سوريا في أسبوع 13-20 كانون الثاني/يناير 2020

سوريا في أسبوع 13-20 كانون الثاني/يناير 2020

هدنة على الطريقة الروسية

18 كانون الثاني/ يناير

قتل خمسة مدنيين، أربعة منهم من عائلة واحدة، بغارة روسية استهدفت قرية في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، في إطار تصعيد عسكري مستمر على المنطقة منذ أيام.

وأفاد المرصد عن “شن طائرة روسية ضربة على قرية بالة الواقعة في ريف حلب الغربي المجاور لإدلب بعد منتصف الليل، أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “رجلاً مع زوجته وطفلتيهما كانوا في عداد القتلى”.

وشاهد مراسل فرانس برس صباحاً في أحد مستشفيات ريف حلب الغربي جثث أفراد العائلة ملفوفة بأغطية شتوية وموضوعة على الأرض، بانتظار قدوم أي من أقاربهم للتعرف عليهم ودفنهم، بعدما نقل مسعفو الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة) جثثهم ليلاً.

وفي القرية، أحدثت الضربة فجوة في الأرض قرب منزل من طبقتين، تبعثرت محتوياته من أغطية ومفروشات ولعب أطفال، بينما تناثر زجاج النوافذ داخل غرفه.

وتتعرض منطقة إدلب لتصعيد في القصف منذ الأربعاء، رغم إعلان روسيا الداعمة لدمشق وتركيا الداعمة للفصائل عن وقف لإطلاق النار لم يصمد.

ونفت روسيا الخميس أن تكون طائراتها نفّذت أي مهمات قتالية منذ بدء وقف إطلاق النار، الذي قالت إنه دخل حيز التنفيذ منذ التاسع من الشهر الحالي، بينما أعلنت تركيا أنه بدأ الأحد.

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب ومحيطها، رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.

4 جنود روس

17 كانون الثاني/ يناير

 أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة بمقتل أربعة جنود روس جراء هجوم لفصائل المعارضة السورية على أحد المواقع العسكرية التي تدير منها روسيا العمليات بريف إدلب الشرقي.

وقال المرصد في بيان صحفي، إن ذلك يأتي في الوقت الذي أكمل فيه التصعيد الجديد في العمليات العسكرية للنظام السوري و”الضامن” الروسي يومه الثالث على التوالي، مشيرا إلى تنفيذ أكثر من 1796 ضربة جوية وبرية طالت المنطقة خلال الـ 72 ساعة الفائتة تركزت بشكل رئيسي على أرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية بالإضافة لريفي حلب الغربي والجنوبي.

فشل الهدنة

 16 كانون الثاني/يناير

 دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه اليوم الجمعة لوقف فوري للقتال في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، قائلة إن وقف إطلاق النار الأخير في سوريا فشل مرة أخرى في حماية المدنيين.

واتفقت تركيا، التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية، على وقف لإطلاق النار مع روسيا كان من المفترض تطبيقه هذا الشهر في المنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا وتؤوي ثلاثة ملايين شخص.

وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في إفادة صحفية “ما زال الناس يُقتلون، الكثير من الناس على الجانبين”. وأضاف أنه منذ اشتداد حدة الأعمال القتالية فيما يطلق عليها “منطقة خفض التصعيد” في إدلب يوم 29 أبريل (نيسان) وثق مراقبو الأمم المتحدة أحداثا قُتل خلالها 1506 من المدنيين منهم 293 امرأة و433 طفلا.

وقالت الأمم المتحدة أمس الخميس إن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال فروا منذ أوائل ديسمبر كانون الأول لمناطق قريبة من الحدود مع تركيا.

3 جنود أتراك

16 كانون الثاني/يناير

قتل ثلاثة جنود أتراك الخميس بانفجار سيارة مفخخة في منطقة بشمال سوريا تسيطر عليها القوات التركية، وفق ما أفادت وزارة الدفاع في أنقرة.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب “استشهد ثلاثة من رفاقنا في هجوم بواسطة سيارة مفخخة خلال عملية تدقيق”.

وفي وقت سابق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجار وقع في بلدة سلوك قرب تل أبيض وخلف عشرة قتلى بينهم ثلاثة جنود أتراك.

وتنتشر القوات التركية في مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا حيث قامت أنقرة بثلاث عمليات عسكرية بين 2016 و2019 استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة “إرهابية”.

انتهاك مروع

16 كانون الثاني/يناير

دعا محققون تابعون للأمم المتحدة الخميس لإعادة آلاف الأطفال من أبناء المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا إلى بلدان ذويهم.

وذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بملف سوريا في تقرير أن الأطفال “على وجه الخصوص” في “وضع خطر” إذ أنهم كثيراً ما يفتقدون لوثائق رسمية.

وأفاد التقرير أن “ذلك بدوره يشكّل خطراً على حقوقهم في الحصول على جنسية ويعرقل عمليات إعادة لم شمل العائلات ويعرّضهم بشكل أكبر لخطر الاستغلال والانتهاكات”.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن هناك نحو 28 ألفاً من أطفال المقاتلين الأجانب يقيمون في مخيّمات في سوريا — 20 ألفاً منهم من العراق.

ويعتقد أن الآلاف محتجزون في سجون حيث يتم اعتقال المراهقين والبالغين معًا.

واعتُقل منذ العام الماضي مقاتلون أجانب من نحو 50 بلداً في سوريا والعراق في أعقاب انهيار “الخلافة” التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في البلدين.

ويتم احتجاز الكثير من عائلاتهم في مخيّم الهول المكتظ في شمال شرق سوريا الذي يضم نحو 68 ألف شخص وحيث توفي أكثر من 500 شخص، معظمهم أطفال، سنة 2019.

يُقدر أن هناك ما بين 700 و750 طفلاً لهم روابط مع أوروبا قيد الاحتجاز حالياً في مخيّمات بشمال شرق سوريا، يُقال إن 300 منهم فرنسيون.

وبدأت بعض الدول باستعادة الأطفال، مع أو بدون ذويهم، لأسباب إنسانية.

لكن محققي الأمم المتحدة انتقدوا ممارسة سحب جنسيات المقاتلين المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية التي تتّبعها دول بينها بريطانيا والدنمارك وفرنسا.

كهف وطبيبة

15 كانون الثاني/يناير

تم منح طبيبة شابة، كانت تدير مستشفى تحت الأرض في منطقة “الغوطة الشرقية” خلال الحرب الأهلية السورية  جائزة أوروبية بسبب أعمالها الإنسانية الاستثنائية.

وتم اختيار طبيبة الأطفال، أماني بالور للحصول على جائزة “راؤول ولينبرج” لمجلس أوروبا هذا العام، التي يتم منحها تكريما لدبلوماسي سويدي أنقذ حياة عشرات الآلاف من اليهود من الاضطهاد النازي في المجر  خلال الحرب العالمية الثانية.

وورد اسم بالور في إعلان المجلس الأربعاء بوصفها طبيبة شابة، استكملت دراستها الجامعية في عام 2012، أي بعد عام من اندلاع  الصراع السوري- وبدأت كمتطوعة تساعد الجرحى في عيادة مؤقتة.

ويقع المستشفى في منطقة “الغوطة الشرقية” على مشارف دمشق، التي تخضع  لسيطرة المعارضين، والتي حاصرتها وقصفتها القوات الحكومية.

ولبضع سنوات، ترأست بالور مستشفى تعرف باسم “الكهف” يضم حوالي مئة موظف،  يعمل في ملاجئ تحت الأرض.

