس»، إضافة إلى تنفيذ «مذكرة التفاهم ذات العشر سنوات بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والرامية إلى ضمان وصول إسرائيل إلى الموارد والمواد التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها في وجه التهديدات التي تجابهها على طول حدودها الشمالية».

ثانياً: الضغط على إيران وروسيا في سوريا، واقترحت «الخطة» الأولية على إدارة ترمب «العمل مع حلفائنا وشركائنا لزيادة الضغوط على إيران وروسيا بغية تقييد أنشطتهما المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة» وبين ذلك مواصلة الجهود الاقتصادية والدبلوماسية لـ«مواجهة الدعم الإيراني لـ(حزب الله)، والجماعات الإرهابية الأخرى، فضلا عن الدعم الروسي المباشر لنظام (الرئيس) بشار الأسد الاستبدادي». وتابعت أن التصرفات الأميركية الواضحة والمستدامة «جنبا إلى جنب مع التنسيق المكثف مع الحلفاء والشركاء، من شأنه أن يبعث برسالة قوية ومهمة حول العزم الأميركي ضد الجهات المستفيدة من ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة».

ثالثاً: زيادة الضغط على «حزب الله»، عبر التنفيذ الكامل والقوي لقانون منع التمويل الدولي للحزب الصادر عام 2015، ومذكرته التعديلية الصادرة عام 2018، بحسب الرسالة، التي أضافت أن «العقوبات التي تستهدف (حزب الله) ومن يشرفون على تمويله تمكن (واشنطن) من الإقلال من قدراته على تهديد وتحدي إسرائيل والضغط على (قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) (يونيفيل) لتنفيذ تفويض مجلس الأمن الدولي بالتحقيق في والإبلاغ عن الأسلحة والأنفاق التي يُعثر عليها عبر الحدود اللبنانية مع إسرائيل».

عشرة إجراءات

بحسب مصادر دبلوماسية غربية، فإن الخطة التي تتبناها الإدارة الأميركية التنفيذية حالياً، تتضمن عشر خطوات تنفيذية بهدف الوصول إلى «حكم جديد في سوريا بسياسة جديدة مع شعبه ومع جواره»، وتتضمن: أولا، البقاء في شمال شرقي سوريا عبر التنسيق مع دول أوروبية بحيث يكون الانسحاب الأميركي وتقليص عدد الألفي جندي متزامنا مع نشر قوات أوروبية تعوض النقص. ثانيا، منع إيران من ملء الفراغ في شرق نهر الفرات حيث تقيم «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية التي تضم 60 ألف مقاتل بغطاء من التحالف الدولي الذي يضم 79 دولة. ثالثاً، تمديد اتفاق مذكرة «منع الصدام» بين الجيشين الأميركي والروسي في أجواء سوريا. رابعا، دعم الحملة الإسرائيلية في ضرب «مواقع إيران» و«حزب الله» لالتزام «الخطوط الحمر» في سوريا، خامساً، التنسيق الأميركي – الأوروبي في فرض عقوبات اقتصادية على الحكومة السورية ومؤسساتها وشخصيات مقربة منها. سادساً، الضغط على الدول العربية لمنع التطبيع الثنائي (بين الدول) والجماعي (عبر الجامعة العربية) مع دمشق. سابعاً، تجميد المساهمة في تمويل إعمار سوريا قبل تحقيق المعايير السابقة (المبادئ ومعالجة التهديدات) وفرض عقوبات على رجال أعمال سوريين منخرطين في مشاريع الأعمار (كما حصل في القائمة الأوروبية الأخيرة، حيث ستصدر قائمة جديدة قريبا). سابعاً، منع إعطاء شرعية إلى الحكومة السورية في المؤسسات الدولية والدول الغربية والعربية. ثامناً، الضغط على الدول المجاورة لسوريا لعدم التعاون مع خطة روسيا لإعادة اللاجئين قبل توفر ظروف عودتهم. تاسعاً، توجيه ضربات مركزة على مواقع حكومية سورية في حال استعمال السلاح الكيماوي، واعتبار الكلور سلاحاً كيماوياً.

*تم نشر هذا المقال في «الشرق الأوسط»

المخدرات تعصف بالطفولة السورية

المخدرات تعصف بالطفولة السورية

في ذاكرة طفولتي البعيدة، كانت قصص الأطفال المحرومين تعرض بكثرة على القناة التلفزيونية الوحيدة، في زمنٍ، كنا فيه بالكاد نقتات ما يكفينا من المأكل والملبس. في ذلك الزمن كان علينا أن نرى قصة موت بائعة الكبريت، الذي بقدر ما آلمنا، أيضاً أسعدنا خلاصها من الجوع والبرد.

