تدريباتنا

 شهوَةُ القِصَاصِ من ليبيدو حزينٍ

by | Jul 31, 2023

يعودُ الوحشُ إلى ما يظُنُّ أنَّها ذاتُهُ،

فتَزِيغُ بينَ يديْهِ الدَّلالاتُ،

وتَسِيلُ عطراً مُلتبِساً بالنَّارِ.

يُلقِي التُّهَمَ على خِداعِ الطَّريقِ المُنمَّقِ الأنيقِ

على تَمويهِ العابِرَينَ في باطِنِ ساعاتٍ ذهبيَّةٍ

وعلى وُعودِ التَّلويحاتِ البعيدَةِ الغامِضَةِ.

يعودُ، كي يَستأنِفَ الأسئلَةَ

فتُحاصِرُهُ ظلالُهُ المُبعثرَةُ

بأجوبَةٍ قد تُرْجَأُ

إذا صدقَتِ المَرايا معَ نُسْغِ الأشجارِ، لا معَ أغصانِها..

(وهذا ما لا يحدُثُ إلّا بتبادُلِ الحقيقَةِ والمَجازِ للخِياناتِ باستمرارٍ).

طريقُ الوحشِ مَرشوشَةٌ بماءِ زهرِ اللِّيبيدو الحزينِ.

ما أرادَهُ اللِّيبيدو منذُ نُعومَةِ الأُغنياتِ

هوَ تعريةُ الوحشِ تحتَ مِقصلَةِ الحُرِّيَّةِ

لا ترويضَ الخُطَى بوُصولٍ مُستحيلٍ.

/  كأنْ تُنظِّفَ المَسَامَ المقلوبَةَ

خَناجِرَ في نقْيِ العِظَامِ

منَ التَّلوُّثِ السَّمعيِّ والبصَريِّ

على امتدادِ أرصفَةٍ ثكلى على الجانبيْن

لكنَّ للعالَمِ مَداخِلُهُ التي لا يعرِفُها هوَ نفسُهُ  /

بينَ الولادَةِ والموتِ

اللِّيبيدو ليسَ سُلَّمَاً للعُلُوِّ

ولا مُنطاداً للتَّرفيهِ

ولا حتَّى ذرَّاتِ هواءٍ مائلٍ.

ثمَّةَ قفلٌ بلا مفاتيحَ في حمَّالَةِ أثداءِ مُشعوِذَةٍ

يُقالُ إنَّها تُقيمُ معَ الأفاعي الصَّريحَةِ جدَّاً

في وادٍ مَجهولٍ..!!

الغابَةُ، كذلكَ، لها اقتراحاتُها

لفصْلِ الوحشِ عن وهمِ اللِّيبيدو الأثيرِ

لمَحْوِ رغبَةِ الأنا

بأنْ تُرفرِفَ ذاتاً

تحتَ غُيومٍ شاعِرَةٍ

أو فوقَ بحرٍ هرَبَ خارِجَ حُفرَتِهِ.

: الغابَةُ غيرُ المَوجودَةِ أصلاً…….

أقصَى ما يحلُمُ بهِ الوحشُ

أنْ يقتُلَ اللِّيبيدو

ويُذوِّبَ جثَّةَ الفراغِ بالأسيدِ

ثُمَّ أنْ يقذِفَهُ الطَّريقُ رُجوعاً

إلى أوَّلِهِ/ آخِرِهِ.

سلاماً أيُّها الرَّحَّالَةُ

في هَوادِجَ من سَرابٍ.

*تنشر بالتعاون مع جدلية.

مواضيع ذات صلة

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

إلى جانب كونها مدينة الطرب والقدود، برعت حلب وتميَّزت في فن الموشحات، وذلك بفضل كوكبة من ملحنيها ووشاحيها المبدعين، الذين كانوا مخلصين لذلك الفن  وحافظوا على روح وألق الموشح العربي وساهموا في إغنائه وتطويره، ومن أبرزهم الشيخ عمر البطش، الذي ساهم على نحو خاص في...

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

في الخامسة من عمره حظيت إحدى لوحاته بإعجاب العديد من أساتذة الرسم، نصير شورى الذي ولد عام ١٩٢٠ والذي كان محط عنايةٍ خاصة من والديه: محمد سعيد شورى، الأديب والشاعر الدمشقي المعروف، وأمه، عائشة هانم، ذات الأصول العريقة. فكان أن تلقى تعليماً خاصاً منذ نعومة أظفاره...

نذير نبعة: رسام الحياة ومؤرِّخ الألوان السورية

نذير نبعة: رسام الحياة ومؤرِّخ الألوان السورية

 "كنت أحلم بلوحةٍ تستطيع أن تخاطب بجمالياتها شريحة أوسع من الناس، لوحة تستطيع تجاوز مجموعة الجمهور التي تتكرر في حفل الافتتاح لأي معرض". ربما توضح تلك الكلمات، وهي للفنان نذير نبعة، مدى تبنيه وإخلاصه للفن، الذي كان رفيق دربه لأكثر من ستين عاماً، فهو الفنان الذي...

مواضيع أخرى

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

رغم انتشار ثقافة المطالعة واستقاء المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية إلا أن ملمس الورق ورائحة الحبر بقيا جذابين للقارئ السوري. ولم تستطع التكنولوجيا الاستحواذ على مكان الكتاب الورقي، أو منافسته. وبقي الكتاب المرجع الأساسي والحقيقي لأي بحث علمي وأكاديمي، ولم يستطع...

التجربة المؤودة للمسرح الجوّال في سورية

التجربة المؤودة للمسرح الجوّال في سورية

بقي الريف السوري محروماً من المسرح إلى أن أنشأت مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة ما أسمته "المسرح الجوال" عام ١٩٦٩، والذي بدأ عروضه بنشر الوعي المسرحي في الريف والمناطق الشعبية والنائية. صارت الصالة في كل مكان  والجمهور ضمنها، وكان كسر الحواجز بين...

“وفا تيليكوم”: اتصالات إيرانية على أراضٍ سورية

“وفا تيليكوم”: اتصالات إيرانية على أراضٍ سورية

ينتظر السوريون في الأسابيع المقبلة بفارغ الصبر وفق تصريحات حكومية انطلاق المشغل الخلوي الثالث "وفا تيليكوم" المرتبط بإيران التي ستدخل على خط الاستحواذ في قطاع الاتصالات الحساس والذي ظلّ حكراً على متنفذي السلطة لعقود. من خلال التواصل المباشر مع مصادر متعددة من داخل...

تدريباتنا