سوريا في أسبوع، ١٩ تشرين الثاني

سوريا في أسبوع، ١٩ تشرين الثاني

صوت أميركي في الجولان
١٦ تشرين الثاني/نوفمبر

صوّتت الولايات المتحدة للمرة الأولى الجمعة ضد قرار سنوي تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين احتلال إسرائيل لهضبة الجولان، في موقف يناقض ما درجت عليه الإدارات الأميركية السابقة من الامتناع عن التصويت. وأيدت ١٥١ دولة القرار غير الملزم الذي تبنّته لجنة تابعة للجمعية العامة وصوتت ضده إسرائيل والولايات المتحدة فيما امتنعت ١٤ دولة عن التصويت.

واعتبرت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن القرار “عديم الفائدة” و”منحاز كليا ضد إسرائيل”، مبررة الاعتراض الأميركي على القرار بالدور العسكري لإيران في سوريا.

وقالت هايلي في بيان عشية التصويت إن “الفظاعات التي يواصل النظام السوري ارتكابها تثبت عدد أهليته للحكم. التأثير المدمّر للنظام الإيراني داخل سوريا يشكل تهديدا كبيرا للأمن الدولي.” واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من هضبة الجولان من سوريا في حرب ١٩٦٧ وأعلنت ضمها في ١٩٨١ في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وينص القرار على اعتبار قرار إسرائيل احتلال وضم الجولان “باطلا ولاغيا” ويدعو إسرائيل للعودة عن قرارها.

ورحّب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون بالموقف الأميركي الجديد الذي اعتبره “دلالة أخرى على التعاون الوثيق بين البلدين.” واتّخذت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا داعما لإسرائيل بقوة متحدّية قرارات الأمم المتحدة عبر نقل السفارة الأميركية إلى القدس ووقف مساعداتها المالية للفلسطينيين ومساهماتها في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وفي أيلول/سبتمبر توقّع السفير الأميركي إلى إسرائيل ديفيد فريدمان في تصريح لصحيفة إسرائيلية أن تبقى هضبة الجولان تحت سيطرة إٍسرائيل “إلى الأبد” وأشار إلى إمكانية اعتراف بلاده رسميا بالجولان على أنها إسرائيلية. لكن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جون بولتون قال خلال زيارته لإسرائيل في آب/أغسطس الماضي إن هذا الأمر غير مطروح.

ولا تزال سوريا وإسرائيل رسميا في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا طوال عقود حتى اندلاع النزاع في العام ٢٠١١. وقبل التصويت قالت الدبلوماسية الأميركية سامنتا ساتن إن موقف الولايات المتحدة إزاء الوضع القانوني لهضبة الجولان لم يتغيّر، لكن القرار لا يتوافق مع الوضع القائم على الأرض.

وقالت ساتن إن “هذا القرار لا يتصدى للعسكرة المتزايدة في الجولان وللمخاطر الكبيرة التي يشكّلها وجود إيران وحزب الله في المنطقة على إسرائيل.” وتبنّت القرار لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة. في المقابل، قال السفير السوري بشار الجعفري إن الجولان سوري وسيعود إلى سوريا “سلما أم حربا.”

ثلاثة أهداف
١٣ تشرين الثاني/نوفمبر

كرر المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، أهداف الإدارة الأميركية من وجودها في سوريا، وهي هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، وإخراج القوات الإيرانية والتوصل الى حل سياسي.

وقال في إيجاز صحافي في واشنطن، أن ذلك الهدف الأول تم التأكيد عليه بصراحة واضحة من قبل الرئيس دونالد ترامب أكثر من مرة، وأخيراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر (أيلول) الماضي، إضافة إلى الأهداف الأخرى التي تتضمن وقف إطلاق النار، وتكوين لجنة دستورية للمرحلة المقبلة.

وقال جيفري إن العملية السياسية التي يعمل عليها المبعوث الدولي لإنهاء الصراع في سوريا، ستيفان دي مستورا، عملية متجددة لا رجعة فيها، وتهدف إلى أن يقوم الشعب السوري بتحديد مصيره بمساعدة من الأمم المتحدة، وذلك لتخفيف حدة الصراع الذي يشمل إخراج جميع القوات التي يقودها الإيرانيون بأكملها من سوريا.

ولم يوضح جيفري ما الطريقة التي سيتم بها إجبار القوات الإيرانية على الخروج من سوريا؛ لكنه قال إن النظام السوري سيضغط على إيران لإخراج قواتها من سوريا، وهو ما تم التفاهم عليه مع روسيا، أثناء زيارة جون بولتون لموسكو الشهر الماضي، واللقاء الذي جمع الرئيسين ترمب وبوتين في هلسنكي الصيف الماضي. ولن تتواجه القوات الأميركية مع القوات الإيرانية بشكل مباشر في الأراضي السورية، متوقعاً أن تساهم العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران في اتخاذ هذا القرار.

مواجهة كيماوية
١٧ تشرين الثاني/نوفمبر

تتوقع الدول الكبرى مواجهة الأسبوع المقبل في اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية هو الأول لها منذ اتهام روسيا بالتجسس عليها، ومحادثات صعبة بشأن فريق تحقيق جديد لتحديد المسؤولين عن هجمات في سوريا.

وكانت موسكو قد حذرت من أن تتحول المنظمة إلى سفينة غارقة مثل “تايتانيك”، بعد تعزيز صلاحياتها لتشمل السماح بالتحقيق في هجمات مثل الهجوم في سالزبري بغاز الأعصاب على جاسوس مزدوج روسي. لكن أكثر ما يخيم على الاجتماع سيكون مسألة طرد ٤ روس اتهمتهم السلطات الهولندية، في أكتوبر (تشرين الأول)، بمحاولة قرصنة شبكة الكمبيوتر الخاصة بالمنظمة.

وأقر المدير العام الجديد للمنظمة، فرناندو أرياس، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، بأن المنظمة المكلفة بتخليص العالم من الأسلحة الكيماوية “تمر بفترة صعبة”، وعليها التكيف مع هذا “العصر الجديد.”

وسيتاح لدول كبرى، مثل روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، التعبير عن مواقفها في الاجتماع، وكذلك جميع الدول المنضوية في المنظمة، وعددها ١٩٣. لكن أرياس، الدبلوماسي الإسباني السابق الذي تولى مهامه على رأس المنظمة في وقت سابق هذا العام وسيفتتح الاجتماع الاثنين، أكد أن المنظمة “ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى.” وقال أرياس إن “الهدف الرئيسي هو تعزيز المنظمة، والحرص على الحفاظ على أكثر من ٢١ عاماً من النجاح.”

لكن في السنوات القليلة الماضية توسع دور المنظمة، ليشمل التحقيق في عدد من الهجمات الكيماوية في النزاع السوري، وكذلك في هجوم مارس (آذار) ٢٠١٨ في سالزبري، وعملية قتل الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ماليزيا في ٢٠١٧.

وسيناقش اجتماع المنظمة الأسبوع المقبل تطبيق الصلاحيات الجديدة التي اتفقت عليها الدول الأعضاء في اجتماع خاص في يونيو (حزيران)، والتي تسمح للمنظمة بتحديد المسؤوليات في هجمات. وقال أرياس إن المنظمة بصدد تشكيل “فريق صغير جداً، ولكن قوي جداً، يكلف بتحديد هوية منفذي (الهجمات) في سوريا”، ويضم نحو ٩ أو ١٠ أفراد.

وقد تم اختيار رئيس الفريق، وسيبدأ العمل مطلع العام المقبل، بتفويض للعودة وتحميل المسؤوليات في جميع الهجمات الكيماوية في سوريا منذ ٢٠١٣. ويتوقع أن تنشر المنظمة في وقت قريب تقريراً كاملاً حول هجوم كيماوي في مدينة دوما، في غوطة دمشق، في أبريل (نيسان). وكان تقرير أولي قد ذكر أنه تم رصد مادة الكلورين، وليس غاز الأعصاب. وتعارض روسيا وإيران، الحليفان الوثيقان للنظام السوري، بشدة تعزيز صلاحيات المنظمة، وتقولان إنها تمثل مجازفة بالتمادي في تسييس قراراتها.

خامس جامعة إيرانية
١٦ تشرين الثاني /نوفمبر

بعد جامعات “المصطفى” و”لفارابي” و”آزاد إسلامي” و”كلية المذاهب الإسلامية” الإيرانية، تستعد إيران لافتتاح الجامعة الإيرانية الخامسة في سوريا، إذ أعلن وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيراني، منصور غلامي، اعتزام إيران افتتاح فرع لجامعة “تربية مدرس” الحكومية في سوريا.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن “إنشاء الجامعة يهدف إلى توفير التعليم للطلاب السوريين في بلدهم.” وقال غلامي إن إقامة هذه الجامعة في سوريا، هو “لإعداد وتخريج أساتذة الجامعات”، مشيرا إلى أن الجامعة ستوفر فرصة استكمال الطلبة السوريين لدراستهم، وخصوصا مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ونقلت الوكالة عنه القول، إن “لكثير من الطلبة السوريين يتوجهون نحو إيران من أجل دراسة الماجستير والدكتوراه”، مضيفا: “نحن مستعدّون لاستقبال عدد أكبر من الطلبة.”

وفي سابقة لها أعلنت جامعة حماة نهاية الشهر الماضي توقيع اتفاقيات تعاون علمي مع ٣ جامعات إيرانية (جامعة فردوسي لمدينة مشهد، وجامعة أمير كبير التقنية، إضافة إلى توقيع اتفاق نوعي مع جامعة الزهراء للإناث).

تحذير تركي وتأهب معارض
١٧ تشرين الثاني/نوفمبر

أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي دونالد ترمب بأن أنقرة تنتظر من الولايات المتحدة وقف دعمها لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية التي تعتبرها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف من جانب البلدين كمنظمة إرهابية.

وقالت مصادر في الرئاسة التركية، أمس، إن إردوغان بحث مع ترمب، في اتصال هاتفي ليل الجمعة – السبت، أهمية التعاون الوثيق بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية. وأضافت المصادر أن الرئيسين عبرا عن ترحيبهما ببدء تسيير دوريات عسكرية مشتركة، في إطار خريطة الطريق في منبج السورية، وتناولا مسألة استكمال العملية بأقرب وقت.

وسيرت تركيا والولايات المتحدة، الخميس الماضي، الدورية الثالثة المشتركة في منبج، في إطار اتفاق خريطة الطريق الموقع بين البلدين في ٤ يونيو (حزيران) الماضي، الذي يقضي بإخراج مسلحي “الوحدات” الكردية من منبج، والإشراف المشترك على تحقيق الأمن والاستقرار فيها، حتى تشكيل مجلس محلي لإدارة شؤونها.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده لا يمكنها أن تقبل إمداد الولايات المتحدة “وحدات حماية الشعب” الكردية بالسلاح والذخيرة. بالتوازي، تتأهب “فرقة الحمزة” إحدى فصائل “الجيش السوري الحر” للمشاركة في عملية عسكرية تركية محتملة شرق نهر الفرات، حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية – العربية بدعم من الجيش الأميركي.

وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية وموقع “روسيا اليوم” بأن “الفرقة تضم نحو ٦ آلاف و٥٠٠ مقاتل من العرب والتركمان والأكراد، وتشكلت عام ٢٠١٥ لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، ودعمت القوات التركية في عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون.”

ونقلت “الأناضول” عن سيف أبو بكر قائد إحدى المجموعات التابعة للفرقة، والتي تخضع قواتها لتدريبات عسكرية بمدينة أعزاز: “الآن نجري استعدادات لعملية عسكرية محتملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرق نهر الفرات، وندرب جنودنا لذلك.” وأضاف: “ليس لدينا أي مشكلة مع أشقائنا الأكراد هناك (شرق الفرات)، وعلى العكس من ذلك سننقذهم من ظلم الإرهاب.”

وأشار إلى أن هدف الفرقة باعتبارها إحدى فصائل “السوري الحر”، هو “إنقاذ السكان شرقي نهر الفرات من ظلم تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي، مؤكداً قيام الفصائل بالتحضيرات على قدم وساق من أجل عملية محتملة.” وأضاف أن “التنظيم الإرهابي يمارس الظلم والضغط على سكان المناطق التي يحتلها.” وتابع: “قبل عملية غصن الزيتون قدمنا الدعم لأشقائنا الأكراد الفارين من ظلم الإرهابيين، وساهمنا في تشكيل لواء صقور الأكراد المؤلف من نحو ١٢٠٠ مقاتل.”

وأوضح أبو بكر أن “صقور الأكراد” ساهم بشكل فاعل في عملية “غصن الزيتون” التي طهرت عفرين من الإرهابيين. وأشار إلى مواصلة “وحدات حماة الشعب وحزب العمال احتلال منطقتي (تل رفعت) و(الشهباء) بريف حلب”، مضيفا: “بالدعم السياسي والعسكري التركي سنحرر تلك المناطق من الإرهاب.”

والجمعة، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، إن بلاده “ستنقل النجاح الذي سطرته في منطقة الباب السورية إلى شرق نهر الفرات أيضاً.” وفي ٢٤ مارس (آذار) الماضي، تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر، في عملية “غصن الزيتون”، من السيطرة على منطقة عفرين بعد ٦٤ يوماً من انطلاقها.

كما تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية “درع الفرات”، من السيطرة على مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتا الباب وجرابلس، من تنظيم داعش الإرهابي، في الفترة بين أغسطس (آب) ٢٠١٦ ومارس ٢٠١٧ ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.

آخر جيوب “داعش”
١٧ تشرين الثاني/نوفمبر

سيطرت قوات النظام السوري السبت، على منطقة تلول الصفا، آخر جيب تحصن فيه تنظيم داعش والواقع عند الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء جنوباً وريف دمشق، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبعد شنه هجمات دموية طالت مدينة السويداء وريفها الشرقي في يوليو (تموز) تسببت بمقتل أكثر من ٢٦٠ مدنياً، وخطف إثرها نحو ٣٠ مدنياً، انكفأ التنظيم إلى هذه المنطقة الوعرة التي تعرف بجروفها الصخرية القاسية وكثرة كهوفها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: “سيطرت قوات النظام السبت على تلول الصفا بعد انسحاب مقاتلي تنظيم داعش منها باتجاه البادية السورية شرقاً.” وتتعرض المنطقة منذ نحو ٤ أشهر لغارات ازدادت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة مع حشد قوات النظام تعزيزات عسكرية في محيطها وخوضها مواجهات عنيفة ضد مقاتلي التنظيم.

ويقدر عبد الرحمن عدد مقاتلي التنظيم الذين وجدوا في تلك المنطقة بين ٧٠٠ وألف مقاتل، مرجحاً أن يكون انسحابهم قد تمّ “جراء اتفاق مع قوات النظام التي حاصرتهم على مدى أسابيع واستهدفت مواقعهم بغارات كثيفة.”

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات الجيش أحرزت “تقدماً كبيراً في تلول الصفا” بعد سيطرتها “على أعلى التلال فيها.” وتتابع “تطهير المناطق المحررة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي” بعدما “قضت على أعداد كبيرة منهم.”

وتأتي سيطرة قوات النظام على هذا الجيب، بعد أيام من إعلان دمشق تحرير ١٧ مخطوفاً من نساء وأطفال احتجزهم التنظيم خلال هجمات دموية شنها في ٢٥ يوليو على محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

وخطف التنظيم حينها ٣٠ شخصاً، أعدم اثنين منهم، بينما توفيت امرأة مسنة خلال فترة خطفهم، ثم أفرج عن ٦ رهائن الشهر الماضي بموجب اتفاق تبادل أسرى مع الحكومة السورية. وقتل ٣ آخرون قبل تحرير من تبقى في ٨ الشهر الحالي.

ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص.

ضحايا التحالف
١٧ تشرين الثاني/نوفمبر

قُتل ٤٣ شخصاً غالبيتهم مدنيون من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش، جراء غارات نفّذها التحالف الدولي بقيادة أميركية، (السبت)، على آخر جيب تحت سيطرة الجهاديين في محافظة دير الزور في شرق سوريا. ومنذ أسابيع، يتعرّض هذا الجيب المؤلَّف من بلدات وقرى عدة لغارات مستمرّة ينفذها التحالف دعماً لهجوم تقوده قوات سوريا الديمقراطية المؤلَّفة من فصائل كردية وعربية ضد التنظيم في المنطقة.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، بمقتل “٣٦ مدنياً بينهم ١٧ طفلاً و١٢ امرأة من عائلات التنظيم في غارات للتحالف استهدفت، فجر السبت، قرية أبو الحسن” الواقعة قرب بلدة هجين في دير الزور. كما قُتل سبعة آخرون جراء هذه الضربات، ولم يتمكن المرصد من تحديد ما “إذا كانوا مدنيين أم متطرفين.” وقال عبد الرحمن: “إنها حصيلة القتلى الأكبر جراء غارات للتحالف، منذ بدء قوات سوريا الديمقراطية هجومها” في المنطقة في ١٠ سبتمبر (أيلول).

وكثف التحالف منذ مطلع الشهر الحالي وتيرة استهدافه لهذا الجيب، ما تسبب في مقتل العشرات من أفراد عائلات التنظيم. وقُتل ٣٨ شخصاً على الأقل بينهم ٣٢ مدنياً، الثلاثاء الماضي، جراء ضربات مماثلة استهدفت بلدة الشعفة. ومنذ بدء الهجوم، أحصى المرصد السوري مقتل ٢٣٤ مدنياً بينهم ٨٢ طفلاً جراء ضربات التحالف، الذي غالباً ما ينفي تعمّد استهداف مدنيين في ضرباته ضد الجهاديين.

وشدد المتحدث الإعلامي باسم التحالف، الكولونيل شون راين، لوكالة الصحافة الفرنسية، على أن “تفادي وقوع خسائر بشرية يشكّل أولويتنا القصوى عند توجيه ضربات ضد أهداف عسكرية مشروعة.” وأضاف: “يحقق فريقنا في كل الضربات لتحديد مصداقية أي ادعاء” عن سقوط ضحايا “ويأخذها على محمل الجد.”

واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية، الأحد الماضي، هجومها ضد التنظيم، بعد عشرة أيام من تعليقه، رداً على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد. ولم تتمكن هذه القوات من تحقيق أي تقدّم بارز منذ بدء عملياتها، بعدما استعاد التنظيم كل المواقع التي تقدّمت إليها منذ سبتمبر.

ويُقدّر التحالف وجود نحو ألفي عنصر من التنظيم في هذا الجيب. ويوضح راين أن المعركة ضد التنظيم “لا تزال معركة صعبة، ويزيد من صعوبتها استخدام التنظيم في أماكن مثل هجين، المدنيين دروعاً بشرية.” ويضيف: “يستولون (المتطرفون) على دور العبادة وأماكن أخرى كالمستشفيات ويستخدمونها للتخطيط وكمقرات قيادة.”

وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من معاقله إلى استخدام المدنيين دروعاً بشرية في محاولة للحد من الضربات الجوية ضد مواقعه ومقراته. ونفّذ التحالف في الفترة الممتدة بين الرابع والعاشر من الشهر الحالي ١٥٠ ضربة في المنطقة، وفق راين.

وإلى جانب الضربات الجوية والمدفعية التي ينفذها التحالف، تشهد المنطقة في الأسبوع الأخير اشتباكات بين مقاتلي التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية. وقال القيادي في صفوف هذه القوات ريدور خليل، لوكالة الصحافة الفرنسية: “العمليات مستمرة الآن. وأحرزنا تقدماً ميدانياً خلال الأيام الماضية لكنه تقدم حذر نتيجة حقول الألغام والتحصينات التي أسسها (داعش) من خنادق وأنفاق ومتاريس.”

واستقدمت قوات سوريا الديمقراطية وفق المرصد نحو ١٧٠٠ مقاتل من مناطق سيطرتها في اليومين الأخيرين إلى محيط الجيب الأخير للتنظيم، في إطار مساعيها لإنهاء وجود المتطرفين في شرق الفرات. ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر إلا على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص.

تعديل طفيف وجدل كبير
١٤ تشرين الثاني/نوفمبر

أدخل الرئيس السوري بشار الأسد تعديلات على القانون رقم ١٠ المثير للجدل، والخاص بملكية العقارات، تتيح لأصحاب الحقوق مزيداً من الوقت لإثبات ملكيتهم، بعد أن أثار القانون مخاوف اللاجئين والدول التي تستضيفهم. وأعطى القانون رقم ١٠ الذي أقر في أبريل (نيسان) حكومة دمشق الحق في تطوير المناطق الريفية التي تعرضت للدمار نتيجة الحرب، أو التي شيدت من دون موافقة رسمية أو سندات ملكية.

وفي بادئ الأمر أمهل القانون الناس ٣٠ يوماً فقط، من بعد الإعلان رسمياً عن تطوير إحدى المناطق، لإثبات ملكيتهم لعقارات هناك، والتقدم بطلب للحصول على تعويض، وهو إطار زمني قالت منظمات إغاثة إنه سيكون من المستحيل تقريباً على كل اللاجئين الوفاء به.

وأصدر الأسد في وقت متأخر، الأحد الماضي، القانون رقم ٤٢ الذي يمدد هذه الفترة لمدة عام، ويضيف تعديلات أخرى تشمل إعطاء أصحاب الحقوق مزيداً من الوقت لتقديم اعتراضاتهم أمام القضاء العادي، بعد انتهاء أعمال اللجان القضائية المنصوص عليها في أحكام هذا القانون. وبالنسبة لأصحاب العقارات المثبتة بالفعل في السجل العقاري، فإنهم غير مضطرين لإثبات ملكيتهم.

ولم تعلن السلطات المحلية في سوريا حتى الآن أي المناطق التي ترغب في تطويرها بموجب القانون رقم ١٠، ومن ثم فإن تأثير الإجراء أو مدى تأثيره على أصحاب الممتلكات لم يختبر بعد. وخلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام في سوريا، فر نصف عدد السكان البالغ ٢٢ مليون نسمة قبل الحرب من منازلهم، وسعى نحو خمسة ملايين للجوء في الخارج.

