النساء اللاجئات بين العوائق ودعم القانون

النساء اللاجئات بين العوائق ودعم القانون

كثيراً ما انتهى الطريق إلى أوروبا بسالكيه إلى الموت! لكن من يأبه! طالما أنّ الناجين والناجيات من الموت ستطأ أقدامهم/ن أرض أوروبا، وسينعمون وينعمن برفاه العيش في بلدانٍ أقل ما يمكن أن توصف الحياة فيها بـ “الحرة والديمقراطية والكريمة”.
في أواخر عام 2015 وصلتُ إلى ألمانيا لاجئةً. لاجئةً، أبتغي ديمقراطيتها، حريتها، وكرامة الإنسان فيها. وكمثيلاتي من اللاجئات/ين كان عليّ أن أمكث لفترة في مركز استقبال أوّلي (هايم). هناك، تعرّفت على كثيرٍ من اللاجئين واللاجئات.

شابات في مقتبل العمر هربن حاملات أحلامهن وطموحاتهن بالتحصيل العلمي والتحرّر. زوجات وأمّهات تركن أزواجهن وراءهن، ريثما يحصلن على حق اللجوء، فيلتمّ شمل العائلة من جديد. زوجات معتقلين ومغيبين قسراً ومخطوفين عند مختلف أطراف الصراع في سورية، لذن بالفرار وجئن إلى ألمانيا على أمل أن تُسمع أصواتهن المطالبة بكشف مصير أبنائهن وأزواجهن في المجتمع الدولي، أرامل حملن خيباتهن ومن نجا من أطفالهن وعبرن البحر، آملاتٍ بمستقبلٍ مشرقٍ لأبنائهن وبناتهن.

لم تكن الحرب وحدها سبباً في هروب النساء من أوطانهنّ، فقد هربن أيضاً من العنف الأسري والاجتماعي، من العنف الجنسي أو الزواج القسري وزواج القاصرات. لكلٍّ منهنّ أحلامها الشخصية والخاصة، لكنّ أغلبهن أجمعن على الرغبة في “كرامة العيش والحرية.”
بعد أشهرٍ من الانتظار، حصلتُ على حقّ الإقامة، وبدأت خطواتي الأولى في الاستقرار بدءاً من إيجاد سكنٍ وليس انتهاءً بالعمل. في تلك المرحلة تعرفت، وما أزال، على مزيدٍ من اللاجئات، بعضهن كنّ قد وصلن إلى ألمانيا عبر طرق التهريب ذاتها، وقد باتت معروفة، في حين وصلت أخريات عن طريق إجراءات لمّ الشمل، جميعهنّ كنّ يهجسن بمسألة كرامة العيش والحرية، بالدرجة الأولى، فهل تحقّقت لتلك النساء كرامة العيش والحرية؟

عبر تجربتي الشخصية، أستطيع القول إنّ الدول الأوروبية بشكل عام وألمانيا بشكل خاص، تضمن مساحة واسعة من الحرية مدعومة بالقانون، ما يتيح للنساء الراغبات بالبحث عن مستقبلهن التعليمي والمهني والاجتماعي، مساحةً واسعةً للعمل والطموح، بعيداً عن التابوهات التي نشأن عليها في مجتمعات المنطقة العربية. وقد خبرت عن قربٍ وسمعت عن نجاحات حققتها نساءٍ عديدات في مجالات مختلفة علمية ومهنية، ربما لم يكن بعضها متاحاً لهنّ في بلدانهن.

بالمقابل، لا تزال كثيرٌ من النساء تخضعن للسلطة الذكورية ولقوانين اجتماعية حملها اللاجئون الذكور معهم وباتوا أكثر تعصباً لها في بعض الحالات. وبالتالي باتت النساء أكثر عرضةً لمختلف أنواع العنف في مراكز الاستقبال الأوليّة، حيث يعيش اللاجئون مع عائلاتهم في محيطٍ تنعدم فيه الخصوصيّة، ويتعرضون فيه لمختلف أنواع الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي. الأمر نفسه يمكن ملاحظته خارج مراكز اللجوء حيث تشكّلت مجتمعات ضيّقة على هامش المجتمع الألماني بقيت منغلقة على نفسها. ورغم قناعة بعضهن ورغبتهن في الاستقلال والاعتماد على النفس، وبالتالي الخلاص من كل ما يتعرضن له من عنف السيطرة الذكورية، إلا أنّ عليهنّ دفع ثمنِ كبيرِ من الجدّ والعمل الدؤوب لنيل كرامة عيشهن وحريّتهن المنشودتين، خاصة مع وجود عوائق عديدة أمامهنّ كتعلّم اللغة الألمانية وإيجاد عملٍ وسكنٍ مستقل.

