أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...
لا يمكن القول بأن التسول مهنة جديدة في سوريا، إلا أنها كادت تندثر عشية الحرب، أما اليوم فهي في أوج ازدهارها. على الإشارة المرورية في الشيخ سعد يمكن لحظ المتسولين، على إشارات المزة، وفي دمشق القديمة، وعلى جسر المشاة قرب شارع الثورة، وعشرات الأماكن ، هذا في العاصمة فقط.
“صالون سوريا” تمكن من محاورة إحدى السيدات التي كانت تتسول على أحد جسور المشاة في دمشق واضعةً صغيرها على صدرها، وهي ترضعه وعلى حجرها ولد ثان نائم عمره خمسة أعوام، تقول: “أنا مهجرة، ساعدني الله يوفقك”، وعند سؤالها: “بماذا نساعد بالضبط؟”، تقول: “من مال الله”، بإجابات مقتضبة تشير إلى أن زوجها قضى تحت ركام منزلهم.
حاولنا سؤالها أكثر، أشاحت برأسها وبكت عميقاً، ثم قالت “هذا طفلي من زواجي الثاني، زوجي يجبرني على العمل”. رافضة إضافة أية كلمة أخرى. ينام قربها على بعد أقل من مترين شاب يافع، هو الآخر متسول، ولكنه غافٍ، لا تربطه علاقة بتلك السيدة، بحسب قولها.
النباشون/ات
رحلة واحدة في أحياء جرمانا بريف دمشق تكفي للتعرف على عشرات النباشين والنباشات الذين يتنافسون على مكبات القمامة.
ولمعرفة مدى انتشار هذه المهنة، مثلاً يدخل قرابة 1800 طن نفايات يومياً إلى محطة قمامة باب شرقي، وما أن تكاد تنتهي الشاحنات من إفراغ حمولتها من القمامة حتى ترى أكثر من 40 إلى 50 نباشاً يهرولون نحوها، ليجمعوا ما تيسر لهم من كراتين وحديد وبلاستيك ومواد منظفات وغيرها، وكلمة “نباش” تعني العامل في جمع القمامة كمهنة.
يقول أحمد، 11 عاماً وهو أحد نباشي جرمانا لـ “صالون سوريا“: “والدي علمني هذا العمل منذ أن كنت صغيراً”، لا يعرف أحمد الصغير لماذا لم يدخل المدرسة كأقرانه، ولكنّه يعلم جيداً أنّ عليه إتمام عملّه لئلا يعاقبه والده، لا يقرأ ولا يكتب، لكنّه يعرف أنّهم مهجرون، ولا يدري لما لا تعيش والدته معه ومع والده وإخوته (زينة وهبة ومحمود)، الذين يعملون ذات عمله.
وقبل أن ننهي حديثنا معه يطلب: “لا تقولوا لأبي أني اشتكيت من موضوع المدرسة”.
بيع الأمبيرات
في ظل أزمة الكهرباء في سوريا، وساعات التقنين التي وصلت حدود 20 ساعة يومياً من الانقطاع، لجأ الأهالي في عدة مناطق في سوريا إلى نظام “الأمبيرات” كحل إسعافي وبديل.
والأمبيرات يقصد بها نظام توليد الطاقة الكهربائية عن طريق مولدات تعمل على المحروقات وغالباً المازوت، ويرتفع سعر الأمبير بالتزامن مع أي زيادة لأسعار المشتقات النفطية في سوريا. وعلى الرغم من أنّ الأمبيرات كانت ذات يوم تقع ضمن القدرة المادية للشريحة الأوسع من السوريين في المناطق التي تعمل بها هذه المولدات، إلا أنّها اليوم أصبح للطبقة الغنية فقط.
يقول ميمون وهو اسم مستعار لصاحب مولدة تعمل في حلب، رفض الكشف عن اسمه: “أدرك أن أسعارنا صارت مرتفعة على المواطن العادي، ولكن مادة المازوت قليلة للغاية في السوق، لذا نحصل عليها مكرهين من السوق السوداء بمبالغ مرتفعة، ما يرغمنا مجبرين على رفع أجورها، ورغم ذلك نحن نؤمن الرفاهية للمواطن من جهة وللورشات والعيادات والمخابر وغيرها من جهة أخرى“.
سماسرة جوازات السفر
يحتل جواز سفر سوريا حاليًا المرتبة 111 وفقًا لمؤشر جايد Guide لترتيب جوازات السفر، ويعد جواز سفر سوريا ثالث أدنى مرتبة في العالم، ورغم هذه المرتبة المتدنية للغاية، إلا أن استصدار الجواز صار ضرباً من المستحيل في الكثير من الأحيان.
فقد وصلت المدة المفترضة لانتظار استصدار الجواز أحياناً حتى عام 2025، مما خلق سوقاً سوداء نشط فيه السماسرة القادرين على حجز أدوار سريعة للتقديم على الجواز عبر المنصة الالكترونية التي اطلقتها وزارة الداخلية أواخر العام الفائت.
يمكن القول إنّ عام 2022 الجاري شهد ازدحاماً غير معقول على دور حجز جوازات السفر، ما أحدث ازمة غير مسبوقة يمكن وصفها بالأولى من نوعها في هذا الإطار والتي ما زالت مستمرة.
