تدريباتنا

 ملف حول المنعطف السوريّ

by | Apr 25, 2023

         يُعنى صالون سوريا، بتقديم قراءة تأويليّة مُعمَّقة لشخصيات حققت انعطافات جوهريّة في التاريخ الثقافيّ للشعب السوريّ في القرن العشرين، وكان معيار انتقاء هذه الشخصيات قائماً على استنساب خيطه الهادي الوحيد هو الأصالة الفرديّة، إذ الهدف المنشود من هذا التوجُّه هو تبيان إلى أي مدى استطاع سوريون أُصلاء أن يحققوا، بصفتهم أفراداً، تأثيراتٍ حقيقيّة في بلادهم، على نحوٍ أسهم في تغيير طبيعة الوعي الاجتماعيّ في سوريا.

    لقد كانت بداية القرن العشرين فاتحة حقيقية لإثبات الإنسان السوريّ ذاتَه، سواء أكان رجلاً أم امرأة، إزاء العالم كلِّه، فما كادت سوريا تخرج من ظلام الاحتلال العثماني التركيّ حتى دخلت تحت أغلال الاستعمار الفرنسيّ، فكان ضروريّاً جداً أن تنبثق هُويّة سوريا بإشعاعات كثيفة لا تنضب من أعماق أبناء شعبها.

   وهنا نجد تجليات رائعة للعقل السوريّ في مختلف ميادين الحياة، تحديداً الثقافيّة منها، ولا شك في أنَّ هناك أسماء معروفة للمبدعين السوريين في هذه الحقبة؛ ولكن في المقابل توجد أسماء مجهولة لا تعرفها إلا قلّة قليلة من المهتمين. غير أنَّ الأسماء المعروفة أنفسها تحتاج إلى قراءات جديدة تكشف جوانب خفيّة أو غير مكتشفة في تجاربها.

   من هنا يجد هذا المشروع مسوِّغاته، فإرجاع روح الحضارة السوريّة إلى ينابيعها الأصيلة الحقيقية أمر تقتضيه ليس فقط الأمانة التاريخيّة؛ بل تفرضه ضرورة محاولة إعادة الثقة للإنسان السوريّ بقدراته الإبداعيّة الخلاقة التي توجد الآن على هيئة إمكانيّة في كل شاب وشابة سوريين، لذلك لا بدّ من إعادة اللهب المتوقد لنار الإبداع السوريّة بإحياء ذكرى مبدعين كبار رفعوا راية سوريا إلى أعلى ذروة، وهكذا يتصل الماضي المضيء بحاضر يبحث عن الاستنارة.

     وستكون منهجيّة تقديم هذه الشخصيات السوريّة متجاوزة للتوثيق والأرشفة والعرض على الطريقة الأكاديمية الكلاسيكيّة؛ لأنها ستتجه نحو التركيز على أعماق جوهريّة معاكسة للقراءات السطحيّة المعتمدة على المنهج التأريخيّ على نحو تامّ. وبذا يمكن إعادة تكوين فهم-رؤياويٍّ للهُويّة الثقافيّة السوريّة.

عناوين المواد المنشورة ضمن الملف:

أنطون مقدسي: كاهن التنوير ١٩١٤- ٢٠٠٥

استعادة حنّا مينة

نازك العابد (1887-1959): تأثيرها في الفضاء العمومي السوري في النصف الأول من القرن العشرين

عبد الكريم اليافيّ: عالم الفيزياء متصوِّفاً

فيلسوف سوري مجهول

أحمد برقاوي والطَّريقُ الفلسفيُّ المُستحيل

الشحرور الذي غرّد خارج السرب

ماري عجمي:رائدة الصحافة النسوية السورية

صباح فخري.. مدرسةٌ غنائيةٌ شاملة ومسيرةٌ حافلة بالفن والإبداع  

سعد الله ونوس: مسرحي بحجم وطن

أبو خليل القباني.. المبدعُ الخالدُ بفنه الأصيل 

صُعلوكٌ عربيٌّ جاهليٌّ بزيٍّ مُعاصِرٍ أنيقٍ وبعِطرٍ فرنسيٍّ جذّاب

المانوليا الدمشقية (إلفة الإدلبي ١٩١٢-٢٠٠٧)