وفي كثير من الحالات يصبح الصمت ملاذ النساء الوحيد! فهن يخشين من الحكم الأخلاقي الذي سيطلق عليهن في هذه المجتمعات المغلقة، ومن فقدان الحماية المتمثلة بالزوج، الأب، أو الأخ، لتبدو الصورة في النهاية لا تختلف كثيراً عن تلك المألوفة في بلداننا العربية.لذلك فإن أكثر ما يمكن أن يساند النساء لنيل حريتهن المستحقة هو معرفتهن لحقوقهن ودفاعهن عنها بالقانون الذي يحمي الجميع، فكيف يدعم القانون الألماني النساء في ألمانيا؟

وفقاً لدراسة استقصائية، فإنّ امرأة من بين كل أربع نساء في ألمانيا تعرّضت للعنف المنزلي مرة واحدة على الأقل في حياتها. ووفقاً لإعلان الأمم المتحدة الخاص بالقضاء على العنف ضد المرأة، يشمل العنف ضد المرأة أي إجراءٍ يتسبب في أذىً أو ضررٍ جسديٍ أو جنسيٍ أو نفسيٍ على امرأةٍ لمجرد جنسها. وينطبق الأمر ذاته على خطر أعمال العنف والإكراه والحرمان التعسفي من الحرية، أي حبس امرأةٍ في مكان خاص (بما في ذلك منزل الزوجية) أو عامٍ ضد إرادتها.

لذلك اتخذت ألمانيا إجراءاتٍ عديدةٍ لحماية النساء، فصدر في العام 2002 قانون الحماية من العنف. بموجب هذا القانون يمكن للشرطة اتخاذ إجراءاتٍ فوريةٍ لحماية النساء المتضررات حتى قبل صدور حكم قضائي، كإجبار الزوج أو الجاني أياً كان على مغادرة المنزل، وكتابة تعهدٍ بعدم التعرض للضحية أو الاقتراب منها أو التحدّث إليها.

يعدّ القانون الألماني أنّ أيّ زواجٍ مدنيٍ أو دينيٍ يكون فيه أحد الشريكين دون سن 18 عاماً (زواج الأطفال) غير قانوني. ووفقاً للإحصاءات، يوجد حالياً 1475 حالة زواج أطفال في ألمانيا. في (1152) من الحالات، يكون الزوج القاصر من الإناث، لذا فإن الفتيات الصغيرات بشكلٍ أساسيٍ هن ضحايا زواج الأطفال.

كما يعدّ القانون الألماني المضايقات الجنسية أو الإكراه على الجنس حتى بين الزوجين، والذي يشير إلى “الأفعال الجنسية المرتكبة عن طريق العنف أو التهديد بالعنف وضد إرادة الضحية،” أو الاغتصاب من بين الجرائم الجنائية. وتُصنّف الأفعال التالية كتحرشٍ جنسي: التعرض للمس ضد الإرادة، التعرض للتحديق، سوء المعاملة لفظياً، الإجبار على الجِماع، الإجبار على مشاهدة الآخرين يمارسون الجنس، إهانة بسبب نوع الجنس، إطلاق صفات أو أسماء غير لائقة وبذيئة. ويمكن أن يحدث التحرش الجنسي في الأماكن العامّة، في المنزل أو العمل، من قبل شخص غريب أو قريب أو صديق أو زميل أو رئيس.

إضافةً إلى ما سبق فإنّ القانون الألماني واضح ودقيق في دعم حصة المرأة في التمثيل السياسي والأعمال، ويسعى للمساواة بالأجر وحظر العمل دون أجر، ويعطي المرأة حق الإجهاض، ويحظر ختان الإناث، والبغاء والاتجار بالنساء، وغير ذلك. وفي جميع هذه الحالات يمكن للضحايا تقديم شكوىً مباشرةً إلى الشرطة أو الاتصال بمراكز الإرشاد التي توفّرها الدولة، وبذلك تحصل الضحايا على الحماية والدعم والخصوصية.

* يعاد نشر هذا المقال في صالون سوريا ضمن تعاون مع شبكة الصحفيات السوريات

ملاحظة: الصورة المرافقة للمقال هي عمل للفنانة ديالا برصلي. 

المصادر:
handbookgermany.de

قانون الحماية من العنف: https://www.bmfsfj.de/bmfsfj/aktuelles/alle-meldungen/gewaltschutzgesetz/80702

A Representative Study of Violence against Women in Germany
دراسة استقصائية

https://www.bmfsfj.de/blob/93906/9c0076fc66b1be6d0eb28258fe0aa569/frauenstudie-englisch-gewalt-gegen-frauen-data.pdf

مهرجان للأدب وفن المرأة في القامشلي

مهرجان للأدب وفن المرأة في القامشلي

في رقعةٍ صغيرةٍ من بلدٍ أنهكته الحروب، يُنسج الأمل بأيدي نساءٍ تحدين تجاعيد الحياة وعذاباتها، لتحكن مطرزات وترسمن لوحات وتدون قصائد وحكايات نابضة بالحب وتصنعن مجسمات فنية سهرن عليها أياماً وليال، ولتتبنى أعمالهن شعار “المرأة روح الحياة وأبجدية الأدب”.

في جناح الأعمال اليدوية  تعرض ” شهرزاد سليمان” نتاجات أفكارها من فن تدوير مخلفات البيئة  من بقایا الأخشاب والزجاج والخیش والعبوات الفارغة و شرائح النحاس والكرتون المضلع لتخرج منها تحفاً ومجسمات فاكهة وصوان ومعلقات جدارية وصحون للزينة وعلب ضيافة.

يحظى الفن النسائي من خلال المعارض المنظمة باهتمامٍ يفوق ما يتم تقديمه من خلال نشاطاتٍ فردية في مجالات عديدة وفي صناعاتٍ وفنون تراثية نادرة، وحرف يدوية أعدن إليها بريقها ونفضن الغبار عن فنون الأجداد التي يكاد يطويها النسيان.