فالمنصة الالكترونية فتحت باب التواطؤ والفساد عبر تحصيل مبالغ وصلت أحياناً لعدة ملايين من الشخص الراغب بالحصول على جواز سفره بأسرع وقت. التسجيل على المنصة صعب للغاية بسبب الشروط التقنية المعقدة التي تجعل “سيرفر” الخدمة خارج الخدمة غالباً. وطبعاً لا يمكن الحصول على الجواز دون التسجيل على المنصة. ولهذا سرعان ما انتشر سماسرة المنصة في المحافظات السورية، وهؤلاء لهم دور في تقريب حجز موعد استصدار الجواز عبر طرقهم الخاصة ومقابل مبالغ مالية تكون كبيرة غالباً، هذا ما قاله أحمد الذي لجأ لأحد السماسرة لاستصدار جواز سفر سريع قبل أشهر كلفه أكثر من مليونين ليرة.
يقول أحمد لـ “صالون سوريا“: “لم يكن باليد حيلة، كانت الأمور معقدة ومتشابكة ومتداخلة كثيراً، أكثر مما هي عليه الآن حتى، فحذوت حذو غيري ممن لجؤا لهؤلاء السماسرة للحصول على جواز سفر في أقل من شهر بدلاً من انتظار عام أو عامين أو أكثر”.
في شهر آذار الفائت حاولت منى الشيخ جاهدةً الحصول على جواز سفر، عن رحلتها في فرع الهجرة والجوازات في دمشق تروي لـ “صالون سوريا“: “كنت أعلم بضرورة حجز موعد على المنصة، ولم أوفر حينها جهداً للحجز لكن دون نتيجة، لم يقبل الحارس بإدخالي إلى الفرع رغم كل محاولات إقناعي له، كان دوماً يجيب بأن التعليمات لديه صارمة، لذا، عدت أدراجي إلى المنزل ولكن ليس خالية الوفاض، فكنت كنت استحصلت على رقم سمسار يمكنه أن يحجز لي موعداً على المنصة بسرعة نسبية ومقابل بدل مادي بلغ حوالي مليوني ليرة سورية، وكان جوازاً مستعجلاً يستغرق استصداره أقل من شهر”.
وفي تصريح سابق أفاد مدير إدارة الهجرة والجوازات أن العاملين في الهجرة –بعضهم- يتعاملون مع سماسرة، مشيرا إلى تقديم رئيس أحد فروع الهجرة مع عدد من العناصر إلى القضاء من خلال إدارة الأمن الجنائي.
شركات التأمين
لم تكن شركات التأمين بهذا الازدهار قبل الحرب، ولكن شروط الحرب وظروفها أسهمت في تكاثر هذه الشركات وإقبال شرائح واسعة من السوريين عليها.
التأمين الصحي مثلاً صار حاجة ضرورية بعد أن أصبح معظم السوريين عاجزين عن التداوي في المستشفيات الخاصة بعد الارتفاع المهول في أسعارها، فتكلفة عملية القثطرة القلبية في المستشفيات الخاصة تبلغ حوالي 700 ألف ليرة، أما تركيب الشبكة القلبية فيكلف الملايين.
وتسبب الازدياد في الحوادث الأمنية والعسكرية في زيادة أهمية التأمين على السيارة، البيت، الحياة الشخصية والصحية، فالقذائف والاشتباكات جعلت الجميع تحت دائرة الخطر والضرر، وصار التأمين على الحياة والممتلكات ضرورة.
وبلغ عدد شركات التأمين أكثر من 20 شركة خاصة حتى اليوم، يقول ماهر سيفو الموظف في إحدى الشركات لـ “صالون سوريا”: “الإقبال ازداد كثيراً في الحرب، الناس تؤمن على كل ما تملك، وليس فقط ما يتعلق بالحرائق والزلازل، بل بتلك الأمور المتعلقة بالحرب“.
مهن قديمة جديدة
لا شك أن بعض المهن وصلت حافة النهاية بفعل الحرب في سوريا، وبالمقابل ثمة مهن تنتعش، يمكن وصف تلك المهن بالحاجة اليومية للناس كمهن الإكساء والترميم والبناء والحلاقة الرجالية والنسائية والمهن المرتبطة بالسيارات (كهرباء – ميكانيك – بخ) وغيرها من المهن التي يستحيل الاستغناء عنها مهما اشتدت الظروف الاقتصادية على السوريين، ويمكن أن نضيف إليهم بعض الحرف الإنتاجية كالمعادن والخزف والموبيليا والحلويات والخراطة والمشغولات الذهبية والفضية التي لها زبائنها الأوفياء، وكذلك الحرف التراثية التي يمكن تصديرها كالموزاييك والبروكار الذي تشتهر به سوريا والصدف.
مؤيد أحد عمال الترميم الذي قال لـ “صالون سوريا”: “الآن هناك ارتفاع كبير بالطلب على عملنا بحكم أنّ الناس يعودون بكثرة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب ولكن في المقابل هناك مشكلة في تأمين اليد العاملة..”.
أما عن المهن التي باتت على وشك الاندثار فهي مثلاً مهنة دق النحاس وتزيينه، سيما في حلب التي اشتهرت بهذه الصنعة عبر تاريخها.
مواضيع ذات صلة
مواضيع أخرى
تدريباتنا
ورشة تدريب صالون سوريا
أجرى فريق #صالون_سوريا، دورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة الحساسة...
ورشة تدريب صالون سوريا
يعلن فريق #صالون_سوريا، التحضير لدورة تدريبية عن الانواع الاعلامية والصحافة...