وفي خضم فوضى الحرب تعرض كثير من الأبنية الحكومية للدمار، وكذلك سجلات الملكية، في حين فقد لاجئون أو نازحون آخرون بطاقات هويتهم أو وثائق ملكية عقاراتهم، ما يعني أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً لإثبات حقوقهم الملكية.

وبالنسبة للاجئين في الخارج، فإن عمل توكيل بموجب القانون السوري لأحد الأصدقاء أو الأقارب في سوريا، لتقديم طلبات نيابة عنهم، يستغرق ثلاثة أشهر على الأقل، حتى لو كان لديهم جميع الوثائق السليمة. ويتطلب الأمر أيضاً الحصول على تصريح أمني، وهو ما قد يعد مشكلة للذين فروا من مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية. وعبرت الدول المستضيفة للاجئين عن قلقها إزاء القانون رقم ١٠، قائلة إنه قد يمنع اللاجئين من العودة في حالة فقدان ممتلكاتهم في سوريا.

سوريا في أسبوع، ١٢ تشرين الثاني

سوريا في أسبوع، ١٢ تشرين الثاني

قتل المسار السياسي لإنقاذه!
٩ تشرين الثاني/نوفمبر

فورين بوليسي
تتردد في الأوساط الدبلوماسية الخيارات المطروحة أمام المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا غير بيدرسن، ويطرح جوليان بارنز-داسي في مقاله في الفورين بولسي ضرورة تغيير استراتيجية العملية السياسية التي وصلت إلى طريق مسدود. ويتلخص الطرح بتجميد العملية السياسية للضغط على الفاعلين الدوليين والسوريين للانخراط في عملية أكثر جدية.

ويعتمد الضغط على حاجة مختلف الأطراف لموافقة الأمم المتحدة على المخرج لإضفاء شرعية عليه. لقد حرف الأطراف الفاعلة العملية السياسية لغايات خاصة بهم بعيدة عن مصلحة السوريين، فأمريكا تريد مواجهة إيران في سوريا، وتركيا تواجه الطموح الكردي، وروسيا تسعى لتعزيز حضورها الجيوسياسي في المتوسط. ويلخص جوليان قد يكون قتل المسار السياسي الحالي فرصة لإيجاد مسار جديد أكثر جدية.

عودة الى جيب “داعش”
١٠-١١ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
قالت قوات سوريا الديمقراطية الأحد إنها استأنفت هجوماً برياً ضد تنظيم داعش في آخر جيوبه له قرب الحدود مع العراق بعد تعليق الهجوم الشهر الماضي في أعقاب قصف تركي لشمال سوريا. وأضافت القوات أنها استأنفت عملياتها في منطقة دير الزور “نتيجة الاتصالات المكثفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي وكذلك الحركة الدبلوماسية النشطة التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود.”

وواصل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضرباته الجوية على دير الزور رغم توقف عمليات قوات سوريا الديمقراطية. وتعتبر تركيا النفوذ الكردي في شمال سوريا تهديداً لأمنها القومي. وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية رأس الحربة في قوات سوريا الديمقراطية. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً في تركيا منذ ثلاثة عقود.

وكانت الحكومة السورية قد احتجت لدى الأمم المتحدة يوم السبت بشأن هجوم جوي شنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش وأسفر عن مقتل ٢٥ مدنياً في قرية هجين بمنطقة دير الزور الشرقية. وحين سئل المتحدث باسم التحالف عن الأنباء التي تحدثت عن شن غارات جوية في تلك المنطقة يوم الجمعة قال إن التحالف “قصف بنجاح ودمر مركز مراقبة لداعش ومنطقة تجمع للمسلحين في هجين التي كانت خالية من المدنيين في ذلك الوقت.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ٤١ شخصاً بينهم ١٧ طفلاً قتلوا في موجتين من الضربات الجوية التي شنها التحالف يوم الجمعة في هجين وقرية الشعفة القريبة على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وأضاف أن غالبية القتلى عراقيون من أفراد عائلات عناصر في داعش.

حقوق المرتزقة!
١٠ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
قال قائد مجموعة روسية شبه عسكرية يوم الجمعة إن جماعات تمثل قدامى المحاربين في الجيش الروسي تعتزم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في نشر روسيا لمتعاقدين مدنيين سراً في سوريا وأوكرانيا وأفريقيا. وتجنيد المدنيين للقتال في الخارج غير قانوني في روسيا ونفى الكرملين مراراً تقارير عن مشاركة آلاف المتعاقدين الروس في القتال إلى جانب القوات الحكومية في سوريا. وقال أشخاص مطلعون على المهمة في سوريا إن أكثر من ١٠٠ مدني روسي قتلوا خلال الحملة.

لكن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها سلطة قضائية على سوريا ولم تتعامل قط مع أي قضايا مماثلة من قبل. وقال يفجيني شاباييف قائد مجموعة القوزاق شبه العسكرية إن ما يربو على ١٢ منظمة روسية لقدامى المحاربين تخطط لأن ترسل إلى فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي للتحقيق في جرائم الحرب. وقال إنه يعرف بصفة شخصية عشرات الأشخاص الذين شاركوا في مثل هذه المهام.

وقال شاباييف الذي عمل في الماضي ممثلاً لواحدة من الجمهوريات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا “الروس يقاتلون في الخارج كمتطوعين دون اعتراف رسمي من الحكومة الروسية.” ويقول قدامى المحاربين في الرسالة إنهم غير راضين عن حقيقة أن المتعاقدين الخاصين يعملون بشكل غير قانوني ولا يتمتعون بأي منافع اجتماعية أو حماية بعد ذلك.

ولا تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بالولاية القضائية إلا عندما تكون حكومة بلد ما غير راغبة أو غير قادرة على التحقيق في جريمة بالغة الخطورة، وفقط فيما يتعلق بالجرائم التي ترتكب في أراضي الدول الأعضاء. وروسيا ليست عضوا في المحكمة.

اشتباكات ومعابر
٩ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة في محافظة حماة يوم الجمعة في إحدى أعنف المعارك بشمال غرب سوريا منذ عام. وأضاف المرصد أن الجيش والقوات المتحالفة معه هاجموا مقاتلي المعارضة بالقرب من قرية حلفايا خلال الليل وسيطروا على بعض المواقع.

وقالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا) إن جنوداً قتلوا متشددين في كمين في حماة رداً على هجمات شنوها على موقع عسكري بالبنادق الآلية الثقيلة. وقال المرصد إنه لم يتضح إن كان هناك قتلى في صفوف القوات الموالية للحكومة. وذكر المرصد أن ما لا يقل عن ٢٢ من جماعة جيش العزة لقوا مصرعهم بينما أصيب العشرات في أكبر خسائر بشرية في صفوف المعارضة في شمال غرب سوريا منذ شهور عديدة.

ويقع تبادل لإطلاق النار من آن لآخر في شمال غرب سوريا منذ إبرام اتفاق في أيلول/سبتمبر بين روسيا، الحليف الرئيسي لدمشق، وتركيا التي تدعم المعارضة. ونجح الاتفاق الذي نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في منع هجوم للجيش على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وأجزاء قريبة من محافظتي حماة وحلب.

وفي الوقت الذي تتجدد الاشتباكات المتفرقة يتم فتح معبر مورك الذي يصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة في شمال حماة. مما يشير إلى دور اقتصاديات الحرب الذي لا تعكسه الاشتباكات العسكرية بالضرورة.  وفي نموذج آخر على اقتصاديات الحرب قامت تركيا يوم الخميس بفتح معبر حدودي مع عفرين بعد أن قامت بالسيطرة عليها عبر عملية عسكرية ضد القوات الكردية أطلقت عليها اسم “غصن الزيتون” وهو الاسم الذي سيطلق على المعبر.  

تركيا و”الوحدات”: توتر
٦-٧ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن تركيا لن تخفف موقفها من وحدات حماية الشعب في سوريا لتحقيق تطلعات الولايات المتحدة وذلك بعدما عرضت واشنطن مكافآت للإدلاء بمعلومات عن قادة كبار لمسلحي حزب العمال الكردستاني. وعرضت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء مكافآت للإدلاء بمعلومات تؤدي لاعتقال ثلاثة من قيادات الحزب الذي يشن تمرداً ضد الدولة التركية منذ عقود. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن تركيا تعتبر خطوة واشنطن إيجابية ولكن متأخرة.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إن الدوريات الأمريكية الكردية المشتركة قرب الحدود التركية السورية أمر غير مقبول وإنه يتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يوقفها.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد قالت يوم الجمعة إن القوات الأمريكية بدأت دوريات على الحدود في محاولة لتهدئة التوتر مع أنقرة، وإن كانت لم تذكر هل انضمت قواتها إلى هذه الدوريات. وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا إن الدوريات لم تشهد زيادة.

وفي سياق متصل قال مصدر أمني تركي يوم الأربعاء إن القوات التركية قتلت مسلحاً كردياً من وحدات حماية الشعب بعد أن أطلق النار من سوريا باتجاه تركيا، وذلك في أحدث اشتباك عبر الحدود مع المسلحين الأكراد شرقي نهر الفرات. وأضاف المصدر أن المسلح أطلق النار من منطقة رأس العين على إقليم شانلي أورفة بتركيا.

وأشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى عملية وشيكة تستهدف قوات وحدات حماية الشعب الكردية شرقي النهر، وأصدر الشهر الماضي ما وصفه بأنه “الإنذار الأخير” لمن يهددون حدود بلاده الجنوبية مع سوريا. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القوات التركية قصفت الشهر الماضي مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية قرب عين العرب. وذكرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية أن القوات التركية قتلت أربعة مسلحين أكراد الأسبوع الماضي في اشتباك منفصل عبر الحدود في نفس المنطقة.

مخيم الركبان قيد التفاوض
٧-٨ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
قال الأردن يوم الخميس إن محادثات جرت مع واشنطن وموسكو لإخلاء مخيم الركبان الذي يقطنه نحو ٥٠ ألف نازح سوري في خطوة تهدف إلى تهدئة توتر أمني قرب منطقة قد تشهد مواجهات عسكرية وتقع قرب حدودها الشمالية الشرقية مع سوريا. وذكرت وزارة الخارجية الأردنية أن المملكة تدعم خطة روسية لترتيب عودة طوعية لساكني المخيم لمنازلهم في مناطق بشرق سوريا بعد أن استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها من يد تنظيم داعش.

وتقول مصادر في المخابرات إن الخطة الروسية تتضمن التفاوض مع زعماء العشائر السورية ومقاتلين من المعارضة، دعمهم الغرب ولجأوا للمخيم من أجل توفير ممر آمن للعودة لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا ومساعدة من يريدون العودة لمنازلهم في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية. ويقول أفراد بارزون من العشائر في المخيم إن الكثير من قاطنيه ليسوا مستعدين للعودة لمنازلهم في مناطق تسيطر عليها الحكومة لأنهم يخشون من التجنيد الإجباري.