تهدف التظاهرة  الثقافية التي باتت تقليدا سنوياً إلى تشجيع و تطوير النشاطات  النسائية وفرصة لخلق فضاء نقاش و حوارٍ بين نساءٍ فاعلاتٍ في المجال الأدبي والفني من مختلف الأجيال وتبادل الخبرات والآراء بغية إبراز دور النساء في الساحة الثقافية والفنية ليقدمن صوراً إنسانية متفردة تكتمل به منظومة العقل الإبداعي للمرأة الفنانة.

تعليق: لامار ٲرْكَندي

تصوير ومونتاج: جوان تحلو

Syria in a Week (2 – 8 April 2019)

Syria in a Week (2 – 8 April 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

Dissipation of Sovereignty: Russia Rewards Netanyahu

Reuters and Enab Baladi

3 – 4 April 2019

Russian President Vladimir Putin told Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu on Thursday that Russian special forces troops in Syria had found the remains of a US-born Israeli soldier missing since 1982. “Our soldiers together with Syrian partners established his resting place. We are very happy that they will be able to give him the necessary military honors at home,” Putin was quoted as saying. He added that “Russia found the body of the soldier in coordination with the Syrian army, and our soldiers brought him to Israel.”

The official Syrian news agency (SANA) said that the Syrian government was not aware of handing the remains of the Israeli soldier Zachary Baumel to Israel. “Syria is not aware of the issue concerning the remains of the Israeli soldier. This is yet more evidence that proves the cooperation between terrorist groups and the Mossad,” SANA reported a media source as saying.

Zachary Baumel, who was 21 when he fought in Israel’s invasion of Lebanon, was declared missing in action along with two other soldiers in the Battle of Sultan Yacoub. A Russian news agency reported Putin as saying that the task of finding the remains had been difficult.

Dissipation of Sovereignty: Trump Disregards our Rights

Reuters

7 April 2019

US President Donald Trump said on Saturday that he made the controversial decision to recognize Israel’s 1981 annexation of the Golan Heights after getting a quick history lesson during a conversation on a different subject.

Speaking at the Republican Jewish Coalition gathering in Las Vegas, Trump said he made the snap decision during a discussion with his top Middle East peace advisers, including the US ambassador to Israel, David Friedman, and son-in-law Jared Kushner.

“I said, ‘Fellows, do me a favor. Give me a little history, quick. Want to go fast. I got a lot of things I’m working on: China, North Korea. Give me a quickie,” Trump said to laughter from the Las Vegas crowd.

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu visited Trump last month. At their 25 March meeting, Trump signed a proclamation officially granting US recognition of the Golan as Israeli territory, a dramatic departure from decades of US policy. The move, which Trump announced in a tweet days prior, was widely seen as an attempt to boost Netanyahu who is up for re-election on April 9.

“We make fast decisions. And we make good decisions,” Trump said on Saturday.

Children’s Suffering Post-ISIS

Reuters

7 April 2019

Children at al-Hol camp suffer from malnourishment, stunted growth, and broken legs according to the paramedics’ log for children who were transferred from the battle field to the crowded clinic, which lacks even the most basic medical services.

Medical centers are filled with teenagers missing limbs and women with shrapnel and bullet wounds. The exodus during intense fighting of more than sixty thousand people from ISIS’s final redoubt of Baghouz is overwhelming medical staff in eastern Syria who struggle to cope at the camp.

Scores of people, mostly children, have died on the 150-mile (240-kilometer) journey to al-Hol or soon after arriving, aid groups say.

The intense bombardment and fighting to dislodge the extremist group cost countless lives and wounded many more people, including the wives of fighters, their children, ISIS supporters, and other civilians trapped in the enclave.

Exchange of Bombardment in Idlib

Reuters

6 – 7 April 2019

At least fifteen people were reported killed on Sunday in shelling by government and opposition forces in northwestern Syria, further straining a Russian-Turkish ceasefire deal for the region. The agreement has come under strain in recent weeks: the Syrian Observatory for Human Rights said forty-five people had been killed in the last five days alone, most of them by government shelling of opposition-held areas.

Syrian official media said five people had been killed in government-held Masyaf.

The foreign ministers of France, Germany, Britain, Canada, the United States, Italy, and Japan on Saturday noted “with mounting concern the escalation in Syrian military activity in the de-escalation zone in Idlib over recent weeks”, according to a communique issued after a Group of Seven meeting.

Turkey has deployed forces into Idlib under an agreement with Russia and Iran. Jihadist insurgents of the Tahrir al-Sham group hold sway on the ground.

The United Nations says Idlib and the adjacent areas are sheltering some three million people, half of whom have been uprooted from other parts of Syria by the war.

Fate of Extremists!

Reuters

5 April 2019

The French interior minister Christophe Castaner said on Friday that interior ministers from the Group of Seven industrialized nations still have different views over how to handle jihadists and their families in Syria and Iraq.

The US representative, under-secretary Claire Grady, reiterated at the meeting of G7 interior ministers in Paris the US position that these foreign fighters should be returned to their countries of origin.

A United Nations human rights investigator said on Thursday, Iraq must ensure that ISIS leadership faces justice for alleged war crimes and genocide against civilians, not just charges of belonging to a terrorist group.