محمد الماغوط الحداثي الساخر من الحداثة

سَاطِع الحُصْريّ أو مأساة الجُذُوْر

عبد الرحمن الكواكبيّ وحيداً يعبرُ درب الآلام

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

نذير نبعة: رسام الحياة ومؤرِّخ الألوان السورية

حليم بركات طائر الحوم الذي لم يعد

جورج طرابيشي بين الفلسفة والأدب

عمر أميرلاي: رائد السينما التسجيلية السورية وصانع نهضتها

فاتح المدرس: آخر ما يموت في غابة الدهشة هو اللون

إلياس مرقص فيلسوف المثال والواقع السوري

أنطون سعادة: جُرح في الزوبعة

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

مواضيع ذات صلة

عبد السلام العجيلي: شيخ الأدباء وأيقونة الفرات

عبد السلام العجيلي: شيخ الأدباء وأيقونة الفرات

يمثل عبد السلام العجيلي ذاكرة تأسيسية في مدونة الأدب السوري، ذاكرة من من ذهب وضياء، ضمت في أعطافها عبق الماضي وأطياف الحاضر، امتازت بقدرته الفائقة في الجمع بين مفهومين متعارضين ظن الكثيرون أنه لا لقاء بينهما، ألا وهو استلهامه واحترامه للتراث وللإرث المعرفي المنقول عمن...

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

عمر البطش مدرسة متفردة في فنون الموشحات ورقص السماح

إلى جانب كونها مدينة الطرب والقدود، برعت حلب وتميَّزت في فن الموشحات، وذلك بفضل كوكبة من ملحنيها ووشاحيها المبدعين، الذين كانوا مخلصين لذلك الفن  وحافظوا على روح وألق الموشح العربي وساهموا في إغنائه وتطويره، ومن أبرزهم الشيخ عمر البطش، الذي ساهم على نحو خاص في...

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

شعاع من الفن التشكيلي السوري: نصير شورى (1920-1992م)

في الخامسة من عمره حظيت إحدى لوحاته بإعجاب العديد من أساتذة الرسم، نصير شورى الذي ولد عام ١٩٢٠ والذي كان محط عنايةٍ خاصة من والديه: محمد سعيد شورى، الأديب والشاعر الدمشقي المعروف، وأمه، عائشة هانم، ذات الأصول العريقة. فكان أن تلقى تعليماً خاصاً منذ نعومة أظفاره...

مواضيع أخرى

في وقت فراغي: ستَّة نصوص لِـ(أديبة حسيكة)

في وقت فراغي: ستَّة نصوص لِـ(أديبة حسيكة)

(1) في وقت فراغي كنتُ أملأ الأوراق البيضاء بالحقول كان يبدو الفجر أقرب و السحاب يمرّ فوق الطرقات بلا خسائر..  وكان الماضي  يمتلئ  بالألوان. لا شيء مثل اللحظة حين لا تجد المسافة الكافية لتخترع أجنحة تكاد تنمو كزهرة برية.  بدأتُ أجمع صوتي من الريح و أفسّر...

فصلٌ من القهر والعذاب: كيف مضى فصل الصيف على سوريا؟

فصلٌ من القهر والعذاب: كيف مضى فصل الصيف على سوريا؟

لم يكتفِ الناس في سوريا من معاناتهم وأوجاعهم اليومية، التي فرضتها ظروف الحرب وما تبعها من أزماتٍ متلاحقة وتردٍ في الواقع الاقتصادي والمعيشي، حتى أتى فصل الصيف، الذي سجل هذا العام ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في معدلات درجات الحرارة، وكان الأقسى على البلاد منذ عقود،...

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

عملية تجميل لوجه دمشق بجراحة تستأصل بسطات الكتب

رغم انتشار ثقافة المطالعة واستقاء المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية إلا أن ملمس الورق ورائحة الحبر بقيا جذابين للقارئ السوري. ولم تستطع التكنولوجيا الاستحواذ على مكان الكتاب الورقي، أو منافسته. وبقي الكتاب المرجع الأساسي والحقيقي لأي بحث علمي وأكاديمي، ولم يستطع...

تدريباتنا