وكرر المسؤولون الأردنيون القول إنه يشتبهون بأن المخيم تسللت إليه خلايا نائمة من تنظيم داعش، وهو هاجس أمني يسيطر على عمان منذ اقتحم متشدد من التنظيم بسيارته موقعا حدوديا عسكريا أردنيا عام ٢٠١٦ وقتل سبعة حراس.

تقول مصادر في المخابرات إن حصاراً فرضته القوات الحكومية السورية على المخيم الشهر الماضي وأدى إلى نفاد مخزون الغذاء في المخيم وأثار شبح المجاعة استهدف زيادة الضغط على واشنطن.

وانتهت الأمم المتحدة مؤخراً من توزيع المساعدات على آلاف السوريين في المخيم، حيث وصلت قافلة بقيادة الأمم المتحدة تضم أكثر من ٧٠ شاحنة يوم السبت تحت حماية الجيش الروسي بعد شهور من التأخير لنقل أول شحنة من مساعدات الإغاثة من داخل سوريا إلى المخيم الواقع تحت سيطرة المعارضة.

وقالت فدوى عبد ربه بارود مسؤولة الأمم المتحدة “انتهينا من توزيع جميع المواد، الإمدادات الغذائية والصحية ومواد الإغاثة الأساسية.” وأضافت “الوضع الإنساني بأكمله في مخيم الركبان ما زال مؤلماً إذ هناك نقص في السلع الأساسية وقلق بخصوص توافر الحماية ووفاة عدد من الأطفال قيل إنهم لم يتمكنوا من الحصول على العلاج الطبي.”

تحرير رهائن السويداء
٨ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
ذكر التلفزيون الرسمي يوم الخميس أن القوات الحكومية السورية أنقذت مجموعة تضم ١٩ امرأة وطفلاً خطفها تنظيم داعش خلال هجوم على مدينة السويداء السورية وقرى مجاورة في تموز/يوليو. واحتجز التنظيم المتشدد نحو ٣٠ شخصاً عندما اجتاح السويداء انطلاقاً من جيب صحراوي خارج المدينة وقتل أكثر من مئتي شخص ونفذ تفجيرات انتحارية بسترات ناسفة. وأضاف التلفزيون أن القوات الحكومية حررت المجموعة في منطقة تقع إلى الشمال الشرقي من صحراء مدينة تدمر بعد قتال مع متشددي تنظيم داعش. وجرى تحرير ست رهائن آخرين من نفس المجموعة في تشرين الأول/ أكتوبر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في آب/أغسطس إن متشددي التنظيم قطعوا رأس أحد الرهائن.

الحق في القصف!
٧ تشرين الثاني/نوفمبر

رويترز
عبرت الولايات المتحدة يوم الأربعاء عن أملها أن تواصل روسيا السماح لإسرائيل بضرب الأهداف الإيرانية في سوريا على الرغم من تزويد موسكو الحكومة السورية بمنظومة الدفاع الجوي (إس-300).

وقال السفير جيمس جيفري، مبعوث واشنطن إلى سوريا، في مؤتمر عبر الهاتف للصحفيين “كانت روسيا متساهلة في مشاوراتها مع الإسرائيليين بشأن الضربات الإسرائيلية للأهداف الإيرانية داخل سوريا. نأمل بالطبع أن يستمر هذا النهج المتساهل.”

وذكرت موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر أنها سلمت صواريخ (إس-300) أرض جو لسوريا بعدما اتهمت إسرائيل بالتسبب بصورة غير مباشرة في إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة عسكرية روسية في أعقاب ضربة جوية نفذتها إسرائيل في مكان قريب.

وقال جيفري “إسرائيل لديها مصلحة وجودية في منع إيران من نشر منظومات قوى (أسلحة) طويلة المدى داخل سوريا كي تستخدم ضد إسرائيل، ندرك المصلحة الوجودية وندعم إسرائيل.” وأضاف أن إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة في سبتمبر أيلول أبرز المخاطر المرتبطة بوجود جيوش أجنبية عديدة تعمل على مقربة من بعضها البعض في سوريا. ونسعى حالياً إلى تهدئة الوضع ثم الانتقال إلى حل طويل الأمد.

كما قال جيفري “الروس لن ينسحبوا في حقيقة الأمر نظرا لوجودهم هناك من قبل (الصراع)، لكن لديك أربع قوى عسكرية خارجية أخرى، الإسرائيليون والأتراك والإيرانيون والأمريكيون، جميعهم يعملون داخل سوريا حالياً، إنه وضع خطير.”

تعديل طفيف للقانون ١٠
١١ تشرين الثاني/نوفمبر

سانا
أقر مجلس الشعب تعديلاً للقانون ١٠ ليصدر القانون ٤٢ تاريخ ١١-١١-٢٠١٨ الذي تضمن تعديلاً للقانون رقم ١٠ الذي أثار جدلاً واسعاً كونه يهدد حقوق السوريين في ملكياتهم في ظل مشاريع التنظيم العقاري الجديدة. وتركز التعديل على تمديد فترة تقديم الوثائق التي تثبت الملكية من شهر إلى سنة.

أوضح وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف لسانا أن التعديل يتيح الفرصة الكافية أمام المواطنين لتقديم طلباتهم بشأن ملكياتهم وحقوقهم العينية العقارية عند إحداث منطقة تنظيمية ويكرس المبادئ الدستورية في صون الملكية ويعطي الضمانات الكافية للمواطنين ولا سيما في ظل وجود مالكين خارج البلاد. وبين مخلوف أن التعديل يهدف لصون الملكيات واعتماد السجلات العقارية الرسمية كأساس في عمل لجان التقدير وحل الخلافات والتوزيع المشكلة بموجبه ويفسح المجال أمام أصحاب الحقوق ليقدموا اعتراضاتهم أمام القضاء العادي بعد انتهاء أعمال اللجان القضائية في حال عدم تمكنهم من تقديمها أمام لجنة حل الخلافات.

سوريا في أسبوع، ٥ تشرين الثاني

سوريا في أسبوع، ٥ تشرين الثاني

المبعوث الرابع: بيدرسن
٣١ تشرين الأول/أكتوبر
رويترز

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسن سيكون مبعوث الأمم المتحدة الجديد في سوريا. ويشغل بيدرسن حالياً سفير النرويج لدى الصين، وبحسب رويترز فقد حصل على موافقة غير رسمية من الأعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال جوتيريش “عند اتخاذ هذا القرار، قمت بالتشاور على نطاق واسع، بما في ذلك مع حكومة الجمهورية العربية السورية… السيد بيدرسن سيدعم الأطراف السورية من خلال تسهيل التوصل إلى حل سياسي شامل ويعتد به يلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري.”

وسيحل بيدرسن محل ستافان دي ميستورا الذي سيتنحى عن منصبه في نهاية نوفمبر تشرين الثاني، في الوقت الذي استعادت فيه الحكومة السورية، بدعم من إيران وروسيا، معظم البلاد ولا يزال فيه الاتفاق السياسي بعيد المنال.

ويأتي تعيين بيدرسن كرابع مبعوث للأمم المتحدة لسوريا بعد كوفي عنان والأخضر الابراهيمي ودميستورا، ولم يكتب النجاح لأي منهم في تحقيق خرق باتجاه الوصول إلى حل سياسي للنزاع. وتقتصر جهود الأمم المتحدة في الوقت الراهن على محاولة تشكيل لجنة لإعادة كتابة دستور سوريا.

ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق “وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه.”

داعش من جديد
٢-٤ تشرين الثاني/نوفمبر
رويترز

عاد تنظيم داعش إلى الواجهة في المنطقة، حيث تبنى التنظيم عدة أعمال ارهابية حيث تبنى التنظيم الهجوم يوم الجمعة على حافلتين لمدنيين أقباط قرب دير الأنبا صموئيل المعترف في مصر مما أدى لمقتل سبعة وإصابة ١٨ آخرين.  كما تبنى التنظيم الهجوم على زوار شيعة في العراق يوم الثلاثاء مما أدى لمقتل ثلاث زائرات شيعيات قرب مدينة خانقين الواقعة في شمال شرق العراق.

كما تبنى التنظيم تفجير سيارة ملغومة قرب موقع عسكري في مدينة الرقة السورية يوم الأحد، وقالت قوات الأمن في الرقة إن مدنيا قتل وأصيب عدة أشخاص منهم مدنيون ومسلحون.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية شنت هجوماً معاكساً ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، وذلك بعد هجوم لداعش واستعادته لأراض من القوات المدعومة من الولايات المتحدة. وشن تنظيم داعش هذا الهجوم في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق يوم الجمعة. وعزز مقاتلون شيعة عراقيون صفوفهم على الحدود رداً على ذلك وقال الجيش العراقي إنه مستعد للتصدي لأي محاولة للمتشددين لعبور الحدود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو ٧٠ من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية قُتلوا في الهجوم الذي شنه التنظيم تحت ستار عاصفة رملية وشارك فيه مفجرون انتحاريون ونساء. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها فقدت ١٤ من مقاتليها. وقال متحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من استعادة بعض الأرض لكن قوات سوريا الديمقراطية “ستعود بدعم من التحالف.”

وقال الكولونيل شون رايان المتحدث باسم قوات التحالف بحسب رويترز “هذه المعركة أخذ وعطاء في بعض الأحيان مثل أغلب المعارك العسكرية، ولقد قلنا منذ البداية إن هذا سيكون صراعاً صعباً.”

وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إن ما يصل إلى ١٥ ألف شخص ما زالوا موجودين داخل المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم وإن القتال أدى إلى نزوح نحو سبعة آلاف شخص في الأسابيع الأخيرة من هجين وهي آخر معقل رئيسي للتنظيم في سوريا على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وقالت قوات الحشد الشعبي العراقية، يوم السبت إنها عززت صفوفها على الحدود السورية، وذلك بعد تراجع قوات سوريا الديمقراطية على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي أن قوات الحشد الشعبي، التي تم دمجها بشكل رسمي في قوات الأمن في وقت سابق هذا العام، عززت صفوفها على الحدود.

وقال المركز الإعلامي لوزارة الداخلية إن طائرات هليكوبتر أسقطت منشورات على القوات العراقية والقبائل تحذرهم من محاولات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لعبور الحدود انسحابا من المواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية.

وفي يوم الأربعاء قالت قوات الحشد الشعبي الشيعية العراقية إنها قتلت اثنين من قياديي تنظيم الدولة الإسلامية أمرا بشن هجوم الأسبوع الماضي على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على الحدود بين العراق وسوريا.

المساعدات تصل الركبان
٣ تشرين الثاني/نوفمبر
رويترز

قال عضو بالمجلس المحلي لمخيم الركبان للاجئين في سوريا إن قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة وصلت يوم السبت إلى المخيم المجاور للحدود مع الأردن. وقالت الأمم المتحدة إنها أرسلت أطعمة وإمدادات تتعلق بالصحة العامة ومساعدات أخرى لنحو ٥٠ ألف شخص في مخيم الركبان وهي منطقة خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة في عملية من المتوقع أن تستمر ما بين ثلاثة وأربعة أيام.

