سوريا في أسبوع ٢ -٩ آذار/مارس ٢٠٢٠

سوريا في أسبوع ٢ -٩ آذار/مارس ٢٠٢٠

الموت علـى الطريق

٨ آذار /مارس

قضى 32 شخصاًً يوم (السبت) جراء اصطدام صهريج للوقود بحافلتي ركاب وعدد من السيارات على طريق يربط مدينة حمص بالعاصمة دمشق، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.

وقال وزير الداخلية السوري محمد خالد الرحمون إن الحادث سببه عطل بمكابح الصهريج أدى إلى اصطدامه بحافلتي ركاب على متنهما عدد من الركاب العراقيين (الذين كانوا عائدين من زيارة للأماكن المقدّسة قرب العاصمة السورية)، وخمس عشرة سيارة.

ونقلت الوكالة عن رئيس فرع مرور ريف دمشق العقيد عبد الجواد عوض قوله إن عدد الوفيات ازداد إلى 32 شخصاً وإصابة 77 آخرين.

وكان وزير الداخلية السوري قد أعلن بادئ الأمر وفاة 22 شخصاً وإصابة 70 في الحادث.

سماء إدلب بلا طائرات

6  آذار/ مارس

شهدت محافظة إدلب في شمال غربي سوريا يوم ٥ آذار، هدوءاً حذراً وغياباً للطائرات الحربية عن أجوائها منذ دخول وقف النار الذي أعلنته موسكو وأنقرة حيز التنفيذ بعد 3 أشهر من تصعيد عسكري لقوات النظام بدعم روسي في المنطقة.

وبدأ عند منتصف ليل الخميس – الجمعة وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، في محاولة لوضع حد لهجوم تتعرض له المنطقة منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، دفع بنحو مليون شخص إلى الفرار، في إحدى أكبر موجات النزوح منذ بدء النزاع قبل 9 أعوام.

وبينما أبلغ بوتين الرئيس السوري بشار الأسد، في اتصال هاتفي أمس، بأن تطبيق الاتفاق سيؤدي إلى استقرار الوضع في إدلب، أعلنت موسكو وأنقرة أنهما ستراقبان وقف النار، في حين اعتبرت باريس أن الاتفاق يتضمن «نقاطاً غامضة». وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «إنه مؤشر على حسن النوايا، لنر كيف ستسير الأمور». وحصل جدل غربي – روسي في مجلس الأمن لدى سعي موسكو إلى تبني الاتفاق.

رسائل «القيصر»

7  آذار/ مارس

لجأ الرئيس فلاديمير بوتين إلى التاريخ «القيصري» لإرسال رسائل إلى الرئيس رجب طيب إردوغان بهدف «إقناعه» باتفاق حول إدلب تضمن تراجعاً عن السقف الذي رسمه الرئيس التركي في مقابل بعض من «حفظ ماء الوجه» له، وقبول الرئيس السوري بشار الأسد بـ«تجميد» قرار استعادة فورية لمناطق شمال غربي سوريا.

وعزز الجيش الروسي، قبل قمة موسكو، معداته في البحر المتوسط مقابل السواحل السورية، وأرسل عبر مضيق البوسفور الفرقاطة «الأدميرال غريغوروفيتش» و«الفرقاطة ماكاروف». وجاءت «الرسالة» من اسمي الفرقاطتين. فستيبان ماكاروف هو الأدميرال الذي وجّه الضربة للبحرية العثمانية في الحرب الثنائية بين 1877 و1878. في حين أن إيفان غريغوروفيتش هو آخر وزير لبحرية الإمبراطورية الروسية؛ من عام 1911 إلى 1917، لدى قصفها «السواحل العثمانية».

المفاجأة الأخرى التي كانت في انتظار إردوغان في الكرملين، هي تمثال كاترين الثّانية أو «كاترين العظيمة» القيصريّة التي تحالفت مع كثيرين لوقف «مد العثمانيين» وخاضت حروباً معهم في 1768 وانتزعت شبه جزيرة القرم في 1771 وصولاً إلى اتفاقية بعد 3 سنوات. و«كاترين العظيمة» هي صاحبة المقولة الشهيرة: «سوريا الكبرى هي مفتاح البيت الروسي» في المنطقة.

وقف التمثال أمام أعين إردوغان الذي قال إنه كان من المفروض ذهاب بوتين إلى إسطنبول أو عقد قمة روسية – تركية – ألمانية – فرنسية، «لكن جئت إليكم بسبب انشغالكم بالتعديلات الدستورية» لعقد لقاء ثنائي فقط، كما أراد القيصر.

بوتين- إردوغان: وجهاً لوجه

 5آذار/ مارس

أسفرت قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان أمس عن اتفاق جديد في إدلب يشمل خطوات تبدأ بوقف النار في شمال غربي سوريا اعتباراً من ليل الخميس – الجمعة، وهي تنتظر التطبيق الميداني. وعقد بوتين وإردوغان اجتماعات ماراثونية في موسكو شملت لقاء «وجهاً لوجه» ومحادثات موسعة.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنود الاتفاق، موضحاً أن البلدين سينشئان ممراً آمناً بطول 6 كيلومترات على جانبي الطريق بين حلب واللاذقية، المعروف بـ«إم 4»، إضافة إلى تسيير دوريات مشتركة على الطريق، بدءاً من منتصف الشهر الحالي.

وتابع لافروف أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف جميع الأعمال القتالية على طول خط التماس، ابتداء من منتصف ليل 5 مارس (آذار) الحالي.

وكان قد دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أمس الأوروبيين و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) إلى تقديم دعم أكبر لتركيا في سوريا. وقال جيفري إن شراء تركيا منظومة «إس 400» الروسية تعد عقبة أمام إرسال مساعدة عسكرية أميركية لأنقرة التي طلبت نظام «باتريوت. »

مقاتلات و “درون”

 4آذار/ مارس

تكثفت أمس الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الروسية وطائرات «الدرون» التركية على ريف إدلب في شمال شرقي سوريا، عشية القمة المرتقبة في موسكو اليوم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن الطائرات المسيّرة والمدفعية التركية واصلت قصفها لمواقع قوات النظام في مدينة سراقب وريفها شرق مدينة إدلب. وأضاف أن هذا جاء متزامناً مع قصف نفذته طائرات حربية روسية على محاور بريف مدينة سراقب وسرمين.

كذلك، قالت مصادر ميدانية تابعة لفصائل المعارضة إن «إيران كثفت حضورها العسكري في ريف إدلب، من خلال استقدام أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات التابعة لها من جنسيات مختلفة إلى جبهات القتال مع فصائل المعارضة في ريفي إدلب وحلب».

 80 % نساء واطفال

 4آذار/ مارس

أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أن 80 في المائة من النازحين جراء التطورات الأخيرة في سوريا، هم من الأطفال والنساء.

جاء ذلك في كلمة بيدرسن، الأربعاء، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الـ153 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي عُقِدت برئاسة يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.

وقال بيدرسن إن التحدي وصل إلى ذروته في سوريا، هذا العام، حيث تواجه البلاد عمليات تدمير وعدم استقرار على نحو بالغ، إضافة إلى تشريد لعدد كبير من السوريين، مشيراً إلى أن الصراع يؤثر بشكل واضح على الاستقرار في المنطقة.

ودعا بيدرسن إلى ضرورة استئناف العملية السياسية ووقف الحرب والوصول للسلام في سوريا بما يوفر الكرامة والمستقبل لكل السوريين، مشيراً إلى أن الوضع بالغ الخطورة، وهناك حالة من عدم الاستقرار وعدم الوضوح في المستقبل.

وأضاف أن الأطراف المعنية لا يعملون مع مجلس الأمن ولا يلتزمون بتعهداتهم، لافتاً إلى أن الحكومة السورية تقوم بكثير من الانتهاكات في الأراضي السورية.

وقال بيدرسن إن القوات التركية قامت بهجوم مباشر في سوريا، وهذا ما يتعارض مع المواثيق الدولية. ودعا إلى وقف إطلاق نار وهدنة تتوافق مع القرارات الدولية، التي تؤكد مبدأ السيادة السورية وتوفير الأمن للمواطنين.

وطالب بتوفير حل دبلوماسي للمشكلات التي يواجهها المجتمع السوري وخلق الظروف الملائمة لعملية التنمية وإطلاق العملية السياسية والحوار بين المعارضين والمؤيدين، مشيراً إلى أن الأزمة لا تقتصر على إدلب، بل إن هناك كثيراً من الانتهاكات في سوريا كلها. وأشار إلى أن هناك انقسامات على الجانب الدولي فيما يتعلق بسوريا، داعياً إلى تسهيل عمل لجنة وضع الدستور التي سبق أن اجتمعت مرتين في جنيف.

أميركا تدخل على الخط

 4 آذار/ مارس

دخلت واشنطن ميدانياً إلى مساحة التوتر بين موسكو وأنقرة في محافظة إدلب السورية، عبر زيارة قام بها مسؤولون أميركيون إلى معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية، أمس.