وبالور موضوع فيلم وثائقي لشبكة “ناشونال جيوجرافيك” يُعرف أيضا باسم “الكهف”.

وطبقا  لشبكة “ناشونال جيوجرافيك” غادرت بالور المستشفى والغوطة الشرقية  في آذار/مارس 2018 عندما شنت القوات الحكومية هجوماً أخيراً على الجيب.

وسوف تتسلم  بالور الجائزة بعد غد الجمعة. وهذا اليوم يمثل الذكرى  الـ75 لاعتقال ولينبرج في بودابست على أيدي  القوات السوفيتية بعد تحرير المدينة. ولم يتم مشاهدته علناً حياً على الإطلاق .

مفاجأة السويداء

15 كانون الثاني/يناير

تجمع  العشرات من أهالي محافظة السويداء جنوب سورية في أول حركة احتجاجية على تردي الأوضاع الاقتصادية في سورية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” الأربعاء “أن بضعة أشخاص  تجمعوا في ساحة بوسط مدينة السويداء وبدأوا بالهتاف “بدنا نعيش.. بدنا نعيش..” اعتراضاً على الواقع المعيشي في البلاد.

وسجلت الليرة السورية انخفاضاً جديداً اليوم حيث سجل سعر صرف الدولار الأمريكي 1070 ليرة في العاصمة دمشق وحلب و1080 في إدلب.

وتشهد الأسواق السورية عموماً في كل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو المعارضة أو قوات سورية الديمقراطية حالة ركود كبيرة نظراً لغلاء الأسعار.

وفقد عموم السوريين مدخراتهم بسبب الحرب التي اقتربت من دخول عامها العاشر وسط تدني قيمة الليرة السورية التي وصلت إلى 22 ضعفاً عما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة.

وكان سعر صرف الدولار الأمريكي يساوي 50 ليرة سورية بداية عام 2011.

 

غارة بالعمق

14 كانون الثاني/يناير

تسبّبت الغارات التي استهدفت مطار “تي فور” العسكري في وسط سوريا، واتهمت دمشق اسرائيل بشنها، بمقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران على الأقل، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.

واتهم مصدر عسكري سوري، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، الطيران الإسرائيلي بشن “عدوان جوّي” على المطار الواقع في محافظة حمص. وقال إن الدفاعات الجوية السورية “تصدّت.. للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها”.

ويقع مطار “تي فور” العسكري في ريف حمص الشرقي، وتعدّ منطقة نفوذ إيراني. وتتواجد في المطار قوات تابعة للنظام السوري وأخرى لإيران بينما يقتصر التواجد الروسي فيه على عدد محدود من المستشارين.

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن القصف، فيما رفضت متحدّثة باسم الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق رداً على سؤال لفرانس برس.

وتزامن تنفيذ هذه الغارات، بحسب المرصد، مع قصف طائرات مجهولة مواقع لقوات النظام والمجموعات الموالية بها في شرق البلاد.

إنقاذ 100 سوري

14 كانون الثاني/يناير

أعلنت الشرطة القبرصية الثلاثاء أنها أنقذت 101 مهاجر سوري، شوهدوا في البحر المتوسط جنوب شرق الجزيرة التي تعاني من تدفق اللاجئين على أراضيها.

واضافت أن دورية بحرية عثرت على قارب طوله 33 متراً يقل المهاجرين على بعد أكثر من 18 ميلاً بحرياً من بروتاراس، المنتجع البحري الشهير في جنوب شرق قبرص.

وقالت الشرطة إن هؤلاء السوريين، هم 88 رجلاً وست نساء وسبعة أطفال، نقلوا إلى مركز استقبال قرب العاصمة نيقوسيا.

وأكدت أن القارب انطلق من مرسين في تركيا، مشيرة إلى أن هذا الطريق البحري بات شائعا بالنسبة للمهربين.

شكل السوريون في الربع الثاني من عام 2019 أكثر من 3 % من طالبي اللجوء في قبرص التي نبهت الاتحاد الأوروبي مراراً بسبب تدفق المهاجرين.

في آب/أغسطس، طلبت قبرص من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي استقبال خمسة آلاف من المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزيرة، من أجل تخفيف “الضغوط غير المتناسبة والتحديات الخطيرة” التي تواجه هذا البلد الذي يقل عدد سكانه عن مليون شخص.

تشير أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي إلى أن قبرص هي الدولة الأوروبية التي لديها أعلى معدل لاستقبال اللاجئين، مقارنة بعدد سكانها.

اجتماع سوري – تركي

13 كانون الثاني/يناير

طالب الجانب السوري في اجتماع ثلاثي (سوري روسي تركي) في موسكو اليوم الاثنين  الجانب التركي بالالتزام الكامل بسيادة الجمهورية العربية السورية والانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية كافة.

ودعا الجانب السوري ممثلاً باللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني الجانب التركي الذي مثله هكان فيدان رئيس جهاز المخابرات إلى ضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي بشأن إدلب المؤرخ 2018-9-17 وخاصة ما يتعلق بإخلاء المنطقة من الإرهابيين والأسلحة الثقيلة وفتح طريق حلب-اللاذقية وحلب-حماة،بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).

«كتب: ليزا ودين، «استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا

«كتب: ليزا ودين، «استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا

كتب: «ليزا ودين، استيعابات سلطويةالإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا» الناشرجامعة شيكاغو ٢٠١٩

ما الذي دفعك إلى تأليف هذا الكتاب؟

عدتُ إلى سوريا بعد غيابٍ طويل، وأدهشتني رؤية كم تغير الكثير، وكم بقي الكثير مألوفاً. فنويت تأليف كتاب يتناول بالتحليل البزوغ الجلي لنسخة ألطف وأرق من الأوتوقراطية في ظل حكم بشار الأسد (2000-). ومن المسائل التي فكرتُ باستقصائها التغيرات الحاصلة في السوق والتغير الجيلي، ومخيالات حياة يومية جمالية جديدة رافقت التنامي الملحوظ للاستهلاك، والدعم الذي يبدو أن بشار الأسد حصل عليه من جهات غير متوقعة، شملت منشقين سابقين وفنانين ومهنيين مدينيين ورجال دين. ثم اندلعت الانتفاضة في تونس وألهمت مظاهرات ضخمة في اليمن وليبيا والبحرين وسوريا. كنت ما أزال في دمشق حين بدأت الانتفاضة في آذار 2011، وغادرتُها في نهاية أيار، وفي ذلك الوقت صارت المؤشرات على تصلب النظام والمشاكل التي تهدد المعارضات المختلفة واضحة جداً بحيث لا يمكن تجاهلها.  (قمتُ لاحقاً بأبحاث ميدانية في لبنان وتركيا وأجزاء من أوربا وفي الولايات المتحدة، وكذلك عن بعد مع الأصدقاء الذين بقوا في الداخل).

كان كتاب ”استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا“ ثمرة كل هذا. وبقي مرتبطاً باهتماماتي الأولى بالمرونة السلطوية والتغير السياسي، الموضوعين اللذين يهتم بهما علماء السياسة باستمرار، وقمت كذلك بالبحث في مسائل مهمة هي حالياً قيد الجدل في النظرية السياسية والأنثروبولوجيا، وركزتُ منذ البداية على تعقيدات التوظيف الإيديولوجي وسيرورات التجنيد في ما قررت أن أدعوه (قبل الانتفاضة) ”الأتوقراطية النيوليبرالية“ لسوريا، وفيما بعد تأثر الكتاب بتسارع الأحداث الفائق للعادة: الابتهاج الثوري للأيام الأولى، ثم العنف المدمّر الذي بدد الآمال بأي إنهاء سريع للدكتاتورية.

