سوريا في أسبوع 20 كانون الثاني/ يناير

سوريا في أسبوع 20 كانون الثاني/ يناير

رفض كردي

١٥ كانون الثاني/يناير

أبدى أكراد سوريا الأربعاء رفضهم إقامة “منطقة آمنة” تحت سيطرة تركية في شمال البلاد على الحدود بين البلدين، بموجب مبادرة اقترحتها واشنطن بموافقة أنقرة، في محاولة للحد من تداعيات قرار سحب القوات الأميركية من شمال سوريا.

وهددت تركيا مؤخراً بشنّ هجوم واسع على مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، ما وضع واشنطن في موقف حرج بين حليفيها ودفعها الى المبادرة لاقتراح تفاهم يرضي الأطراف كافة.

وأكد ألدار خليل، الذي يُعد أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، رفض أي دور تركي في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها. وقال “تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع”.

ويأتي الرفض الكردي لأي دور تركي بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقامة “منطقة آمنة” عرضها أكثر من 32 كلم في سوريا على طول الحدود التركية، وغداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنّ قواته ستتولى إقامة هذه المنطقة بين الحدود التركية ومواقع الوحدات الكردية، التي تدعمها واشنطن.

وفاقم إعلان ترامب الشهر الماضي قراره المفاجئ بسحب كافة قواته من سوريا خشية الأكراد من أن يمهد ذلك لهجوم تركي واسع لطالما هددت أنقرة بشنه لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها.

وشكلت إقامة هذه المنطقة محور اتصال هاتفي مساء الإثنين بين الرئيس التركي ونظيره الأميركي. واجتمع رئيس الأركان التركي مع نظيره الأميركي في بروكسل لتحديد “آليات” إقامة هذه “المنطقة الآمنة” التي ستكون “تحت سيطرة تركيا”.

وسارعت موسكو، أبرز حلفاء دمشق الأربعاء، إلى رفض إقامة هذا الاقتراح. ويبحث اردوغان والرئيس فلاديمير بوتين ذلك في موسكو. وصفت دمشق تصريحات إردوغان حول استعداد بلاده لإقامة “منطقة آمنة” بأنها “غير مسؤولة”.

التوافق شرط العودة

١٧ كانون الثاني/ يناير

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن عودة سورية إلى مقعدها بالجامعة مشروطة بحدوث توافق عربي.

وقال أبو الغيط بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشيل عون في بيروت “إن للمسألة السورية جوانب مختلفة، كما لها حساسية، ويجب الاعتراف أن سورية هي دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية”.

وأضاف “عندما يتم توافق عربي، ونتأكد انه لا توجد اعتراضات من هذا الطرف أو ذاك، فما أسهل أن يطرح الأمر كبند على جدول أعمال مجلس وزاري في أي لحظة، مع التحضير الجيد له”.

وتابع” إذا توافقت الدول العربية إلى دعوة سورية من أجل شغل مقعدها، فمن جانبنا كأمانة عامة وكأمين عام نحن في خدمة الدول العربية، فالأمين العام هو الذي يسعى للحفاظ على المصالح العربية، ونحن ننفذ فورا هكذا قرار ومن دون تأخير.”

وأشار أبو الغيط إلى عدم وجود توافق عربي بعد على عودة سورية.

وقررت الجامعة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تجميد مقعد سورية، على خلفية لجوء النظام إلى الخيار العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.

وفي آذار/ مارس 2012، قرر مجلس التعاون الخليجي (يضم السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت، وقطر، والبحرين) سحب سفراء الدول الست من سورية.

في البطء السلامة”

١٩ كانون الثاني/ينار

دعا سناتور أميركي نافذ السبت الرئيس دونالد ترامب الى إبطاء الانسحاب المعلن للقوات الأميركية من سوريا إلى أن يتم التأكد من “الهزيمة الفعلية” لتنظيم “داعش” وتفادي حدوث “فوضى”.

وقال ليندسي غراهام خلال زيارة لتركيا حيث استقبله الرئيس رجب أردوغان والعديد من الوزراء “آمل أن يبطئ الرئيس ترامب الانسحاب حتى يُهزم تنظيم الدولة الاسلامية فعليا”.

وحذر السناتور عن كارولاينا الجنوبية قائلا “يمكنني تفهم الرغبة في الانسحاب (من سوريا) لكن الانسحاب دون خطة سيؤدي الى الفوضى” داعيا الى “القيام بذلك بطريقة ذكية”.

وتأتي هذه التصريحات بعد اعتداء الأربعاء في مدينة منبج السورية تبناه التنظيم الجهادي وخلف 16 قتيلا بينهم أربعة أميركيين.

ومع إقراره بأن التنظيم الجهادي هزم “عمليا” من حيث السيطرة على “الأراضي”، قال غراهام “ما زال الآلاف من مقاتلي التنظيم في سوريا” مضيفا “ان هدف تدمير تنظيم الدولة الاسلامية لم يتحقق بعد”.

وكان ترامب أعلن الشهر الماضي قرب انسحاب نحو ألفي عسكري أميركي منتشرين في سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

“شلل” التسوية

١٩ كانون الثاني/يناير

اعتبر رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري غداة لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون أن غياب الإرادة الدولية حال دون نجاح الأمم المتحدة في دفع العملية السياسية والمصابة حالياً بـ”الشلل”.

وأكد الحريري التزام هيئة التفاوض، الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة، السعي للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ويواجه غير بيدرسون، الدبلوماسي المخضرم الذي بدأ مهامه كمبعوث الأمم المتحدة الرابع إلى سوريا خلفاً لستافان دي ميستورا، مهمة صعبة تتمثل بإحياء المفاوضات في الأمم المتحدة، بعدما اصطدمت كافة الجولات السابقة التي قادها سلفه بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.

وزار بيدرسون دمشق الثلاثاء للمرة الأولى منذ تسلمه مهامه والتقى وزير الخارجية وليد المعلم، ثم توجه إلى الرياض واجتمع الجمعة بهيئة التفاوض.

وغداة لقائه بيدرسون، قال الحريري إن “بيدرسون هو المبعوث الرابع، وكان هناك مبعوثون مخضرمون قبله، واعتقد أن غياب الإرادة الدولية الدافعة باتجاه الحل السياسي هي التي جعلت الأمم المتحدة ومبعوثيها غير قادرين على القيام بشيء”.

واعتبر أن “العملية السياسية دخلت في حالة شلل واضحة لكل العالم”.

ومنذ بداية العام 2016، أجرى دي ميستورا تسع جولات تفاوضية بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف من دون أن تحقق أي تقدم في ظل مطالبة المعارضة على انتقال سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار دمشق على عدم بحث مستقبله.

ترامب متمسك

١٩ كانون الثاني/يناير

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية بعد حادث الهجوم الانتحاري في شمالي البلاد يوم الأربعاء الماضى والذي خلف عددا من الضحايا الأميركيين.

وقال ترامب اليوم السبت فى تصريحات قبل توجهه جوا إلى قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير إنه منذ توليه منصبه قبل عامين انتزعت نسبة 99 % من أراضي تنظيم الدولة الإرهابي من يده.

واستقبل ترامب هناك رفات الجنود الأمريكيين الأربعة الذين قضوا في الهجوم والتقى بذويهم.

كان ترامب أعلن قبيل أعياد الميلاد عن هزيمة تنظيم الدولة مبررا بذلك الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية من المنطقة.

وكتب ترامب على موقع تويتر: “لقد هزمنا تنظيم الدولة في سورية”، مبينا أن هذا التنظيم كان السبب الوحيد لتركه القوات الأمريكية خلال رئاسته هناك.