وقال المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري، إن بلاده مستعدة لتزويد تركيا بـ«الذخيرة والمساعدات الإنسانية» في إدلب. وأضاف: «تركيا شريك في حلف شمال الأطلسي. معظم الجيش يستخدم عتاداً أميركياً. سنعمل على التأكد من أن العتاد جاهز ويمكن استخدامه». بدوره، قال السفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، إن واشنطن تبحث طلب أنقرة الحصول لدفاعات جوية. ورافقت جيفري وساترفيلد المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة كرافت كيلي، إلى الجانب السوري من الحدود مع تركيا.

في غضون ذلك، قال مسؤولان ألمانيان إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أبلغت زملاءها المحافظين من أعضاء البرلمان، تأييدها إقامة «مناطق آمنة» في شمال سوريا.

«انتخابات برلمانية»

 3آذار/ مارس

حدّد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في 13 أبريل (نيسان)، في استحقاق يأتي بعد تمكن قواته من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في البلاد التي تمزقها الحرب منذ تسع سنوات.

كانت دول غربية ومعارضون قد شككوا في شرعية الانتخابات، في وقت لا يزال الجمود قائماً لإجراء الإصلاح الدستوري تحت رعاية الأمم المتحدة.

ويضمّ مجلس الشعب 250 مقعداً يتوزعون مناصفةً تقريباً بين قطاعي العمال والفلاحين (127 مقعداً) من جهة، وباقي فئات الشعب (123) من جهة أخرى.

والانتخابات المرتقبة هي الثالثة منذ  مارس (آذار) 2011. وجرت آخر انتخابات تشريعية عام 2016، تنافس فيها نحو 3500 مرشح وفاز حزب البعث الحاكم وحلفاؤه بغالبية المقاعد.

وفي انتخابات عام 2012، الأولى بعد اندلاع النزاع، فُتح باب الترشح لأول مرة أمام مرشحين من أحزاب خارج حزب البعث، فيما عُدّ محاولة من السلطات لاحتواء الحركة الاحتجاجية ضدها في ذلك الوقت.

وتأتي الانتخابات بعدما باتت القوات الحكومية تسيطر على أكثر من 70% من مساحة البلاد بفضل التدخل العسكري الروسي منذ عام 2015.

بنغازي ودمشق

 3 آذار/ مارس

أعادت الحكومة الموازية في ليبيا، المدعومة من المشير خليفة حفتر في بنغازي، فتح سفارة بلادها في دمشق، بعد إقفالها منذ العام 2012 على وقع النزاعين اللذين مزقا البلدين.

وجاء الافتتاح على وقع تصعيد أنقرة وتيرة عملياتها العسكرية ضد الطرفين، إذ تخوض عملية عسكرية مستمرة ضد القوات السورية الحكومية في إدلب دعماً للفصائل المقاتلة، وترسل تعزيزات عسكرية إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

وتمّ الثلاثاء، رفع العلم الليبي على مبنى السفارة الليبية في دمشق بحضور ممثلين للحكومة الموازية، هما نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الرحمن الأحيرش، ووزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الهادي الحويج، وبمشاركة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

وقال المقداد في مؤتمر صحافي في مقر السفارة عقب الافتتاح: «عندما تتخذ سوريا قراراً حاسماً بعودة العلاقات مع الأشقاء في ليبيا، فهذا اعتراف بأن المعركة التي نقودها نحن في سوريا وفي ليبيا هي معركة واحدة موجهة ضد الإرهاب، وضد من يدعم الإرهاب» في إشارة إلى تركيا.

وقال الحويج إن فتح سفارة بلاده «ليس موجهاً ضد أحد، ولكنه لمصلحة شعبينا، لأننا نؤمن أن المعركة واحدة وأن القضية واحدة، وأن دفاعنا المشترك واحد (…) خصمنا وعدونا من يبيع البلاد للمستعمر وخاصة المستعمر التركي».

وليبيا غارقة في الفوضى. ومنذ 2015 تتنازع فيها سلطتان: حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وسلطة موازية يمثلها حفتر في الشرق.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني في مواجهة قوات حفتر المدعوم من روسيا ومصر والإمارات.

وجمّدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها منذ العام 2011، تزامناً مع إقفال سفارات الكثير من دولها، لا سيما دول الخليج. وأعادت كل من الإمارات والبحرين فتح سفارتهما في ديسمبر (كانون الأول) 2018 .

رحيل صاحب «الطحالب»

 3آاذار/ مارس

غيب الموت، المخرج السوري ريمون بطرس، عن 70 عاماً، بعدما دخل الشهر الماضي إلى العناية المركزة، بعد تعرضه لأزمة صحية غيبته عن الوعي.

المخرج ريمون بطرس، ابن عائلة مكافحة من مدينة حماة. وكان المجتمع الحموي موضوع أغلب أعماله، فقدمها بحب خاص، كما أسهم مع شقيقته وأفراد عائلته من المولعين بالفن في تعزيز حضور الفن التمثيلي والمسرح في مدينة حماة عبر سنوات طويلة.

حصل ريمون بطرس، المولود عام 1950، على منحة من الحزب الشيوعي السوري عام 1976. ودرس السينما في الاتحاد السوفياتي بـ«معهد كييف للسينما»، وخلال دراسته أخرج فيلماً تسجيلياً بعنوان «صهيونية عادية»، وفيلم «عندما تهب رياح الجنوب»، ونال الجائزة الكبرى في مهرجان «مولديست» للمعاهد السينمائية في الاتحاد السوفياتي عام 1974. وبعد عمله على عدد من الأفلام القصيرة، أخرج بطرس فيلمه الروائي الطويل الأول «الطحالب» عام 1991، ونال الجائزة الفضية لمهرجان دمشق السينمائي السابع.

ومن أفلام بطرس القصيرة: «نشيد البقاء» عن نهر العاصي، و«الشاهد» عام 1986، والأفلام الروائية الطويل «المؤامرة المستمرة» 1987، و«الطحالب» روائي طويل 1991، و«الترحال» 1996، و«حسيبة» 2008، و«ملامح دمشقية» وثائقي 2008، و«أطويل طريقنا أم يطول» 2015.

حرب جوية

 2آذار/ مارس

اندلعت «حرب جوية» بين الجيشين التركي والسوري تضمنت إسقاط دمشق طائرات «درون» واستهداف القوات الجوية التابعة لأنقرة طائرتين حربيتين في ريف إدلب، ما يشكل اختباراً لروسيا لجهة تصرفها المرتقب إزاء ذلك.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أنه «بينما كانت طائرتان سوريتان تنفّذان مهمة في منطقة إدلب، قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية». وأكد المصدر أن الطيارين قفزوا بالمظلات «بسلام». وأكدت وزارة الدفاع التركية إسقاط «طائرتين (سوخوي – 24) كانتا تستهدفان طائراتنا»، مشيرة أيضاً إلى «تدمير سلاح مضاد للطيران أسقط إحدى طائراتنا المسيّرة، فضلاً عن منظومتي مضادات طائرات».

وفي وقت سابق صباح أمس، أفاد مصدر عسكري سوري بـ«إغلاق المجال الجوي فوق محافظة إدلب». وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بدء عملية عسكرية في شمال سوريا، لافتاً إلى أنّ أنقرة لا تريد مواجهة روسيا، الحليف القوي للنظام السوري.

سوريا في أسبوع 24 شباط – 2 آذار 2020

سوريا في أسبوع 24 شباط – 2 آذار 2020

حرب جوية

سورية تركية آذار/مارس

أسقطت القوات التركية الأحد طائرتين حربيتين سوريتين في شمال غرب سوريا، وفق ما أعلنت دمشق، في وقت أعلنت أنقرة استمرار هجومها ضد القوات السورية في محافظة إدلب.

في المقابل أفاد الإعلام الرسمي أن الجيش السوري أسقط ثلاث طائرات مسيرة تركية عقب إعلان دمشق إغلاق مجالها الجوي في شمال غرب البلاد وتهديدها بإسقاط أي طائرة تخترق أجواء محافظة إدلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أنه “في تمام الساعة 13,25 من هذا اليوم وبينما كانت طائرتان سوريتان تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب، قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية”.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية من جهتها إن “طائرتي سوخوي- 24 كانتا تستهدفان طائراتنا جرى إسقاطهما”، من دون أن تتحمل مباشرة مسؤولية إسقاطهما، مشيرة أيضاً إلى أنه تم “تدمير سلاح مضاد للطيران أسقط إحدى طائراتنا المسيرة، فضلاً عن منظومتي مضادات طائرات”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جرى استهداف الطائرتين “بصواريخ يُرجح أنها جو-جو من قبل طائرات تركية (من طراز) إف 16″، مشيراً إلى أنهما سقطتا في مناطق سيطرة قوات النظام.