أي نوع من الموضوعات والمسائل والأدبيات يعالج الكتاب؟

يطرح كتاب ”استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا“ السؤال التالي: كيف تمكّن النظام من تحمّل عبء التحديات التي واجهتْهُ؟ وما الذي يقوله لنا النموذج السوري عن إغواءات السياسة الاستبدادية بشكل أكثر عموماً؟

تعرّف مقاربتي لهذا اللغز المحير نماذج جديدة من الاستنطاق الإيديولوجي، إذا ما استخدمنا مصطلح لوي ألتوسير، وتعرّف طرقاً جديدة ل ”استدراج“ المواطنين لدعم النظام الأوتوقراطي. ويستقصي الكتاب الأشكال المعقدة والمتنوعة وغالباً غير المتماسكة  للخطاب التي ضمنت قبول المواطن الذي احتاجه النظام من أجل بقائه. وحين يقوم النظام باستدراجك فهذا يعني أنه يقوم بإغوائك، وهنا تعمل الإيديولوجيا من خلال إثارة أخيلة ليس من الضروري إشباعها كي ينجح الاستنطاق. وفي الحقيقة، حين يُثار محتوى الأخيلة فإنه يتم تلطيفها في الوقت نفسه، وتُخفَّف التناقضات التي يشير إليها. وتساعد الإيديولوجيا في التعامل مع حالات القلق الجماعية وتعارضات اجتماعية-سياسية من خلال تقديم آليات تسمح باحتواء التنافرات أو إزاحتها أو التنصل منها.

ك ”احتواء: تجعل الإيديولوجيا ما هو جوهرياً حالات قلق اجتماعية وتاريخية يبدو طبيعياً ولا مفر منه. نشاهد هذا أيضاً في أنماط التماهي المفرط: تخيُّل سحر الشخصية المشهورة (أو رشاقتها أو اتزانها العقلي) دون الإيمان بالضرورة أن تحولاً كهذا سيحدث.

كإزاحة: يُعاد نقل المخاوف غير القابلة للتحمل إلى موضوع جديد وحالات قلق حول مواصفات غير مقبولة  مسقطة على آخر متخيل. إن لوم ”الإرهابيين“ على أزمة وطنية أو إسقاط العنف داخل المجموعة على الخارج هما سيرورتا إزاحة، ساعدتا في تنظيم الحياة الجماعية في ظروف سوريا الاستبدادية.

تعمل الإيديولوجيا أيضاً ك“تنصّل“. فقد أشار المفكّر أوكتاف مانوني إلى أن الناس يعقلنون حيواتهم مُقرّين ومتنصّلين في الوقت نفسه. وتجسّد عبارة ”أعرف جيداً ولكن …“ هذه المناورة، وللنأي بالنفس عن المسؤولية المتضمنة  تأثيرات في السياسة، وفي حالة سوريا،  يعمل التنصل عادة كالتالي: ”أعرف جيداً أن النظام فاسد بشكل لا سبيل إلى تقويمه، ولكننا نستطيع تشكيل منظمات مجتمع مدني ترعاها الحكومة وهي في الحقيقة تمكّن المواطنين“، ”أعرف جيداً أنه لا عودة إلى الوراء“ إلى الطريقة التي كانت عليها الأشياء قبل الحرب، لكن كل شيء سيُحل بسهولة ك ”عضة كوساية“.  أو بين الناشطين العلمانيين في العامين الأولين من الانتفاضة:“أعرف جيداً أن في المعارضة إسلاميين متشددين لكن يجب أن أتصرف وكأنهم لا يوجدون فيها“. يتجاوز التنصل الإنكار في أن المشكلة التي تستدعي الحكم مطروحة على الأقل. وفي التنصل، تدعو الإيديولوجيا الرعايا إلى موقف حيث يمكن رفض الوقائع التي لم يعد بالوسع التنصل منها. بهذا المعنى، يعبّر التنصل عن التناقض الذي يرفضه في آن.

أستخدم مصطلح إيديولوجيا لا كي أشير إلى منبرٍ حزبيّ أو عقيدة مميزة، على الرغم من أنه يمكن أن تُجعل واضحة في وثائق منفصلة. بدلاً من ذلك، وباتباع تقليد ثقافي ماركسي، تشير الإيديولوجيا إلى خطابات مجسدة ومحملة عاطفياً يتم إيصالها إلى حد ما أفقياً من خلال ممارسات الحياة اليومية. وحين تُفهم الإيديولوجيا ليس فقط كمحتوى بل أيضاً كشكل، فإنها تمتلك تأثيرات هيكلة قابلة للتحديد، طبيعتها ووظيفتها، كما اقترحتُ أعلاه، هي أن تحتوي الصراع الاجتماعي- السياسي وتخفف من التناقضات التي يمكن، بخلاف ذلك، أن تجعل الحياة غير قابلة لأن تُعاش. مدعّمةً بالأوهام والتخيلات التي تتواصل حتى في وجه معرفة أفضل، تبني الإيديولوجيا سياسة ”كما لو“ التي تتجاوز التمويه العام المفروض الذي تحدثتُ عنه في كتابي الأول غموض السيطرة. إن ما يمتلك أهمية أكبر في هذا الموقف الحالي  من الإيمان المتظاهر به أو تجليات الطاعة الخارجية هو الطرق المشتركة التي تنعكس بها الإيديولوجيا في لحظات تنصل عادية وتتولّد منها من جديد، أي التسويغات التي تمكّن من المشاركة في الولاء لأنظمة موجودة. ومن خلال محتوى معين، تعري الإيديولوجيا إغواءات تقليدية الوضع القائم في وجه التحديات القائمة له (الفصل الأول)، الأفعال المتنوعة التي تقوم به الكوميديا (الفصل الثاني)، والدور الذي تلعبه ”الأخبار المزيفة“ في إخراج الأحكام السياسية من أطرها المرجعية (الفصل الثالث)، احتمالات استيعاب التوترات العاطفية حول الحداد (الفصل الرابع) واستمرار النظرة الطائفية إلى الآخر (الفصل الخامس).