وذكر ترامب قبيل رحلته الجوية أن الولايات المتحدة قتلت أعضاء من تنظيم الدولة “لصالح كل من روسيا وإيران وسورية والعراق”، وقدمت للرئيس السوري بشار الأسد “أكبر خدمة”.

وتمكن البنتاغون من تحديد هوية ثلاثة من القتلى الأمريكيين، وهم جندية وجندي وموظف مدني بعقد عمل مع الوزارة.

وأشارت تقارير أمريكية إلى أن الشخصية الرابعة المتوفاة هي مترجمة أمريكية من أصل سوري.

ووفقا لمعلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عدد قتلى الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي في مدينة منبج شمالي سورية التي يسيطر عليها الأكراد بلغ 18 شخصا على الأقل.

وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الحادث.

غارة في النهار

٢٠ كانون الثاني/يناير

أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخا أطلق من سوريا تم اعتراضه في الجزء المحتل من مرتفعات الجولان بعد وقت قصير من الإعلان عن غارات إسرائيلية في سوريا.

وقال الجيش في بيان “اعترضت منظومة الدفاع الجوي القبة الحديدية صاروخا أطلق باتجاه شمال هضبة الجولان”. وأوضح متحدث عسكري أن الصاروخ أطلق من سوريا.

وكان الإعلام الرسمي السوري أعلن الأحد تصدي الدفاعات الجوية لـ”عدوان إسرائيلي” استهدف المنطقة الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن “وسائط دفاعنا الجوي تتصدى بكفاءة عالية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية، وتمنعه من تحقيق أي من أهدافه”، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “المنطقة المستهدفة تقع جنوب دمشق قرب منطقة الكسوة، التي استهدفت مرات عدة في السابق”. وأضاف أن في المنطقة “مستودعات أسلحة لحزب الله ومقاتلين إيرانيين، إلا أنه لم يتم التأكد بعد ما إذا كانت تعرضت للقصف”.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكريّة للجيش السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيّين في سوريا، كان آخرها في الـ12 من الشهر الحالي في مطار دمشق الدولي.

ونادراً ما تُعلّق إسرائيل على استهدافها سوريا، إلا أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أقر الأسبوع الماضي بشن الغارة الأخيرة ضد “مستودعات أسلحة” قال إنها تعود لمقاتلين إيرانيين في مطار دمشق الدولي.

اليسار السوري إلى أين؟ هامشية سياسية وحضور ثقافي أغنى

اليسار السوري إلى أين؟ هامشية سياسية وحضور ثقافي أغنى

*ينشر هذا المقال ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

يلحظ الباحث المهتم بشؤون وأوضاع التيارات اليسارية مفارقة تستحق التفكير، وهي أنه مقابل الحضور الهام والمتميز لليسار العربي ثقافياً وفكرياً، إلا أنه بقي هامشياً وتابعاً بالمعنى السياسي. فضلاً عن قابليته الكبيرة للانقسام. ومثل غالبية الأحزاب العربية لم تعرف الحياة الحزبية الداخلية لليسار السوري أي مرونة وديمقراطية في الحراك والتمثيل، ولا في الانتخابات الداخلية أو العامة، وهذا تقليد موروث من أدبيات اليسار العالمي عموماً، الذي يمتلك مواقف مسبقة من كل أشكال الدمقرطة بدعوى أنها ليبرالية وغربية وصورية … إلخ.

أما موضوعياً، فإن مستوى تطور البنية الاجتماعية قد غلب عليه طابع العلاقات الزراعية وأنماط الملكية الفردية للحيازات الزراعية إلى جانب ضعف الإنتاج الصناعي وغلبة طابع الخدمات على الإنتاج السوري، ما يعني أن الأنصار العضويين لأفكار وتنظيمات اليسار، وهم العمال، لا يشكلون سوى نسبة قليلة من أفراد المجتمع. مع إن تاريخ الحركات الفلاحية في سورية يبيّن أن الفلاحين في غالبيتهم العظمى ينتسبون إلى الفئات والشرائح الكادحة في المجتمع السوري.

وعلى صعيد السيكولوجيا الجمعية والطابع الغيبي للذهنية السائدة، يمكن فهم دوافع مقاومة الأفكار اليسارية والثورية ذات الطابع التغييري، ذلك أن الذهنية الإيمانية والقدرية تعتبران التفاوت في الغنى والفقر أمر طبيعي لا يحتاج إلى تعديل، فالدنيا نصيب، ويمكن من خلال التبرعات والصدقات والزكاة التي يقدمها الأغنياء للفقراء أن تقلص الفوارق وتحسن الأوضاع، لكنها بالتأكيد لا تستطيع إلغاء الفوارق الطبقية ولا العوامل الموضوعية لتوزيع الثروة وامتلاك وسائل الإنتاج، باعتبارها هي العوامل المفسّرة لوجود الفقر المدقع والغنى الفاحش في مجتمع واحد.

ومقابل الحضور الهامشي لليسار السوري بالمعنى السياسي، لا بدّ من ملاحظة ألقه وتفوقه فنياً وثقافياً وتميزه فكرياً. وليس أدل على ذلك من مؤلفات وكتابات بو علي ياسين، وياسين الحافظ، وإلياس مرقص، وأدونيس، ومحمد الماغوط، وسعد الله ونوس، وممدوح عدوان، ومعها كتابات صادق العظم وطيب تيزيني وياسين الحاج صالح قبل أن يتخذوا مواقف ملتبسة ومن ثم منحازة في فهم وتفسير “الحراك” والأحداث التي جرت في سورية بعد عام 2011. فإنتاج هؤلاء في مجالات الفلسفة والفكر والأدب المسرحي والروائي المتنوع وبسويّة فنية عالية شاهدٌ آخر على الهامشية السياسية لليسار السوري مقابل تفوّقه الإبداعي.

ولعلّ ما يفسر ذلك جزئياً أن معظم المثقفين السوريين من ذوي الميول اليسارية هم في غالبيتهم ممن تركوا الأحزاب الشيوعية واليسارية أو لم ينتسبوا إليها أساساً، لكنهم في توجهاتهم الفكرية والفلسفية ورؤاهم الثقافية أقرب إلى اليسار من خلال استلهامهم لقيم العدالة ومقاومة الظلم ونظرتهم المساندة للتغيير الاجتماعي والسياسي والقيمي. فمواقف اليسار العربي عموماً من التراث مثلاً، مكّنت بعض من أبرز قرّاء التراث من إعادة التفكير فيه، وبناء صورته الفعلية أو المتخيلة استناداً إلى ميل راديكالي تجاوزي مستلهم من بعض اللحظات الإسلامية، ومن ثورة القرامطة والزنج، ومن كتابات المتصوفة كالحلاج وابن الفارض والخيّام والسهروردي وابن عربي، وبعض أفكار المعتزلة وعلماء الكلام، وصولاً لكتابات ابن رشد العقلانية ونقده العميق لأفكار الأشاعرة والتيار النقلي السلفي تاريخياً. مثلما عبّر مفكرو عصر النهضة العربية مثل سلامة موسى وفرح أنطون ومحمد عبده ومن ثمّ طه حسين ونصر حامد أبو زيد والجابري وعبد الإله بلقزيز ومهدي عامل وحسين مروة وجورج طرابيشي وغيرهم، والذين وظفوا وبدرجات متباينة مناهج النقد الحديث لإعادة قراءة التراث العربي من وجهة نظر حداثية. أي أن هذا التباعد عن المواقف الإيديولوجية لأحزاب اليسار العربي تاريخياً وراهناً قد أعطى هؤلاء المفكرين هوامش أوسع للتفكير والتعبير خارج القوالب الإيديولوجية المسبقة، وأعطى لمساهماتهم بعداً تجاوزياً يقع في صميم فلسفة التغيير.