وفي وقت سابق صباح الأحد، أعلن مصدر عسكري سوري “إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأية طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وبخاصة فوق محافظة إدلب”.

وأكد، وفق سانا، أنه “سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية”.

وأعلنت وكالة “سانا” مساء أن الجيش السوري أسقط الأحد “ثلاث طائرات مسيرة تابعة للنظام التركي”، بعدما كانت أفادت صباحاً عن إسقاط أول طائرة، الأمر الذي أكده المرصد السوري ووزارة الدفاع التركية.

ويأتي إعلان الجيش السوري إغلاق مجاله الجوي غداة مقتل 26 عنصراً من جنوده جراء استهداف طائرات مسيرة تركية مواقع عسكرية عدة في ريفي إدلب وحلب، وفق ما أفاد المرصد السوري.

وبلغت حصيلة قتلى القوات الحكومية السورية جراء القصف التركي باستخدام طائرات من دون طيار أو القصف المدفعي منذ الجمعة 74 عنصراً، وفق المرصد الذي أشار أيضاً إلى مقتل عشرة عناصر من حزب الله اللبناني. ولم يصدر أي تعليق رسمي سوري على الحصيلة.

اللاجئون مجدداً

29  شباط/فبراير

يحاول البعض المرور عبر السياج الشائك بينما يبحث آخرون عن الخشب والحجارة لرميها على الشرطة، ويبقى الهدف النهائي لآلاف المهاجرين في بلدة كاستانييس الحدودية بين تركيا واليونان هو الوصول إلى أوروبا.

وليس لدى عناصر الشرطة الذين يناهز عددهم 500 وسيلة أخرى لإيقافهم، إذ يلقون بين الفينة والأخرى قنابل غاز مسيل للدموع لمنع ما يخشون أن يتحول إلى طوفان بشري يحاول عبور الحدود.

بدأ الأمر بعد توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالسماح بعبور اللاجئين من تركيا إلى أوروبا. واعتبر أن بلاده لا تستطيع التعامل مع موجات نزوح جديدة من سوريا، فهي تستضيف أصلا 3,6 ملايين لاجئ سوري.

على بعد بضعة كيلومترات من المشاهد المتوترة في كاستانييس، تمكن مئات اللاجئين من دخول شمال اليونان مرورا بنهر إفروس الممتد على الحدود لمسافة 200 كلم.

“هل نحن في اليونان؟” يتساءل شاب أفغاني يمشي ضمن مجموعة مكونة من 20 شخصا على طريق ريفي قرب بلدة اورستيادا.

ويضيف “أين يمكننا أن نجد سيارة أجرة أو قطارا للذهاب إلى أثينا؟”. وأكد اللاجئ السوري أحمد برهوم أنه عالق عند الحدود منذ الجمعة. وقال لفرانس برس “إذا لم يفتحوا (الحدود) فسنحاول العبور بطرق غير شرعية. لم يعد من الممكن أن نعود لاسطنبول”.

منذ تصريح اردوغان غير المرحب به في أثينا، سيّرت القوات المسلحة دوريات على طول الضفة اليونانية لنهر إفروس -الذي صار نقطة عبور معتادة- مستخدمة مكبرات صوت لتحذير الموجودين من دخول الأراضي اليونانية. واستعملت اليونان طائرات مسيّرة أيضا لمراقبة حركة المهاجرين.

لكن المنطقة الحدودية واسعة ويصعب على فرق المراقبة تغطيتها.

وأظهر رئيس نقابة حرس الحدود باناجيوتيس هاريلاس لصحافيين عدداً من قنابل الغاز المسيل للدموع تستعملها في الأصل القوات التركية، وقال إن مهاجرين ألقوها على القوات اليونانية.

أردوغان يطالب بوتين بـ “التنحي

29  شباط/فبراير

هدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت بالسماح لآلاف اللاجئين بالتوجّه إلى أوروبا بينما حذّر من أن دمشق “ستدفع ثمن” هجوم أودى بأكثر من 30 جنديا تركيا في سوريا.

وأعلنت تركيا أنها دمرت “منشأة للأسلحة الكيميائية تقع على بعد 13 كيلومتراً جنوب حلب (شمال)، فضلاً عن عدد كبير من الأهداف التابعة للنظام” السوري، في إطار ردّها على مقتل جنودها في إدلب.

وأكّد إردوغان أن القوات السورية “ستدفع ثمن” هجماتها ضد الجنود الأتراك. وقال “لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة لكن يرغموننا على ذلك، سوف يدفعون الثمن”.

ونفى التلفزيون السوري وجود هذه المنشأة.

وقتل 33 جندياً تركياً في غارة جوّية نفّذتها قوات النظام السوري المدعومة من روسيا الخميس، في أكبر خسارة عسكرية يتعرّض لها الجيش التركي في ساحة معارك منذ سنوات. ولقي جندي تركي هو الـ34 حتفه لاحقا.

وتحدّث إردوغان هاتفياً الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لخفض التصعيد، بيما أفاد الكرملين أنهما أعربا عن “قلقهما البالغ” حيال الوضع.

وقد يتوجّه إردوغان إلى موسكو الأسبوع المقبل لإجراء محادثات، بحسب الكرملين. لكن الرئيس التركي واصل انتقاداته لروسيا السبت.

وقال “سألت السيد بوتين: “ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فافعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا واتركونا نواجه النظام (السوري)”.

تأجيل القمة العربية

29  شباط/فبراير

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية  أحمد أبو الغيط، السبت، إن إعادة عضوية سورية إلى الجامعة العربية هو قرار يجب أن تتخذه جميع الدول الأعضاء، مشيراً إلى أنه لا توجد تحرّكات رسمية ومكتوبة على الورق في هذا الشّأن.

وأضاف أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم أن القمة العربية قد تعقد قبل نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل، موضحاً أن القرار سيعود للجزائر باعتبار أنّها الدولة المستضيفة للقمة في دورتها الـ32.

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية قائلاً إن الظروف العالمية الحالية وخاصة الصحية تثير القلق من الاجتماعات والتجمعات، وبالتالي سنطرح على الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأمر في لقائي معه والقرار سيصدر بالتنسيق مع الجزائر باعتبارها الدولة المضيفة.

ومضى أبو الغيط قائلا:”نأمل أن تنتهي تلك الظروف العالمية وخاصة الصحية  قبل الموعد المقترح”.

خسائر وتصعيد

28 شباط/فبراير

أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان الجمعة محادثات هاتفية سعياً إلى احتواء التصعيد في شمال غرب سوريا بعد مقتل أكثر من 30 جندياً تركياً في غارة جوية نسبت إلى دمشق، وسط احتمال عقد قمة بينهما الأسبوع المقبل في موسكو.

وبعدما منيت بأفدح خسائر في هجوم واحد منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا عام 2016، طلبت أنقرة دعم المجموعة الدولية ملوحة بتهديد فتح أبواب الهجرة مجدداً الى أوروبا.

والخميس قُتل 33 جندياً تركياً على الأقل في ضربات جوية نسبتها أنقرة إلى قوات النظام السوري في إدلب، وردت تركيا ما أدى إلى مقتل 31 عنصرا من قوات النظام السوري حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والتركي طالبا الجمعة روسيا وسوريا بـ”وقف” الهجوم العسكري. وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب “عبَّر في اتصال هاتفي عن تعازيه وإدانته”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية، “يجري حالياً الإعداد على أعلى مستوى للقاء محتمل في موسكو في 5 أو 6 آذار/مارس”.

والجمعة أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجنود الأتراك الذين استهدفهم قصف قوات النظام السوري الخميس كانوا ضمن “وحدات مقاتلة من مجموعات إرهابية”، الأمر الذي نفته أنقرة تماماً.

من جانبه، قدّم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “التعازي” لأنقرة، مؤكداً أنّ موسكو “تبذل كل الجهود لضمان أمن الجنود الأتراك” المنتشرين في سوريا.

وانعقدت أيضاً محادثات جديدة حول إدلب بين مسؤلين روس وأتراك في أنقرة الجمعة.

وعقد حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي اليه أنقرة اجتماعاً طارئاً بطلب تركيا، غير أنّ أعضاءه اكتفوا بالإعراب عن التضامن، من دون اتخاذ إجراءات ملموسة.

وحضت تركيا المجموعة الدولية على إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات.

في محاولة واضحة للضغط على الاتحاد الأوروبي للحصول على مزيد من الدعم، أعلنت أنقرة انها لن توقِف بعد الآن المهاجرين الراغبين في التوجه الى أوروبا من تركيا، ما يثير مخاوف عودة أزمة الهجرة الخطيرة التي هزت القارة الأوروبية عام 2015.

وعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة اجتماعاً طارئاً لمناقشة التصعيد الأخير في سوريا، وفق ما ذكر دبلوماسيون، عقب مقتل 33 جنديا تركيا في قصف جوي سوري.