كيف يتصل هذا الكتاب أو ينفصل عن أعمالك السابقة؟

يتعامل كتابا السيطرة الغامضة واستيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا مع ثلاثة أشكال مختلفة من الحث على الامتثال وثلاثة نماذج مختلفة من سوريا. عبّر كتاب غموض السيطرة عن أوضاع أوتوقراطية متينة تعتمد على حكم الحزب الواحد، وجهاز أمن كلي الحضور، ومزاعم وهمية بشكل فاضح إلا إن المراقبين والمشاركين  توقفوا عن تبني وجهة النظر هذه واعتبروها عتيقة الطراز وضعيفة.  أما كتاب استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا فيدرس نمطين إضافيين من الحث على الامتثال. بشّر العقد الأول من حكم الرئيس بشار الأسد بالدخول في مرحلة استبداد تفاؤلية وحديثة وتتسم بالذكاء واستخدام الإنترنت. وقلَّ اعتماد مؤسسات الحكم وبلاغته على الآليات الحزبية للسيطرة الاجتماعية وازداد اعتمادها على حشد من المنتجين الثقافيين الذين برزوا مؤخراً، وما يُدعى ب“منظمات مجتمع مدني“ متأثرة بالسوق، شكلها النظام، مستفيداً من روح التطوع لدى الشباب. إلا أن هذا كله تغيّر في العقد الثاني مع بزوغ أتوقراطية الحرب الأهلية، والتي لم تعد وسائل وآليات التوسط فيها موجهة نحو الاستمرارية، بل إلى إعادة الاستقرار بعد أن تم تحديه جذرياً التزامٌ عاطفي من قبل قسم من السوريين بوجود سياسي ”يمكن أن يكون مختلفاً“. إن هذه العبارة التي تذكر بتيودور أدورنو توضح انخراط هذا الكتاب في احتمالات وعوائق التحول الاجتماعي، وليس كثيراً في ”المقاومة في حد ذاتها كما في البدائل المتخيلة التي يكشف عنها التحليل الارتجاعي للاحتمال السياسي في الحاضر. يهتم كتاب استيعابات سلطوية: الإيديولوجيا والحُكم والحِداد في سوريا أكثر بالديموغرافيات المتنوعة، الفهم غير المتساوي، وأهمية التنظير حول وسطيين متناقضين (العالقون بين الارتباط بالنظام والرغبة بالإصلاح) في فهم المرونة الاستبدادية. بهذا المعنى، إن الكتاب مدين بالفضل لنظرية ماركسية وعاطفية أكثر من غموض السيطرة وكتابي عن اليمن رؤى من الأطراف.  إنه، كما عبّرت إليزابيث آنكر عن ذلك بشكل لطيف، تحليل ل ”أنواع من الأوضاع التي لا تُحتمل“.

من تأملين أن يقرأ هذا الكتاب، وأي نوع من التأثير تودين أن يحدثه؟

آمل أن يقرأ الكتاب ويجده مهماً الباحثون في مجال النظرية الاجتماعية والسياسية وفي الأنثروبولوجيا ودراسات الشرق الأوسط والدراسات الثقافية والأدبية والدراسات السينمائية والإعلامية والسياسة المقارنة، كما آمل أن يقرأه علماء الإثنوغرافيا السياسيون، وكل من هو مهتم بسوريا (بما فيه السوريون من خلفيات سياسية متباينة)، وأشخاص تقلقهم إغواءات الاستبداد في الزمن الحاضر. وآخرون، آمل أن جهودي ستقنعهم في إعادة توجيه مفهوم الإيديولوجيا، للتشديد على أهمية الحُكم في السياسة وعلى الاعتراف بالعمل الشاق للحداد في أزمنة الخسارة الفادحة.

ما المشاريع التي تعملين عليها حالياً؟

أنهي تحرير كتاب مع زميلي في الأنثروبولوجيا جوزف ماسكو بعنوان نظرية المؤامرة.

اطرحي سؤالاً تحبين أن نطرحه عليك ثم أجيبي عليه؟

ما علاقة الحُكم بالإيديولوجيا؟

يفهم الكتاب سياسة إعادة الإنتاج الإيديولوجية ليس كنشر لمعتقدات معينة، بل كتداول لأشكال معقدة من الارتباط السياسي، لتمكين الناس من معرفة أمرٍ ما وعدم معرفته في الوقت نفسه. ويُظهر فصلي حول الأنباء الكاذبة كيف استفاد النظام من نتائج الابتكارات التكنولوجية، مثل الإشباع المفرط بالمعلومات والسرعة الكبيرة التي تُبث وتصل بها في عصر الإنترنت. إن اللايقين الذي تمكّن النظام من إنتاجه في هذه الظروف لم يستقطب الجماعات ويحولها إلى جماهير عامة معزولة فحسب، بل قدم أيضاً عذراً لعدم الحكم. فقد صار من السهل بالنسبة للبعض، خاصة الوسطيين المتناقضين، النظر في أحداث مشوشة جداً بحيث لا يمكن الحكم عليها.  وفي ظروف كهذه، وفي سياق الانتصار الواضح للنظام السوري وعودة عالمية للحكم الاستبدادي نعثر على إمكانية تحدي جمعي للدكتاتورية لدى فنانين تحايلوا خيالياً على مشاكل مثل الأنباء الكاذبة، من خلال الأفلام الوثائقية. ومارس البعض أيضاً ما دعته حنا أرندت ”التفكير التمثيلي“، أي إعادة صقل قدرة على الحكم السياسي، ليس من خلال التماهي المفرط  مع المعانين الآخرين، بل من خلال القيام بالعمل التخيلي لكوني ”نفسي في مكان لستُ فيه نفسي“.

[تنشر هذه المادة بالتعاون مع جدلية وترجمه من الانكليزية  أسامة أسبر]

سوريا في أسبوع ٦-١٣ كانون الثاني/يناير

سوريا في أسبوع ٦-١٣ كانون الثاني/يناير

طهران بعد سليماني

١٢ كانون الثاني/يناير

 أفادت تقارير إخبارية بأن وفداً حكومياً سورياً رفيع المستوى برئاسة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس سيقوم بزيارة إلى  طهران الأحد بعد أسبوع على اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية أن الوفد سيضم في عضويته نائب رئيس مجلس  الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، ووزير الدفاع  العماد علي عبد الله أيوب.

ونقلت عن مصادر دبلوماسية في دمشق أن المباحثات بين الجانبين ستتطرق حتماً إلى آخر التطورات، ومن أبرزها اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والرد الإيراني على هذه العملية.

من جانبها، ذكرت قناة “الميادين” الفضائية أن الوفد سيؤكد خلال الزيارة على وقوف سورية إلى جانب إيران في مواجهة التحديات المشتركة، كما سيقدم الوفد واجب العزاء وإعلان التضامن مع إيران في هذه المرحلة.

هدنة وتعزيزات

١١ كانون الثاني/يناير

قتل 18 مدنياً بينهم ستة أطفال السبت في قصف شنته طائرات حربية سورية في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عشية بدء اتفاق هدنة روسي – تركي يضع حداً لتصعيد عسكري جديد لقوات النظام.

تزامنت هدنة إدلب مع تعزيزات في ريف حلب لقوات الحكومة.

وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا في بيان إنه اعتباراً من الساعة 11,00 ت غ الخميس “دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وفقًا لاتفاق مع الجانب التركي”.

وعلى الرغم من الهدنة التي تم الإعلان عنها في آب/أغسطس، كثفت القوات السورية بدعم من القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة أعمال القصف التي أوقعت أعداداً كبيرة من الضحايا في إدلب، آخر معقل للفصائل الإسلامية والمقاتلة التي يلقى بعضها الدعم من أنقرة، ما تسبب في تدفق النازحين إلى تركيا.

وفي كانون الأول/ديسمبر وحده، نزح نحو 284 ألف شخص بسبب القصف والمعارك، لا سيما في جنوب محافظة إدلب، بحسب الأمم المتحدة.

ويأتي إعلان وقف إطلاق النار غداة اجتماع في اسطنبول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اللذين لم يتطرقا سوى بإيجاز للوضع في سوريا في بيانهما المشترك. لكن أنقرة دعت روسيا الثلاثاء إلى “وقف هجمات النظام” السوري على إدلب وطالبت باحترام الهدنة التي تم التوصل إليها في آب/أغسطس الماضي.

ترحيب بالإغاثة

١١ كانون الثاني/يناير

رحب سكان في محافظة إدلب السورية، التي تأوي ثلاثة ملايين نسمة نحو نصفهم من النازحين، بحذر بقرار مجلس الأمن الدولي تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، فيما نبهت منظمات إغاثة من مخاطر تقليص العمل بها.