Four men, two Iraqi and two Syrians, were sentenced to death by a Baghdad court on 30 October on charges of membership of ISIS (a banned terrorist organization), according to Agnes Callamard, the UN special rapporteur on extrajudicial, summary or arbitrary executions. Their identity has not been revealed but she described them in a statement as “four senior affiliates of the ISIS leadership.” She added: “The trial should have shed light on the inner workings of ISIS and created a crucial judicial record of ISIS crimes against people.”

Manbij and Turkey Once Again

Reuters

4 April 2019

Turkish military sources said that the work between Turkey and the United States to implement an agreement over the Syrian town of Manbij is proceeding more slowly than desired. The sources said that Turkey is making efforts to speed up the process, referring to an agreement between the NATO allies to a complete withdrawal of the Kurdish People’s Protection Units (YPG) from the town.

Turkey and Russia have conducted three coordinated patrols in the mainly Kurdish-controlled northern Syrian region of Tel Rifaat and plan to continue the patrols, the sources said.

Algeria Learns the Lesson from the Syrian Conflict!

Reuters

2 April 2019

The Algerian news agency said on Tuesday that President Abdelaziz Bouteflika resigned on Tuesday, after weeks of mass protests. This came after army chief of staff Lieutenant General Ahmed Gaed Salah demanded constitutional measures to remove Bouteflika (82 years). Bouteflika presented an apology to the Algerian people in his resignation letter.

Libya did not Learn from our Experience!

Reuters

7 April 2019

Residents said that eastern Libyan forces (Libyan National Army-LNA) carried out air strikes on the southern part of Tripoli on Sunday and made progress toward the city center, escalating an operation to take the capital as the United Nations failed to achieve a truce.

The LNA, which backs a parallel administration in the east, launched last week an advance on Tripoli in the west, home to the internationally recognized government.

The offensive intensifies a power struggle that has fractured the oil’s and gas’s producing country since the 2011 overthrow of Muammar Gaddafi.

The LNA reached the southern outskirts of the capital on Friday and says it took the former international airport, though the Tripoli military officials deny this. At least one warplane carried out an air strike in the area and the LNA is now some eleven kilometers from the city center, a resident said, adding he could see the troops as forces loyal to the Tripoli government withdrew.

The UN mission to Libya called on Sunday for a truce for two hours in southern Tripoli to evacuate civilians and wounded, it said in a statement without giving details. However, the true was not observed by evening, one UN official said.

In another sign of the situation worsening on the ground, a contingent of US forces supporting the US Africa Command evacuated Libya for security reasons, a U.S. statement said without giving any further details.

Syria in a Week (2 – 8 April 2019)

سوريا في أسبوع 2 – 8 نيسان/ابريل 2019

هدر السيادة: روسيا تكافئ نتنياهو

رويترز وعنب بلدي

3-4 نيسان/أبريل

أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو يوم الخميس أن قوات روسية خاصة في سوريا عثرت على رفات جندي إسرائيلي مولود في الولايات المتحدة كان في عداد المفقودين منذ عام 1982. ونسب إليه القول “حدد جنودنا مع الشركاء السوريين مكان مرقده الأخير. نحن سعداء للغاية لأنهم سيتمكنون من منحه التكريم العسكري اللازم في وطنه”. وأضاف بوتين، “روسيا عثرت على جثة الجندي بالتنسيق مع الجيش السوري، وإن جنودنا جلبوه إلى إسرائيل.

وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن النظام السوري لا علم له بموضوع تسليم رفات الجندي الإسرائيلي، زيخاري باومل لإسرائيل. وأضافت الوكالة نقلًا عن مصدر إعلامي أنه “لا علم لسورية بموضوع رفات الجندي الإسرائيلي، وإن ما جرى هو دليل جديد يؤكد تعاون المجموعات الإرهابية مع الموساد”.

وأعلن اختفاء زخاري باومل، الذي كان يبلغ من العمر 21 عاماً عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب. وفي كلمة خلال محادثات مع نتنياهو في موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله إن مهمة العثور على رفات الجندي كانت شاقة.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن إسرائيلاستعادت رفات جندي من أصل أمريكي مفقود منذ معركة بالدبابات ضد القوات السورية عام 1982.

هدر السيادة: استخفاف ترامب بحقوقنا

رويترز

 7 نيسان/أبريل

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت إنه اتخذ القرار المثير للجدال بالاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1981 بعد تلقيه درساً سريعاً في التاريخ خلال حوار بشأن موضوع مختلف.

وقال ترامب أمام تجمع الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيجاس إنه اتخذ هذا القرار السريع خلال نقاش مع كبار مستشاريه بشأن السلام في الشرق الأوسط ومن بينهم ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل وصهره جاريد كوشنر.

وأضاف ترامب وسط ضحك من الحاضرين بلاس فيجاس “قلت أيها الزملاء اسدوا لي معروفاً. حدثوني قليلاً عن التاريخ بشكل سريع. تعرفون لدي أمور كثيرة أعمل بشأنها: الصين وكوريا الشمالية”.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب الشهر الماضي. ووقع ترامب خلال اجتماعهما في 25 مارس آذار على إعلان باعتراف الولايات بالجولان أرضاً إسرائيلية في تخل مستفز عن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين. وكان ترامب قد أعلن هذه الخطوة قبل ذلك بأيام على تويتر وفُسرت على نطاق واسع على أنها محاولة لتعزيز نتنياهو الذي يخوض انتخابات في التاسع من أبريل نيسان للفوز بفترة جديدة.