قمة رباعية

25 شباط/فبراير

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء أنه ليس هناك “اتفاق كامل” حول عقد قمة بشأن سوريا تجمع تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، مثيراً بذلك الشكوك بشأن هذا الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل.

وأكد الرئيس التركي في مؤتمر صحافي في أنقرة “ليس هناك اتفاق كامل” بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من جهة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة أخرى.

وكان إردوغان أعلن السبت عقد قمة رباعية حول سوريا في الخامس من آذار/مارس، في مبادرة تهدف إلى إيجاد حلّ للأزمة في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا حيث تسبب الهجوم الذي يشنّه النظام السوري بأزمة إنسانية.

وأكد الثلاثاء أنه “في أسوأ الحالات” يمكن أن يعقد اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الروسي في التاريخ نفسه.

قصف متبادل

24  شباط/فبراير

تواصل تبادل إطلاق النار في قطاع غزة ليل الإثنين بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وإسرائيل، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية الإسرائيلية.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت مساء الإثنين نهاية “ردّها العسكري” على مقتل ثلاثة من مقاتليها بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ودمشق، بعدما دعت الأمم المتحدة إلى “الوقف الفوري لإطلاق الصواريخ” من غزة ووقف الضربات على إسرائيل.

لكن بعد حوالى ساعة، وإثر استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، تراجعت الحركة عن قرارها وأعلنت استئناف الضربات على إسرائيل.

وقال الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أبو حمزة  “كنّا قد أعلنّا إنهاء ردّنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خان يونس ودمشق، لكنّ العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا”.

وأضاف “لذلك نعلن أنّنا قمنا بالردّ تأكيداً على معادلة القصف بالقصف”.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أطلقت الاثنين دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة بعد ضربات ليلية إسرائيلية على مواقع لها في غزة وسوريا، ما أدّى إلى إغلاق مدارس وطرقات في جنوب إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنّه شنّ ليل الأحد غارات جوية استهدفت “مواقع” للجهاد الإسلامي قرب دمشق وأدّت لمقتل اثنين من عناصرها، وذلك ردّاً على قصف صاروخي شنّته الحركة الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية انتقاماً لمقتل أحد عناصرها برصاص القوات الإسرائيلية الأحد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ “مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً تابعة لحركة الجهاد الإسلامي جنوب دمشق في سوريا، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة للجهاد الإسلامي في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات تسببت بمقتل ستة مقاتلين على الأقل، بينهم العنصران اللذان أعلنت سرايا القدس مقتلهما.

وقالت سرايا القدس إنّها “تزفّ المجاهدين زياد أحمد منصور (23 عاماً) وسليم أحمد سليم (24 عاماً) اللذين ارتقيا إثر قصف صهيوني في دمشق”.

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في سوريا استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن نادراً ما تبنّت إسرائيل هذه الغارات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها حركة الجهاد الإسلامي في سوريا بغارات إسرائيلية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الفائت أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حيّ المزّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري.

استراتيجية تركيا لمواجهة الأكراد من خلال ورقة اللاجئين

استراتيجية تركيا لمواجهة الأكراد من خلال ورقة اللاجئين

كلما ازداد الضغط الروسي على تركيا في محافظة إدلب السورية سارع الرئيس التركي إلى استدعاء فرنسا وألمانيا وتخويفهم من موجة هجرة جديدة إلى أوروبا.

وما فحوى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٤ سبتمبر/أيلول ٢٠١٩ إلا تذكيراً بذلك حين دعا العالم برمته إلى المبادرة من أجل وقف الأزمة الإنسانية في سوريا ودعم جهود تركيا لتحقيق ذلك.

وبصورة مبطنة ذكّر أوروبا والعالم بأزمة الهجرة في ٢٠١٦ عندما رفع صورة الطفل “آيلان كردي” (الذي غرق قبالة السواحل التركية) في نهاية ٢٠١٥ وتلك الصورة اشتهرت وارتبطت بواقع هجرة كثيف وغير مسبوق تجاه أوروبا سهلت له السلطات التركية وشجّعت عليه.

فهل يفعل الرئيس التركي ذلك بغاية ابتزاز الغرب مالياً للمساعدة في كلفة تحمل اللاجئين السوريين في تركيا للمرة الثانية، أم ابتزاز سياسي للدفع نحو عمل المنطقة العازلة في شمال شرق سوريا لتفريق الأكراد في الشمال السوري، أم هو يطلب الدعم من الأوروبيين لوقف الحرب على محافظة إدلب؟

استراتيجية تركيا لحماية أمنها القومي من أي تهديد كردي يأتي من الأراضي السورية

تعمل تركيا بجد لأجل ضمان أمنها القومي (بشكل دائم) من أي تهديد كردي محتمل من داخل الأراضي السورية وذلك من خلال النقاط التالية:

١- بناء سور يمتد على طول الحدود السورية التركية:

في عام ٢٠١٨ انتهت السلطات التركية من بناء ثالث أطول سور في العالم (بعد سور الصين العظيم والجدار الأمريكي على حدود المكسيك) على طول الحدود السورية – التركية، والذي يبلغ طوله ٦٨٨ كم، وذلك ضمن مساعيها لوقف عمليات التهريب وتسلل العناصر الإرهابية إلى تركيا، ويتضمن السور أبراجاً محصنة وأبواباً أمنية محصنة، وقد ساعد السور فعلاً على تقليص عمليات تدفق اللاجئين إلى تركيا بصورة كبيرة جداً جداً مقارنة مع الأعوام السابقة التي سبقت بناء السور.

٢- إعادة تفعيل اتفاقية أضنة وإعادة العمل بها بضمانة روسية:

وهذا تم بالفعل بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شهر يناير/كانون الثاني ٢٠١٩، حيث تم تفعيل اتفاقية أضنة بين الحكومة السورية والجانب التركي بضمانة روسية.

٣- إنشاء قواعد عسكرية للجيش التركي شمال سوريا:

بعد حدوث التقارب التركي – الروسي إبان محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا لاحظنا دخول الجيش التركي إلى داخل الحدود السورية في عمليتين عسكريتين (درع الفرات – غصن الزيتون) وذلك لأول مرة منذ بداية الأزمة في سوريا وفي تاريخها قاطبة، و بالتالي يقدر البعض وجود أربع قواعد تركية في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون إضافة إلى أتباع من المعارضة السورية مدربين ومجهزين بسلاح ثقيل ويعملون تحت قيادتها، وكذلك تعمل تركيا على زيادة عدد قواعدها العسكرية في شمال سوريا خاصة شرق نهر الفرات حيث التواجد الأكبر لحزب الاتحاد الديمقراطي وأتباعه.

٤- إحداث تغيير ديموغرافي لتركيبة السكان في المناطق ذات الأغلبية الكردية، وذلك عبر الأساليب التالية:

أولاً: استقبال النازحين وتسهيل إقامتهم:
يحدث ذلك الآن وبقوة في مناطق السيطرة التركية في مدن جرابلس والباب وعزاز وضواحيها (مناطق عملية درع الفرات) وفي مدينة عفرين وضواحيها (منطقة عملية غصن الزيتون) حيث استقبلت تركيا آلاف من النازحين السوريين (مقاتلين وناشطين وهاربين من الموت والتجنيد الإجباري مع عائلاتهم) من مناطق مختلفة في سوريا، من شمال مدينة حمص ومن مدينة القصير ومن الغوطة الشرقية ومن جنوب دمشق ودرعا، لقد ساعدت السلطات التركية عبر مندوبيها المحليين في المجالس المحلية والمديريات التابعة لها إلى تسهيل إقامة النازحين (هناك عملية استيلاء على منازل أكراد ومزارعهم بحجة تعاونهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ناهيك عن منازل ومزارع الفارين من الحرب) وتقديم الخدمات الكاملة لهم، حيث تدعم وزارة الصحة التركية وتشرف على إدارة القطاع الصحي في تلك المناطق وكذلك قطاع التعليم والقطاع الديني والخدمي وقطاع الشرطة والأمن، بالإضافة إلى تشييد أبراج تغطية إضافية لتقوية شبكة الاتّصالات الخليوية التركية والانترنت في تلك المناطق، وكذلك تم ربط التجارة بعد فتح معابر خاصة لكل مدينة من تلك المدن الأربع مع الجانب التركي، وتم افتتاح مراكز خاصة لشركة البريد والبرق PTT في كل من تلك المدن وأصبح التداول بالعملة التركية متاحاً إلى جانب الليرة السورية والدولار واليورو وذلك بعد أن عمدت الحكومة التركية إلى دفع رواتب المتعاقدين معها بالليرة التركية عبر مراكز الصرافة في الـ PTT، وأيضاً تم تعيين والي تركي لإدارة تلك المناطق بشكل كامل.