ومنذ العام 2014، يجدد مجلس الأمن الدولي سنوياً تفويض إدخال المساعدات عبر أربعة معابر حدودية إلى مناطق خارجة عن سيطرة قوات النظام السوري. إلا أنه في 20 كانون الأول/ديسمبر، واجه تمديد التفويض رفض كل من روسيا والصين.

وبعد مفاوضات ثم سلسلة من التنازلات بين الدول المعنية، صوت مجلس الأمن الجمعة لصالح تمديد التفويض لكن لمدة ستة أشهر فقط على أن يقتصر إيصال المساعدات على نقطتين حدوديتين مع تركيا حصراً.

ويربط معبر باب الهوى تركيا بمحافظة إدلب (شمال غرب)، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتشهد بين الحين والآخر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام، فيما يربط معبر باب السلامة تركيا بمناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا.

وتعد إدلب ومحيطها أبرز منطقة خارجة عن سيطرة قوات النظام، التي تصعّد بين الحين والآخر عملياتها العسكرية فيها، ما يدفع بموجات نزوح تزيد من حجم وعدد المخيمات المنتشرة فيها وخصوصاً بالقرب من الحدود -التركية.

يستفيد من المساعدات العابرة عن الحدود، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أربعة ملايين سوري، بينهم 2,7 مليون في شمال غرب سوريا و1,3 مليون في شمال شرق البلاد.

واعتبرت منظمة “سيف ذي شيلدرن” أن اليوم ليس الوقت المناسب لتقليص العمل بالمساعدات العابرة للحدود. وأضافت أن القرار الأخير يظهر أن “سياسات الدول الأعضاء أهم من تأمين سقف ينام الأطفال تحته”.

ويلغي قرار مجلس الأمن الأخير إيصال المساعدات عبر معبرين، أبرزهما معبر اليعربية مع العراق، والذي عادة ما كان يُعتمد لإيصال المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد، وحيث تنتشر أيضاً مخيمات نازحين عدة.

عميد الأسرى

١٠ كانون الثاني/يناير

أعلنت السلطات الإسرائيليّة ليل الخميس-الجمعة الإفراج المبكر عن سجينين سوريين أحدهما صدقي المقت الذي يمضي عقوبة بالسجن بعد إدانته بالتجسّس لحساب دمشق، في إطار عمليّة تبادل معقّدة سهّلتها روسيا.

وصدقي المقت درزي من مواليد بلدة مجدل شمس في الجولان في 1967. وحكم عليه في 2015 بالسجن أحد عشر عاماً بتهمة التجسّس والخيانة والاتّصال بعميل أجنبي ونقل معلومات إلى سوريا في أوقات الحرب.

وذكرت سلطات السجون الإسرائيليّة في بيان قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة “سيتمّ إطلاق سراح السجين الأمني صدقي المقت غداً، العاشر من كانون الثاني/يناير قبل انتهاء مدّة سجنه”.

وكان المقت أسيرا في السجون الاسرائيلية وتم الافراج عنه  في آب/أغسطس من عام 2012 بعد 27 عاماً قضاها في  السجون الاسرائيلية .

ووصل المقت، الذي وصفه الاعلام السوري الرسمي، بـ”عميد الأسرى السوريين” الجمعة إلى مسقط رأسه في مجدل شمس.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإفراج عن المقت وأبو صلاح تأخر لأن الرجلين كانا يريدان العودة إلى بلدة مجدل شمس في الجولان بدلاً من التوجه إلى سوريا.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ الإفراج عن الرجلين يندرج في إطار “بادرة حسن نية” بعدما استعادت اسرائيل رفات الجندي زخاري بوميل الذي فُقِد منذ اجتياحها لبنان في صيف 1982.

فقد زخاري بوميل في معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في حزيران/يونيو 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان لوقف نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة ضد أراضيها.

وقامت روسيا  التي تتمتع بعلاقات مميزة مع الدولة السورية بتسهيل إعادة رفات  الجندي الاسرائيلي إلى إسرائيل.

غارة على حلفاء إيران

١٠ كانون الثاني/يناير

قتل ثمانية مقاتلين على الأقل من الحشد الشعبي العراقي جراء غارات نفذتها طائرات مجهولة ليل الخميس الجمعة على مواقع تابعة للفصيل الموالي لإيران في شرق سوريا قرب الحدود العراقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وذكر أن “طائرات مجهولة استهدفت مستودعات وآليات للحشد الشعبي في منطقة البوكمال” في محافظة دير الزور، “محدثة انفجارات عدة”.

ونفى متحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن لوكالة فرانس برس أن تكون قواته قد شنّت أي ضربات في المنطقة.

ومنذ الأربعاء، تعرضت ثلاث قرى على الأقل في ريف البوكمال، لضربات شنتها طائرات مسيّرة مجهولة الهوية ولم توقع خسائر بشرية، وفق المرصد.

وتتنشر في ريف البوكمال مجموعات مسلحة موالية لطهران، التي تتمتع بنفوذ كبير داخل مؤسسة الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت لوائها.

وتعرضت فصائل الحشد لصفعة قوية مع مقتل نائب رئيس هيئتها أبو مهدي المهندس الذي كان يُعد رجل طهران الأول في العراق، إلى جانب الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني، بضربة أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من الشهر الحالي.

وكان سليماني يعدّ مهندس السياسة الإيرانية في دول المنطقة لا سيما العراق وسوريا، وتقاتل المجموعات الموالية لإيران في سوريا إلى جانب قوات النظام.

وأطلقت إيران الأربعاء 22 صاروخاً على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال رداً على اغتيال واشنطن لسليماني ورفاقه، على وقع تصاعد التوتر في المنطقة.

التعادل القاتل

٩ كانون الثاني/يناير

 اقتنص المنتخب السوري تعادلاً مثيراً من نظيره منتخب قطر ٢\٢ اليوم الخميس في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية لبطولة كأس أمم آسيا للشباب تحت ٢٣ عاماً في تايلاند والمؤهلة لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.

وتقدم العنابي القطري بهدف في الدقيقة الأولى عن طريق يوسف عبد الرزاق  ثم استفاد الفريق من هدف عكسي سجله السوري يوسف محمد بالخطأ في مرماه في الدقيقة ٢٢. ولكن منتخب سوريا لم يستسلم ورد بهدف عن طريق عبد الرحمن بركات في  الدقيقة ٣١ قبل أن يخطف أحمد دالي هدف التعادل القاتل لسوريا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة.

مقتل أربع جنود أتراك

٨ كانون الثاني/يناير

قتل أربعة جنود أتراك الأربعاء في تفجير سيارة شمال شرق سوريا، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

وكان الجنود يقومون بدوريات عندما وقع الهجوم في المنطقة التي سيطرت عليها القوات التركية بعد العملية الأخيرة ضد المقاتلين الأكراد العام الماضي.

ولم تكشف الوزارة مزيداً من التفاصيل عن مكان الانفجار أو الجهة المسؤولة عنه.

وشن الجنود الأتراك الذين يدعمون مقاتلين سوريين معارضين، هجوما على وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وتقول أنقرة إن تلك الوحدات “إرهابية” ومتفرعة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد تركيا منذ 1984.

وتدرج تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني على القائمة السوداء.

وشنت تركيا في السابق عمليتين عسكريتين شمال سوريا، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في 2016 وضد وحدات حماية الشعب الكردية في 2018.

القيصر في “سوريا الروسية”

٧ كانون الثاني/يناير

التقى الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، وفق ما أورد حساب الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، في زيارة مفاجئة هي الأولى من نوعها إلى العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل نحو تسع سنوات.