وقال بيان للأمم المتحدة إن الهلال الأحمر العربي السوري يشارك أيضاً في القافلة التي تتضمن أيضاً حملة تطعيم عاجلة لعشرة آلاف طفل ضد الحصبة وشلل الأطفال وأمراض أخرى. وقال علي الزعتري الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق المساعدات في سوريا “بينما يمثل تسليم هذه المساعدات التي تمس الحاجة إليها إنجازا مهما يتعين إيجاد حل طويل الأمد للمدنيين الكثر المقيمين في (مخيم) الركبان.”

تركيا في كل التفاصيل
٣٠ تشرين الأول/أكتوبر، ١-٢ تشرين الثاني/نوفمبر
رويترز

تتعدد التصريحات التركية والمبادرات والتحركات الميدانية التركية في الشأن السوري خاصة في شمال البلاد، حيث يصرح المسؤولون الأتراك حول تفاصيل اتفاق إدلب ومنبج وتتضمن الخطابات إعلان قرب شن عمليات عسكرية واسعة جديدة، مما يظهر توسع الدور المحتمل التركي في مستقبل سوريا بالإضافة إلى الدور المحوري للطرف الروسي.

وقال مكتب الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بحثا الوضع في منبج وإدلب في شمال سوريا في اتصال يوم الخميس وأكدا على عزمهما تعزيز العلاقات بين البلدين. وبدأت القوات التركية والأمريكية دوريات مشتركة يوم الخميس في منطقة منبج التي كانت مصدر خلاف بين الجانبين في السنوات القليلة الماضية بعد أن سيطرت قوات كردية على أجزاء منها في هجوم مدعوم من الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية عام ٢٠١٦.

بالمقابل قالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الجمعة إن القوات الأمريكية بدأت تسيير دوريات على الحدود السورية مع تركيا لتهدئة حدة التوتر بعد تهديدات من أنقرة، وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن التحالف يقوم بزيارات عسكرية منتظمة للمنطقة ولم يزد من دورياته هناك.

قصفت القوات التركية مواقع في شمال سوريا هذا الأسبوع تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تدربها وتسلحها واشنطن. وردت قوات سوريا الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، بإطلاق النار وتعهدت بالرد على أي هجمات أخرى.

وحذرت أنقرة مرارا من أنها ستشن هجوما عبر الحدود شرقي نهر الفرات في سوريا إذا أخفق الجيش الأمريكي في ضمان انسحاب وحدات حماية الشعب. حيث تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء بسحق المسلحين الأكراد السوريين شرقي الفرات.

وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية أدت لوقف هجومها على متشددي الدولة الإسلامية في منطقة دير الزور شرق البلاد. وقال الكولونيل شون ريان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس في تصريحات عبر البريد الإلكتروني إن تعليق العمليات لا يزال ساريا فيما تتواصل المحادثات بشأن الموقف.

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الخميس إن ٢٦٠ ألف سوري في المجمل عادوا إلى منطقة في شمال سوريا حيث نفذت تركيا عملية عبر الحدود حملت اسم “درع الفرات”. وذلك “نتيجة أعمال البنية التحتية والأمن والاستقرار الذي حققته القوات المسلحة التركية في المنطقة.”

وتستضيف تركيا أكثر من ٣.٥ مليون لاجئ سوري هربوا من الصراع في بلدهم. ويعتبرهم بعض الأتراك عبئا على الاقتصاد وخطرا على الوظائف.

رفضت تركيا يوم الثلاثاء اتهامات وجهتها الحكومة السورية لها بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة إذ قالت أنقرة إن تنفيذ الاتفاق يسير وفق الخطة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة رباعية بشأن سوريا مع تركيا وألمانيا وفرنسا يوم السبت إن أنقرة تفي بالتزاماتها في إدلب التي تمثل هي ومناطق مجاورة لها آخر معقل للمعارضة المناهضة للأسد. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في تصريحات نشرت في وقت متأخر يوم الاثنين إن تركيا غير راغبة فيما يبدو في تنفيذ الاتفاق. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن المعلم قوله في دمشق “لا يزال الإرهابيون متواجدين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة وهذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب.”

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن تركيا تفعل ما بوسعها للالتزام بالتعهدات الصعبة في إدلب لكن “لا يسير كل شيء وفقا لما هو مخطط.” وأضاف أن روسيا لا ترى أن الاتفاق مهدد بالفشل.

كما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت يوم الخميس مسلحي جبهة النصرة بمحافظة إدلب السورية بمحاولة تخريب المبادرة الروسية التركية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة. ونقلت الوكالة عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة قولها “لا يزال هناك مسلحون من النصرة في إدلب لا يتوقفون عن محاولاتهم تخريب تنفيذ مذكرة التفاهم التي اتفقت عليها روسيا وتركيا.”

وأكد الزعماء في القمة الرباعية يوم السبت على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في سوريا وقالوا إن لجنة وضع دستور جديد لسوريا ينبغي أن تجتمع بحلول نهاية العام. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم يوم الثلاثاء إن تركيا ستضمن لعب دور دولي أنشط في إدلب بعد القمة.

وفي سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا يوم الجمعة عندما تعرضت محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة لقصف من جانب القوات الحكومية في أكبر عدد من القتلى يسقط خلال يوم واحد منذ إقامة منطقة منزوعة السلاح باتفاق روسي تركي حول المنطقة. وقال المرصد إن الأشخاص الثمانية قتلوا في بلدة جرجناز التي تقع على الطرف الداخلي للمنطقة منزوعة السلاح التي يتراوح عمقها بين ١٥ و٢٠ كيلومترا والتي تم الاتفاق عليها في سبتمبر أيلول.

صحة السوريين النفسية
٣٠ تشرين الأول
عنب بلدي

أصدرت شركة التأمين الصحي العامة في ألمانيا إحصائية عن الوضع النفسي والحالة الصحية للأشخاص الباحثين عن الحماية في ألمانيا. وبحسب الدراسة، التي نشرتها صحيفة  تاغس شبيغل في عددها الصادر الثلاثاء ٣٠ من تشرين الأول، فإن ما يزيد على ٦٠٠ ألف لاجئ وطالب لجوء في ألمانيا تعرضوا لصدمة نفسية واحدة على الأقل، فيما تعرض٥٨% من هؤلاء إلى صدمات نفسية متكررة.  وأظهرت الدراسة أن السوريين والعراقيين والأفغان هم الأكثر ضررًا على المستوى النفسي، نتيجة لتجارب الحرب التي عاشوها في بلادهم بالإضافة إلى معاناة رحلة اللجوء قبيل وصولهم إلى ألمانيا.

وبحسب الدراسة فإن ثلاثة من أصل أربعة لاجئين سوريين وعراقيين وأفغان متضررون نفسيًا وجسديًا ويعانون من صدمة أو أكثر، مشيرة إلى أن ٧٥% منهم قالوا إنهم تعرضوا للعنف الجسدي أو النفسي. أما عن الإصابات الحربية المباشرة من قبل مسلحين، تشير الدراسة إلى أن ٤٠% من اللاجئين الذين يعانون من صدمات نفسية، كان تعرضهم لهجمات مسلحة هو السبب في تدهور وضعهم النفسي، فيما أصيب ثلثهم بصدمة نفسية لأسباب لها علاقة بالاختطاف، و٢٠% منهم بسبب تعرضهم للتعذيب. وتقول الدراسة إن ٦% من اللاجئين المصابين بصدمات نفسية تعرضوا لأنهم ضحايا اغتصاب، و١٦% منهم كانوا شهودًا على عمليات قتل وعنف جنسي وتعذيب.

مذكرات “اعتقال” فرنسية
٥ تشرين الثاني /نوفمبر

أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في الاستخبارات في قضية تتعلق بمقتل فرنسيين-سوريين اثنين كما أفادت مصادر قضائية الاثنين.

وقالت المصادر إن المذكرات التي تستهدف رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك واثنين آخرين صدرت بتهمة “التواطؤ في أعمال تعذيب” و”التواطؤ في جرائم ضد الانسانية” و”التواطؤ في جرائم حرب.”

وصدرت مذكرات التوقيف في ٨ تشرين الاول/أكتوبر لكن تم إعلانها الاثنين بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان. والمسؤولان الآخران هما اللواء جميل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية واللواء عبد السلام محمود المكلف التحقيق في إدارة المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري في دمشق.

والمسؤولون الثلاثة مطلوبون بما يتصل بقضية اختفاء مازن وباتريك دباغ وهما أب وابنه أوقفا في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٣ وفقد أثرهما بعد اعتقالهما في سجن المزة بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان.

سوريا في أسبوع، ٢٩ تشرين الأول

سوريا في أسبوع، ٢٩ تشرين الأول

قمة اسطنبول وسورية: أربعة قادة وأربعة مواقف
٢٧ تشرين الأول/أكتوبر

دعا قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا خلال قمة عقدوها السبت في اسطنبول إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وإلى “حل سياسي” للنزاع في سوريا.

وجاء في البيان الختامي للقمة الذي تلاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الاجتماع “شدد على أهمية وقف دائم لإطلاق النار (في إدلب) مع التشديد على مواصلة المعركة ضد الإرهاب.”

وأشاد البيان ب”التقدم” الذي تحقق في إدلب بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح وانسحاب المجموعات المتشددة منها استنادا الى اتفاق تركي روسي تم التوصل إليه في أيلول/سبتمبر الماضي. وجمعت هذه القمة إضافة إلى اردوغان، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وأكد القادة الأربعة في البيان تصميمهم “على العمل معا لخلق الظروف الملائمة لضمان السلام والأمن في سوريا” و”دعم حل سياسي وتعزيز الاجتماع الدولي بهذا الشأن.”

ودعوا أيضا الى “تشكيل اللجنة الدستورية واجتماعها في جنيف قبل نهاية السنة في حال سمحت الظروف بذلك.” وجاء في البيان الختامي أيضا ان الدول الأربع “شددت على ضرورة تهيئة الظروف التي تتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين” السوريين. وفي تصريح أدلى به في ختام أعمال القمة اعتبر إردوغان السبت أنه يعود إلى الشعب السوري “في الداخل والخارج” تقرير مصير الرئيس بشار الأسد.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي روسيا إلى “ممارسة ضغط واضح جدا على النظام السوري” من أجل “ضمان وقف دائم لإطلاق النار في إدلب”، مضيفا “نعوّل على روسيا لممارسة ضغط واضح جدا على النظام الذي يدين لها ببقائه قائما.”

وقال الرئيس الروسي في تصريح صحافي إن موسكو “تحتفظ بحق مساعدة الحكومة السورية بالقضاء على أي تهديد إرهابي في إدلب في حال شن المتشددون هجمات.” كما قالت المستشارة الالمانية “علينا ان ندفع قدما بالعملية السياسية التي يجب أن تؤدي الى إجراء انتخابات حرة مفتوحة على كل السوريين ومن بينهم من هم في الشتات.”

ولم يحضر القمة بلدان فاعلان في النزاع السوري هما إيران والولايات المتحدة المتعاديتان. لكن ماكرون اتصل الخميس بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لتنسيق مواقفهما.

وإزاء نفوذ روسيا بفضل انتصارات النظام السوري، أكد وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس السبت أن روسيا لا يمكنها “أن تحل مكان الولايات المتحدة” في الشرق الاوسط.