لكن التفاوت في أداء اليسار بين المستوى السياسي والمستوى الاجتماعي والثقافي، يحيل على خلل وقصور أبعد من الالتزام الحزبي التنظيمي والتقيد بالمبادئ والشعارات، ليصب في خانة قصور تيارات اليسار عن متابعة التطورات الفلسفية والفكرية التي طرأت على الماركسية، سواء على يدي غرامشي ومدرسة فرانكفورت النقدية، عند كلّ من أدرنو وهابرماس وأريك فروم، أو التجديدات اللاحقة على انهيار المنظومة الاشتراكية والتي تحدثت عما وراء الشيوعية والرأسمالية، وانحازت إلى مقولات الديمقراطية الاجتماعية ودولة الضمان الاجتماعي والرفاه، وصولاً إلى أطروحات الطريق الثالث التي دعت إلى إعادة النظر بأدوار الدولة والمجتمع المدني والأسرة، ونقد البعد الإيديولوجي المسيطر على فهم اليمين واليسار لهذه الأدوار كما تجلّت في كتابات “أنتوني غيدنز” في تنظيره للطريق الثالث والذي يدعو فيه لإعادة تجديد الديمقراطية الاجتماعية بوصفها النموذج الواقعي والممكن لتحقيق العدالة الاجتماعية بمعناها الأعمق.

وليست التحولات التي أصابت الاقتصاد العالمي وانكشاف دعاوى الليبرالية المتوحشة وازدياد الاستقطاب والتفاوت بين الأغنياء والفقراء محلياً وعالمياً سوى ظروف موضوعية يفترض بها أن تجدد دماء الحركات اليسارية عالمياً وتمنح للتيار النقدي اليساري الكثير من الوجاهة والمشروعية في مواجهة أشكال الخلل وتزايد الاستغلال والعبوديات المعاصرة والتي أخذت تلقى العديد من أشكال الاحتجاج والمقاومة في المراكز الغربية نفسها.

هذه العوامل مجتمعة، إضافة إلى التضييق على العمل السياسي وهوامش الحريات المتاحة والقمع والسجن الذي تعرضت له كوادر اليسار في سورية ومصر بشكل خاص، تفسّر ضعف اليسار العربي عموماً والسوري على نحوٍ خاص، وهي إلى جانب الانقسامات الإيديولوجية والتناحر العقائدي وضعف تجديد بنى ومقولات أحزاب اليسار أسهمت في تكريس ضعفه وبقاءه جزراً معزولة في المحيط التقليدي المحافظ عربياً، فضلاً عن تدني قدراته السياسية والتنظيمية في مواجهة مد الإسلام السياسي الذي أعاد إنتاج البنى الاجتماعية والسياسية المحافظة والتقليدية بصورة كاريكاتورية أشبه ما تكون بما أسماه مهدي عامل بالحداثة الرثة أو ما نسميه بالأدبيات السوسيولوجية المعاصرة بحداثة التخلف ذات الطبيعة السياسية المحافظة والعلاقات الاجتماعية المحدثنة شكلاً والتقليدية مضموناً ووظيفةً وأداء.

لكنّ الدلالة الأكثر سلبية من وجهة نظر التحليل السوسيولوجي برأينا، تكمن في غياب الشباب والمرأة وضعف تواجدهما في ساحات اليسار، مع ملاحظة امتلاك اليسار بمختلف أطيافه لتصورات تنتقد الثقافة الأبوية السائدة وتعلي من مكانة المرأة في المجتمع وتدعو إلى تحررها وتمكينها، أي أن الطاقة المستقبلية الشبابية والبشرية التي تنتسب أو تملك ميولاً يسارية آخذة في النضوب والتلاشي، وهي ظاهرة تستحق التحليل وتستدعي مراجعة تجارب اليسار السوري نقدياً وبصورة شجاعة تكفل التعرف على نقاط الخلل والضعف والاعتراف بأشكال التقصير المتعددة فكرياً وتنظيمياً وسياسياً، وإلا سيتحول اليسار السوري بمختلف أطيافه وتلاوينه ورموزه إلى مجرد إرث أو ذكرى لا مكان لها في التقاط التغييرات والتحولات المجتمعية ولا في التعبير عنها والنطق باسمها. وهو أمر سوف يفقر الحياة السياسية والثقافية السورية التي تكاد تخسر أحد مكوناتها الذي امتلك في لحظات فاصلة الكثير من الدينامية والحيوية، وما انفك يبشر بغدٍ أفضل.

Syria in a Week (8 – 14 January 2019)

Syria in a Week (8 – 14 January 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

 

Snow and Refuge

8 – 9 January 2019

Winter storms in Lebanon have flooded refugee camps, compounding the misery of the residents enduring powerful winds and biting cold.

The UN refugee agency said that the storm completely flooded or ruined fifteen informal camps out of sixty-six that were heavily damaged. In the Bekaa valley and other areas, the cold was accompanied by snow, adding a new chapter to the suffering of Syrian refugees.

 

US Contradictions on the Withdrawal

12 – 13 January 2019

Mustafa Bali, head of the Syrian Democratic Forces (SDF) media offices, said on Sunday that ISIS militants “are living their final moments” in their last enclave in Syria near the Iraqi border, where these US-backed forces are attacking them. “Our fighters have stepped up attacks in the last two days and taken special measures in areas where ISIS is present, cutting escape routes and denying them the ability to reorganize… The border is under control and ISIS is surrounded,” he added.

The spokesman for the US-led coalition acknowledged the progress made, but said that the fight continues.

US President Donald Trump announced last month that he would withdraw troops from Syria, declaring they had succeeded in their mission to defeat ISIS and were no longer needed there. This announcement was followed by sharp contradictions between US officials, the last of which was the announcement by the coalition that it had begun withdrawing troops on Friday, however, US officials later said it involved only equipment!

Trump discussed with French President Emmanuel Macron US plans to withdraw from Syria during a phone call on Monday, after France expressed reservation over the US decision to withdraw from Syria without consulting partners.

 

Damascus Surprises Foreign Diplomats

12 January 2019

The Syrian foreign ministry surprised a number of foreign diplomats living in Beirut with its decision to cancel their diplomatic residency in Damascus in order to “exercise pressure” on their government to reopen the embassies in the Syrian capital.

At the end of 2011 and the beginning of 2012, Western countries decided to close their embassies in Damascus, except for the Czech Republic which maintained diplomatic relationships at the ambassadors’ level and oversaw US interests in Syria. A number of diplomats are stationed in Beirut and others are active in neighboring countries, especially Turkey and Jordan, to “cover the Syrian issue.”

Some Western diplomats have gradually begun to visit Damascus as the political atmosphere and security situation changed there. They maintained their diplomatic residency in the Syrian capital offered to them by the foreign ministry. The meetings were restricted to intermittent protocol visits at the ministry, low-level public meeting, or secret visits, which included cautious political sessions with the head of the Europe department in the ministry.

The foreign ministry, which had strictly issued visas for UN workers and sought to move international institutions from neighboring countries to Damascus, informed the diplomats living in Beirut, including those from Chile, that their residencies had been cancelled. Diplomats said the decision was aimed at “pressing to reopen embassies and diplomatic relationships with Syria.” Although some countries began group coordination or coordination through the UN, some diplomats said that this could impact UN aid to Syria.