وأعلنت حسابات الرئاسة أن بوتين وصل “دمشق فى زيارة التقى خلالها الرئيس الأسد في مقر تجميع القوات الروسية” في العاصمة.

ونشرت صورة للأسد وهو يصافح بوتين وجلس قربهما ضباط روس. وأوردت أن الرئيسين “استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا”.

وهنأ الأسد الضباط والعسكريين الروس بمناسبة عيد الميلاد، معرباً “عن تقديره وتقدير الشعب السوري لما يقدمونه من تضحيات إلى جانب أقرانهم من أبطال الجيش العربي السوري”.

وقدّم بوتين بدوره التهاني لقواته العاملة في سوريا بمناسبة عيد الميلاد، بحسب المصدر نفسه.

وسبق لبوتين أن زار سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2017، لكن زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم الواقعة على الساحل السوري غرباً، والتي تتخذها روسيا مقراً لقواتها.

وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء الحكومة السورية إلى جانب إيران، وقدمت لها منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً دبلوماسياً واقتصادياً، ودافعت عنها في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 14 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا، كان آخرها في كانون الأول/ديسمبر ضد مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لتمديد المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة عبر الحدود لأربعة ملايين سوري لمدة عام، وتريد موسكو خفضها

وساهم التدخل الروسي منذ أيلول/سبتمبر 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش السوري ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم  الدولة الإسلامية على حد سواء.

مصير «دولة الظل» السورية بعد «مهندسها» الايراني

مصير «دولة الظل» السورية بعد «مهندسها» الايراني

لسوريا خصوصية، بالنسبة إلى إيران، فيما يتعلق بتداعيات اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني و«مسارح» الرد المحتمل. في هذه الساحة، عوامل شخصية وجيوسياسية متراكمة، لا تتوافر في غيرها. فيها بُعدان: شخصي رعاه سليماني وطوّره في العقدين الأخيرين، خصوصاً بعد 2011، ومؤسساتي – استراتيجي بين دمشق وطهران يعود إلى 1979.

ستة أسباب
سوريا مهمة لإيران لستة أسباب: أولاً، أنها حلقة إيران للربط البري بين العراق ولبنان. ثانياً، أن هضبة الجولان جبهة ثانية بعد جنوب لبنان، للإطلال على إسرائيل ومسارات تسوية النزاع العربي – الإسرائيلي. ثالثاً، الوقوف على مشارف العمق العربي من بوابة الأردن. رابعاً، تماس من حلب وإدلب مع التركة العثمانية. خامساً، الوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط. سادساً، ساحة التعاون مع روسيا العائدة إلى الشرق الأوسط.

خمسة جيوش
إضافة إلى إيران، الموجودة رسمياً وعبر تنظيماتها، هناك أربعة جيوش أخرى:
أولاً، القوات الأميركية تقود التحالف الدولي في الحرب ضد «داعش» وتقيم شرق الفرات بجوار تنظيمات عربية جنّدتها طهران على أطراف قاعدة عسكرية في البوكمال بريف دير الزور.
ثانياً، الجيش التركي عبر نقاط الرقابة الخاصة به في إدلب وريفها وفي جيوب «درع الفرات» و«غضن الزيتون» و«نبع السلام» شمال سوريا.
ثالثاً، إسرائيل، الحاضرة – الغائبة في سوريا عبر غاراتها الجوية المتكررة في دمشق وأطرافها وصولاً إلى حمص وحماة والبوكمال.
رابعاً، روسيا هي اللاعب الرئيسي بين الجيوش الأربعة. أقامت ثلاث قواعد عسكرية طويلة الأمد. في اللاذقية وطرطوس والقامشلي. ونشرت منظومات صواريخ «إس 300» و«إس 300 متطورة» و«إس 400» وعادت من سوريا إلى الشرق الأوسط.

دولتان في سوريا
في منتصف 2015، زار سليماني موسكو وكان له دور بارز في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري المباشر في سوريا لدعم قوات الحكومة التي لم تكن تسيطر على أكثر من 10% من سوريا. وقتذاك، أبرم اتفاق «زواج المصلحة» لدعم قوات الحكومة وصولاً إلى استعادة ثلثي الأراضي: القوة الجوية من روسيا والقوات البرية من إيران، عبر ميليشيات غير إيرانية بإشراف «الحرس الثوري» وصل عددها في بعض الأوقات إلى نحو 70 ألف عنصر (سوري وغير سوري).
هذه المعادلة لبّت مطالب بوتين في تجنب «أفغانستان ثانية» وتحقيق انتصارات بأقل كلفة بشرية ومادية. لبّت طموحات إيران بإنقاذ الحليف الاستراتيجي في دمشق والدخول في النسيج الاجتماعي السوري. ومع تقدم المكاسب العسكرية كانت روسيا وإيران تتشاركان في تقاسم المصالح الاقتصادية وتعميق النفوذ بحيث يبقى إلى سنوات طويلة. بين دمشق وموسكو اتفاقات مدتها 49 سنة لإقامة القواعد العسكرية وعقود لاستثمار النفط والغاز والفوسفات. بين دمشق وطهران اتفاقات اقتصادية وتجارية وعسكرية يعود بعضها إلى منتصف 2018.
وكان واضحاً الفرق بين مقاربتين: روسيا تركز على مؤسسات الدولة، الجيش والأمن والحكومة. إيران تركز على تأسيس «دولة الظل» عبر شبكات و«هندسات اجتماعية» وجمعيات خيرية. روسيا كانت تنتشر في الضوء وفي المدن. إيران كانت تنتشر في العتمة وفي الأرياف.
سليماني كان «مهندس دولة الظل» في سوريا. غيابه سيترك أثراً عملياً في ذلك. الاغتيال أعاد مصير الدور الإيراني في سوريا إلى الواجهة. بات أولوية سواء من حيث إمكانية الرد أو حدود هذا الدور. بات أولوية على حساب تراجع أولويات أخرى تخص العملية السياسية وأخواتها. غياب سليماني «يحرر» أصحاب القرار في دمشق من ذاكرة آخر عشر سنوات. وينطبق هذا على بوتين في حال كانت لديه رغبة في تحديد أو تعريف الدور الإيراني. يُضعف دور الشبكات ويعطي فرصة لتعزيز المؤسسات. ترجيح العلاقة بين الجيشين السوري والإيراني على حساب العلاقة بين «الحرس الثوري» في طهران و«قوات الدفاع الوطني» في دمشق.
اول اشارات تلقف روسيا لغياب سليماني، قيام بوتين باول زيارة الى دمشق منذ ٢٠١١. غياب مهندس “دولة الظل”، قد يفتح الطريق لبوتين بإعادة العلاقة السورية – الإيرانية إلى سابق عهدها وتخليصها من البعد الشخصي، أو يعطي موسكو فرصة لتقديم هذا العرض كي تسهم دول عربية وغربية في إعمار سوريا ودعم عودة اللاجئين و”استكمال بناء الدولة”، كما قال بوتين، وخروج جميع الميليشيات غير الشرعية… والجيوش الأربعة!

سوريا في أسبوع 31 كانون الأول/ ديسمبر-6 كانون الثاني/ يناير

سوريا في أسبوع 31 كانون الأول/ ديسمبر-6 كانون الثاني/ يناير

أشباح” في باريس

٦ كانون الثاني/يناير

تجري محكمة خاصة بباريس الاثنين محاكمة 24 شخصا بينهم 21 فرنسيا، ذهبوا في 2014 و2015 للجهاد في العراق وسوريا حيث قتل معظمهم.