قصف إدلب: من المسؤول؟
٢٦ تشرين الأول/أكتوبر

حمل قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة في سورية القوات  الحكومية مسؤولية قصف المنطقة العازلة في محافظتي حماة وإدلب اليوم السبت. وقال القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء: “تستمر القوات الحكومية بخرق اتفاق سوتشي بقصفها  مواقع منزوعة السلاح التي تسيطر عليها فصائل الجبهة الوطنية للتحرير،  حيث قصفت أطراف مدينة مورك في ريف حماة الشمالي بأكثر من ٢٥ قذيفة. كما قصفت بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.”

وكان “المرصد  السوري لحقوق الإنسان” أفاد عن “قصف مدفعي لقوات النظام استهدف قرية الرفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين ضمنهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء.”

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على هذه القرية الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي نصّ اتفاق أعلنته روسيا وتركيا في ١٧ أيلول/سبتمبر على إقامتها، في خطوة جنّبت محافظة إدلب هجوماً عسكرياً لوحت به دمشق على مدى أسابيع. وقال “المرصد” إن حصيلة القتلى “هي الأعلى” في إدلب منذ التوصل إلى الاتفاق الروسي التركي.

وشهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب الجمعة تبادلاً لإطلاق النار بين الفصائل وقوات النظام لليوم الثاني على التوالي، بحسب المرصد. وقتلت طفلة الخميس في قصف لقوات النظام على بلدة كفرحمرة في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب، فيما قتل ثلاثة مدنيين في مدينة حلب قبل أسبوع جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة. ومنذ إعلان الاتفاق، شهدت إدلب ومحيطها هدوءاً على الجبهات إلى حد كبير، باستثناء قصف متقطع من الطرفين.

وينص الاتفاق الروسي التركي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها. وأُنجز سحب السلاح الثقيل منها في مرحلة أولى بينما كان يتوجّب على الفصائل الجهادية إخلاؤها منتصف الشهر الحالي. ورغم عدم انسحاب الجهاديين بعد، أكدت كل من موسكو وأنقرة أن الاتفاق قيد التنفيذ. ورغم الاتفاق، تكرر دمشق رغبتها باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية بما فيها إدلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الجمعة إن بلاده “لن تسمح بتحول إدلب إلى كهوف جديدة للإرهابيين.” ورأى أنه “من الطبيعي أن تكافح الدولة السورية الإرهاب في إدلب لتخليص أبنائها من الإرهاب وبسط سيادتها عليها.”

وتعد إدلب، التي تؤوي مع مناطق محاذية لها نحو ثلاثة ملايين نسمة، المعقل الأخير للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر منها.

قصف قبل ان يجف الحبر
٢٨ تشرين الأول/أكتوبر

قالت وكالة الأناضول للأنباء الأحد إن القوات التركية قصفت مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية على الضفة الشرقية لنهر الفرات في شمال سوريا. وذكرت الوكالة أن القصف استهدف منطقة زور مغار إلى الغرب من منطقة عين العرب بشمال سوريا وكان يهدف إلى منع “الأعمال الإرهابية.”

ونفذت تركيا هجوما ضد قوات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية في وقت سابق العام الجاري، وقالت مرارا إنها ستستهدف قوات حماية الشعب الكردية إلى الشرق من نهر الفرات.

جاء القصف بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة الرباعية في اسطنبول السبت ضد “الإرهابيين” في إشارة إلى الأكراد شرق سوريا. وكان اردوغان وجه الجمعة تحذيراً أخيراً “لمن يعرضون حدود تركيا للخطر”، وقال إن أنقرة عازمة على التركيز على المقاتلين الأكراد السوريين شرقي نهر الفرات.

وأضاف أردوغان، الذي كان يتحدث لمجموعة من القياديين الإقليميين في حزب العدالة والتنمية في أنقرة، أن تركيا ستصب تركيزها على شرقي نهر الفرات في سوريا وليس منطقة منبج بسبب وجود وحدات حماية الشعب الكردية. وتعتبر أنقرة الوحدات جماعة إرهابية.

“الشمس تشرق من موسكو”
٢٦ تشرين الأول/أكتوبر

أكّد كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري خلال زيارة إلى موسكو الجمعة أنّ المعارضة “تسعى للتفاهم” مع روسيا للوصول إلى حلّ سياسي ينهي الحرب الدائرة في بلاده منذ ٢٠١١.

وقال الحريري للصحافيين قبيل لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “سعينا سابقاً ونسعى الآن وسنسعى في المستقبل إلى فتح أبواب الحوار والنقاش والتفاوض والتفاهم مع الروس من أجل الوصول إلى الحل السياسي.” وأضاف “نعتقد أنّ من مصلحة روسيا الآن أن تبحث عن الحلّ السياسيّ الشامل كما هو من مصلحتنا.”

وتابع “نعلم اليوم أنّ روسيا هي دولة مؤثّرة في الملف السوري، ودولة مؤثّرة خارج الملف السوري (…) ما زلنا نؤمن بأنّ روسيا قادرة اليوم على استثمار لحظة تاريخية تستطيع من خلالها إصلاح العلاقة مع الشعب السوري.”

وأوضح الحريري أنّ إصلاح هذه العلاقة يتطلّب من موسكو أن “تتبنّى حلاًّ سياسيّاً منطقياً لا يراعي فقط مصالح النظام، إنّما ينظر إلى الشعب الذي ثار منذ ثماني سنوات ودفع ثمناً باهظاً.”

ومنذ تدخّلت روسيا عسكرياً في سوريا في ٢٠١٥ دعماً لقوات الرئيس بشّار الأسد، دأبت المعارضة السورية على وصف هذا التدخّل بأنّه “احتلال”. لكنّ تصريح الحريري يلمّح إلى استعداد المعارضة السورية لتقديم مزيد من التنازلات في أعقاب الانتصارات العسكرية المتتالية للنظام.

وعقب لقاء الحريري ولافروف قالت موسكو إن مباحثاتهما تخلّلها “تبادل صريح للآراء” وأنّهما شدّدا خلالها على ضرورة تسوية الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن.

مواجهة على الدستور السوري
٢٥ تشرين الأول/أكتوبر

عقد مجلس الأمن الدولي  الجمعة بطلب من الولايات المتحدة للبحث في الأزمة السورية بعد رفض دمشق تشكيل لجنة برعاية الأمم المتحدة لصياغة دستور جديد.

وكان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا فشل خلال زيارته إلى دمشق الأربعاء في الحصول على موافقة الحكومة السورية على اللجنة الدستورية التي أوكلت إليه مهمة تشكيلها خلال مؤتمر حوار سوري نظّمته روسيا في سوتشي في كانون الثاني/يناير الماضي. ولم يحضر دي ميستورا اجتماع مجلس الأمن شخصياً لكنه سيشارك فيه عبر الفيديو.

وكان دي ميستورا حضر الأسبوع الماضي بنفسه إلى نيويورك لإبلاغ مجلس الأمن أنّه قرّر مغادرة منصبه نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وأنّه سيعمل خلال المدّة المتبقّية له لتذليل العقبات التي تعترض تشكيل اللجنة الدستورية. وسعى دي ميستورا خلال الأشهر الأخيرة لإنشاء لجنة دستورية تضم ١٥٠ عضواً، بهدف إعادة إحياء مسار التفاوض بين طرفي النزاع السوري.

وقدّمت كل من دمشق وهيئة التفاوض السورية المعارضة، لائحة بأسماء خمسين ممثلاً عنها، في وقت أبلغ دي ميستورا، الذي يتوجّب عليه تقديم لائحة ثالثة من خمسين اسماً، مجلس الأمن الأسبوع الماضي أنّ دمشق لم توافق على الأشخاص الذين اختارهم لعضوية اللجنة، مشدّداً على ضرورة ألاّ يهيمن أي طرف عليها. وبعد اختيار أعضاء اللجنة، سيكلّف ١٥ عضواً يمثّلون اللوائح الثلاث إجراء “اصلاحات دستورية” وفق دي ميستورا.

وتتباين قراءة كل من الحكومة السورية والمعارضة لمهام هذه اللجنة، إذ تحصر دمشق صلاحياتها بنقاش الدستور الحالي، بينما تقول المعارضة إنّ الهدف منها وضع دستور جديد.

ونقلت سانا عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى الأربعاء دي ميستورا قوله في ما خصّ عمل هذه اللجنة إنّ “كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سوريا، باعتبار أنّ الدستور وكلّ ما يتّصل به هو شأن سيادي بحت يقرّره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخّل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري.”

وتطالب الدول الغربية الموفد الأممي بأن يشكّل هذه اللجنة في أسرع وقت لاستئناف العملية السياسية بعدما طغت عليها جهود دبلوماسية موازية تقودها روسيا وتركيا وإيران.

وقاد دي ميستورا منذ العام ٢٠١٦ تسع جولات من المحادثات غير المباشرة بين دمشق والمعارضة من دون إحراز أيّ تقدّم يذكر لتسوية النزاع الذي تسبّب منذ اندلاعه في ٢٠١١ بمقتل أكثر من ٣٦٠ ألف شخص.

عاصفة “درون” أميركية على حميميم
٢٤ تشرين الأول/أكتوبر

اتهم جنرال روسي ونائب وزير  الدفاع الروسي الولايات المتحدة بمهاجمة القاعدة الجوية  الروسية الرئيسية في سورية. وقال الكولونيل جنرال الكسندر فومين في تصريحات نقلتها وكالة تاس للأنباء أن طائرة استطلاع أمريكية قامت بتوجيه ١٣ طائرة بدون طيار لمهاجمة قاعدة حميميم الجوية الروسية في كانون ثان/يناير الماضي.

ونقلت عن ” تاس” عن فومين قوله خلال منتدى أمنى في بكين إن الطائرة  الأمريكية ، من طراز P8- بوسيدون ، كانت بها خاصية “التحكم اليدوي” للطائرات بدون طيار أثناء تحليقها بالقرب منها.

وقال كوفاليوف في تقرير منفصل نقلته وكالة تاس “أظهرت هذه  الحالة أنه من الممكن إثبات وجود نظام توجيه (للتحكم في الطائرات بدون طيار) على متن طائرة التجسس الأمريكية.”

وفي ٥ كانون ثان/ يناير الماضي، هاجمت أكثر من ١٢ طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات قاعدة حميميم الجوية الروسية ومرفق طرطوس البحري في غرب سورية خلال هجوم ليلي، حسبما قالت وزارة الدفاع الروسية بعد بضعة أيام.

وقال الجيش الروسي في بيان في ذلك الوقت أن القوات الروسية تمكنت من  التغلب على إشارات لاسلكية لبعض الطائرات بدون طيار والسيطرة عليها، بينما جرى تدمير طائرات أخرى بدون طيار. وأشار الجيش الروسي حينذاك إلى أن طائرة أمريكية تحلق فوق البحر المتوسط  يمكن أن تكون متورطة في الهجوم، دون أن يوجه اتهاما. وقال الكرملين إن وجود دليل على تورط الولايات المتحدة في الهجوم على  القاعدة الروسية أمر “مثير للقلق للغاية.”