 

Turkey is Threatening

11 – 12 January 2019

Turkey’s Defense Minister Hulusi Akkar vowed on Friday to wage a campaign against US-backed Syrian Kurdish factions, sharpening focus on a potential conflict the United States has sought to avoid. Despite being NATO allies, the division between Turkey and the United States runs deep in regard to the implementation of President Donald Trump’s plan to withdraw about two thousand troops stationed in Syria. The plan hinges on Turkish cooperation to secure northeastern Syria as the United States departs.

While the US withdrawal has been clouded with conflicting messages from both Trump and his administration, the spokesman for the US-led coalition against ISIS said on Friday that the withdrawal began on Friday.

US National Security Advisor John Bolton sought to secure guarantees that Turkey would not harm the People’s Protection Units (YPG) after the withdrawal, however, this was met with stiff rebuke from Turkish President Recep Tayyip Erdogan.

“When the time and place come, the terrorists here will be buried in the ditches they have dug, as was done in previous operations,” Akar said in a speech to military personnel at a command center in the province of Sanliurfa, referring to two other cross-border campaigns that Turkey has carried out in Syria.

“We recognize the Turkish people’s right to defend their country from terrorists, but we also know that those … who are not terrorists and fighting alongside us for all this time deserve to be protected,” Pompeo told reporters. “There are many details to be worked out but I am optimistic we can achieve a good outcome,” he added.

 

Damascus is Intensifying Dialogue with Kurdish Groups

11 – 13 January 2019

The Assistant Syrian Foreign Minister Ayman Sousan said on Sunday that the Syrian government hoped dialogue with Syrian Kurdish groups would “intensify”, signaling support for talks the Kurds hope will lead to a political deal between two of the main players in the conflict. Kurds have sought Russian meditation for talks with the Syrian government as part of their strategy to fill the void that will be left when US forces withdraw from the country, as instructed by President Donald Trump. The Kurd’s objective is to prevent an invasion by neighboring Turkey, which considers the People’s Protection Units (YPG) – the main Syrian Kurdish group – as a national security threat, in addition to preserving autonomy in northern Syria.

“We hope for the intensification of the dialogue. Many of the Kurdish statements were positive regarding their concern for the unity of Syria,” said Sousan. “We are confident that through dialogue we can deal with some of the demands … and this dialogue guarantees that, as long as it based on a commitment to Syria’s unity,” he added.

Russia stressed the importance of dialogue between the Kurds and Damascus. Maria Zakharova, a spokeswoman for Russia’s Ministry of Foreign Affairs, told reporters that territory previously controlled by the United States should be transferred to the Syrian government. “In this regard, establishing dialogue between the Kurds and Damascus takes on particular significance. After all, the Kurds are an integral part of Syrian society,” said Zakharova.

 

Tahrir al-Sham Dominates Idlib

 10 January 2019

Tahrir al-Sham (previously Nusra), which is on a US list of terrorist organizations, tightened its grip over most parts of Idlib after a military campaign against Turkey-backed factions, forcing some the factions to dissolve and others to accept a peace deal recognizing civilian control by an administration backed by Tahrir al-Sham.

Turkey and Russia did not intervene during Tharir al-Sham’s campaign. Turkish Foreign Minister said: “We are taking the necessary precautions.”

According to Reuters, an official in the opposition said that Ankara played a key role in preventing the fighting from spreading further by pressing the opposition to accept the deal.

According to Enab Baladi website, one thousand fighters from the Islamic Ahrar al-Sham and others affiliated with Jaish al-Nasr faction have left Hama countryside for Afrin on Sunday under an agreement with Tahrir al-Sham, after the latter entered the area and took control of it. This number is part of two thousand and seven hundred fighters getting ready to leave for areas in the northern countryside of Aleppo because of their distrust in Tahrir al-Sham. Enab Baladi’s reporter said that the remaining group of fighters will leave Hama countryside on Monday.

 

Turkey is Mobilizing near Idlib

12 January 2019

Official media reported that Turkish troops and tanks carried out military exercises on the border with Syria on Saturday, while the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) said a Turkish convoy crossed the border into northern Syria. The Turkish army sent tanks and armored vehicles to the border in the second day of reinforcement near the governorate of Idlib, the last major opposition stronghold in Syria.

On Friday, a Turkish military source said the Turkish army had been rotating forces in and out of the region, and declined to say whether the latest movement was in preparation for an operation inside Idlib itself.

The rise of the extremists has raised doubt over the future of a deal agreed in September between Turkey and Russia to avert a Syrian government army offensive. The agreement requires banned extremist groups to be expelled from a frontline buffer zone. The escalation comes as US forces prepare to withdraw from a region in northeastern Syria.

 

Israel Bombs and Acknowledges

11 – 13 January 2019

The official Syrian news agency said Israeli warplanes fired a number of missiles toward the Damascus area on Friday, triggering Syrian air defense that shot down most of them. The results of the airstrike were limited to a strike on one of the warehouses at Damascus airport. This attack is part of a series of Israeli attacks, the last of which was on 25 December that left three Syrian soldiers wounded according to official Syrian statements.

This time however, the Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu acknowledged on Sunday Israel’s weekend attack on what he called an Iranian arms cache in Syria. Last week, an observer in Netanyahu’s security cabinet, Tzachi Hanegbi, said that there had been “more than two hundred and twenty” Israeli operations against Iranian targets in Syria. (Reuters)

 

Severe Fuel Crisis

13 January 2019

Syria has been going through the worst crises in terms of fuel, electricity, and infant formula for the last month, leading some to describe it as the most difficult stage the country has witnessed throughout the war. The current crises differ from the previous ones because their justifications are unclear amid government confusion.

For more than a month now, Syrians do not know the reason for the shortage of natural gas, amid conflicting government statements, starting from the Ministry of Petroleum which denied the presence of a crisis in the first place and confirmed that it was pumping the country’s need. Then came a statement from the Syndicate of Petroleum Workers accusing the Ministry of Internal Commerce of not regulating the market and stressing that black market traders were behind the crisis.

After that, the Ministry of Petroleum said that sanctions against Syria, Iran, and Russia delayed the arrival of the gas tanker ships. This was followed by yet other statements that gas would be available within days. The ministry then said weather conditions delayed the arrival of the tankers. The most recent statement came on Thursday indicating a problem in supply with previously signed contracts. The price of household natural gas reached eight times the official price in some areas.

 

 

Syria in a Week (8 – 14 January 2019)

سوريا في أسبوع 14 كانون الثاني/ يناير

ثلج ولجوء

8-9  كانون الثاني

أغرقت العواصف في لبنان مخيمات اللاجئين بمياه الأمطار وزادت من بؤس سكانها الذين يجدون صعوبة في تحمل رياح الشتاء القوية والبرد القارس.

وقالت مفوضية اللاجئين إن العاصفة أغرقت أو دمرت بشكل كامل 15 مخيماً غير رسمي من بين 66 مخيماً تضرر بشدة، وفي سهل البقاع ومناطق أخرى ترافق البرد بهطول الثلج.  ليضيف البرد فصلاً جديداً إلى معاناة اللاجئين السوريين.

تناقض أميركي إزاء الانسحاب

12 و13 كانون الثاني

قال مصطفى بالي المتحدث الاعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية يوم الأحد أن مقاتلي تنظيم داعش “يعيشون لحظاتهم الأخيرة” في آخر جيب لهم في سوريا قرب الحدود العراقية. حيث تقوم هذه القوات بحملة عل التنظيم بدعم من الولايات المتحدة. وأضاف “ازدادت وتيرة الهجمات في آخر يومين. بعض قواتنا اتخذ تدابير خاصة في المناطق التي يتواجد فيها داعش حتى لا يتمكنوا من الهروب من ممرات آمنة لينظموا أنفسهم مرة أخرى.. وتمت السيطرة على الحدود ومحاصرة داعش”.