وقال ترامب يوم السبت إنه اتخذ قراره بشكل سريع وأضاف “نتخذ قرارات سريعة. ونتخذ قرارات سليمة”.

معاناة الأطفال ما بعد داعش

رويترز

 7 نيسان/أبريل

يعاني الأطفال في مخيم الهول من سوء التغذية وعدم اكتمال النمو وكسور في الأرجل، بحسب سجلات الطواقم الطبية في المخيم لأطفال رضع نُقلوا من ساحة المعركة إلى العيادة المكتظة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الطبية.

وتمتلئ المقرات الصحية بصبية في سن المراهقة فقدوا بعض أطرافهم ونساء مصابات بشظايا وبطلقات نارية. ويعاني العاملون في المجال الطبي جراء نزوح أكثر من 60 ألف شخص من الباغوز المعقل الأخير لتنظيم داعش في شرق سوريا لمجاراة سيل المحتاجين للرعاية الطبية في المخيم.

وتقول جماعات المساعدات الإنسانية إن العشرات وخاصة من الأطفال ماتوا في الرحلة التي يبلغ طولها 240 كيلومتراً إلى مخيم الهول أو عقب وصولهم إليه.

وراحت أعداد لا حصر لها ضحية القصف المكثف والقتال الذي استهدف إخراج مقاتلي التنظيم كما أصيبت أعداد أكبر بجروح، وكان من بين المصابين زوجات للمقاتلين وأطفالهن وأنصار التنظيم ومدنيون محاصرون في الباغوز.

تبادل للقصف في إدلب

رويترز

 6-7 نيسان/أبريل

وردت أنباء يوم الأحد عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً في قصف متبادل بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا، مما يزيد الضغط على اتفاق وقف إطلاق النار بالمنطقة الذي توسطت فيه روسيا وتركيا. ويواجه الاتفاق مصاعب في الأسابيع القليلة الماضية. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 45 شخصا قتلوا في الأيام الخمسة الأخيرة فقط، وأن معظمهم سقط نتيجة للقصف الحكومي لمناطق المعارضة.

في غضون ذلك قالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إن خمسة أشخاص قتلوا في بلدة مصياف الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وأشار وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان يوم السبت “بقلق متزايد إلى تصاعد النشاط العسكري السوري في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب خلال الأسابيع القليلة الماضية” وفقا لما جاء في بيان صدر بعد اجتماع لمجموعة الدول السبع.

ونشرت تركيا قوات في إدلب بموجب اتفاق مع روسيا وإيران. ويتمتع مقاتلون من جماعة تحرير الشام المتشددة بنفوذ في المنطقة.

وتقول الأمم المتحدة إن إدلب والمناطق المجاورة تؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم نزحوا إليها من أجزاء أخرى في سوريا بسبب الحرب.

مصير المتشددين!

رويترز

 5نيسان/أبريل

قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير يوم الجمعة إن وزراء داخلية مجموعة الدول الصناعية السبع ما زالت لديهم وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع المتشددين وأسرهم في سوريا والعراق.

وكررت وكيلة الوزارة الأمريكية كلير جريدي، ممثلة الولايات المتحدة في اجتماع باريس، موقف بلادها المتمثل في ضرورة إعادة المقاتلين الأجانب كل إلى وطنه الأم.

وفي سياق متصل قالت مقررة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس إنه يتعين على العراق ضمان مثول قيادات تنظيم داعش للعدالة فيما تردد عن ارتكابهم جرائم حرب وإبادة بحق مدنيين وليس لمجرد اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية.

وذكرت أجنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام الفوري والتعسفي أن محكمة في بغداد قضت بإعدام أربعة رجال وهما عراقيان وسوريان يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر في اتهامات بالانتماء لمنظمة إرهابية محظورة هي تنظيم داعش. ولم يتم الكشف عن هوياتهم لكنها وصفتهم في بيان بأنهم “أربعة من كبار المنتسبين لقيادة داعش”. وأضافت “كان حرياً بالمحاكمة أن تلقي الضوء على داعش من الداخل وتنشئ سجلاً قضائياً ضرورياً بجرائم داعش ضد الناس”.

منبج وتركيا مجدداً

رويترز

 4نيسان/أبريل

قالت مصادر عسكرية تركية إن العمل مع الولايات المتحدة لتطبيق اتفاق بشأن مدينة منبج السورية يسير بوتيرة أبطأ من المرجو. وأضافت المصادر أن أنقرة تبذل جهوداً لتسريع العملية في إشارة إلى اتفاق بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي لاستكمال انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة.

وذكرت المصادر أن تركيا وروسيا نفذتا ثلاث دوريات منسقة في منطقة تل رفعت بشمال سوريا التي يسيطر عليها بشكل أساسي الأكراد وتعتزمان مواصلة تلك الدوريات.

الجزائر تتعلم من النزاع السوري!