عودة “داعشية” شرق سورية
٢٨ تشرين الأول/أكتوبر

استعاد تنظيم “داعش” كافة المناطق التي خسرها على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور بشرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.

وفي العاشر من أيلول/سبتمبر، بدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة هجين في أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية.

وتمكنت تلك القوات من التقدم والسيطرة على بلدات وقرى عدة، إلا أن تنظيم “داعش” ومنذ أكثر من أسبوعين بدأ بشن هجمات مضادة واسعة مستفيداً من عاصفة رملية في تلك المنطقة الصحراوية، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “خلال هجمات واسعة استمرت منذ يوم الجمعة وحتى فجر الأحد، تمكن التنظيم من استعادة كافة المناطق التي تقدمت فيها قوات سوريا الديمقراطية.”

وأكد قيادي في قوات سوريا الديمقراطية رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس استعادة التنظيم المتطرف كافة المناطق التي خسرها خلال الأسابيع السبعة الماضية. وأعاد الأمر إلى “العاصفة الرملية ومعرفته في المنطقة أكثر من قواتنا.” وعمدت قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد والقيادي، إلى إرسال تعزيزات عسكرية.

وأوضح القيادي أنه “تم ارسال تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة إلى الجبهة، وسيتم تبديل بعض الوحدات بأخرى أكثر خبرة وأكثر قدرة على القيام بالمهمة”، مؤكدا “ستنطلق حملة عسكرية جديدة فور وصول تلك التعزيزات.” وأسفرت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية منذ يوم الجمعة، وفق المرصد، عن مقتل ٧٢ عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية. ومنذ العاشر من أيلول/سبتمبر، أوقعت المعارك نحو ٥٠٠ قتيل في صفوف الجهاديين وأكثر من ٣٠٠ مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية بحسب المرصد.

ويُقدر التحالف الدولي وجود ألفي عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية في هذا الجيب. وأكد المتحدث باسمه شون ريان لفرانس برس السبت أن “عاصفة رملية أتاحت لتنظيم داعش شن هجمات مضادة (…) لكن الآن ومع صفاء الجو، سيزيد التحالف دعمه الجوي والناري لمساندة شركائه.”

ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص.

سيول وجهنم
٢٨ تشرين الأول/أكتوبر

قالت وكالة الأناضول التركية للأنباء  إن ستة مهاجرين لاقوا حتفهم على الحدود التركية مع سوريا بعد أن جرفتهم مياه السيول. وقالت الوكالة إن المهاجرين كانوا يحاولون العبور بطريقة غير مشروعة إلى تركيا عند الحدود السورية مع إقليم خطاي التركي. ولم تذكر الوكالة جنسيات المهاجرين.

وكانت تركيا، التي تستضيف ٣.٥ مليون لاجئ سوري، نقطة انطلاق رئيسية لأكثر من مليون مهاجر اتخذوا طريق البحر للوصول إلى الاتحاد الأوروبي في ٢٠١٥ وكثيرون منهم كانوا يفرون من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

في المقابل، عاد صحفي ياباني يبلغ من العمر ٤٤ عاما اليوم الخميس إلى بلده وتناول كرات أرز أعدتها والدته، وإن كانت رؤى المستقبل غير واضحة له بعد أكثر من ثلاث سنوات أمضاها محتجزا لدى متشددين في سوريا فيما وصفه بأنه “جحيم” بدني ومعنوي.

ووصل جومبي ياسودا، الذي استقال من عمله بصحيفة يابانية لتغطية حرب العراق في ٢٠٠٣، إلى طوكيو قادما من تركيا، ليذكي نقاشا في اليابان بشأن العمل الصحفي في مناطق الحروب والذي يراه البعض مغامرة طائشة ويراه آخرون عملا صحفيا شجاعا.

وأظهرت لقطات تلفزيونية ياسودا وقد بدا عليه الإنهاك وهو يهبط درجا في طريقه إلى سيارة تنتظره بمطار ناريتا أقلته إلى مبنى آخر قريب في المطار. ورد بابتسامة شاحبة على عبارات الترحيب التي رددها صحفيون ومنها “مرحبا بك في بلادك”، ثم دخل ممرا يقوده إلى المكان الذي تنتظره فيه أسرته.

وفي وقت لاحق انحنت زوجته، وهي مغنية تعرف باسم ميو، واعتذرت أمام مؤتمر صحفي حاشد لم يحضره. وقالت وهي تغالب دموعها “يود الاعتذار عن تسببه في ضجة وقلق للناس. لكنه لحسن الحظ تمكن من العودة سالما لليابان.” وأضافت “هو يشعر بأن عليه مسؤولية شرح أكبر قدر من الأمور لكم”، وطلبت تأجيل هذا لما بعد خضوعه لفحوص طبية.

وقالت إن ياسودا لم يذكر تفاصيل كثيرة عن احتجازه وإنه أبلغ والديه اللذين كانا أيضا في انتظاره كيف كان يخشى ألا يجدهما على قيد الحياة. وأضافت أنه تناول كرات الأرز التي طهتها والدته “بسعادة بالغة.”

سوريا في أسبوع، ٢٢ تشرين الأول

سوريا في أسبوع، ٢٢ تشرين الأول

استراتيجية أميركية لسوريا
٢٢ تشرين الأول/أكتوبر

أكدت مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب طلبت من المؤسسات الأميركية تقديم مقترحات ملموسة و”خريطة طريق” لتطبيق الاستراتيجية الأميركية في سوريا.

وتتضمن الاستراتيجية الأميركية الحالية إبقاء القوات الخاصة ضمن التحالف الدولي ضد “داعش” شرق نهر الفرات وفي قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية – العراقية – الأردنية لتحقيق ثلاثة أهداف، هي “القضاء على داعش وعدم السماح بظهوره ثانية، والتخلص من القوات الإيرانية وميليشياتها، والدفع باتجاه حل سياسي برعاية الأمم المتحدة بموجب القرار الدولي 2254.”

وأوضحت المصادر أن مسؤولين وخبراء أميركيين يدرسون كيفية “استخدام وسائل الضغط والنفوذ بما في ذلك السيطرة على ثلث الأراضي السورية و٩٠ في المائة من النفط السوري ونصف الغاز السوري للضغط باتجاه تحقيق الأهداف الثلاثة”، مشيرة إلى أن البيت الأبيض ينتظر هذه المقترحات نهاية العام الجاري.

“قبعات بيضاء” في كندا
١٩ تشرين الأول/أكتوبر

أعلنت الحكومة الكندية الجمعة أنّها تستعدّ لتوطين مجموعة من متطوّعي “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، وأفراد من عائلاتهم، مشيرة إلى أنّها لن تعلن عن موعد وصولهم لأراضيها ولا أين سيتم توطينهم.

وقالت وزير الخارجية كريستيا فريلاند ووزير شؤون الهجرة واللاجئين والجنسية أحمد حسين في بيان مشترك إنّ “كندا تعمل مع مجموعة أساسية من الحلفاء الدوليين على إعادة توطين مجموعة من الخوذ البيضاء وعائلاتهم بعد أن اضطروا إلى الفرار من سوريا نتيجة استهدافهم تحديداً من قبل النظام السوري وداعمته روسيا.”

وأضاف البيان أنّ متطوّعي الخوذ البيضاء “شهدوا بأمّ العين، بوصفهم مسعفين، بعضاً من أكثر الجرائم المروّعة التي ارتكبها نظام الأسد المجرم.”

وكان الأردن أعلن في ٢٢ يوليو (تموز) الماضي أنه استقبل ٤٢٢ من عناصر «الخوذ البيضاء، فرّوا من مناطق جنوب سوريا قبل استعادة قوات النظام السيطرة عليها، وذلك بهدف إعادة توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا.

والأربعاء أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن ٢٧٩ عنصراً من هؤلاء العناصر غادروا المملكة لإعادة توطينهم في دول غربية.

وتعرّف العالم على أفراد “الخوذ البيضاء” بعدما تصدّرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن عالقين تحت ركام المباني أو يحملون أطفالا مخضّبين بالدماء إلى المشافي.

وظهرت مجموعة “الخوذ البيضاء” عام ٢٠١٣، عندما كان الصراع السوري يقترب من عامه الثالث. ومنذ تأسيسها، قتل أكثر من ٢٠٠ متطوّع في صفوفها وأصيب نحو ٥٠٠ غيرهم.

قمة رباعية عن سوريا
١٨ تشرين الأول/أكتوبر

أعلنت أنقرة أن قمة رباعية بشأن سوريا، تضم قادة كل من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، ستعقد في إسطنبول في ٢٧ أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالين، في بيان، إن القمة التي ستعقد برعاية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيحضرها إلى جانبه كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأضاف أن القادة الأربعة سيبحثون خلال القمة الوضع الميداني في سوريا، واتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب الذي توصل إليه الرئيسان إردوغان وبوتين خلال اجتماعهما في سوتشي في ١٧ سبتمبر (أيلول) الماضي، والعملية السياسية، ومختلف جوانب الأزمة السورية.

وأشار كالين إلى أنه من المتوقع أن تتم خلال القمة الرباعية “مواءمة الجهود المشتركة لإيجاد حل دائم للأزمة في سوريا.”

وسبق أن التقت وفود من الدول الأربع في إسطنبول في ١٤ سبتمبر الماضي للتحضير للقمة، وقد ترأس كالين الوفد التركي، فيما ترأس الوفد الألماني يان هيكر مستشار الأمن القومي للمستشارة أنجيلا ميركل، وفيليبي اتينه كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس إيمانويل ماكرون، وترأس الوفد الروسي يوري أوساكوف كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين.

وتناول الاجتماع التحضيري، الذي استمر نحو ٣ ساعات، الملف السوري، خصوصاً التطورات بشأن منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب (شمال غربي سوريا)، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وملفات إقليمية أخرى.

وضمت الوفود فرقاً فنية من أجل الترتيب للقمة الرباعية التي دعا إردوغان، في يوليو (تموز) الماضي، إلى عقدها في سبتمبر الماضي، لكن تأخر انعقادها.

مهلة إضافية لإدلب
١٥ تشرين الأول /أكتوبر

انتهت ليلة الأحد الماضي المهلة التي حددها اتفاق سوتشي الروسي – التركي لـ”هيئة تحرير الشام”، التي تشكل “جبهة النصرة” (سابقاً) قوامها الأساسي، من أجل إخلاء المنطقة العازلة منزوعة السلاح في إدلب، من دون رصد انسحاب أي منها، بحسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وسعت تركيا لإقناع الهيئة، التي ترتبط بتنظيم القاعدة، بتنفيذ الاتفاق بهدف تجنب شن هجوم من جانب النظام السوري تخشى تركيا من أنه قد يتسبب في موجة جديدة من اللاجئين باتجاه حدودها.

إلا أن تركيا استطاعت تنفيذ الخطوة الأولى من الاتفاق، بإقناع الفصائل المسلحة في إدلب بتسليم أسلحتها الثقيلة بحلول العاشر من أكتوبر الحالي.

