تدريباتنا

تُربة العالَم المجروفة

by | May 12, 2020

مُحتفظاً بحقِّي في وصفِ الإعصار

مُتنازلاً عن دنانير ما بعدَ المديح

أحلامي ابتزازُ الحياديِّ

ذلكَ المخروطيٌّ الذي أمزِّقُهُ بالمُباغَتات.

أصْلُكَ أنْ تكونَ لمساتُكَ بلا سوابق:

… قلبُكَ -ـ بلا مأوىً مذ سنوات ـ

يعملُ في إحصاءِ ما لا يُعدُّ

وعيناكَ تنسُبان ما تراهُ

إلى الصَّوت.

في التَّقديم والتَّأخير أحفرُ

ولا أعثرُ على الكنز الموعود

لكنَّني مُستمرٌّ كاللَّعنةِ

حتّى لو غرسْتُ إزميلاً في صدري أوَّلاً

ثمَّةَ سرٌّ يزحفُ كالأفعى تحتَ جلدِ الاستفسار

وينابيعُ حارقةٌ تقتاتُ عليها الحركةُ في عظامي.

أنا غريبٌ مهما بدَتِ ابتسامتي أليفة

والشَّوكُ كُلّ ما يظهَرُ من وردةِ روحي.

حُزني فكاهةٌ تتولَّدُ منها فراشاتُ ضحكٍ بالتِّكرارِ المُختلِفِ الأخّاذ

وبالدّفقةِ الكاملة لا خسارةَ لمُحاوَلاتِ الدُّموع أنْ تأخذ أشكال أشجار مُثمرة.

لا نفتقدُ الدَّهشةَ في الألم

نُعطي من قعرِ الوريدِ

لنأخذَ من شاهقِ النّورِ

شغفٌ شغفٌ

يُضيءُ المرويّات بالغنائيّات.

لستُ وحيداً في هذا المُنحنى

لي شركاءُ مغمورون

كأنَّني طريقٌ أعطى ظلامَهُ طواعيةً للغابة

أتقافزُ على قرون المخلوقات المُخيفة

ولا أعترفُ بالكوخ المصنوع من القصب

الرَّسائلُ أوهامٌ مُستمرّة عمّا تقولُهُ الفكرةُ

والمطرُ طردَ الحبرَ من قصيدتي.

مَنْ يرسمني الآنَ

من هواة القاعات المُغلَقة

خُدِعَ بجذوري

ولم يعرفْ أناملي في الهواء الحُرّ المطعون.

ألتحفُ ما يُمليهِ عليَّ البَحرُ

جميعُ المسافاتِ رثاءٌ مُتعدِّدُ الأوزان

غريبٌ أنْ تتعدَّدَ الاعترافاتُ إلى هذا الحدّ

وتبقى السَّبّابةُ مُشيرةً إلى الجهات بكُلِّ ثقة:

… رُبَّما الجهاتُ

زوائدُ عبقريّة للإخفاق.

الكراهيّةُ وردةٌ بلاستيكيّة قاسية

والمحبّةُ لم تكُن يوماً

وردةً طبيعيّة

إنَّها دائِماً

تُربةُ العالَم المجروفة.

 

مواضيع ذات صلة

عبد السلام العجيلي: شيخ الأدباء وأيقونة الفرات

عبد السلام العجيلي: شيخ الأدباء وأيقونة الفرات

يمثل عبد السلام العجيلي ذاكرة تأسيسية في مدونة الأدب السوري، ذاكرة من من ذهب وضياء، ضمت في أعطافها عبق الماضي وأطياف الحاضر، امتازت بقدرته الفائقة في الجمع بين مفهومين متعارضين ظن الكثيرون أنه لا لقاء بينهما، ألا وهو استلهامه واحترامه للتراث وللإرث المعرفي المنقول عمن...

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

إلى جانب كونها مدينة الطرب والقدود، برعت حلب وتميَّزت في فن الموشحات، وذلك بفضل كوكبة من ملحنيها ووشاحيها المبدعين، الذين كانوا مخلصين لذلك الفن  وحافظوا على روح وألق الموشح العربي وساهموا في إغنائه وتطويره، ومن أبرزهم الشيخ عمر البطش، الذي ساهم على نحو خاص في...

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

في الخامسة من عمره حظيت إحدى لوحاته بإعجاب العديد من أساتذة الرسم، نصير شورى الذي ولد عام ١٩٢٠ والذي كان محط عنايةٍ خاصة من والديه: محمد سعيد شورى، الأديب والشاعر الدمشقي المعروف، وأمه، عائشة هانم، ذات الأصول العريقة. فكان أن تلقى تعليماً خاصاً منذ نعومة أظفاره...

مواضيع أخرى

في وقت فراغي: ستَّة نصوص لِـ(أديبة حسيكة)

في وقت فراغي: ستَّة نصوص لِـ(أديبة حسيكة)

(1) في وقت فراغي كنتُ أملأ الأوراق البيضاء بالحقول كان يبدو الفجر أقرب و السحاب يمرّ فوق الطرقات بلا خسائر..  وكان الماضي  يمتلئ  بالألوان. لا شيء مثل اللحظة حين لا تجد المسافة الكافية لتخترع أجنحة تكاد تنمو كزهرة برية.  بدأتُ أجمع صوتي من الريح و أفسّر...

فصلٌ من القهر والعذاب: كيف مضى فصل الصيف على سوريا؟

فصلٌ من القهر والعذاب: كيف مضى فصل الصيف على سوريا؟

لم يكتفِ الناس في سوريا من معاناتهم وأوجاعهم اليومية، التي فرضتها ظروف الحرب وما تبعها من أزماتٍ متلاحقة وتردٍ في الواقع الاقتصادي والمعيشي، حتى أتى فصل الصيف، الذي سجل هذا العام ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في معدلات درجات الحرارة، وكان الأقسى على البلاد منذ عقود،...

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

رغم انتشار ثقافة المطالعة واستقاء المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية إلا أن ملمس الورق ورائحة الحبر بقيا جذابين للقارئ السوري. ولم تستطع التكنولوجيا الاستحواذ على مكان الكتاب الورقي، أو منافسته. وبقي الكتاب المرجع الأساسي والحقيقي لأي بحث علمي وأكاديمي، ولم يستطع...

تدريباتنا