وأكد المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على التقدم المحرز لكنه أشار إلى أن القتال لم ينته بعد.

 وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الشهر الماضي سحب قوات بلاده من سوريا قائلاً إن مهمة هزيمة تنظيم داعش أنجزت ولا حاجة لبقاء القوات الأمريكية هناك. وترتب على هذا الاعلان تباينات كبيرة بين المسؤولين الأمريكيين، آخرها إعلان التحالف عن بدء سحب قواته يوم الجمعة لكن مسؤولين أمريكيين قالوا في وقت لاحق إنه سحب معدات فقط!.

وكان ترامب قد ناقش مع الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون خطط الانسحاب الأمريكي من سوريا خلال اتصال هاتفي يوم الاثنين الماضي، بعد أن أبدت فرسنا تحفظها على القرار الأمريكي بسحب القوات من سوريا دون تنيسق مع الشركاء.

دمشق تفاجئ الدبلوماسيين الأجانب

١٢ كانون الثاني

فاجأت الخارجية السورية عددا من الدبلوماسيين الأجانب المقيمين في بيروت بقرار إلغاء إقاماتهم لـ«الضغط» على حكوماتهم باتجاه قرار بإعادة فتح سفاراتها في العاصمة السورية.
في نهاية 2011 وبداية 2012، قررت الدول الغربية إغلاق سفاراتها في دمشق، باستثناء التشيك التي حافظت على علاقاتها الدبلوماسية بمستوى سفير ورعت مصالح أميركا. وتمركز عدد من الدبلوماسيين في بيروت بالتوازي مع تفعيل عمل الدبلوماسيين في الدول المجاورة، خصوصاً تركيا والأردن لـ«تغطية الملف السوري».
وتدريجياً، بدأ بعض الدبلوماسيين الغربيين بزيارة دمشق بحسب المزاج السياسي العام والوضع الأمني في دمشق. وحافظوا على إقاماتهم الدبلوماسية في العاصمة السورية المعطاة من الخارجية. واقتصرت اللقاءات خلال زيارات متقطعة على إدارة البروتوكول في الخارجية مع لقاءات سياسية علنية بمستوى منخفض أو زيارة سرية، تضمنت جلسات سياسية حذرة مع مدير إدارة أوروبا في الخارجية.
لكن الخارجية التي كانت حصرت تأشيرات العمل للأمم المتحدة وضغطت لنقل عمل المؤسسات الدولية من دول الجوار إلى دمشق، أبلغت دبلوماسيين مقيمين في بيروت، بما في ذلك تشيلي، بإلغاء إقاماتهم. وقال دبلوماسيون أن القرار يرمي إلى «الضغط لإعادة فتح السفارات والعلاقات الدبلوماسية في سوريا».
وإذ بدأ التنسيق بين الدول للقيام بجهد جماعي أو عبر الأمم المتحدة، أشار بعض الدبلوماسيين إلى إمكانية أن يؤثر ذلك في المساعدات التي تقدم عبر الأمم المتحدة إلى سوريا.

الأتراك يتوعدون

11-12 كانون الثاني

 تعهد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الجمعة بشن حملة ضد الفصائل الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة مما يزيد التركيز على نزاع محتمل كانت الولايات المتحدة تسعى لتجنبه. وهناك خلاف عميق بين تركيا والولايات المتحدة، برغم أنهما حليفتان في حلف شمال الأطلسي، بشأن تطبيق خطة الرئيس دونالد ترامب لسحب نحو ألفي جندي متمركزين في سوريا. وهذه الخطة مرهونة بالتعاون التركي لتأمين شمال شرق سوريا في ظل الانسحاب الأمريكي.

وعلى الرغم من أن الانسحاب الأمريكي شابته رسائل متضاربة من ترامب وإدارته فإن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش قال إن الانسحاب بدأ يوم الجمعة.

وحاول مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في الأسبوع الحالي الحصول على ضمانات بأن تركيا لن تلحق الضرر بوحدات حماية الشعب الكردية بعد الانسحاب لكن ذلك قوبل بتوبيخ شديد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال أكار في كلمة للجنود في مركز قيادة بإقليم شانلي أورفة “عندما يكون الوقت والمكان ملائمين سندفن جميع الإرهابيين في الخنادق التي حفروها كما فعلنا في عمليات سابقة” في إشارة إلى حملتين سابقتين نفذتهما تركيا عبر الحدود في سوريا.

من جهة أخرى قال بومبيو في تصريحات للصحفيين “نقر بحق الشعب التركي في الدفاع عن بلاده ضد الإرهابيين، لكننا أيضاً نعلم أن هؤلاء… الذين هم ليسوا إرهابيين ويقاتلون إلى جانبنا طوال تلك المدة يستحقون الحماية”. وأضاف “هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين العمل على حلها لكني متفائل إزاء قدرتنا على تحقيق نتيجة جيدة”.

دمشق وتكثيف الحوار  مع الجماعات الكردية

11-13 كانون الثاني

قال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري يوم الأحد إن الحكومة تأمل في “تكثيف” الحوار مع الجماعات الكردية السورية، مشيراً إلى دعم المحادثات التي يأمل الأكراد أن تؤدي إلى اتفاق سياسي بين طرفين رئيسيين في الصراع. وسعى الأكراد إلى وساطة روسية في المحادثات مع الحكومة السورية وذلك في إطار استراتيجيتهم لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من البلاد تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب. وهدف الأكراد هو الحيلولة دون وقوع غزو من قبل تركيا المجاورة، التي تعتبر وحدات حماية الشعب، وهي الجماعة الكردية السورية الرئيسية، تهديداً لأمنها القومي، فضلاً عن الحفاظ على الحكم الذاتي في شمال سوريا.

وقال سوسان “نتمنى تكثيف هذا الحوار. الكثير من تصريحات الأكراد كانت إيجابية فيما يتعلق بالحرص على وحدة سوريا”. وأضاف “نحن واثقون أنه بالحوار نستطيع معالجة بعض المطالب… وهذا الحوار يضمن ذلك ما دام أنه يستند إلى الالتزام بوحدة سوريا أرضاً وشعباً”.

وكانت روسيا قد أكدت على أهمية الحوار بين الأكراد ودمشق حيث قالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إنه يتعين نقل السيطرة في الأراضي التي كانت نتنشر بها الولايات المتحدة إلى الحكومة السورية وأضافت ” في هذا الشأن يكون لبدء الحوار بين الأكراد ودمشق أهمية خاصة فبرغم كل شيء الأكراد جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري”.

“هيئة تحرير الشام” تهيمن على إدلب

10 كانون الثاني

أحكمت هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً” المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية في أمريكا، سيطرتها على معظم أجزاء إدلب خلال حملة عسكرية ضد الفصائل المدعومة تركياً، وأجبرت بعض الفصائل على حل نفسها وأخرى على توقيع اتفاقيات تسوية بتسليم السيطرة المدنية على المنطقة لإدارة مدعومة من الهيئة فيما يسمى حكومة الإنقاذ”.

ولم تتدخل تركيا أو روسيا خلال حملة هيئة تحرير الشام، حيث قال جاويش أوغلو “نحن نتخذ الإجراءات الاحترازية الضرورية”.

وقال مسؤول من المعارضة بحسب رويترز أن أنقرة قامت بدور رئيسي في الحد من انتشار القتال بالضغط على المعارضين لقبول الاتفاق.