رويترز

 2 نيسان/أبريل

ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية يوم الثلاثاء أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم استقالته، وذلك في أعقاب احتجاجات حاشدة مستمرة منذ أسابيع. جاء ذلك التحرك بعد مطالبة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح باتخاذ إجراءات دستورية فورية لعزل بوتفليقة (82 عاما). وقدم بوتفليقة اعتذاراً للشعب الجزائري في رسالة استقالته!

وليبيا لا تتعلم من تجربتنا!

رويترز

 7 نيسان/أبريل

قال سكان إن قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر نفذت ضربات جوية على الجزء الجنوبي لطرابلس يوم الأحد وتقدمت باتجاه وسط المدينة، في تصعيد لعملية تهدف للسيطرة على العاصمة في حين لم تتمكن الأمم المتحدة من التوصل إلى هدنة.

في الأسبوع الماضي، تقدم الجيش الوطني الليبي الذي يدعم حكومة موازية في شرق البلاد نحو طرابلس في الغرب حيث يوجد مقر الحكومة المعترف بها دولياً.

ويؤجج الهجوم من صراع على السلطة يمزق البلد المنتج للنفط والغاز منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

ويقول الجيش الوطني الليبي إنه وصل إلى المشارف الجنوبية لطرابلس وبسط سيطرته على المطار الدولي السابق وهو ما ينفيه مسؤولون عسكريون في طرابلس. وقال ساكن إن طائرة حربية واحدة على الأقل نفذت ضربة جوية على المنطقة وأن الجيش الوطني الليبي أصبح على بعد نحو 11 كيلومتراً من وسط المدينة، مضيفا أنه رأى القوات الموالية لحكومة طرابلس وهي تنسحب.

وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا يوم الأحد أن البعثة دعت إلى هدنة لمدة ساعتين في جنوب طرابلس لإجلاء المدنيين والجرحى، دون مزيد من التفاصيل. لكن مسؤولاً بالأمم المتحدة قال إنه لم يتم الالتزام بالهدنة مع حلول مساء الأحد.

وفي دلالة أخرى على تدهور الوضع الميداني، أشار بيان أمريكي إلى أن فرقة من الجنود الأمريكيين تساند القيادة الأمريكية في أفريقيا غادرت ليبيا لأسباب أمنية، دون مزيد من التفاصيل.

 

في زمن ثورات التغيير.. الموروث الشعبي يضطهد النساء

في زمن ثورات التغيير.. الموروث الشعبي يضطهد النساء

تُعتبر الأمثال الشعبية العربية نوعاً من أنواع الأدب الشعبي، وجزءاً من الموروث المروي، الذي تتناقله الأجيال بسهولة، نظراً لتحقق قواعد الاختصار والإيقاع والتصوير، ما يجعل حفظ الأمثال وتناقلها غايةً في السهولة، ويُحافظ على ما جاء فيها من أفكار رغم تغير البيئات والظروف الاجتماعية التي ظهرت خلالها.
أثبتت الأمثال الشعبية قوتها في كثير من المواقف والعلاقات الاجتماعية، حيث تحولت إلى قوانين تقولب أنماط التفكير والحكم بين الناس على بعض المواقف دون أن تتمتع بأي سلطة تنفيذية تفرضها. فقد فرضت الأمثال الشعبية نفسها بنفسها من خلال حُسن صياغتها وتمتعها غالباً بالدعابة، ما يزين استخدامها حتى بين الفئات التي يجب أن ترفضها، لما تنطوي عليه غالباً من أحكام مسبقة وصور نمطية، أو إهانة وتهميش.
يظهر هذا التنميط والحكم المسبق القاسي والمستفز بوضوح في الأمثال العربية حين تتناول النساء، فهن غالباً ثرثارات غبيات كاذبات وخائنات، وفي بعضها هن مصدر المصائب. وفي أحيان قليلة قد يكن ذكيات كريمات مُتقنات لعملهن، لكنهن عندها يكنّ ”أخوات الرجال“، في تأكيد لفظي أن المرأة لا يمكن أن تتحلى بصفات إيجابية ما لم تُشابه الرجال.

وتكمن خطورة هذه الأمثال في ترسيخ الصور النمطية للمرأة والأدوار المنوطة بها في الثقافة العربية. ففي ظل بعض التطور المنجز على صعيد الحياة الاجتماعية للنساء في الوطن العربي، ما تزال الأمثال الشعبية تعمل على تقزيم إنجازاتهنّ من خلال ترسيخ النظرة التي ترى أن ”البنت لو وصلت للمريخ آخرتا للطبيخ“.
وتبدأ عملية الإقصاء الشفهي ثم الفعلي للنساء منذ الولادة في الأمثال العربية التي لا تزال حية ومتداولة؛ فعدة أمثال تؤكد كراهية واستنكار ولادة مولودة أنثى، كالمثل الشعبي اليمني القائل ”ابن عاصٍ ولا عشر مطيعات“، إلى المثل القائل ”صوت حية ولا صوت بنية“، أي أن وجود أفعى في المنزل يُعتبر مصيبة أصغر من وجود بنت فيه.
ويستمر هذا الإقصاء بالتأكيد على أن النساء ثرثارات وكثيرات الكلام، إلا أن كلامهن لا قيمة له وآراؤهن لا جدوى منها، لذا لا بد من إسكاتهن أو تعليمهن السكوت ”لسان البنت متل شعرها كل فترة بدو قص“.