ثانياً: توطين النازحين:

وتلك خطوة بدأت فعلاً في تلك المناطق، فلقد عملت مديريات السجل المدني في تلك المناطق على إصدار بطاقات تعريفية (هويات) و إخراجات قيد للنازحين غير صحيحة، حيث تم إلغاء خانة مكان الولادة (أمانة السجل المدني/ القيد) على الهوية للنازحين من مناطقهم الأصلية في سوريا بينما تم تزويرها على الملف الورقي الموجود لدى السلطات المحلية إلى خانة مكان الإقامة الحالي.

وهناك الكثير من المقاتلين وعائلاتهم التابعين للجيش التركي حصلوا على الجنسية التركية في تلك المناطق دون أن يقيموا في تركيا حتى، وكلنا يعلم حجة تركيا للتدخل في أي منطقة في العالم بحجة حماية الأقليات التركمانية فيها.

ثالثاً: الدفع باللاجئين السوريين في تركيا نحو (مناطق آمنة) على طول الشريط الحدودي

تعلم تركيا بأن اللاجئ السوري في تركيا لن يترك تركيا ويعود إلى منطقة الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية مهما كانت آمنة، لذلك عمدت إلى تجربة حالة معينة في مدينة استنبول خلال الأشهر الماضية وضربت بها ”عصفورين بحجر واحد“ كما يقال:

  • أقامت حواجز داخل مدينة استنبول والتقطت السوريين المقيمين فيها ممن لا يحملون ورقة إقامة في استنبول أو ممن يحملون ورقة إقامة من مدن أخرى ونقلتهم رغماً عنهم إلى داخل الحدود السورية، وكانت بذلك تقوم بتجربة ردة المجتمع الدولي إزاء تلك الحركة التي تنوي عملها في المنطقة الآمنة التي تدعو لها علي الشريط الحدودي السوري شرق الفرات، علماً بأن تركيا تحتضن ما يقارب ٢.٥ – ٣ ملايين لاجئ سوري داخل أراضيها.
  • عمد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا على تشويه صورة رئيس بلدية استنبول أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي إلى ”حزب الشعب الجمهوري“ المعارض، وذلك عبر التسويق الإعلامي بأن رئيس البلدية الجديد هو الذي أقدم على تلك الخطوة، على الرغم بأن تلك الخطوة منوطة بوزارة الداخلية ولا سلطة لرئيس البلدية علي ذلك.

إن عملية التغيير الديموغرافي التي تعمل عليها تركيا في سوريا هي عملية تستهدف الوجود الكردي الكثيف في الشمال السوري وخاصة على الشريط الحدودي وخاصة في جهة شرق نهر الفرات، لقد نجحت في عمل ذلك غرب نهر الفرات شمال مدينة حلب في مناطق سيطرتها في عمليتي درع الفرات – غصن الزيتون، ولقد نجحت بشكل كبير في ذلك وربما أكثر نحو ضم تلك المناطق إلى الأراضي التركية إذا حصل نوع من الاستفتاء كما حصل لمنطقة لواء اسكندرون السورية سنة ١٩٣٩ إبان فترة الانتداب الفرنسي في سوريا.

ولقد تم تجريب ذلك في الكثير من مناطق العالم وفي سوريا سابقاً وتجاه الأكراد أيضاً، وذلك من خلال مشروع ”الحزام العربي“ الذي بدأت فكرته في منتصف الستينات بعد استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا واعتمد على دراسة أعدها محمد طلب هلال الذي أصبح محافظاً لمدينة الحسكة عام ١٩٦٥، وتمت الموافقة على تطبيق المشروع بعد ذلك بسنوات من قبل الرئيس السوري حافظ الأسد عام ١٩٧٣ إبان فترة بناء سد الفرات آنذاك. وفي آذار من عام ١٩٧٤ بدأت عمليات نقل “المغمورين”  من السكان العرب ممن غمرت مياه السد قراهم فعرفوا بعرب ”الغمر“ وتم توطينهم على طول الحزام العربي الممتد بطول ٣٠٠ كم وعرض ١٠ – ١٥ كم من الحدود العراقية شرقاً إلى رأس العين غرباً.

وعلى نحوٍ مماثل نلاحظ دعوات الرئيس التركي المتكررة لعمل منطقة آمنة شمال سوريا بما يشبه مشروع ”الحزام العربي“ سيء السمعة، وغالباً سوف يستطيع تحقيق ذلك سواء من خلال تعاون الأمريكان والأوروبيين معه أو بالعمل منفرداً، وما دخول قواته في دوريات مشتركة مع القوات الأمريكية إلا بداية حقيقية لهذا المشروع كما أوضحنا سابقاً.

وكان كلام الرئيس أردوغان خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩ واضح المعالم تجاه ذلك بقوله مذكراً بأزمة اللاجئين ”بعض اللاجئين – للأسف الشديد – يفقدون أرواحهم في محاولتهم لاجتياز البحر الأبيض المتوسط أو أمام الأسلاك الشائكة على الحدود، إن العالم قد نسي بشكل سريع هذا الطفل ايلان السوري“ رافعاً صورة الطفل إيلان، وأضاف مخوفاً الأوروبيين من موجة هجرة جديدة ” ولا تنسوا أن الأمر قد يصيبكم أيضاً لأن الأطفال هؤلاء لا يمثلون حالة واحدة بل عشرات ومئات وآلاف، لذلك يجب أن نتخذ التدابير اللازمة حيال ذلك“  مخوفاً إياهم من زيادة الهجرة إلى بلادهم في حال عدم تبني خطته ” لا بد من التصدي لاحتمال حدوث هجرة كبيرة بسبب ما يحدث في إدلب من مجازر محتملة من تدفق حوالي أربعة ملايين لاجئ، كما إن تركيا ليست قادرة على  استضافة لاجئين جدد.“

ثم طرح مقدمة حول خطة العمل التي تعمل تركيا على تحقيقها ”هناك ٣٦٥ ألف لاجئ سوري نستضيفهم نحن في تركيا، ومن خلال التدابير التي اتخذناها عاد حوالي ٣٦٥ ألف إلى جرابلس في سوريا“ وأضاف ”لم يتم عودة اللاجئين إلى أية مناطق يسيطر عليها PKK أو PYD الإرهابيين أو تنظيم داعش الإرهابي، بل يعود السوريون إلى المناطق التي توفر تركيا لها الأمن والأمان“

ثم عرض صورة توضح خريطة المنطقة الآمنة التي تنوي السلطات التركية عملها ويدعو كلاً من أمريكا وأوروبا للمساعدة على تحقيقها كحل دائم لمشكلة اللاجئين السوريين قائلاً ”نحن نبحث مع الولايات  المتحدة الأمريكية موضوع إقامة منطقة آمنة هناك وإن نيّتنا الأولى أن نقوم بتأسيس ممر السلام /حزام السلام في عمق ٣٠ كم وعلى طول ٤٨٠ كم، وإننا إذا ما استطعنا أن نفعل ذلك نستطيع ان نقوم بتحقيق إقامة ٢ مليون سوري في تلك المنطقة“ وأشار بيده نحو الشريط الحدودي الذي يوضح المنطقة الآمنة وقال ”هذا الجزء إذا تم الإعلان عنه منطقة آمنة نحن نستطيع ان نمكّن ما بين ١- ٢ مليون لاجئ من العودة الى هذه المناطق، وإننا مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى التحالف وإيران وروسيا وعبر التضامن والتعاون معاً بإمكاننا ان نستضيف اللاجئين بشكل دائم ونحررهم من الخيام والبيوت الجاهزة أيضاً، وعلينا ان نتخذ هذه الخطوة مع بعضنا البعض لأن تركيا لا تستطيع أن تفعل ذلك وحدها“

وأكثر من ذلك طرح عليهم حلاً لمشكلة تواجد اللاجئين السوريين في أراضيهم هم بقوله ”إذا استطعنا أن نجعل عمق ذلك إلى دير الزور والرقة فإن عدد السوريين الذين سوف يعودون من أوروبا الى أراضيهم يمكن ان يصل الى ثلاثة ملايين سوري.“

في شمال شرق سوريا، خارطة جديدة وأحلام ضائعة

في شمال شرق سوريا، خارطة جديدة وأحلام ضائعة

تتزاحم الجيوش في شمال شرق سوريا، وتمضي بمحاذاة بعضها وفق تفاهمات فيما بينها لضبط حركة المرور وتنظيم عملية السيطرة، فبين روسيا وأمريكا يوجد تفاهم (غير معلن) وبين روسيا وتركيا يوجد تفاهم ودوريات مشتركة، وبين أمريكا وتركيا هناك تفاهم ودوريات مشتركة أيضاً، ولا تسري هذه التفاهمات – طبعاً – على الميليشيات أو القوات التابعة أو المتحالفة مع تلك الجيوش، بحيث يمكن استخدامها للقتال في سبيل تحقيق نقاط قوة وارتكاز جديدة في المنطقة.