وذكر يان إيغلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمس، أن روسيا وتركيا تعتزمان إتاحة مزيد من الوقت لتطبيق اتفاقهما الخاص بعدم التصعيد في منطقة إدلب، “وهو ما يدعو لارتياح كبير” في منطقة يعيش بها ٣ ملايين نسمة.

لكن إيغلاند قال إنه لا يزال هناك “مليون سؤال بلا إجابة” بشأن كيفية نجاح الاتفاق وما سيحدث إذا رفضت الجماعات المصنفة إرهابية إلقاء أسلحتها.

وأضاف إيغلاند بعد اجتماع دوري في جنيف بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا، أن روسيا أكدت أن دمشق سحبت القانون العاشر “الذي يبعث على القلق الشديد” لما يجيزه من مصادرة أراض وعقارات من اللاجئين.

وإدلب ومناطق مجاورة لها هي آخر معقل للمعارضة التي انتفضت ضد الرئيس بشار الأسد عام ٢٠١١، وحذرت الأمم المتحدة من أن معركة لاستعادة سيطرة الأسد على المنطقة قد تكون أسوأ معارك الحرب المستمرة منذ ٧ سنوات.

وأنشأت تركيا وروسيا منطقة عازلة بعمق بين ١٥ و٢٠ كيلومترا في الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، وكان مقررا في الأساس

إخلاؤها من الأسلحة الثقيلة والجماعات المتشددة بحلول يوم الاثنين الماضي.

وقال إيغلاند: “سيكون هناك مزيد من الوقت للدبلوماسية”. وأضاف: “تشجعت بما سمعت من قول كل من روسيا وتركيا إنهما متفائلتان، وإن بإمكانهما تحقيق الكثير عن طريق المفاوضات، وإن لديهما مشاعر إيجابية بشكل عام بشأن تنفيذ هذا الاتفاق وهو يوفر لإدلب حالة من الارتياح وتوقف القتال.”

وأفاد المسؤول الدولي بأن هناك ١٢ ألف عامل إغاثة في المنطقة، وبأنه مر على إدلب ٥ أسابيع حاليا دون أن تتعرض لضربات، وهو شيء لا يستطيع أن يتذكر أنه حدث في السنوات الثلاث الماضية.

أربعة مرشحين لخلافة دي ميستور
١٨ تشرين الأول/أكتوبر

تجري مفاوضات روسية – غربية لاختيار واحد من ٤ مرشحين لخلافة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي سيترك منصبه في نهاية الشهر المقبل.

كان دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن أنه سيستقيل من منصبه في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعد أكثر من ٤ سنوات قضاها في منصبه باعتباره ثالث مبعوث دولي إلى سوريا بعد الراحل كوفي أنان والدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي. كما سيتنحى مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند رئيس المجلس النرويجي للاجئين.

منذ إعلان دي ميستورا نيته التنحي، انتقلت المشاورات بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والدول الخمس دائمة العضوية إلى مستوى جديد من التشاور بحثاً عن المبعوث الخامس إلى سوريا. وبحسب المعلومات، هناك ٤ مرشحين: الأول نيكولاي ملادينوف ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية منذ بداية ٢٠١٥ الذي كان وزيراً لخارجية بلغاريا. ويبدو أن الجانب الروسي اعترض عليه معتبراً إياه “قريباً من أميركا وليس محايداً.” كما أن دمشق أبلغت موسكو بتحفظات عليه بسبب “مواقف سياسية كان أدلى بها ضد دمشق عندما كان وزيراً لخارجية بلغاريا.”

الثاني مبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الذي كان وزيراً لخارجية سلوفاكيا. تردد أن واشنطن تحفظت عليه لـ”قربه من موقف روسيا”، إضافة إلى اعتقادها أن وجوده “ضروري حالياً في العراق الذي يشهد تشكيل حكومة وعملية سياسية بعد إجراء الانتخابات.”

الثالث وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة. دفعت موسكو ودول عربية كي يتسلم لعمامرة خلافة دي ميستورا. لكن دولاً غربية اعترضت على ذلك. وأسند معترضون على مواقف سابقة “تنفي عنه صفة الوسيط”، مشيرين إلى قوله في ديسمبر (كانون الأول) ٢٠١٦ على هامش مؤتمر السلم والأمن في أفريقيا: “ماذا حصل في حلب؟ الدولة (السورية) استطاعت أن تسترجع سيادتها وسيطرتها على المدينة، وهؤلاء الناس كانوا يحلمون بأن الإرهاب سينصر في حلب وفي أماكن أخرى، فبعدما فشل الإرهاب هناك يظنون أنه ممكن نجاحه في الجزائر التي كانت الدولة الأولى التي انتصرت استراتيجياً على الإرهاب.”

الرابع غير بيدروسون سفير النرويج لدى الصين منذ يونيو (حزيران) ٢٠١٧ ومندوب النرويج السابق لدى الأمم المتحدة بين ٢٠١٢ و٢٠١٧ وممثل الأمم المتحدة في لبنان بين ٢٠٠٥ و٢٠٠٨. وبسبب التحفظات المتبادلة بين روسيا ودول غربية، قدمت أوساط غوتيريش اسم بيدروسون حلاً وسطاً، وإن كان بعض المصادر الروسية أشار إلى أنه “يمثل دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).”

وفد روسي في دمشق
١٩ تشرين الأول/أكتوبر

نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله خلال لقائه المبعوث الروسي الكسندر لافرينتييف الجمعة: “بعض الدول في المنطقة وكثير من الدول الغربية تواصل التدخل في المسار السياسي وممارسة الضغوط لفرض إرادتها على السوريين، وهو ما قد يعيق إحراز أي تقدم… وهي متمسكة بحقها الذي كفلته المواثيق الدولية بعدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونها الداخلية.”

وكان لافرنييف زار السعودية وقطر بالتوازي مع جولة قام بها المبعوث الاميركي إلى سوريا جيمس جيفري الى السعودية وقطر وتركيا.

وعرض لافرينتييف على الأسد نتائج جولته التي شملت عدداً من الدول العربية قبل زيارته إلى دمشق، مؤكداً أن “بلاده تسعى من خلال هذا الحراك الدبلوماسي إلى تبادل الآراء حول قضايا المنطقة، خصوصاً العملية السياسية في سوريا واستكمال معركة القضاء على الإرهاب بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها”، بحسب “سانا.”

“تصفية ٨٨ ألف مسلح”
٢٠ تشرين الأول/أكتوبر

أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو السبت مقتل قرابة ٨٨ ألف مسلح من الفصائل المعارضة والمقاتلة في سوريا خلال السنوات الثلاث،  منذ تدخل موسكو لدعم القوات الحكومية، وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية.

ونقل البيان عن شويغو قوله خلال منتدى في سنغافورة إنه “على امتداد العملية، تم القضاء على اكثر من ٨٧٥٠٠ مسلح وتحرير ١٤١١ بلدة وأكثر من ٩٥ في المئة من الأراضي السورية.” وقال شويغو “لقد تمت تصفية معظم المسلحين.”

ويفيد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا أن ما يقرب من ٣٦٥ ألف شخص قتلوا خلال النزاع الذي اندلع قبل سبع سنوات.

تدخلت روسيا في النزاع في أيلول/سبتمبر ٢٠١٥ ووفرت الإسناد الجوي لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال شويغو إن القوات الجوية الروسية نفذت أكثر من ٤٠ ألف مهمة قصف وأصابت نحو ١٢٠ ألف هدف للبنية التحتية “الإرهابية.”

وقال وزير الدفاع إن “القوات المسلحة السورية تسيطر حاليا على الأراضي التي يعيش فيها أكثر من ٩٠% من السكان.”

غير أن القتال يستعر في الشرق حول عدة قرى يسكنها ١٥ ألف شخص، بينهم مسلحون من “داعش” وأسرهم الذين تعرضوا لهجوم القوات الحكومية السورية والقوات الكردية، وفر ٧ آلاف مدني.

خلاف حول “حصة دمشق”
١٨ تشرين الأول/أكتوبر

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر فاليداي في سوتشي الروسية ان موسكو ساعدت قوات الحكومة للسيطرة على ٩٥ في المئة من اراضي سوريا، الأمر الذي أكد عليه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في سنغافورة.

في المقابل، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري بأن ٤٠ في المائة من سوريا “لا تخضع لسيطرة النظام”، لافتا إلى أن حلفاء واشنطن وأنقرة يسيطرون على هذه المناطق.

ونقل بيان أميركي أمس عن جيفري قوله خلال زيارته تركيا: “يتفق الأتراك مع أهدافنا الأساسية في سوريا التي أوضحها بشكل لا لبس فيه الرئيس (دونالد ترمب) أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. أي، إخراج إيران من سوريا تماماً لأن إيران عامل يساعد على إشعال الأمور في العملية برمتها. ثانياً، تهدئة الوضع العسكري في إدلب، حيث عقد الأتراك صفقة مع الروس. وإعادة تنشيط العملية السياسية.”

وأضاف: “الرئيس ترمب قام بنشر تغريدات على ‘تويتر’ تلخّص ما كنا نقوله للروس وآخرين، ومضمونه هو أن أي هجوم في إدلب سيكون تصعيداً طائشاً للصراع. وهذا مهم جداً لأن رأينا هو أن الوقت قد حان لوقف القتال. لقد كان هناك – ولا يزال – نحو ثلاثة ملايين شخص في إدلب. نصفهم تقريبا من النازحين من مناطق أخرى من سوريا. وهناك أيضا ما يقرب من ٥٠ إلى ٧٠ ألف مقاتل، معظمهم جزء من المعارضة التي كنا نعمل معها والتي لا يزال الأتراك يتعاملون معها. وهناك عدد يتراوح ما بين ٧٠٠٠ و٨٠٠٠. أو ربما أكثر، ١٠،٠٠٠ شخص، يُدعون منظمات إرهابية، وبشكل أساسي هيئة تحرير الشام، وهي فرع من النصرة، التي هي أساسا فرع من تنظيم القاعدة، وأيضا بعض عناصر من “داعش”، ومن ثم بعض فروع أخرى من حركة القاعدة.”

تابع: “لدينا إذن وضع متشابك جداً هناك، على أن الأمر كان سيتحول إلى فوضى عارمة إذا كان أي طرف قد دخل على الخط، وكان يمكن أن يكون – يعني في الأساس نهاية المقاومة المسلحة للحكومة السورية. لكن الأتراك وقفوا في وجه ذلك.”

وأضاف جيفري: “هذه خطوة مهمّة جدا لأن ما حدث هو أن الصراع قد تجمّد ليس في تلك المناطق فحسب، بل إن الصراع تجمد بشكل أساسي في كل المناطق الأخرى. ونحن لدينا قوّات في الجنوب وفي الشمال الشرقي تتابع عملياتها ضد “داعش.” والأتراك أيضا لديهم مواقع في شمال إدلب وفي عفرين وفي منطقة الباب. لذا فإن ٤٠ في المائة من البلاد لا تخضع لسيطرة النظام، ونحن نتحدث مع الأتراك حول كيف يمكننا الآن أن ننتقل، مرة أخرى، إلى كلام الرئيس، وننشّط العملية السياسية الآن.”