أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...
كانت الطفلة تُجاهد حتى تبقى واقفة على قدميها بعد أن أعياها الجوع، أوقفت الشاب عدنان ز، وقالت له “حباب، الله يخليك اشتريلي صندويشة، وبعطيك الي بدك ياه”، يروي الشاب عدنان لـ”صالون سوريا”، مضيفاً “نهرتُها، وأشحت بوجهي عنها وأنا أتمتم, روحي عمو الله يعطيكي ويستر عليكي”. انفجر طوفانُ دمعٍ من مقلتيها لتنتهي الحكاية بمشهد جسد صغير يهوي فوق “جسر الرئيس” وسط العاصمة دمشق.
لم يتعرف أحد على الطفلة، ولم يعرف اسمها أحد، عاشت وماتت مجهولة.
سرديات الانتحار السوري
تتوالى اخبار الانتحار، من صبيةٍ رمت بنفسها من على شرفة منزلها في الطابق السادس بمنطقة الحمراء في دمشق، ورجل كبير بالسن وضع حدٍ لحياته بإلقاء نفسه من إحدى نوافذ مستشفى المواساة وهو عارٍ كما ولدته أمه. مراهقان انتحرا بتفجير قنبلة يدوية، وصبيةٌ انتحرت بعد أن قتل أخوها، الشاب الذي أحبها وأحبته. فما الذي أوصل السوريين لهذه الحال؟
الحرب، يقول الباحث في علم الاجتماع السياسي زياد موسى لـ”صالون سوريا” مضيفاً: “في هذه البلاد التي تعصف بها الحرب تتزايد حالات الانتحار، فالمشافي في سوريا باتت تصلها بشكلٍ منتظم أجسادٌ محطمة لأشخاص حاولوا الانتحار”، وتتنافس حكايا المنتحرين/ات في القهر، ومن أقساها تلك التي أنهى فيها وائل أيوب وصديقه محمود أبو حسون وهما في الـ 17 و18 من العمر حياتهما أمام كاميرا الموبايل، صرخ الشابان: “سئمنا الحياة، سامحونا، أحزناكم كثيرا، ظروف حياتنا تسوء يوماً بعد الآخر، ليس لدينا الحق لنعيش”.
نعى المراهقان نفسيهما، قبل أن يخلعا مسمار الأمان من قنبلةٍ يدويةٍ كانا يحملانها، ليُقدما على الانتحار في حديقة الفيحاء بالسويداء، تاركين فيديو لعائلتيهما ورفاقهما.
في السويداء أيضاً وضع الشاب راغد سيف ذو الـ20 عاما حدا لحياته بتفجير نفسه بقنبلة لأنه لم يتمكن من الارتباط بمن يحب نتيجة الفقر، وفي حماة أقدم الشاب يزن كيوان من بلدة سلحب على قتل نفسه برصاصة في الرأس بعد أن أجهز على الشابة ساندي التي رفضت الزواج به، وفي اللاذقية انتحر الشاب طارق علي بإلقاء نفسه من على سطح مستشفى تشرين في المدينة، وفي دمشق انتحر الخمسيني حكمت علي بعد أن قتل مدير توزيع الغاز في منطقة نهر عيشة جنوب دمشق إثر غلاء سعر أسطوانة الغاز.
وصلت حالات الانتحار لذروتها في العام 2020 لتسجل 197 حالة، بحسب مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو، وأحصت الهيئة بحسب آخر الأرقام المتوفرة، منذ بداية العام 2022 وحتى الأول من آب الماضي، 101 حالة انتحار، 24 بالمئة منها لنساء و17 بالمئة لأطفال.
احتلت محافظة حلب المرتبة الأولى في تعداد المنتحرين بـ28 حالة، بينما جاءت محافظة ريف دمشق في المرتبة الثانية بتسجيل 21 حالة، ثم طرطوس بـ13 حالة، تلتها دمشق بـ11 حالة، ثم اللاذقية بـ9 حالات، والسويداء 7 حالات، فحماة 6 حالات، أما في مناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا, فسُجلت منذ مطلع العام الحالي 31 حالة انتحار، بينها 11 طفلاً، و11 امرأة.
وبحسب ما كشفه الدكتور حجو، فإن محاولات الانتحار التي انتهت بالوفاة، تضمنت الانتحار بالشنق وهو الأكثر بواقع 60 حالة، والطلق الناري 21 حالة، وتناول مواد سامة 11 حالة والسقوط من على مرتفع 9 حالات، مؤكداً أن أعداد المنتحرين الحقيقية قد تتجاوز عشرة أضعاف ما يتم الإعلان عنه سنويا.
من جهته كشف مدير مستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية في حلب الدكتور بسام الحايك لـ”صالون سوريا” عن إنقاذهم للغالبية العظمى من حالات الانتحار التي تصل لمستشفاهم أسبوعياً، مما يشير للعدد الكبير من المحاولات.
الأسباب
تقول الباحثة الاجتماعية غادة عبد الرحمن أن السوريين يعيشون ضمن ما يُعرف في علم النفس بمجتمع المخاطر، وهذا ما يجعلهم غير قادرين على استيعاب التسارع الرهيب للأحداث التي تحيط بهم وتدور حولهم.
وتضيف في حديثها لـ”صالون سوريا”: “الأسباب متعددة منها الهروب من جحيم الحرب، والظروف الاقتصادية والمعيشية، ونسب البطالة العالية، والقمع”، فيما يرى الباحث في علم الاجتماع السياسي زياد موسى أن الأسباب السياسية بالدرجة الأولى هي التي أسهمت بشكل كبير في خلق ما ذكرته الباحثة غادة عبد الرحمن من أسباب.
في رسالة الوداع التي خطها محمد شرف 32 عاما قبل انتحاره كتب “إذا كنت لا أستطيع شراء اللباس المدرسي لأطفالي، إذاً لا معنى لحياتي”.
مواضيع ذات صلة
مواضيع أخرى
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...