وهؤلاء المتهمون في ما يمكن تسميته “محاكمة الأشباح” كانوا تبنوا ايديولوجيا المتطرفين الإسلاميين إما في مسجد سري وإما لدى قيادات متطرفة وتحمسوا للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية خصوصاً مع إعلان التنظيم المتطرف إقامة “خلافته” في 2014.

والمتهمون (فرنسيون ومغربي وجزائري وموريتاني) كانت تتراوح أعمارهم بين 20 و30 حين غادروا فرنسا قبيل أو بعيد اعتداءات بباريس في كانون الثاني/يناير 2015.

ولن يكون سوى خمسة منهم حاضرين أمام المحكمة بتهمة الانخراط في عصابة أشرار لغايات إرهابية. أما الباقون فهم رسميا “موضع ملاحقة” لكن معظمهم قضى في عمليات قصف أو اعتداءات انتحارية، بحسب شهادات الأسر والمعلومات التي جمعها المحققون.

ولم ينف المتهمون الحاضرون اهتمامهم بتنظيم الدولة الاسلامية لكنهم نفوا مشاركتهم في عصابة إجرامية.

ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 17 كانون الثاني/يناير.

نصف مليون قتيل

٥ كانون الثاني/ يناير

تسبّبت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل نحو تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 115 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

ووثق المرصد مقتل 380 ألفاً و636  شخصاً منذ اندلاع النزاع، بينهم أكثر من 115 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين نحو 22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف امرأة.

وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 15 آذار/مارس 2018 أفادت بمقتل أكثر من 370 ألف شخص.

وفي ما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مصرع أكثر من 128 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، بينهم 1682 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب دمشق منذ 2013.

في المقابل، قتل أكثر من 69 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية وقوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها وتمكنت العام الماضي من القضاء على “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية بدعم أميركي.

كما قتل أكثر من 67 ألفاً من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومقاتلين أجانب من فصائل متشددة أخرى.

وتشمل هذه الإحصاءات وفق المرصد، من تمكن من توثيق وفاتهم جراء القصف خلال المعارك، ولا تضم من توفوا جراء التعذيب في المعتقلات الحكومية أو المفقودين والمخطوفين لدى مختلف الجهات. ويقدر عدد هؤلاء بنحو 88 ألف شخص.

عدا عن الخسائر البشرية، أحدث النزاع منذ اندلاعه دماراً هائلاً في البنى التحتية، قدرت الأمم المتحدة كلفته بنحو 400 مليار دولار. كما تسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

لن أنسى” سليماني

٣  كانون الثاني/ يناير

قال الرئيس بشار الأسد الجمعة إن الشعب السوري “لن ينسى” وقوف القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بضربة أميركية في بغداد، إلى جانب جيش بلاده في النزاع المستمر منذ نحو تسع سنوات، فيما ندّد معارضون بالدور “المحوري” الذي لعبه في سوريا.

وقتل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وآخرون فجر الجمعة في هجوم صاروخي أميركي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي، ما يثير مخاوف من نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران.

وتعد طهران من أبرز حلفاء دمشق. وقدّمت منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً لدمشق. وتمكنت مع مجموعات موالية لها من تعديل موازين القوى ميدانياً لصالح القوات الحكومية السورية على جبهات عدة.

وكان سليماني موفد بلاده إلى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في هذه الدول.

وإثر اندلاع النزاع عام 2011، بادرت طهران إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5,5 مليار دولار، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه ضد فصائل المعارضة.

ووقع البلدان صيف 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية.

في المقابل، اعتبرت شخصيات ومجموعات سورية معارضة في المنفى أن مقتل سليماني يشكل نهاية لأحد “مجرمي الحرب” نظراً لدوره في النزاع.

وفي مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، هتف متظاهرون خلال مشاركتهم في اعتصام تنديداً بتصعيد دمشق وحلفائها حملة القصف على المنطقة، احتفاء بمقتل سليماني. وحمل أحدهم ورقة كتب عليها “شكراً ترامب”.

 إدلب مغلقة

٢ كانون الثاني/ يناير

لم ينجح مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً مغلقاً بطلب من باريس ولندن حول الوضع في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، في الاتفاق على قرار لتمديد إيصال المساعدات الإنسانية الذي ينتهي في 10 الشهر الجاري.

وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة دعمت طلب فرنسا والمملكة المتحدة، على أن يعقد الاجتماع اعتبارا من الساعة 15,00 ت غ.

ويأمل بعض الدبلوماسيين أن تبحث دول مجلس الأمن مجدداً خلال الاجتماع مسألة تمديد العمل بآلية لإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى أربعة ملايين شخص في سوريا.

وينتهي مفعول هذه الآلية التي تسمح بإيصال المساعدات عبر نقاط حدودية لا يسيطر عليها النظام السوري، في 10 كانون الثاني/يناير.

وتستخدم الآلية حالياً أربع نقاط عبور، اثنتين عبر تركيا وواحدة عبر الأردن وواحدة عبر العراق.

وعارضت روسيا في 20 كانون الأول/ديسمبر تمديد العمل بالآلية بصيغتها الحالية في سياق سعيها لتعزيز سيطرة حليفها النظام السوري على البلاد.

وهي تعتبر أن الوضع الميداني تغير مع استعادة النظام السيطرة على مزيد من الأراضي، وتقترح في المقابل إلغاء اثنتين من نقاط العبور الأربع الحالية وتمديد الآلية لستة أشهر فقط وليس لسنة.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه إنه بانتظار 10 كانون الثاني/يناير “أمامنا الخيار بين لا شيء والموقف الروسي”.

وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفي بينهما الخميس على “ضرورة خفض التصعيد في إدلب لحماية المدنيين”.

ربع مليون

٢ كانون الثاني/ يناير

 قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن زهاء 250 ألف شخص يفرون حالياً من منطقة إدلب في شمال غرب سوريا باتجاه تركيا، بسبب قصف القوات الروسية والسورية المستمر منذ أسابيع.

وتستضيف تركيا بالفعل حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري وهو أكبر عدد من اللاجئين في العالم. وقال أردوغان إن بلاده تتخذ خطوات تواجه بعض الصعوبات لمنع عبور موجة جديدة لحدودها.

ومع تفاقم الأزمة بسبب الشتاء، قالت الأمم المتحدة إن حوالي 284 ألف شخص فروا من منازلهم حتى يوم الاثنين. ويعيش ما يصل إلى ثلاثة ملايين سوري في إدلب، وهي آخر منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة في الحرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات تقريبا.

وقال أردوغان في مؤتمر بأنقرة “في الوقت الحالي هناك ما بين 200 ألف إلى 250 ألف مهاجر يتجهون نحو حدودنا. نحاول منعهم ببعض الإجراءات لكن هذا ليس بالأمر السهل. إنه أمر صعب فهم بشر أيضا”.

وتتعرض بلدات وقرى للقصف من المقاتلات الروسية والمدفعية السورية منذ تجدد هجوم القوات الحكومية الشهر الماضي، بالرغم من اتفاق توصل إليه زعماء تركيا وروسيا وإيران في سبتمبر/ أيلول الماضي لتخفيف حدة التوتر.

مجزرة تلاميذ

١ كانون الثاني/ يناير

قتل 8 مدنيين على الأقل، بينهم أربعة أطفال الأربعاء في قصف صاروخي شنته القوات النظامية وأصاب مدرسة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وكثفت قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة الغارات على المنطقة الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنتشر فيها فصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً، منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر في وقت تحقق قوات النظام تقدما على الأرض رغم وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في آب/أغسطس ودعوات الأمم المتحدة لخفض التصعيد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات صاروخية أرض أرض استهدفت بلدة سرمين في ريف إدلب الشرقي وسقطت على مدرسة ومناطق أخرى في البلدة.