وبحسب موقع عنب بلدي خرج ألف مقاتل من “حركة أحرار الشام الإسلامية” وعناصر كانوا يتبعون لفصيل “جيش النصر” من ريف حماة إلى عفرين يوم الأحد، بموجب اتفاق مع “هيئة تحرير الشام” بعد دخولها إلى المنطقة وفرض سيطرتها. وأن العدد المذكور يأتي من أصل 2700 مقاتل يتجهزون للخروج إلى مناطق ريف حلب الشمالي، بسبب عدم ثقتهم بـ”تحرير الشام” بعد فرض سيطرتها على المنطقة بشكل كامل. وأوضح مراسل عنب بلدي أن الدفعة الأخرى من المقاتلين ستخرج من ريف حماة يوم غد الاثنين، إذ خرجت منذ ساعات واستقرت في أريحا استعدادًا لخروجها من المنطقة.

وتركيا تحشد قبالة إدلب

12 كانون الثاني

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن قوات تركية ودبابات أجرت تدريبات عسكرية على الحدود مع سوريا يوم السبت بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قافلة تركية عبرت الحدود إلى شمال سوريا. وأرسل الجيش التركي دبابات وعربات مدرعة إلى الحدود في اليوم الثاني من التعزيزات قرب محافظة إدلب التي تعد آخر معقل كبير للمعارضة السورية.

وكان مصدر عسكري تركي قال يوم الجمعة إن الجيش التركي يقوم بعملية تناوب للقوات بالمنطقة ورفض توضيح ما إذا كان ذلك يأتي استعدادا لعملية داخل محافظة إدلب ذاتها.

يأتي هذا التحرك في ظل تعزيز هيئة تحرير الشام سيطرتها على إدلب بعد قتال استمر لأكثر من أسبوع مع مسلحين سوريين تدعمهم تركيا. وتثير نجاحات المتشددين في الفترة الأخيرة الشكوك بشأن مستقبل اتفاق أبرم في سبتمبر أيلول بين تركيا وروسيا لتجنب هجوم للجيش السوري. ويقضي الاتفاق بطرد الجماعات المتشددة المحظورة من منطقة عازلة تمثل خطا للمواجهة. يأتي التصعيد في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية للانسحاب من منطقة شمال شرق سوريا.

إسرائيل تقصف وتعترف

11-13 كانون الثاني

قالت وكالة الأنباء السورية سانا إن طائرات حربية اسرائيلية أطلقت عدة صواريخ باتجاه محيط دمشق يوم الجمعة وأن الدفاعات الجوية أسقطت معظمها. واقتصرت الخسائر على إصابة مستودع في مطار دمشق الدولي. ويأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة اعتداءات اسرائيلية كان آخر هجوم 25 كانون الأول والذي أدى لإصابة 3 جنود سوريين بحسب التصريحات الرسمية السورية.

لكن في هذه المرة أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد بقيام إسرائيل بشن غارة جوية نهاية الأسبوع الماضي على ما وصفه بمستودع أسلحة إيرانية في سوريا. وقال تساحي هنجبي، وهو مراقب في مجلس الوزراء الأمني المصغر، الأسبوع الماضي إنه جرى تنفيذ “أكثر من 220” عملية إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا. (رويترز)

أزمة محروقات حادة

13 كانون الثاني

تعيش سوريا  منذ شهر، أسوأ الأزمات التي مرت عليها من ناحية المحروقات والكهرباء وحليب الأطفال الرضع، حتى وصفها البعض بأنها أصعب المراحل التي مرت على البلاد على مر سنوات الحرب الماضية. وتختلف الأزمات اليوم عن سابقاتها بأن مبرراتها غير واضحة وسط ارتباك لدى الحكومة.

 ومنذ أكثر من شهر، والسوريون لا يعلمون ما هو سبب أزمة الغاز، وسط تضارب في تصريحات الحكومة،بدأتها وزارة النفط بنفي وجود الأزمة من أساسها وأنها تضخ ما تحتاج البلاد، ليتبعها تصريح من نقابة عمال النفط تتهم فيه وزارة التجارة الداخلية بعدم ضبط الأسواق، مؤكدة أن الأزمة سببها تجار السوق السوداء.

لتعود بعدها وزارة النفط وتقول إن العقوبات على سوريا وإيران وروسيا أخرت وصول نواقل الغاز، وتتبعها بعدة تصريحات أخرى بأن الغاز سيتوفر خلال أيام، ثم تعود من جديد لتقول إن الأحوال الجوية هي من أعاقت وصول النواقل، حتى تصل إلى تصريح أخير صدر يوم الخميس الماضي، تشير فيه إلى وجود مشكلة بالتوريد بخصوص العقود الموقعة سابقاً. ووصلت أسعار الغاز المنزلي في السوق السوداء إلى حوالي ثمانية أضعاف السعر الرسمي في بعض المناطق.

فرص ضائعة وسياسة انكار… “حزب الشعب الديمقراطي” نموذجاً

فرص ضائعة وسياسة انكار… “حزب الشعب الديمقراطي” نموذجاً

كلما فكرت باليسار السوري قفزت إلى ذهني الجملة التي قالها لي رياض الترك في برلين، لدى زيارته الأولى لأوربا بعد خروجه من سجنه الثاني، عندما قدمت له ورقة بعنوان “هل بقي لليسار من دور يلعبه؟”. كانت الجملة: “لا يوجد يسار”. يومها اعتقدت أنّه حكم وجود واقعي. الآن، وبعد أن صار ما صار، أعتقد أنه كان حكم إعدام.

لخّص، بالنسبة لي، هذا التصريح من شيخ اليسار السوري آنذاك الجانب الذاتي من أزمة اليسار السوري. إنّه الفقدان المطلق للثقة بالنفس. وعندما يفقد المرء الثقة بنفسه يلتحق بأحد أولئك الشجعان الذين مازالوا يحتفظون بتلك الثقة. ويفترض المنطق أن يكون ذلك الملتَحَق به قريباً فكريّاً من المسكين الفاقد للثقة بنفسه. لكنّ حزب الشعب الديمقراطي لا علاقة له على ما يبدو بهذا المنطق، فاختار الإخوان المسلمين، أو لعلّه التحق به لهذا لسبب إيّاه؟

وعندما يرتكب المرء هذه الحماقة فلماذا نستغرب أن ينزلق إلى ما هو أكبر منها؟ كأن يدافع جورج صبرة عن جبهة النصرة مثلاً، في كلمته التي أصبحت من الشهرة بحيث لا أحتاج هنا لذكرها. فالتعاون مع الإخوان المسلمين يمكن تبريره بأنهم سبق أن شاركوا في انتخابات برلمانية ديمقراطية ذات يوم على الأقل، كما هو معروف، رغم كل ما يمكن أن يُقال عن ديمقراطيّتهم بأنها “ديمقراطية أدواتية”، أي أنها مجرّد أداة للوصول إلى الحكم، بدليل غيابها الكامل عن بنية الحزب وعلاقاته الداخلية المبنية على مبدأ الولاء المبني على البيعة الشرعية..الخ. أما جبهة النصرة فقد كانت وما زالت تعتبر الديمقراطية وحكم الشعب شركاً بالله، وهو منطق السلفية الجهادية نفسه الذي أعاد صياغته سيد قطب في كتبه الكثيرة وخاصة “معالم في الطريق” الذي أصبح “إنجيل الثورة الإسلامية” وخاصّة في فرعها الجهادي. وهنا أذكّر باختصار شديد أن الكتاب المذكور كان أحد أكثر ما يقرأه الإخوان أنفسهم، إلى درجة أنهم كانوا يختصرون العنوان بكلمة “المعالم” في أحاديثهم بسبب شهرته بينهم.