لقد تغيرت خريطة السيطرة منذ أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب قواته من مناطق عملية ”نبع السلام“ التركية، وأصبح الجيش الأمريكي متمركزاً داخل الحدود السورية مع العراق من القامشلي حتى دير الزور والبوكمال، وأصبح للجيش الروسي قواعد موزعة ومهمة في المنطقة، وكذلك دخل الجيش التركي ومن معه من فصائل المعارضة السورية إلى مدينتي رأس العين وتل أبيض السوريتين، وأيضاً انسحبت قوات سوريا الديمقراطية إلى داخل الحدود السورية بعمق 30 كم وحل محلها قوات من حرس الحدود السورية.

لكن ما يهمنا من كل ذلك، هو تقييم الوضع الجديد، وملاحظة مصالح تلك القوى وإسقاطاتها على خارطة الحل السوري ومستقبل سوريا والسوريين.

من الملاحظ بأن هناك ازدواجية في تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا، فهي تتحدى أنقرة من جهة وتحارب اقتصادها وتفرض عليها العقوبات، ومن جهة أخرى تنسحب القوات الأمريكية مخلية الطريق أمام الجيش التركي والميليشيا التي تقاتل إلى جانبه، كما يصف الرئيس ترامب أردوغان بأنه ”صديق حميم“.

يمكن تفسير تلك الازدواجية من خلال وجهتي نظر، تقضي الأولى بأن هناك خلافات أمريكية – تركية، ولكن هناك علاقات ودية بين الرئيسين ترامب وأردوغان، وتقول الثانية بأنّ ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا في سوريا تحديداً، هو في الحقيقة تقدمة لروسيا وبالتنسيق معها وليس إلى تركيا، وهذا الأصح، مما يعني بأن هناك لاعبين اثنين كبيرين في الشمال السوري وليس ثلاثة هما روسيا وأمريكا.

بالنسبة إلى روسيا، فهي تعمل بجد على تهيئة ظروف تفاوض الأكراد مع دمشق، وترغب في الحل السلمي بدل العسكري في تلك المنطقة، لكن عندما يتعنّت الأكراد ويحجمون عن التفاوض وإبداء المرونة، تأذن روسيا للجيش التركي بالتقدم والسيطرة على مناطقهم، كما شاهدنا في عفرين وفي شمال شرق سوريا، بينما لم نلاحظ أي ضغوط من روسيا على دمشق لحضّها على قبول مطالب الأكراد أو إظهار بعض المرونة.

لقد فاوضت روسيا الكثير من فصائل المعارضة قبل إعادة السيطرة على مناطقهم، وأذكر تحديداً المفاوضات مع جيش الإسلام في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، فهي تتشابه بصيغة المطالب مع ما تطالب به الإدارة الذاتية الآن، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مواضيع بحسب ما قاله الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية في مقابلة له عبر إذاعة ARTA FM الكردية:

مواضيع إدارية: تتعلق بالحفاظ على المؤسسات وطريقة إدارتها بشكلٍ شبه مستقل في مناطق الإدارة الذاتية، مع وجود تنسيق مع الحكومة السورية في دمشق، وأن يتم الاعتراف رسمياً بمنهاج التدريس الجديد مع اللغة الكردية التي كانت ممنوعة في سوريا قبل عام 2011، مما يخوّل الطلاب الأكراد دخول الجامعات السورية وإتمام التحصيل العلمي بدون عوائق.

مواضيع أمنية: تطالب قوات سوريا الديمقراطية بأن تتحول قواتها إلى مؤسسة عسكرية رسمية تقوم بالتنسيق مع الجيش السوري وليس داخله، وكذلك الأمر بالنسبة للأمن الداخلي ”الأسايش“ مع وزارة الداخلية.

مواضيع سياسية: تتعلق بالدستور ونظام الحكم في سوريا واللامركزية، وهذه قد تطول لسنوات، بحسب الجنرال مظلوم.

هذه المطالب، تشبه إلى حد ما مطالب جيش الإسلام التي حاول الجنرال الروسي ألكسندر زورين التفاوض معه بعد حصار مدينة دوما، وحينها أعطى قادة جيش الإسلام بعض المساحة في التفاوض، وأظهر رغبته في منحهم بعض المزايا، مثل سيطرة شرطة محلية من عناصرهم على مدينة دوما بعد تدريبهم في وزارة الداخلية وبالتنسيق معها، مع إمكانية الحفاظ على المؤسسات المحلية عندما تقوم بالتنسيق مع مؤسسات الحكومة السورية وتعمل وفق قوانينها، وكذلك الحفاظ على كتيبة جيش الإسلام لتقاتل ”جبهة النصرة“ في محافظة إدلب بتسليح ودعم روسي. وقتها رفض قادة جيش الإسلام العرض الروسي، واستبدلوه بعرض جديد يقضي بعدم تسليم السلاح الثقيل، وإبقاء قواتهم في دوما مع إدارة كاملة للمنطقة، وتشكيل حزب سياسي له حرية الحركة والسفر عبر مطار دمشق، مع وجود تنسيق بين المؤسسات الإدارية في كلا الجانبين. وقتها انتكست المفاوضات وانتهت بعد حملة شديدة على دوما، وخرج على إثرها جيش الإسلام ليصبح تحت قيادة الجيش التركي في الشمال السوري ويعمل على محاربة سوريين آخرين بعيداً عن مناطقه وعن أهدافه.

ما يهمنا هو حجم التشابه مع اختلاف الظروف بين كلا الحالتين، مع طرح الأسئلة والتساؤلات المهمة مثل: هل ستبقى القوات الأمريكية إلى جانب الأكراد؟ ألم تخذلهم في عفرين؟ وفي منبج؟ وفي شمال شرق سوريا؟

من الحماقة أن نستمر بنفس الأدوات ونفس المطالب ثم ننتظر نتائج جديدة، بعض مما تطالب به قوات سوريا الديمقراطية لن توافق عليه دمشق ولا روسيا، وحتى لو فرضنا جدلاً موافقتهم على ذلك، فإن تركيا قادرة على تخريب الأمر وخاصة بأنّ الجيش التركي وقوات المعارضة السورية المسماة “الجيش الوطني السوري” التابعة له أصبحت تحكم الطوق على معاقل تجمع الأكراد في شمال شرق سوريا.

إنّ روسيا – وكذلك دمشق – تهتم بمصالح تركيا أكثر مما تهتم بما يريده الأكراد، على الرغم من أن بعض مطالبهم مشروعة ومحقة، وخاصة فيما يتعلق بالهوية الكردية. وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فعلاقتها مع تركيا – الشريكة في حلف الناتو – أكبر من علاقة أربع سنوات مع ”قسد“، وبالتالي من المهم أن لا يضيع الأكراد الفرصة، كما فعلت تنظيمات المعارضة السورية من قبل.

في المقابل، لم نسمع من أي معارض فاوض النظام السوري أي كلام حول تطبيق المرسوم التشريعي رقم 107 والخاص بالإدارة المحلية، والذي أنتجه النظام السوري نفسه في نهاية عام 2011 ولم يطبقه حتى في مناطقه، صحيح بأنّ قانون الإدارة المحلية ذاك يعطي بعض اللامركزية الإدارية المقيّدة، بحسب قراءات كثيرة، ولكنه على الأقل بداية لكسر المركزية المطلقة التي انتهجها النظام السوري على مر عشرات السنين، وربما – على الأقل – تكون إنجازاً في ظل الانتكاسات الكثيرة الماضية. خلال السنوات التي تلت اندلاع الانتفاضة السورية قامت العشرات من المؤسسات التنموية السورية والأجنبية بتطبيق هذا القانون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وكشفت نقاط قوته ونقاط ضعفه، وكذلك هناك العشرات من الدراسات حول هذا القانون، وبالتالي أليس من المفيد في هذا الوقت أن يتم التفاوض مع النظام السوري ليتم تطبيقه أو التعديل عليه بما يتناسب مع الواقع السوري الجديد؟ الثورات قد لا تعني بالضرورة التغيير المباشر، بقدر ما هي عملية هدم وبناء طويلة الأمد.

في النهاية تبقى مصالح اللاعبين فوق مصالح السوريين، وما عبارة ”السوريون وحدهم من يقررون مصيرهم“ إلا عبارة ترضية لا معنى لها في ظل هذا التدخل الكبير في الشأن السوري حتى في دستور بلادهم ومن يكتبه.

سوريا في أسبوع  22 – 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2019

سوريا في أسبوع 22 – 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2019

روسيا توزع الأدوار… في الإدارة الذاتية!

رويترز

27 تشرين الأول/ أكتوبر

قالت  قوات سوريا الديمقرطية التي يقودها الأكراد يوم الأحد إنها وافقت على الانسحاب لمسافة تزيد على 30 كيلومتراً عن الحدود التركية وهو إعلان رحبت به دمشق قائلة إن على تركيا الآن إنهاء “عدوانها” في شمال شرق سوريا. وبدأت تركيا هجومها عبر الحدود في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب القوات الأمريكية من المنطقة.