بعض الأمثال لم تسخر من آراء النساء فحسب، بل سخرت من قيمة المرأة عموماً واعتبرتها عديمة الفائدة دون رجل، دون أن تصبح زوجة وأماً، فـ”الرجل بالبيت رحمة ولو كان فحمة”، وويل للمرأة التي لم تنجب لزوجها لأن ”الشجرة اللي ما تثمر حلال قطعها“، ويستمر هذا التهديد حتى بعد أن تنجب إذا أنجبت أنثى ”فأم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط“.
كذلك تُشجع كثير من الأمثال بعض الظواهر كالعنف تجاه النساء، فتحث النساء على تقبل العنف والانحناء أمامه وعدم مواجهته، فالأهمية والأولوية هي الحفاظ على الزوج قبل الحفاظ على الإنسانية أو الكرامة، ولا بدّ أن كثيرات سمعن عبارات مثل ”الوحش أكل كل الخلق إلاّ مرتو“، أو ”إذا علكك ما بيبلعك“، في توجيه صريح للمرأة للصبر على الزوج وتحمل الحياة معه حتى لو كان متوحشاً.
ويذهب بعضها إلى التظارف في تشريع العنف من خلال الدعابة ”النسوان متل الزيتون ما بيحلو غير بالرص“، إذ يشجع هذا المثل الزوج على تعنيف زوجته حتى تصبح لينة مطيعة، وتصبح الحياة معها حلوة، مثلما يصبح الزيتون أطيب إن هُرس قبل التخزين، مع التحذير الدائم من عواقب تعليم المرأة وتمردها إن أصبحت قارئة ”لا تقري بنتك ولا تندم على العاقبة“.

ولا تحصل المرأة على مكانة إيجابية برأي بعض الأمثال ما لم تكن جميلة، فرأيها غير مهم وعلمها وثقافتها ليسا ذو أهمية، ما يهم فقط هو جمالها لأنه أداتها لإرضاء الرجل، والضمان الذي يعطيها الفرصة لتلعب الأدوار المنتظرة منها كامرأة صالحة، بأن تتزوج وتنجب وتربي “إذا عشقت اعشاق قمر، وإذا سرقت اسروق جمل”، و”الحلوة حلوة ولو صارت نانة وكنة”.
بعض الأمثال أظهرت الاحترام للنساء وقدمتهن بصورة إيجابية، إلا أنها أيضاً حصرت احترامهن وإنجازاتهن بالدور التقليدي المقدس للمرأة وهو الأمومة وتقدير دورها في التربية “جوزك على ما تعوديه وابنك على ما تربيه”، و”اللي ما عنده أم حاله يغم”.

اليوم ونحن نعيش في زمن الثورات والمطالبة بالتغيير السياسي، يبدو أن موروثنا الثقافي ولغتنا اليومية بحاجة للمراجعة والتغيير بدورها. فلا يجوز لأي نشاط يهدف للمطالبة بحقوق النساء وتحقيق العدالة لهن أن يتجاهل اللغة العنيفة والمهينة التي ترسم صورة المرأة وتُحدد أدوارها، ولا بد من استبدال المقولات المجحفة بحق النساء بالتذكير بإنجازاتهن وإنتاجهن الفكري والعلمي والاقتصادي، وإبقاء هذا كله حاضراً في أذهاننا بدءاً من صياغة القوانين والدساتير وانتهاءً بالأدب الشعبي والمرويات.

* يعاد نشر هذا المقال في صالون سوريا ضمن تعاون مع شبكة الصحفيات السوريات

ملاحظة: الصورة المرافقة للمقال هي عمل للفنانة ديالا برصلي. 

أكيتو ثورة الربيع المتجذرة تاريخياً

أكيتو ثورة الربيع المتجذرة تاريخياً

بمراسم احتفالية وعروض مسرحية وغنائية ودبكات شعبية، أحيا الآشوريون ذكرى السنة البابلية الآشورية في أحضان الطبيعية بأزيائهم الفلكلورية كما يفعلون في الأول من نيسان من كل عام  في مناطق الجزيرة وعموم سورية كبداية عامهم الجديد الذي يعرف بعيد “أكيتو”.

وتعنى “أكيتو” الحياة الجديدة باللغة السريانية، و يستمر الاحتفال بها ١٢ يوماً، يبدأ بمرحلة خلق جديدة كما جاء في ملحمة الخلق الأولى ’إينوما إيليش‘ السومرية المكتملة في ملحمة جلجامش.

وعن رمزية مدة عيد أكيتو البالغة ١٢ يوماً يقول الباحث والكاتب ركيس دنحو أنها تساوي أشهر السنة الأثني عشر، “فكل يوم كان يقابل شهراً واحداً مرتبطاً بالسنة الجديدة، ويرتبط الرمز الكامل بالمفهوم الأسطوري للأشهر الاثني عشر للخصوبة والوفرة، ومفهوم مشابه يرتبط بالأعياد الشهرية بأساطير النجوم والأبراج”.