إذا كان كاتبٌ في القرن التاسع عشر قد رأى في موت طفلة الكبريت حلا نهائيا للبرد والجوع والحرمان؛ فمن الذي رأى وقرر أن طريق الموت هو الحل الوحيد لأطفال سوريا، ونحن في القرن الواحد والعشرين؟

أطفالٌ نجوا من الموت في زمن الحرب والدمار والتهجير، لنجدهم في الشوارع والحدائق، وعلى وجوههم كل سمات الحرمان من أفراح الطفولة. لا ندري كيف تعلموا الحصول على سعادة مزيفة لبعض الوقت، بإدمان استنشاق مادة الغراء اللاصق المعروفة محلياً بـ”الشعلة”، بوضعها في أكياس أو علب بلاستيكية!. حتى باتوا أشبه ببائعة الكبريت وهي تشعل أعوادها راسمة بخيالها على الحائط صوراً للدفء والعائلة وأفراح العيد.

أحمد طفل في الثانية عشرة من العمر، فقد أهله في الحرب، ويعيش مشرداً في شوارع العاصمة دمشق، بلا سقف يؤويه، يقول إنه يمارس هذا السلوك يومياً مرتين تقريبا، ويشعر بالسعادة كأنه انتقل إلى عالم آخر، ويضيف أن استهلاكه لهذه المادة يزداد أيام البرد، فينسى تجمّد أطرافه لبعض الوقت.

لن تبحث عن بقية زملاء أحمد كثيراً، إنهم في وضح النهار يضعون أفواههم على الأكياس الحاوية على مادة “الشعلة”. إنها ليست لعبة أطفال، هي لعبة للموت، هم عنها غافلون.

ومادة الشعلة هذه تحتوي على مواد كيميائية طيارة تنتمي إلى مجموعة المذيبات العضوية، التي تسبب تأثيرات عصبية مباشرة، كالشعور بالفرح والنشوة واللامبالاة، وتستمر من نصف ساعة لساعة، تدفع الطفل، أو البالغ، إلى تكرار عملية الشم بعد زوال شعوره بالنشوة، ما يعني أن إدمان مادة الغراء هو إدمان نفسي أكثر مما هو كيماوي، كما أن استمرار الطفل بشم مادة الشعلة لفترات طويلة قد يسبب أضراراً في الجهاز التنفسي كون المادة تحوي مواد مخرشة قد تؤدي إلى تخرش الأغطية المخاطية في الرئتين وقصبات الصدر، إضافة إلى احتوائها على مواد تسبب سرطان الرئة في حال طالت مدة الإدمان.*

هذا النوع من الإدمان يسبب التشوش البصري وعدم الاتزان إضافة الى ثقل اللسان وبطء الحركة والرغبة والنشوة، وقد يؤدي التعاطي لفترة طويلة إلى ضمور المخ. **

كشفت وزارة الصحة التابعة للنظام في مطلع آذار عن ضبط حالات تعاطٍ للمخدرات في مدارس بريف دمشق وبعض الجامعات السورية، وكشفت رئيسة دائرة المخدرات بالوزارة، ماجدة الحمصي، عن وجود شائعات عن بدء انتشار ظاهرة شم مادة “الشعلة ” في المدارس.

وفي إطار تقاذف المسؤوليات، كشف مدير مركز فاقدي الرعاية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، محمد عودة، عن معالجة المركز لـ57 حالة من الأطفال الذين كانوا يشمون الشعلة منذ بداية عام 2016 وحتى الآن منهم مايقارب 35 حالة مازالت بحالة استقرار، وبيّن عودة أن بعض هذه الحالات تمت إعادتها لأسرتها، في حين أن حالات أخرى لازالت في المركز مشيرا لتعرض 12 حالة لانتكاسات.

شمّ الأطفال لمادة الشعلة بات بديلاً عن تعاطي الحبوب والمهدئات العصبية، بسبب انخفاض سعرها وتوفرها في معظم المكتبات والمحلات. وإذا كان هناك ثمة صعوبات في وضع ضوابط لشراء مادة الشعلة وإدمانها، ماذا عن المستحضرات الدوائية المصنعة محلياً، مثل الكبتاغون والأوبرفال والبالتون، والتي يحصل عليها المدمنون بطرق خاصة دون وصفات طبية. فيما تشير التقارير إلى استخدام أساليب جديدة في نقل المخدرات لاسيما حبوب الكبتاغون والزولام، حيث تتم تخبئتها في حليب الأطفال، أو اخفاؤها داخل مشدات الظهر الطبية، أو القيام بخلطها بأعشاب ونقلها بين المحافظات.

أُعلن في شباط الماضي عن ضبط مجموعة تقوم ببيع الحبوب المخدرة داخل جامعة تشرين  في اللاذقية، وقبلها بيومين قالت وزارة الداخلية إنها ألقت القبض على شخصين بتهمة بيع وترويج المخدرات بين طلاب الجامعة، وفي وقت سابق ذكرت مواقع موالية تفاصيل إلقاء القبض على شبكة تعمل في ترويج الحبوب المخدرة في حدائق دمشق، بهدف استغلال الفتيات وتشغيلهن بالدعارة، كما أعلن قسم الآداب في فرع الأمن الجنائي بدمشق عن القبض على بائع قهوة وشاي في الحديقة الممتدة إلى جانب جسر الرئيس، يقوم بترويج المخدرات بين الأطفال والمشردين والفتيات، بغرض استدراجهم للعمل معه، ويقوم بخلط مشروباته بالمواد المخدرة.