ويعتبر النظام السوري الذي يسيطر على أكثر من 70% من الأراضي السوري أن معركة إدلب ستحسم الوضع في سوريا.

أدنى حصيلة

٣١  كانون الأول/ديسمبر

سجّل النزاع الدائر في سوريا منذ نحو تسع سنوات، في العام 2019 أدنى حصيلة سنوية للقتلى، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووثّق المرصد مقتل 11215 شخصا بين مقاتل ومدني في عام 2019، موضحاً أن حصيلة القتلى المدنيين بلغت 3473 شخصاً بينهم 1021 طفلاً.

وشهدت سوريا في العام 2019 قتالاً ضارياً على ثلاث جبهات.

ففي آذار/مارس طردت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية من آخر رقعة كان يسيطر عليها في أقصى الشرق السوري قرب الحدود مع العراق.

وفي الصيف، كما وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدت قوات النظام السوري حملتها العسكرية على منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة الجهاديين والواقعة في شمال غرب سوريا.

وفي الصيف أوقعت المعارك التي شهدتها المنطقة التي تأوي نحو ثلاثة ملايين شخص ومقاتلين نحو ألف قتيل مدني.

وفي شرق البلاد شنّت تركيا وفصائل مقاتلة موالية لها عملية عسكرية عبر الحدود داخل الأراضي السورية لطرد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”.

وفي العام 2017 بلغت حصيلة القتلى 33 ألفا، لتتراجع في العام التالي إلى 19600 قتيل.

وكان العام 2014 الأكثر دموية في النزاع وقد بلغت حصيلته 76 ألف قتيل. وشهد ذاك العام صعود تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق.

ومنذ العام 2011 يُقتل في سوريا سنويا أكثر من 40 ألف شخص كمعدل وسطي للنزاع الذي شرّد الملايين.

Syria in a Week (24 – 30 December 2019)

Syria in a Week (24 – 30 December 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Idlib Displacement

Reuters

27 December 2019

The United Nations said two hundred and thirty-five thousand civilians had fled their homes in rebel-held northwestern Syria during a Russian-backed campaign of air strikes and shelling this month. The UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) said the exodus had taken place between 12 and 25 December.

Most people had fled the city of Maarat al-Numan, towns and villages in southern Idlib province, Idlib city, and camps along the Syrian-Turkish border, OCHA said. “With the latest escalation of violence in northwest Syria, civilians in Idlib governorate are again suffering from the devastating consequences of hostilities,” it said.

OCHA said Maarat al-Numan and the surrounding countryside “are reportedly almost empty.” Thousands of families were also reported to be too frightened to move, fearing air strikes and shelling. Rescue teams and witnesses say hostilities have left many towns in ruins and knocked out dozens of medical centers.

US President Donald Trump on Thursday warned Russia, Syria, and Iran against killing civilians in the Syrian governorate of Idlib, saying that Turkey is working hard to stop the “carnage”.

The Syrian army said this week it had seized more than three hundred kilometers of territory in the offensive to end “terrorist” control of Idlib, killing hundreds of “terrorists”. Taking Maarat al-Numan would take the Syrian army into densely populated rebel-held parts of Idlib province, where millions of people who fled fighting elsewhere in Syria have taken refuge.

The Russian and Syrian advance toward Idlib is also piling pressure on Turkey, which has a presence in the area and is seen by many civilians as a protector against Russian strikes. Turkish President Recep Tayyip Erdogan said his country cannot handle a fresh wave of refugees from Syria, warning that Europe will feel the impact of such an influx if the bombing is not stopped.

Failure to Protect Hospitals in Idlib

Enab Baladi

29 December 2019

A United Nations system to protect hospitals in Syria has failed to achieve its goals and was “marred with errors,” according to a New York Times investigation published on Sunday. Russia and the Syrian government ignored the UN system to prevent attacks on hospitals and humanitarian sites in areas not under government control, with more than sixty-nine attacks on these sites since the onset of the Russian intervention in Syria in 2015.

The system is meant to provide precise coordinates of humanitarian sites that are under the protection of international law of warring parties to avoid their damage. These coordinates are shared with forces led by the United States, Russia, and Turkey in the area.

The system is voluntary, but relief groups said they felt intense pressure from donors and United Nations officials to participate. The groups gave locations of their own choosing to the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA).

Sharing Syria… And Libya

Reuters

26, 29 December 2019

Talks in Moscow between a Turkish government delegation and Russian diplomats lasted for three days, much longer than expected, as the two sides tried to find compromises on Syria and Libya, the Russian Vedomosti newspaper reported on Thursday.

A Turkish delegation traveled to Russia on Monday for talks on Syria, following reports that Russian-backed attacks there were forcing tens of thousands more Syrians to flee toward Turkey.

Turkish Presidential spokesman Ibrahim Kalin said on Tuesday that Russia would work to stop attacks in the northwestern Syrian region of Idlib after talks with the Turkish delegation in Moscow and that Ankara expected this promise to be kept.

The two sides also discussed Libya after Turkish President Recep Tayyip Erdogan said last week his country would not remain silent in the face of “mercenaries” such as the Russian-backed Wagner group of private military contractors, supporting Khalifa Haftar’s forces there. Moscow said it is very concerned about the prospect of Turkish troops being deployed to Libya.

Turkey’s Foreign Minister Mevlut Cavusoglu warned that the Libyan conflict risks sliding into chaos and becoming the next Syria, as he sought to speed up legislation to allow it to send troops to the North African country.

US Strikes Against Hezbollah Brigades

Reuters

30 December 2019

US officials said on Sunday that air strikes in Iraq and Syria against an Iran-backed armed group were successful, but warned that “additional actions” may still be taken in the region to defend US interests.

The US military carried out the strikes against the Hezbollah Brigades in response to the killing of a US civilian contractor in a rocket attack on an Iraqi military base, officials said.

“We will not stand for the Islamic Republic of Iran to take actions that put American men and women in jeopardy,” US Secretary of State Mike Pompeo said. Defense Secretary Mark Esper termed the offensive “successful,” but said that Trump was informed that a further military response could be warranted.

Iraqi security and militia sources said at least twenty-five fighters were killed and at least fifty-five wounded following three US air strikes in Iraq on Sunday. At least four local Hezbollah Brigades commanders were among the dead, the sources said, adding that one of the strikes had targeted the armed group’s headquarters near the western Qaim district on the border with Syria.

Russia Inherits United States in Raqqa

Reuters

26 December 2019

Russian military police have taken control of a base near the Syrian city of Raqqa that was controlled by US forces until a few days ago, the TASS news agency reported on Thursday. Russian forces entered the nearby city of Raqqa, the former de facto capital of the Islamic State caliphate, earlier this month as Moscow rushed to fill a vacuum created by US President Donald Trump’s decision to pull troops from northern Syria. The base, a former school in the village of Tal Samin, is in a strategic area at a crossroads that links the city of Raqqa with central Syria and its northern regions, the state news agency said.

Russian Cereal Aid

Reuters

25 December 2019

The Russian Interfax news agency cited a representative of Deputy Prime Minister Yury Borisov as saying that Russia would send twenty-five thousand tons of grain as humanitarian aid to Syria from the port of Novorossiysk on the Black sea by next week. Russia plans to send a total of one hundred thousand tons of grain by the end of May, the representative added.