ويربط الكاتب الآشوري دنحو احتفالات الآشوريين والبابليين بمناسبة دينية هامة هي انتصار الإله “مردوخ” الذي كان يعتقد أنه من خلق الحياة والطبيعة على الآلهة “تيامات” حيث تخصص الأيام الأربعة الأولى من الاحتفال لممارسة الطقوس الدينية، وتقديم الصلوات، والقرابين وقراءة قصة الخلق (إينوما إيليش) التي تحكي كيف جرت عملية اتحاد الآلهة ليكون “مردوخ “ملكهم، أما الأيام المتبقية فتتضمن بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية إضافة إلى الطقوس الدينية.

وقد مضى على هذا العيد 6769 عاماً بحسب تقويمهم الآشوري البابلي، إذ يعود تاريخ الاحتفال به إلى الألف الثالث قبل الميلاد، واستمر حتى القرن الثاني قبل الميلاد، ليظهر بعد ذلك في أعياد واحتفالات أخرى في العراق وسورية وايران وآسيا وبلدان البلقان بعدما طرأت على طقوس الاحتفال بعض التغيرات.

يصفه الكاتب ورئيس الجمعية الثقافية السريانية حنا حنا ابو تغلات أكيتو بأنه “انتصار الخير على الشر” فهو بحسب قوله “يمثل إرثاً حضارياً وثقافياً لبلاد ما بين النهرين الذي يعود لآلاف السنين للعهد السومري الأكادي البابلي الآشوري السرياني، والذي لازال يستأثر باهتمام الباحثين والأدباء وعلماء الآثار لما يشكله من أهمية بالغة في إغناء مختلف جوانب الحضارة الإنسانية”.

ويوضح تغلات أن الاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة يعود إلى عصور مبكرة من حضارة بلاد الرافدين، فقد وردت إشارات في النصوص المسمارية إلى أن هذه الاحتفالات كانت معروفة في المدن العراقية القديمة، وأصبحت شائعة في كل بلاد بابل وآشور في نهاية العصر البابلي القديم.

وتحضر حكاية أعياد الربيع وطقوس الاحتفال بها في السهول والجبال والوديان في ذاكرة نيمو سركيس السيدة السبعينية المنحدرة من مدينة “عين كاوا” من كردستان العراق والمتزوجة  في مدينة القامشلي والتي انضمت لجموع المحتفلين في قرية “محركان” في ريف مدينة القامشلي.

تتذكر سركيس خروج الناس من كل القوميات والأديان إلى الطبيعة المغطاة بالعشب الأخضر والمزركشة بزهور برية بمختلف الألوان والأحجام تحيطها غابات كثيفة، وتضيف: “منذ حلول ساعات الفجر الأولى تعلق كل عائلة آشورية حزمة من العشب الأخضر في أعلى مدخل البيت  قبل استيقاظ الأطفال وتسمى (دقنا دنيسان)، و تحضر النسوة للمناسبة ما لذ وطاب من المأكولات و الحلويات والثياب الفلكلورية للجنسين وبمختلف الأعمار، وترتدي المرأة فستاناً طويلاً وتحته سروال طويل تتزنز بحزام قماشي، وتغطي رأسها بقلنسوة وتلفها بمنديل أبيض يغطيها وتبقي وجهها مكشوفاً،  ويضع الرجل على رأسه قبعة على شكل نصف كرة مصنوعة من الصوف عليها ريش من ريش النعام ويرتدي قميصاً أبيضاً وفوقه كنزة مصنوعة من الصوف و بنطالاً ملوناً ومزركشاً عريضاً من أسفله”.

خارج المنزل تتشابك الأيادي في رقصات فلكلورية على نغمات موسيقية في حلقات الدبكة، وتشعل نار” نينوى” بشعلة تصفها نيمو بالكبيرة.

وتتابع سركيس: “في نهاية آخر يوم من أيام الاحتفال تعود كل عائلة مصطحبة معها باقات الزهور البرية التي تتشارك أفراد العائلة بجمعها، وتعلق باقة منها بجانب باب البيت تعبيراً عن الفرح بقدوم الربيع واستقبال الخير، ويرمي كل أفراد العائلة بقية الزهور مع قطع نقدية في حلة ماء كبيرة، ويطلب من أصغر أفراد العائلة أن يغمض عينيه ويغمس يديه في الحلة ليجمع النقود المعدنية لتنعم العائلة ببركة السنة”.

وتعتبر الاحتفالات بالسنة الجديدة (الأكيتو) “واحدة من أكثر الأعياد والمهرجانات الدينية الاجتماعية الشعبية قدماً وعالمية بمناسبة مرور الفصول أو عودة الشمس” كما تشير صباح شابو مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني في القامشلي، مبينة أن الاحتفال بالعيد في العصر السومري  كان طبقاً للدورة النباتية لموسم الحصاد والبذار وكلاهما كان يشير لبداية السنة.

وتضيف شابو “جرت العادة على إقامة الاحتفال بعيد ’أكيتو‘ كل عام حسب التوقيت البابلي القمري في الأول من نيسان، وابتداء من العصر البابلي القديم أغنى عيد “أكيتو” الخيال الديني لشعب حضارة بلاد الرافدين لأكثر من 2500 سنة، لأنه كان غنيا على نحو غير اعتيادي بالطقوس والرموز الدينية والأسطورية والاجتماعية والسياسية”.

وبالنسبة لها فإن هذا العيد “رمز للنضال الشعبي من أجل الحرية من أجل نهضة ثقافية متعددة وديمقراطية في المنطقة والشرق الأوسط”.