وفي حمص، يتكرر الإعلان عن القبض على مروجي مخدرات، وعن حالات وفيات وقعت بين تلاميذ المدارس بسبب تناول جرعات زائدة من الحبوب المخدرة، إضافة إلى انتشار ظاهرة تعاطي الأدوية المسكنة مثل الستاكودائين وحبوب البلتان والترامدول، إذ تباع المواد المهدئة في الأكشاك أمام المدارس وعلى البسطات المنتشرة على الأرصفة، ويتم توزيع المخدرات وحبوب الهلوسة بمغلفات شبيهة بمغلفات علب الماجي المعروفة، إذ يطلب المتعاطون علبة ماجي.

في دمشق، الأكثر انتشاراً ومبيعاً بين الشباب وفي المدارس هي سيجارة الحشيش، والتي يصل سعرها حوالي 1000 ليرة، أي ما يعادل دولارين، وهي، كما يتم الترويج لها، من أجود أنواع الحشيشة البعلبكية، تتبعها حبوب الترامادول، حيث يصل سعر الحبة إلى 60  ليرة، يليه الكبتاغون وتصل العلبة إلى 3500 ليرة، أما مادة الهيروين فهي حكر على الأغنياء، يصل سعر الغرام إلى 20 ألف ليرة.

في آخر آذار الماضي، صرّح قاضي محكمة الجنايات بدمشق، ماجد الأيوبي لصحيفة الوطن السورية، أن نسبة دعاوى تعاطي وبيع المخدرات بلغت 60% من الدعاوي المنظورة أمام القضاء الإداري. وحسب إحصائيات صادرة عن وزارة الداخلية في حزيران 2018، تمت إحالة 3329 شخصاً إلى القضاء بتهم التعاطي والمتاجرة، في حين تم ضبط 679740 كغ من الحشيش المخدر، وأكثر من مليون و875 ألف حبة مخدر، و 21323 كغ من القنب الهندي، و18 كغ من مواد أولية لصناعة المخدرات.

ولا يقتصر الأمر على المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، فقد شهدت مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، أثناء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها، وعقب دخول فصائل الجيش الحر إليها في 2016، رواجاً لتجارة الحشيش والحبوب المخدرة، عبر تجارة عابرة للحواجز العسكرية المنتشرة على الأرض.

يقول القائد العام لـ”الشرطة الوطنية”، اللواء عبدالرزاق أصلان، أن قوات الشرطة في إعزاز وجدت بؤر توزيع مواد مخدرة، متهماً النظام وداعش وPkk، بالترويج لها. ومنذ مطلع 2017، حتى تشرين الثاني 2018، ازدادت ضبوطات التعاطي والاتجار بالمخدرات في ريف حلب. ونقلت وسائل إعلام تركية أنه تم ضبط سيارة إسعاف في ولاية كلس بداخلها 20كغ من الحشيش، قادمة من معبر cobanbey التركي المقابل لمعبر الراعي السوري.

في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، توسع تعاطي وتجارة الحشيش والمخدرات كظاهرة أساسية، خاصة في مدينة الرقة وريف دير الزور، وصولاً إلى مناطق سيطرة النظام في دير الزور. وتعتبر مدينتا منبج والحسكة المصدر الأساسي للحصول على الحبوب المخدرة؛ ففي تموز 2018، في ريف بلدة تل حميس، قبضت وحدات حماية الشعب “أسايش” على شخص بحوزته 300 حبة كبتاغون، وفي آب 2018، قبضت على تاجري حشيش في رأس العين.

هكذا تحاول قوى الأمر الواقع، المسيطرة في مختلف المناطق السورية، إلقاء تهم الترويج للمواد المخدرة على الأطراف الأخرى، في مشهد يبدو فيه أن معظم المليشيات العاملة على الأرض متورطة في هذه التجارة، في شبكة عابرة للحواجز التي تقيمها في حدود سيطرتها. ليقف المواطن السوري حائرا وخائفا من ظاهرة باتت أشبه بوباءٍ لا يعلم متى يقتحم بيته. وربما نصل لمرحلة تلك الأم في كبح غضبها، حين قالت لي، في محاولة لتقبّل تعاطي ابنها ذي الثلاثة عشر ربيعاً للتدخين: “الحمد لله ابني بيدخن ما بيحشش”.

المصادر

* حسب ماشرحه طبيب الأطفال كريم مأمون في لقاء مع جريدة عنب

** حسب ما أكدت كنانة الدبس المسؤولة عن محور الإدمان والتوعية في مشروع سيار الذي يعنى بالأطفال المشردين والمتسولين.