خيبتي تلك مع الرفيق رياض الترك تكرّرت مضاعفةً، عندما قرأت نص الكلمة التي ألقاها في احتفالية الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس بتاريخ 14/12/2018 حيث يتحدّث عن “صدمات صغرى” سبّبها النظام بإطلاق مئات السلفيين من سجونه ودفعه لهم لمصادرة الثورة وأسلمتها، لكنّ صدمته الكبرى كانت عدم التدخّل الدولي. إذن فالرجل لم يتعلّم من سبع سنوات فشل لإحدى أكثر الثورات مأساوية في التاريخ الحديث أي شيء.

ولكن ماذا كان يمكن لليسار أن يفعله واقعياً، حتى ولو لم يكن متأثّراً ب”مانديلا سوريا” الذي جعله السجن، على ما يبدو، يعتقد أن كل ما كان هو نفسه يدعو إليه من برنامج اجتماعي ووطني وقومي هو كلام نافل أو مؤجّل في أفضل الحالات وأن النضال الوحيد الذي يستحق التضحية بكل شيء هو القضاء على السجّان الحالي، حتّى ولو كان السجّان المقبل هو والي اردوغان في سوريا مثلاً؟

كان يمكن له أن يتعلّم من دروس جيرانه في إيران مثلاً، فيرى كيف يمد الإسلاميون يدهم للجماعات اليسارية قبل الثورة فإذا استلموا السلطة تخلّصوا منها، واحدةً بعد الأخرى. وقد كان من شأن هذا الدرس أن يجعل الرفاق يتذكّرون قصة “التخوم” التي كان لينين يركّز عليها باعتبار تحديدها قبل أي تعاون مع الآخرين شرطاً مُسبقاً لأي تعاون من هذا النوع. حتّى هنا كان اليساريون الثوريون السوريون يفتقدون لعذر كبير تمتّع به رفاقهم الإيرانيّون وهو أن الشاه كان صنيعة للإمبريالية الأمريكية بالمعنى الملموس (دور السي آي إي في الانقلاب ضد مصدق..الخ). هذا البعد العالمي للنضال لم يختفِ فقط من الخطاب اليساري الثوري السوري، بل ظهر عكسه بالضبط، أي الاستنجاد بالتدخّل العسكري الإمبريالي، إلى درجة أن عدم ذلك التدخّل شكّل “الصدمة الكبرى” للرفيق رياض الترك، كما قال هو نفسه.

أيّ يساري حقيقي كان يُفتَرَض أن تكون “صدمته الكبرى” هي هذا التصريح مثلاً في العام الثاني للثورة: ففي 13 كانون أول 2012 نشرت الحياة ما يلي على لسان معاذ الخطيب : “..كون الحراك العسكري إسلامي اللون بمعظمه هو شيء إيجابي..”. بالنسبة لمعاذ الخطيب كان ذلك إيجابياً طبعاً فالرجل نفسه “إسلامي”، لكنّ التصوّر العام عن مفهوم “اليساري” يجعل أي مراقب محايد يتوقّع من يساريي الثورة السورية في ذلك الوقت أن يعيدوا حساباتهم ويواجهوا جماهيرهم بالحقيقة المرّة وطرق التعامل معها. فماذا فعل هؤلاء فعلاً؟ لقد لجأووا إلى التكتيك النفسي المعروف “الإنكار”. وهو تكتيك يصنّفه المحلّلون النفسيون في خانة “آليات الدفاع النفسي”، كما نعلم. ولكي ينجح هذا الإنكار كان يجب اللجوء إلى “لغة إنكارية” بالكامل بحيث نستبدل عبارة “المجاهدين” بعبارة “الثوار” في المرحلة الأولى ثم بعبارة “المعارضة” في المرحلة التالية. فكلمة معارضة تنطبق على جبهة تحرير الشام تماماً كما تنطبق على “تيار اليسار الثوري” التروتسكي. ومن جهة أخرى نقتصر عندما نتحدّث عن أهداف الثورة على هدف إسقاط الدكتاتورية الحاكمة في دمشق، فهو أيضاً هدف الجولاني كما هو هدف رياض الترك.

هل كان اليسار يستطيع أن يفعل غير ذلك؟

لا شك. وهذا الجواب القطعي سببه ظروف اندلاع الثورة السورية: ممهّداتها (ربيع دمشق ودور المثقّفين الأقرب إلى اليسار فيه)، المسار الذي بدأت به الثورة السورية (شكل الحراك السلمي وشعاراته، الغياب التنظيمي شبه الكامل للإسلاميين في كوادر الثورة في مرحلتها الأولى، حسب كافة الباحثين)، طبيعة القيادة التي قدّمت أولى المبادرات السياسية في مرحلة مشاورات الدوحة المبكّرة، وأخيراً السمعة النضالية الخاصة التي كان رياض الترك يتمتّع بها بسبب تاريخه وشجاعته في مواجهة الديكتاتورية من داخل سوريا وليس من خارجها، والتي شكّلت له “رأسمالاً رمزيّاً” لدى الجماهير كان يمكنه استغلاله للمساهمة في ترجيح الكفّة في صفوف المعارضة لصالح اليسار..

فلماذا لم يفعل الحزب ذلك؟

أظنّ أنني أجبت على ذلك في بداية هذا المقال بشكل غير مباشر. فاليساري الذي يفقد الثقة ب”الرسالة البنيوية” لليسار، سيخدم اليمين في النهاية.

أما عن ماهية تلك “الرسالة البنيوية”. فهي يمكن استنتاجها فقط من مصدرين: الأول نظري يتناول تاريخ الصراع الاجتماعي ودور الذات الثورية فيه، والثاني تطبيقي يحلّل بنية المجتمع السوري في مستوياتها الثلاثة الكبرى الاقتصادية والسياسية والايديولوجية وكيف تتطوّر هذه المستويات الثلاثة أو كيف يعرقل تخلّف أحدها تطوّر الآخر، كما حصل ويحصل فعلاً وما هو “موقع” الذات الثورية في تلك البنية وكيف تعزّز موقعها في سبيل تحقيق برنامجها، الذي هو في النهاية برنامج “القوى الاجتماعية الساعية للتطوير” التي تمثّلها. وهذا كلّه موضوع دراسة يضيق هذا المجال عنها. لكنّ حزب الشعب الديمقراطي السوري فوّت على نفسه فرصة هذه الطريقة في “البرمجة” منذ مؤتمره السادس في أواخر نيسان 2005. رغم أنّ الدافع الواضح وراء مغادرة الأدلجة الماركسية اللينينية إلى غير رجعه كان يكمن خلف كل كلمة من كلمات برنامجه السياسي الصادر عن ذلك المؤتمر. وقد غادر الحزب تلك الأدلجة فعلاً وسار في اتجاه آخر. لكنّه كان إلى اليمين للأسف وليس إلى يسار جديد. وقد كان استمراراً لمسار بدأ في الثمانينات وسار ببطء إلى أن سرّعته الثورة السورية. الهدف السياسي الإجرائي المحدّد والملموس لذلك المسار كان التعاون مع الإخوان المسلمين (الحاضرين الغائبين في كل من مؤتمري حزبي البعث والشيوعي-المكتب السياسي في أواخر 1979 وفق تعبير ياسين الحاج صالح). وهذا التعاون هو المقصود بهذه الفقرة التي ننقلها هنا من البرنامج السياسي للمؤتمر السادس للحزب: ” لقد وضعنا هذا البرنامج، آخذين في الاعتبار الانفتاح على المجتمع وعلى الحركة الديمقراطية في سوريا بطيفها المتنوع، وضرورة الوصول إلى برنامج مشترك في أيّ لقاء أو مؤتمر وطني لأطرافها”.