وبعد ذلك اتفق الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين يوم 22 تشرين الأول/أكتوبر على أن تؤمن قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية تطهير منطقة الحدود بمسافة تصل إلى 30 كيلومتراً داخل سوريا من وحدات حماية الشعب سوريا خلال ستة أيام تنتهي يوم الثلاثاء.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان “وافقنا على تطبيق مبادرتها (روسيا) بوقف العدوان التركي على شمال شرق سوريا والتي جاءت استنادا إلى اتفاقية سوتشي”. وحثت القوات روسيا على المساعدة في ضمان “فتح حوار بناء” بين الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا وحكومة دمشق.

وقالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين إن سوريا ترحب بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية بما “يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على أراضيها”. وأضافت الوكالة أن الحكومة ستساعد على اندماج المواطنين مرة أخرى في المجتمع السوري “بما يفسح المجال للجميع للعودة إلى الوحدة الوطنية السورية”.

ووفقاً لاتفاق أردوغان وبوتين الذي تم إبرامه في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود ستبدأ القوات الروسية والتركية اعتباراً من يوم الثلاثاء دوريات في جزء من الحدود السورية التركية بعمق عشرة كيلومترات في الأراضي السورية. وقال أردوغان يوم السبت إن تركيا لن تتردد في التدخل من جديد لإبعاد وحدات حماية الشعب عن منطقة الحدود في حالة عدم وفاء روسيا بتعهداتها بموجب اتفاق سوتشي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة إن نحو 300 آخرين من أفراد الشرطة العسكرية الروسية وما يزيد على 20 عربة مدرعة وصلوا إلى سوريا بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو أوقف التوغل العسكري التركي في شمال شرق سوريا.

تصفية البغدادي.. في سوريا!

رويترز

27 تشرين الأول/ أكتوبر

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد إن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش مات في هجوم شنته القوات الأمريكية الخاصة في شمال غرب سوريا فيما وصفه بانتصار كبير على التنظيم المتشدد. وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض إن البغدادي قتل نفسه أثناء غارة بتفجير سترة ناسفة بعد فراره داخل نفق مسدود. وأضاف أن تحليل الحمض النووي الذي أُجري بعد 15 دقيقة من مقتل البغدادي جاء إيجابياً. وقال ترامب إن العملية أودت بحياة “كثيرين” من أتباع البغدادي الذي قتل نفسه وثلاثة من أطفاله بتفجير السترة الناسفة. وأضاف أن القوات الأمريكية لم تتعرض لأي خسائر بشرية. ووجه الشكر لروسيا وتركيا وسوريا والعراق على دعمهم.

وبعدها بساعات، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية السورية أن المتحدث باسم الدولة الإسلامية أبو الحسن المهاجر، الساعد الأيمن للبغدادي، قتل في عملية منفصلة مشتركة بين القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.

وقالت تركيا إنها فخورة بتقديم المساعدة من أجل “القصاص من إرهابي معروف”. لكن رد فعل روسيا جاء مقتضباً ولم تذكر وزارة الدفاع الروسية سوى أن ليس لديها معلومات موثوق منها بشأن الغارة الأمريكية.

وعلق جو بايدن المنافس على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترامب في انتخابات 2020 قائلاً “لا نتحمل أن نحول انتباهنا أو أعيننا بعيداً عن الهدف. تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يمثل تهديداً للشعب الأمريكي ولحلفائنا وعلينا مواصلة الضغط لمنع التنظيم من إعادة تجميع صفوفه أو تهديد الولايات المتحدة مجدداً”.

كما قالت الحكومة العراقية في بيان “بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي، وفقاً لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبئ فيه رأس داعش الإرهابي المجرم أبو بكر البغدادي ومن معه في محافظة ادلب السورية”. وأضافت أن القوات الأمريكية قامت بعد ذلك، وبالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطنية العراقي، بتنفيذ عملية أدت إلى القضاء على الإرهابي البغدادي.

وقالت إيران إن موت زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي لا يعني نهاية التنظيم ولا أيديولوجيته. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي على تويتر “مقتل البغدادي لن ينهي داعش أو فكر (التنظيم) … الذي نشأ وترعرع بمساعدة رعاة إقليميين”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حسابه على تويتر “مقتل البغدادي ضربة قوية لتنظيم داعش لكنها مجرد مرحلة. الحرب مستمرة بالتعاون مع شركائنا في التحالف الدولي لهزيمة هذه المنظمة الإرهابية في نهاية المطاف. هذه أولويتنا في الشرق الأوسط”.

وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون على تويتر “مقتل البغدادي لحظة مهمة في حربنا ضد الإرهاب لكن المعركة ضد شرور داعش لم تنته بعد. سنعمل مع شركائنا في التحالف لوضع نهاية للقتلة والأعمال الهمجية لداعش نهائياً”.

خطة ألمانية متأخرة

رويترز

23 و24  تشرين الأول/ أكتوبر

طرحت وزيرة الدفاع الألمانية على حلف شمال الأطلسي اقتراحاً لإقامة منطقة أمنية في شمال سوريا يوم الخميس وهي خطة حظيت بدعم تركيا والولايات المتحدة لكن الأمين العام للحلف أشار إلى أنها قد تتطلب مشاركة الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسيون إن الوزيرة أنيجريت كرامب كارينباور أبلغت حلفاء بلادها بأن إقامة منطقة تتم السيطرة عليها دولياً يتطلب أيضاً مشاركة روسيا، القوة المهيمنة حالياً في سوريا، حتى يتسنى بذلك حماية المدنيين النازحين وضمان استمرار قتال تنظيم داعش.

لكنها أصرت في اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل على أن مهمة تنفيذ دوريات على الحدود التركية السورية لا يمكن أن تُترك لموسكو وأنقرة فحسب وقالت للصحفيين “الوضع الحالي غير مرض”.  وقالت كرامب كارينباور إنها تلقت تطمينات من أنقرة على أن العمليات العسكرية التركية لن تسفر عن إعادة توطين جماعية للسكان أو تطهير عرقي. وأضافت “اتفاق سوتشي لم يجلب السلام ولا يوفر أساساً لحل سياسي على المدى الطويل. نبحث عن حل يشمل المجتمع الدولي”.

ذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء يوم الأربعاء نقلاً عن وزارة الشؤون الخارجية الروسية أن روسيا لا ترى حاجة لإقامة منطقة آمنة تحت إشراف دولي في شمال شرق سوريا وهو اقتراح طرحته ألمانيا.

قسد تنسحب من رأس العين

رويترز

21  تشرين الأول/ أكتوبر

قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد يوم الأحد إنها سحبت كل مقاتليها من مدينة رأس العين الحدودية بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، غير أن متحدثاً باسم جماعة معارضة تدعمها تركيا قال إن الانسحاب لم يكتمل حتى الآن. وكانت رأس العين، إحدى مدينتين سوريتين على الحدود مع تركيا، هدفاً رئيسياً للهجوم التركي لدفع المقاتلين الأكراد إلى التقهقر حتى تنشئ أنقرة “منطقة آمنة” بعمق يزيد على 30 كيلومتراً داخل سوريا.

وأوقفت تركيا مساء يوم الخميس هجومها لمدة خمسة أيام بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس. وحذر أردوغان من أن بلاده ستستأنف عمليتها بمجرد انتهاء المهلة يوم الثلاثاء إذا لم تنسحب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الآمنة.

جرائم حرب

رويترز

23 و26 تشرين الأول/ أكتوبر

قالت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة كارلا ديل بونتي في مقابلة نشرت يوم السبت إن أردوغان يجب أن يخضع للتحقيق ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب بشأن التوغل العسكري. وقالت ديل بونتي “تمكن أردوغان من غزو أرض سورية لتدمير الأكراد أمر لا يصدق”. وتابعت قائلة “يجب إجراء تحقيق معه ويجب توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب”.

ودافع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم السبت عن سجل بلاده في سوريا قائلاً إنها تقدم مساعدات إنسانية للمدنيين هناك ولن تتهاون مع أي انتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق التي تنتشر بها قواتها. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، نفى جاويش أوغلو وجود حالات إعادة قسرية للاجئين السوريين.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير نُشر يوم الجمعة إن تركيا ترسل قسراً لاجئين سوريين إلى منطقة سورية بالقرب من الحدود حيث تهدف إلى إقامة “منطقة آمنة” رغم أن الصراع هناك لم ينته بعد. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير منفصل يوم الجمعة إن السلطات اعتقلت ورحلت عشرات السوريين عشوائياً إلى شمال سوريا بين كانون الثاني وأيلول.

وذكرت منظمة العفو في تقريرها أن اللاجئين الذين تحدثت إليهم اشتكوا من تهديدهم أو إجبارهم من قبل الشرطة التركية على التوقيع على وثائق تفيد بأنهم سيعودون بمحض إرادتهم إلى سوريا.

وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان “في الواقع، تعرض تركيا حياة اللاجئين السوريين لخطر شديد بإجبارهم على العودة إلى منطقة حرب”. وأضافت أنها تعتقد أن عدد عمليات الإعادة القسرية في الأشهر القليلة الماضية بلغ المئات وذلك استناداً إلى مقابلات أجرتها بين تموز وتشرين الأول لكن يمكنها تأكيد 20 حالة. وقال التقرير إن المُرحلين يتم إبلاغهم عموماً بأنهم إما غير مسجلين أو يعيشون خارج المنطقة المُسجلين فيها، مضيفاً أن أشخاصاً رُحلوا أيضاً من مناطق تم تسجيلهم فيها.

وفي سياق متصل قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا يوم الأربعاء إن قوات أمريكية رأت أدلة على ارتكاب القوات التركية جرائم حرب في سوريا أثناء هجومها على الأكراد هناك. وقال جيمس جيفري خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأمريكي “لم نر أدلة شائعة على تطهير عرقي” من تركيا لكن هناك تقارير عن “وقائع عديدة لما تعتبر جرائم حرب”.

بوتين يشرح للأسد

رويترز

22  تشرين الأول/ أكتوبر

قال الكرملين يوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرح لنظيره السوري بشار الأسد هاتفياً نتائج محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأوضح بوتين، بعد محادثات مطولة مع أردوغان، في الاتصال الهاتفي مع الأسد أن استعادة وحدة الأراضي السورية كان الهدف الأساسي. وقال الكرملين إن الأسد وجه الشكر لبوتين كما “عبر عن تأييده الكامل لنتائج العمل وأيضاً استعداد قوات حرس الحدود السورية للوصول مع الشرطة العسكرية الروسية إلى الحدود السورية التركية”.

وكان الأسد اتهم نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء بأنه “لص.. سرق المعامل والقمح والنفط.. وهو اليوم يسرق الأرض”، بسبب توغل تركيا في شمال شرق سوريا وأكد تعهده باستعادة كل المناطق التي انتُزعت من دمشق خلال سنوات الحرب الأهلية. جاءت تصريحات الأسد خلال زيارة نادرة لإحدى جبهات الصراع في بلاده حيث تفقد منطقة بمحافظة إدلب التي تمزقها الحرب في شمال غرب البلاد قرب آخر معقل كبير لمسلحي المعارضة المدعومين من تركيا.

اتصالات سرية تركية سورية

رويترز

21  تشرين الأول/ أكتوبر

رغم عداء أنقرة وخصومتها للرئيس السوري بشار الأسد منذ فترة طويلة، يقول مسؤولون أتراك إن بلادهم تجري، عبر قنوات سرية، اتصالات مع الحكومة السورية لتفادي المواجهة المباشرة في شمال شرق سوريا حيث ينشر الجانبان قواتهما. ويقول ثلاثة مسؤولين أتراك إن الجانبين، مدفوعين بالحرص والحذر، أقاما قنوات اتصال سواء في شكل اتصالات عسكرية ومخابراتية مباشرة أو بطريق الرسائل غير المباشرة عبر روسيا للحد من خطر المواجهة.

وقال مسؤول أمني تركي “نحن على اتصال مع سوريا بشأن المسائل العسكرية والمخابراتية منذ فترة لتجنب أي مشاكل في أرض الميدان”. وأضاف أن أول اتصال جرى كان بشأن حالة تصعيد في شمال غرب سوريا، وهي حالة منفصلة عما يجري في الشمال الشرقي الآن، وذلك عندما شنت قوات سورية مدعومة من روسيا، في وقت سابق من هذا العام، هجوماً في إدلب التي تنتشر بها قوات تركية. وأضاف المسؤول “التواصل مع سوريا يتم إلى حد كبير عبر روسيا، لكن هذا الاتصال كان يجرى بشكل مباشر بين تركيا وسوريا في بعض الأحيان لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة بين الجنود السوريين والأتراك”.

ويشير موقف روسيا كوسيط أيضا إلى الدور المركزي الذي تلعبه موسكو، في سوريا منذ أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا. وقال مسؤول تركي كبير “سنتلقى أيضا معلومات عن وجهة نظر سوريا والخطوات التي ستتخذها خلال الاجتماع مع بوتين”.

اللجنة الدستورية والاجتماع الأول!

رويترز

24  تشرين الأول/ أكتوبر

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير بيدرسن يوم الخميس إن وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا “صامد إلى حد بعيد” فيما يبدو في حين سيعقد ممثلو القوى الكبرى اجتماعاً في جنيف قبل أول اجتماع للجنة الدستورية السورية الأسبوع المقبل.

وقال بيدرسن إن مندوبين من سبع دول عربية وغربية تدعم المعارضة وتعرف باسم “المجموعة الصغيرة”، وتشمل الولايات المتحدة ستجتمع في المدينة السويسرية يوم الجمعة. وأضاف أن من المتوقع وصول مسؤولين بارزين من روسيا وإيران وتركيا وهي المجموعة المعروفة باسم ثلاثي آستانة. وقال إن القوى الكبرى لن تشارك بشكل مباشر في المساعي الدستورية التي “يملكها ويقودها السوريون” كما لن تشارك في المراسم الافتتاحية العامة لكنها تدعم العملية.

ويُنظر إلى عقد اجتماع اللجنة الدستورية، وهو أول تقدم ملموس منذ تولى الدبلوماسي النرويجي منصبه في يناير كانون الثاني، على أنه مهم لتمهيد الطريق أمام إصلاحات سياسية وانتخابات جديدة في البلد الذي دمرته الحرب التي استمرت ثمانية أعوام وأودت بحياة مئات الآلاف من القتلى وأجبرت الملايين على النزوح.

وقال “لا أحد يعتقد أن اللجنة الدستورية في حد ذاتها ستحل الصراع. لكن إذا تم التعامل معها على أنها جزء من عملية سياسية أشمل، فيمكنها أن تفتح أبواباً وأن تكون بداية شديدة الأهمية والرمزية لعملية سياسية”. وقال بيدرسن “أعتقد أنها مناسبة تاريخية وبالطبع هي مسؤولية ثقيلة أن يلتقي 150 سوريا لبحث ترتيب دستوري جديد لبلادهم”. وأضاف “في النهاية هم سيحددون ما نوع الدستور أو الإصلاح الدستوري الضروري لسوريا”.

التهافت على النفط

رويترز

25 و26  تشرين الأول/ أكتوبر

وجهت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها يوم السبت انتقادات حادة للخطط الأمريكية بالإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في شرق سوريا وتعزيزه ووصفت الأمر بأنه “لصوصية عالمية برعاية دولة” بدافع هو حماية مهربي النفط وليس من منطلق مخاوف أمنية حقيقية. وتابع البيان قائلاً إن القوات الأمريكية وشركات أمنية خاصة في شرق سوريا توفر الحماية لمهربي النفط الذين يجنون ما يربو على 30 مليون دولار شهرياً.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يوم الجمعة إن واشنطن سترسل مركبات مدرعة وقوات للحقول النفطية السورية بهدف منع وقوعها في أيدي متشددي تنظيم داعش. وجاءت تصريحاته بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر ألف جندي أمريكي من شمال شرق سوريا مما أتاح الفرصة لتركيا لشن عملية توغل عسكرية عبر الحدود لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي كانت حليفة للولايات المتحدة في مواجهة داعش.

أكراد تركيا ونبع السلام

رويترز

24  تشرين الأول/ أكتوبر

يقول النائب الكردي في البرلمان التركي موسى فارس أوغلاري إنه كان هدفاً لمدافع المياه والغاز المسيل للدموع بل والضرب بدروع شرطة مكافحة الشغب أثناء محاولته الاحتجاج هذا الشهر على الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا. فقد عمق التوغل التركي الذي يستهدف الفصيل الكردي السوري وحدات حماية الشعب الإحساس بالاغتراب بين الناس في جنوب شرق تركيا الذي يغلب الأكراد على سكانه. ويغذي هذا الشعور حملة تضييق تشنها السلطات التركية على الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد في البلاد.

ومنذ بدء العملية التركية في التاسع من أكتوبر تشرين الأول الجاري ألقت السلطات القبض على العشرات وعزلت رؤساء بلدية في تحقيقات بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في حين منعت الشرطة مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي بمن فيهم فارس أوغلاري من الإدلاء بتصريحات علنية.

قال فارس أوغلاري في مبنى حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر أكبر مدن الجنوب الشرقي في تركيا بينما كان عشرات من رجال الشرطة يقفون في الخارج “بلغ قمع شعبنا حداً أصبح فيه مجرد الخروج لإبداء أكثر ردود الفعل ديمقراطية يقابل برد في غاية القسوة”. وحزب الشعوب الديمقراطي هو الحزب الوحيد في برلمان تركيا الذي يعارض الهجوم على شمال سوريا وقال فارس أوغلاري إن من تحدث إليهم من السكان المحليين أبدوا تضامنهم مع أكراد سوريا.