أخيراً سأسمح لنفسي بهذه الملاحظة غير السياسية: لقد أثبتت خبرتي مع السياسيين العلمانيين العرب عموماً أنّ التصوّر الذي كان كامناً في لاشعورهم حول الإسلاميين كان دائماً يعاني من التشوّه. فهم إمّا يرونهم كمجموعة من الدراويش أو كحزب إسلامي تماماً كما أن الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا حزب مسيحي، أو كمجموعة من الأصوليين المتخلّفين والخطرين (وهو تصوّر حديث متأثر بسلوكيّات الجهادية السلفية). كل هذه التصوّرات لا تنطبق على موضوعها كما أصبح واضحاً بعد سبع سنوات من الثورة السورية، وإن كان ثمة ما هو صحيح في تلك التصوّرات جميعها في الوقت نفسه. أما ما هو التصوّر الأقرب إلى الواقع فمعرفته تتطلّب دراسة بنية التنظيمات الإسلامية وخاصة الجانبين التثقيفي والتنظيمي. ولكن ذلك بالذات هو ما لم يكن من الممكن لمعظم المناضلين ذوي الماضي الشيوعي أن يعرفوه، بحكم البيئة السياسية المختلفة كلّياً التي ترعرعوا فيها. لكنّ الممكن فعلاً، حتّى لمناضل لم يعرف في حياته غير الأوساط الشيوعية هو دراسة تجارب الآخرين من شيوعيي هذا العالم عندما تعاونوا مع الإسلاميين، كتجربة الإيرانيين مع الخميني مثلاً.

لكنّنا على ما يبدو لا نتعلّم إلاّ من كيسنا.

طاولة مستديرة: ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

طاولة مستديرة: ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

تهدف هذه الطاولة المستديرة التي أعدها لـ“صالون سوريا“ وأشرف عليها أسامة إسبر وباسيليوس زينو، والتي تحمل عنوان ”ما الذي تبقى من اليسار السوري؟“ إلى تسليط الضوء على واقع اليسار السوري بمختلف تياراته ودوره السياسي والثقافي والاجتماعي في سوريا، ومدى تأثيره في الأجيال الجديدة، وما الانتصارات التي حققها وأين فشل. كما تهدف الطاولة المستديرة إلى إلقاء نظرة من الداخل على اليسار السوري وتجربته وأين أخطأ وأين أصاب، ومن أجل هذا الهدف اتصلنا بعدد من الكتاب والباحثين وطلبنا منهم المشاركة في هذه الطاولة المستديرة انطلاقاً من تجربتهم، وخاصة من كان منخرطاً في السابق في أحزاب يسارية معينة، أو درس هذه التيارات وبحث فيها وتبنى موقفاً نقدياً منها.

 دعت الطاولة المستديرة الباحثين والكتاب السوريين المهتمين إلى مناقشة الموضوع من زوايا مختلفة، كما قام بعض الصحفيين في هذا الإطار باستطلاع الآراء لمعرفة رأي الشارع ورأي الكتاب والباحثين بواقع اليسار الحالي، وطرحنا المحاور التالية للمشاركة:

١- منذ السنوات التي تلت استقلال سورية وحتى الثمانينات من القرن الماضي، برز العديد من المثقفين والمفكرين اليساريين الذين تميزوا بنضالهم واجتهاداتهم الفكرية رغم الخلافات العقائدية والتنظيمية والانقسامات التي شهدتها التيارات والأحزاب اليسارية. ما هي الخطوط الفكرية، البحثية والنقدية والتحليلية (إن وجدت) التي يعمل عليها اليسار السوري، وما مدى حضوره في الثقافة السورية وفي المجتمع السوري؟

٢- وسط الأوضاع الكارثية والدمار الذي أصاب البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية في سورية، هل توجد حركات أو محاولات ضمن سورية تسعى إلى إحياء الحياة الثقافية والفكرية والسياسية على نحوٍ يستجيب للتضحيات والتحديات التي بُذلت؟

٣- ما هي الأسباب التي دفعت بعض اليساريين أثناء مراحل انعطافية حاسمة للتعويل على ضرورة التحالف الاستراتيجي مع حركات أصولية إقصائية أو الدفاع عنها؟

٤- هل يمكن الحديث حالياً عن “يسار سوري” أو مجرد أفراد ذوي ميول يسارية؟  ما الذي تبقى من اليسار السوري على صعيد إنقاذ النظرية في ضوء الواقع السوري وعلى صعيد تنشيط عمل اليسار في إطار رؤية جديدة مختلفة عن السابق الحزبي والتبعي للمركز الذي انهار، وبعيداً عن التحول إلى فئة تحالفية للحصول على حصة من كعكة السلطة؟

٥- ما الدور الذي لعبه مفكرون ومناضلون ماركسيون خالفوا التيار الرسمي وأغنوا الفكر الماركسي على المستوى النظري لكنهم حوربوا على المستوى الحزبي أو كانت لهم وجهة نظر مغايرة مثل الياس مرقص ونايف بلوز وجلال صادق العظم، وغيرهم.

٦-كيف تشكل المكتب السياسي وما هي أطروحاته السياسية، وما طبيعة تحالفاته أو دعوته للتحالف مع الإسلاميين التي أثارت جدلاً؟ وكيف كان موقف التيارات اليسارية الأخرى منه، تجربة سجن رياض الترك والتحولات الأخيرة التي طرأت على أفكاره.

٧-كيف تأسست رابطة العمل الشيوعي، ما هي طروحاتها الجوهرية وكيف انتهت؟ أم هل ما تزل موجودة؟ وهل استطاعت أن تؤسس قاعدة شعبية حقيقية؟ وما هي مواقف الأحزاب اليسارية الأخرى منها؟ وهل ترى الآن أن الأفكار النظرية لهذه الحركة كان يمكن أن تقدم رؤية سياسية مهمة في السياق السوري؟

٨- موقف اليسار من الانتفاضة والحرب في سوريا، ولماذ لم يستطع اليسار استغلال الحدث السوري الكبير وترك الساحة للإسلاميين وتياراتهم الجهادية المتطرفة، وما هي مبرراته في اتخاذ الموقف الذي اتخذه.

سينشر موقع ”صالون سوريا“ المساهمات التي ترده تباعاً ويقوم بتفعيل الروابط:

الفرص الضائعة وسياسة الإنكار، حزب الشعب الديمقراطي
حسين شاويش

اليسار السوري إلى أين؟ هامشية سياسية وحضور ثقافي أغنى
د. كريم أبو حلاوة

اليسارالمتجدد سيظل موجوداً
وائل سواح

سلام الكواكبي: “اليسار إما مستقطبٌ سلطوياً أو نخبوي مرضي”

غسان ناصر

نايف بللوز /الماركسي المختلف (1931-1998)

الهيثم العطواني

اليسار السوري.. التباس الهوية والخطاب
عامر فياض

نحو مادية ديالكتيكية “مثاليّة” للضياع العربيّ الأخير!

د. علي محمد اسبر

رابطة العمل الشيوعي في سورية بعض ما لها وما عليها
جمال سعيد

اليسار السوري والمواقف المعاكسة للرؤى اليسارية والثورية

أمل نصر

مأزق اليسار السوري وغياب الديمقراطية
أنور بدر

اليسار السوري وسؤال الفعالية

غسان ناصر

حوار مع محمد (أبو علي) صالح (١): حزب العمل الشيوعي والاعتقال وربيع دمشق

محمد صالح

حوار مع محمد (أبو علي) صالح (٢): الطائفية ومجزرة الساعة في حمص

محمد صالح

اليسار التائه بين شعارات متنافرة

حسيبة عبد الرحمن

المنهج الماركسي ما يزال حياً وقابلاً للحياة

سحر حويجة